المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌18 - باب الصبر على تأديب الإمام - المطالب العالية محققا - جـ ١٠

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌16 - بَابُ الْحِمَى

- ‌17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة

- ‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

- ‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

- ‌24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ

- ‌22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ

- ‌1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ

- ‌3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ

- ‌4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ

- ‌5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ

- ‌9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ

- ‌23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ

- ‌1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ

- ‌3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ

- ‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

- ‌6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ

- ‌7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ

- ‌8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا

- ‌12 - بَابُ الْوَشْمِ

- ‌13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ

- ‌15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ

- ‌17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار

- ‌18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ

- ‌19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ

- ‌20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

- ‌23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب

- ‌24 - بَابُ الْكُحْلِ

- ‌25 - بَابُ الْخَاتَمِ

- ‌26 - بَابُ النِّعَالِ

- ‌24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ

- ‌2 - بَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ

- ‌5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

- ‌7 - بَابُ الذِّئْبِ

- ‌8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ

- ‌9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ

- ‌10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ

- ‌1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ

- ‌3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ

- ‌5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً

- ‌6 - باب الجراد

- ‌7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ

- ‌10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا

- ‌27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

- ‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

- ‌5 - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

- ‌7 - باب الخل

- ‌8 - باب الجبن

- ‌9 - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ

- ‌12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ

- ‌13 - بَابُ الْخَبِيصِ

- ‌14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ

- ‌15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ

- ‌16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي

- ‌17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ

- ‌20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ

- ‌22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى

الفصل: ‌18 - باب الصبر على تأديب الإمام

‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

2136 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ -وَهُوَ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ- قال: إن عثمان بن عفان رضي الله عنه نَهَى عَنِ الْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ أَوْ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَأَهَلَّ بِهَا عَلِيٌّ مَكَانَهُ فَنَزَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه عَنِ الْمِنْبَرِ فَأَخَذَ شَيْئًا فَمَشَى بِهِ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه [فَقَامَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ رضي الله عنهما فَانْتَزَعَاهُ مِنْهُ فَمَشَى إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه] (1) فَكَادَ أَنْ يَنْخُسَ عَيْنَهُ (2) بِإِصْبُعِهِ (3) وَيَقُولُ [لَهُ] (4):"إِنَّكَ لَضَالٌّ مُضِلٌّ، وَلَا يَرُدُّ عَلِيٌّ رضي الله عنه عليه شيئًا".

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، و (سد).

(2)

في (عم): "عينيه". وينخس: أي يكاد أن يغرز إصبعه في عينه، قال في اللسان (14/ 83):"من نخس الدابة إذا غرز جنبها أو مؤخرها بعود ونحوه".

(3)

في (عم) و (حس): "بإصبعيه".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).

ص: 44

2136 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 84/ 1)، وعزاه إلى إسحاق، وسكت عليه.

ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهوية، ولم أجد كذلك من. . . =

ص: 44

= أخرجه بهذا الإسناد غيره، وقد ثبت النهي عن المتعة في أشهر الحج عن عثمان من طريق كلٍ من:

1 -

المقداد بن الأسود.

2 -

سعيد بن المسيب.

3 -

مروان بن الحكم.

4 -

عبد الله بن شقيق.

5 -

جري بن كليب.

6 -

حريث بن مسلم.

1 -

أما المقداد بن الأسود فروى حديثه الإِمام مالك في الموطأ (1/ 336)، كتاب (20) الحج، باب (12) القِران في الحج، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ المقداد بن الأسود دخل على عليّ بن أبي طالب بالسُقيا وهو ينجع بكرات له دقيقًا وخبطًا. فقال: هذا عثمان بن عفان ينهى أن يُقرن بين الحج والعمرة، فخرج علي بن أبي طالب وعلى يديه أثر الدقيق والخبط. فما أنسى أثر الدقيق والخبط على ذراعيه حتى دخل على عثمان بن عفان فقال: أنت تنهى عن أن يقرن ببن الحج والعمرة؟ فقال عثمان: ذلك رأيي، فخرج علي مغضبًا وهو يقول: لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معًا".

قلت: وجعفر بن محمَّد الصادق وأبوه ثقتان، فالحديث بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.

2 -

وأما حديث سعيد بن المسيب فسيأتي تخريجه، والحكم عليه في الحديث الآتي بعده.

3 -

وأما حديث مروان بن الحكم قال. شهدت عثمان وعليًا رضي الله عنهما وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى عليُّ، أهل بهما، لبيك بعمرة وحجة. قال:"ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد". فأخرجه البخاري في صحيحه"الفتح"(3/ 493) كتاب الحج، باب (34) التمتع والقران والإفراد بالحج، =

ص: 45

= ونسخ الحج لمن لم يكن معه هدي (رقم 1563)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار حدّثنا غندر حدّثنا شعبة عن الحاكم عن علي بن حسين عن مروان بن حكم قال: فذكره.

وأخرجه النسائي في سننه (5/ 148) كتاب (24) مناسك الحج (49) القرآن (رقم 2723، 2724)، من طريق إسحاق بن إبراهيم عن أبي عامر العقدي، ومن طريق إسحاق أيضًا عن النضر بن شميل. كلاهما:"أبو عامر والنضر" عن شعبة به نحوه.

وأخرجه أحمد في المسند (1/ 135)، عن محمَّد بن جعفر به نحوه.

والدارمي في سننه (2/ 69) كتاب المناسك، باب في القرآن عن سهل بن حماد عن شعبة به نحوه.

والطيالسي في مسنده (16: 95)، من طريق شعبة به نحوه.

والبيهقي في "السنن "الكبرى" (5/ 22) كتاب الحج باب كراهية من كره القران والتمتع

قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المقري أنبأ الحسن بن محمَّد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة به نحوه.

وتابع الحكم في الرواية عن علي بن حسين كل من:

1 -

مسلم بن عمران البطين.

2 -

ويزيد بن أبي زياد.

1 -

أما متابعة مسلم البطين فأخرجها النسائي في سننه (5/ 148) كتاب (24) مناسك الحج، باب (49) القرآن (رقم 2722)، قال: أخبرني عمران بن يزيد حدّثنا عيسى -وهو ابن يونس- قال: حدّثنا الأشعث عن مسلم البطين عن علي بن حسين به نحوه.

وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 289) كتاب الحج، باب (246) فيمن قرن بين الحج والعمرة (رقم 14288)، قال: حدّثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن مسلم البطين به نحوه. =

ص: 46

= وأخرجها أبو يعلى في مسنده (1/ 288: 349)، حدّثنا عبيد الله حدّثنا وكيع به نحوه.

والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 149) كتاب مناسك الحج، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم به محرمًا في حجة الوداع. قال: حدّثنا فهد قال: ثنا الخضر بن محمَّد الحراني قال: أنا عيسى بن. يونس وأبو أسامة قالوا جميعًا: عن الأعمش به نحوه.

2 -

وأما متابعة يزيد بن أبي زياد فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(157/ 2)"الموطن السابق"، قال: حدّثنا محمَّد بن خزيمة قال: ثنا حجاج قال: ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عن علي بن حسين به نحوه.

4 -

وأما حديث عبد الله بن شقيق، فأخرجه مسلم في صحيحه (2/ 896) كتاب (15) الحج، باب (23) جواز التمتع (رقم 1223)، قال:"حدّثنا محمَّد بن المثنى، وابن بشار قال ابن المثنى: حدّثنا محمَّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد الله بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت نا قد تمتعنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أجل ولكنّا كنا خائفين". ثم قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارث، حدّثنا خالد -يعني: ابن الحارث- أخبرنا شعبة بهذا الإسناد مثله.

وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 61)، قال: ثنا روح عن شعبة به مثله وزاد، قال شعبة: قلت لقتادة: ما كان خوفهم؟ قال: لا أدري.

وأخرجه أيضًا عن محمَّد بن جعفر عن شعبة به نحوه.

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 22) كتاب الحج، باب كراهية من كره القرآن والتمتع. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمَّد بن يعقوب بن يوسف حدثني أبي ثنا محمَّد بن المثنى ح. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمَّد بن بشار. قالا: ثنا محمَّد بن جعفر به نحوه.

وتابع شعبة في روايته عن قتادة همام، فرواه عن قتادة عن جري بن كليب، وعبد الله بن شقيق. =

ص: 47

= أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 157)"الموطن السابق"، قال: حدّثنا سليمان بن شعيب قال: ثنا الخطيب قال: ثنا همام عن قتادة عن جري بن كليب، وعبد الله بن شقيق: أن عثمان رضي الله عنه خطب فنهى عن المتعة، فقام عليَّ رضي الله عنه فلبّى بهما، فأنكر عثمان رضي الله عنه ذلك فقال علي رضي الله عنه:"إن أفضلنا في هذا الأمر أشدّنا اتباعًا".

5 -

وأما حديث جري بن كليب، فأخرجه الطحاوي مقرونًا مع عبد الله بن شقيق كما مضى قريبًا.

6 -

وأما حديث حريث بن سليم العُذري، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 438) كتاب الحج، باب (494) في الرجل يهل بالحج والعمرة بأيهما يبدأ (رقم 15769)، قال: نا ابن مهدي عن سفيان عن بكير بن عطاء عن حريث بن سليم قال: "سمعت عليًا لبى بالحج والعمرة. فقال له عثمان: إنك ممن ينظر إليه".

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 149)"الموطن السابق"، قال: حدّثنا علي بن شيبة قال: ثنا خلاد بن يحيى قال: ثنا سفيان الثوري به نحوه.

قلت: وحريث هذا اختُلف في صحبته، وقال عنه ابن حجر في التقريب (ص 156: 1183): "مجهول"، وباقي رجاله ثقات.

ص: 48

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح إلا أبو سعيد مولى أبي أسيد فهو مجهول -كما تقدم في ترجمته- وعليه فالحديث ضعيف لكن يشهد له الطرق الأخرى المذكورة في تخريجه. والله أعلم.

ص: 48

2137 -

أخبرنا (1) سليمان بن حرب قال: ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: "شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ رضي الله عنهما كَانَ بَيْنَهُمَا نَزْغٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا بَقِيَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ شَيْئًا، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُصَّ عَلَيْكُمْ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا لَفَعَلْتُ، ثُمَّ لَمْ يَبْرَحَا حَتَّى اسْتَغْفَرَ كُلُّ واحد منهما لصاحبه".

(1) القائل هو: إسحاق بن راهويه.

ص: 49

2137 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 84/ أ) وسكت عليه. ولم أجده بهذا الإسناد عند غير إسحاق -كما نسبه إليه المصنف- ولم أجده في المطبوع من مسنده ، لكن قد رَوى ما حدث بين علي وعثمان، عن سعيد بن المسيب كل من:

1 -

عمرو بن مرة.

2 -

عبد الرحمن بن حرملة.

3 -

عبد الكريم الجزري.

حيث تابع كل منهم عمران الخزاعي في روايته عن سعيد بن المسيب.

1 -

أما رواية عمرو بن مرة فأخرجها البخاري في صحيحه "فتح الباري"(3/ 494) كتاب (25) الحج، باب (34) التمتع والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي (رقم 1569)، قال: حدّثنا قتبة بن سعيد، حدّثنا حجاج بن محمَّد الأعور عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سعيد بن المسيب قال: اختلف علي، وعثمان رضي الله عنهما وهما بعُسفان في المتعة فقال علي:"ما تريد إلَّا أن تنهي عن أمر فعله النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى ذلك علىُّ أهلّ بهما جميعًا".

وأخرجه مسلم في صحيحه (2/ 897) كتاب (15) الحج، باب (23) جواز التمتع (رقم 1223)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر، وأحمد في المسند (1/ 136)، قال: "ثنا محمَّد بن جعفر.

والطيالسي في مسنده (ص 160: 100). =

ص: 49

= والبيهقي في "السنن "الكبرى" (5/ 22) كتاب الحج، باب كراهية من كره القران والتمتع

قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمَّد بن الحسن المهرجاني، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى المزكي قالا: أنبأنا أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب ثنا محمد بن يحيى.

وأبو يعلى في مسنده (1/ 284: 342)، قال: حدّثنا عبيد الله قال: حدّثنا غندر.

والبزار في مسنده "البحر الزخار"(2/ 160: 527)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر.

والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 140) كتاب المناسك باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم به محرمًا في حجهّ الوداع. قال: حدّثنا ابن مرزوق قال: ثنا وهب بن جرير.

ثلاثتهم [محمد بن جعفر، ومحمد بن يحيى، ووهب بن جرير] قالوا: ثنا شعبة به نحوه، وعند البيهقي زيادة.

2 -

وأما رواية عبد الرحمن حرملة، فأخرجها الإِمام أحمد في المسند (1/ 57)، قال: ثنا يحيى عن ابن حرملة قال: سمعت سعيد يعني ابن المسيب قال: "خرج عثمان رضي الله عنه حاجًا حتى إذا كان ببعض الطريق قيل لعلي رضوان الله عليهما: إنه قد نهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال علي رضي الله عنه لأصحابه:

إذا ارتحل فارتحلوا، فأهل عليّ وأصحابه بعمرة، فلم يكلمه عثمان رضي الله عنه في ذلك. فقال علي رضي الله عنه: ألم أخبر أنك نهيت عن التمتع بالعمرة؟ قال: بلى.

قال: فلم تَسْمَعْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تمتع؟ قال: بلى.

وأخرجه النسائي في سننه (5/ 152) كتاب (24) مناسك الحج، باب (50) التمتع.

والبزار في مسنده "البحر الزخار"(2/ 156: 521).

كلاهما [النسائي والبزار] قالا: ثنا عمرو بن علي. =

ص: 50

= وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 472) كتاب المناسك، باب التمتع قال: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن يعقوب بن يوسف الحافظ، ثنا يحيى بن محمَّد بن يحيى ثنا مسدّد.

كلاهما [عمرو بن علي، ومسدد] قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 60)، قال: ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي حدثني أبو معشر.

والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 141) كتاب مناسك الحج، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم به مُحْرِمًا في حجة الوداع قال: حدّثنا ربيع المؤذن قال: ثنا أسد قال: ثنا حاتم بن إسماعيل.

ثلاثتهم [يحيى بن سعيد القطان، وأبو معشر، وحاتم بن إسماعيل] قالوا: ثنا عبد الرحمن بن حرملة به نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

3 -

وأما رواية عبد الكريم الجزري، فأخرجها البزّار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 156: 522)، قال: حدّثنا علي بن حرب الموصلي قال: نا هارون بن عمران قال: نا سليمان بن أبي داود الجزري عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه. ثم قال: "لا نعلم روى ابن حرملة عن سعيد عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا هذا الحديث".

قلت: هارون بن عمران -هو الموصلي- ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 93)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو -والله أعلم- مجهول.

وسليمان بن أبي داود "الحراني" المعروف ببومة. قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث جدًا"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال ابن حبّان:"لا يُحتج به"، وقال أحمد:"ليس بشيء"، وقال أبو زرعة:"لين الحديث"، وقال أبو أحمد الحاكم:"في حديثه بعض المناكير"، وعليه فهو متروك، والحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. انظر =

ص: 51

= التاريخ الكبير (4/ 11)، والجرح والتعديل (4/ 105، 106)، وميزان الاعتدال (2/ 206)، ولسان الميزان (3/ 90).

ص: 52

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد "حسن"، من أجل حال "عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ"، فإنه "صدوق" كما في ترجمته، لكن طرق الحديث الأخرى -التي ذكرت في تخريجه- ترتقي به ليرتفع إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 52

2138 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا (1) عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ عَنْ زَيْدِ (2) بْنِ خَالِدٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عثمان (3) رضي الله عنه إِذْ جَاءَهُ شَيْخٌ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ قَالُوا: أبو ذر، فلما رآه عثمان رضي الله عنه قَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي [فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي] (4)، لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَّظْتَ فِي العزمة، وأيم الله لو أنك عزمت أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ".

(1) في (عم): "بن"، وهو خطأ.

(2)

لم أجد في كتب الرجال زيدًا هذا ، ولعله خطأ، والصواب:"بدر بن خالد الجرمي"، فإنه هو الذي يروي عن أبي ذر، وعثمان، ويروي عنه أبو الجويرية الجرمي، كما سيأتي في ترجمته.

(3)

في (عم) زيادة: "بن عفان".

(4)

ما بين المعقوفتين مكرر في (حس).

ص: 53

2138 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه طلحة بن عمرو وهو ضعيف".

وأخرج البخاري طرفًا منه في "التاريخ الكبير"(2/ 138) في ترجمة "بدر بن خالد"، قال البخاري:- قال لنا سعيد بن سليمان: حدّثنا صالح بن عمر قال: ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ عن بدر بن خالد قال: "كنت عند عثمان إذ جاءه شيخ فقال: هذا أبو ذر، فقال: مرحبًا وأهلًا بأخي، فقال: خرجت إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم متوجِّهًا إِلَى حائط بني فلان فأتيته بطهور".

وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(2/ 70)، من طريق عاصم بن كليب عن أبي الجويرية عن زيد بن خالد الجهني قال: "كنت عند عثمان إذ جاء أَبُو ذَرٍّ. فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ قَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي. فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بأخي، لقد أغلظت علينا في العزيمة، والله لو عَزَمْتَ عَلَيَّ أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ، إني خرجت مع =

ص: 53

= النبي صلى الله عليه وسلم نحو حائط بني فلان، فقال لي: وَيْحَكَ بَعْدِي، فَبَكَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وإني لَبَاقٍ بَعْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ على سَلْع فالحق بالمغرب أرض قضاعة. قال عثمان: أحببت أن أجعلك مع أصحابك وخفت عليك جهال الناس" هكذا ذكره الذهبي مطولًا، وجعله من طريق زيد بن خالد الجهني.

ص: 54

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل حال "طلحة بن عمرو"، فإنه متروك كما في ترجمته، والله أعلم.

ص: 54

2139 -

حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ حَرِيصٍ عَلَى الْجِهَادِ مؤدِّيًا (1) يَعْزِمُ عَلَيْهِ أُمَرَاؤُهُ فِي أَشْيَاءَ لَا يُحْصِيهَا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّنَا لَا نُؤْمَرُ بِشَيْءٍ إلَّا فَعَلْنَاهُ".

(1) في الأصل و (سد) و (حس): "مدديًا"، وفي (عم):"مددنا"، وهو تصحيف. ولعل الصواب:"مُؤْديًا" كما في مختصر الإتحاف [2/ 80/ 1] ومعناه: أي تام السلاح كامل أداة الحرب. انظر النهاية (1/ 32).

ص: 55

2139 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 80/ 1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رواته ثقات".

قلت: هكذا نقله المصنف "مختصرًا"، ومسند ابن أبي شيبة مفقود، ولم أجده في مظانه من المصنف، وقد ورد مطولًا من هذه الطريق.

أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(6/ 139) كتاب (56) الجهاد والسير، باب (111) عزم الإِمام على الناس فيما يطيقون (رقم 2964) قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عن منصور عن أبي وائل قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: "لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه. فقال: أرأيت رجل مُؤْدِيًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها. فقلت له: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أنا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه وأوشك ألا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبّر من الدنيا إلا كالثَّغْب شُرِب صفوه وبقي كدره".

وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 122) كتاب العلم، باب الدنيا كالثَّغْب شرب صفوه وبقي كدره قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن عقبة الشيباني =

ص: 55

= بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر بن عون أنبأ الأعمش وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ موسى بن إسحاق الأنصاري ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا أبي ثنا الأعمش وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمَّد العنبري ثنا محمَّد بن النضر الجارودي ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير، وأبو معاوية عن الأعمش عن شقيق به نحوه. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأظنه لتوقيف فيه ووافقه الذهبي. قلت: قد أخرجه البخاري كما سبق.

وأخرجه ابن الجعد في مسنده (2/ 938: 2692)، قال: أنا زهير عن الأعمش عن شقيق به نحوه مع تقديم وتأخير.

ص: 56

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد صحيح، ولا تضره عنعنة الأعمش، فإنه وإن كان مدلسًا من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، إلَّا أنه يُستثنى منه حديثه عن بعض شيوخه فهو محمول على الاتصال وإن عنعنه كما سبق نقله عن الذهبي في ترجمة الأعمش، ومنهم أبو وائل شقيق ابن سلمة. كما يشهد له إخراج البخاري له من طريق منصور، الذي تابع الأعمش في الرواية عن أبي وائل شقيق بن سلمة. والله أعلم.

ص: 56