الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالنَّفس الدَّم. فَلَمَّا اشْتَركَا فِي الْمَعْنى الَّذِي لأَجله سمى النّفاس نفاساً. وَجب جَوَاز تَسْمِيَة الْحيض نفاساً، وَفهم أَنه دم وَاحِد، وَهُوَ الْحق. فَإِن الْحمل يمْنَع خُرُوج الدَّم الْمُعْتَاد، فَإِذا وضعت خرج دفْعَة. وَهَذَا ينبي على أَن تَسْمِيَة النّفاس لم تكن لخُرُوج النَّفس الَّتِي هِيَ النَّسمَة، وَإِنَّمَا كَانَ لخُرُوج الدَّم. وَالله أعلم.
(31 - (2)
بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك كلهَا إِلَّا الطّواف بِالْبَيْتِ
.)
وَقَالَ إِبْرَاهِيم: لَا بَأْس أَن تقْرَأ الْآيَة.
وَلم ير ابْن عَبَّاس بِالْقِرَاءَةِ للْجنب باساً.
وَكَانَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يذكر الله كل أحيانه.
وَقَالَت أم عَطِيَّة: كُنَّا نؤمر أَن نخرج بِالْحيضِ، فيكبرن بتكبيرهم، و] يدعونَ [وَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَخْبرنِي أَبُو سُفْيَان، أَن هِرقل دَعَا بِكِتَاب رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فقرأه، فَإِذا فِيهِ:" بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم "، {يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم} [آل عمرَان: 64] .
وَقَالَ عَطاء عَن جَابر: حَاضَت عَائِشَة فنسكت الْمَنَاسِك كلهَا، غير الطّواف بِالْبَيْتِ وَلَا تصلّى.
وَقَالَ الحكم: إِنِّي لأذبح وَأَنا جنب. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ} [الْأَنْعَام: 121] .
فِيهِ عَائِشَة: إِنَّهَا حَاضَت بسرف فَقَالَ لَهَا النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] : إِن ذَلِك شَيْء كتبه الله على بَنَات آدم، فافعلي مَا يفعل الْحَاج غير أَن لَا تطوفي بِالْبَيْتِ، حَتَّى تطهري.
] قلت [الْمَقْصُود الَّذِي يَشْمَل جَمِيع مَا ذكره فِي التَّرْجَمَة، أَن هَذَا الْحَدث الْأَكْبَر، وَمَا فِي مَعْنَاهُ من الْجَنَابَة، لَا يُنَافِي كل عبَادَة، بل صحّت مَعَه عبادات بدنية، من أذكار وتلاوة وَغَيرهَا، فمناسك الْحَج من جملَة مَا لَا يُنَافِيهِ الْحَدث الْأَكْبَر، إِلَّا الطّواف. فَمن هَاهُنَا طابقت الْآثَار التَّرْجَمَة.