الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن ناصر
قاضي القضاة زين الدين المعروف بابن قاضي الخليل الشافعي.
كان قاضي قضاة الشافعية بحلب، وكان حسن الشكاله، قادراً على نصب الحباله، وقوراً، له مهابة فاخر البزة، قد أوقد التعاظم فيها شهابه، عنده مشاركه، وله منابذة ومتاركه، عقله المعيشي جيد، وذكره بالقبول متأيد، محاضرته حلوه، ومذاكرته من الإملال خلوه، وله نظم قد صفا، ورف عليه ظل القبول وضفى.
ولم يزل على حاله بحلب إلى أن كمل شوطه وانقلب.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين وسبع مئة.
ومولده سنة خمسين وست مئة.
ولي بدمشق قضاء بعلبك في أول المحرم سنة سبع وتسعين وست مئة، وقضاء حمص، ثم إنه نقل إلى قضاء حلب، فأقام به نيفاً وعشرين سنة، وناب في الحكم بدمشق، وحج مرات، وتزوج بابنة الأمير علم الدين الزراق، وجرت له أمور مضحكة بسببها، لأن سمعه لحقه صمم، وكان الشيخ كمال الدين بن الزملكاني كثير الحط عليه، حكى لي عنه حكايات عجيبة، نسأل الله العفو والسلامة منها. وتوجه الشيخ كمال الدين بعده لقضاء حلب.
ومن شعره:
أحبّك حبّاً يمنع العين نومها
…
ويمنعني عند الظّما بارد العذب
وما أنا راضٍ عن غرامي وإنني
…
لأعتب في هذا الغرام على قلبي
قلت: هو مأخوذ من قول الأول..
ومن شعره في سنة حجه:
ولما أتى سيلٌ عظيم عرمرمٌ
…
بوادي القرى يعلو على السهل والوعر
علونا ظهور اليعملات تحصّنا
…
وكانت لنا في البرّ سفناً وفي البحر
ومن شعره قصيدة يمدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد بدت طيبةٌ ولاحت رباها
…
فابتدر قربه بلثم ثراها
واحمد الله ذا المواهب والفض
…
ل على النعمة التي أولاها
وافرش الخدّ والدموع على الأر
…
ض وهذا شأن الذي يغشاها
ثم لاحت لنا القباب العوالي
…
فاستنارت رحالنا من سناها
وأتينا مدينة العلم والو
…
حي ومن تنف خبثها وأذاها
فرأينا جلالةً وبهاءً
…
ما رأيناه في مكانٍ سواها
وأتينا سعياً إلى الحرم الأ
…
شرف والحجرة التي نهواها
حبذّا ساعةٌ أتيناه فيها
…
وصباحٌ وليلةٌ سرناها
ثم قلنا عليك يا أشرف الخلق
…
صلاة ورحمة لا تضاهى
وعلى صاحبيك صهريك جاري
…
ك سلامٌ يعطر الأفواها
يا رسول الإله يا أشرف الخل
…
ق ويا أعظم النبيين جاها
يا مغيث الأنام في موقف الحش
…
ر إذا أوثق النفوس رداها