الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - باب الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَهْىَ الْحَاقَّةُ لأَنَّ فِيهَا الثَّوَابَ وَحَوَاقَّ الأُمُورِ، الْحَقَّةُ وَالْحَاقَّةُ وَاحِدٌ، وَالْقَارِعَةُ، وَالْغَاشِيَةُ، وَالصَّاخَّةُ، وَالتَّغَابُنُ غَبْنُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ.
6533 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنِى شَقِيقٌ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ» . طرفه 6864
6534 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ
ــ
باب القصص يوم القيامة
(وهي الحاقة) أي: يوم القيامة وتأنيث الضمير باعتبار الخبر أو باعتبار أن اليوم عبارة عن الساعة، ومعنى الحاقة أي: ذات حواق أي: أمور ثابتة والصاخَّة قال الجوهري: من الصخة سميت بذلك لوقوع الصخة فيها والصخة -بتشديد الخاء المعجمة- الإصماء يقال: صخّ وأصاخ بمعنى واحد ففيه مجاز عقلي كما أشار إليه الجوهري، وقُس عليه القارعة والغاشية.
6533 -
(أول ما يقضى بين العباد بالدماء) وهذا في حقوق العباد فلا يُنافي ما رواه مالك في الموطأ والنسائي: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة" وأما على قول علي: "أنا أول من يجثو بين يدي الله" فهو راجع إلى الدماء.
6534 -
(فمن كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها) يقال: تحلَّلته واستحللته فأسئلته إذا سألته أن يجعلك في حلٍّ.
ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ». طرفه 2449
6535 -
حَدَّثَنِى الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِىِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا» . طرفه 2440
ــ
6535 -
(الصّلت) بصاد مهملة (زُريع) بضم المعجمة مصغر زرع. {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43]. كذا وقع في جميع النسخ من السند قيل: إنما قدمه على تمام السند إشارة إلى شدة الارتباط بين الآية والحديث (عن أبي المتوكل الناجي) بالنون والجيم ..... اسمه عليٌّ (يخلص المومنون) من الحساب الذي بينهم وبين الله " (فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار) " بعد جوازهم على الصراط.
قال بعض الشارحين: إن دلّ دليل على أن القنطرة واحدة فهذه من تتمة الأولى. وهذا شيء لا يُعقل فإن الصراط أدق من الشعر. ليس يصلح الوقوف عليه. فلا بدَّ من فضاء عظيم حتى يقف فيه هذا الجسم الصغير وكأنه فهم من قوله: (على قنطرة) أنهم عليها، وليس كذلك بل المعنى أنهم يُحبسون في الفضاء مشرفين على قنطرة عليها ملائكة يمنعونهم من دخول الجنة. قيل: هذا في غير من دخل الجنة بغير حساب وغير واقع في النار ويخرج بالشفاعة.
قلت: الأول ظاهر دون الثاني.
فإن قلت: ما الحكمة في أن حقوق العباد لم تستوف في الموقف؟ قلت: الظاهر والله أعلم أن المؤمن إذا نجا من النار وهو على نشاط وليس قدامه إلَّا الجنة وهو مشتاق إليها لا يناقش أخاه المؤمن بل يعفو ويصفح.
(فوالذي نفس محمَّد ليده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا).
فإن قلت: كيف يكون أهدى إلى موضع لم يره قط من موضع كان فيه دهر؟ قلت: قد تقدم أنه يعرض عيه مقعده كل غداة وعشية.