المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌19 - باب الحث على الطاعة وأن الدين قد يؤيد بالفاجر - المطالب العالية محققا - جـ ١٠

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌16 - بَابُ الْحِمَى

- ‌17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة

- ‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

- ‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

- ‌24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ

- ‌22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ

- ‌1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ

- ‌3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ

- ‌4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ

- ‌5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ

- ‌9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ

- ‌23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ

- ‌1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ

- ‌3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ

- ‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

- ‌6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ

- ‌7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ

- ‌8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا

- ‌12 - بَابُ الْوَشْمِ

- ‌13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ

- ‌15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ

- ‌17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار

- ‌18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ

- ‌19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ

- ‌20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

- ‌23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب

- ‌24 - بَابُ الْكُحْلِ

- ‌25 - بَابُ الْخَاتَمِ

- ‌26 - بَابُ النِّعَالِ

- ‌24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ

- ‌2 - بَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ

- ‌5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

- ‌7 - بَابُ الذِّئْبِ

- ‌8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ

- ‌9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ

- ‌10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ

- ‌1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ

- ‌3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ

- ‌5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً

- ‌6 - باب الجراد

- ‌7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ

- ‌10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا

- ‌27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

- ‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

- ‌5 - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

- ‌7 - باب الخل

- ‌8 - باب الجبن

- ‌9 - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ

- ‌12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ

- ‌13 - بَابُ الْخَبِيصِ

- ‌14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ

- ‌15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ

- ‌16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي

- ‌17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ

- ‌20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ

- ‌22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى

الفصل: ‌19 - باب الحث على الطاعة وأن الدين قد يؤيد بالفاجر

‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

(1)

2140 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ (2) عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ (3) مَاتَ وَلَا طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ خَلَعَهَا (4) بَعْدَ عَقْدِهِ إِيَّاهَا -قَالَ أَسْوَدُ- مِنْ عُنُقَهِ (5)، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى ولا حجة له، قالاها جميعًا".

(1) في (عم) و (سد): "بالرجل الفاجر".

(2)

في (سد): "جعفر"، وهو خطأ".

(3)

في (حس): "ما من مات".

(4)

في (عم): "خلفها"، وفي (حس):"حلفها".

(5)

في (حس) و (سد) و (عم): "قال أسود بن عقبة"، وهو تصحيف.

ص: 57

2140 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الاتحاف [2/ 83/ 1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله".

وأخرجه كذلك في "المصنف"(7/ 457) كتاب الفتن، باب (1) من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها (رقم 37200)، قال: حدّثنا علي بن حفص عن شريك، به بلفظ:"مَنْ مَاتَ وَلَا طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جاهلية، ومن جعلها بعد عقدة إياها فلا حجة له". =

ص: 57

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 504)، باب (186) في ذكر السمع والطاعة (رقم 1058)، قال: حدّثنا شاذان وعلي بن حفص، به مثله غير أنه لم يذكر خلاف الرويات بين أسود ابن عامر "شاذان" وعلي بن حفص.

وأخرجه أحمد في المسند (3/ 446)، قال: ثنا أبو النضر، وحسين قالا: ثنا شريك، به نحوه، وفي آخره زيادة بلفظ:"ألا لا يخلون رجل بإمرأة لا تحل له فإن الشيطان ثالثهما إلَّا محرم فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن".

وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار"(2/ 252) كتاب الأمارة باب فيمن خلع الطاعة بعد عقدها (رقم 1636)، قال: حدّثنا يحيى بن حكيم ثنا هشام بن عبد الملك ثنا شريك، به نحو لفظ الإِمام أحمد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 227)، قال: أخبرنا الفضل قال: ثنا أبو الوليد ثنا شريك، به نحو لفظ الإِمام أحمد أيضًا.

وتابع ابنُ جريج شريكًا في الرواية عن عاصم.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2/ 379) كتاب الصلاة، باب الأمراء يؤخرون الصلاة (رقم 3779)، عن ابن جريج قال: أخبرني عاصم بن عبيد الله، به نحوه، وفي أوله زيادة ولفظها: "إنه ستكون أمراء بعدي يصلون الصلاة لوقتها، ويؤخرون عن وقتها فصلوها معهم، فإن صلوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم ولهم، وإن أخروها عن وقتها فصليتموها معهم فلكم وعليهم

ثم ذكره".

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في المسند (3/ 445)، قال: حدّثنا عبد الرزاق، به مثله. وأخرجه كذلك في (3/ 446)، قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا ابن جريج، به نحوه.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 159: 7200)، قال: حدّثنا موسى بن محمَّد بن حبّان البصري حدّثنا الضحاك بن مخلد أخبرني ابن جريج، به نحوه. =

ص: 58

= وأخرجه كذلك في (13/ 161: 7203)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن ابن جريج، به نحوه.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(186) باب ما جاء فيما يكره من نقض العهد واللجأ إلى الغدر (رقم 403)، قال: حدّثنا أبو بكر محمَّد بن يوسف الطباع ثنا حجاج بن محمَّد الأعور عن ابن جريج، به نحوه مختصرًا.

ص: 59

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف كما في ترجمته.

2 -

وفي إسناده "شريك بن عبد الله"، وهو ضعيف لسوء حفظه، لكن تابعه ابن جريج على روايته، فزالت هذه العلة، وبقيت العلة الأولى، لكن يشهد له أحاديث كثيرة وردت بمعناه ومنها:

1 -

حديث ابن عمر رضي الله عنه: من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية".

أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1478: 1851)، وأحمد في المسند (2/ 70، 83، 93، 97، 123، 33، 154)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 77، 117)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 156)، والطيالسي في مسنده (ص 259: 1915)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 335: 13278)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 205)، وابن سعد في الطبقات (5/ 144)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 44: 91)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 715: 984).

2 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة فقد مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّيّة، يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه". =

ص: 59

= أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1476: 1848)، والنسائي في سننه (7/ 123:4114) وأحمد في المسند (2/ 296، 306 ، 488)، والبيهقي في سننه (8/ 156، 10/ 234)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 462: 37243)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 339: 20707)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 43: 90). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 715: 983).

3 -

حديث ابن عباس رضي الله عنه: "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا فميتته جاهلية".

أخرجه البخاري في صحيحة "مع الفتح"(13/ 7: 7053، 7054)، (13/ 130: 7143)، ومسلم في صحيحه (3/ 1477: 1849)، وأحمد في المسند (1/ 275، 297، 310)، والدارمي في سننه (2/ 241)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 275، 310)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 252: 1635)، وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه. والطبراني في "الكبير"(12/ 161: 1849)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 324: 2542)، وقال: لا يروي عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 524: 1101).

ص: 60

2141 -

قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال: [قد](1) كنا نقرأ، ليؤيدن الله تعالى هَذَا الدِّينَ بِرِجَالٍ مَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ من خلاق.

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد).

ص: 61

2141 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 302)، فقال: (عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة نحوًا من براءة فرفعت فحفظت منها: "إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم

الحديث" ثم قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف ويحسن حديثه لهذه الشواهد، وذكر قبل ذلك وبعده ما يشهد له، كما سيأتي، ولم أجد الحديث من طريق أبي موسى في معجم الطبراني فلعله في المفقود منه، والله أعلم.

ص: 61

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "علي بن زيد بن جدعان" فإنه ضعيف كما في ترجمته، ولكن يشهد له أن الحديث ورد من عدة طرق موصولًا، وموقوفًا ومرسلًا، فورد موصولًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ طريق أبي هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وأبي بكرة، وكعب بن مالك، والنعمان بن مقرن المزني، وورد موقوفًا على عبد الله بن مسعود، ومرسلًا من طريق الحسن البصري.

1 -

أمَّا أبو هريرة فقد روى الحديث مطولًا وذكر فيه قصته، وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". أخرجه البخاري في صحيحه"مع الفتح" (6/ 207: 3062)، (7/ 538: 4203، 42042)، (11/ 507: 6606)، ومسلم في صحيحه (1/ 105: 178)، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5/ 278: 8883، 8884) مختصرًا، والدارمي في سننه (2/ 240، 241) مختصرًا، والبيهقي =

ص: 61

= في السنن الكبرى (9/ 36) مختصرًا أيضًا، والقضاعي في مسنده (2/ 159: 1907) مطولًا، وعبد الرزاق في مصنفه (5/ 269، 270: 9573) مختصرًا.

2 -

ورواه أنس رضي الله عنه بلفظ "ليؤيدن الله هذا الدين بقوم (بأقوام) لا خلاق لهم".

أخرجه النسائي في سننه الكبرى (5/ 279: 8885)، وابن حبّان في صحيحه "موارد الظمآن" (5/ 188: 1606)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 286: 1720، 1721)، وقال: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلَّا مالك بن دينار .. ، و (رقم 1722)، وقال:"لا نعلم رواه عن أيوب إلَّا معمر، وعباد بن منصور، ولا رواه عن معمر إلَّا رباح، وهو ثقة يماني، وإبراهيم ثقة". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 302): "رواه البزّار، والطبراني في "الأوسط" وأحد أسانيد البزّار ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين) (5/ 41: 2667)، وقال: "لم يروه عن المعلى إلَّا حماد تفرد، به هدبة"، وأخرجه كذلك برقم (2668)، وقال: "لم يروه عن أيوب إلّا عباد، ومعمر بن راشد تفرد، به عن عباد ريحان، وعن معمر رباح بن زيد"، ورواه الترمذي في "العلل" الكبير"(2/ 955)، وقال: "سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن

".

3 -

ورواه عبد الله بن مسعود بلفظ "ليؤيدن هذا الدين بالرجل الفاجر".

أخرجه ابن حبّان في صحيحه "موارد الظمآن"(5/ 189: 1607)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 281) من ثلاث طرق، وقال:"وهذا الحديث بهذا الإسناد عن الثوري غير محفوظ ليس يرويه غير حميد".

4 -

ورواه أبو بكر رضي الله عنه بلفظ "إن الله تبارك وتعالى سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 45)، وذكره الهيثمي في "المجمع"(5/ 302)، وقال: رواه أحمد، والطبراني ورجالهما ثقات".

5 -

ورواه كعب بن مالك رضي الله عنه وذكر فيه قصة الذي قتل نفسه، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لبلال: "قم يا بلال فناد أنه لا يدخل الجنة إلَّا مؤمن، وأن الله =

ص: 62

= عز وجل يؤيد الدين بالرجل الفاجر".

أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 83: 170)، قال الهيثمي في المجمع (7/ 213):"وفيه محمَّد بن خالد الواسطي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يخطئ، ويخالف، وقال ابن معين: رجل سوء كذاب". وأخرجه الطبراني أيضًا في (19/ 84: 171)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 213):"فيه جماعة لم أعرفهم".

6 -

ورواه النعمان بن مقرن بلفظ "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 159: 1096)، والطبراني في "الكبير" (17/ 39: 81)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 303):"رواه الطبراني في ترجمته عمرو بن النعمان بن مقرن وضبب عليه، ولا يستحق التضبيب لأنه صواب، وقد ذكر المزى في ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن، والنعمان بن مقرن"، ثم قال:"قلت: ورجاله ثقات".

7 -

ورُوي موقوفًا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: "إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر" أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 207: 8913)، (9/ 256: 9049)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 303):"رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة وفيه كلام".

8 -

ورواه الحسن البصري مرسلًا بلفظ: "إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بمن لا خلاق له، والحسد يأكل الحسنات". أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(5/ 270: 9573)، والبخارى في "التاريخ الكبير"(5/ 94)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 59)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 206):"أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (20/ 100: 10)، عن الحسن البصري مرسلًا، ووصله أبو نعيم في "الحلية" (6/ 262)، والضياء في "المختارة" (74/ 2)، عن أنس مرفوعًا".

قلت: ذكره أبو نعيم في الحلية (2/ 387) في ترجمة مالك بن دينار موصولًا عن الحسن عن أنس رضي الله عنه.

ص: 63

2142 -

قال (1) الحارث: حدثنا داود بن المحبر ثنا هِشَيمٌ (2) عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا (4) إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: الْإشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَتَرْكِ السنَّه، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ. قَالُوا: قَدْ عَرَفْنَا الْإْشْرَاكَ بِاللَّهِ، فَمَا (5) تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: تَرْكُ السُّنَّةِ، الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ، أَنْ يُبَايِعُ (6) رجلًا ثم يخرج عليه بالسيف يقاتله (7) ".

(1) في (عم) و (سد) و (حس): "وقال" بزيادة الواو.

(2)

هكذا في بغية الباحث "هشيم"، وهو الصواب، وفي الأصل وجميع النسخ:"هشام"، وهو خطأ.

(3)

في (سد): "عن"، ولعله سبق قلم.

(4)

في البغية زيادة: "والجمعة إلى الجمعة التي قبلها كفارة لما بينهما، ورمضان إلى رمضان كفارة".

(5)

في (حس): "وما".

(6)

في البغية: "تبايع" بالتاء.

(7)

في البغية: "تقاتله" بالتاء.

ص: 64

2142 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 83/1] وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة وهو ضعيف، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وتقدم لفظه في باب فضل الصلاة، وهو في الصحيح وغيره دون قوله: إلَّا من ثلاث".

قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث"(2/ 634) كتاب (21) الأمارة، باب (8) فيمن خرج من الطاعة وقاتل إمامه (رقم 605)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا هِشَيمٌ عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بينهما والجمعة إلى الجمعة التي قبلها كفارة لما ينهما، ورمضان إلى رمضان كفارة، إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: الْإشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَتَرْكِ =

ص: 64

= السنة، ونكث الصفقة. قالوا: عرفنا الإشراك، فَمَا تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: تَرْكُ السُّنَّةِ الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ أَنْ تبايع رجلًا ثم تخرج عليه بالسيف تقاتله".

وأخرجه أحمد في المسند (2/ 229) قال: ثنا هشيم، به نحوه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 259)، كتاب التوبة والإِنابة، باب الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما، قال: أخبرني عمرو بن محمَّد بن منصور العدل أنبأ العدل أنبأ السري بن خزيمة أنبأ عمرو بن عون الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف ثنا العوام بن حوشب، به نحوه، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد في المسند (2/ 506)، لكنه قال: ثنا يزيد أنا العوام حدثني عبد الله بن السائب عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به نحوه. فزاد فيه رجلًا مبهمًا، قال الهيثمي في المجمع (5/ 224):"رواه أحمد وفيه راو لم يسم".

وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 119، 120) كتاب العلم، باب الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر كفارة لما بينهما، من طريق يزيد بن هارون، به نحوه، ولم يذكر زيادة الرجل المبهم وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري، ولا أعرف له علة" ووافقه الذهبي.

قلت: عبد الله بن السائب هو الكندي -كما تقدم في ترجمته- وقد احتج به مسلم أيضًا، وقد وهم الحاكم فجعله ابن أبي السائب، وهو عبد الله بن السائب بن أبي السائب القرشي المخزرمي، المكي له ولأبيه صحبة، انظر تهذيب الكمال (14/ 553). وبالنسبة لرواية الإِمام أحمد والتي فيها زيادة راو مبهم، فقد خالف فيها يزيد بن هارون كلا من هشيم بن بشير وإسحاق بن يوسف حيث روياها عن العوام بن حوشب متصلة بدون زيادة الرجل المبهم، وهذا هو الراجح، والله أعلم. وذلك لما يلي: =

ص: 65

=

1 -

أن هشيمًا أحفظ من يزيد بن هارون، كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (19/ 116):"سئل أبي عن هشيم، ويزيد بن هارون؟ فقال: هشيم أحفظهما".

2 -

أن إسحاق بن يوسف، وهو ثقة كما في التقريب (104: 396)، تابع هشيمًا على رواية الوصل بدون الزيادة.

3 -

أن يزيد بن هارون قد روى الحديث متصلًا بدون هذه الزيادة -كما سبق- عند الحاكم وقد ورد الحديث عن أبي هريرة مختصرًا بدون قوله: "إلَّا من ثلاث

" وبزيادة، ما اجتنب الكبائر". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 209: 233)، والترمذي في سننه (1/ 418: 214)، وابن ماجه في سننه (1/ 196: 598)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 162: 314) (3/ 158: 1814)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (5/ 24: 1733)، وأحمد في المسند (2/ 359، 400، 414، 484)، والطيالسي في مسنده (ص 324: 2470)، وأبو عوانة في مسنده (2/ 20)، وأبو يعلى في مسنده (11/ 371: 6486)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 466، 467)، (10/ 187)، وابن عدي في الكامل (6/ 72).

ص: 66

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل حال "داود بن المحببر" فإنه متروك.

لكن قد صح الحديث من طريق الإِمام أحمد والحاكم، والله أعلم.

ص: 66

2143 -

[1] وقال عبد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رضي الله عنها، أَنَّهَا [قَالَتْ] (1):"سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: "وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُويَةَ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ.

[3]

وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ ثنا غَيْرُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (2)، أَنَّ الْمُوصَى بهذه الوصية ثوبان".

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من (عم) و (سد).

(2)

في (عم) و (سد) زيادة: "قال".

ص: 67

2143 -

تخريجه:

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(3/ 274: 1592)، قال: حدّثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مكحول، عن أم أيمن أنها سمعت رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أهله فقال:"لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تفر يوم الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مالك، ولا تترك الصلاة متعمدًا فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أن لك الحق، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عز وجل".

هكذا رواه مطولًا وأخرجه أحمد في المسند (6/ 421)، قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: أنا سعيد بن عبد العزيز به نحوه مختصرًا بلفظ: "لا تتركي الصلاة متعمدًا فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله ورسوله".

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 304) كتاب القسم والنشوز، باب =

ص: 67

= ما جاء في ضربها -أي الزوجة- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: نا أبو العباس محمَّد بن يعقوب نا بحر بن نصر نا بشر بن بكر نا سعيد -يعني: ابن عبد العزيز- به نحوه، مع تقديم وتأخير، ثم قال:"في هذا إرسال بين مكحول، وأم أيمن".

وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 886)، باب ذكر إكفار تارك الصلاة (رقم 913)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيى، وأبو جعفر المسندي قالا: حدّثنا أبو مسهر قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز به مختصرًا نحو لفظ الإِمام أحمد.

وأخرجه ابن الجوزي في، البر والصلة (43)، باب في ذكر ما أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من ذلك "أي بر الوالدين وصلة الرحم"(رقم 10)، قال: أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد قال: أنبأ أبو محمَّد عبد الله بن أحمد قال: أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت. فثنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري. فثنا الحسن بن محمد بن عثمان. فثنا يعقوب بن يوسف. فثنا يحيى بن صالح قال: أنبأ سعيد ابن عبد العزيز به نحوه بلفظ "أطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك فافعل"، وذكره الألباني في إرواء الغليل (7/ 90) ونسبه إلى ابن عساكر من ثلاث طرق:

1 -

من طريق إبراهيم بن زبريق حدّثنا إسماعيل بن عياش حدّثنا عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول، وسليمان بن موسى عن أم أيمن.

2 -

من طريق عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهد نا سعيد ابن عبد العزيز به.

3 -

من طريق ابن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول مرسلًا.

وأما رواية أبي يعلى التي ذكرها المصنف فلم أجدها في المطبوع من مسنده، ولعلها في الرواية المطولة التي لم تطبع. =

ص: 68

= الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه علتان:

1 -

الانقطاع بين مكحول، وأم أيمن فإنه لم يسمع منها.

2 -

ضعف عمر بن سعيد الدمشقي.

لكن قد تابع عمرًا في روايته عن التنوخي كل من: عبد الأعلي بن مسهر، وبشر بن بكر، والوليد بن مسلم، وكلهم ثقات فيبقى ضعف الحديث من الانقطاع بين مكحول، وأم أيمن لكن يشهد له حديث:

1 -

معاذ بن جبل.

2 -

أبي الدرداء.

3 -

عبادة بن الصامت.

4 -

أميمة.

وهي كالتالي:

1 -

حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَالَ: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: "لا تشرك بالله وإن قتلت وحرِقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرًا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان، وأنت فيهم فاثبت، وانفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا وأخفهم في الله".

أخرجه أحمد في المسند (5/ 238)، والطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، وفي "الأوسط "مجمع البحرين" (1/ 151: 136)، وقال:"لا يروى عن معاذ إلَّا بهذا الإسناد". والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 890: 921)، وابن الجوزي في "البر والصلة" (ص 42: 6)، قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 196): =

ص: 69

= "إسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ".

وقال الهيثمي في المجمع (4/ 215): "رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات إلَّا أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ، وإسناد الطبراني متصل وفيه عمرو بن واقد القرشي وهو كذاب".

2 -

حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: "أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أن لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدًا فمن تركها متعمدًا فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر".

أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1339: 4034)، هكذا مختصرًا، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/ 250):"هذا إسناد حسن، شهر مختلف فيه".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1/ 77: 18) مطولًا، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 884: 911). واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2/ 823)، وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 217):"ورواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات". وهذا الحديث حسنه الألباني كما في التعليق على مشكاة المصابيح (1/ 183).

3 -

حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع خلال قال: لا تشركوا بالله شيئًا، وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم، ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدًا فقد خرج من الملة، ولا تركبوا المعصية فإنها من سخط الله، ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها ، ولا تفروا من الموت وإن كنتم فيه، ولا تعص والديك وإن أمرك أن تخرج من الدنيا كلها فأخرج، ولا تضع عصاك عن أهلك وأنفصهم من نفسك".

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 216): "رواه الطبراني، وفيه سلمة بن شريح":، قال الذهبي:"لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 889: 920)، =

ص: 70

= واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2/ 822)، والحديث ضعيف لجهالة سلمة بن شريح، "الجرح والتعديل"(4/ 160)، الميزان (2/ 190)، لسان الميزان (3/ 69).

4 -

حديث أميمة مولاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها، قالت: كنت يومًا أفرغ على يديه وهو يتوضأ إذ دخل عليه رجل فقال: يا رسول الله إني أريد الرجوع إلى أهلي فأوصني بوصية أحفظها. فقال: "لا تشركن بالله شيئًا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا تعصى والديك، وان أمراك أن تخلّى من أهلك ودنياك فتخل، ولا تترك صلاة متعمدًا فمن تركها متعمدًا برئت منه ذمة الله عز وجل وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تشربن الخمر فإنها رأس كل خطيئة، ولا تزد في تخوم الأرض فإنك تأتي يوم القيامة وعلى عنقك مقدار سبع أرضين، ولا تفرن من الزحف فإنه من فر يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، وانفق عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عنهم، وأخفهم في الله عز وجل.

أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 41)، وسكت عليه وقال الذهبي: إسناده واهٍ. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 190: 479)، وذكره الهيثمي في "المجمع"(4/ 217)، وقال:"رواه الطبراني، وفيه يزيد بن سنان الرهاوي، وثقه البخاري وغيره، والأكثر على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات". وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 885: 912) مختصرًا، والحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف يزيد بن سنان الرهاوي. "تهذيب الكمال"(32/ 155)، "تهذيب التهذيب"(11/ 293)، التقريب (ص 602: 7727).

وبناءً على ما سبق فالحديث بمجموع هذه الطرق -ما عدا الطريقة الثانية لحديث معاذ والتي في إسنادها عمرو بن واقد- لا ينزل عن درجة الحسن لغيره، وإن كانت الشواهد المذكورة لم يذكر فيها موضع الشاهد وهو قوله "ولا تنازع الأمر أهله"،

لكنه يشهد له أيضًا عموم أحاديث السمع والطاعة وقد مضى بعضها وسيأتي المزيد، والله أعلم.

ص: 71

2144 -

وَقَالَ (1) إِسْحَاقُ: أنا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ (2) لِمَنْ عِنْدَهَا: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا دَاعِيَانِ: داعٍ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَدَاعٍ إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نُجِيبُ الدَّاعِي إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، قَالَتْ:(3) بلَ أَجِيبُوا الدَّاعِي إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ فإن كتاب الله مع سلطانه (4).

(1) هذا الحديث زيادة من (ك).

(2)

زاد في مسند إسحاق: "يومًا".

(3)

زاد في مسند إسحاق: "لا".

(4)

زاد في مسند إسحاق: "قال إسحاق: الخوارج يدعون إلى كتاب الله".

ص: 72

2144 -

تخريجه:

الحديث بهذا الإسناد في مسند إسحاق (4/ 163: 1944).

ص: 72

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لجهالة الراوي عن أم سلمة، [سعد].

ص: 72

2145 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا النَّضْرُ ثنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ [يقول](1): إنَّ سَلَمَةَ (2) بْنَ يَزِيدَ رضي الله عنه، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَرَأَيْتَ إِذَا [كَانَ] (3) قَامَ عَلَيْنَا أَئِمَّةٌ يَسْأَلُونَنَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَنَا (4) حَقَّنَا؟ فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَحَدَّثَ بِهِ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم".

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (حس) و (عم).

(2)

في الأصل "مسلمة" وهو خطأ- والصواب ما أثبته كما في (سد) و (عم) وكما سيأتي في تخريجه.

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (حس) و (عم).

(4)

في (سد): "يمنعونا".

ص: 73

2145 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال:"رواه أبو يعلى".

ولم أجده في الرواية المطبوعة من مسند أبي يعلى ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.

وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1474) كتاب (33) الإمارة، باب (12) في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق (رقم 1846)، قال: "حدّثنا محمَّد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدّثنا محمَّد ابن جعفر حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه قال: سأل سلمة ابن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا، فماذا تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا

فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ ما حملتم". =

ص: 73

= وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 158) كتاب قتال أهل البغي، باب الصبر على أذى يصيبه من جهة إمامه وإنكاره المنكر من أموره بقلبه وترك الخروج عليه. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمَّد بن بشار به نحوه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 16: 20)، قال: حدّثنا معاذ بن المثنى ثنا يحيى بن معين ثنا محمد بن جعفر به نحوه.

وتابع أبو الأحوص، وشريك شعبةَ في الرواية عن سماك.

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 16: 21)، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا أبو الأحوص، وشريك عن سماك به نحوه، وفيه زيادة، إلَّا أنه قال:"يزيد بن سلمة" بدل "سلمة بن يزيد".

وتابع محمَّد بن جعفر في الرواية عن شعبة كل من: شبابة، ويزيد بن هارون، ووهب ابن جرير، وروح.

1 -

أما متابعة شبابة، فأخرجها مسلم (3/ 1475) كتاب (33) الأمارة، باب (12) في طاعة الأمراء وان منعوا الحقوق (رقم 1846)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شبابة به نحوه:

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 72، 73) في ترجمة "سلمة بن يزيد"، قال: وقال لي محمَّد أبو يحيى: حدّثنا شبابة به نحوه مختصرًا.

2 -

وأما متابعة يزيد بن هارون، فأخرجها الترمذي في سننه (4/ 423) كتاب (34) الفتن، باب (30) ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم (رقم 2199)، قال: حدّثنا الحسن بن علي الخلال حدّثنا يزيد بن هارون به نحوه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

3 -

وأما متابعة وهب بن جرير، فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 158) الموطن السابق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو =

ص: 74

= قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير به نحوه إلَّا أنه قال: "يزيد بن سلمة".

4 -

وأما متابعة روح، فأخرجها البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 73)، قال: حدثني محمَّد ابن معمر نا روح به نحوه مختصرًا.

ص: 75

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد صحيح، وسماع شعبة من سماك قديم قبل تغيره، فحديثه عنه صحيح مستقيم -كما سبق- والله أعلم.

ص: 75

2146 -

وقال مسدد: حدثنا حفص بن غياث عن الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِذَا السُّلْطَانِ وَابْتُلِيَ بِكُمْ، فَإِنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَكَانَ عَلَيْكُمُ الشُّكْرُ. وَإِنْ جَارَ كَانَ (1) عَلَيْهِ الوزر وعليكم الصبر".

* صحيح موقوف.

(1) في (سد) و (عم) كررها مرتين.

ص: 76

2146 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال:"رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات" ولم أجده بهذا الطريق موقوفًا إلَّا في هذا الموطن.

وقد روى مرفوعًا من طريق حكيم بن خذام ثنا عبد الملك بن عمير عن الربيع بن عُمَيلة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر، فمن عمل منهم بطاعة الله فله الأجر وعليكم الشكر، ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر".

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 220) في ترجمة "حكيم بن خذام الأزدي".

قال: "ثنا عبد الله ابن محمَّد بن عبد العزيز ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا حكيم بن خذام -وكان من عباد الله الصالحين- به مثله، ثم قال: "قال البخاري: حكيم بن خذام أبو سمير البصري منكر الحديث يرى القدر".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 15)، باب (49) طاعة أولى الأمر فصل في فضل الإِمام العادل (رقم 7368)، قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ به مثله، وقال:"رويناه من وجه آخر في هذا الجزء أتم".

قلت: يقصد من طريق ابن عمر وسيأتي.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة =

ص: 76

= وأشراطها" (2/ 388: 130)، قال: حدّثنا سلمة بن سعيد الإِمام قال: حدّثنا محمد بن الحسين قال: حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدّثنا حكيم بن خذام به نحوه.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 414) مسألة (2749): "سألت أبي عن حديث رواه أبو سمير حكيم بن خذام

" فذكره، ثم قال: "قال أبي: هذا حديث منكر، وأبو سمير متروك الحديث".

تنبيه: قال الألباني في "السلسلة (3/ 527): "ومن طريقه -أي حكيم بن خذام- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في "فيض القدير" وقال: قال الحافظ العراقي: ضعيف".

قلت: هذا وهم من المناوي رحمه الله، وتبعه في ذلك الألباني حفظه الله، فإن الحديث لم يروه الطبراني وإنما رواه البيهقي عن ابن مسعود، ولعله اختلط عليه رمز البيهقي في الشعب "هب" برمز الطبراني في الكبير "طب"، والسيوطي في الجامع الصغير إنما ذكره برمز البيهقي في الشعب، والله أعلم.

ص: 77

الحكم عليه:

الحديث صحيح موقوفًا على ابن مسعود.

أما الرواية التي فيها رفعه فهي ضعيفة جدًا لأنها من طريق أبي سمير حكيم بن خذام، وهو كما قال البخاري في التاريخ الصغير (2/ 234)، منكر الحديث يرى القدر، وقال أبو حاتم في "العلل" (2/ 414":"متروك الحديث"، وكذا في الجرح والتعديل (3/ 203)، وقال النسائي في "الضعفاء" (ص 166: 128): "ضعيف"، وقال الساجي- كما في لسان الميزان (2/ 343):"يحدث بأحاديث بواطيل".

وورد الحديث من طريق ابن عمر بلفظ "السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار أو حاف، أو ظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر. وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الربا وفي رواية: -الزنا- ظهر الفقر =

ص: 77

= والمسكنة، وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار".

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 361)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 15: 7369)، والبزار في مسنده "كشف الإستار" (2/ 233: 1590)، والقضاعي في "الشهاب" (1/ 201: 304) مختصرًا، والديلمي في الفردوس (2/ 343: 3553).

وعزاه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 70)، إلى الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو"(2/ 27)، وإلى تمام في "الفوائد" ولم أجده في المطبوع منها.

وهذه الطريق لا يفرح بها فهي ضعيفة جدًا أيضًا، إذ أن مدارها على أبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي ضعفه سائر الأئمة فقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث"، وقال النسائي:"متروك الحديث"، وقال الجوزجاني:"أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة"، وقال أحمد:"ضعيف"، وقال ابن عدي:"عامة ما يرو به غير محفوظ"، وقال الدارقطني:"يضع الحديث"، وقال البزّار:"متروك"، وقال الذهبي:"هالك"، وقال ابن حجر:"متروك ورماه الدارقطني بالوضع".

انظر: التاريخ الكبير (3/ 477)، الجرح والتعديل (4/ 28)، الكامل لابن عدي (3/ 359)، تهذيب الكمال (10/ 495، ميزان الاعتدال (2/ 143، 144)، الكاشف (1/ 438: 1905)، التقريب (ص 237: 2333).

وبالجملة، فالحديث صحيح موقوفًا، وضعيف جدًا مرفوعًا -والله أعلم-.

ص: 78

2147 -

وَقَالَ (1) إِسْحَاقُ: أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بِمِثْلِهِ (2) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كَتَبَتْ إِلَى أَهْلِ العراق أن الله بريء وبرى رَسُولُهُ مِمَّنْ شايعَ (3) وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَلَا تُشَايِعُوا (4) ولا تفارقوا والسلام عليكم ورحمة الله.

(1) هذا الحديث زيادة من (ك).

(2)

كذا في المخطوط، وفي مسند إسحاق:"تميلة"، ويحتمل أنها "نضلة".

(3)

في مسند إسحاق: "بايع".

(4)

في مسند إسحاق: "تبايعوا".

ص: 79

2147 -

تخريجه:

أخرجه بهذا الإسناد إسحاق كما في مسنده (4/ 162 برقم 1943).

ص: 79

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لجهالة شيخ ثابت بن العجلان. [سعد].

ص: 79

20 -

بَابُ (1) تَوْلِيَةِ [الْأَمِيرِ](2) الْعَامِلِ إِذَا كَانَ عَارِفًا بِالْحَرْبِ عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ

2148 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: "قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِأَبِي بَكْرٍ (3) رضي الله عنه لما (4) منع عمرو بن العاص رضي الله عنه النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا: أَمَا تَرَى مَا يصنع هذا بالناس يمنع منافعهم. فقال (5) أبو بكر رضي الله عنه: دَعْهُ فَإِنَّمَا وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا لَعَلِمِهِ بِالْحَرْبِ".

* هَذَا مُنْقَطِعٌ.

(1) في (عم): "باب في".

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (عم).

(3)

في (سد): "أبي بكرة"، وهو خطأ.

(4)

في (حس): "بما".

(5)

في (عم) و (حس) و (سد) زيادة: "له".

ص: 80

2148 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 85/ أ] وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف، وابن بريدة لم يسمع من عمر بن الخطاب".

ولم أجده في المطبوع من مسنده.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 42، 43) كتاب المغازي، باب، لا بد =

ص: 80

= لأهل العسكر أن يطيعوا قائدهم. قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن المنذر بن ثعلبة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وفيهم أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَلَمَّا انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوِّروا نارًا، فغضب عمر، وهم أن ينال منه، فنهاه أبو بكر رضي الله عنه وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر رضي الله عنه"، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 352) في مناقب عمرو بن العاص. وقال: "رواه الطبراني مرسلًا، ورجاله رجال الصحيح، غير المنذر بن ثعلبة، وهو ثقة".

وذكر الهيثمي القصة أيضًا في المجمع (5/ 319)، عن عمرو بن العاص نفسه، ثم قال:"رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الأول رجال الصحيح".

ونسبه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 674) إلى إسحاق بن راهويه، والحاكم.

ص: 81

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع كما ذكر البوصيري وابن حجر، فهو ضعيف من أجل انقطاعه، ولكن يشهد له وروده موصولًا كما عند الحاكم، كما يشهد له الروايات التي ذكرها الهيثمي في "المجمع"، وعليه فهو لا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم.

ص: 81

2149 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا (1) مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (2) أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه وَهُوَ غُلَامٌ. فَأُسِرِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وسُبوا، فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ (3) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنهما، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ، فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقال أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ بُويِعَ لَهُ -وَلَمْ يرَحْ أُسَامَةُ رضي الله عنه حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ (4) رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ (5) صلى الله عليه وسلم وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ، فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ. قَالَ (6) أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: لَا أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رضي الله عنه فَافْعَلْ، فَأَذِنَ لَهُ. فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رضي الله عنه حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَتْهُمُ (7) الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لَا يَكَادُ يُبْصِرَ صَاحِبَهُ، قَالَ: فَوَجَدُوا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ فَأَخَذُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمروا. فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ

(1) في (عم): "أنبأ".

(2)

ذات السلاسل: سُمِّيت بذلك لأن المشركين، ارتبط بعضهم إلى بعض، مخافة أن يفروا، ويل: لأن بها ماءً يقال له السلسل، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وقيل: كانت سنة سبع. انظر: فتح الباري (7/ 674).

(3)

في (حس): "أسامة بن زيد".

(4)

في (عم): "حتي بويع أبو بكر".

(5)

في (سد): "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ".

(6)

في (عم) و (سد): "فقال".

(7)

في (عم) و (حس) و (سد): "فأخذ بهم".

ص: 82

فجعل بعضهم يقول لبعض: أيزعمون (8) أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ (9) وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وكذا. فرد الله تعالى بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه يُدعى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ. يَقُولُونَ: بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمَّا بَعَثَ أبو بكر رضي الله عنه لقتال أهل الردة قال: تثبتوا فأي محلة سمعتم فيها (10) الْأَذَانَ فَكُفُّوا فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ (11) هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَهْلُ الردة يأتون أبا (12) بكر رضي الله عنه يقولون: أعطنا سلاحًا نقاتلهم، فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ، فَيُقَاتِلُونَهُ؛ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السلمي رضي الله عنه:

أتاخذون سلاحه [لقتاله](13)

في ذلكم عند الإله أثام (14)

(9) هكذا في (سد) و (عم) و (حس)، وهو أصوب، وفي الأصل:"اختلف".

(10)

في (عم) و (سد): "فيهم".

(11)

في (عم): "وحدثنا".

(12)

في (سد): "أبو بكر"، وهو خطأ.

(13)

ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).

(14)

في (عم) زيادة كلمة: "إنشاد".

ص: 83

2149 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 85 / 1] وسكت عليه، ولم يعزه لأحد.

وذكر بعضه -في خبير طويل جدًا- عبد الرزاق في مصنفه (5/ 452) كتاب المغازي، غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية.

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 159: 371) مختصرًا، قال: حدّثنا إسحاق بن =

ص: 83

= إبراهيم الدبري ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "كان أسامة بن زيد يدعي بالإمرة حَتَّى مَاتَ يَقُولُونَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مات".

وأورد الهيثمي في المجمع (9/ 286) رواية الطبراني ثم قال: "رواه الطبراني مرسلًا ورجاله رجال الصحيح".

ص: 84

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات غير أنه مرسل، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف كما هو معلوم.

ص: 84

21 -

بَابُ (1) فَضْلِ الإِمام الْعَادِلِ وَذَمِّ الْجَائِرِ

2150 -

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَفْضَلُ عِبَادِ اللَّهِ عز وجل عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ عز وجل مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ خَرِق (2) (3) ".

(1) في (عم): "بابا في".

(2)

في (سد): "حرق" بالمهملة.

(3)

"خرق" الخرق الجاهل الأحمق. قال في النهاية (2/ 26): "الخُرْق بالضم الجهل والحمق".

ص: 85

2150 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه محمَّد بن أبي حميد، والطبراني في الأوسط من طريق ابن لهيعة، قال المنذري: حديثه حسن في المتابعات".

قلت: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 230: 350) قال: حدّثنا أحمد بن

رشدِين قال: حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدثني محمَّد بْنُ

زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُد به مثله وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.

قلت: لم يتفرد به ابن لهيعة فقد متابعة محمَّد بن أبي حميد في روايته له عن =

ص: 85

= محمَّد بن زيد بن المهاجر كما أورده المصنّف.

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 168) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات".

وذكره الهيثمي أيضًا في "مجمع الزوائد"(5/ 197) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف".

ونسبه في كنز العمال (6/ 10: 14610) إلى "ابن زنجويه، والشيرازي في الألقاب"، وزاد السيوطي في جمع الجوامع (1/ 226) نسبته إلى ابن النجار.

ص: 86

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده "محمَّد بن أبي حميد" وهو ضعيف منكر الحديث.

2 -

الجهالة في "زيد بن المهاجر بن قنفد".

وأما إسناد الطبراني ففيه ثلاث علل:

1 -

جهالة "زيد بن المهاجر".

2 -

ضعف شيخ الطبراني "أحمد بن رشدين" قال ابن عدي: "كذبوه وأنكرت عليه أشياء" انظر الكامل (1/ 198)، ميزان الاعتدال (1/ 133)، اللسان (1/ 257).

3 -

في إسناده "عبد الله بن لهيعة" وهو ضعيف لسبب سوء حفظه.

وعليه فالحديث بهذا اللفظ ضعيف -والله أعلم-.

ويشهد له ما ورد من الترغيب في العدل، والترهيب من الجور، وفضل الإِمام العادل، وذم الجائر ومن ذلك.

1 -

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله: إمام عادل

الحديث". وهو حديث صحيح ورد من طريقين:

(أ) طريق أبي هريرة أخرجها كل من: البخاري في صحيحه "الفتح" =

ص: 86

= (2/ 168: 660)، (3/ 344: 1423)، (12/ 115: 6806)، والنسائي (8/ 222: 5380)، وأحمد في مسنده (2/ 439)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 186: 358)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 338: 4486)، والبيهقي في سننه (3/ 65، 4/ 190، 8/ 162) والطيالسي في مسنده (ص 323: 2462).

(ب) من طريق أبي سعيد أو أبي هريرة بالشك: أخرجه الإِمام مالك في الموطأ (2/ 952: 14)، ومسلم في صحيحه (2/ 715: 1031)، والترمذي في سننه (4/ 516: 2391)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (16/ 332: 7338).

2 -

حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما وَلُوا. وهو حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1458: 1828)، والنسائي في سننه (8/ 221: 5379)، وأحمد في مسنده (2/ 159، 160، 203)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 336: 4484، 4485)، والحاكم في مستدركه (4/ 88)، والبيهقي في سننه (10/ 87)، وفي الأسماء والصفات (2/ 55)، والحميدي في مسنده (2/ 268: 588)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 39: 34035، 34036).

3 -

حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم، رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم، وعفيف متعفف ذو عيال".

وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه مطولًا (4/ 2197: 2865)، وأحمد في المسند مطولًا (2/ 162، 266)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (16/ 490: 7453)، والحاكم في المستدرك (4/ 88)، والطيالسي في مسنده مطولًا (ص 145: 1079)، وعبد الرزاق في مصنفه مطولًا (11/ 125: 20088)، والطبراني في الكبير مطولًا (17/ 358: 987) (17/ 360: 992، 17/ 362: 996). =

ص: 87

= 4 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسًا: إمام عادل" وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه مجلسًا: "إمام جائر".

أخرجه الترمذي (3/ 617: 1329)، وقال:"حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه". وأخرجه الإِمام أحمد (3/ 22، 55)، والطبراني في الأوسط (4/ 340: 2570) مختصرًا بلفظ "أشد الناس عذابًا يوم القيامة إمام جائر". ثم قال: لم يروه عن محمَّد بن جحادة إلَّا أبو حفص. وأخرجه الطبراني في الصغير مختصرًا (1/ 397: 663)، وقال:"لم يره عن ابن جحادة إلَّا أبو حفص". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 285: 1003) بلفظ "إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإِمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة، الإِمام الذي ليس بعادل". وأخرجه كذلك (2/ 343: 1088) بلفظ "والحديث مداره على عطية العوفي، وهو ضعيف مدلس، فالحديث ضعيف، ولذا ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 297: 1156)، وضعيف الجامع الصغير (2/ 23: 1363)، وضعيف سنن الترمذي (ص 154: 225).

وبالجملة فيرتقي الحديث بهذه الشواهد إلى درجة الصحة -والله أعلم-.

ص: 88

2151 -

أَخْبَرَنَا (1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ (2) ثَنَا مَعْمَرِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ (3) اللَّهِ" وَبَهْلَةُ الله لعنة الله.

(1) القائل: هو إسحاق بن راهويه.

(2)

الصواب "الحمصي" كما أثبته، وليس "الحضرمي" كما في الأصل وباقي النسخ.

(3)

في (عم) و (سد): "نهلة" بالنون.

ص: 89

2151 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 420)، في ترجمة "مبشر بن عبيد" قال: ثنا أحمد بن محمَّد ابن عتبة ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية به مثله، وقال:"وهذا عن النخعي غير محفوظ، يرويها مبشر ابن عبيد عن معمر هذا، ومعمر هذا مجهول".

ص: 89

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل:

1 -

الجهالة في معمر بن أبي عبد الرحمن.

2 -

في سنده مبشر بن عبيد الحمصي وهو متروك، ورُمي بالوضع.

3 -

رواه عن مبشر بن عبيد، بقية بن الوليد، وروايته عن الضعفاء ليست بشيء -والله أعلم-.

ص: 89

2152 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَعَدْلُ (1) الْعَامِلِ (2) فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عام أو خمسين عامًا" الشاك هشيم.

(1) في بغية الباحث: "لعمل".

(2)

في البغية: "العادل".

ص: 90

2152 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه الحارث بسند فيه راوٍ لم يسم ورواه الأصبهاني بسند ضعيف"، ثم ذكر لفظه.

قلت: أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال (13)، باب حق الإِمام على الرعية وحق الرعية على الإِمام (رقم 14)، قال: وحدثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لعمل الإِمام العادل فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عَامٍ، أَوْ خَمْسِينَ عامًا" شك هشيم.

ومن طريقه أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية"(2/ 626)، كتاب (21) الأمارة، باب (2) ما جاء في العدل (رقم 597)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثنا هشيم به مثله إلَّا أنه قال: "لعمل العادل

".

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 109)، باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين من طريقين:

1 -

الأولى برقم (2178) قال: "أخبرنا أحمد بن محمَّد بن مردويه، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد النيسابوري الواعظ -قدم أصبهان- حدّثنا الحسن بن محمَّد المخلد، ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي، حدّثنا أحمد بن عيسى التنيسي، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا إبراهيم بن محمَّد الأنصاري عن علي بن ثابت، عن محمَّد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: =

ص: 90

= "يا أباهريرة عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ويا أبا هريرة: جور ساعة في حكم أشدُ وأعظم عند الله عز وجل من معاصي ستين سنة".

2 -

الثانية برقم (2179) قال: أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو طاهر الحسناباذي حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن أسد الشافعي، ثنا محمَّد بن يوسف البيروتي بدمشق، حدثني أحمد بن عيسى بن زيد الخشاب به نحوه مختصرًا بلفظ "عدل يوم واحد أفضل من عبادة ستين سنة".

ص: 91

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

تدليس هُشيم بن بشير حيث لم يصرح بالسماع.

2 -

في إسناده رجل مجهول.

وقد زالت الجهالة في رواية الأصبهاني، ولكن لا يفرح بها حيث أن مدارها على "أحمد بن عيسى بن زيد التَنيسي الخشاب"، وهو كذاب، كذبه ابن طاهر وقال:"يضع الحديث"، وقال الدارقطني:"ليس بقوي"، وقال ابن عدي:"له مناكير"، وقال ابن حبّان:"يروى عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الإحتجاج بما انفرد به من الأخبار".

انظر: المجروحين (1/ 146) الكامل (1/ 191)، لسان الميزان (1/ 126)، تهذيب التهذيب (1/ 57).

والحديث له شاهد يقويه ويرتفع به إلى درجة الحسن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يومًا؟.

أخرجه البيهقي (8/ 162) من طريق سعد أبي غيلان الشيباني قال: ثنا عفان بن =

ص: 91

= جبير الطائي عن أبي جرير أو جَرِيز الأزدي (هكذا قال: والصواب أبو حريز الأزدي) عن عكرمة، عن ابن عباس مثله.

وأخرجه الطبراني بنفس الإسناد في الكبير (11/ 337: 11932) غير أنه قال: "أربعين عامًا" بدل "أربعين يومًا".

قلت: أبو حِريز الأزدي اسمه عبد الله بن حسين، وهو مختلف فيه بين الأئمة كما في التهذيب (5/ 164)، وقال الحافظ في التقريب (ص 300: 3276): "صدوق يخطئ". وعفان بن جبير الطائي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 30)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأما سعد أبو غيلان، فهو سعد بن طالب أبو غيلان الشيباني، قال الهيثمي في المجمع (5/ 197):"لم أعرفه".

قلت: بل هو معروف فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 88) سألت أبي عنه فقال: "شيخ صالح في حديثه ضعف"، وقال أبو زرعة:"لا بأس به".

انظر ميزان الاعتدال (2/ 22) لسان (3/ 17).

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، ومع ذلك فقد خالف أبا غيلان الشيباني جعفرُ بن عون فرواه عن عفان بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس، وأسقط من الإسناد "أبا حريز الأزدي" أخرجه بهذا الإسناد إسحاق بن راهويه في مسنده ، كما في نصب الراية (4/ 67)، غير أنه قال:"أربعين يومًا".

وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 261: 2436) بلفظ "أربعين صباحًا" وقال: "لا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ".

قلت: ولا شك أن جعفر بن عون أوثق من أبي غيلان الشيباني، فقد احتج به -جعفر- الشيخان. ولكن لم أجد ما يدل على سماع عفان من عكرمة، بل صنيع أبي حاتم يوحي بعدم ذلك حيث لم يذكر من شيوخه إلَّا أبا حريز الأزدي، ولعل الوهم فيه عفان الطائي، فإني لم أجد من وثقه والله أعلم.

وبالجملة فحديث ابن عباس ضعيف لأن مداره على "عفان بن جبير الطائي" وهو مجهول الحال كما سبق. ولكن ضعفه منجبر بحديث الباب والله أعلم. =

ص: 92

= تنبيه: أورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 167) وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وإسناده الكبير حسن" وتبعه في ذلك العراقي فحسنه في تخريج الإحياء (1/ 155)، وهذا تساهل منهما فإن في إسناده مجهول والله أعلم. ومثل ذلك قول الهيثمي في المجمع (5/ 197):"وفيه سعد أبو غيلان الشيباني، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات".

ص: 93

2153 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ محمَّد ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ (1) ثنا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ضِرَارٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا أَنَا بِالمُثْنِي عَلَى وَالٍ قًلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْوُلَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَادِلِهِمْ وجَائِرِهِمْ حَتَّى يَقِفُوا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: فِيكُمْ طَلَبِي (2) فَلَا يَبْقَى جَائِرٌ فِي حُكْمِهِ مُرْتش (3) فِي قَضَائِهِ مُُمََكِّنٌ (4) سَمْعَهُ أَحَدَ الْخَصْمَيْنِ (5) إلَّا هوى في النار سبعين خريفًا".

(1) في (عم) و (سد): "بكير"، وهو خطأ.

(2)

في (سد): "ظلمى".

(3)

في (عم): "من نسى"، بدل:"مرتش".

(4)

في (عم) و (سد): "يمكن".

(5)

في (عم): "الخصيمين".

ص: 94

2153 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 36/ 1) وسكت عليه.

وذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 986)، والمتقي الهندي في كنز العمال (6/ 42: 14769)، ونسبه كل منهما إلى "أبي يعلى عن حذيفة" ولم يذكرا قول حذيفة "ما أنا بالمثنى على وال"، وبزيادة في آخر لفظها، "ويؤتى بالرجل الذي ضرب فوق الحد فيقول الحد فيقول له: لم ضربت فوق ما أمرتك؟ فيقول: يا رب غضبت لك، فيقول: أكان لغضبك أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ فَيَقُولُ: عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ؟ فَيَقُولُ رحمتُه، فيقول أكان لرحمتك أن تكون أشد من رحمتي".

قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى.

ص: 94

الحكم عليه:

الحديث ضعيف جدًا فيه عدد من المجاهيل ومن لم أجد له ترجمة.

ص: 94

2154 -

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "هَدَايَا الْعُمَّالِ حرام كلها"(1).

(1) ذكر هذا الحديث هكذا مجردًا عن الإسناد، ولعله بنفس الإسناد السابق.

ص: 95

2154 -

تخريجه:

لم ينسبه الحافظ إلى من أخرجه من أصحاب المسانيد، وذكره الهندي في الكنز (6/ 112: 15068)، والسيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (6/ 353: 9587) ورمز إلى تضعيفه، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 334: 2892)، ونسبوه جميعًا إلى أبي يعلى عن حذيفة رضي الله عنه.

قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.

ص: 95

الحكم عليه:

رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى ضعفه عن حذيفة رضي الله عنه.

وللحديث شواهد بألفاظ متقاربة عن جابر، وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس.

1 -

أما حديث جابر فقد روي عنه مرفوعًا وموقوفًا.

(أ) أما المرفوع فله عنه طرق:

الأولى: عن عطاء عن جابر، أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2148)، قال: حدّثنا القاسم بن محمَّد الدلال ثنا أسِيد بن زيد الجمال نا قيس بن الربيع عن ليث عن عطاء عن جابر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هدايا الأمراء غلول، ثم قال: "لم يروه عن عطاء إلَّا ليث تفرد به قيس".

وقال الهيثمي في المجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن".

وأخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار"(1/ 687) كتاب الأمارة والخلافة (رقم =

ص: 95

= 1266)، قال: حدّثنا معاذ بن سهل الغلّال ثنا عبد العزيز الخطاب ثنا قيس، به مثله.

وقال: "لا نعلمه عن جابر إلَّا بهذا الإسناد".

قلت: قد تابع ليث في الرواية عن عطاء كل من خير بن نعيم، وإسماعيل بن مسلم.

أما متابعة خير بن نعيم، فأخرجها الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2149)، قال: حدّثنا المقدام بن داود ثنا عبد الله بن يوسف نا ابن لهيعة عن خير بن نعيم عن عطاء، به مثله.

وأما متابعة إسماعيل بن مسلم، فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 284) في ترجمة إسماعيل ابن مسلم المكي قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق حدّثنا موسى بن سفيان حدّثنا عبد الله بن الجهم حدّثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء، به مثله بلفظ "هدايا العمال سحت".

الثانية: عن الحسن عن جابر، أخرجها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 10)، قال: وقال سنيد: حدّثنا عبده بن سليمان عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هدايا الأمراء غلول".

وأخرجها السهمي في تاريخ جرجان (ص 296)، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عمران الوكيل أخبرني أبو عبد الله عيسى بن زيد العقيلي -من ولد عقيل بن أبي طالب- حدّثنا يزيد بن المبارك حدّثنا سلمة بن الفضل حدّثنا عمر بن أبي قيس عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، به مثله بلفظ "هدايا العمال سحت".

الثالثة: عن أبي نضرة عن جابر، أخرجها عبد الرزاق في مصنفه (8/ 147)، باب الهدية للأمراء والذي يشفع عنده (رقم 14665)، عن الثوري عن أبان عن أبي نضرة، به مثله بلفظ:"الهدايا للأمراء غلول".

وأخرجها أبو نعيم في الحلية (7/ 110)، من طريق إبراهيم بن محمَّد الفزارى عن أبان، به مثله. =

ص: 96

= قلت: وأبان هو ابن أبي عياش، وهو متروك، انظر التقريب (ص 87: 142).

(ب) وأما الموقوف، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 444) كتاب البيوع والأقضية، باب (252)، في الوالي والقاضي يهدي إليه (رقم 21959)، قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا ابن مهدي عن أبي قزعة عن أبي يزيد المديني قال: سئل جابر بن عبد الله عن الهدايا للأمراء فقال: "هي في نفسي غلول".

2 -

أما حديث أبي حميد الساعدي، فأخرجه أحمد في المسند (5/ 424)، قال: حدّثنا إسحاق بن عيس ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هدايا العمال غلول".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 300) في ترجمة إسماعيل بن عياش قال: حدّثنا الحسن بن سفيان حدّثنا معمر، وداود بن رشيد قالا: حدّثنا إسماعيل بن عياش، به مثله بلفظ "هدايا الأمراء غلول".

وقال: لا يحدث هذا الحديث عن يحيى غير ابن عياش.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 138) كتاب أداب القاضي، باب لا يقبل هدية. قال: أخبرنا أبو سعد الماليني أنبى أبو أحمد بن عدي الحافظ، به مثله.

قلت: قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 189): "رواه البيهقي، وابن عدي من حديث أبي حميد، وإسناده ضعيف".

وأخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار"(1/ 686) كتاب الأمارة والخلافة (رقم 1265)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الرحيم ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا إسماعيل بن عياش، به مثله بلفظ "هدايا العمال غلول" وقال:"رواه إسماعيل اختصره. وأخطأ في لفظه، إنما هو (عن الزهري) عن عروة عن أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على الصدقة".

قلت: قال الهيثمي في المجمع (4/ 200): "رواه البزّار من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازين وهي ضعيفة". =

ص: 97

= وأخرجه أبو القاسم التنوخي في "الفوائد العوالي"(ص 121)، قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمَّد الحضرمي حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان حدّثنا عبد الوهاب الضحاك حدّثنا إسماعيل بن عياش، به مثله. وقال: "هذا حديث غريب من حديث أبي سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي عبد الله عروة بن الزبير.

لا أعلم حدث، به عنه غير إسماعيل بن عياض بهذا اللفظ".

3 -

وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2151)، قال حدّثنا محمود بن محمَّد الواسطي ثنا أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هدايا الأمراء غلول" وقال: "لم يروه عن ابن عون إلَّا النضر تفرد، به أحمد". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن معاوية الباهلي وهو ضعيف".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 173) في ترجمة أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي قال: أخبرنا أحمد بن شعيب الصيرفي، وأحمد بن حفص السعدي قالا: حدّثنا أحمد بن معاوية الباهلي حدّثنا النضر بن شميل (ح).

وحدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدّثنا أحمد بن معاوية الباهلي قال حدّثنا -والله- النضر ابن شميل، به بلفظ "هدايا الأمراء -وقال الصيرفي العمال- غلول". وقال:"هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وهو حانث في يمينه الذي حلف عليه، ولم يرو هذا الحديث عن النضر غير أحمد هذا، والنضر ثقة".

قلت: وقد قال ابن عدي في ترجمة أحمد بن معاوية الراوي عن النضر: "حدث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث".

4 -

وأما حديث أبي سعيد، فروى عنه مرفوعًا وموقوفًا.

أما المرفوع، فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 16)، قال: أخبرنا خلف بن سعيد قال: أخبرنا عبد الله بن محمَّد قال: أخبرنا أحمد بن خالد قال: حدّثنا عبيد بن =

ص: 98

= محمَّد قال: حدّثنا محمَّد ابن يوسف قال: حدّثنا عبد الرزاق، وعبد الملك بن الصباح عن الثوري عن أبان عن أبي نضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الهدايا للأمراء غلول".

قلت: أبان هو ابن أبي عياش وهو متروك.

وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 444) كتاب البيوع والأقضية، باب (252) في الوالي والقاضي يُهدى إليه (رقم 21958)، قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي قزعة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "هدايا الأمراء غلول".

قلت: قال الألباني في الإرواء (8/ 249): "وإسناد الموقوف صحيح".

5 -

وأما حديث ابن عباس، فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 199: 11486)، قال حدّثنا إبراهيم بن مَتُّويه الأصبهاني حدّثنا يمان بن سعيد المصيصي ثنا محمَّد بن حمير عن خالد بن حميد عن خير بن نعيم عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الهدية إلى الإِمام غلول".

وأخرجه كذلك الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2150)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله البيروتي ثنا اليمان بن سعيد المصيصي، به مثله. وقال:"لم يروه عن خير إلَّا خالد تفرد، به محمَّد بن حمير".

قال الهيثمي في الجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه اليمان بن سعيد، وهو ضعيف".

قلت: ومجموع الطرق السابقة يعطى الحديث قوة، ويدل على أنه بمجموعها صحيح، وقد صححه الألباني في إرواء الغليل (8/ 246: 2622)، وصححه كذلك من طريق أبي حميد الساعدي في صحيح الجامع الصغير (6/ 79: 6898)، والله أعلم.

ص: 99

2155 -

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ [رَجُلًا](1) عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَ فَقَدْ غَشَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَغَشَّ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ.

وَيُؤْتَى بِالَّذِي ضَرْبَ فَوْقَ الْحَدِّ، فَيَقُولُ: عَبْدِي لِمَ ضَرَبْتَ فَوْقَ مَا أَمَرْتُكَ؟ فَيَقُولُ: غَضِبْتُ. [فَقَالَ](2): أَكَانَ غَضَبُكَ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي؟ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ فَيَقُولُ: [عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ](3)؟ [فَيَقُولُ رحمتُه](4) فَيَقُولُ: أَكَانَتْ رَحْمَتُكَ أَنْ تَكُونُ أَشَدَّ مِنْ رَحْمَتِي، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا جَمِيعًا إِلَى النَّارِ (5) ".

(1) ما بين المعكوفتين محذوف من (سد).

(2)

ما بين المعكوفتين محذوف من (حس)، وفي (عم) و (سد):"فيقول".

(3)

ما بين المعكوفتين محذوف من (عم).

(4)

ما بين المعكوفتين زيادة في (عم) و (حس) و (سد): "لا توجد في الأصل".

(5)

الذي يظهر، والله أعلم. أن الناسخ أدخل حديثين في بعضهما، الحديث الأول إلى قوله:"جماعة المسلمين" كما سيأتي في تخريجه. والثاني من قوله: "ويؤتي بالذى

إلى قوله "إلى "النار" وهو تابع للحديث (24). انظر كنز العمال (6/ 42: 14769)، وانظر " جمع الجوامع للسيوطي" (1/ 986).

ص: 100

2155 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 38/ 1] وأهمل عزوه.

وذكره الزيلعي في نصب الراية (4/ 62)، وابن حجر في الدراية (2/ 165)، والمتقى الهندي في الكنز (6/ 19: 14653) وعزوه جميعًا إلى أبي يعلى عن حذيفة، ولم أجده في المطبوع من مسنده ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.

ص: 100

الحكم عليه:

الحديث بالإسناد الذي ذكره الزيلعي في نصب الراية ضعيف جدًا، فيه عدد من المجاهيل ومن لا يعرف .. ، وقد روى الحديث من طريق ابن عباس كما سيأتي.

ص: 100

2156 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَخَانَ [جَمِيعَ] (1) الْمُؤْمِنِينَ".

أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (2) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عن عكرمة.

(1) ساقطة من (سد).

(2)

لم أجده بهذا الإسناد في المستدرك.

ص: 101

2156 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 127/2] وقال:"رواه مسدّد بإسناد حسن، والطبراني، والحاكم، وعنه البيهقي".

قلت: قد رُوي عن ابن عباس من طريقين:

الأولى: رواه عكرمة عن ابن عباس أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 626: 1462)، قال: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ثنا خَالِدٌ عَنْ حسين بن قيس [في المطبوع "خالد بن حسين بن قيس" وهو خطأ] عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من استعمل عاملًا على قوم وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، وخان جميع المسلمين.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 248)، وابن عدي في الكامل (2/ 352)، والحاكم في المستدرك (4/ 92) كتاب الأحكام، باب الأمارة أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة، ووكيع في أخبار القضاه (1/ 68)، باب ما جاء فيمن استعمل رجلًا وفي الناس من هو أعلم منه أو استعمل رجلًا فاجرًا ..

أربعتهم [العقيلي -وابن عدي- والحاكم، ووكيع] من طريق حسين بن قيس، به بنحوه، بألفاظ متقاربة، وقال العقيلي:"يُروى من كلام عمر"، وقال الحاكم: "هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه. =

ص: 101

= قلت: وليس كما قال، فإن حسين بن قيس الرحبي تركه أحمد، والنسائي، والدارقطني، وضعفه ابن معين، وغيره، ولكنه لم يتفرد، به عن عكرمة بل تابعه كل من: يزيد بن أبي حبيب وخصيف بن عبد الرحمن.

أما متابعة "يزيد بن أبي حبيب"، فأخرجها الحاكم في المستدرك، كما في المطالب، ولم أجده في المطبوع من المستدرك.

ومن طريق الحاكم، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 118) كتاب أداب القاضي، باب لا يولي الوالي امرأة ولا فاسقًا ولا جاهلًا أمر القضاء. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمَّد بن عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب، به نحوه بلفظ "من استعمل عاملًا على المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين".

قلت: في إسناده "ابن لهيعة" وهو ضعيف لسوء حفظه، والراوي عنه "عثمان بن صالح"، سمع منه بعد احتراق كتبه، والله أعلم.

وأما متابعة "خُصيف بن عبد الرحمن"، فأخرجها البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/ 76) في ترجمة إبراهيم بن زياد القرشي قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمَّد النجار، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمَّد بن سليمان المخرمي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب ثنا محمَّد بن بكار ابن الريان حدّثنا إبراهيم بن زياد القرشي عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من أعان على باطل ليدحض به حقًا فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله، أذل الله رقبته يوم القيامة -أو قال: إلى يوم القيامة- مع ما يدخر له من خزي يوم القيامة، وسلطان الله في الأرض كتاب الله وسنة نبيه. ومن استعمل رجلًا وهو يجد غيره خيرًا منه وأعلم منه بكتاب الله وسنة نبيه، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ولي من أمر المسلمين شيئًا لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حاجاتهم، ويؤدى إليهم حقوقهم، ومن كل درهم ربا، كان عليه مثل إثم ست =

ص: 102

= وثلاثين زنية في الإِسلام. ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".

قلت: قال الخطيب في إبراهيم بن زياد القرشي: "وهو شامي سكن بغداد وفي حديثه نكرة" ثم نقل قول ابن معين "لا أعرفه". اهـ. ثم إن "خصيف بن عبد الرحمن" صدوق سيء الحفظ خلط بآخرة، كما في التقريب (ص 193: 1718).

ومن طريق الخطيب البغدادي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 762: 1272)، قال: أنا أبو منصور القزاز قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب به مثله، وقال: قال الخطيب: "إبراهيم بن زياد في حديثه نكرة، وقال يحيى بن معين: لا أعرفه".

الثانية: رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 114: 11216)، قال: حدّثنا ابن حنبل ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا أبو شهاب عن أبي محمَّد الجزري، وهو حمزة النصيبي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحو لفظ الخطيب في تاريخه غير أنه قال:"ومن أكل درهم ربا فهو ثلاثة وثلاثين زنية".

قال الهيثمي في المجمع (5/ 212): "وفيه أبو محمَّد الجزري حمزة، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ئلت: بل هو معروف، وهو متروك متهم بالوضع، كما قال الحافظ في التقريب (ص 179: 1519).

وقد رُوي مختصرًا بدون قوله: "ومن تولى من أمراء المسلمين

" من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش "حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ" عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس.

رواه الحاكم في المستدرك (4/ 100)، وقال صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيه حنش الرحبي ضعيف، ورواه الطبراني في الكبير (11/ 215: 11539)، وروي كذلك من طريق سعيد بن رحمة المصيصي ثنا محمَّد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس، به مختصرًا. =

ص: 103

= رواه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 23: 2032)، وقال:"لم يروه عن إبراهيم إلَّا محمَّد تفرد، به سعيد، واسم أبي عبلة "شمر" على الصواب، وقيل: "طرخان".

ورواه بنفس السند والمتن في المعجم الصغير (1/ 147: 224).

قلت: قال الهيثمي في المجمع (4/ 117): "وفيه سعيد بن رحمة، وهو ضعيف".

ص: 104

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد -إسناد مسدّد- ضعيف جدًا من أجل حال "حسين بن قيس الرحبي" فإنه متروك كما تقدم في ترجمته. وعليه فقول البوصيري: "رواه مسدّد بإسناد حسن"، فيه تساهل.

أما متابعة "يزيد بن أبي حبيب" و"خصيف بن عبد الرحمن" على ما فيهما من ضعف فتتعاضدان فيما بينهما، وبهما يرتفع الحديث إلى درجة الحسن -إن شاء الله- أما حديث الباب فهو ضعيف جدًا.

ص: 104

2157 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي، ولَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي أَوْ (1) لَنْ أَشْفَعَ لَهُمَا: أَمِيرٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ (2) عَسُوفٌ (3)، وكل غال (4) مارق"(5).

(1) في (عم) و (سد): "ولن"، بدون ألف.

(2)

في (حس): "عشرم".

غشوم: الغَشْمُ: هو الظلم والغضب، لسان العرب (12/ 437)، ترتيب القاموس (3/ 396).

(3)

عسوف: أي: جائر ظلوم، والعسف في الأصل: أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم، وقيل: هو ركوب الأمر من غير روية، فإنقل إلى الظلم والجور. النهاية (3/ 237).

(4)

غال: قال ابن الأثير في النهاية (3/ 380): "يقال: غَلَّ في المغنم يَغُلُّ غُلولًا فهو غال، وكل من خان في شيء خفية فقد غل".

(5)

مارق: المروق: هو التجاوز ، والتعدي. النهاية (4/ 320).

ص: 105

2157 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال:"رواه مسدّد".

قلت: ومن طريقه أخرجه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث"(2/ 665)، باب: غشم قال: حدّثنا مسدّد حدّثنا جعفر عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صنفان لا تنالهما شفاعتي غشوم

" والغشم، الغضب.

والطبراني في الكبير (8/ 337: 8079)، قال حدّثنا معاذ بن المثنى، ومحمد بن محمَّد التمار البصري قالا: ثنا مسدّد به نحوه بلفظ "صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم، وكل غال مارق".

فك: ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 185)، وقال:"رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات".

وقال الهيثمي في المجمع (5/ 235): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الكبير ثقات". =

ص: 105

= وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذموها"(286) باب ما جاء في ظلم الناس والتعدي عليهم من الذم وما يعاقبان عليه من سخط الله وغضبه (رقم 654)، قال: حدّثنا نصر بن داود ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان الضبعي به نحوه.

وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 345) كتاب (23) الخلافة، باب (20) في أئمة الجور (رقم 2577)، قال: حدّثنا أحمد -يعني ابن علي الأَبَّار- ثنا معلل بن نفيل، حدّثنا العلاء بن سليمان عن الخليل بن مرة، عن أبي غالب به نحوه، وقال: لم يروه عن الخليل إلَّا العلاء.

قلت: الخليل بن مرة "ضعيف" كما في التقريب (ص 196: 1757)، والعلاء بن سليمان "منكر الحديث يأتي بأسانيد ومتون لا يتابع عليها"، كما قال ابن عدي في الكامل (5/ 223).

فالحديث ضعيف بهذا الإسناد.

ورواه الديلمي في الفردوس من طريق أبي أمامة (رقم 3782، 3279).

وقال الألباني في الصحيحة (1/ 762: 470) "

وأخرجه الجرجاني في "الفوائد"، (112/ 1)، وابن أبي الحديد السلمي في "حديث أبي الفضل السلمي"، (2/ 1)، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني"(360/ 2)، من طرق عن المعلى بن زياد عن أبي غالب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره".

ص: 106

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "جعفر بن سليمان، وأبي غالب" فإن كلًا منهما صدوق حسن الحديث.

ص: 106

2158 -

[1] وقال أبو يعلى حدثنا أحمد بن جميل (1) ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ثنا مَنِيعٌ [قَالَ](2) إنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي، إِمَامٌ ظَلُومٌ عَسُوفٌ غَشُومٌ (3)، وَآخَرُ غَالٍ فِي الدِّينِ مَارِقٌ فِيهِ (4) "

[2]

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رضي الله عنه، مِثْلَهُ وَلَمْ يَقُلْ "عَسُوفٌ".

(1) في (عم) و (سد): "جميل"، وهو الصواب ، وفي الأصل و (حس):"حميد" ولا يوجد في شيوخ أبي يعلى -كما في المعجم- من اسمه "أحمد بن حميد".

(2)

ساقطة من (عم) و (سد).

(3)

في (عم):"إمامة ظلوم غشوم عسوف"، وفي (حس) و (سد):"إمام غشوم ظلوم عسوف".

(4)

في عم) و (سد): "منه".

ص: 107

2158 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/1)، وقال:"رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي".

قلت: لم أجده في مصنف بن أبي شيبة، وهو غير مذكور في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 23: 41)، قال: ثنا يعمر بن بشر حدّثنا ابن المبارك حدثني منيع حدثني معاوية بن قرة عن مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رجلان ما تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وآخر غال في الدين مارق منه".

قلت: الحديث رجاله ثقات غير منيع فإنه مجهول أورده ابن أبي حاتم (8/ 414)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وكذا "يعمر بن بشر" وهو الخراساني ذكره (9/ 313)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا غير أنه قد تابعه في الرواية عن ابن المبارك "نعيمُ بن حماد". =

ص: 107

= أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 214: 496)، قال: حدثني بكر بن سهل الدمياطي ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك به مثله.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 235): "رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما منيع.

قال ابن عدي: له أفراد، وأرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات".

قلت: "منيع" هذا الذي ذكره ابن عدي هو "منيع بن عبد الرحمن البصري" وهو رجل آخر غير الذي في هذا الحديث، وقد ذكر ابن حبّان أن اسمه "منيع بن عبد الله" وهو مجهول كما مرّ في ترجمته، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الروياني في مسنده (2/ 330: 1303)، قال: نا ابن إسحاق أنا علي بن الحسن شقيق أنا عبد الله نا منيع به مثله.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 20: 35)، من طريق آخر، قال: حدّثنا المقدمي ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زياد عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، سلطان غشوم ظالم، وغال في الدين يشهد عليهم، ويبرأ منهم".

وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 213: 495)، قال: حدّثنا محمَّد بن حبّان المازني، وإبراهيم بن نائلة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالوا: ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي به مثله.

قلت: وهو حديث ضعيف جدًا آفته "الأغلب بن تميم"، وهو منكر الحديث.

قال الألباني في الصحيحة (1/ 762: 470): "والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (4/ 1)، وابن سمعون الواعظ في "المجلس الخامس عشر" (53/ 54)، من طريق موسى بن خلف العمى ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرة، عن معقل بن يسار مرفوعًا به. ورجاله ثقات غير أنا "العمى" هذا صدوق له أوهام كما في التقريب، فأخشى أن يكون قد وهم في إسناده على المعلى".

قلت: لم أجده من طريق موسى بن خلف العمى في المطبوع من "السنة"، والله أعلم. =

ص: 108

= الحكم عليه:

الحديث بالإسناد الأول: ضعيف فيه علة واحدة وهي جهالة منيع بن عبد الله، ولكن يشهد له حديث أبي أمامة السابق (2157)، ويرقى به إلى درجة الحسن.

وأما الإسناد الثاني: فهو ضعيف جدًا من أجل حال "الأغلب بن تميم" وفي الأول غنية عنه، والله أعلم.

ص: 109

2159 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ، عن أبيه عن جده رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَدَلَ والٍ اتَّجَرَ فِي رَعِيَّتِهِ".

ص: 110

2159 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2)، وقال:"رواه أحمد بن منيع عن الهيثم ابن خارجة عن يحيى بن سعيد الحمصي، وهو ضعيف".

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (1/ 374: 310)، قال: أخبرناه أبو نعيم الجرجاني نا أبو عتبة نا بقية بن الوليد نا خالد بن حميد النهدي عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَدَلَ والٍ اتَّجَرَ فِي رعيته أبدًا".

وذكره المتقي الهندي في الكنز (6/ 23: 14676)، وقال:"رواه الحاكم في الكنى عن رجل".

وذكره السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير"(5/ 456: 7941)، ونسبه إلى الحاكم في عن رجل، ورمز لضعفه، وقال المناوي:"ورواه أيضًا أحمد بن منيع، والديلمي".

قلت: لم أجده في المطبوع من "الفردوس".

ثم ذكره السيوطي أيضًا في "جمع الجوامع"(1/ 706)، ونسبه إلى أحمد بن منيع، والححم في الكنى ، والطبراني، وأبي سعيد النقاش في "القضاة" عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.

وقال الألباني في الإرواء (8/ 250: 2623): "أخرجه أبو نعيم في "القضاء" (رقم 153، 154)، من طريق بقية ثنا خالد بن حميد المهري عن أبي الأسود المالكي به. =

ص: 110

= الحكم عليه:

الحديث ضعيف، وله ثلاث علل:

1 -

ضعف يحيى بن سعيد الحمصي.

2 -

أبو الأسود المالكي- قال أبو أحمد الحاكم "ليس حديثه بالقائم".

3 -

الجهالة في والد الأسود.

ولم أجد ما يشهد له غير أن الألباني قال في الإرواء (8/ 250): "وفي رواية لأبي نعيم بالإسناد المتقدم" إن من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته".

قلت: وفيه ما في هذا الحديث من العلل لأنه بنفس الإسناد، والله أعلم.

ص: 111

2160 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [رَفَعَهُ] (1) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم[قَالَ] (2):"لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إلَّا سَأَلَهُ عَنْهَا أَقَامَتْ فِيهِمْ إِمْرَتُهُ أَوْ ضَاعَتْ، حَتَّى يَسْأَلَهُ عن أهل بيته خاصة".

(1) ساقطة من (حس) و (عم) و (سد).

(2)

ساقطة من (عم) و (سد).

ص: 112

2160 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال:"رواه أبو يعلى الموصلي".

قلت: ولم أجده في الرواية المختصرة المطبوعة من مسنده ولعله في المطولة التي لم تطبع.

وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (2/ 15)، قال:"حدّثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فذكر مثله غير أنه قال: أقام فيهم أمر الله تبارك وتعالى أم أضاعه؟ ".

وأخرجه تمام في فوائده "الروض البسام"(3/ 108) كتاب (16) الأمارة والقضاء، باب (4) حق الرعية والنصح لها (رقم 909)، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان نا أبو عبد الله أحمد ابن محمَّد بن يحيى بن حمزة قال: حدثني أبي عن أبيه، عن إبراهيم بن محمَّد البصري، عن يونس ابن عبيد به نحوه بلفظ "لا يسترعى الله عز وجل عَبْدًا رعيَّةً -قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ- إلَّا سَأَلَهُ عنها يوم القيامة: أقام فيهم أمر الله عز وجل أم أضاعه؟ حتى إنه ليسأل الرجلَ عن أهل بيته: هل أقام فيهم أمر الله عز وجل أم أضاعه؟ ".

ص: 112

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد صحيح، وقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (6/ 292: 4637).

ص: 112

22 -

بَابُ (1) النَّهْيِ عَنِ الطَّاعَةِ فِي غَيْرِ الْمَعْرُوفِ

2161 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ (2) عَنِ الْأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (3) مُكْمِلٍ (4) عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْبَلَ عُبَادَةُ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَلَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا (5) تنكرون فليس لأولئك عليهم (6) طاعة".

(1) في (عم): "في".

(2)

في الأصل و (حس): "نمير"، والصواب ما أثبته كما في (سد) و (عم) كما سيأتي في ترجمته.

(3)

في مصنف ابن أبي شيبة: "عن"، وهو تصحيف.

(4)

في (عم): "معمل"، وهو خطأ.

(5)

في (عم) و (سد): "ما" بدون الباء.

(6)

في المصنف: "عليكم".

ص: 113

2161 -

تخريجه:

ذكره البوصيرى في مختصر الإتحاف [2/ 82/ 2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار، ورواه أبو يعلى، ولفظه عن عبادة بن الصامت قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لا طاعة لمن عصى الله". =

ص: 113

= قلت: أما حديث ابن أبي شيبة فهو في المصنف (7/ 526) كتاب الفتن، باب ما ذكر في عثمان (رقم 37721)، قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلال قال: حدثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنِ الْأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ "في المطبوع -عن مكمل- وهو خطأ"، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:"أَقْبَلَ عبادة بن الصامت حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بن عفان فقال: يا عثمان، ألا أخبرك شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قلت: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعرفون، وَيَعْمَلُونَ مَا تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة".

وأما رواية البزّار فلم يوردها في "كشف الأستار" و "مختصره" وإنما أورد حديث عبادة: "سَيَلِي أُمُورَكُمْ من بعدي نفرٌ يُعرِّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله"، قال البزّار: قلت: هو في الصحيح باختصار.

انظر: كشف الأستار (2/ 243) كتاب الأمارة، باب لا طاعة في معصية الله (رقم 1612)، و "مختصر زوائد البزّار"(1/ 682)، باب الأمارة والخلافة (رقم 1255).

وأما رواية أبي يعلى عن عبادة فلم أجدها في المطبوع من مسنده ، ولعلها في الرواية المطولة التي لم تطبع.

والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 357) كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمَّد الدوري ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال، حدثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجًا من الشام فحج ثم قدم المدينة فأتى عثمان بن عفان متظلمًا

وذكر الحديث".

وذكره السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير"(4/ 100: 4675)، ونسبه =

ص: 114

= إلى الطبراني في الكبير، ورمز إلى حسنه، وكذا نسبه إلى الطبراني، المنتقى الهندي في الكنز (6/ 68: 14883).

قلت: ولا يوجد مسند عبادة بن الصامت في المطبوع من معجم الطبراني الكبير، والله أعلم.

ص: 115

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل جهالة سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 227):"رواه الطبراني وفيه الأعشى بن عبد الرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

قلت: هو معروف ولكن لم أجد فيه توثيقًا معتبرًا فهو مجهول الحال.

ويشهد له ويرفعه إلى درجة الحسن إن شاء الله ورود الحديث بسياق آخر ضمن قصة طويلة عن عبادة حين كتب معاوية -وكان واليًا على الشام- إلى عثمان بن عفان يقول: إن عبادة قد أفسد عليَّ الشام وأهله، فإما تُكِنَّ إليك عبادة، وإما أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه أنّ رحِّل عبادة، حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار، وليس في الدار غير رجل من السابقين أو التابعين قد أدرك القوم فلم يَفجَأ عثمان إلَّا وهو قاعد في جنب الدار، فالتفت إليه، فقال: يا عبادة بن الصامت، ما لنا ولك؟ فقام عبادة بين ظَهري الناس، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبا القاسم محمدًا يقول: "إنه سيلي أموركم بعدي رجال، يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلّوا بربكم".

أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 325)، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن خثيم: حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري .. فذكر الحديث.

قلت: ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 329)، من طريق يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة =

ص: 115

= مختصرًا بدون ذكر القصة.

وأخرجه الحاكم (3/ 356)، من طريق عبد الله بن واقد عن ابْنُ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عن عبادة به نحوه مختصرًا. وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قال الذهبي: قلت: "تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف، ثم أورده من طريق زهير بن معاوية، ومسلم بن خالد الزنجي كلاهما عن إسماعيل بن عبيدة به نحوه وفيه زيادات".

قلت: وجميع طرق الحديث السابقة لا تخلو من مقال ولكنها بمجموعها تتعاضد وترتفع إلى درجة الحسن إن شاء الله، ويقوى بها حديث الباب، والله أعلم.

ص: 116

2162 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ثنا حَرْبٌ ثنا يَحْيَى حَدَّثَنِي عَمْرُو بن زُنَيب (1)، قَالَ:[إِنَّ](2) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاذًا رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ (3) لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِمْ (4)؟ قَالَ:"لَا طَاعَةَ لمن لم يطع الله".

(1) بزاي مضمومة ثم نون مفتوحة، وفي المطبوع:"زينب"، وهو خطأ، كما في ترجمته من كتب الرجال.

(2)

ساقطة من (حس).

(3)

في المطبوع من مسند أبي يعلى: "الأمراء".

(4)

في مسند أبي يعلى: "فما تأمرني في أمرهم".

ص: 117

2162 -

تخريجه

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 82/2] وقال: "رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 102: 4046)، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدّثنا عبد الصمد حدّثنا حرب حدّثنا يحيى حدثني عمرو بن زُنَيب "في المطبوع- زينب" أن أنس بن مالك حدثه أن معاذًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ علينا الأمراء لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ، وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تأمرني في أمرهم؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا طامحة لمن لم يطع الله".

وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 213)، قال: حدّثنا عبد الصمد به مثله.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 332) في ترجمة عمرو بن زُنَيب.

قال: قال أحمد بن أبي عمرو وحدثنا أبي سمع إبراهيم عن حجاج بن حجاج حدّثنا عبد الصمد به مثله مختصرًا بلفظ: "لاطاعة لمن لم يطع الله".

وأخرجه من طريق ابن منصور: حدّثنا عبد الصمد بن مثله مختصرًا.

وأخرجه كذلك من طريق ابن أبي هاشم حدّثنا ابن علية عن علي بن المبارك به مثله إلَّا أنه قال في إسناده: "عمرو بن فلان العنبري"، بدل:"عمرو بن زينب". =

ص: 117

= وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 225)، وقال:"رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه عمرو بن زنيب" في المطبوع زينب "ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ص: 118

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عمرو بن زنيب"، فإنه مجهول كما تقدم، لكن للحديث شواهد، ومنها حديث عبادة بن الصامت، وحديث علي بن أبي طالب، وحديث عمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري.

1 -

أما حديث عبادة بن الصامت، فقد مضى الكلام عليه في الحديث السابق (رقم 32).

2 -

وأما حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة لبشر في معصية الله

" هكذا مختصرًا، وروى مطولًا وذكر قصة سرية عبد الله بن حذافة السهمي.

أخرجه البخاري "الفتح"(7/ 655: 4340)، وفي (13/ 130: 7145)، وفي (13/ 245: 7257)، ومسلم (3/ 1469: 1840)، وأبو داود (3/ 92: 2625)، والنسائي (7/ 159: 4205)، وأحمد (1/ 82، 94، 124، 129)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 429: 4567، 4568، 4569)، والطيالسي في مسنده (ص 17: 109)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 335: 20699)، ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 543: 33706).

3 -

أما حديث عمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فقد روى من طريق وبألفاظ مختلفة وفي بعضها قصة.

أخرجه أحمد (4/ 426، 427، 432، 436، 5/ 66، 67)، والطيالسي في مسنده (ص 115: 856)، والحاكم في المستدرك (3/ 443)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، والبزار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 682: 1254)، وقال: لا نعلم أحدًا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحسن من هذا الإسناد. وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 335: 20700)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 544: 33715). =

ص: 118

= والطبراني في الكبير (3/ 233: 3150)، (3/ 336: 3159، 3160) وفي (18: 324، 367، 381، 385، 407، 432، 433، 434، 435، 436، 437، 438، 570، 571).

والطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 337: 2563، 2564)،

والقضاعي في "الشهاب"(2/ 55: 873)، قال الحافظ في الفتح (13/ 132):"وسنده قوي".

قلت: وصححه السيوطي في الجامع الصغير"فيض القدير"(6/ 432: 9903)، والألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 297: 179)، و (ص 300: 180).

وعلى هذا فالحديث بهده الشواهد صحيح، والله أعلم.

ص: 119

23 -

بَابُ (1) الْعِرَافَةِ (2)

2163 -

[1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:"الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ (3) وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ، وَالْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: إلَّا من اتقى الله منهم، قال: [إنما] (4) أحدثك كما سمعت".

[2]

أو (5) قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ.

(1) في (عم): "باب في".

(2)

العرافة: هي القيام بأمور القبيلة والجماعة من الناس وولاية شؤونهم. انظر النهاية (3/ 218).

(3)

الملامة: مفاعلة من لامَه يلومه لومًا إذا عَذَله وعَنّفه. انظر النهاية (4/ 278).

(4)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

(5)

ما بين المعكوفتين ساقط من (عم) و (سد).

ص: 120

2163 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) مطولًا ولفظه: "ويل للأمراء، وويل للأمناء، وويل للعرفاء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا، الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ القيامة. قال: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إلَّا مَنِ اتَّقَى الله عز وجل منهم، قال: "إنما أحدثك كما سمعت". =

ص: 120

= ثم قال: "رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى، والبيهقي في الكبرى ، وابن حبّان في صحيحه ، ولفظه "ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولو شيئًا قط"، ورواه الحاكم، وصححه بلفظ "ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئًا".

قلت: إنما اقتصر الحافظ في "المطالب" على قوله "العرافة

" إلى نهاية الحديث ، لأنها من الزوائد، وأما قوله "ويل للأمراء

" فقد رواه الإِمام أحمد كما سيأتي في تخريجه.

والحديث أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 329: مفرقًا 2523، 2526)، قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ويل للأمراء، ويل للأمناء، وويل للعرفاء ليتمنين قوم يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا"، وفي الحديث الآخر بنفس الإسناد "الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ القيامة، قال: قلت: يا أبا هريرة إلَّا من لقى اللَّهَ مِنْهُمْ. قَالَ إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 97) كتاب آداب القاضي، باب كراهية الإمارة وتولى أعمالها لمن رأى من نفسه ضعفًا، أو رأى فرضها عنه بغيره ساقطًا قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله، أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود به مثله مفرقًا إلَّا أنه قال:"إلَّا من اتقى الله منهم".

وأما أول الحديث فقد أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 352، 521)، قال: ثنا أزهر بن القاسم الراسبي ثنا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء".

قال الهيثمي في المجمع (5/ 200): "رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من =

ص: 121

= أربعة، وأبو يعلى، والبزار"، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 279): "رواه أحمد من طرق. رواهُ بعضها ثقات". قال الألباني معلقًا على كلامهما في غاية المرام (128) "فإنهما يوهمان أن له أكثر من طريق واحد عن أبي هريرة مع أنه ليس له عند أحمد ولا عند غيره ممن خرجنا عنه غير الطريق المذكورة، كما يوهمان أن ثقة رجاله مما يعتد به، مع ما علمت من جهالة حال عباد بن أبي علي وأزيد هنا فأقول:

لم يوثقه غير ابن حبّان، ولذلك لم يعتد الحافظ به فقال فيه "مقبول" وقد عرفت أنه يعني أنه لين الحديث عند التفرد كما هو الشأن هنا".

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 84: 6217) قال حدّثنا شجاع بن مخلد حدّثنا وهب ابن جرير حدّثنا هشام الدستوائي به نحوه.

وأخرجه الحاكم (4/ 91) كتاب الأحكام باب قاضيان في النار وقاض في الجنة. قال: حدّثنا الأستاذ أبو الوليد، وأبو بكر بن قريش "قالا" ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي به مثله إلَّا أنه قال:"يدلدلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا"، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 97)"في الموطن السابق" قال: حدّثنا الشيخ الإِمام أبو الطيب سهل بن محمَّد بن سليمان رحمه الله، املاءً ثنا أبو العباس الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ هشام به مثله إلَّا أنه قال:"أن نواصيهم معلقة بالثريا يتخلخلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا".

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(10/ 335) كتاب (21) السير، باب (1) الخلافة والأمارة "ذكر الإخبار عما يتمنى الأمراء أنهم ما ولوا مما ولوا شيئًا".

(رقم 4483) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بـ"حرّان"، قال: حدّثنا النفيلي قال: حدّثنا موسى بن أعْين عن معمر، عن هشام بن حسان، عن أبي حازم مولى أبي رُهم الغفاري به نحوه، ولفظه "ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولو شيئًا قط". =

ص: 122

= وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 324)، باب الإِمام راع (رقم 20660) قال: عن معمر عن صاحب له أن أبا هريرة قال: فذكر نحوه.

وأخرجه الحاكم بلفظ آخر (4/ 91) كتاب الأحكام، باب قاضيان في النار وقاض في الجنة. قال: حدّثنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن دينار العدل ثنا السري بن خزيمة ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة أنبأ عاصم بن بهدلة عن يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس بعث معه بكسوة إلى مروان بن الحكم، فقال مروان: انظر من بالباب، قال: أبو هريرة. فأذن له، فقال: يا أبا هريرة حدّثنا شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليوشك رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا، ولم يل من أمر الناس شيئًا" ثم قال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، قلت: بل هو حسن من أجل حال "عاصم" فإنه صدوق له أوهام كما في التقريب (ص 285).

وأخرجه البزّار "كشف الأستار"(2/ 255: 1643)، قال: حدّثنا محمَّد بن عثمان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن عاصم يعني بن بهدلة به مثله إلَّا أنه قال: "ليوشكن رجل يتمنى

".

ص: 123

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عباد بن أبي علي" فإنه مجهول الحال، ولكنه يرتقى إلى درجة الحسن بما يشهد له من رواية الحاكم، والبزار كما مر في تخريجه، والله أعلم.

ص: 123

2164 -

[و](1) قال مسدّد: حدّثنا يحيى عن أبي الأشهب، عن ضابىء بن بشار (2) عَنْ عَمِّهِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، قَالَ:"الْعَرِّيفُ يُفْتَحُ لَهُ كُلَّ عَامٍ بَابٌ من جهنم أو من النار".

(1) ساقطة من (عم) و (سد).

(2)

في الأصل وجميع النسخ "يسار" وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في توضيح المشتبه (5/ 449)، وتبصير المنتبه (1/ 83)، والإكمال (5/ 213).

ص: 124

2164 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه مسدّد موقوفًا".

وذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 340) في ترجمة "ضابىء بن بشار" قال: "ضابىء ابن بشار عَنْ عَمِّهِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هريرة قال: "التعريف يُفْتَحُ لَهُ كُلَّ عَامٍ بَابٌ مِنْ جَهَنَّمَ روى عنه جعفر بن حيان".

ص: 124

الحكم عليه:

الأثر ضعيف من أجل حال "ضابىء بن بشار" فإنه مجهول الحال لم يرد فيه جرح ولا تعديل سوي توثيق ابن حبّان، وهو لا يعتد به. لكن يشهد له حديث أبي هريرة:"لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار". وسيأتي تخريجه مع شواهده في الحديث (رقم 2169).

ص: 124

2165 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ثنا الْجُرَيْرِيُّ (1) عَنْ خَالِدِ بْنِ غِلَاقٍ (2) قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ:"لَا تَكُنُ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا (3) " قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: يُدِينُوكَ وَلَا يَنْسَوْنَكَ (4) ".

(1) في (سد): "الحريري" بالحاء المهملة وهو خطأ.

(2)

في الأصل وجميع النسخ: "علاق" بالمهملة، والصواب أنه بالمعجمة كما في ترجمته.

(3)

شرطيًا: قال ابن الأثير في النهاية (2/ 460) وشُرَط السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده، وقال ابن الأعرابي: هَم الشُّرَط، والنسبة إليهم شُرَطِي، والشُرْطة، والنسبة إليهم شُرْطِي".

(4)

هكذا في الأصل، وفي المطبوع من المطالب (2/ 236):"يدوسونك ولا ينسوك".

ص: 125

2165 -

تخريجه:

أخرجه عبد الرزاق (11/ 326)، باب الإِمام راع (رقم 20668)، قال: عن معمر، عن سعيد الجُرَيري، عن أبي هريرة قال لرجل: لا تكونن شرطيًا ولا عريفًا.

وأخرجه ابن الجعد في مسنده (2/ 1103: 3218)، قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: سمعت محمَّد بن واسع يحدث عن المهدي قال: قال لي أبو هريرة:

"ويحك لا تكونن عريفًا ولا جابيًا ولا شرطيًا".

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 342) كتاب الأدب، باب ما قالوا في كراهية العرافة (236) (رقم 26719) قال: حدّثنا الفضل حدّثنا سلام بن مسكين به نحوه.

ص: 125

الحكم عليه:

الحديث موقوف على أبي هريرة، وهو بهذا الإسناد ضعيف من أجل جهالة حال "خالد بن غلاق". ويشهد له ما روى مرفوعًا عن أبي هريرة، وسيأتي بعد أربعة أحاديث.

ص: 125

2166 -

حَدَّثَنَا (1) مَعتْمَرٌ قَالَ سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ [بَنِي](2) تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وسلم: "لا تكن عريفًا ولا شرطيًا".

(1) القائل هو "مسدّد بن مسرهد".

(2)

ساقطة من (سد).

ص: 126

2166 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه مسدّد بسند فيه راوٍ لم يسم" هكذا نسبه إلى مسدّد ولم أجد من أخرجه بهذا الإسناد غيره.

ص: 126

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، للجهالة في إسناده. ويشهد له حديث أبي هريرة السابق، وسيأتي مرفوعًا بعد ثلاثة أحاديث.

ص: 126

2167 -

وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا صَالِحٌ بْنُ صَالِحٍ -وَكَانَ خَيْرًا مِنْ ابْنَيْهِ (1) - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالُوا الرَّجُلُ (2) يَعَرِفُهُ عَلَيْنَا (3)، فَقَالَ: إِنَّمَا عَرِيفُكُمُ، الْأَهْيَسُ (4) الْأَكْيَسُ (5)، الذِّئْبُ (6) الْأَطْلَسُ (7) الْمُكَدُّ (8) الْمُلَحَّسُ (9)، الذي إذا قيل (10):"ها"(11) انتهس (12)، لماذا قيل له:"هات" خنس (13).

(1) في مسند الحميدي: "من أبيه" وهو تصحيف، انظر هدي الساري (ص 430).

(2)

هو أبو الأسود الدؤلي كما في الفائق (4/ 124).

(3)

في مسند الحميدي: "تعرّف علينا".

(4)

الأهيس:

قال ابن الأثير في النهاية (5/ 287): "الأهيس: الذي يَهُوس، أي يدور. يعني أنه يدور في طلب ما يأكله فإذا حصله جلس فلم يبرح". وفي ترتيب القاموس المحيط (4/ 553)"الأهيس: الشجاع".

(5)

في المسند: "الأليس".

الأكيس: أي العاقل، وقد كاس يكيس كيسًا. والكَيْس: العقل النهاية (4/ 217)، والأليس: الذي لا يبرح مكانه. النهاية (4/ 285).

(6)

ساقطة من "المسند".

(7)

الأطلس:

هو الأسود والوسخ، وقيل: الأطلس: اللِّص، شبه بالذئب الذي تساقط شعره. النهاية (3/ 132).

(8)

المكد: قال في النهاية (4/ 155): "الكَدَّ: الإتعاب، يقال: كدَّ يكُدّ في عمله كدًّا، إذا استعجل وتعب".

(9)

هكذا في المسند: "المكد الملحس"، ولعله الصواب، وفي الأصل وجميع النسخ:"الملك المجلس" وقال الأعظمي في المجردة (2/ 236): "صوابه أما المكد الملحس

"، وقال في الفائق (4/ 124) عن الملحس: "الحريص الذي يأخذ كل شيء".

(10)

في (حس) و (سد): "قيل له".

(11)

ها: قال في النهاية (5/ 237): معناه: هاك "أي خذ".

(12)

في (عم) و (سد): "اهنش"، وفي المسند:"انتهش" بالمعجمة. وانتهس قال في النهاية (5/ 36)، النهس: أخذ اللحم بأطراف الأسنان والنهش: "الأخذ بجميعها".

(13)

في المسند: "حبس".

خنس: قال في النهاية (2/ 83): "أي انقبض وتأخر".

ص: 127

2167 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1)، وقال:"رواه الحميدي".

قلت: أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 544: 1300)، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا صالح ابن صالح قال: وكان خيرًا من أبيه عن الشعبي قال: قالوا لرجل: تعرّف علينا. قال: إنما عريفكم الأهيس الأليس، الأطلس، المكد الملحس، الذي إذا قيل له: ها، انتهش، وإذا قيل له: هات، حبس".

ص: 128

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد صحيح لا غبار عليه.

ص: 128

2168 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا محمَّد](1) ثنا (2) مُبَارَكٌ -هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ (3) - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ [بْنُ صهيب](4) عن أنس رضي الله عنه [قَالَ](5): إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَالَ: "طُوبَى لَهُ إِنْ لَمْ يكن عريفًا".

(1) ساقطة من (سد).

(2)

في (عم): "حدّثنا محمَّد بن مبارك".

(3)

ساقطة من "مسند أبي يعلى".

(4)

ساقطة من المسند.

(5)

ساقطة من المسند.

ص: 129

2168 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه مبارك بن سحيم، وهو متروك".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 33: 3939)، قال: حدّثنا محمَّد حدّثنا مبارك حدّثنا عبد العزيز عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَالَ: "طُوبَى لَهُ إن لم يكن عريفًا".

ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 322) في ترجمة مبارك بن سُحيم قال: ثنا أبو يعلى به مثله.

ص: 129

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" من أجل حال "مبارك بن سحيم".

قال الهيثمي في المجمع (3/ 89): رواه أبو يعلى عن محمَّد ولم ينسبه، فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

قلت: هذا فيه تساهل من وجهين:

(أ) أما "محمَّد" فهو ابن أبي بكر المقدمي كما سبق، وهو ثقة. =

ص: 129

= (ب) وأما قوله "وبقية رجاله ثقات" فغير صحيح بل فيهم مبارك بن سحيم وهو "متروك" وعلى هذا فقول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 569): "وإسناده حسن إن شاء الله" فيه تساهل أيضًا، فكيف يكون حسنًا وفيه من هو متروك.

وبالجملة فالحديث "ضعيف جدًا" بهذا الإسناد، وأما معناه فيشهد له الأحاديث الواردة في ذم العرافة لمن ليس أهلًا لها، أو استغلها لأهوائه ومصالحه، وقد مضى بعضها ويأتي البعض الآخر والله أعلم.

ص: 130

2169 -

حَدَّثَنَا [أَبُو](1) إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانُ (2) ثنا عبِيسَ (3) بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ (4) يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ". قَالَ: وَيُؤْتَى بِالشُّرَطِيِّ فيقال له: ضع سوطك وادخل النار (5) ".

(1) ساقطة من (سد).

(2)

في مسند أبي يعلى: "الترجماني أبو إبراهيم".

(3)

في الأصل وجميع النسخ: "عنبس"، والصواب ما أثبته كما في المسند، وكما سيأتى في ترجمته.

(4)

في المسند: "حدّثنا".

(5)

في المسند في الحديث زيادة في أوله بلفظ: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في الليلة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، فإنها تعدل القرآن كله

".

ص: 131

2169 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده ((3/ 57: 1481)، قال حدّثنا الترجماني أبو إبراهيم، حدّثنا عبيس بن ميمون حدّثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في الليلة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] فإنها تعدل القرآن كله" قال: وقال: "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار" قال: "ويؤتى بالشرطي يوم القيامة فيقال له: ضع سوطك وادخل النار".

وأخرجه أيضًا بنفس السند والمتن (7/ 163: 4136).

ورواه "أبو الشيخ" في "طبقات المحدثين بأصبهان"(1/ 343: 44) معلقًا قال: حدث عقيل بن يحيى قالا: ثنا العلاء بن أبي العلاء، قيم الجامع قال: ثنا جدي مرداس عن أنس ابن مالك به بعضه بلفظ "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار".

ووصله أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 148)، قال: "ثنا عبد الله بن جعفر ثنا =

ص: 131

= إسماعيل بن عبد الله حدثني العلاء بن أبي العلاء به مثله، وفيه زيادة ولفظه "ما لكم تدخلون عليّ قُلحًا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عند كل صلاة، لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار

".

ص: 132

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفي إسناده علتان:

1 -

عبيس بن ميمون، وهو ضعيف.

2 -

يزيد الرقاشي، وهو ضعيف أيضًا.

ويرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله بشواهد ومنها:

1 -

ما أخرجه أبو داود في سننه (3/ 346)، كتاب (14) الخراج والإمارة والفيء، باب (5) في العرافة (رقم 2934)، قال: حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على مَنْهَل من المناهل، فلما بلغهم الإِسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقسم المال بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، فأرسل ابْنَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فلقا له: أئت النبي صلى الله عليه وسلم فقل له: إن أبي يقرئك السلام وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقَسَمَ الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحق بها أم هم؟ فإن قال لك نعم أو لا فقل له: إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العَرافة بعده، فأتاه، فقال: إن أبي يقرئك السلام: فقال: "وعليك وعلى أبيك السلام " فقال: إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا وحسن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم؟ فقال:"إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم، فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإِسلام" فقال: إن أبي شيخ كبير، وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده. فقال:"إن العرافة حق، ولا بد للناس من العرفاء، ولكن العرفاء في النار". =

ص: 132

= ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 361) كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما جاء في كراهية العرافة لمن جار وارتشى وعدل عن طريق الهدى، قال: أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمَّد بن بكر ثنا أبو داود به مثله.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 342)، باب ما قالوا في كراهية العرافة (رقم 26713)، قال: حدّثنا وكيع عن شعبة، عن غالب العبدي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده أو جد أبيه فذكر نحوه مختصرًا.

قلت: والحديث بهذا الإسناد فيه مجاهيل فهو ضعيف.

2 -

وما أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 374) في ترجمة عبيس بن ميمون قال: حدّثنا عبدان ثنا داهر بن نوح ثنا عبيس بن ميمون ثنا محمد بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا بد من عريف والعريف في النار" ثم قال: وهذا المتن يرويه غير عبيس عن محمَّد بن زياد.

قلت: في إسناده "عُبيس بن ميمون" وهو ضعيف كما تقدم.

وبناءً على ذلك فجميع طرق الحديث لا تخلو من مقال، ولكن بمجموعها يرتقي إلى درجة الحسن ان شاء الله، والله أعلم.

ص: 133

2170 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (1) عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ (2) عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ، يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ وَيُؤَخِّرُونَ خِيَارَهُمْ (3) وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا (4)، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا، وَلَا شُرَطِيًّا، وَلَا جَابِيًا (5) وَلَا خَايِنًا (6)(7).

(1) في (سد): "إسحاق بن جرير"، وهو خطأ.

(2)

في (عم): "يكونون".

(3)

في مسند أبي يعلى: "ويَظهرون بخيارهم".

(4)

في (عم): "وقتها".

(5)

الجابي: من الجباية، وهي استخراج الأموال من مظانها. النهاية (1/ 238).

(6)

في (عم) و (سد): "ولا خاينًا، ولا جابيًا"، بالعكس، وفي مسند أبي يعلى:"ولا جابيًا ولا خازنًا".

(7)

الخيانة: معروفة، ويحتمل أن يكون لفظه "خازنًا" كما ورد في مسند أبي يعلى وهو مناسب لما قبله.

ص: 134

2170 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى الموصلي وعنه ابن حبّان في صحيحه".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 362: 1115)، قال: حدّثنا إسحاق، حدّثنا جرير عن رقبة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس، ويظهرون بخيارهم وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا وَلَا جابيًا ولا خازنًا".

ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(10/ 446) كتاب (21) السير، باب (3) طاعة الأئمة، ذكر الإخبار بما يجب على المرء عند ظهور أمراء =

ص: 134

= السوء ومجانبتهم في الأحوال والأسباب (رقم 4586)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي به نحوه.

ص: 135

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علة واحدة، وهي الجهالة في عبد الرحمن بن مسعود اليشكري، وبقية رجاله ثقات، ولا عبرة بقول الهيثمي في المجمع (5/ 240): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة، فإن هذا من تساهله. ولكن هذا الضعف يزول بشواهد الحديث ويرتقي بها إلى درجة الحسن إن شاء الله ومنها:

1 -

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء، وفقهاء كذبة، فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكون لهم جابيًا ولا عريفًا ولا شرطيًا". أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 348: 2581)، قال: حدّثنا علي بن محمَّد بن علي الثقفي البغدادي ثنا معاوية بن الهيثم بن الريان الخراساني ثنا داود بن سليمان الخراساني ثنا عبد الله بن المبارك عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

فذكره وقال: "لم يروه عن قتادة إلَّا سعيد ولا عنه إلَّا ابن المبارك تفرد به داود وهو شيخ لا بأس به، وأخرجه كذلك في المعجم الصغير (1/ 340: 564) بنفس الإسناد والمتن.

ومن طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/ 63) في ترجمة "علي بن محمَّد الثقفي". قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدّثنا علي بن محمَّد بن علي الثقفي البغدادي به مثله".

قلت: وهو حديث ضعيف الإسناد فيه ثلاث علل:

1 -

الجهالة في علي بن محمَّد الثقفي فقد ذكره الخطيب في تاريخه (12/ 63) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

2 -

في إسناده: معاوية بن الهيثم الخراساني. لم أجد له ترجمة. =

ص: 135

= 3 - في إسناده: داود بن سليمان الخراساني، قال الطبراني:"شيخ لا بأس به"، وقال الذهبي في الميزان (2/ 8):"قال الأزدي: ضعيف جدًا".

2 -

حديث ابن مسعود موقوفًا عليه قال: كيف أنت يا مهدي إذا ظُهِر بخياركم واستعمل عليكم أحداثكم وشراركم وصليت الصلاة لغير وقتها، قلت: لا أدري قال: لا تكن جابيًا ولا عريفًا ولا شرطيًا ولا بريدًا، وصل الصلاة لميقاتها.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 383) باب الأمراء يؤخرون الصلاة (رقم 3789)، قال: عن الثوري، عن أبي حصين عن الشعبي، عن مهدي قال: قال ابن مسعود فذكره

".

ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 346: 9498): حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق به مثله، قال الهيثمي في المجمع (5/ 240):"مهدي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

3 -

حديث أبي هريرة قال: "لا تكن عريفًا ولا شرطيًا

" الحديث، وقد تقدم (رقم 36).

قلت: فهذه الأحاديث بمجموعها يشهد بعضها لبعض وتتعاضد حتى ترتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله، والله أعلم.

ص: 136