الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الألقاب والنسب
ابن صارو شهاب الدين أحمد بن إبراهيم
.
ابن صابر المقدم إبراهيم.
ابن الصباغ الكوفي صالح بن عبد الله
.
ابن الصائغ المقرئ محمد بن أحمد.
صالح بن أحمد بن عثمان
صلاح الدين القواس، الشاعر البعلبكي.
كان رجلاً خيرا، مضيء القلب نيرا، يعبر الرؤيا ويتكلم عليها مناسبا، ويجيد فهمها حاسبا. وينظم القريض، ويأتي به مثل زهر الروض الأريض. وكان كثير الاتضاع، غزير مادة الإمتاع. قد صحب الفقراء زمانا، وحفظ من كلامهم لؤلؤاً وجمانا. وسافر البلاد، وعلم منها ومن أهلها الطارف والتلاد.
ولم يزل على حاله إلى أن انفسد مزاج صالح، وتلقاه العيش بعد بشره بوجهه الكالح.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة في سادس عشر شهر ربيع الأول.
ومولده سنة ثمان وثلاثين وست مئة.
أنشدني شيخنا الذهبي، قال: أنشد المذكور قصيدته السائرة ذات الأوزان، وهي:
دائي ثوى بفؤادٍ شفّه سقم
…
لمحنتي من دواعي الهمّ والكمد
بأضلعي لهبٌ تذكو شرارته
…
من الضنى في محلّ الروح من جسدي
يوم النوى ظلّ في قلبي له ألمٌ
…
وحرقتي وبلائي فيه بالرّصد
توجّعي من جوىً شبّت حرارته
…
مع العنا قد رثى لي فيه ذو الحسد
أصل الهوى ملبسي وجداً به عدمٌ
…
لمهجتي من رشا بالحسن منفرد
تتبّعي وجه من تزهو نضارته
…
لمّا جنى مورثي وجداً مدى الأمد
هدّ القوى حسنٌ كالبدر مبتسم
…
لفتننتي موهنٌ عند النوى جلدي
مودّعي قمرٌ تسبي إشارته
…
إذا رنا ساطع الأنوار في البلد
مهدي الجوى مولعٌ بالهجر منتقمٌ
…
ما حيلتي قد كوى قلبي مع الكبد
لمصرعي معتدٍ تحلو مرارته
…
يا قومنا آخذٌ نحو الردى بيدي
قلبي كوى مالكٌ في النفس محتكمٌ
…
لقصّتي وهو سولي وهو معتمدي
مروّعي سار لا شطّت زيارته
…
لمّا انثنى قاتلي عمداً بلا قود
قلت: يقال إن هذه القصيدة تقرأ على ثلاث مئة وستين وجها.
وقد نظم الناس في هذا النوع قديما وحديثا، وأكثروا، وأحسن هذا النوع ما لم تظهر الكلفة عليه ويكون عذباً منسجما، وأقدم ما يوجد من هذا النوع قول
أبي الحسن أحمد بن سعد الكاتب الأصبهاني، وكان بعد العشرين والثلاث مئة، وهو:
وبلدةٍ قطعتها بضامر
…
خفيددٍ عيرانة ركوب
وليلة سهرتها لزائر
…
ومسعدٍ مواصلٍ حبيب
وقينةٍ وصلتها بظاهرٍ
…
مسوّدٍ ترب العلا نجيب
إذا غوت أرشدتها بخاطرٍ
…
مسدّدٍ وهاجسٍ مصيب
وقهوة باكرتها لتاجرٍ
…
ذي عندٍ في دينه وحوب
سورتها كسرتها بماطرٍ
…
مبرّدٍ من جمّة القليب
وحرب خصم هجتها مكاثر
…
ذي عدد في قومه مهيب
معرّد إبلٍ سقتها بباترٍ
…
مهنّدٍ يغري الطلارسوب
وكم حظوظٍ نلتها من قادر
…
ممجّدٍ بصنعة القريب
كافيت إذ شكرتها في سامرٍ
…
ومشهد للملك الرقيب
والأبيات المشهورة، وبعض الناس نسبها لأبي العلاء المعري، وما أظن أنا ذلك، وهي:
جودي على المستنظر الصبّ الجوي
…
وتعطّفي بوصاله لا تظلمي
ذا المبتلى المتفكّر القلب الدوي
…
واستكشفي عن حاله وترحّمي
وصلي ولا تستنكري ذنبي البري
…
وترأفي بالواله المستسلم
تبدي القلا بتغيّري الحب الأبي
…
المتلفي بخباله المتحكّم
هذه الأبيات على كاملها من الكامل المسدس على أتم أنواعه، إلا أنه لحق الإضمار بعض أجزائها، فإذا حذفت الجزء الآخر من كل بيت، وجعلت القوافي عند قوله: بوصاله كانت الأبيات من شاذ الكامل المخمس. وأنشد العروضيون في مثله:
لمن الصبيّ بجانب الصحراء
…
ملقى غير ذي مهد
فإذا حذفت من آخر كل بيت جزءين وجعلت القافية عند قوله وتعطفي كانت الأبيات من مربع الكامل، ومثله:
وإذا افتقرت فلا تكن
…
متخشّعاً وتجمّل
فإذا اقتصرت على الشطر الأول من كل بيت، وجعلت القافية عند قوله الجوي كان من الضرب الرابع من الرجز، وصار البيت بيتين من مصرع الكامل المسدس، وإن حذفت من الشطر الأول جزءاً، وجعلت القافية عند قوله: الصب بقي معك بيتان مصرعان من أحذ الكامل المضمر، كقول زهير:
لمن الديار بقنّة الحجر
…
أقوين من حجٍ ومن دهر
فإذا نقصت من الشطر الأول جزءين، وجعلت القافية عند قوله: المستنظر