الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووفاته في سنة سبع مئة.
ومولده سنة سبع عشرة وست مئة.
وروى عن النفيس بن البن مغازي ابن عائذ، وعن ابن صصرى أبي القاسم، وأبي المجد القزويني، وزين الأمناء، والمعافى بن أبي السنان، والمسلم المازني، وابن غسان، وحضر ابن أبي لقمة. وأجاز له الموفق، والفتح بن عبد السلام.
خضر بن محمد
ابن الخضر بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي، القاضي زين الدين بن القاضي تاج الدين بن زين الدين بن جمال الدين بن علم الدين بن نور الدين، كذا أملى علي نسبه.
قرأ القرآن، وصلى به. وسمع البخاري على الحجار، وست الوزراء، وعلى غيرهما.
وقرأ النحو على الشيخ شهاب الدين بن المرحل، وحفظ الألفيتين المالكية
والمعطية. وبحث في المقرب، وصناعة الكتاب لابن النحاس، وبعض التنبية؛ تقدير الربع. وحفظ عروض ابن الحاجب، وقصيدة ابن مالك في الفرق بين الظاء والضاد. والتجريد للبحراني، في البديع.
وكان كاتباً سريعاً، وارداً من سرعة التنفيذ روضاً مريعاً، له صبر على الكتابة وجلد، وقدرة على كتمان ما دخل منه في خلد؛ إلا أنه قليل النظم إلى الغايه، إما لعسرة عليه، أو لأنه لم يكن له به عنايه.
رافقته في الديوان مرتين، وحمدت منه كل ما يشكوه من الضرتين.
ولم يزل على حاله إلى أن فقد الخضر عين الحياه، وظمئ إلى العيش فأسقاه حياه.
وتوفي رحمه الله تعالى في آخر شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وسبع مئة. ومولده في سنة عشر وسبع مئة.
كان في جملة كتاب الإنشاء بقلعة الجبل، ثم لما رسم السلطان الملك الناصر محمد لوالده القاضي تاج الدين محمد بكتابه سر حلب في سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة دخل هو دار العدل ولما توجه القاضي جمال الدين بن الشهاب محمود إلى حلب كاتب سر في سنة ست وأربعين وسبع مئة جعله القاضي علاء الدين بن فضل الله مكانه في الحضور بين يدي النواب بمصر، واستمر به في نيابته، واعتمد عليه، وألقي إليه أمر الديوان فوفى بذلك ووفى.
وكان كاتباً سريعاً، يكتب من رأس القلم التواقيع والمناشير.
وكان ينطق بالجيم كافاً.
وأنشدني من لفظه لنفسه:
عبدك السائل الفقير ابن خضر
…
يسأل العفو والرضا والسّلامه
فعسى بالدّواة يكتب أجرا
…
فأنله الرجا يا ذا الكرامه
وأنشدني من لفظه لنفسه في مقص:
يحرّكني مولاي في طوع أمره
…
ويسكنني شانيه وسط فؤاده
ويقطع بي إن رام قطعاً وإن يصل
…
يشقّ بحدّي الوصل عند اعتماده
ولما طلبت أيام الملك الصالح إسماعيل إلى مصر سنة خمس وأربعين وسبع مئة، وجلست في ديوان الإنشاء بقلعة الجبل تفضل الجماعة الموقعون، وكتب بعضهم إلي شعراً من باب الهناء، وأجبته عنه. ثم إنه بعد مدة كتب زين الدين هذا:
تأخرّت في مدحي لأني مقصّر
…
وفضل صلاح الدين لا زال يستر
خليلٌ له الآداب حقّاً ينالها
…
جليلٌ به الأصحاب تسمو وتفخر
لقد آنس الأمصار لّما أتى لها
…
وأوحش ربع الشام إذ كان يقفر
فلا شهدت عيناي ساعة بعده
…
ولا سهدت شوقاً إليه فتسهر
ودام عليّ القدر يرقى إلى العلا
…
محامده بين الأنام تسطّر
فكتبت أنا الجواب إليه عن ذلك:
تفضّلت زين الدين إذ أنت أكبر
…
وأشرف من مدح به العبد تذكر
فشرّفت مدري حين شنّفت مسمعي
…
فيا من رأى شعراً على الدرّ يفخر
فما هو شعرٌ يحصر الوزن لفظه
…
ولكنّه شيء من السّحر يؤثر
يجوز بلا إذن على الأذن خفّةً
…
كأنّ الزّلال العذب منه يفجّر
فها أنا منه في نعيمٍ مخلّدٍ
…
وعيشي بخضرٍ في ربا مصر أخضر
وكتب إلي أيضاً ملغزاً: يا سيد العلماء والبلغاء، والكتاب والأدباء، ما اسم أول سورتين من القرآن، وحرف من أول سورة أخرى، وهو ثلاثة أحرف، وتلقاه ثمانيه، إذا أفردت مجموعه سراً وجهراً، أول حروفه إليه ينسب أحد الجبال، وآخرها قسماً لا تزال، إن حذفت أوله وصحفت ثانيه فهو ظن حقيقته الآمال، أو صحفت جملته كان وصف مؤمن يجري على هذا المنوال، أو حذفت أوسطه مع التحريف كان عبداً لا يعتق، أو حذفت آخره مع بقاء التحريف كان حيواناً يسرق ولا يسرق، ويأنس وينفر، ويقيد بالإحسان وهو مطلق، يطوف بالبيت، ويأوي في المنازل إلى الحي والميت، ولا يباع ولا يشترى، وعينه المجاز حقيقة تبلغ قيمة بل تماثل جوهرا، وإن أبقيت هذا الاسم على حالته، فهو شيء لا يستغني عنه مسجد ولا جامع، ولا بيع ولا صوامع، ولا مسلم ولا كافر، ولا قاطن ولا مسافر، ولا غني ولا فقير صابر، ولا قوي ولا ضعيف، ولا مشروف ولا شريف، ولا خائن ولا مأمون، ولا حي ولا من سقي كأس المنون، ومع ذلك فهو جليل حقير، قليل كثير، يملكه المالك والمملوك، والملي والصعلوك، وهو شيء ممتهن، ويعلو على رؤوس الأمراء والوزراء والملوك،