الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَهُوَ كالصيد. وَفِي بعير تردّى فِي الْبِئْر فذكه من حَيْثُ قدرت عَلَيْهِ. وَرَأى ذَلِك عليّ وَابْن عمر وَعَائِشَة.
فِيهِ رَافع: قلت يَا رَسُول الله! إِنَّا لاقوا الْعَدو غَدا، وَلَيْسَ مَعنا مدى فَقَالَ: " اعجل - أَو ارن - مَا أنهر الدَّم، وَذكر اسْم الله عَلَيْهِ فَكل. لَيْسَ السنّ وَالظفر. وأصبنا نهب إبل وغنم فندّ مِنْهَا بعير، فَرَمَاهُ رجل بِسَهْم فحبسه، فَقَالَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-: إِن لهَذِهِ الْإِبِل أوابد كأوابد الْوَحْش. فَإِذا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْء فافعلوا بهَا هَكَذَا.
قلت: رَضِي الله عَنْك: فهم البُخَارِيّ من الحَدِيث الِاقْتِصَار فِي إِبَاحَة الْبَعِير على السهْم الَّذِي حَبسه. وَالْأَمر مُحْتَمل لِأَن يكون احْتبسَ وَلم تنفذ مقاتله حَتَّى ذكى وَهِي وَاقعَة عين. وتشبيهه فِي الحَدِيث النعم الشاردة بالوحش فِي الحكم. وَلكنه فِي صفة الْوُجُود أَي قد تنفر كالوحش.
(154 - (9)
بَاب لُحُوم الْحمر الإنسية)
فِيهِ سَلمَة عَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-.
وَفِيه عمر: نهى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة يَوْم خَيْبَر.
وَفِيه عليّ: نهى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- عَن الْمُتْعَة عَام خَيْبَر وَعَن لُحُوم حمر الإنسية.
وَفِيه جَابر: نهى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- يَوْم خَيْبَر عَن لُحُوم الْحمر، وَرخّص فِي لُحُوم الْخَيل.
وَفِيه الْبَراء، وَابْن أَبى أوفى: نهى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- عَن لُحُوم الْحمر.
وَفِيه أَبُو ثَعْلَبَة: حرم رَسُول الله -[صلى الله عليه وسلم]- لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. رَوَاهُ صَالح والزبيدي وَعقيل عَن ابْن شهَاب. وَقَالَ مَالك وَمعمر والماجشون وَيُونُس وَابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ. قَالَ نهى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- عَن أكل كل ذِي نَاب من السبَاع.
وَفِيه أنس: أَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- جَاءَهُ جاءٍ فَقَالَ: أكلت الْحمر، ثمَّ جَاءَهُ جاءٍ] فَقَالَ [: أفنيت الْحمر. فَأمر منادياً يُنَادي فِي النَّاس: إِن الله وَرَسُوله ينهيانكم عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة، فَإِنَّهَا رِجْس فأكفيت الْقُدُور وَإِنَّهَا لتفور بِاللَّحْمِ.
وَفِيه عَمْرو: قلت لجَابِر بن زيد: يَزْعمُونَ أَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- نهى عَن الْحمر الْأَهْلِيَّة. فَقَالَ: قد كَانَ يَقُول ذَلِك الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ عندنَا بِالْبَصْرَةِ. وَلَكِن أَبَا ذَلِك الْبَحْر ابْن عَبَّاس وَقَرَأَ: {قل لَا أجد فِيمَا أوحى إِلَى محرما} [الْأَنْعَام: 145] .
قلت: رَضِي الله عَنْك! ذكر البُخَارِيّ طَرِيقين فِي الحَدِيث: إِحْدَاهمَا النَّهْي عَنْهَا مُطلقًا وإكفاء الْقُدُور. وَالْأُخْرَى أَنه سمع أَنهم أكلوها وَلم يُبَادر النَّهْي فِي الأولى وَالثَّانيَِة، فَلَمَّا قيل فِي الثَّالِثَة: أفنيت الْحمر نهى. فأفهم أَن النَّهْي خوف فنَاء الظّهْر، وَإِلَّا كَانَت المسارعة للنَّهْي متعّينة. فَمن هَهُنَا نَشأ الْخلاف الْمَذْكُور بَين الصَّحَابَة فِيهَا. وَالله أعلم.