الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بها حور عينٍ لو رآها زهيرها
…
لصيّر خدّيه لأقدامه بسطا
إذا ما تجلّى للأفاضل حسنها
…
أدارت عليهم من لواحظها اسفنطا
وتحجب عمّن قد تردّى لجهله
…
وأصبح جلباب الحيا عنه منعطّا
ولا غرو ألاّ يدرك الشمس ذو عمىً
…
على قلبه من الجهالة قد غطّى
صفاتٌ عزتها نسبةٌ قرشيّةٌ
…
إلى من سما مجداً وأكرم بهم رهطا
الحسن بن محمد بن جعفر
بن عبد الكريم بن أبي سعد الصاحب قوام الدين بن الطراح
.
كان من بيت علم ورئاسه، وحديث ونفاسه، وكان أخوه فخر الدين أبو محمد المظفر بن محمد له تقدم عند التتار، وحرمة لا يحجبها استتار. وقدم هذا قوام الدين القاهره، وكان حسن الصحبة والمحاوره، ظريف المنادمه، كريم المجاوره، وله معرفة بنحو ولغة ونجو وحساب، وأدب لم يكن لغيره فيه احتساب.
أخبرني من لفظة العلامة أثير الدين أبو حيان قال: قدم علينا القاهرة. وقال لي: إني أول من تشيع من بيتنا، قال أثير الدين: وكان فيه تشيع يسير، ثم إنه سافر إلى الشام وكر منها راجعاً إلى العراق مع غازان، وكنت سألته أن يوجه إلينا شيئاً من أخباره وعمن أخذ من أهل العلم، وشيئاً من شعره فوجه لي بذلك وكتب لي من شعره بخطه:
غدير دمعي في الخدّ يطّرد
…
ونار وجدي في القلب تتّقد
ومهجتي في هواك أتلفها الش
…
وق وقلبٌ أودى به الكمد
وعدك لا ينقضي له أمدٌ
…
ولا الليل المطال منك غد
ومنه:
لقد جمعت في وجهه لمحبّه
…
بدائع لم يجمعن في الشمس والبدر
حبابٌ وخمرٌ في عقيقٍ ونرجسٍ
…
وآسٌ وريحانٌ وليلٌ على فجر
وقال: كتب إلي أخي أبو محمد المظفر يعاتبني على انقطاعي عنه، وهو الذي رباني وكفلني بعد أبي:
لو كنت يا ابن أبي حفظت إخائي
…
ما طبت نفساً ساعةٌ بجفائي
وحفظتني حفظ الخليل خليله
…
ورعيت لي عهدي وصدق وفائي
خلّفتني قلق المضاجع ساهراً
…
أرعى الدّجى وكواكب الجوزاء
ما كان ظنّي أن تحاول هجرتي
…
أو أن يكون البعد منك جزائي
قال: فكتبت إليه:
إن غبت عنك فإنّ ودّي حاضرٌ
…
رهنٌ بمحض مودّتي وولائي
ما غبت عنك بهجرةٍ تعتدّها
…
ذنبا عليّ ولا لضعف ولائي
لكنّني لما رأيت يد النّوى
…
ترمي الجميع بفرقةٍ وتنائي
أشفقت من نظر الحسود لوصلنا
…
فحجبته عن أعين الرقباء
انتهى كلام الشيخ أثير الدين.
قلت: وتوفي المذكور رحمه الله تعالى في أوائل المحرم سنة عشرين وسبع مئة ببغداد، ودفن بمشهد موسى الجواد.