الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - بَابُ الذِّئْبِ
2333 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْأَوْبَرِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَذَكَرَ قِصَّةً
…
قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا خَارِجًا، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ: إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ حَتَّى أَقْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ بَصْبَصَ (1)[بِذَنَبِهِ](2). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا الذِّئْبُ وَهَذَا وَافِدُ الذِّيَابِ، فَمَا تَرَوْنَ؟ أَتَجْعَلُونَ لَهُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ (3) شَيْئًا؟ فَقَالَ النَّاسُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْئًا. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَأَدْبَرَ وَلَهُ عُوَاءٌ (4). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الذِّئْبُ، وَمَا الذئب. ثلاث مرار (5).
(1) بصبص: يقال: بصبص الكلب بذنبه إذا حركه، وقال الأزهري: البصبصة: تحريك الكلب ذنبه طمعًا أو خوفًا. النهاية (1/ 132)، لسان العرب (7/ 6)، المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (1/ 164)، تهذيب اللغة (12/ 125).
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من (عم).
(3)
في (عم): "من الغنم شيئًا".
(4)
عواء: العواء: صوت السباع، وكأنه بالذئب والكلب أخص، يقال: عَوى يَعوي عُوَاء فهو عاوٍ. النهاية (3/ 324).
(5)
في (عم): "مرات".
2333 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 117/2] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي".
قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه كما ذكره القسطلاني في "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية"(2/ 552). ولم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 39، 40)، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو الفضل بن حميرويه الهروي، حدّثنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حبّان بن علي، حدّثنا عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر الحارثي -تحرف في المطبوع إلى "الأدبر"- عن أبي هريرة، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا هريرة! أنت الذي نهيت الناس، فذكر الحديث، قال: وجاء الذئب وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فأقعى بين يديه ثم جعل يبصبص بِذَنَبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هذا وافد الذئاب، جاء يسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئًا". قالوا: لا والله لا نفعل، وأخذ رجل من القوم حجرًا فرماه، فأدبر الذئب وله عواء، فقال رسول الله:"الذئب وما الذئب".
وأخرجه البزّار في مسنده [كشف الأستار](3/ 143) كتاب علامات النبوة، باب سؤال الذئب القوت (رقم 2432)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى ثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير، به نحوه وفيه زيادة. ثم قال البزّار:"وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدًا رواه غيره".
قلت: بل تابعه حبّان بن علي كما مضى سابقًا وتابعه شعبة أيضًا كما أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" الموطن السابق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الأصبهاني، حدّثنا محمَّد بن مسلمة، حدّثنا زيد بن هارون أنبأنا شعبة عن عبد الملك بن عمير، به نحوه. =
= الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أنه لم يتميز لي سماع جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك ابن عمير هل كان قديمًا فيكون الحديث صحيحًا أم أنه سمع منه بآخره بعد اختلاطه فيكون ضعيفًا، ولم أجد ما يشهد له بهذا المتن، ولكن قد ثبتت شهادة الذئب بنبوة محمَّد صلى الله عليه وسلم في قصته المشهورة مع الراعي حيث أخرجها أحمد في المسند (2/ 306، 3/ 83، 84، 88، 89). والحاكم في المستدرك (4/ 467)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (3/ 143: 2431)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 63: 875)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 41)، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (3/ 953: 154).