الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله. وَمن عَصَانِي فقد عصى الله. وَمن يطع الْأَمِير فقد أَطَاعَنِي. وَمن يعْص الْأَمِير فقد عَصَانِي. فَإِنَّمَا الإِمَام جنَّة يُقَاتل من وَرَائه، ويتقى بِهِ فَإِن أَمر بتقوى الله سُبْحَانَهُ وَعدل، فَإِن لَهُ بذلك أجرا. وَإِن قَالَ بِغَيْرِهِ، فَإِن عَلَيْهِ مِنْهُ ".
قلت: رَضِي الله عَنْك! وَجه مُطَابقَة التَّرْجَمَة لقَوْله: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " إِن معنى قَوْله: يُقَاتل من وَرَائه أَي من أَمَامه، فَأطلق الوراء على الْأَمَام، لأَنهم، وَإِن تقدّموه فِي الصُّورَة، فهم أَتْبَاعه فِي الْحَقِيقَة. وَالنَّبِيّ [صلى الله عليه وسلم] يقدم عَلَيْهِ غَيره بِصُورَة الزَّمَان، لَكِن الْمُتَقَدّم عَلَيْهِ مَأْخُوذ عَلَيْهِ الْعَهْد، أَن يُؤمن بِهِ وينصره، كآحاد أمته وَأَتْبَاعه. وَلذَلِك ينزل عِيسَى عليه السلام مَأْمُوما. وَإِمَام الْقَوْم مِنْهُم. فهم فِي الصُّورَة أَمَامه. وَفِي الْحَقِيقَة أَتْبَاعه وَخَلفه.
(103 - (14)
بَاب الْبيعَة فِي الْحَرْب أَن لَا يفرّوا)
وَقَالَ بَعضهم: على الْمَوْت، لقَوْله عز وجل:{لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ} [الْفَتْح: 18] .
فِيهِ ابْن عمر رَجعْنَا من الْعَام الْمقبل، فَمَا اجْتمع منا اثْنَان على الشَّجَرَة الَّتِي بَايعنَا تحتهَا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] . كَانَت رَحْمَة من الله فسألنا نَافِعًا: على أَي شَيْء
بايعهم رَسُول الله على الْمَوْت؟ قَالَ: لَا، على الصَّبْر.
وَفِيه عبد الله بن زيد: لما كَانَ زمن الْحرَّة أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: ابْن حَنْظَلَة يُبَايع النَّاس على الْمَوْت. قَالَ: لَا أبايع على هَذَا، بعد النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] .
وَفِيه سَلمَة: بَايَعت النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ثمَّ عدلت إِلَى ظلّ شَجَرَة. فَلَمَّا خف النَّاس. قَالَ: يَا ابْن الْأَكْوَع {أَلا تبَايع؟ قلت: قد بَايَعت يَا رَسُول الله} قَالَ: وَأَيْضًا، فَبَايَعته الثَّانِيَة.
فَقلت: يَا أَبَا مُسلم {أَي شَيْء كُنْتُم تُبَايِعُونَ يؤمئذ؟ قَالَ: على الْمَوْت.
وَفِيه أنس: كَانَت الْأَنْصَار يَوْم الخَنْدَق تَقول:
(نَحن الَّذين بَايعُوا مُحَمَّدًا
…
على الْجِهَاد مَا بَقينَا أبدا)
فأجابهم فَقَالَ:
(اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة
…
فَأكْرم الأنصارى والمهاجرة)
وَفِيه مجاشع بن مَسْعُود: أتيت النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]، أَنا وَأخي. فَقلت: بَايعنَا على الْهِجْرَة} قَالَ: مَضَت الْهِجْرَة لأَهْلهَا. فَقلت: علام تبايعنا؟ فَقَالَ: على الْإِسْلَام وَالْجهَاد.