الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشّرع قد أعلى الإله مناره
…
فتراه وهو مشيّد الأركان
فلأجل ذا تمتدّ مدّة ملكه
…
محروسةً في السّرّ والإعلان
الحسن بن مظفر
بن عبد المطلب بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد
الشريف العدل شمس الدين أبو محمد الحسيني المنقذي الدمشقي.
روى عن الفخر الإربلي وأبي نصر بن الشيرازي وعبد العزيز بن الدجاجية، وإبراهيم الخشوعي، وناب في الحبسة مديدة، وكان في جملة الشهود.
وسمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وكان قد ابتلي ببلغم، فكان إذا مشى تعدو بغير اختياره، ثم يسقط ويستريح ويقوم.
توفي رحمه الله تعالى سنة سبع وتسعين وست مئة.
الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك
جلال الدين بن شواق، بالشين المعجمة والواو المشددة وبعد الألف قاف، الإسنائي.
كان جواداً كريما، عاقلاً حليما، فاضلاً أديبا، كاملاً لبيبا، نبيه القدر، واسع الصدر، يشعر فيأتي بالرياض اليانعه، ويهز بالطرب سامعه، أبي النفس لا يرى الضيم، ولا تدخل غادة شمسه تحت ستر غيم.
لم يزل في نفاسته ومعارج رياسته إلى أن هبط من أوج قدره إلى حضيض قبره.
ووفاته رحمه الله تعالى سنة ست وسبع مئة.
ومولده سنة إحدى وثلاثين وست مئة.
كان بنو السديد بإسنا يحسدونه ويعملون عليه، فعلموا عليه بعض العوام، فرماه بالتشيع. ولما حضر بعض الكاشفين إلى إسنا حضر إليه شخص يسمى عيسى بن إسحاق وأظهر التوبة من الرفض، وأتى بالشهادتين، وقال: إن شيخنا ومدرسنا حضر إليه في هذا جلال الدين بن شواق، فصادره الكاشف؛ أخذ ماله، فجاء إلى القاهرة، وعرض عليه أن يكون في ديوان الإنشاء فلم يفعل، وقال: لا، تركت أولادي يقال لهم من بعدي: أبوكم خدم وعرض عليه أن يكون شاهد ديوان حسام الدين لاجين قبل السلطنة فلم يفعل.
قال الفاضل كمال الدين الأدفوي: أخبرني الفقيه العدل حاتم بن النفيس الإسنائي أنه تحدث معه في شيء من مذهب الشيعة فحلف أن يحب الصحابة ويعظمهم ويعترف بفضلهم، قال: إلا أني أقدم عليهم علياً.
ومن شعره:
رأيت كرماً ذاوياً ذابلاً
…
وربعه من بعد خصب محيل
فقلت إذ عاينته ميّتاً
…
لا غرو أن شقّت عليه النّخيل
ومن شعره يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هوا طيبة أهواه من حيث أرّجا
…
فعوجا بنا نحو العقيق وعرّجا
وسيروا بنا سيراً حثيثاً ملازماً
…
ولا تنيا فالعيس لم تعرف الوجى
ومن شعره:
كيف لا يحلو غرامي وافتضاحي
…
وأنا بين غبوقٍ واصطباح
مع رشيقٍ القدّ معسول اللمى
…
أسمرٍ فاق على سمر الرّماح
جوهريّ الثّغر ينحو عجباً
…
رفّع المرضى لتعليل الصّحاح
نصب الهجر على تمييزه
…
وابتدا بالصّدّ جدّاً في مزاح
فلهذا صار أمري خبراً
…
شاع في الآفاق بالقول الصّراح
يا أُهيل الحيّ من نجدٍ عسى
…
تجبروا قلب أسيرٍ من جراح
لو خفضتم حال صبٍّ جازم
…
ماله نحو حماكم من براح
ليس يصغي قول واشٍ سمعه
…
فعلى ماذا سمعتم قول لاح
ومحوتم اسمه من وصلكم
…
وهو في رسم هواكم غير ماح
وصحا كلّ محبٍّ ثملٍ
…
وهو من خمر هواكم غير صاح
ولئن أفرطتم في هجره
…
ورأيتم بعده عين الصلاح
فهو لاج لأُولي آل العبا
…
معدن الإحسان طرّا والسّماح
قلّدوا أمراً عظيماً شانه
…
فهو في أعناقهم مثل الوشاح
أمناء الله في السّرّ الذي
…
عجزت عن حلمه أهل الصّلاح
هم مصابيح الدّجى عند السّرى
…
وهم أُسد الشّرى عند الكفاح
قلت: شعر ابن شواق يشوق، ويحلي الأجياد ويطوق.