الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة، وَالنَّاس أَجْمَعِينَ. لَا يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل. الحَدِيث.
قلت: رَضِي الله عَنْك! الَّذِي وَقع فِي الْأُمَّهَات مَا بَين عير إِلَى - وَسكت فِي النِّهَايَة -. وَقد نقل من طَرِيق آخر مَا بَين عير إِلَى ثَوْر. وَالظَّاهِر أَن البُخَارِيّ أسقطها عمدا، لِأَن أهل الْمَدِينَة يُنكرُونَ أَن يكون بِالْمَدِينَةِ جبل يُسمى ثوراً. وَإِنَّمَا هُوَ بِمَكَّة. فَلَمَّا تحقق عِنْد البُخَارِيّ أَنه وهم، أسْقطه. وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث. وَهُوَ مُفِيد إِذْ الْبدَاءَة يتَعَلَّق بهَا حكم فَلَا يتْرك لإشكال سنح فِي حكم النِّهَايَة.
(23 -
كتاب الْجِهَاد)
(90 - (1)
بَاب الدُّعَاء بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَة للرِّجَال وَالنِّسَاء)
وَقَالَ عمر رضي الله عنه: ارزقني شَهَادَة فِي بلد رَسُولك.
فِيهِ أنس: كَانَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يدْخل على أم حرَام فتطعمه، وَكَانَت تَحت عبَادَة
ابْن الصَّامِت، فَدخل عَلَيْهَا النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ، فأطعمته، وَجعلت تفلي رَأسه، فَنَامَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ثمَّ اسْتَيْقَظَ، وَهُوَ يضْحك. قلت: مَا يضحكك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: نَاس من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل الله يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر، ملوكاً على الأسرة، أَو مثل الْمُلُوك - شكّ إِسْحَاق - قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله {ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَدَعَا لَهَا] رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] [ثمَّ وضع رَأسه، ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك فَقَالَ مثل مقَالَته الأولى، فَقَالَت: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: أَنْت من الأوّلين، فركبت الْبَحْر فِي زمن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، فصرعت عَن دابتها حِين خرجت، فَهَلَكت.
قلت: رَضِي الله عَنْك} مدخله فِي الْفِقْه إِن الدُّعَاء بِالشَّهَادَةِ حَاصله أَن يَدْعُو الله أَن يُمكن مِنْهُ كَافِرًا يَعْصِي الله، فيقلته. وَقد اسْتشْكل أَجزَاء الدُّعَاء بِالشَّهَادَةِ على الْقَوَاعِد إِذْ مقتضاها أَن لَا يتَمَنَّى مَعْصِيّة الله لَا لَهُ وَلَا لغيره. وَوجه تَخْرِيجه على الْقَوَاعِد أَن الدُّعَاء قصدا إِنَّمَا هُوَ نيل الدرجَة الرفيعة المعدّة للشهداء. وَأما قتل الْكَافِر فَلَيْسَ بمقصود الدَّاعِي. وَإِنَّمَا هُوَ من ضرورات الْوُجُود، لِأَن الله تَعَالَى أجْرى حكمه أَن لَا ينَال تِلْكَ الدرجَة إِلَّا شهيدٌ. فَلهَذَا أَدخل البُخَارِيّ هَذِه التَّرْجَمَة، وعضدها بالأحاديث - رَحمَه الله تَعَالَى -.