الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب رَفْعِ الأَيْدِى فِي الدُّعَاءِ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ دَعَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَفَعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» .
ــ
مصدرية، ولو أراد بالشرطية ما أفاده الكلام من أن شرط الإجابة عدم العجلة. فهو أمر واحد كما نبَّهناك عليه.
ثم قال: فإن قلت: هذا يقتضي إجابة كل دعوة انتفى فيها العدمان مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ثلاثة فأعطي اثنتين، ولم يعط الثالثة. قلت: العجلة من جبلة الإنسان، وهذا يدل على اعتقاده أن عدم إعطائه الثلاثة لوجود العجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا خطى عظيم وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الحكيم الذي يرشد الناس على طريق الصواب. فكيف يترك هو ذلك الطريق. والتحقيق في هذا المقام أن لقبول الدعاء شرائط:
الأول: أن لا يكون من قلب لاه كما رواه الترمذي.
[الثاني]: أن لا يكون إثمًا ولا قطيعة رحم.
الثالث: أن الإجابة لا تنحصر فيما سأله بل إنما يجيبه إلى ذلك أو يصرف عنه السوء به، أو يدخر له ما هو خير له كما رواه أحمد، ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هذا القبيل، فإنه أعطاه مقامًا محمودًا يرغب إليه آدم ومن دونه، والله الموفق. ومن آداب الدعاء: تقديم الوضوء. واستقبال القبلة، وتقديم التوبة والحمد والثناء وقت السحر وإن كان في السجود كان أولى.
باب رفع الأيدي في الدعاء
(وقال أبو موسى: رفع النبي صلى الله عليه وسلم) سبق مسندًا في غزوة أوطاس، وهنا أيضًا في أبواب الدعوات لمَّا بلغهُ قتل أبي عامر الأشعري (وقال ابن عمر: رفع النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) وذلك أنه أرسله إلى بني جذيمة، وكانوا قد أسلموا فلما رأوا خالدًا أسرعوا يقولون: صبأنا صبأنا، فظن خالد أنهم يقولون هزؤًا فإن الكفار كانوا يقولون لمن أسلم صبأ فلان.