الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رَضِي الله عَنْك! التَّأْوِيل فِي الْآيَة مُحْتَمل لما أَرَادَ البُخَارِيّ وَهُوَ إِضَافَة الْعلم إِلَى الله. أَي أضلّه الله على علمه الْقَائِم بِأَنَّهُ سَيكون ضَالًّا.
وَيحْتَمل: ". وأضلّه الله على علم " من هَذَا الضال بِالْحَقِّ وَلكنه حاد عَن علمه عناداً من قبيل: {وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم} [النَّمْل: 14] وعَلى هَذَا يخرج عَن التَّرْجَمَة. وَالله أعلم.
(70 -
[كتاب الِاعْتِصَام بِالْكتاب وَالسّنة] )
(353 - (1)
بَاب مَا ذكر النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-، وحض عَلَيْهِ من اتِّفَاق أهل الْعلم، وَمَا اجْتمع عَلَيْهِ الحرمان مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَا كَانَ بهما من مشَاهد النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- والمهاجرين وَالْأَنْصَار، ومصلى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]
- والمنبر والقبر.)
فِيهِ جَابر: إِن أَعْرَابِيًا بَايع النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- على الْإِسْلَام - الحَدِيث - فَقَالَ: أَقلنِي بيعتي - الحَدِيث -. فَقَالَ: إِنَّمَا الْمَدِينَة كالكير تنفى خبثها وتنصع طيبّها.
وَفِيه ابْن عَبَّاس: كنت أَقْْرِئ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، فلّما كَانَ آخر حجَّة حجّها عمر. قَالَ عبد الرَّحْمَن بمنى: لَو شهِدت أَمِير الْمُؤمنِينَ أَتَاهُ رجل. فَقَالَ: إِن فلَانا يَقُول: لَو مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَبَايعْنَا فلَانا. فَقَالَ عمر: لأقومنّ العشية فأحذّر هَؤُلَاءِ الرَّهْط الَّذين يُرِيدُونَ يغصبونهم
قلت: لَا تفعل، فَإِن الْمَوْسِم يجمع رعاع النَّاس، ويغلبون على مجلسك. فَأَخَاف أَن لَا ينزلوها على وَجههَا. ويطيروا بِهِ كل مطير. فأمهل حَتَّى تقدّم الْمَدِينَة دَار الْهِجْرَة وَدَار السنّة. فتخلص بأصحاب النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، ويحفظوا مَقَالَتك، وينزلوها على وَجههَا. الحَدِيث.
وَفِيه مُحَمَّد: كُنَّا عِنْد أبي هُرَيْرَة، وَعَلِيهِ ثَوْبَان ممشقان من كتّان، فتمخط فَقَالَ: بخٍ بخٍ أَبُو هُرَيْرَة لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأخرّ فِيمَا بَين مِنْبَر النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] إِلَى حجرَة عَائِشَة مغشياً علىّ، فيجئ الجائي فَيَضَع رجله على عنقِي، وَيرى أَنِّي مَجْنُون، وَمَا بى جُنُون، مَا بِي إِلَّا الْجُوع.
وَفِيه ابْن عَبَّاس: قيل لَهُ: أشهدت الْعِيد مَعَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-؟ فَقَالَ: نعم {وَلَوْلَا منزلتي مِنْهُ من الصغر مَا شهدتّه. أَتَى الْعلم الَّذِي عِنْد دَار كثير بن الصَّلْت فصلى، ثمَّ خطب. الحَدِيث.
وَفِيه ابْن عمر: إِن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- كَانَ يَأْتِي قبَاء رَاكِبًا وماشياً.
وَفِيه عَائِشَة: قلت لعبد الله بن الزبير: ادفني مَعَ صواحبي، وَلَا تدفني مَعَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- فِي الْبَيْت، فَإِنِّي أكره أَن أزكى.
وَفِيه [هِشَام عَن أَبِيه] أَن عمر أرسل إِلَى عَائِشَة ائذني لى أَن أدفن مَعَ صاحبيّ، فَقَالَت: أَي وَالله} ، وَكَانَ الرجل إِذا أرسل عَلَيْهَا من الصَّحَابَة، قَالَت: لَا وَالله، لَا أوثرهم بِأحد أبدا.
وَفِيه أنس: إِن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- كَانَ يصلى الْعَصْر، فَيَأْتِي العوالي، وَالشَّمْس مُرْتَفعَة.
قَالَ يُونُس: وَبعد العوالي أَرْبَعَة أَمْيَال أَو ثَلَاثَة.
وَفِيه السَّائِب: كَانَ الصَّاع على عهد رَسُول الله -[صلى الله عليه وسلم]- مدّاً وَثلثا بمدّكم الْيَوْم وَقد زيد [فِيهِ]
وَفِيه أنس: إِن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك فِي مكيالهم وَبَارك فِي صاعهم ومدّهم - يَعْنِي أهل الْمَدِينَة -.
وَفِيه ابْن عمر: أَن الْيَهُود جَاءُوا إِلَى النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- بِرَجُل وَامْرَأَة زَنَيَا فَأمر بهما فَرُجِمَا قَرِيبا من حَيْثُ مَوضِع الْجَنَائِز عِنْد الْمَسْجِد.
وَفِيه [أنس] : إِن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- طلع عَلَيْهِ أحد، فَقَالَ: هَذَا جبل يحبّنا ونحبّه اللَّهُمَّ إِن إِبْرَاهِيم حرّم مَكَّة، وَإِنِّي أحرم مَا بَين لَا بتيها.
وَفِيه سهل: إِنَّه كَانَ بَين جِدَار الْمَسْجِد مِمَّا يَلِي الْقبْلَة وَبَين الْمِنْبَر ممرّ الشَّاة.
وَفِيه أَبُو هُرَيْرَة: مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة. ومنبري على حَوْضِي.
وَفِيه ابْن عمر: سَابق النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- بَين الْخَيل، فَأرْسلت الَّتِي أضمرت مِنْهَا
وأمدها [إِلَى] الحفياء - إِلَى ثنية الْوَدَاع. [وَالَّتِي لم تضمر أمدها ثنية الْوَدَاع] إِلَى مَسْجِد بني زُرَيْق.
وَفِيه ابْن عمر: سَمِعت عمر على مِنْبَر النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-
…
".
وَفِيه عَائِشَة: كَانَ يوضع لى ولرسول الله -[صلى الله عليه وسلم]- هَذَا المركن فنشرع فِيهِ جَمِيعًا.
وَفِيه أنس: حَالف النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- بَين الْأَنْصَار وقريش فِي دَاري الَّتِي بِالْمَدِينَةِ. وقنت شهرا يَدْعُو على أَحيَاء من بني سليم.
وَفِيه أَبُو بردة: قدمت الْمَدِينَة فلقينى عبد الله بن سَلام، فَقَالَ لى: انْطلق إِلَى الْمنزل فأسقيك فِي قدح شرب فِيهِ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-. وتصلى فِي مَسْجِد صلى فِيهِ [النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-] . فَانْطَلَقت مَعَه فسقاني سويقا، وأطعمني تَمرا وصلّيت فِي مَسْجده.
وَفِيه عمر: أَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- قَالَ: أَتَانِي اللَّيْلَة آتٍ من رَبِّي، وَهُوَ بالعقيق، أَن صلّ فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك، وَقل: عمْرَة وَحجَّة.
وَفِيه ابْن عمر: إِن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- أرى فِي معرسه، وَهُوَ بذى الحليفة، فَقيل لَهُ: إِنَّك ببطحاء مباركة.
وَفِيه ابْن عمر: وَقت النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- قرنا لأهل [نجد] ، والجحفة لأهل الشَّام، وَذَا الحليفة لأهل الْمَدِينَة.
وَبَلغنِي أَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- قَالَ: وَلأَهل الْيمن يَلَمْلَم، وَذكر لَهُ الْعرَاق، فَقَالَ: لم يكن عراق يَوْمئِذٍ.
قلت: رضى الله عَنْك! ذكر هَذِه التَّرْجَمَة فِي " كتاب الِاعْتِصَام "، فساق فِيهَا الْأَحَادِيث والْآثَار الَّتِي تَضَمَّنت ذكر مَا يسْتَحق أَن يعتصم بِهِ، ويتيمّن من بقْعَة تخْتَار للسُّكْنَى، وتقصد للبركة، ويعتمد على أَهلهَا فِي أَحْكَام الْملَّة، ونوازل الدّين كالمدينة.
وَحَدِيث ابْن عَوْف أقعد بِهَذَا الْمَعْنى، فَإِن الْمَدِينَة عَادَتْ عَلَيْهَا وعَلى أَهلهَا بركَة النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- حَيا وَمَيتًا، حَتَّى حركاته الجبلية، فضلا عَن الشَّرْعِيَّة تفيدها خُصُوصِيَّة، وتزيدها مزية، مثل خُرُوجه إِلَى " العوالي " على الْوَجْه الَّذِي صَارَت مسافتها معلما من معالم الصَّلَاة. وَلذكر دَار فلَان الَّذِي اشتهرت مبانيها فِي هَذَا الحَدِيث فَصَارَت مشهداً للصَّلَاة.
وعَلى الْجُمْلَة فَإِذا كَانَت مواطنها ومساكنها مفضلة مقتدى بهَا فِي الْأَحْكَام مَوَاقِيت ومشاهد. فَكيف ساكنها وعالمها؟ .
فَإِذا كَانَ جبلها قد تميزّ على الْجبَال. فَكيف لَا يتَمَيَّز عالمها على الْعلمَاء فِي مزية الْكَمَال؟ وَإِذا عَادَتْ بركَة كَون النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]- على الجمادات بالسعادات فَكيف لَا تعود بركته على أهل الديانَات بالمزايا والزيادات؟