الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(197 - (12)
بَاب بيع الشَّرِيك من شَرِيكه
.)
فِيهِ جَابر: جعل النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- الشُّفْعَة فِي كل مَا لم يقسم، فَإِذا وَقعت الْحُدُود، وصرفت الطّرق، فَلَا شُفْعَة.
وَترْجم لَهُ " بَاب بيع الأَرْض، والدور، وَالْعرُوض مشَاعا غير مقسوم ".
قلت: رَضِي الله عَنْك! أَدخل حَدِيث الشُّفْعَة فِي البيع، لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الشَّرِيك يَأْخُذ الشّقص من المُشْتَرِي قهرا بِالثّمن. فَأَخذه لَهُ من شَرِيكه مبايعة جَائِز قطعا.
وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن الشُّفْعَة بيع، وَهُوَ أحد المذهبين فِيهَا.
(198 - (13)
بَاب شِرَاء الْمَمْلُوك من الْحَرْبِيّ، وهبته وعتقه
.)
قَالَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- لسلمان: " كَاتب، وَكَانَ حرّاً، فظلموه وباعوه. وسبى عمّار، وصهيب، وبلال.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَالله فضل بَعْضكُم على بعض فِي الرزق، فَمَا
الَّذين فضلوا برادى رزقهم على مَا ملكت أَيْمَانهم فهم فِيهِ سَوَاء أفبنعمة الله يجحدون} [النَّحْل: 71] .
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- هَاجر إِبْرَاهِيم بسارة، فَدخل بهَا قَرْيَة فِيهَا ملك من الْمُلُوك، أَو جَبَّار من الْجَبَابِرَة. فَقيل: دخل إِبْرَاهِيم بِامْرَأَة، هِيَ من أحسن النِّسَاء. فَأرْسل إِلَيْهِ من هَذِه الَّتِي مَعَك؟ قَالَ: أُخْتِي. ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: لَا تكذّبي حَدِيثي. فَإِنِّي أَخْبَرتهم أَنَّك أُخْتِي. وَالله إِن على الأَرْض مُؤمن غَيْرِي وَغَيْرك [فَأرْسل بهَا إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهَا] فَقَامَتْ تتوضأ وَتصلي فَقَالَت: اللَّهُمَّ إِنِّي كنت آمَنت بك وبرسولك، وأحصنت فَرجي إِلَّا على زَوجي، فَلَا تسلّط عليّ الْكَافِر، فغطّ حَتَّى ركض بِرجلِهِ.
قَالَ الْأَعْرَج قَالَ أَبُو سَلمَة: إِن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ، قَالَت: اللَّهُمَّ إِن يمت، يُقَال: هِيَ قتلته.
فَأرْسل فِي الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة، فَقَالَ: وَالله مَا أرسلتم إلىّ إِلَّا شَيْطَانا، ارجعوها إِلَى إِبْرَاهِيم. فَقَالَت: أشعرت أَن الله كبت الْكَافِر وَأَخْدَم وليدة.
فِيهِ عَائِشَة: اخْتصم سعد بن وَقاص وعبد الله بن زَمعَة [فِي غُلَام فَقَالَ عبد] هَذَا يَا رَسُول الله أخي، ولد على فرَاش أبي من وليدته. فَنظر النَّبِي
[صلى الله عليه وسلم] إِلَى شبهه، فَرَأى شبها بيّناً بِعتبَة فَقَالَ: هُوَ لَك يَا عبد. الْوَلَد للْفراش، وللعاهر الْحجر. واحتجبي مِنْهُ يَا سَوْدَة فَلم ير سَوْدَة قطّ.
فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: إِنَّه قَالَ لِصُهَيْب اتّق الله وَلَا تدّع إِلَى غير أَبِيك. فَقَالَ صُهَيْب " مَا يسرني أنّ لي كَذَا وَكَذَا، وَأَنِّي قلت ذَلِك، ولكنّي سرقت وَأَنا صبّي.
فِيهِ حَكِيم بن حزَام: قلت: يَا رَسُول الله {أَرَأَيْت أموراً كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة، من صلَة وعتاقة وَصدقَة، هَل لي فِيهَا أجر؟ قَالَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]-: أسلمت على مَا سلف لَك من خير.
قلت: رَضِي الله عَنْك} مَقْصُوده من هَذِه الْأَحَادِيث وَالْآيَة صِحَة ملك الْحَرْبِيّ، وَملك الْمُسلم عَنهُ. والمخاطب فِي الْآيَة الْمُشْركُونَ وبّخوا على قسوتهم بَين الله وَبَين الْأَصْنَام فِي الْعِبَادَة، وكونهم لَا يساوون مماليكهم فِي أَرْزَاقهم، فأثبتوا لأَنْفُسِهِمْ الميزة على مماليكهم، وَلم يثبتوا لله التفرد عَن الْأَصْنَام بِمَا يجب لَهُ من فَأخذ من الْآيَة أَن للْمُشْرِكين أملاكاً، دلّ أَن الْإِشْرَاك لَا يُنَافِي الْملك.