الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى
…
فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
ولم يزل على حاله إلى أن توجه إلى مصر، فطعن بها وتردى برداء تربها.
وتوفي - رحمه الله تعالى - في يوم الاثنين ثامن شهر رجب الفرد سنة أربع وستين وسبع مئة.
كان هذا عز الدين أصغر من أخيه بدر الدين، كان يعمل بيده عدة صنائع ويعاني التصوير، ويصنع ذلك، ولم يكن في ذلك مجيداً، كما جود نجارة العود، فإنه نجز للأمير سيف الدين طقطاي الدوادار عوداً كان عجباً من العجائب، وكان يلعب بالعود، ووقفني مرة على مصنف، وضعه في الموسيقى.
وكان قد دخل بعد وفاة أخيه بدر الدين إلى ديوان الإنشاء بدمشق وأقام به في قلة محصول من معلومه وتأخره، إلى أن قطع الناس في أيام الوزير فخر الدين بن قروينه، وكان في جملة من قطع، ثم إنه يستكتب في الديوان على كتب القصص بغير معلوم.
وفي أيام القاضي جمال الدين بن الأثير منع من ذلك، فساءت حاله وتوجه في صحبة شمس الدين بن أبي السفاح إلى مصر، فطعن في يوم والثاني. وتوفي رحمه الله تعالى، وكان يكتب مقارباً وينظم كذلك.
؟
الحسين بن عمر
ابن محمد بن صبرة، مؤنث صبر: الأمير عز الدين.
كان من الأمراء بدمشق، وتولى بها الحجوبية، وهو من بيت له في السيادة سمو، ومن أصل له في الرياسة نمو، ومن قبيل لهم في المكارم رواح وغدو.
وعمر إلى أن بلغ الثمانين، ووقف جواد عمره الركض في تلك الميادين، نقل في آخر عمره إلى طرابلس على إقطاع ضعيف، وخبز ما يشبع من أكله وحده من غير مضيف.
ولم يزل بها إلى أن فقد الصبر ابن صبره، ونزل بعد بلوغ الثريا قبره.
وتوفي رحمه الله تعالى في شهر رجب الفرد سنة خمس عشرة وسبع مئة.
وكان أولاً بدمشق حاجباً مدة، وولي الصفقة القبلية عوضاً عن الرستمي في ذي الحجة سنة ست وسبع مئة إلى أن نقل آخر عمره إلى طرابلس على إقطاع ضعيف، فكثر الدين عليه وساءت حاله وقل ماله، وكانت نقلته إلى طرابلس في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وسبع مئة.
أنشدني لنفسه إجازة العلامة شهاب الدين أبو الثناء محمود ما كتبه إلى الأمير عز الدين بن صبره لما كان بطرابلس:
سلوا عنّي الصّبا فلها بحالي
…
وحمل رسائل العشّاق خبره
لتخبركم بأنّي حيث كنتم
…
حليف صبابة بكم وعبره
وإني في البعاد وفي التداني
…
وحيث حللت عبدٌ لابن صبره
أميرٌ هام بالإحسان وجداً
…
به فكأنه من حيّ عذره
تواضع كالنجوم دنت سناءً
…
لنا وعلت فأعلى الله قدره
من القوم الأولى كرموا حدوداً
…
وآباءً وأعماماً وأُسره
فللدنيا بهم شرفٌ وفخرٌ
…
وللإسلام تأييدٌ ونصره