الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ
2252 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ:"أَهْلَكَهُنَّ (1) الْأَحْمَرَانِ (2) الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ".
(1) في (حس) و (عم) و (سد): "أهلكن".
(2)
الأحمران: قال في لسان العرب (4/ 208): "الأزهري في قولهم": أهلك النساء الأحمران.
يعنون الذهب والزعفران، أي أهلكهن حب الحلي والطيب، الجوهري: أهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر، غيره: يقال للذهب والزعفران الأصفران، والماء واللبن الأبيضان، وللتمر والماء الأسودان".
2252 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال:"رواه مسدّد".
وذكره في كنز العمال (16/ 600: 46006)، ونسبه إلى "مسدّد، وعبد الرزاق، وسعيد ابن منصور".
قلت: هو في مصنّف عبد الرزاق، ولكن من طريق أبي هريرة -كما سيأتي- ولم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف للإنقطاع بين عروة بن الزبير، وأبي بكر الصديق. =
= ويشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ويل للنساء من الأحمرين، الذهب والمعصفر".
أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(13/ 307: 5968)، وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 72: 19947)، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (6/ 368: 9652) إلى البيهقي في شعب الإيمان ، ورمز لضعفه، ونسبه المناوي إلى أبي نعيم في الصحابة، وقال:"قال العراقي سنده ضعيف".
والحديث صححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (1/ 598: 339).
2253 -
حَدَّثَنَا (1) الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ (2): سَمِعْتُ محمَّد بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: نَهَتْ (3) عَائِشَةُ رضي الله عنها عَنِ الذَّهَبِ، وَالْآنِيَةِ الْفِضَّةِ (4)، فَلَمْ يزالوا بها حتى رخصت في الذهب".
(1) القائل: مسدّد.
(2)
في (عم) و (سد): "قال".
(3)
في (حس): "سمعت"، وفي المجردة:"سئلت".
(4)
في (حس): "المفضة"، وفي (عم) و (سد):"المفضضة"، والمفضضة: أي مموه بالفضة أو مرصع بالفضة. لسان العرب (7/ 208).
2253 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال:"رواه مسدّد ورواته ثقات".
وإخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 29) كتاب الطهارة، باب النهي عن الإناء المفضض، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا سَعِيدٌ عَنْ ابن سيرين، عن عمرة أنها قالت: كنا مع عائشة رضي الله عنها فما زلنا بها حتى رخصت لنا في الحلي، ولم ترخص لنا في الإناء المفضض. ثم قال:"قال عبد الوهاب: قال سعيد -هو ابن أبي عروبة-: حملناه على الحلقة ونحوها"، وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 69)، باب الحرير والديباج، وآنية الذهب والفضة (رقم 19933)، قال: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، عن بنت أبي عمرو، به نحوه.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (110/ 354: 5966)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق به مثله. =
= وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 104) كتاب الأشربة، باب (31) من كره الشرب في الإناء المفضض (رقم 24158)، قال: حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، به نحوه.
الحكم عليه:
الأثر رجاله ثقات لكنه ضعيف لانقطاعه حيث أن محمَّد بن سيرين لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 264: 683)، ولكن ينجبر ضعفه بوروده من طريق ابن سيرين عن عمرة، عن عائشة كما مضى في تخريجه.
2254 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ قَالَتْ:"أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِأُمِّي (1) وَخَالَتِي، فَأَتَاهُ حُلِيٌّ فِيهِ (2) ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ (3) (4)، فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكَ الرِّعَاثِ، فَأَدْرَكْتُ ذلك الحلي عند أهلي".
(1) مكررة في الأصل واسمها: حبيبة بنت الفريعة. انظر: أسد الغابة (7/ 335)، والإصابة (8/ 213).
(2)
في (حس): "في".
(3)
في (سد) والأصل: "الرعاث"، وهو الصواب، وفي (حس):"الرغاث"، وفي (عم):"الزعاث".
(4)
الرعاث: هو القِرَطة، وهي من حُلي الأذن واحدتها رَعْثَةٌ ورَعَثَةٌ، وجنسها الرَّعث. النهاية (2/ 234).
2254 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/1)، وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة".
قلت: بناءً على أن الراجح في حال "زينب بنت نبيط" أنها تابعية كما رجحه ابن حجر فهذا الحديث رواه محمَّد بن عمارة عنها، واختلف على "محمَّد" فرُوي مرسلًا وموصولًا.
أما المرسل: فرواه حاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس.
(أ) أما رواية حاتم بن إسماعيل، فأخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 187)، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب أسعد بن زرارة، قال: أخبرنا أبو إسحاق ابن إبراهيم بن المزكي، وأبو الحسن بن يعقوب الحافظ قالا: ثنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ =
= بنت نبيط قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حلى أمها، وخالتها، وكان أبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلاهما رعاثًا من تبر ذهب فيه لؤلؤ، قالت زينب: وقد أدركت العلي أو بعضه" قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي كما في المطبوع، وفي "مختصر استدراك الذهبي" لابن الملقن (4/ 1713) أن الذهبي تعقب الحاكم فقال: قلت: "مرسل".
(ب) وأما رواية عبد الله بن إدريس فأخرجها ابن أبي شيبة في مسنده كما ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف، والحافظ ابن حجر في المطالب.
ومن طريقه أخرجها الطبراني في الكبير (24/ 288: 735)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ نحوه. وأخرجه الطبراني أيضًا بأسانيد أخرى كلها من طريق "عبد الله بن إدريس"، قال الهيثمي في المجمع (5/ 150):"رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح خلا محمَّد بن عمارة الحزمي، وهو ثقة، إن كانت زينب صحابية".
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 478)، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، به نحوه.
وأخرجه أسلم الواسطي "بحشل" في تاريخ واسط (ص 208)، قال: ثنا يحيى بن داود بن ميمون قال: ثنا عبد الله بن إدريس، به نحوه.
وأما الموصول: فرواه محمَّد بن عمرو بن علقمة، وعبد الله بن جعفر.
(أ) أما رواية محمد بن عمرو بن علقمة فأخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(6/ 168: 3397)، قال: حدّثنا هشام بن عمار، ثنا سعيد بن يحيى اللخمي، ثنا محمَّد بن عمرو بن علقمة حدثني محمَّد بن عمارة بن حرام عن زينب بنت نبيط بن جابر قال [هكذا في المطبوع، والصواب قالت] حدثتني أمي وخالتي "أن النبي صلى الله عليه وسلم حلاهن رعاثًا من الذهب".
وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 185: 454)، قال: حدّثنا موسى بن =
= هارون، ثنا أبو موسى عيسى بن إسحاق بن إبراهيم بن غزوان صاحب النرسي، ثنا أبو أسامة عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، به نحوه مطولًا.
قال الهيثمي في المجمع (5/ 150): "رواه الطبراني وفيه محمَّد بن عمرو بن علقمة" وأقل مراتب حديثه الحسن، وبقية إسناده "ثقات".
(ب) وأما رواية عبد الله بن جعفر فأخرجها ابن مندة في "معرفة الصحابة" كما ذكره الحافظ بن حجر في الإصابة (7/ 686)، من طريق عبد الله بن جعفر، عن محمَّد بن عمارة، به نحوه.
قلت: ولعل الإختلاف الحاصل في روايته موصولًا ومرسلًا وقع من "محمَّد بن عُمارة" نفسه، ولعل هذا من أخطائه، والله أعلم.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف له علتان:
1 -
أنه مرسل.
2 -
أنه مداره على "محمَّد بن عُمارة" وهو وإن كان صدوقًا، إلَّا أنه اختلف عليه فيه، ولعل الآفة منه لا من المختلفين عليه، والله أعلم.