المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - باب الزجر عن لبس الثوب وجره من الخيلاء إلا لضرورة - المطالب العالية محققا - جـ ١٠

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌16 - بَابُ الْحِمَى

- ‌17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة

- ‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

- ‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

- ‌24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ

- ‌22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ

- ‌1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ

- ‌3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ

- ‌4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ

- ‌5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ

- ‌9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ

- ‌23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ

- ‌1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ

- ‌3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ

- ‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

- ‌6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ

- ‌7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ

- ‌8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا

- ‌12 - بَابُ الْوَشْمِ

- ‌13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ

- ‌15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ

- ‌17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار

- ‌18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ

- ‌19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ

- ‌20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

- ‌23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب

- ‌24 - بَابُ الْكُحْلِ

- ‌25 - بَابُ الْخَاتَمِ

- ‌26 - بَابُ النِّعَالِ

- ‌24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ

- ‌2 - بَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ

- ‌5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

- ‌7 - بَابُ الذِّئْبِ

- ‌8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ

- ‌9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ

- ‌10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ

- ‌1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ

- ‌3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ

- ‌5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً

- ‌6 - باب الجراد

- ‌7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ

- ‌10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا

- ‌27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

- ‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

- ‌5 - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

- ‌7 - باب الخل

- ‌8 - باب الجبن

- ‌9 - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ

- ‌12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ

- ‌13 - بَابُ الْخَبِيصِ

- ‌14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ

- ‌15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ

- ‌16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي

- ‌17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ

- ‌20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ

- ‌22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى

الفصل: ‌4 - باب الزجر عن لبس الثوب وجره من الخيلاء إلا لضرورة

‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

2209 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ (1) بْنِ وسَّاج قَالَ: كَانَ أَبُو لُبَابَةَ جَالِسًا مَعَ كَعْبٍ رضي الله عنه، [فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ](2) بِئْسَ الثَّوْبُ ثَوْبُ الْخُيَلَاءِ.

فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ (3) صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال (4): إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ عِلْمَكَ إِنِّي لَأَجِدُ في كتاب الله "من لبس ثوب خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ وإن كان كبر (5) ".

فقال أبو لبابة رضي الله عنه: "بئس القلب قلب السمين، فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. قال (6) كعب

(1) هكذا في (عم) و (حس) و (سد): "عقبة"، وهو الصواب كما في ترجمته، وفي الأصل:"عتبة"، وهو خطأ.

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

(3)

في (عم) و (سد): "رسول الله".

(4)

في (حس) و (عم) و (سد): "فقال".

(5)

في (عم): "بخير"، وفي (سد):"بختر".

(6)

في (عم) و (سد): "فقال".

ص: 279

رضي الله عنه: إني لا أرد عليك علمك. إني أجد في كتاب الله تعالى (7) مثل السَّمِينِ وَقَلْبِ الْمَهْزُولِ كَمَثَلِ شَاةٍ سَمِينَةٍ وَشَاةٍ مهزولة أصابها الْمَطَرُ فَخَلَصَ إِلَى قَلْبِ الْمَهْزُولَةِ (8) وَلَمْ يَخْلُصْ إلى قلب السمينة. فقال أبو لبابة رضي الله عنه: [من يعبد الله](9) كفاه الله عز وجل المؤنة، فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ (10) صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ (11): لَا. فَقَالَ: إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ علمك وإني لأجد في كتاب الله تعالى ما من عبد يعبد الله عز وجل (12) إلَّا ضمن الله تعالى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ بِرِزْقِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ [مَا](13) عاش".

(7) في (عم) و (سد): "عز وجل".

(8)

في (حس): "المهزول". والهزال: يقال هزلت الدابة إذا ضعفت، والهزال: ضد السمن. النهاية (5/ 263).

(9)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل وموجود فيما عداه.

(10)

في (سد): "رسول الله".

(11)

في (عم): "قال".

(12)

في (عم) و (سد): "تعالى".

(13)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

ص: 280

2209 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه همام بن يحيى"(هكذا) لم أقف على ترجمته، وباقي الرواة ثقات".

قلت: هو همام بن يحيى، وهو ثقة كما سبق في ترجمته. والأثر لم أجده في المطبوع من المسند إسحاق بن راهويه، وكذا لم أجده عند غيره.

ص: 280

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف من أجل عنعنة قتادة وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا تقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.

ص: 280

2210 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: "حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا مُعَلَّى (1) بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا (2) مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ (3) رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَ (4) فِي بُرْدَيْنِ (5) فَاخْتَالَ فِيهِمَا فَأَمَرَ اللَّهُ [تبارك وتعالى](6) الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يتجلجل (7) فيها إلى يوم القيامة".

(1) هكذا في (حس) ومسند أبي يعلى: "معلى"، وهو الصواب كما في ترجمته، وفي الأصل و (سد) و (عم):"يعلى" وهو خطأ.

(2)

في مسند أبي يعلى: "أخبرني".

(3)

في مسند أبي يعلى: "أنس بن مالك".

(4)

في مسند أبي يعلى: "يخرج".

(5)

البرد: هو نوع من الثياب معروف، والبردة "الشملة" المخططة، وقيل: كساء أسود مربع فيه صفر تلبسه الأعراب. النهاية (1/ 116).

(6)

ما بين المعكوفتين ساقطة من (عم) و (سد) ومسند أبي يعلى.

(7)

يتجلجل: أي يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت. النهاية (1/ 284).

ص: 281

2210 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وقال: "رواه أبو يعلى".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 279: 4302) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرني محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ يحدث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا رَجُلٌ ممن كان قبلكم يخرج في بردين فاختال فيهما، فأمر الله الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ القيامة".

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 126)، وقال:"رواه أبو يعلى وفيه زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبّان وقال: "يخطئ". =

ص: 281

= الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال زياد بن عبد الله النميري، ولكن له شواهد يصح بها، ومنها:

1 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مَرَجِّل جمته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة".

أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(10/ 269: 5789)، ومسلم في صحيحه (3/ 1653: 2088)، والنسائي في الكبرى (5/ 483: 9679) والدارمي في سننه (1/ 116)، وأحمد في المسند (2/ 267، 315، 390، 413، 456، 492، 497، 531)، وأبو يعلى في مسنده (11/ 218: 6334) وعبد الرزاق في المصنف (11/ 82: 19983)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 389)، وابن عدي في الكامل (4/ 183)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 114: 5716).

2 -

حديث عبد الله بن عُمَرُ رضي الله عنه، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"بينما رجل يجر إزاره خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة".

أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(6/ 595: 3485)، (10/ 269: 5790)، والنسائي في الكبرى (5/ 483: 9676)، وفي الصغرى (8/ 206: 5326)، وأحمد في المسند (2/ 66)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (3/ 363: 2950).

3 -

حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها فأمر الله الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ القيامة".

رواه أحمد في المسند (2/ 222)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (29/ 12: 7074)، وأخرجه هناد بن السري في الزهد (2/ 259: 853)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في سننه (4/ 565: 2491)، وقال:"هذا حديث صحيح".

ص: 282

2211 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إلى الذي يجر (1) إزاره (2) ".

(1) في الأصل و (حس): "تجر"، وفي غيرهما:"يجر".

(2)

الإزار: هو الملحفة، مأخوذ من أزر به الشئ أي أحاط. لسان العرب (4/ 16).

ص: 283

2211 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 70/ 2)، وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة".

قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (5/ 165) كتاب العقيقة، باب (78) في جر الإزار وما جاء فيه (رقم 24812)، قال: حدّثنا معاوية بن هشام عن شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بن عمرو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خيلاء".

وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 382) كتاب الصلاة، باب (260) التغليظ في إسبال الإزار في الصلاة (رقم 781)، قال: حدّثنا محمَّد بن خلف الحدادي أخبرنا معاوية بن هشام به نحوه بلفظ "لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا"، ثم قال:"قد اختلفوا في هذا الإسناد، قال بعضهم: عن عبد الله بن عمر".

قلت: هكذا رواه معاوية بن هشام من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص، وخالفه حسن بن موسى الأشيب، فرواه من طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب.

أخرجه أحمد في مسنده (2/ 69) قال: حدّثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان عن يحيى، عن محمَّد بن عبد الرحمن -يعي إن ثوبان مولى بني زهرة- أنه سمع ابن عمر يقول: فذكره بمثل لفظ ابن أبي شيبة، والذي يظهر لي، والله أعلم أن المحفوظ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وذلك لأمور: =

ص: 283

= أحدها: أن الحسن بن موسى الأشيب أوثق من معاوية بن هشام.

الثاني: أن كتب الرجال والتراجم لا تذكر رواية لمحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، بخلاف روايته، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فهي مذكورة في ترجمة كل منهما في كتب الرجال.

الثالث: أن الحفاظ الأثبات قد تابعوا محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان في رواية هذا الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

حيث تابعه كل من:

1 -

نافع.

2 -

عبد الله بن دينار.

3 -

زيد بن أسلم.

4 -

مسلم بن يسار

5 -

محارب بن دثار.

6 -

جبلة بن سحيم.

7 -

سالم بن عبد الله بن عمر.

8 -

حنظلة بن أبي سفيان.

9 -

مسلم بن ينّاق.

1 -

2 - 3 - أما متابعة نافع، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، فأخرجها مقرونة هكذا البخاري "الفتح" (10/ 264: 5783)، ومسلم (3/ 1651: 2085)، والترمذي في سننه (4/ 195: 1735) وقال: "حديث حسن صحيح"، ومالك في الموطأ (2/ 914: 11).

وأخرج رواية نافع مفردة مسلم (3/ 1651)، والنسائي (8/ 206: 5327)، وابن ماجه (2/ 1181: 3569)، وأحمد في المسند (2/ 5، 55)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24808)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 82: 19984). =

ص: 284

= وأخرج رواية عبد الله بن دينار مفردة مالك في الموطأ (2/ 914: 9)، وأحمد في المسند (2/ 56، 74).

وأخرج رواية زيد بن أسلم مفردة أحمد في المسند (2/ 9، 33، 141، 147)، بألفاظ مختلفة، والحميدي في مسنده (2/ 284: 636)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 81: 19980).

4 -

وأخرج متابعة مسلم بن يسار، أحمد في المسند (2/ 76)، ومسلم (3/ 165).

5 -

وأخرج متابعة محارب بن دثار، البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 269: 5791)، ومسلم (3/ 1652)، والنسائي (8/ 6 - 2: 5328)، وأحمد في المسند (2/ 42، 46)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24807).

6 -

وأخرج متابعة جبلة بن سحيم، البخاري (10/ 269)، ومسلم (3/ 1652)، وأحمد في المسند (2/ 44، 46، 81، 103، 131)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24807).

7 -

وأخرج متابعة سالم بن عبد الله بن عمر، البخاري "الفتح"(10/ 269)، ومسلم (3/ 1652)، وأيو داود (4/ 345: 4085)، والنسائي (8/ 208: 5334، 5335)، وأحمد في المسند (2/ 60، 67، 104، 128، 136، 155) بألفاظ مختلفة، والحميدي في مسنده (2/ 288: 649).

8 -

وأخرج متابعة حنظلة بن أبي سفيان، مسلم في صحيحه (3/ 1652).

9 -

وأخرج متابعة مسلم بن ينّاق، مسلم في صحيحه (3/ 1651)، وأحمد في المسند (2/ 45 ، 65، 131)، والحميدي في مسنده (2/ 284: 737)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 41: 820). =

ص: 285

= وبناء عليه فالحديث بهذا الإسناد شاذ والمحفوظ من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، والله أعلم.

ص: 286

الحكم عليه:

الحديث رجاله ثقات عدا "معاوية بن هشام" فهو صدوق، ولكنه شاذ لمخالفة معاوية بن هشام من هو أوثق منه، حيث رواه من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص، والمحفوظ -كما سبق في تخريجه- من طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب، والله أعلم.

ص: 286

2212 -

وقال الحارث: حدّثنا داود الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهما، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ "وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ خُسف بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيُجَلْجِلُ (1) فِيهَا مَا دامت السموات وَالْأَرْضُ لِأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً (2) فَاخْتَالَ، فَخُسِفَ بِهِ فَهُوَ يُجَلْجِلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

(1) في (سد) و (عم): "فيتجلجل".

(2)

حلة: هي واحدة الحُلَل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلَّا أن تكون ثوبين من جنس واحد. النهاية (1/ 432).

ص: 287

2212 -

تخريجه والحكم عليه:

هو جزء من الحديث الطويل الموضوع، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث (2134).

ص: 287

2213 -

[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ (1) عَنْ أَبِيهِ قال: إنَّهُ سَمِعَ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وَمَشَى فِي زُقَاقِ (2) أَبِي لَهَبٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ (3) وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ (4) إِذْ خَسَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

هَكَذَا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَخَالَفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد الْمُحَارِبِي، فَرَوَاهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (5) رضي الله عنهما.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ (6) عَنِ ابْنِ كُرَيْبٍ (7)، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ أَقُودُهُ (8) فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ وَقَالَ: يَا كُرَيْبُ! بَلَغْنَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: أَنْتَ الْآنَ عِنْدَهُ (9)، فَقَالَ: حَدَّثَنِي

(1) في (سد): "رشدين أبي بن كريم".

(2)

زقاق: الزُقاق: بالضم هي الطريق. النهاية (2/ 306).

(3)

عطفيه: عطفا الرجل: هما ناحيتا عنقه. النهاية (3/ 257).

(4)

التبختر: أي يمشي مشية المتكبر المعجب بنفسه. النهاية (1/ 101).

(5)

في (سد) و (عم): "عن ابن عباس عن العباس".

(6)

في مسند أبي يعلى: "عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي".

(7)

في (حس) و (سد) و (عم): "عَنِ ابْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عباس"، وفي مسند أبي يعلى: "عن ابن كريب عن أبيه قال:

"، وفي الأصل: "عن ابن كريب عن ابن عباس".

(8)

في مسند أبي يعلى: "أقود ابن عباس".

(9)

في مسند أبي يعلى: "أنت عنده الآن".

ص: 288

العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: "بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هذا الموضع إذا أَقْبَلَ رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ وَيَنْظُرُ إِلَى (10) عِطْفَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، إِذْ خُسِفَ (11) بِهِ الْأَرْضُ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إلى يوم القيامة".

(10) في (سد) و (عم): "في".

(11)

في (سد) و (عم) و (حس) ومسند أبي يعلى: "خسف الله به".

ص: 289

2213 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 71/2] وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، والبزار، وأبو يعلى الموصلي، واللفظ له، ومدار أسانيدهم على رشدين بن كريب، وهو ضعيف".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 57: 6699)، وقال: "حدّثنا الحسن بن حماد الكوفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد الْمُحَارِبِيُّ عَنْ ابن كريب، عن أبيه قال: كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهب

فذكره".

وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار"(4/ 121: 1290) قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد قال: ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، به نحوه مختصرًا؛ ثم قال:"وهذا الحديث رواه المحاربي عن رشدين، عن أبيه، عن ابن عباس، عن العباس، ورواه معاوية عن رشدين، عن أبيه، عن العباس".

وذكر الهيثمي في المجمع (5/ 125) وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني، والبزار، بنحوه باختصار، وفيه: رشدين بن كريب، وهو ضعيف".

وكما اختلف في إسناد هذا الحديث فقد اختلف في متنه كذلك، ففي رواية ابن أبي عمر، وأحمد بن منيع، والبزار أنها قصة وقعت في الزمن السابق، وفي رواية أبي يعلى على أنها وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه.

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 12): واللفظ الأول أقرب إلى =

ص: 289

= الصواب؛ لأن له شاهدًا من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة بلفظ: "بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". اهـ.

ص: 290

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لأن مداره على رشدين بن كريب، وهو ضعيف كما سبق في ترجمته، ولكن هذا الضعف ينجبر ويرتقي إلى درجة الصحة بشواهده، حيث ورد من طريق أبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك. وقد مضى تخريجها في الحديث (رقم 2210).

ص: 290

2214 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: "وَإِيَّاكَ (1) وَجَرَّ الْإِزَارِ، فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ".

قُلْتُ: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هذا اللفظ (2).

(1) في (عم): "ارفع إزارك وجر الإزار

".

(2)

تقدم تخريجه في الحديث (رقم 2211).

ص: 291

2214 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإِتحاف [2/ 70/1] ثم قال: "رواه مسدّد والحميدي بسند صحيح ورواته ثقات، وأحمد بن منيع، وأبو يعلى الموصلي بلفظ:

جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فاحتبى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي فَإِنِّي أَعْرَابِيٌّ جَافٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ إِنَائِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ بوجهك، وَإِيَّاكَ وَجَرَّ الْإِزَارِ، فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ المخيلة"، ثم قال: زاد أبو يعلى: "وإن امرءًا شتمك فعيرك بأمر يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ، فإنه يكون وبال ذلك عليه وأجره لك". ثم ذكر ألفاظًا أخرى للحديث. ثم قال: وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق".

قلت: حديث ابن عمر في الصحيحين قد سبق تخريجه في الحديث (رقم 83)، ولم أجده بهذا اللفظ في المطبوع من مسند أبي يعلى، وقد أخرجه أبو يعلى بألفاظ أخرى مختصرة ومطولة. انظر:(9/ 422: 5572)، و (10/ 16: 5644)، و (10/ 86: 5722)، و (10/ 169: 5794)، و (10/ 194: 5825).

ص: 291

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال إبراهيم مولى بني هاشم، ولكن يشهد له وروده من طرق أخرى عن ابن عمر بأسانيد صحيحة كما مضى في تخريجه وتخريج الحديث (رقم 2211).

ص: 291

2215 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه، رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، قَالَ: إِنِّي حَمْشُ (1) الساقين (2).

(1) في (عم): "إلى حمش". وحمش الساقين: أي دقيق الساقين. قال ابن الأثير: "يقال: رجل حَمْش الساقين، وأحمَش الساقين، أي: دقيقهما". النهاية (1/ 440).

(2)

هذا الحديث ساقط من (حس).

ص: 292

2215 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 70/2] وقال: "رواه مسدّد"، وسكت على إسناده.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(5/ 166) كتاب الأشربة (78)، في جر الإزار وما جاء فيه (رقم 24816)، قال: حدّثنا وكيع عن سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، أنه كان يسبل إزاره، فقيل له في ذلك. فقال:"إني رجل حمش الساقين".

ص: 292

الحكم عليه:

الأثر رجاله ثقات، وهو صحيح موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه.

وأما بالنسبة لعنعنة الأعمش فإنه وإن كان في المرتبة الثالثة -والله أعلم- من المدلسين لكثرة تدليسه، ولكونه يدلس عن الضعفاء والمجاهيل، ولكن عنعنته هنا محمولة على الاتصال. قال الذهبي كما في الميزان:"وهو يدلس وربما دل، عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال: "حدّثنا، فلا كلام، ومتى قال:"عن" تطرَّق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ أكثر منهم: كإبراهيم وأبي وائل، وأبى صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال".

ص: 292

2216 -

[1] حَدَّثَنَا (1) هُشَيْمٌ (ح).

[2]

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدََّثَنَا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ، كِلَاهُمَا عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ (2) سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ:"إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرَ (3). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِسَاقِي حُمُوشَةً، قَالَ: ذَلِكَ أقبح مما بساقك".

(1) في (حس): "وقال مسدّد".

(2)

في الأصل وجميع انسخ: "بن"، والصواب ما أثبته كما في الجامع لشعب الإيمان للبيهقي (11/ 119)، والتاريخ الكبير (3/ 461)، والثقات لابن حبّان (4/ 281).

(3)

في (حس): "المستكبرين".

ص: 293

2216 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 70/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد بلفظ واحد".

ومن طريق مسدّد أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 119: 5721) قال: وحدثنا يوسف، حدّثنا مسدّد، حدّثنا خالد بن عبد الله، حدّثنا حصين بن عبد الرحمن، به مثله، وأخرجه كذلك في (11/ 118: 5720) قال: أخبرنا علي بن محمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا محمَّد بن كثير، حدّثنا سليمان بن كثير عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعِيدٍ الثقفي، عن رجل من قومه قال: "مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجل يجر إزاره

" فذكر نحوه.

ص: 293

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل الجهالة في كل من أبي الحجاج، وسعيد الثقفي، وشيخه الذي روى عنه الحديث، وأما بالنسبة لتدليس هشيم، وسماع محمَّد بن فضيل من حصين بن عبد الرحمن بعد تغيره، فقد زالت علة ذلك بمتابعته =

ص: 293

= كل منهما للآخر، ومتابعة خالد بن عبد الله لهما.

ويشهد له حديث الشريد بن سويد الثقفي، وعبد الله بن مسعود، وعمرو بن فلان، وأبي أمامة.

1 -

حديث الشريد بن سويد الثقفي أنه قال: "أبصر رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يجر إزاره، فأسرع إليه أو هرول فقال: إرفع إزارك واتقِ الله. قال: إني أحنف تصطك ركبتاي. فقال: إرفع إزارك فإن كل خلق الله عز وجل حسن. فما رُئي ذلك الرجل بعد إلَّا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه".

أخرجه أحمد في المسند (4/ 390)، والحميدي في مسند (2/ 345: 810)، والطبراني في الكبير (7/ 377: 7240، 7251)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 409: 1708)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 124): رواه أحمد والطبراني

ورجال أحمد رجال الصحيح". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 427: 1441).

2 -

حديث ابن مسعود تقدم في الحديث السابق (رقم 87).

3 -

وما حديث عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: "اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك"، قال عمرو: فقلت: يا رسول الله إني رجل حمش الساقين. فقال: "يا عمرو، إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو"، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع من كله تحت ركبة عمرو. فقال: يا عمرو هذا موضع الإزار ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية فقال:"يا عمرو هذا موضع الإزار".

أخرجه أحمد في المسند (4/ 200)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 124):"رواه أحمد ورجاله ثقات".

وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 277: 7909) من طريق أبي أمامة، قال الهيثمي في المجمع (5/ 124):"رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات".

ص: 294

2217 -

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا (1) سَيَّارٌ (2)، ثنا يَزِيدُ (3) بْنُ زُرَيْعٍ، نَا عُمَرُ مَوْلَى سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ:"سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ يَلْبَسُونَ (4) لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ وَالَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ لَا يطعنون على الذين يلبسون"(5).

(1) في (سد) و (عم): "ثنا".

(2)

في الأصل و (حس): "شيبان"، وفي (سد) و (عم):"سنان"، وكلاهما خطأ، والصواب ما أثبته كما في الزهد لأحمد بن حنبل.

(3)

في الزهد لأحمد: "حدّثنا يزيد بن عمر مولى سلام بن أبي مطيع".

(4)

في الأصل بياض، وأثبت هذه الكلمة لأنها في بقية النسخ.

(5)

هذا الحديث في (سد) و (عم)، جُعل بعد الباب الآتي:"استحباب إظهار النعمة إذا لم يكن سرف ولا مخيلة". وفي (ك) جعل في آخر كتاب اللباس في باب حسن الملبس الحلال.

ص: 295

2217 -

تخريجه:

هو في كتاب الزهد للإمام أحمد (رقم 383) من زيادات عبد الله بن أحمد قال: حدثني علي بن مسلم، حدّثنا سيار، حدّثنا يزيد بن عُمَرُ مَوْلَى سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: سمعت بكر بن عبد الله بن الْمُزَنِيَّ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ، وَالَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ يلبسون".

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 227)، قال: حدّثنا محمَّد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار قال: ثنا عمر بن أبي وهب مثله، إلا أنه لم يذكر مسجد البصرة.

ص: 295

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال سيّار بن حاتم العنزي، فإنه صدوق له أوهام، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.

ص: 295

5 -

بَابُ اسْتِحْبَابِ [إِظْهَارِ](1) النِّعْمَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ سرف ولا مَخِيلَةٍ

2218 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ (2) عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: "رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا (3) سيِّئ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ.

قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَلْيُرَ (4) أَثَرُهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ (5) عَلَى عَبْدِهِ وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ والتباؤس (6) ".

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من (عم).

(2)

هكذا في البغية: "المنقري"، وهو الصواب كما في ترجمته، وفي الأصل وبقية النسخ:"القرشي"، وهو خطأ.

(3)

هو مالك بن نضلة والد أبي الأحوص الجشُمي.

(4)

في (حس): "فليس".

(5)

في البغية: "نعمته".

(6)

البؤس والتباؤس: البؤس: هو الخضوع والفقر، يقال بَئس يَبْأس بؤسًا وبأسًا: افتقر واشتدت حاجته، والتباؤس، إظهار الحاجة والفقر عند الناس. النهاية (1/ 89).

ص: 296

2218 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 66/2] وقال: "رواه الحارث عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف، وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث =

ص: 296

= أبي هريرة، وعمران بن حصين، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود".

قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث"(2/ 66) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (2) فيمن كان له مال ويظهر الفقر (رقم 570)، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا سيء الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ كل أنواع المال، قال: فليرَ أثره عليك، فإن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ، ويكره البؤس والتباؤس".

وقد تابع الحسن بن قتيبة في الرواية عن سفيان كل من:

1 -

خلاد بن يحيى.

2 -

علي بن قادم.

1 -

أمَّا متابعة خلاد بن يحيى، فأخرجها الطبراني في الكبير (5/ 273: 5308)، قال: حدّثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان، به مثله، إلَّا أنه قال:"أن يرى أثره على عبده حسنًا" قال الهيثمي في المجمع (5/ 132): "رواه الطبراني وترجم لزهير ورجاله ثقات".

وأخرجه الخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة"(ص 287: 142)، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا محمَّد بن أحمد بن الحسن الصواف قال: حدّثنا بشر بن موسى به، مثل لفظ الطبراني.

2 -

وأما متابعة علي بن قادم، فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (3/ 426). قال: وقال ابن قادم حدّثنا سفيان، به نحوه مختصرًا ولفظه "إن الله يحب أن يرى أثره على عبده".

تنبيه:

قال الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص 287): "هذا الرجل هو: =

ص: 297

= مالك بن نضلة، والد أبي الأحوص الجُشُمي"، وكذا قال أبو زرعة العراقي في المستفاد من مهمات المتن والإسناد (3/ 1376)، وسيأتي تخريج الحديث عنه.

ص: 298

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" وفيه علتان:

1 -

في إسناده "الحسن بن قتيبة" وهو ضعيف جدًا، ولكن تابعه "خلاد بن يحيى"، وهو "صدوق رمي بالإرجاء" كما في التقريب (ص 196: 1766)، وعلي بن قادم، وهو "صدوق يتشيع" كما في التقريب (ص 404: 4785).

وبمتابعتهما زال ما يُخشى من ضعف الحسن.

2 -

الجهالة في "زهير بن علقمة" إضافة إلى أنه أرسله. فيكون الحديث بعد هذا لا زال ضعيفًا. ولكن يشهد له حديث أبي هريرة، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، ومالك بن نضلة، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

1 -

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ ويكره البؤس والتباؤس، ويحب الحيي الحليم ويبغض البذيء السائل الملحف".

أخرجه أحمد في المسند (2/ 311)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 305: 257)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 78)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(142).

والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 179: 5791)، وصححه الألباني لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (3/ 310: 1320).

2 -

حديث عمران بن حصين، قال أبو رجاء العطاري: خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز فقلنا له: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبس هذا؟! فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب إذا أنعم على عبد نعمة أن يرى أثر نعمته عليه".

أخرجه أحمد في مسنده (4/ 438)، والييهقي في السنن الكبرى (3/ 271)، =

ص: 298

= والقضاعي في الشهاب (2/ 162: 1102)، والطبراني في الكبير (18/ 135: 281، 418)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 37: 3037)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 177: 5789)، وابن سعد في الطبقات (4/ 291، 7/ 10)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 57: 50)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 212: 2368)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 132)، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات".

وصححه الألباني لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (3/ 280: 1290).

3 -

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا آتاك الله خيرًا أو مالًا فليُرَ عليك".

وحديث عبد الله بن مسعود هذا أشار إليه الترمذي في سننه (5/ 114)، والبوصيري في مختصر الإتحاف كما سبق والطحاوي في "مشكل الآثار"(8/ 38، 39: 3039، 3040)، وذكر محققه أنه يغلب على ظنه أن إبراهيم الهجري أخطأ فيه عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود والمحفوظ عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه.

4 -

حديث مالك بن نضلة الجُشمي، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشعث أغبر في هيئة أعرابي فقال:"مالك من المال"؟ قال: من كل المال قد آتاني الله .. قال: "إن الله إذا أنعم على العبد نعمة أحب أن ترى، به".

وروي بألفاظ مختلفة مقاربة، أخرجه أبو داود في سننه (4/ 333: 4063)، والنسائي في سننه (8/ 180، 181: 5224) و (196: 5294)، والترمذي في سننه (4/ 320: 2006)، وقال:"حسن صحيح"، وأحمد في المسند (3/ 473، 474 - 4/ 136، 137)، والحميدي في مسنده (2/ 390: 883)، والطيالسي في مسنده (184 رقم 1303، 1304)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 234: 5416، 5417)، والحاكم في المستدرك (4/ 181)، وقال: "صحيح الإسناد ولم =

ص: 299

= يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 10)، والطبراني في الكبير (19/ 276، 283: 607 - 624)، وفي الأوسط "مجمع البحرين"(7/ 163، 164: 4240)، وفي الصغير "الروض الداني" (1/ 295: 489)، والقضاعي في الشهاب (2/ 161: 1100)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 37: 3038)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 28: 52)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 212: 2367)، والبغوي في شرح السنة (12/ 47: 3118)، وابن سعد في الطبقات (6/ 28). والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص 287: 142)، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 795)، ووكيع في الزهد (2/ 442: 193).

قال الألباني في غاية المرام (ص 63: 75): "إسناده صحيح على شرط مسلم".

5 -

حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: "إن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ".

أخرجه الترمذي هكذا مختصرًا في سننه (5/ 114: 2819)، وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند (2/ 182)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (2995: 2261)، والحاكم في المستدرك مطولًا (4/ 135)، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 27: 51).

والخلاصة، أن الحديث بهذه الشواهد صحيح، والله أعلم.

ص: 300

2219 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عِمْرَانُ (1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، يُحِبُّ (2) أَنْ يَرَى [أَثَرَ] (3) نعمته على عبده".

(1) في (حس) و (سد) و (عم): "عمر بن محمَّد بن أبي ليلى"، وهو خطأ، وفي مسند أبي يعلى:"عمران بن أبي ليلى".

(2)

في مسند أبي يعلى: "ويحب".

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من مسند أبي يعلى.

ص: 301

2219 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 66/2] وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه عطية العوفي وهو ضعيف".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسند (2/ 320: 1055)، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة حدّثنا عمران ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى نعمته على عبده.

وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 178: 5790)، وقال:"أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمَّد بن علي ثنا محمَّد بن إسحاق الثقفي ثنا عثمان بن أبي شيبة، به مثله وزاد، ويبغض البؤس، والتباؤس".

ونسبه الألباني في السلسة الصحيحة (3/ 312)، إلى "أبي بكر بن سليمان الفقيه" في "مجلس الأمالى" (1/ 16). وقال: وعطية ومحمد بن أبي ليلى ضعيفان".

ص: 301

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث علل:

1 -

الجهالة في حال "عمران بن أبي ليلى".

2 -

ضعف محمد بن أبي ليلى وسوء حفظه. =

ص: 301

= 3 - ضعف عطية العوفي.

ولكن لشهد للجزء الأول من الحديث، هو قوله:"إن الله جميل يحب الجمال" حديث عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو.

1 -

أما حديث عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كبر". فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال:"إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس".

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 93: 147)، والترمذي في سننه (4/ 317: 1999)، وقال:"حديث حسن صحيح غريب"، وأحمد في المسند (1/ 399)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 280: 5466)، والحاكم في المستدرك (1/ 26)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته، ووافقه الذهبي، وأبو عوانة في مسنده (1/ 31)، والطبراني في الكبير (10/ 273: 10533)، والبغوي في شرح السنة (13/ 165: 3587).

2 -

حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال: "إن الله جميل يحب الجمال".

أخرجه الحاكم المستدرك هكذا مختصرًا (1/ 26)، وقال: على شرط مسلم "قال الألباني في السلسلة الصحيحة: "وقد روى مطولًا ولكن ليس منه قوله: "إن الله جميل يحب الجمال" كما روي هذا اللفظ من طرق أخرى ولكنها جميعًا لا تخلو من مقال، وفيما ذكر كفاية.

ويشهد للجزء الثاني من الحديث هو قوله "يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ" حديث أبي هريرة، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، ومالك بن نضلة الجشمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزهير بن علقمة، وقد مضي تخريجها جميعًا في الحديث السابق (رقم 2218).

وبناءً عليه فالحديث صحيح بشواهده، والله أعلم.

ص: 302