الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - بَابُ النِّعَالِ
2278 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعَقَّبَةً (1) لها قبالان (2).
(1) معقبة: قال ابن الأثير: "المُعقّبة: التي لها عَقِب". النهاية (3/ 269).
(2)
قبالان: القِبَال -بكسر القاف، وتخفيف الموحدة، وآخره لام- قال ابن الأثير:"وهو زمام النَّعل، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين". وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "وهو السير الذي يعقد فيه الشسع الذي يكون بين اصبعي الرجل". النهاية (4/ 8)، فتح الباري (10/ 325).
2278 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2)، وقال:"رواه مسدّد عن معتمر به، وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه البزّار".
ولم أجد من أخرجه غير مسدّد.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف لأن في إسناده رجلًا مجهولًا. ويشهد له حديث كل من:
1 -
أنس بن مالك. =
= 2 - ابن عباس.
3 -
أبو هريرة.
1 -
حديث أنس رضي الله عنه، أن نعليّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لهما قِبَالان. أخرجه البخاري في صحيحه "فتح الباري" (10/ 324: 5857)، وأبو داود في سننه (4/ 375: 4134)، والترمذي في سننه (4/ 212، 213: 1772، 1773)، وقال: حسن صحيح، وفي الشمائل (ص 82: 76)، والنسائي في سننه (8/ 217: 5367)، وابن ماجه في سننه (2/ 1194: 3615)، وأحمد في المسند (3/ 122، 203، 245، 269)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 89: 1174)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 176: 24938)، وابن سعد في الطبقات (1/ 478)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 117)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 230، 231: 5856، 5857)، والبغوي في شرح السنة (12/ 73، 74: 3153).
2 -
حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"كَانَ لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان مثني شراكهما" أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1194: 3614)، وابن سعد في الطبقات (1/ 478)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 117)، والترمذي في الشمائل (ص 82: 77)، والبغوي في شرح السنة (12/ 74: 3154)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 233: 5860)، وصححه الألباني كما في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 285: 2911).
3 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:"كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان"، وفي رواية "كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنعل أبي بكر قبالان، ولنعل عمر قبالان، وأول من عقد عقدًا واحدًا عثمان رضي الله عنهم. أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 157: 4229)، وفي الصغير "الروض الداني" (1/ 162: 254)، وقال: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلَّا معمر ولا عنه، إلَّا =
= عبد الرزاق تفرد به الطهراني، وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد مسند البزّار" (1/ 655: 1190) مختصرًا، وقال: لا نعلمه يروي عن أبي هريرة إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن هشام إلَّا عبد الرحمن، وفي حديثه لين، وأخرجه الترمذي في الشمائل (ص 84: 80)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 138):"رواه الطبراني في الصغير ، والبزار باختصار، ورجال الطبراني ثقات".
2279 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ [هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ (1)](2)، ثنا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ:"دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: "مُهَاجِرٌ (3). وَعَلَيَّ نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ تَرْكَهُ لِشُهْرَتِهِ. فَقَالَ: لَا تَتْرُكْهُ فَإِنَّ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانت هكذا".
(1) في الأصل وجميع النسخ: "ابن أبي حاتم"، وهو خطأ، والصواب:"ابن حاتم"، كما يأتي في ترجمته.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من "البغية".
(3)
في البغية زيادة "قال" بعد قوله "مهاجر"، ومهاجر هذا لم أعرفه.
2279 -
تخريجه:
ذكره. البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2)، وقال:"رواه الحارث بن أبي أسامة وأصله في صحيح البخاري من حديث أنس".
قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية"(2/ 611) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (7) ما جاء في النعل (رقم 577)، قال: حدّثنا أشهل، ثنا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شيخ يقال له: مهاجر، قال: وَعَلَيَّ نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ، فَقَالَ مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ تركه لشهرته، فقال: لا تتركه، فإنه نعل النبي صلى الله عليه وسلم كانت هكذا.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "أشهل بن حاتم" فإنه صدوق حسن الحديث كما في ترجمته، والله أعلم.
ويشهد لمعناه حديث أنس كما ذكره البوصيري، وحديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وقد تقدمت في شواهد الحديث السابق رقم (2278).
2280 -
حَدَّثَنَا (1) أَشْهَلُ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ (2)، قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً (3) بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: احْذُ نَعْلِي فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا، وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم[فَقُلْتُ: وَأَنْتَ (4) رَأَيْتَ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] (5)؟ قَالَ: رَأَيْتُهَا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قُلْتُ (6): احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَحَذَاهَا لَهَا قِبَالَانِ. فَقَالَ (7): وَقَدِمْتُ (8) وَقَدْ أَخَذَهَا (9) ابْنُ سيرين (10).
(1) القائل: هو الحارث بن أسامة.
(2)
في (عم): "عسجد"، وهو خطأ.
(3)
الحذاء: هو صانع النعال. النهاية (1/ 357).
(4)
في البغية: "وأين".
(5)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).
(6)
في البغية: "قال".
(7)
في البغية: "قال".
(8)
في (حس) و (سد) و (عم) والبغية: "فقدمت".
(9)
في (سد): "أخذهما".
(10)
في البغية: "محمَّد بن سيرين".
2280 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وسكت عليه.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية"(2/ 610) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (7) ما جاء في النعل (رقم 576)، قال: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: احْذُ نَعْلِي فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا، وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: وأين رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رأيتها في بيت فاطمة قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عبيد الله بن عباس، =
= قال: احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قال: فحذاها لها قِبالان. قال: فقدمت وقد أخذها محمَّد بن سيرين".
وتابعًا أشهلًا في الرواية عن ابن عون كل من:
1 -
معاذ العنبري.
2 -
ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
3 -
وسُليم بن أخضر.
1 -
أما متابعة معاذ العنبري، فأخرجها أبو داود في المراسيل، باب (87) ما جاء في اللباس (ص 313 رقم 442)، قال: حدّثنا ابن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن عون فذكر نحوه.
2 -
وأما متابعة محمد بن عبد الله الأنصاري، فأخرجها ابن سعد في "الطبقات"(1/ 479)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا ابن عون به نحوه إلَّا أنه قال: "بمكة" بدل "المدينة".
3 -
وأما متابعة سُليم بن أخضر، فأخرجها ابن سعد أيضًا في "الطبقات"(1/ 479)، قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سُليم بن أخضر أخبرنا ابن عون به نحوه. وقال: "بمكة" أيضًا.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد حسن إلى ابن عون من أجل حال "أشهل بن حاتم" فإنه صدوق حسن الحديث، ولكنه يرتقي إلى درجة الصحة حيث تابع أشهلًا الثقات الأثبات كمعاذ العنبري، وسليم ابن أخضر، والله أعلم.
(100)
حَدِيثُ عَلِيٍّ (1) صلى الله عليه وسلم فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ اللِّبَاسِ. تَقَدَّمَ فِي أَوَائِلِ الْبُيُوعِ.
(1) حديث علي صلى الله عليه وسلم أخرجه إسحاق، وعبد بن حميد جميعًا: قال إسحاق: أنا. وقال عبد: ثنا محمَّد بن عبيد، ثنا المختار، وهو ابن نافع التمار عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي خلفي، إرفع إزارك فإنه اتقى لربك وأنقى لثوبك، وخذ من رأسك إن كنت مسلمًا فمشيت خلفه، وهو متزر بإزار ومرتد برداء ومعه الدرة. فقلت: من هذا؟ فقيل: أمير المؤمنين فذكر الحديث
…
"، ثم ذكر الحافظ الحديث بدون ذكر موطن الشاهد.
هكذا أورد الحافظ الحديث في المطالب (46/ 2: 2339)، وموطن الشاهد في الحديث هو، أن عليًا رضي الله عنه، أتى غلامًا حدثًا فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين يقول في لبسه: "الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي. فقيل له: يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله عند الكسوة
…
الحديث"، ثم قال: وقال أبو يعلى: حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن عمار، ثنا المعافي بن عمران، ثنا مختار التمار به.
وسبق برقم (1428) و (1339).
(100)
- تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 157، 158)، وفي فضائل الصحابة (1/ 528: 878)، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 145: 96)، وأخرجه هناد في الزهد (2/ 370: 712)، ثلاثتهم "أحمد، وعبد بن حميد، وهناد" قالوا: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُخْتَارُ بْنُ نافع، عن أبي مطر فذكره ومختصرًا، إلَّا عبد بن حميد فقد أخرجه بطوله.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 157)، قال: حدّثنا سويد بن سعيد ثنا مروان الفزاري، عن المختار بن نافع، به نحوه مختصرًا.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 253: 295)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حدّثنا المعافي بن عمران عن مختار التمار، به نحوه مختصرًا أيضًا.
وأخرجه كذلك في (1/ 274: 327)، قال: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عثمان بن =
= عمر، حدّثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له: أبو المحياة التيمي قال: حدثني أبو مطر فذكره مختصرًا.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان:
1 -
في إسناده "المختار بن نافع" وهو ضعيف.
2 -
وفي إسناده كذلك "أبو مطر" وهو مجهول.
ويشهد له:
1 -
حديث أبي سعيد الخدري.
2 -
حديث أبي أمامة.
1 -
حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبًا سماه باسمه: إما قميصًا أوعمامة ثم يقول: "اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له".
وفي رواية "اللهم أنت كسوتني هذا الثوب فلك الحمد أسألك من خيره
…
الحديث". أخرجه أحمد في المسند (3/ 30، 50)، وأبو داود في سننه (4/ 309: 4020، 4021، 4022)، والترمذي في سننه (4/ 210: 1767)، وقال: "حسن غريب صحيح"، وفي الشمائل (ص 70: 61)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 239، 240: 5420، 5421)، والحاكم في المستدرك (4/ 192)، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 65: 880)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 337: 1079)، والبيهقي في الجامع في شعب الإيمان (11/ 245: 5872)، وابن سعد في الطبقات (1/ 460)، والطبراني في الدعاء (2/ 980: 398)، وابن السني في عمل اليوم والليلة"(ص 115، 239: 270)، والبغوي في شرح السنة (12/ 40: 3111)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (91، 92، 93)، والحديث صححه الألباني كما في =
= صحيح سنن أبي داود (2/ 760: 3393)، كما في صحيح سنن الترمذي (2/ 152: 1446).
2 -
حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: لبس عمر رضي الله عنه ثوبًا جديدًا فقال: "الحمد الله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي"، ثم قال عُمَرُ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: من لبس ثوبًا جديدًا فقال: "الحمد الله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي" ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق وأبقى فتصدق به كان في حفظ الله عز وجل، في كنف الله عز وجل، في سبيل الله عز وجل قالها ثلاثًا. أخرجه أحمد في مسنده (15/ 44)، وأخرجه الترمذي في سننه (5/ 521: 3560)، وقال:"هذا حديث غريب"، وابن ماجه في سننه (2/ 1178: 3557)، والحاكم في المستدرك (4/ 193)، وقال:"هذا حديث لم يحتج الشيخان رضي الله عنهما، بإسناده، ولم أذكر أيضًا في هذا الكتاب مثل هذا على أنه حديث، تفرد به إمام خراسان، عبد الله بن المبارك من أئمة أهل الشام رضي الله عنهم أجمعين، فآثرت إخراجه ليرغب المسلمون في استعماله"، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 57: 18)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 246: 5883)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 240: 272)، والحديث ضعيف، ضعفه الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي (ص 466: 713)، وكما في ضعيف سنن ابن ماجه (ص 289، 290: 782).
27 -
بَابُ النَّهْيِ عَنْ (1) حِلْيَةِ السُّيُوفِ
2281 -
[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بِالْفِضَّةِ" قَالَ خَالِدٌ رضي الله عنه: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] (2)، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يَكْذِبْ أَوْ يَكْذِبْنِي.
[2]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ (3) قَالَ: ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ خَالِدًا فِي الْإِسْنَادِ، وَقَالَ:"أَنْ تُحَلَّى السُّيُوفُ".
(1) في (عم): "في"، بدل:"عن".
(2)
ساقط من (حس).
(3)
زاد في (ك): (ويزيد بن هارون قالا).
2281 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 73/2] وقال: "رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، واللفظ له".
قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية"(2/ 617) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (15) تحلية السيف (رقم 588)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا =
= هشام عن يحيى بن أبي كثير، عن خالد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بالفضة" قال خالد: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: "سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يكذب -أو يكذب أو يكذبني-".
الحكم عليه:
1 -
الحديث بالإسناد الأول ضعيف جدًا وعلته أن في إسناده "عبد العزيز بن أبان"، وهو متروك.
وأما الإسناد الثاني، فإن رجاله ثقات لكن يشكل عليه أن سماع يحيى بن أبي كثير من أبي أمامة مختلف فيه. قال العلائي في جامع التحصيل (ص 299)"روى عن جماعة من الصحابة منهم جابر، وأنس، وأبو أمامة وحديثه عنه في صحيح مسلم، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، وغيرهم: لم يدرك أحدًا من الصحابة إلَّا أنس ابن مالك فإنه رآه رؤية ولم يسمع منه".
وعليه فحديثه عن الصحابة مرسل، لكن يشهد له ما روي عن أبي أمامة موقوفًا عليه "لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفصة، وإنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد" أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(10/ 112: 2909)، وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 938: 2807)، عن سليمان بن حبيب قال:"دخلنا على أبي أمامة فرأى في سيوفنا شيئًا من حلية الفضة، فغضب وقال: فذكره"، والعَلَابي هي: العصب، والآنك: هو الرصاص. انظر الفتح (10/ 113).
28 -
بَابُ وَسْمِ (1) الدَّوَابِّ والإِخصاء (2)(3)
2282 -
[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ (4): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ، عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ:"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ" فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: "لَا أَسِمُ إلَّا فِي آخِرِ عَظم فَوَسَمَ فِي الْجَاعِرَتَيْنِ (5) ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ (6)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ به.
(1) الوسم: هو أن يُعَلم على الدابة بالكي. النهاية (5/ 186)، لسان العرب (12/ 635).
(2)
الإخصاء: قال في لسان العرب (14/ 230): "خصي الفحل خصاءً -ممدود- سَلَّ خُصية.
يكون في الناس، والدواب، والغنم".
(3)
جاء هذا الباب في نهاية "كتاب اللباس والزينة" وكان الأليق أن يكون ضمن أبواب "كتاب الأضحية".
(4)
هذا الحديث لم أجده في مسند الطيالسي المطبوع.
(5)
الجاعرتان: هما حرفا الورك المشرفان مما يلي الدبر، أو هما لحمتان يكتنفان أصل الذنب، وهما من الإنسان موضع رقمتي الحمار، شرح صحيح مسلم (14/ 97)، النهاية (1/ 275).
(6)
في (سد) و (عم): "حبّان".
2282 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 1)، وقال: "رواه أبو داود =
= الطيالسي وأبو يعلى .. ".
قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي داود الطيالسي.
ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 59: 6701)، قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سليمان ابن داود عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ، عن جده العباس بن عبد المطلب، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الوسم في الوجه.
فقال العباس: لا أسم إلَّا في الجاعرتين.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 187)، قال: وقال لي عبد الله بن محمَّد، حدّثنا أبو داود به نحوه مختصرًا.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 109)، وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف إلَّا أن جعفر بن تمام بن العباس لم يسمع من جده، والله أعلم".
قلت: ولم أجده في المطبوع من معجم الطبراني.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف لانقطاعه، ولكن يشهد له:
1 -
حديث جابر.
2 -
حديث ابن عباس.
3 -
حديث أبي هريرة.
4 -
حديث طلحة بن عبيد الله.
1 -
حديث جابر رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رأى حمارًا قد وُسم في وجهه فقال:"ألم أنه عن هذا؟ لعن الله من فعله ونهى عن ضرب الوجه"، وفي رواية مسلم "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1673: 2116، 2117)، وأبو داود في سننه (3/ 57: 2564)، والترمذي في سننه (4/ 183 رقم 1710)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح"، =
= وأحمد في المسند (3/ 296، 297، 318، 323، 378. وابن خزيمة في صحيحه (4/ 146: 2551)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 438: 5620) و (12/ 442، 444: 5626، 5627، 5628)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 255)، (7/ 35)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 76: 2099) و (4/ 111: 2148) و (4/ 166: 2235)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 458، 459: 8450، 8451)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 263: 19926، 19930)، والبغوي في شرح السنة (11/ 231: 2792).
2 -
حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: ورأى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا موسوم الوجه فأنكر ذلك قال: فوالله لا أسمه إلَّا في أقصى شيءٍ من الوجه، فأمر بحمار له، فكوى في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1673: 2118)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(12/ 440، 442: 5623، 5624. 5625)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 35، 36).
والطبراني في الكبير (10/ 403، 404: 10822).
3 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:"وسم العباس بعيرًا له في وجهه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فهلّا في عظم غير الوجه، فقال: والذي بعثك بالحق لا أسم إلَّا في آخر عظم منه فوسم في الجاعرتين". أخرجه البزّار "كشف الأستار"(2/ 443: 2066)، وانظر "مختصر زوائد البزّار" (2/ 230: 1759)، قال الهيثمي في المجمع (8/ 110):"رواه البزّار عن شيخه إسماعيل، عن خالد الطحان، ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 1): "رواه البزّار بسند صحيح".
4 -
حديث طلحة بن عبيد الله، وهو حسن، ويأتي برقم (2285).
2283 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ -فَرَّقَهُمَا- عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ:"رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا مَوْسُومًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا" لَفْظُ ابْنِ مُسْهِرٍ وَزَادَ: وَنَهَى عَنْ أَنْ يُضْرَبَ الوجه أو يوسم الوجه".
2283 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عطية العوفي، ومحمد بن أبي ليلى، ورواه أحمد بن حنبل بسند فيه عطية".
قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع، وكذا لم أعثر عليه في مسند الإِمام أحمد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (4/ 263) كتاب الصيد، باب (43) في وسم الدابة، وما ذكروا فيه (رقم 19929)، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قال:"رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار موسوم بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شديدًا".
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان، فإن في إسناده كلا من "محمَّد بن أبي ليلى، وعطية العوفي" وكلاهما ضعيف، ولكن يشهد له حديث جابر، وابن عباس، وأبى هريرة، وقد تقدمت في شواهد الحديث السابق رقم (2282).
2284 -
حَدَّثَنَا (1) وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ"، قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه: فِيهِ [نَمَاءُ](2) الخلق.
(1) القائل: هو أبو بكر بن أبي شيبة.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).
2284 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 122/ 1)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف عبد الله بن نافع، ورواه الحاكم، وعنه البيهقي بلفظ
…
فذكره".
قلت: هذا الحديث رُوي على ثلاثة أوجه:
فروي عن عمر مرفوعًا، وروي عن ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا عليه.
(أ) أما روايته عن عمر مرفوعًا، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا جبارة، حدّثنا عيسى بن يونس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عُمَرَ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن إخصاء الإبل، والغنم، والخيل، وقال: إنما النماء في الخيل [هكذا في المطبوع ولعل الصواب "إنما النماء في الفحل أو الخيل"، والله أعلم]، ثم قال ابن عدي: "هكذا في كتابي عن ابن المثنى في هذا الإسناد، عن ابن عمر، عن عمر، وذُكر عمر في هذا الإسناد ليس بمحفوظ"، قلت: وسيأتي من هذه الطريق عن ابن عمر، وليس فيه عمر.
(ب) أما روايته عن ابن عمر مرفوعًا. فقد ورد من طريقين:
1 -
من طريق عبد الله بن نافع عن أبيه نافع، عن ابن عمر، ورواه عن عبد الله بن نافع كل من:
1 -
وكيع.
2 -
وسليم بن مسلم المكي. =
= 3 - وأبو بكر الحنفي.
4 -
وعيسى بن يونس.
1 -
أما رواية وكيع، فأخرجها الإِمام أحمد في مسنده (2/ 24)، قال: ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أبيه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ، والبهائم. وقال ابن عمر: فيها نماء الخلق.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 423) كتاب السير، باب (7) ما قالوا في خِصاء الخيل، والدواب مَنْ كرهه (رقم 32577)، قال: حدثنا وكيع به مثله.
2 -
رواية سليم بن مسلم، وأخرجها ابن عدي في الكامل (3/ 320)، قال: ثنا أحمد بن الحسين ابن عبد الصمد الموصلي، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا سليم بن مسلم المكي، عن أبي بكر بن نافع به نحوه بلفظ "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن إخصاء الفحول لئلا ينقطع النسل".
3 -
ورواية أبي بكر الحنفي، أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 317)، باب إخصاء البهائم. قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان قال: ثنا أبو بكر الحنفي قال: ثنا عبد الله بن نافع به نحوه.
4 -
ورواية عيسى بن يونس، أخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: قال أبو يعلى: وأخبرنا جُبَارة قال: حدثنا عيسى عن عبد الله بن نافع به مثله. وقال ابن عدي "ليس فيه عمر". ثم قال: وقد رواه، عن جبارة غير ابن المثنى فلم يجعل في إسناده عمر ثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل قال: حدثني أحمد بن عثمان بن سعيد، ثنا جبارة بذلك.
وقد تابع جُبَارَة بن المُغلِّس في روايته عن عيسى بن يونس كل من:
(1)
عبد الرحمن بن يونس السراج.
(ب) وعبد الله بن يوسف.
(ج) وسليمان بن عمر الأقطع. =
= (د) وموسى بن مروان.
(أ) أما متابعة عبد الرحمن السراج، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرناه محمَّد بن هارون بن حميد، حدّثنا عبد الرحمن بن يونس السراج عن عيسى بذلك.
(ب) وأما متابعة عبد الله بن يوسف، فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 317)، قال: حدّثنا يزيد قال: ثنا عبد الله بن يوسف قال: ثنا عيسى بن يونس به مثله.
(ج) وأما متابعة سليمان بن عمر الأقطع، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: حدّثنا محمَّد بن الحسن بن حرب الرقي، حدّثنا سليمان بن عمر الأقطع، حدّثنا عيسى بن يونس به نحوه.
(د) وأما متابعة موسى بن مروان، فأخرجها ابن عدي في الكامل (4/ 165)، قال: حدّثنا الحسين بن عبد الله القطان، ثنا موسى بن مروان، ثنا عيسى بن يونس به نحوه.
2 -
من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع، ابن عمر، ورواه عن عبيد الله كل من:
(أ) عيسى بن يونس.
(ب) يحيي بن عثمان.
(ج) أبو معاوية الضرير.
(أ) أما رواية عيسى بن يونس، فأخرجها الحاكم في مستدركه كما ذكره البوصيري، ولم أجدها في المطبوع من مسنده ، ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 24) كتاب السبق والرمي، باب كراهية إخصاء البهائم قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمَّد بن أبي حامد المقري، وأبو بكر القاضي، وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن =
= أحمد بن عمر الصحاف، ثنا جبارة بن المفلس، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن إخصاء الإبل، والبقر، والغنم". وقال: "إنما النماء في الحبل".
(ب) وأما رواية يحيي بن يمان، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرنا علي بن العباس المقانعي، حدّثنا يوسف بن محمَّد بن سابق، ثنا يحيي بن اليمان عن عبيد الله بن عمر به نحوه ولفظه نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الإخصاء وقال:"إنما النماء في الذكور".
(ج) وأما رواية أبي معاوية، فأخرجها كذلك ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: حدثناه أحمد ابن يحيي بن زهير، ومحمد بن منير قالا: حدّثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدّثنا حبي بن حاتم الجرجرائي، حدّثنا أبو معاوية عن عبيد الله به نحوه، وقال: زاد ابن منير "لا تقطعوا نماء الله".
(ج) أما روايته عن ابن عمر موقوفًا. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 948) كتاب (51) الشَّعَر، باب (1) السنة في الشعر (رقم 4)، قال: عن نافع، عن عبد بن عمر أنه كان يكره الإخصاء، ويقول:"فيه تمام الخلق".
ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 456) كتاب المناسك، باب الإخصاء (رقم 8440)، قال: عن مالك به مثله إلَّا أنه قال: "فيه نماء الخلق".
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 24) كتاب السبق والرمي، باب كراهية خِصاء البهائم ثم قال: أخبرنا الحسين بن بشران ببغداد، ثنا إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر به مثله إلَّا أنه قال: ويقول -أي ابن عمر- لا تقطعوا نامية خلق الله عز وجل "ثم قال البيهقي" هذا هو الصحيح موقوف، وقد رُوي مرفوعًا، ثم أورده مرفوعًا من طريق عبد الله بن نافع، ورجح الموقوف قائلًا:"وهذا المتن بهذا الإسناد أشبه فعبد الله بن نافع فيه ضعف يليق به رفع الموقوفات". =
= قلت: لم ينفرد برفعه عبد الله بن نافع -كما سبق- بل تابعه على ذلك عبيد الله بن عمر العُمَري وهو ثقة ثبت قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع. كما في التقريب (ص 373: 4324)، وعليه: فالحديث يصح عن ابن عمر موقوفًا عليه ومرفوعًا كذلك، ولذا قال الألباني في "غاية المرام (ص 282)، وهذا -أي الموقوف- لا ينافي المرفوع بل هو مستنبط منه إن شاء الله".
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، لكنه لم يتفرد به، وقد تابعه عبيد الله ابن عمر العمري، وهو ثقة، ثبت -كما سبق- والحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله، كما يشهد له أنه روي موقوفًا عن ابن عمر بأسانيد صحيحة كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2285 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، ثنا يُونُسُ بْنُ (1) بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى ابْنِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: مُرَّ عَلَى (2) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدَّابَّةِ. فَقَالَ: قُلْتُ: (3) لَأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا، قَالَ: فَوَسَمْتُ في عجيب الذنب (4) ".
(1) هكذا في (سد) و (عم) ومسند أبي يعلى "ابن" وهو الصواب، وفي الأصل و (حس):"عن"، وهو خطأ.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).
(3)
في (سد) و (عم) مسند أبي يعلى: "فقلت".
(4)
عَجْبُ الذنب: العَجب بالسكون ما ضمت عليه الورك من الذنب هو: العصعص، أو هو العظم الذي في أسفل الصلب عند العجز. النهاية (3/ 184)، لسان العرب (1/ 582).
2285 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى، والبزار واللفظ له ورواتهما ثقات".
قلت: أخرجه أبو يعلى في سنده (2/ 21: 651)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى ابْنِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدابة". قال: فقلت: لَأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا، قَالَ: فوسمت في عجيب الذنب. وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار"(3/ 162: 948)، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار قال: نا يونس بن بكير به مثله، وزاد في أوله "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الوسم أن يوسم في الوجه" ثم قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. =
= الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "يونس بن بكير، وطلحة بن يحيى" فإن كلًا منهما صدوق حسن الحديث، والله أعلم. ويشهد له حديث جابر، وابن عباس، وأبي هريرة، وقد تقدمت جميعًا في شواهد الحديث رقم (2282).