الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - بَابُ الْخَاتَمِ
(1)
2266 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن أَبِي حُمَيْدٍ (2) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثِقَةٍ، [عَنْ عَقِيلِ] (3) رضي الله عنه أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ وَقَالَ:"تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اليمنى"(4).
(1) الخاتم: يجوز فيه كسر التاء وفتحها، والفتح أفصح وأشهر ، لأنه آلة الختم، وهي ما يختم به، ويجمع على خواتم، وخواتيم. وفيه ثمان لغات وقيل أكثر من ذلك ومنها: الخاتم بالفتح، والكسر، وخَتَام، وخَيتُوم، وخَتْم، وخَاتَام، وخَايِتَام، وخَيْتَام.
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1908)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (3/ 88)، القاموس المحيط للفيروزبادي (4/ 103)، لسان العرب (12/ 163، 164)، فتح الباري (10/ 328)، أحكام الخواتم لابن رجب الحنبلي (ص 38).
(2)
في الأصل وجميع النسخ "حماد بن حميد"، والصواب ما أثبته كما في ترجمته.
(3)
ما بين المعكوفتين ساقط من (عم) و (سد).
(4)
في (عم) و (سد): "اليمن"، وهذه اللفظة ساقطة من (حس).
2266 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال:"رواه إسحاق بن راهويه".
ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق. =
= وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 280: 369)، قال: حدّثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي فديك عن حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثِقَةٍ، عَنْ عَقِيلِ رضي الله عنه أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ" وَقَالَ:"تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في يمينه".
وأخرجه كذلك قبله برقم (368)، قال: حدّثنا دحيم عن ابن أبي فديك به مثله إلَّا أنه قال: "عن رجل ثقة من أهل الكوفة" فجعل المبهم من "الكوفة" بدل "مكة".
ونسبه ابن رجب الحنبلي في كتاب "أحكام الخواتيم"(ص 153) إلى مسند الهيثم بن كليب الشاشي من حديث محمد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ عن رجل من أهل مكة ثقة به مثله. ولم أجده فيما طبع من مسنده إلى الآن.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل:
1 -
في إسناده محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ وهو ضعيف منكر الحديث.
2 -
وفي إسناده يعقوب بن حميد، وهو مجهول لم أعرفه.
3 -
وفي إسناده كذلك الرجل المكي وهو مجهول أيضًا.
2267 -
أَخْبَرَنَا (1) أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَتَلَ عَقِيلٌ رضي الله عنه يَوْمَ مُؤْتَةَ (2) رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَخَذَ خَاتَمَهُ وَجَارِيَةً كَانَتْ مَعَهُ فَأَتَى بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَهُ فِي إِصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ: "لَوْلَا هَذَا التِّمْثَالُ"(3)، قَالَ: فَنَفَلَ عقيلًا رضي الله عنه خاتمة وجاريته.
(1) القائل: إسحاق بن راهويه.
(2)
مؤتة: بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتاء فوقها نقطتان وبعضهم لا يهمزه قرية من قرى البلقاء في حدود الشام. وقيل: إنها من مشارق الشام على اثني عشر ميلًا من أذْرُج بها قبر جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وعبد الله بن رواحة. مراصد الإطلاع (3/ 1130).
(3)
التمثال: قال في لسان العرب (11/ 613): "والتمثال: الصورة، والجمع التماثيل".
2267 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال:"رواه إسحاق بن راهويه، وفي سنده جابر الجعفي".
قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 43)، قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن جابر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ قال: أصاب عقيل بن أبي طالب خاتمًا يوم مؤته فيه تماثيل فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فنفّله إياه فكان في يده، قال قيس: فرأيته أنا بعد.
فجعله عن عبد الله وليس عن أبيه، وذكر الخاتم، ولم يذكر الجارية.
الحكم عليه:
مدار الحديث على "جابر بن يزيد الجعفي" وهو متروك، فالحديث ضعيف جدًا والله أعلم.
2268 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (1) عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ قَالَ: دَخَلَ زِيَادٌ (2) عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "اتَّخَذْتُمْ حِلَقَ الذَّهَبِ. قَالَ أَبُو مُوسَى رضي الله عنه: لَكِنْ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: ذَلِكَ أَنْتَنُ وَأَخْبَثُ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ [مِنْ](3) فضة.
(1) في (عم) و (سد): "أبي"، وهو خطأ.
(2)
زياد: هو زياد بن أبيه الأمير، ويقال له: زياد بن سمية، وزياد بن عبيد، فلما استلحقه معاوية وزعم أنه أخوه قيل: زياد بن أبي سفيان.
انظر ترجمته في: ميزان الاعتدال (2/ 86)، لسان الميزان (2/ 493).
(3)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس) و (عم) و (سد).
2268 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1)، وقال:"رواه مسدّد".
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 114)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا سعد عن قتادة، عن قزعة مولى زياد، عن عبد الرحمن مولى ابن يُرْثن [هكذا في المطبوع، والصواب أم بُرْثن] قال: قدم أبو موسى، وزياد على عمر بن الخطاب فرأى في يد زياد خاتمًا من الذهب، فقال: اتخذتم حلق الذهب فقال أبو موسى: أما أنا فخاتمي حديد، فقال عمر: ذاك أنتن أو أخبث -شك سعيد- مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فضة.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 263)، وقال: حدّثنا علي بن معبد قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا همام عن قتادة، عن عبد الرحمن مولى أم بُرْثن، عن زياد عامل البصرة فذكر نحوه. =
= الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل عنعنة قتادة، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.
ويشهد لهذا الأثر ما رواه عبد الرزاق في مصنّفه (10/ 395: 19473) بسند رجاله ثقات قال: عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن عمر بن الخطاب رأى على رجل خاتمًا من ذهب فأمره أن يلقيه، فقال زياد: يا أمير المؤمنين إن خاتمي من حديد، قال: ذلك أنتن وأنتن.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 317: 5937).
وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 194: 25150) مختصرًا، ولفظه عن ابن سيرين قال: رأى عمر في يد رجل خاتمًا من ذهب فنهاه عنه.
2269 -
وقال أبو يعلى: حدّثنا أبوخيثمة عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:"كانت المرأة (1) تتخذ لِكم درعها (2) أزرارًا (3) تجعله في اصبعها تغطي به الخاتم".
(1) في مسند أبي يعلى زيادة "من النساء الأولى".
(2)
الدرع: درع المرأة قميصها. النهاية (2/ 114).
(3)
هكذا في مسند أبي يعلى "أزرارًا"، وهو الصواب، وفي فتح البارى (10/ 316) بعد قول الزهرى:"وكانت هند لها أزرار في كميها"، قال الحافظ: وقوله أزراد "وقع للأكثر، وفي رواية أبي أحمد الجرحاني" إزار "براء واحدة وهو غلط"، وهو كذلك في الأصل وجميع النسخ.
2269 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1)، وقال:"رواه أبو يعلى".
قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 423: 6989)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عن مجاهد قال:"كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكُم درعها أزرارًا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم".
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (7/ 262) كتاب الأوائل، باب (1) أول ما فعل ومن فعله (رقم 35899)، قال: حدّثنا جرير به نحوه، ولفظه "كن النساء الأولون يجعلن في أكمة أدرعهن مزارًا تدخله إحداهن في اصبعها تغطي به الخاتم".
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح إلى مجاهد. قال الهيثمي في المجمع (5/ 155): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" وصححه الألباني في "جلباب المرأة المسلمة ص 90).
2270 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَرَامِ (1) بْنِ عُثْمَانَ (2)، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ (3)، عَنْ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يلبس خاتمًا (4) في كفه اليمنى".
(1) في (سد): "حزام"، ولعله سبقة قلم.
(2)
في (عم) و (سد): "عبد الرحمن"، وهو خطأ.
(3)
في الأصل و (حس): "ابن أبي عتيق"، والصواب ما أثبته كما في (سد) و (عم) والبغية.
(4)
في البغية: "خاتمة".
2270 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال:"رواه الحارث بن أبي أسامة".
قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية"(2/ 614) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (12) في الخاتم (رقم 583)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَرَامِ بْنِ عثمان، عن أبي عتيق، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يلبس خاتمه في كفه اليمنى".
وتابع محمَّد بن إسماعيل في الرواية عن حرام بن عثمان كل من:
1 -
مسلم بن خالد الزنجي.
2 -
عبد العزيز الدراوردي.
1 -
أما متابعة الزنجي فأخرجها ابن الجعد في مسنده (2/ 1064: 3075)، قال: "أنا الزنجي حدثني حرام بن عثمان به نحوه.
ومن طريق ابن الجعد أخرجها ابن عدي، وأبو الشيخ.
أما ابن عدي فأخرجها في الكامل (2/ 446) في ترجمة حرام قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز بن منيع، ثنا علي بن الجعد به مثله. وفي المطبوع تحرف مسلم بن خالد الزنجي إلى زنجي بن خالد. =
= وأما أبو الشيخ فأخرجها في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 107)، باب ذكر خاتمه صلى الله عليه وسلم من طريقين قال: حدّثنا الفضل بن العباس، نا يحيى بن عبد الله بن بكير، وحدثنا ابن منيع، نا علي بن الجعد: قالا: نا مسلم بن خالد الزنجي به مثله.
2 -
وأما متابعة الدراوردي فأخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 108)، باب ذكر خاتمه صلى الله عليه وسلم قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الله، نا سهل بن زَنْجَلة نا عبد العزيز الدراوردي عن حرام به مثله. وتابع أبا عتيق في الرواية عن جابر محمَّد بن علي الباقر.
أخرجه الترمذي في الشمائل (ص 93)، باب (13) ما جاء في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه (رقم 100)، قال: حدّثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، حدّثنا عبد الله بن ميمون عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر بن عبد الله مثله.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 187)"في ترجمة عبد الله بن ميمون القداح" قال: ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزار بمكة، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن ميمون القداح، به مثله. ثم قال: وهذا لا أعلم رواه عن جعفر غير عبد الله بن ميمون.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"(2/ 302) في ترجمة عبد الله بن ميمون القداح أيضًا، قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن ميمون مولى الحارث بن عبد الله بن ربيعة به مثله. ثم قال:"الرواية في هذا الباب فيها لين".
قلت: مدار هذه المتابعة على "عبد الله بن ميمون القداح"، وهو منكر الحديث متروك كما في التقريب (ص 326: 3653).
وقد تابعه في الرواية عن جعفر عبادُ بن صهيب.
أخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير"(2/ 242)، كتاب (16) الزينة والأدب، باب الخاتم (رقم 637)، قال: أخبرنا أبو نصر، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني قال: ثنا محمَّد بن إسماعيل بن علي قال: =
= حدّثنا أبو نصر نعمان بن محمَّد بن محمود الجرجاني قال: حدّثنا أحمد بن محمود بن مملوك قال: حدّثنا أحمد بن عيسى العلوي قال: حدّثنا عباد بن صهيب عن جعفر بن محمَّد، به نحوه، وَلَفْظِهِ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تختم في يمينه، وقُبض والخاتم في يمينه"، ثم قال:"هذا حديث باطل، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن عباد بن صهيب؟ فقال: ضعيف الحديث منكر الحديث. ترك الحديث".
قلت: وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين" (ص 214: 411): عباد بن صهيب متروك الحديث". وقال البخاري في "الضعفاء الصغير"(ص 79: 228): "عباد بن صهيب البصري تركوه".
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه علتان:
1 -
في إسناده "حرام بن عثمان" وهو متروك.
2 -
في إسناده "محمَّد بن إسماعيل" ولم يتضح لي من هو ولا يفرح بمتابعاته فإن في كل واحدة منها "متروكًا" كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2271 -
وقال مسدّد: حدّثنا هشيم عن العوام (1)، عن أزهر بن راشد قَالَ:[كَانَ](2) أَنَسٌ رضي الله عنه إِذَا حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِحَدِيثٍ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ أتوا الحسن رضي الله عنه ففسَّره لهم. ففسَّر لَهُمُ الْحَسَنُ يَوْمًا حَدِيثَ: "لَا تَنْقُشُوا (3) في خواتمكم عربيًا"، أي:"لا تنقشوا محمدًا".
(1) في الأصل وجميع النسخ: "المقدم"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته كما سيأتي في تخريجه.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).
(3)
النقش: قال في لسان العرب (6/ 358): "الانتقاش: أن تنتقش على فصّك، أي: تسأل النقاش أن ينقش على فصّك".
2271 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/1، 2]، وقال:"رواه مسدّد واللفظ له، والبيهقي في الكبرى ، والنسائي مختصرًا، ومدار أسانيدهم على أزهر بن راشد، وهو مجهول".
قلت: هذا الحديث روي مطولًا، وفيه ذكر تفسير الحسن له، ومختصرًا بدونه.
أما الرواية المطولة، فأخرجها مسدّد كما ذكره البوصيري، والمصنف، ومن طريقه أخرجها البخاري، والبيهقي.
أما البخاري فأخرجها مختصرة في التاريخ الكبير (1/ 455)"في ترجمة أزهر بن راشد" قال: حدثنيه مسدّد عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن أزهر بن راشد قال: كان أنس بن مالك يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا على خواتمكم عربيًا". ثم قال: قال أبو عبد الله: "عربيًا" يعني: "محمَّد رسول الله" يقول: "لا تكتبوا مثل خاتم النبي محمدًا رسول الله".
وأما البيهقي، فأخرجها مطولة في السنن الكبرى (10/ 127) كتاب آداب القاضي، باب لا ينبغي للقاضي ولا للوالي أن يتخذ كاتبًا ذميًا ولا يضع الذمي في =
= موضع يتفضل فيه مسلمًا، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو جعفر محمَّد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا محمَّد بن الحسن بن أبي الحنين، ثنا مسدّد به، عن الأزهر بن راشد قال:"كان أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث أصحابه، فإذا حدثهم بِحَدِيثٍ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ، أَتَوَا الْحَسَنَ ففسر لهم، فحدثهم ذات يوم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا"، فأتوا الحسن فقالوا: إن أنسًا حدّثنا اليوم بحديث "لا ندري ما هو". قال: وما حدثكم؟ فذكروه، قال: نعم. أما قوله: "لا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا"، فإنه يقول: "لا تنقشوا في خواتيمكم محمدًا". وأما قوله: "لا تستضيئوا بنار المشركين"، فإنه يقول: "لا تستشيروا المشركين في شيءٍ من أموركم" وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118].
وتابع مسددًا في روايته على هذا النحو كل من:
1 -
محمَّد بن الصباح.
2 -
إسحاق بن إسرائيل.
3 -
أبو كريب.
4 -
يعقوب بن إبراهيم.
1 -
أما متابعة محمَّد بن الصباح، فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 263)، باب نقش الخواتيم قال: حدّثنا ابن أبي عمران قال: ثنا محمَّد بن الصباح قال: ثنا هشيم، به نحو رواية البيهقي إلا أنه لم يذكر الآية.
2 -
وأما متابعة إسحاق بن إسرائيل، فأخرجها الحافظ أبو يعلى في مسنده.
ذكرها ابن كثير في تفسيره (15/ 407)، قال: قال الحافظ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هشيم، به نحو رواية البيهقي، ولم أجده في المطبوع من مسنده. =
= 3 و 4 - وأما متابعة أبي كريب ويعقوب بن إبراهيم، فأخرجها ابن جرير في تفسيره (35/ 107: 7683)، قال: حدّثنا أبو كريب، ويعقوب بن إبراهيم قالا: حدّثنا هشيم، به نحوه.
وأما الرواية المختصرة، فقد تابع مسددًا عليها كل من:
1 -
أحمد بن حنبل.
2 -
مجاهد بن موسى الخوارزمي.
3 -
زكريا بن يحيى.
1 -
أما متابعة أحمد، فأخرجها في مسنده (3/ 99)، قال: ثنا هشيم، أنا العوام، ثنا الأزهر بن راشد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا".
2 -
وأما متابعة مجاهد بن موسى، فأخرجها النسائي في سننه (8/ 176) كتاب (48) الزينة، باب (51) قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تنقشوا على خواتيم عربيًا". قال: أخبرنا مجاهد بن موسى الخوارزمي ببغداد قال: حدّثنا هشيم به مثله.
3 -
وأما متابعة زكريا بن يحيى، فأخرجها أسلم بن سهل "بحشل" في "تاريخ واسط"(ص 62)، قال: ثنا زكريا بن يحيى قال: ثنا هشيم به مثله.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:
1 -
الجهالة في "أزهر بن راشد".
2 -
عنعنة "هشيم بن بشير" وهو مدلس من الطبقة الثالثة من المدلسين. وهذه العلة قد زالت بمجيئه مصرحًا فيه بالسماع كما عند أحمد، والنسائي.
ويشهد له حديث كل من:
1 -
أنس.
2 -
عبد الله بن عمر. =
=
1 -
حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة، ونقش فيه:"محمَّد رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "، وقال:"إني اتخذت خاتمًا من ورق ونقشت فيه: محمَّد رسول الله، فلا ينقشن أحد على نقشه".
أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(10/ 340: 5877)، ومسلم في صحيحه (3/ 1656: 2092)، والترمذي في سننه (4/ 201: 1745)، وقال:"صحيح حسن"، والنسائي في سننه (8/ 176: 5208) و (8/ 193: 5282)، وابن ماجه في سننه (2/ 1201: 3640)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 308: 5497، 5498)، وأحمد في المسند (3/ 101، 186، 290)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 8: 3896) و (7/ 31: 3936) و (7/ 35: 3640)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190: 25099)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 393: 19465)، والبغوي في شرح السنة (12/ 64: 25099).
2 -
حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ذهب ثم ألقاه فاتخذ خاتمًا من ورق، ونقش فيه: "محمَّد رسول الله"، وقال: "لا ينقشن أحد على خاتمي هذا"، وكان إذا لبسه جعل فصّه في بطن كفه".
أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1656: 2091)، وأبو داود في سننه (4/ 425: 4219)، والنسائي في سننه (8/ 178: 5216) و (8/ 194: 5288)، وابن ماجه في سننه (2/ 1201: 3639)، والترمذي في الشمائل (94، 95: 102)، والحميدي في مسنده (2/ 297: 675)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190: 25098)، والبيهقي في "الجامع في شعب الإيمان" (11/ 309: 5931)، وفي "جزء الخاتم" (ص 58: 19)، والبغوي في شرح السنّة (12/ 61: 1333).
2272 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ ابْنَةِ (2) حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:"كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه كُرْكِيَّانِ (3) متقابلان وبينهما: الحمد لله".
(1) القائل: مسدّد.
(2)
في (حس): "عن ابنة حذيفة"، وفي (عم) و (سد):"عن ابن أخيه حذيفة"، وما في الأصل هو الصواب. فإن الأعمش يرويه عن موسى بن عبد الله الخطمي، عن أمه، وهي أم موسى بنت حذيفة -كما سيأتي في تخريجه-.
(3)
الكَركي: طائر يقال له: الكروان، ويُدعى الحجل، والقَبج. لسان العرب (15/ 220).
2272 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/1] وقال: "رواه مسدّد".
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190) كتاب العقيقة، باب (115) نقش الخاتم وما جاء فيه (رقم 25100)، قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن زيد [هكذا في المطبوع، والصواب: يزيد]، عن أمه، عن حذيفة قالت: كان في خاتمه كركيان متقابلان بينهما مكتوب: "الحمد لله".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 263) باب نقش الخواتيم قال: حدّثنا علي قال: ثنا شريك عن الأعمش، به نحوه مختصرًا. ولفظه:"كان نقش خاتم حذيفة كركيان".
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات. ولكنه ضعيف من أجل عنعنة الأعمش، وهو مدلس من الثالثة -على الراجح- لا يقبل من حديثه إلا ما صرّح فيه بالسماع. وفي رواية ابن أبي شيبة، أن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي يرويه عن أمه، وأم موسى هذه مجهولة لا تُعرف، ولم أجد لها ترجمة في ما بين يدي من المراجع. =
= تنبيه:
قال ابن رجب الحنبلي في أحكام الخواتيم (ص 137): "وإن نقش عليه صورة حيوان لم يجز للنصوص الثابتة المستفيضة في تحريم التصوير، وليس هذا موضع ذكرها ، لكن هل يحرم لبسه أو يكره؟ فيه وجهان لأصحابنا
…
".
2273 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"كَانَ لِطَلْحَةَ رضي الله عنه خَاتَمٌ مِنْ ذهب".
(1) القائل: هو مسدّد.
2273 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد".
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 220)، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، ومحمد بن عمر قالا: أخبرنا إسرائيل قال: "سمعت عمران بن موسى بن طلحة يذكر عن أبيه أن طلحة بن عبيد الله قتل يوم الجمل، وعليه خاتم من ذهب"، ثم قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع به قال: "كان في يد طلحة خاتم من ذهب فيه ياقوتة حمراء، فنزعها، وجعل مكانها جِزْعة، فأصيب رحمه الله يوم الجمل وهي عليه".
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان:
1 -
عنعنة الأعمش، وهو مدلس من الثالثة.
2 -
في إسناده "عمران بن موسى بن طلحة"، وهو مجهول.
لكن يشهد له مجيئه من طرق أخرى عن عمران كما في تخريجه، ويشهد له ما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 259)، قال: حدّثنا ابن أبي داود قال: ثنا القواريري قال: ثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن محمَّد، عن مصعب بن سعد قال:"رأيت في يد طلحة بن عبيد الله خاتمًا من ذهب، ورأيت في يد صهيب خاتمًا في ذهب، ورأيت في يد سعد خاتمًا من ذهب".
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (17/ 351) في ترجمة "مصعب بن سعد" ورجاله ثقات حفاظ، والله أعلم.
2274 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: "رَأَيْتُ فِيَ يَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ".
(1) القائل: مسدّد.
2274 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد، وابن حبّان في صحيحه ولفظه: "أن أنس بن مالك أخبره أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في يده يومًا خاتمًا من ذهب، فاضطرب الناس الخواتيم، فرمى به وقال: لا ألبسه أبدًا)، وهو في الصحيح من غير قوله ذهب".
قلت: أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(12/ 304)، كتاب (43) الزينة والتطيب (رقم 5492)، ولكن ليس من طريق "عبد الرحمن بن مهاجر"، وإنما قال ابن حبّان: أخبرناه عبد الله بن محمَّد الأزدي، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الله بن الحارث المخزومي قال: حدّثنا ابن جريج قال: حدثني زياد بن سعد أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك أخبره،
…
فذكره". فجعله من طريق الزهري.
وهو كما ذكره البوصيري في الصحيح من غير قوله: "ذهب"، وإنما هو "من ورق"، أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 331: 5868)، ومسلم في صحيحه (3/ 1657: 2093). قال الحافظ في الفتح (10/ 332): "هكذا روى الحديث الزهري عن أنس، واتفق الشيخان على تخريجه من طريقه ونُسب فيه إلى الغلط ، لأن المعروف أن الخاتم الذي طرحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب اتخاذ الناس مثله إنما هو خاتم الذهب
…
"، وأما الأثر من طريق عبد الرحمن بن مهاجر فلم أجد من أخرجه عنه، والله أعلم.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عبد الرحمن بن مهاجر"، فإنه كما قال أبو حاتم:"شيخ ليس بالمشهور".
2275 -
حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ وَإِلَيْهِ نَظْرَةٌ فَرَمَى بِهِ".
(1) القائل: هو مسدّد.
2275 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد مرسلًا بسند الصحيح".
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 470) من طريقين قال: أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا محمَّد بن شريك عن عمرو بن دينار، عن طاوس، وأخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب قال:"سمعت طاوسًا يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من ذهب، فبينما هو يخطب الناس يومًا نظر إليه فقال: له نظرة ولكم أخرى، ثم خلعه فرمى به وقال: لا ألبسه أبدًا".
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 192)، كتاب العقيقة، باب (117) في الخاتم والفضة (رقم 25128)، قال: حدّثنا ابن مهدي عن سفيان، عن حبيب، عن طاوس قَالَ:"كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خاتم فضة في يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكم نظرة، ولهذا نظرة، لقد عناني هذا اليوم، فنزعه فأعطاه رجلًا".
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل. ويشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا فلبسه فقال: شغلني هذا عنكم منذ اليوم إليه نظرة وإليكم نظرة ثم رمى به".
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 322)، والنسائي في سننه (8/ 194، 195: 5289). قال البنا في الفتح الرباني (17/ 255): "سنده صحيح ورجاله ثقات"، وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/ 346: 2963): "إسناده صحيح"، وقال الألباني في صحيح سنن النسائي (3/ 1071: 4883): "صحيح الإسناد". =
2276 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُهَيْلٍ (1)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (2): نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الْقَسِّيَّةِ (3)(4) وَالْمِيثَرَةِ (5) وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ المفدَّم (6). قال يزيد: فقلت للحسن: ما الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ بِحَرِيرٍ تُصْنَعُ بِمِصْرَ قَدْ رَأَيْتُهَا. قُلْتُ: فَمَا الْمُفْدَمُ؟ قَالَ: الْمُشَبَّعَةُ بالمعصفر".
(1) في الأصل: "سهل"، وهذا باقي النسخ، والصواب:"سهيل"، كما في ترجمته وكما سيأتي في تخريجه.
(2)
سقط من النسخ قوله: "عن ابن عمر" وهو في مختصر الإتحاف ومجمع الزوائد، وكما سيأتي في تخريجه.
(3)
في (سد) و (عم): "القسي".
(4)
القسي: بفتح الكاف، وكسر السين المهملة المشددة: نسبة إلى موضع يُنسب إليه الثياب القسية، وهي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقس من بلاد مصر مما يلي الفرماء. فتح الباري (10/ 305)، حاشية السندي على سنن النسائي (2/ 189).
(5)
الميثرة: بكسر الميم، وسكون التحتانية، وفتح المثلثة، بعدها راء، ثم هاء ولا همزة فيها.
وأصلها من الوثارة أو الوثرة. والوثير: هو الفراش الوطىء، وهي جلود السباع، وقال النووي:"هو تفسير باطل"، وجاء تفسيرها معلقًا في صحيح البخاري، قال:"والميثرة كانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف يصفونها". ورجح البخاري هذا التعريف على قولهم: "جلود السباع .. " فتح الباري (10/ 320)، صحيح مسلم (14/ 33).
(6)
المفدَّم: بضم الميم، وفتح الفاء، وفتح الدال المهملة وتشديدها: وهو الثوب المشبع حمرة.
النهاية لابن الأثير (3/ 421)، شرح السيوطي، وحاشية السندي على سنن النسائي (2/ 189).
2276 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح، وعنه ابن ماجه مختصرًا".
قلت: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (2/ 99، 100)، قال: ثنا حسين بن محمَّد، ثنا يزيد -يعني ابن عطاء- عن يزيد بن أبي زياد، حدثني الحسن بن =
= سهيل، أو سهيل بن عمرو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الميثرة، والقسيه، وحلقة الذهب، والمفدم". قال زيد: "المثيرة: جلود السباع، والقسية: ثياب مضلعة من ابريسم، يُجاء بها من مصر، والمفدم: المشبع بالمعصفر". قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (8/ 93): (
…
وفي الهامش (م) ما نصه: "الصواب: الحسن بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -كما في الأطراف للمزي-"، وهو كذلك -إن شاء الله- ولعل الزيادة التي هنا "أو سهيل بن عمرو"، وهم من بعض الرواة أو بعض الناسخين أو اشتباهًا في اسم آخر، ولكنه وهم بكل حال".
وقال الهيثمي في المجمع (5/ 145): "رواه أحمد، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري، وهو ضعيف"، وقال أحمد شاكر في الموطن السابق:"إسناده صحيح".
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 159) كتاب العقيقة، باب (69) من كره المعصفر للرجال (رقم 24734)، قال: حدّثنا علي عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سهيل به مختصرًا، ولفظه:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن المفدم". قال يزيد:
قلت للحسن: ما المفدم؟ قال: المشبع بالمعصفر".
ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1191) كتاب (32) اللباس، باب (21) كراهية المعصفر للرجال (رقم 3601)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ مثله.
وأخرجه كذلك في (2/ 1202) كتاب (32) اللباس، باب (40) النهي عن خاتم الذهب (رقم 3643) بالإسناد نفسه بلفظ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب".
وأخرج البخاري بعضه معلقًا "الفتح"(10/ 305) كتاب (77) اللباس، باب (28) لبس القسي قال: وقال جرير عن يزيد في حديثه: القسيّة: ثياب مضلعة يُجاء بها من مصر فيها الحرير، والميثرة: جلود السباع.
قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق: "وأما حديث جرير عن يزيد، فقال =
= إبراهيم الحربي في غريب الحديث له: ثنا عثمان بن أبي، ثنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الحسن بن سهيل قال:"القسية ثياب مضلعة يُجاء بها من مصر فيها حرير"، فاقتصر على بعض الجزء الموقوف على الحسن بن سهل".
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وله علتان:
1 -
في إسناده: "يزيد بن أبي زياد"، وهو ضعيف -كما في ترجمته-.
2 -
وفي إسناده كذلك: "الحسن بن سهيل"، فإنه لم يوثقه غير ابن حبّان بذكره له في الثقات، وهو متساهل في توثيق المجهولين. وقول ابن معين فيه:
"مشهور" لا يلزم منه توثيقه.
ويشهد له حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي، والمعصفر، وعن تختم بالذهب، وعن القراءة في الركوع"، وفي رواية:"نهاني حبيبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث، لا أقول: نهى الناس! نهاني عن تختم بالذهب، وعن لبس القسي، وعن المعصفر المفدم".
أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1648: 2078)، وأبو داود في سننه (4/ 322، 323: 4044)، والترمذي في سننه (2/ 49، 50: 264) و (4/ 198: 1737)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في سننه (2/ 188، 189: 1042، 1043، 1044)، وأحمد في المسند (1/ 81، 92، 104، 114، 123، 126، 137)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 254: 5438) و (12/ 256: 5440) و (12/ 321: 5502)، والطيالسي في مسنده (ص 17: 103)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 424 و 3/ 274)، وفي الجامع لشعب الإيمان (11/ 283: 5908)، والدارقطني في سننه (1/ 41)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 238: 276) و (1/ 259: 304) و (1/ 330: 413، 414، 415) و (1/ 333: 420) و (1/ 409: 537)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 260)، والبغوي في شرح السنة (12/ 23: 4093).
2277 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ:"كَانُوا يُرَخِّصُونَ لِلْغُلَامِ أَنْ يَلْبَسَ خَاتَمَ الذَّهَبِ، فَإِذَا بَلَغَ ألقاه".
2277 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 2) وقال: "رواه مسدّد عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عنه به".
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (5/ 195: 25155) كتاب العقيقة، باب (121) من رخص فيه "أي خاتم الذهب"، قال: حدّثنا هشام -هكذا في المطبوع، والصواب: هشيم- عن العوام، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ:"كَانُوا يُرَخِّصُونَ لِلْغُلَامِ في خاتم الذهب؛ فإذا كبر ألقاه، أو قال: طرحه".
الحكم عليه:
الأثر رجاله ثقات، لكنه ضعيف من أجل عنعنة "هشيم بن بشير"، وهو مدلس من أهل المرتبة الثالثة الذين لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه بالسماع.