الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي
2424 -
[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ (1) بْنِ رِفَاعَةَ (2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (3) رضي الله عنه قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ [طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ:] إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَخُوكَ صنع طعامًا ودعاك، افطر واقضي [يَوْمًا] (4) مَكَانَهُ".
[2]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خالد، أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ نَحْوَهُ.
(1) في مسند أبي يعلى: "عبيد الله".
(2)
في مسند أبي يعلى زيادة: "الزرقي".
(3)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس)، وجعله بعد قوله "أخوك صنع".
(4)
ما بين المعكوفتين ساقط من مسند أبي يعلى.
2424 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال:"رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل بسند فيه محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف".
قلت: قوله: "وأحمد بن حنبل"، لعله سبق قلم، والمقصود "أحمد بن منيع"، ولم أجده في مسند الإِمام أحمد. =
= وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 293: 2203)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبي سعيد قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاكَ، أَفْطِرْ واقضي مكانه".
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 263، 264)، كتاب الصداق، باب من استحب الفطر إن كان صدقة غير واجب قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به مثله.
ثم قال: "ورواه ابن أبي فديك عن ابن أبي حميد، وزاد فيه": "إن أحببت "يعني القضاء، وابن أبي حميد، يقال:"محمَّد"، ويقال:"حماد"، وهو ضعيف".
قلت: متابعة ابن أبي فديك للطيالسي أخرجها ابن عساكر في تاريخه (2/ 1/ 2) كما ذكره الألباني في الإرواء (7/ 12).
وتابع الطيالسي كذلك حمادُ بن خالد، أخرجه "أحمد بن منيع" عنه به كما ذكره المصنف.
هكذا رواه أحمد بن منيع عن حماد بن خالد موصولًا.
وخالفه أحمد بن محمَّد بن سواده فرواه عن حماد مرسلًا.
أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 177) كتاب الصيام، باب تبيت النية من الليل وغيره (رقم 24)، قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن يزيد الزعفراني، ثنا أحمد بن محمَّد بن سوادة، ثنا حماد بن خالد عن محمَّد بن أبي حميد، عن إبراهيم بن عبيد قال: صنع أبو سعيد الخدري طعامًا
…
فذكره، ثم قال:"هذا مرسل".
وتابع إبراهيم بن عبيد في روايته عن أبي سعيد محمدُ بن المنكدر.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 279)، كتاب الصيام، باب التخيير في القضاء إن كان الصوم تطوعًا. قال: أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة الأنصاري، أنبأ أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي، ثنا محمَّد بن عبد الرحمن السامي، =
= أنبأ إسماعيل بن أبي أويس، ثنا أبو أويس، عن محمَّد بن المنكدر، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طعامًا
…
فذكر نحوه.
قال الحافظ في الفتح (4/ 247): "إسناده حسن
…
".
وتابع أبا أويس في الرواية عن ابن المنكدر حماد بن أبي حميد.
أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(3/ 327، 328) كتاب (11) الوليمة والعقيقة، باب (4) الصائم يُدعى إلى الطعام (رقم 1902)، قال: حدّثنا بكر، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا عطاف بن خالد المخزومي، ثنا حماد بن أبي حميد، حدثني محمَّد بن المنكدر، به نحوه. وفي آخره:"افطر ثم صُم يومًا مكانه إن شئت"، ثم قال:"لا يُروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به حماد -وهو محمَّد بن أبي حميد-". أهل المدينة يقولون: "حماد".
قلت: قوله: "لا يُروى
…
إلخ" غير صحيح، فقد رواه أبو أويس عن أبي سعيد -كما تقدم-.
وقد أورد الحديث الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 156)، ونسبه إلى الطيالسي والطبراني، ثم قال:"في إسناده راوٍ ضعيف، لكنه توبع، والله أعلم".
قلت: هو محمَّد بن أبي حميد، تابعه أبو أويس كما أخرجه البيهقي.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 53): "رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه حماد بن أبي حميد، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات".
الحكم عليه:
الحديث بإسناد الطيالسي وأحمد بن منيع، مداره على "محمَّد بن أبي حميد"، الملقَّب بـ "حماد"، وهو ضعيف منكر الحديث، كما سبق ترجمته.
وعليه، فالحديث ضعيف، لكن يشهد له المتابعة التي أخرجها البيهقي من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه، عن ابن المنكدر، عن أبي سعيد، وقد حسَّنها الحافظ في الفتح -كما تقدم-. =
= أما بالنسبة للاختلاف الوارد في الحديث حيث ورد موصولًا، ورواه الدارقطني مرسلًا -كما سبق-، فقد قال الألباني في الإرواء (7/ 13):"ولعل هذا الاختلاف من قبل ابن أبي حميد نفسه، وذلك لضعفه في حفظه، وقد اضطرب أيضًا في قوله: "إن شئت" فتارة أثبته، وتارة لم يذكره؛ ولا شك أن الصواب إثباته لموافقته في ذلك لرواية أبي أويس".
ثم قال في (7/ 14): "وبالجملة، فالحديث حسن من الطريق الأولى -أي طريق أبي أويس-، ورواية ابن أبي حميد له على وفقه إن لم يزده قوّة لم يضره، والله أعلم".