المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - باب آداب الأكل - المطالب العالية محققا - جـ ١٠

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌16 - بَابُ الْحِمَى

- ‌17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة

- ‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

- ‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

- ‌24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ

- ‌22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ

- ‌1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ

- ‌3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ

- ‌4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ

- ‌5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ

- ‌9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ

- ‌23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ

- ‌1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ

- ‌3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ

- ‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

- ‌6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ

- ‌7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ

- ‌8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا

- ‌12 - بَابُ الْوَشْمِ

- ‌13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ

- ‌15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ

- ‌17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار

- ‌18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ

- ‌19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ

- ‌20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

- ‌23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب

- ‌24 - بَابُ الْكُحْلِ

- ‌25 - بَابُ الْخَاتَمِ

- ‌26 - بَابُ النِّعَالِ

- ‌24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ

- ‌2 - بَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ

- ‌5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

- ‌7 - بَابُ الذِّئْبِ

- ‌8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ

- ‌9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ

- ‌10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ

- ‌1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ

- ‌3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ

- ‌5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً

- ‌6 - باب الجراد

- ‌7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ

- ‌10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا

- ‌27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

- ‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

- ‌5 - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

- ‌7 - باب الخل

- ‌8 - باب الجبن

- ‌9 - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ

- ‌12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ

- ‌13 - بَابُ الْخَبِيصِ

- ‌14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ

- ‌15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ

- ‌16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي

- ‌17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ

- ‌20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ

- ‌22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى

الفصل: ‌6 - باب آداب الأكل

‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

2390 -

قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ، فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءُ مِنْ سَبْعِينَ دَاءٍ، أَوَّلُهَا الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَوَجَعِ الْأَضْرَاسِ، وَوَجَعِ الْحَلْقِ، وَوَجَعِ البطن (1).

(1) هذا الحديث جزء من الحديث الطويل المتقدم برقم (2381)، وقد تم هناك دراسة إسناده وتخريجه والحكم عليه بأنه موضوع.

ص: 705

2391 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْوَازِعِ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ اللُّحُومِ (1) شَيْئًا فَلْيَغْسِلْ يده من ريح وضره (2) [و] (3) لا يؤذي مَنْ حِذاءه (4) ".

(1) في مسند أبي يعلى: "هذا اللحم".

(2)

وضره: الوَضَر: الأثر من غير الطيب، والمقصود أثر الدسم الذي يكون في اللحم. النهاية (5/ 196).

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من مسند أبي يعلى.

(4)

حذاءه: قال في النهاية (1/ 358): "الحَذْوُ والحِذَاء: الإزاء والمقابل".

ص: 706

2391 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/1]، وقال:"رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف الوازع بن نافع".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 417، 418: 5567)، قال: حدّثنا سليمان بن عمر، حدّثنا محمَّد بن سلمة عن الوازع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذا اللحم شيئًا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤذي من حذاءه".

ومن طريقه أخرجه ابن عدي في المجروحين (3/ 84)، قال: أخبرناه أبو يعلى، به مثله إلَّا أنه زاد "نيًا"، بعد كلمة "اللحم"، وقال: بحذائه، بدل "حذاءه".

وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين)(7/ 65) كتاب (32) الأطعمة، باب (16) غسل اليدين من اللحم (رقم 4050)، قال: حدّثنا محمَّد بن نوح بن حرب ثنا وهب بن حفص الحراني ثنا المغيرة بن سقلاب، عن الوازع بن نافع، به مختصرًا بلفظ "من أكل من هذا اللحم شيئًا فليغسل يديه"، ثم قال: لم يروه عن سالم إلَّا الوازع تفرد به المغيرة. =

ص: 706

= قلت: لم يتفرد به بل قد تابعه محمد بن سلمة كما عند أبي يعلى. وتابعه كذلك علي بن ثابت.

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 95)، قال: ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم وثنا الحسن بن عزمه، حدثني علي بن ثابت عن الوازع بن نافع، به نحوه.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 30)، وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط" وفيه الوازع بن نافع وهو متروك".

ص: 707

الحكم عليه

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان:

1 -

في إسناده "سليمان بن عمر" وهو مجهول.

2 -

وفي إسناده "الوازع بن نافع" متروك.

ص: 707

2392 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقَشَّرَ (1) الرُّطَبَةُ (2) (3) ".

(1) في (سد) و (عم): "تقشر" بالتاء.

(2)

الرطبة: قال في لسان العرب (1/ 420): "الرُّطَب: نضيِج البسر قبل أن يتمر. واحدته رُطَبة".

(3)

في بغية الباحث زيادة تأتي في تخريجه.

ص: 708

2392 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/2]، وقال: "رواه الحارث مرسلا

" ثم ذكر الزيادة في آخره.

قلت: أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث)(2/ 580) كتاب (17) الأطعمة، باب (7) في القثاء وغيره (رقم 536)، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يحيي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن تقشر الرطبة" قال الحارث: سألت أبا عبيد قلت: كيف هذا الحديث؟ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن تقشير الرطبة؟ قال: هو طعام. قلت له: هذا الباقلاء والقثاء تقشر؟ قال: الحديث في ذاك.

ص: 708

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده "إسحاق بن يحيي" ضعيف.

2 -

أنه مرسل. والمرسل -كما هو معلوم في المصطلح- من أنواع الضعيف.

قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 32): "روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن إسحاق صاحب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة "ثم قال: في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى".

قلت: وهذا الحديثان من الضعف بحيث لا يتجابران، والله أعلم.

ص: 708

2393 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ، نَسْأَلُهُ بِرَحْمَتِهِ أَنْ يُجِيرَنَا مِنَ النَّارِ، فَرُبَّ غَيْرِ مَكْفِيٍّ (1) لَا يَجِدُ مُنْقَلَبًا وَلَا مَأْوًى".

رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:[عَنْ](2) بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ يَرْوِيهِ (3) ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إلَّا بِهَذَا الإِسناد.

قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ (4).

(1) غير مكفي: أي غير مخدوم، قال في النهاية (4/ 193):"والكُفَاة: الخدم الذين يقدمون بالخدمة، جمع كاف".

(2)

ساقطة من (حس).

(3)

في (سد) و (عم): "يرويه".

(4)

سيأتي تخريجه والكلام عليه.

ص: 709

2393 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/2]، وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزار بسند ضعيف وفيه راو لم يسم، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه".

نلت: لم أجده في مظانه من مصنف ابن أبي شيبة، وقد قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 78): "أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ومصنفه جميعًا قال: ثنا أَبُو بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى بْنُ المختار، ثنا ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بَعْضِ =

ص: 709

= أهل مكة، عن أبي سلمة -هو ابن عبد الرحمن بن عوف- عن أبيه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذا فرغ من طعامة:"الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا، الحمد لله الذي كفانا وآونا، الحمد لله الذي أنعم علينا فأفضل نسأله أن يجيرنا برحمته مِنَ النَّارِ، فَرُبَّ غَيْرِ مَكْفِيٍّ لَا يَجِدُ مأوى ولا منقلبًا".

وأخرجه البزّار في مسنده (البحر الزخار)(3/ 255: 1046)، قال: حدّثنا محمود بن بكر بن عبد الرحمن قال: نا أبي قال: نا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ- يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي نجيح، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه فذكر نحوه، ثم قال: وهذا حديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ، عن عبد الرحمن بن عوف إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 29)، وقال:"رواه البزّار من رواية محمَّد بن أبي ليلى عن بعض أهل مكة، وابن أبي ليلى سيِّىء الحفظ، وشيخه لم يسم، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه".

ص: 710

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث علل:

1 -

في إسناده "محمد بن أبي ليلى" وهو ضعيف من قبل حفظه كما في ترجمته.

2 -

في إسناده روا مبهم، وعلى فرض زوال الإبهام بكونه "عبد الله بن أبي نجيح" فإنه لم يصرح بالتحديث بل عنعنه وهو مدلس من الطبقة الثالثة.

3 -

الإنقطاع فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه كما في جامع التحصيل للعلائي (ص 213: 378).

ومع ذلك فقد قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 179): "إن ثبت أن المبهم هو ابن أبي نجيح فالحديث حسن لأن محمَّد بن أبي ليلى صدوق وإن ضعفه بعضهم من جهة حفظه، وكذا اختلف في سماع أبي سلمة من أبيه وكل ذلك ينجبر بالحديث =

ص: 710

= الذي قبله" أي حديث عبد الله بن عمرو والآتي ذكره.

قلت: يشهد له:

1 -

حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

2 -

أن له أصل صحيح -كما قال الحافظ- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

3 -

حديث عبد الله بن عمر.

1 -

أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا رجع من النهار إلى بيته يقول: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل، أسألك أن تجيرني من النار".

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم الليلة"(ص 135: 158)، وقال النووي في الأذكار (ص 51):"إسناده ضعيف"، وتعقبه ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 178)، فقال: "وقد ضعفه الشيخ -أي النووي- وليس في رواته من ينظر إلى حاله إلَّا هذا الرجل المبهم، وقد وجدت له شاهدًا ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عوف هذا.

قلت: فجعل الحافظ ابن حجر الحديثين يشهد أحدهما للآخر.

2 -

وأما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".

أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2085: 2715)، وأبو داود في سننه (5/ 302: 5053)، والترمذي في سننه (5/ 438: 3396)، وقال:"حديث حسن صحيح غريب"، وفي الشمائل (ص 220: 620)، وأحمد في المسند (3/ 153، 176، 253)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 350: 5540)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 161: 1333) و (3/ 167: 1349)، والبخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 614: 1206)، وابن السني في عمل اليوم والليلة =

ص: 711

= (ص 611:654).

4 -

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تبوأ مضجعه قال: "الحمد لله الذي كفاني وآواني وسقاني، الحمد لله الذي منَّ علىّ فأفضل، الحمد لله الذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومالك كل شيء وإله كل شيء، لك كل شيء، أعوذ بك من النار".

أخرجه أبو داود في سننه (5/ 304: 5058)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 349: 5538)، وأحمد في المسند (2/ 117)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 660: 723)، والبغوي في شرح السنة (5/ 105، 106: 1319).

والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (3/ 954: 4229).

ص: 712

2394 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد (1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ (2) بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ (3)، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: تَعَشَّيْتُ عِنْدَ (4) أَبِي بُرْدَةَ (5) رضي الله عنه فَقَالَ: ألَاّ أُحَدِّثُكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ رضي الله عنه؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ فَشَبِعَ وَشَرِبَ فَرَوِيَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي فَأَشْبَعَنِي (6) وَسَقَانِي فَأَرْوَانِي (7) خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أمه".

(1) في مسند أبي يعلى: "أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم".

(2)

في (حس): "إبراهيم التيمي بن سليمان"، ولعله سبق قلم.

(3)

في الأصل وجميع النسخ "شريح" بالشين المعجمة والحاء المهملة، والصواب ما أثبته كما في مسند أبي يعلى.

(4)

في مسند أبي يعلى: "مع".

(5)

في (سد): "أبي هريرة"، وهو خطأ.

(6)

في مسند أبي يعلى: "وأشبعنى".

(7)

في مسند أبي يعلى: "وأرواني".

ص: 713

2394 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/2]، وقال:"رواه أبو يعلى".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 221: 7246)، قال: حدثثا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم الشامي حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: تَعَشَّيْتُ مع أبي بردة فَقَالَ: ألَاّ أُحَدِّثُكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عبد الله بن قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ فَشَبِعَ وَشَرِبَ فَرَوِيَ، فقال: "الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني، وسقاني وأرواني، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".

وَمَنْ طريقه أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ"(425) باب ما يقول إذا شرب (رقم 473)، قال: أخبرنا أبو يعلى، به نحوه. =

ص: 713

= وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 29)، وقال:"رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه".

قلت: بل رواته كلهم معروفون كما مضى في تراجمهم.

ص: 714

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان:

1 -

في إسناده "أبو عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم الشامي" وهو متهم بالوضع كما في ترجمته.

2 -

وفي إسناده "حرب بن سريج". وهو ضعيف كما تقدم.

وقد حكم عليه الألباني بالضعف فقط، من أجل حال حرب بن سريج، وغفل، عن محمَّد بن إبراهيم الشامي وهو أشد ضعفًا منه، والله أعلم.

ص: 714

2395 -

[1] أو قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا عَبْدُ العزيز بن رفيع عن مجاهد قال: ما أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".

[2]

قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ- عَنْ زَكَرِيَّا (1) عَنْ (2) عَبْدِ العزيز مثله.

(1) في الأصل وجميع النسخ: "بكر"، ولعله تحريف والصواب ما أثبته كما ورد في "إتحاف المهرة

(3/ 157/أ)، وكما أخرجه ابن أبي شيبة -كما سيأتي- ولم أجد في شيوخ يحيي القطان ولا تلاميذ عبد العزيز بن رفيع من اسمه "بكر".

(2)

في (سد): "بن".

ص: 715

2395 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وزاد فيه:"ولا بال قائمًا غير مرة في كثيب أعجبه"، ثم قال:"رواه مسدّد مرسلًا".

قلت: مسند مسدّد مفقود، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 140) كتاب العقيقة، باب (37) من كان يأكل متكئًا (رقم 24516)، قال: حدّثنا فضيل بن عياض عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم متكئًا إلَّا مرة ثم نزل فقال: "اللهم إني عبدك ورسولك".

وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح"(9/ 452)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة.

وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(ص 477: 638)، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب قال: حدّثنا محمَّد بن معاوية بن مالج قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش قال: حدّثنا عبد العزيز بن رفيع به نحوه.

وأخرج بعضه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 116) كتاب الطهارات، باب (153) من رخص في البول قائمًا (رقم 1320)، قال: حدّثنا وكيع عن زكريا، عن عبد العزيز أبي عبد الله، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:"مَا بَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائمًا إلَّا مرة في كثيب أعجبه". =

ص: 715

= الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد صحيح إلى مجاهد لكنه مرسل، ويشهد له حديث أبي جحيفة وهب بن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إني لا آكل متكئًا".

أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(9/ 451: 5398، 5399)، وأبو داود في سننه (4/ 140/ 141: 3769)، والترمذي في سننه (4/ 240: 1831)، وقال:"حديث حسن صحيح"، وفي الشمائل (119، 120: 133، 134)، وابن ماجه في سننه (2/ 1086: 3262)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 44: 5240)، وأحمد في المسند (4/ 308، 309)، والدارمي في سننه (2/ 106)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 49)، والحميدي في مسنده (2/ 395: 891)، والطيالسي في مسنده (ص 140: 1047)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 186: 884) و (2/ 189، 190: 888، 885)، والطبراني في الكبير (22/ 130، 132: 340، 350)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 140: 24521)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5/ 335، 337: 2085، 2091)، وفي "شرح معاني الآثار (4/ 374، 375)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 473: 632)، والبغوي في شرح السنة (11/ 285: 2838).

ص: 716

2396 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ العَرْج (1) إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا".

(1) العَرْج: بفتح العين وإسكان الراء، قرية جامعة من أعمال الفرع، وقيل: هو موضع بين مكة والمدينة، وقيل: هو على أربعة أميال من المدينة، وقيل: هو عقبة بين مكة والمدينة. تاج العروس (2/ 72)، مراصد الإطلاع (2/ 928).

ص: 717

2396 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال:"رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف".

قلت: أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث)(2/ 567، 577) كتاب (17) الأطعمة، باب (2) في الأكل متكئًا (رقم 531)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ العَرْج إِلَى المدينة فرأيته يكل متكئًا".

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(ص 278) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به.

وأخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير"(2/ 206) كتاب (15) الأطعمة والأشربة (رقم 590)، قال: أخبرنا صالح بن أبي الطاهر الشحاذ، أخبرنا محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن فنجويه قال: حدّثنا أبي قال عبيد الله بن محمَّد بن شيبة قال: حدّثنا محمد بن علي بن سالم قال: حدّثنا علي بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن النسائي قال حدّثنا محمَّد بن عمر الواقدي به نحوه. إلَّا أنه قال: هاشم بن عاصم الأسلمي.

وأخرجه كذلك (برقم 591)، قال: أخبرنا صالح بن أبي طاهر، أخبرنا محمَّد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله =

ص: 717

= قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله أخو أبي عمر المؤدب قال: حدّثنا أبو سلمة يحيي بن المغيرة المخزومي، حدثني محمَّد بن عمر الواقدي به نحوه مختصرًا. إلَّا أنه قال في إسناده "هاشم بن أبي عاصم مولى الأسلميين".

ثم قال: "هذا حديث منكر"، قال البخاري: محمَّد بن عمر الواقدي متروك الحديث وكان قاضي بغداد".

وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 653: 1082)، وقال:"وهذا لا يصح والواقدي متروك الحديث، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا آكل متكئًا".

ص: 718

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل:

1 -

في إسناده "محمَّد بن عمر الواقدي" وهو متروك.

2 -

وفيه كذلك "هاشم الأسلمي" لم أعرفه.

3 -

أنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثانية في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل متكئًا.

ص: 718

2397 -

وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا ابْنُ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ متكئًا (1) ".

(1) زاد في مسند الحميدي: "وأما أنه قد أكل الطعام ومشى في الأسواق، يعني الدجال".

ص: 719

2397 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال:"رواه الحميدي وفي سنده علي بن زيد بن جدعان".

قلت: أخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 368: 832)، قال: ثنا سفيان قال: ثنا ابْنُ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ متكئًا، وأما أنه قد أكل الطعام ومشى في الأسواق -يعني الدجال".

وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 444)، قال:"ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان به نحوه مختصرًا ولفظه "لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق -يعني الدجال".

وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 155: 339)، قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، ثنا سفيان به نحوه مختصرًا.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" كتاب (3) التصديق بالدجّال وأنه خارج في هذه الأمة، باب (73) استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدجال

(رقم 827)، قال: حدّثنا موسى بن هارون قال: حدّثنا أبو موسي الهروي قال: حدّثنا سفيان بن عيينة به نحوه مختصرًا.

هكذا رواه الحميدي، وعلي بن عبد الله بن المديني، وأبو موسي الهروي عن سفيان بن عيينة، عن ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين. وخالفهم محمَّد بن عباد المكي فرواه عن سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، عن الحسن، عن معقل بن يسار أو ابن مغفل.

أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين)(7/ 306) كتاب (37) الفتن، باب (57) ما جاء في الدجال (رقم 4498)، قال: حدّثنا موسي بن هارون، ثنا =

ص: 719

= محمَّد بن عباد المكي، ثنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان، عن الحسن، عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق- يعني الدجال".

ثم قال: هكذا رواه محمَّد بن عباد عن سفيان، ورواه الحميدي، وعلي بن المديني وغيرهم، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عمران.

قلت: وذكر محقق "مجمع البحرين" أن في بعض النسخ "ابن مغفل" مكان "معقل بن يسار" ثم قال: "وكلاهما مزنيان نزلا البصرة روى عنهما الحسن البصري".

وهكذا أخرجه الآجري في الشريعة (الموطن السابق: 828)، قال: حدّثنا أيضًا موسى بن هارون قال: حدّثنا محمَّد بن عباد به نحوه مختصرًا، إلَّا أنه قال:"عن ابن مغفل".

ولم أجد في كتب العلل كلامًا حول هذا الاختلاف على "سفيان" والذي يظهر -والله أعلم- أن الوجه الأول عن عمران -مع ضعفه- هو الصواب، وأن محمَّد بن عباد المكي قد وهم فجعله عن ابن مغفل أو معقل بن يسار. وذلك لأن رواة الوجه الأول ومنهم الحميدي وابن المديني أحفظ وأتقن وأكثر، ومحمد بن عباد الذي خالفهم "صدوق يهم" كما قال الحافظ في التقريب (ص 486: 5993)، ولعل هذا من أوهامه، والله أعلم.

ص: 720

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده "علي بن زيد بن جدعان" وهو ضعيف كما في ترجمته.

2 -

الإنقطاع فإن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما في جامع التحصيل (ص 164)، وتهذيب الكمال (6/ 122).

لكن يشهد لقوله: "أما أنا فلا آكل متكئًا" حديث أبي جحيفة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إني لا آكل متكئًا"، وقد سبق تخريجه في شواهد الحديث رقم (2395).

ص: 720

2398 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْرِدُوا الطَّعَامَ فَإِنَّ الْحَارَّ لَا بَرَكَةَ فيه".

ص: 721

2398 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال:"رواه مسدّد عن قزعة بن سويد".

وذكر السيوطي في "جمع الجوامع"(1/ 5)، وفي الجامع الصغير (فيض القدير)(1/ 77)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 133: 40712)، ونسباه إلى مسدّد، ومسنده مفقود -كما هو معلوم- ولم أجده عند غيره.

ص: 721

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده "قزعة بن سويد" وهو ضعيف.

2 -

في إسناده "عبد الله بن دينار" ولا يدرى أهو مولى ابن عمر الثقة، أم البهراني الضعيف ويشهد له حديث أسماء بنت أبي بكر أنها إذا ثردت غطته حتى يذهب فوره ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه أعظم لبركة".

أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(12/ 6، 7: 5207)، والحاكم في المستدرك (4/ 118)، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم في الشواهد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأحمد في مسنده (6/ 305) من طريقين، والدارمي في سننه (2/ 100)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 280)، وسعيد بن منصور في سننه (3/ 178: 966)، والطبراني في الكبير (24/ 84، 85: 226)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 19)، ثم قال:"رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، ورواه الطبراني وفيه قرة بن عبد الرحمن وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح".

قلت: قرة بن عبد الرحمن صدوق له مناكير كما في التقريب (ص 455: =

ص: 721

= 5541)، والحديث لا ينزل عن درجة الحسن، ولذا ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 676: 392)، وهناك شواهد أخرى للحديث ذكرها المتقي الهندي في "كنز العمال"(15/ 233)، والسيوطي في الجامع الصغير (فيض القدير)(1/ 77)، والهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 19، 20).

لكنها جميعًا من الضعف بحيث لا تنهض لتقوية غيرها، والله أعلم. وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (4/ 89، 91: 1587).

ص: 722

2399 -

حَدَّثَنَا (1) مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ (2) رَفَعَ (3) الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الطَّعَامِ أَحْرَمُ (4) أَوْ أَخْبَثُ؟ قَالَ: "أَنْ تَأْكُلَ [مِنْ] (5) بَعِيرِكَ (6) وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْكَ".

(1) القائل: هو مسدّد.

(2)

أبو عثمان: هو أحد رجلين أدركهما سليمان بن طرخان، وروى عنهما كما في تهذيب الكمال (12/ 6)، (34/ 74)، إما أبو عثمان النهدي، وهو عبد الرحمن بن مل، ثقة. وإما سعد السلي مجهول.

(3)

في (عم): "يرفع".

(4)

في (حس): "أحرام"، ولعله سبق قلم.

(5)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

(6)

في جميع النسخ: "ثعرك" ولعله تصحيف، والصواب ما ذكر أعلاه كما في مختصر الإتحاف (2/ 40/2).

ص: 723

2399 -

تخريجه:

ذكره البوصري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال:"رواه مسدّد عن معتمر به" ولم أجده عند غيره.

ص: 723

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده رجل مبهم لا يدري من هو.

2 -

أنه مرسل وهو من أقسام الحديث الضعيف.

لكن ثبت النهي عن القطع من البهيمة وهي حية وذلك عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يَجُبُّون أسنام الإبل ويقطعون أَلْيات الغنم فقال: "ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة".

أخرجه أبو داود في سننه (3/ 277: 2858)، والترمذي في سننه (4/ 62: =

ص: 723

= 1480)، وقال: حديث حسن غريب، وأحمد في المسند (5/ 218)، والحاكم في المستدرك (4/ 239)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 93)، والدارقطني في سننه (4/ 292)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 23)(9/ 245)، وابن الجعد في مسنده (2/ 1059، 1060: 3062)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 36: 1450)، وابن الجارود في المتقي (غوث المكدود)(3/ 166، 167: 876)، والطبراني في الكبير (3/ 280: 3304)، وابن عدي في الكامل (4/ 299)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 237: 1572).

وورد الحديث من طريق أبي سعيد الخدري، وابن عمر، وزيد بن أسلم مرسلًا وهو لا ينزل عن درجة الحسن، وانظر تفصيل ذلك في (التلخيص الحبير)(28/ 1، 29: 14)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 256: 999)، وغاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (ص 41، 44: 40).

ص: 724

2400 -

حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ، أنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ محمَّد أَوْ (2) غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ أُتِيَ بِخَبِيصٍ (3) فِي جَامٍ (4) مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَ به فحول على رغيف ثم أكله منه" (5).

(1) القائل: هو مسدّد.

(2)

هذا الشك -فيما يظهر- من ابن عون، وكان ربما شك في بعض ما روى، ولكن لا أثر لهذا الشك كما قال شعبة:"شك ابن عون أحب إلى من يقين غيره". السير (6/ 365)، وقال أيضًا:"لأن أسمع من ابن عون حديثًا يقول فيه: أظن أني سمعته، أحب إلىَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت. "تهذيب التهذيب" (5/ 305)، وقال شعبة أيضًا: "ما رأيت أحدًا من أصحاب الحديث إلَّا وهو يدلس إلَّا ابن عون، وعمرو بن مرة. "السير"(6/ 367).

(3)

خبيص: هي الحلواء المخبوصة، أي المخلوطة أو المعمول من التمر والسمن.

(4)

جام: إناء من فضة. لسان العرب (12/ 112).

(5)

زاد في (ك): (وحديث: لا تدعو أحدًا إلى الطعام حتى يسلم)، وسيأتي برقم (2695).

ص: 725

2400 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/2]، وقال:"رواه مسدّد". ولم أجده عند غيره.

ص: 725

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد صحيح وهو موقوف على أنس رضي الله عنه.

ص: 725

2401 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَّادُ (1) بْنُ أَسْلَمَ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، ثنا ابن جريج عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ [تَعَالَى] (2) مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي".

(1) في (عم): "خالد"، وهو تصحيف.

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من "مسند أبي يعلى".

ص: 726

2401 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في كتاب "الثواب" كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد، وقد وثق، ولكن في الحديث نكارة، قاله المنذري".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 39: 2045)، قال: حدّثنا خلاد بن أسلم، حدّثنا عبد المجيد بن أبي رواد، حدّثنا ابن جريج عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي".

وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(7/ 54) كتاب (32) الأطعمة، باب (5) الاجتماع على الطعام (رقم 4026)، قال: حدّثنا محمَّد بن العباس، ثنا خلاد بن أسلم، به نحوه. ثم قال: لم يروه عن ابن جريج إلَّا عبد المجيد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 345)، قال: حدّثنا محمَّد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بمصر قال: حدّثنا خلاد بن أسلم، به نحوه، ثم قال: ولم يروه عن ابن جريج غير عبد المجيد. ثم ذكر جملة من الأحاديث التي رواها عبد المجيد عن ابن جريج. وقال: "وكل هذه الأحاديث غير محفوظة على أنه يتثبت في حديث ابن جريج -أي عبد المجيد- وله عن ابن جريج أحاديث غير محفوظة، وعامة ما أنكر عليه الإرجاء".

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "ذكر أخبار أصبهان"(2/ 96)، قال: ذكر =

ص: 726

= أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن مفلح، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا خلاد بن أسلم، به نحوه. وقد تصحف "أسلم" في المطبوع إلى "سلم".

وعزاه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 593: 895) إلى أبي الحسن السكري الحربي في "الثاني من الفوائد"(2/ 160)، وأبي القاسم ابن الجراح الوزير في "السابع من الثاني من الأمالي"(13/ 1) عن عبد المجيد بن أبي رواد، به.

قال في المجمع (5/ 21): "رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه عبد المجيد بن أبي رواد، وهو ثقة، وفيه ضعف".

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 134): "رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في "الثواب" كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد، وقد وثق، ولكن في هذا الحديث نكارة"، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (1/ 172: 213)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 233: 40716) إلى ابن حبّان، والبيهقي. ولم أجده في مظانه من صحيح ابن حبّان ولا موارد الظمآن، ولا في سنن البيهقي، وشعب الإيمان والآداب له.

وقد رمز السيوطي لصحته وتعقبه المناوي فقال: "بل قصاراه الحسن".

ص: 727

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلا عبد المجيد بن أبي رواد، فإنه صدوق.

لكن يشكل عليه عنعنة ابن جريج، وأبي الزبير وكلاهما مدلس من الطبقة الثالثة لا يُقبل من حديثهما إلَّا ما صرّحا فيه بالسماع. ولعل هذا هو مقصود المنذري بقوله:"ولكن في هذا الحديث نكارة".

وعليه، فالحديث ضعيف، من أجل هذه العنعنة، ولكن يشهد له:

حديث وحشي بن حرب: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى عليه يبارك لكم فيه".

وفي رواية: قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال: "تجتمعون على طعامكم =

ص: 727

= أو تتفرَّقون؟ "، قالوا: نتفرَّق. قال: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه".

أخرجه أبو داود في سننه (4/ 138: 3764)، وابن ماجه في سننه (2/ 1093: 3286)، وأحمد في مسنده (3/ 501)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(12/ 27، 28: 5224)، والحاكم في المستدرك (2/ 103)، والطبراني في الكبير (22/ 139: 368)، والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 390: 5449).

والحديث فيه ضعف، لكنه يُحسِّن بشواهده، ومنها حديث الباب، فإنهما يتعاضدان ويجبر كل منهما الآخر، ولذلك حسن الألباني حديث وحشي بن حرب كما في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 228: 2657)، وفي السلسلة الصحيحة (2/ 272: 664)، وحسَّن حديث الباب في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 593: 895).

ص: 728

2402 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي أَبِي (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَكَلْتُمُ الطَّعَامَ فَاخْلَعُوا نِعَالَكُمْ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ (2) لِأَقْدَامِكُمْ"

[2]

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا أبو خيثمة، ثنا عقبة، به.

(1) انظر التخريج في هذا.

(2)

أروح لأقدامكم: أي أفضل وأسهل لإراحة أقدامكم مما يصيبها من أذى الانتعال.

ص: 729

2402 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال:"رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى بسند مداره على موسى بن محمَّد بن إبراهيم، وهو ضعيف".

هكذا ذكره، فجعله من مسند أنس، وهوكذلك في الإِتحاف [3/ 154/1]، لكنه قَالَ: "أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بن إبراهيم، أخبرني أنس

فذكره".

فجعله من مسند أنس، لكنه أسقط قوله:"أبي"، أي أسقط:"محمد بن إبراهيم" من إسناده. وقد ذهب محقق هذا الجزء من "الإتحاف"، إلى أن قوله:"أبي" تصحّفت إلى: "أنس"، وأن الصواب فيه أنه مرسل، أرسله موسى بن محمَّد بن إبراهيم، عن أبيه.

وذكره الأعظمي في "النسخة المجردة من المطالب" من مسند جابر، ثم قال:"فأنا أجزم أن حديث جابر سقط من المسندة، وهذا الإسناد الأول من حديث أنس، والتصق حديث أنس بإسناد جابر، واستبعد ذلك محققًا "الإتحاف"، وقال: "وأرى أن ذكر جابر فيه وهم من النساخ".

قلت: وهو كما قال: فإني لم أجد هذا الحديث من طريق جابر فيما اطلعتُ عليه من المصادر، ولكن قول محقق الإتحاف أنه مرسل، وأن:"أبي" تصحّفت إلى: "أنس" فيه نظر أيضًا، والذي يظهر لي -والله أعلم- أن الحديث من طريق موسى بن محمَّد بن إبراهيم عن أبيه، عن أنس. =

ص: 729

=وهكذا أخرجه الحاكم، والدارمي، والطبراني في الأوسط -كما سيأتي-، وقد سقط من نسخ المطالب "المسندة" قوله:"عن أنس"، وجعله نسّاخ "المطالب" من مرسل محمَّد بن إبراهيم بعد إسقاط "أنس" منه، والصواب فيه كما أخرجه الحاكم، والدارمي، والطبراني.

والحديث لم أجده بهذا الإسناد في مظانه من مصنف ابن أبي شيبة، ولم أجده كذلك في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية التي لم تطبع، وقد أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى عن أنس سيأتي ذكرها في الحديث الذي بعده.

والحديث أخرجه الدارمي في سننه (2/ 108) كتاب الأطعمة، باب في خلع النعال عند الأكل. قال: أخبرنا محمد بن سعيد، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بن إبراهيم، حدثني أبي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضع الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم".

وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 119) كتاب الأطعمة، باب خلع النعال عند الأكل أروح للأبدان. قال: حدثني أبو القاسم الحسن بن محمَّد بن الحسن بن عقبة بن خالد الكوفي بالكوفة، حدثني أبي عن أبيه الحسن بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد الكوفي، به نحوه. ثم قال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم، وموسى تركه الدارقطني".

وأخرجه الحاكم كذلك في (3/ 351) كتاب: معرفة الصحابة، باب: دعا النبي أبو عبس بن جبر لطعام صنعه قال: أخبرني أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن أمية القرشي بالساقة. ثنا محمَّد بن أيوب، ثنا سليمان بن النعمان الشيباني، ثنا يحيي بن العلاء، حدثني موسى بن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، به نحوه، ولفظه:"دعا أبو عبس بن جبر الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه لهم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها جميلة".

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي:"يحيي وشيخه متروكان". =

ص: 730

= وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(7/ 59) كتاب (32) الأطعمة، باب (9) خلع النعلين عند الأكل (رقم 4037)، قال: حدّثنا بكر، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عقبة بن خالد السكوني، به نحوه. ثم قال: لا يُروى عن نس إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به عقبة.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 23): "رواه البزّار، وأبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"، ثم ذكر لفظه عند الطبراني وقال: "ورجال الطبراني ثقات إلَّا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمَّد بن الحارث سماعًا".

قلت: وكلام الهيثمي حوله نظر من جهتين:

أولًا: نسبته الحديث إلى البزّار مع أبي يعلى، والطبراني فيه نظر. فإن البزّار أخرجه من طريق أخرى غير هذه الطريق التي أخرجها الطبراني، وأبو يعلى، وسيأتي ذكرها في الحديث الذي بعده، وقد شاركه أبو يعلى في إخراجها أيضًا.

ثانيًا: قوله: "ورجال الطبراني ثقات، إلَّا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمَّد بن الحارث سماعًا" تعقَّبه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 411: 980)، فقال:"قلت: محمَّد بن الحارث والد موسى، لكنه نسب إلى جده، فإنه محمَّد بن إبراهيم بن الحارث كما عرفت من ترجمة ابنه، والحديث من رواية الولد عن أبيه، كذلك أخرجه الحاكم وغيره كما تقدم عن عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد، عن أبيه، فالظاهر أنه سقط من إسناد الطبراني أو من ناسخ كتابه قوله: "عن أبيه"، فصار الحديث منقطعًا بين عقبة، ومحمد بن الحارث، والله أعلم".

قلت: الذي سقط من إسناد الطبراني هو قوله: "ثنا موسى"، فأصبح إسناد الطبراني عن عقبة بن خالد السكوني، ثنا محمَّد بن الحارث. ونسب محمدًا إلى جده، وليس الساقط قوله:"عن أبيه"، ويدل على ذلك ما ذُكِر في تخريجه أعلاه. حيث أن الهيثمي في مجمع البحرين جعله من طريق عقبة، ثنا موسى بن محمَّد بن إبراهيم "عن أبيه"، وقد جعل المحقق قوله:"موسى بن" بين معكوفتين وذكر أنها سقطت من نسخ =

ص: 731

= "المجمع"، واستدركتها من إسناد الدارمي، والحاكم، والله أعلم.

ونسبه الألباني كذلك إلى أبي سعيد الأشج في حديثه (214/ 1)، وأبي القاسم الصفار في "الأربعين في شعب الدين"، كما في "المنتقى منه" للضياء المقدسي (48/ 2) و "المنتخب منه" لأبي الفتح الجويني (74/ 1)، والديلمي في "الفردوس"(1/ 1/ 102) مختصرة، عن موسى بن محمَّد بن عقبة، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا.

قلت: هو في مسند الفردوس (1/ 274: 1067).

ص: 732

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا؛ من أجل حال "موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي"، فإنه:"ضعيف جدًا منكر الحديث". ولذا قال الذهبي: "أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم"، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 411: 985): "ضعيف جدًا".

ص: 732

2403 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةٍ (1)، ثنا دَاوُدُ بْنُ الزَّبْرقان عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قُرب لِأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ فَلْيَنْزِعْ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّهُ أروح للقدمين، وهو من السنة".

(1) في الأصل وجميع النسخ: "سعيد"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته كما في مسند أبي يعلى.

ص: 733

2403 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال:"رواه أبو يعلى، والبزار بسند ضعيف لضعف داود بن الزبرقان".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 199 - 200: 4188)، وفي "المعجم" (ص 245: 302)، قال: حدّثنا معاذ بن شعبة، حدّثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إبراهيم التيمي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قُرِّبَ لِأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ، فَلْيَنْزِعْ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ للقدمين، وهو سنة".

وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار"(3/ 335) كتاب الأطعمة، باب خلع النعلين عند حضور الطعام (رقم 2867)، و"مختصر زوائد البزّار"(1/ 609) باب الأطعمة (رقم 1088)، قال: حدّثنا معاذ بن شعبة، به مثله، إلَّا أنه لم يقل:"وهو من السنة".

ص: 733

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وعلّته أن في إسناده "داود بن الزبرقان".

وهو متروك كما تقدم في تخريجه.

ص: 733

2404 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابن أبي ليلى عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا

الحديث" (2).

(1) في (سد): "أخبرنا".

(2)

بقية الحديث تأتي عند تخريجه.

ص: 734

2404 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 42/1]، وقال:"رواه الحارث بسند ضعيف لضعف محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى"، ثم ذكر بعض شواهده.

قلت: ضعفه بابن أبي ليلى، وكان الأولى تضعيفه بيحيى بن هاشم السمسار، فإنه متروك كما في ترجمته. وعليه، فذكر الشواهد له لا تنفعه.

وقد أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث"(2/ 577) كتاب (17) الأطعمة، باب (3) الأكل قائمًا وقاعدًا (رقم 532)، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عطاء، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأكل قائمًا وقاعدًا، وينتعل قائمًا وقاعدًا، ويتفل عن يمينه وشماله".

ولم أجد من أخرجه بهذا اللفظ غيره.

ص: 734

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، بل منكر، وفيه ثلاث علل:

1 -

في إسناده: "يحيي بن هاشم السمسار"، وهو متروك، وأحاديثه مناكير وموضوعات ومسروقات.

2 -

وفي إسناده كذلك: "محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى"، وهو ضعيف سيِّئ الحفظ جدًا.

3 -

فيه مخالفة في متنه لما ثبت من طريق الثقات عن عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي حافيًا ومنتعلًا، =

ص: 734

= وينصرف عن يمينه وشماله".

أخرجه النسائي في سننه (3/ 81، 82: 1361)، وأحمد في مسنده (6/ 87)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 924: 1075، 1076)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 431)، وفي "شعب الإيمان"(10/ 530، 531: 5584. 5585)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "(ص 193).

وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي"(1/ 293: 1289): "صحيح الإسناد"، ومن تأمل لفظ الحديث وجد نكارة حديث الباب، والله أعلم.

ص: 735

2405 -

وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ (1) هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَتَى الْغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: "إِنَّمَا أَسْتَطِيبُ (2) بِشِمَالِي وآكل (3) بيميني".

(1) في مسند الحميدي: "حدّثنا".

(2)

أستطيب: قال في النهاية (3/ 149): "الاستطابة والإطابة: كناية عن الاستنجاء، سُمِّي بها من الطيب، لانه يطيب جسده بإزالة ما عليه من الخَبَث بالاستنجاء. أي يطهره

".

(3)

في مسند الحميدي: "وإنما آكل".

ص: 736

2405 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال:"رواه الحميدي موقوفًا بسند رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع".

قلت: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 225: 479)، قال:"حدّثنا سفيان قال: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه أن عمر أَتَى الْغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ له: ألا تتوضأ؟ فقال: إنما أستطيب بشمالي وإنما آكل بيميني".

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 367: 5426)، قال: وأخبرنا أبو الحسن بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمَّد الصفار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا سفيان به نحوه.

وتابع حفصُ بن غياث سفيان بن عيينة في روايته عن هشام بن عروة.

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 134)، كتاب العقيقة، باب (30) في الرجل يخرج من المخرج فيأكل قبل أن يتوضأ (رقم 24462)، قال: حدّثنا حفص عن هشام به نحو وزاد في آخره "فأكل ولم يمس ماء".

وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال"(15/ 428: 41694)، ونسبه إلى "عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، ومسدد" ولم أجده في مظانه من مصنف عبد الرزاق.

ص: 736

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع كما ذكر البوصيري فإن عروة بن =

ص: 736

= الزبير لم يلق عمر بن الخطاب وإنما أرسل عنه كما ذكره العلائي في "جامع التحصيل"(ص 236: 515)، حيث قال:"قال أبو حاتم، وأبو زرعة: حديثه عن أبي بكر الصديق، وعمر، وعلي رضي الله عنهم مرسل".

ولكن يشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فأتى بطعام، فذكروا له الوضوء فقال:"أريد أن أصلي فأتوضأ؟ ".

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 282، 283: 374)، وأبو داود في سننه (4/ 136: 3760)، والترمذي في سننه (4/ 248، 249: 1847)، وقال:"حديث حسن صحيح"، وفي "الشمائل (ص 153: 186، 187)، والنسائي في سننه (1/ 85: 132)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 8: 5208)، وأحمد في المسند (1/ 221، 222، 228، 284، 247، 359)، والدارمي في سننه (2/ 107، 108)، والبيهقي في سننه (1/ 42)، وفي شعب الإيمان (10/ 365، 366، 367: 5423، 5424 ، 5425)، وفي الآداب (163، 164: 486، 487)، وابن الجعد في مسنده (2/ 700، 701: 1704، 1705)، والحميدي في مسنده (1/ 225: 478)، والطبراني في الكبير (11/ 122: 11241)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 134: 24461)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 283: 2835).

ص: 737

2406 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا وَكِيعٌ، ثنا صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يديه".

ص: 738

2406 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال:"رواه محمَّد بن يحيي بن أبي عمر بسند فيه صالح بن أبي الأخضر".

هكذا أخرجه ابن أبي عمر في مسنده من طريق صالح بن أبي الأخضر فجعله مطلقًا وأخذ منه مشروعية غسل اليدين قبل الأكل وهذا -فيما ظهر لي- من الأشياء المقلوبة التي يرويها صالح عن الزهري، وإلا فالحديث كما تدل عليه الروايات الآتية، ورد في حالة مقيدة بما إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم جنبًا ثم أراد [أن] يأكل فإنه يغسل يديه قبل الشروع في الأكل.

ثم وجدت الإِمام أحمد قد أخرج الحديث في مسنده من طريق صالح بن أبي الأخضر، وأحال على رواية متقدمة عن الحديث، فقال في (6/ 118، 119): ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله قال: أنا يونس عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة وإذا أراد أن يأكل ويشرب قالت: يغسل يديه ثم يأكل ويشرب".

ثم قال في (6/ 119): "ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله قال: أنا صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وعروة، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَثَلُ حديث يونس".

قلت: فيفهم من هذا أن لفظ "صالح بن أبي الأخضر"، مثل لفظ "يونس" المتقدم، وعليه فتكون رواية صالح لهذا الحديث موافقة لبقية الروايات الآتية في تخريج الحديث، ثم وجدت الإِمام أحمد أخرج هذا الحديث متابعًا لابن أبي عمر، فقال في (6/ 192): ثَنَا وَكِيعٌ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة =

ص: 738

= وأبي سلمة عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه".

هكذا رواه مصرحًا بأن ذلك مقيد بحالة الجنابة، وعليه ففي إطلاق مشروعية غسل اليدين قبل الأكل وهم، ولعله من أخطاء ابن أبي عمر فإنه وإن كان ثقة إلَّا أن له أخطاءكما في ترجمته.

وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(5/ 331)، كتاب (79) عشرة النساء، باب (4) ما عليه إذا أراد أن ينام (رقم 9046): "أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنا وكيع به مثل لفظ الإِمام أحمد.

وأخرجه الإِمام أحمد أيضًا في مسنده (6/ 102، 103)، قال: ثنا سكن بن نافع قال: ثنا صالح ابن أبي الأخضر عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه ثم يأكل أو يشرب.

وحديث عائشة هذا من طريق الزهري، له أربع طرق:

1 -

من طريق الزهري عن أبي سلمة -هكذا لوحده- عن عائشة رضي الله عنها.

2 -

من طريق الزهري عن عروة -هكذا لوحده- عن عائشة رضي الله عنها.

3 -

من طريق الزهري عن أبي سلمة وعروة- كلاهما عن عائشة رضي الله عنها.

4 -

من طريق الزهري عمن حدثه -هكذا مبهمًا- عن عائشة رضي الله عنها.

أما الطريق الأول: فرواه عن "الزهري" كل من:

1 -

يونس بن يزيد.

2 -

سفيان بن عيينة. =

ص: 739

= 3 - الليث بن سعد.

4 -

ابن جريج.

أما رواية يونس، فأخرجه أحمد في مسنده (6/ 279) قال: ثنا عامر بن صالح.

وأخرجها أبو داود في سننه (1/ 151)، كتاب الطهارة، باب (88) الجنب يأكل (رقم 223).

ومن طريقه البيهقي في سننه (1/ 203)، كتاب الطهارة، باب الجنب يريد الأكل قال: وأخبرناه أبو علي الروذبادي، ثنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود.

وأبو يعلى في مسنده (85/ 71: 4595).

ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه (4/ 20) كتاب (8) الطهارة، باب (8) أحكام الجنب (رقم 1218)، قال: أخبرنا أبو يعلى.

والبيهقي في سننه (الموطن السابق) قال: وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، نا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إبراهيم الحربي.

ثلاثتهم [أبو داود، وأبو يعلى، وإبراهيم الحربي] قالوا: ثنا محمَّد بن الصباح.

وأخرجه النسائي في سننه (1/ 139)، كتاب الطهارة، باب (164، 165) اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل (رقم 256، 257)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبيد بن محمَّد، وسويد بن نصر.

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 62)، كتاب الطهارات، باب (79) في الجنب يريد أن يأكل أو ينام (رقم 658).

ومن طريقه ابن ماجه في سننه (1/ 195)، كتاب (1) الطهارة وسننها، باب (104) من قال: يجزئه غسل يديه (رقم 593)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة.

وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (1/ 281)، باب الرجل ينام وهو جنب أو يطعم أو يشرب (رقم 1085).

ومن طريقه الدارقطني في سننه (1/ 126، باب الجنب إذا أراد أن ينام أو يأكل =

ص: 740

= أو يشرب كيف يصنع (رقم 3)، قال: حدّثنا أبو بكر، نا أبو الأزهر، حدّثنا عبد الرزاق.

خمستهم [محمد بن الصباح، ومحمد بن عبيد، وسويد بن نصر، وابن أبي شيبة، وعبد الرزاق]، قالوا: ثنا ابن المبارك.

كلاهما [صالح بن عامر، وابن المبارك]، قالا: ثنا يونس عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه ثم أكل".

هكذا أخرجوه بألفاظ متقاربة إلَّا ابن ماجه، وعبد الرزاق، والبيهقي فقد أخرجوه مختصرًا حيث ذكروا قصة الأكل دون النوم.

وأما رواية سفيان بن عيينة، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 36).

وأبو داود في سننه (1/ 150: 222)، قال: حدّثنا مسدّد، وقتيبة بن سعيد، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 330: 9043)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.

وابن خزيمة في صحيحه (1/ 107)، كتاب الوضوء، باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للنوم كوضوء الصلاة، إذ العرب قد تسمى غسل اليدين وضوءًا (رقم 213)، قال: نا عبد الجبار بن العلاء.

أربعتهم [أحمد، ومسدد، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الجبار بن العلاء]، قالوا: حدّثنا سفيان عن الزهري به نحوه مختصرًا ولفظه "كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة".

وأما رواية الليث بن سعد، فأخرجها مسلم في صحيحه (1/ 248)، كتاب (3) الحيض، باب (6) جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع (رقم 305)، قال: حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي، ومحمد بن رمح (ح)، وحدثنا قتيبة بن سعيد.

والنسائي في "السنن الكبرى"(5/ 330: 9044)، قال: أخبرنا الحارث بن =

ص: 741

= مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب.

وابن ماجه في سننه (1/ 193)، كتاب (1) الطهارة وسننها، باب (99) من قال لا ينام الجنب حتى يتوضأ وضوءه للصلاة (رقم 584)، قال: حدّثنا محمَّد بن رمح المصري.

وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (1/ 203، الموطن السابق)، قال: أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو علي الحافظ، أنا محمَّد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن وهب الرملي.

خمستهم [يحيى التميمي، ومحمد بن رمح، وابن وهب، وقتيبة بن سعيد، ويزيد بن وهب]، قالوا: ثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب به مثل لفظ سفيان، وزاد مسلم، والنسائي، والبيهقي "قيل أن ينام" ثم قال البيهقي: قالت عائشة:"وإذا أراد يأكل أو يشرب يغسل يديه ثم يأكل ويشرب إن شاء".

أما رواية ابن جريج، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 200) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا ابن جريج قال: أخبرني ابن شهاب به مثل لفظ سفيان، والليث مختصرًا.

وقد تابع الزهري في رواية هذا الوجه عن أبي سلمة فقط كل من:

1 -

يحيي بن أبي كثير.

2 -

ومحمد بن عمرو بن علقمة.

1 -

أما متابعة يحيي بن أبي كثير، فأخرجها البخاري في صحيحه "فتح الباري"(1/ 466)، كتاب (5) الغسل، باب (25) كينونة الجنب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل (رقم 286)، قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا هشام، وشيبان.

وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 121)، قال: ثنا عفان قال: ثنا همام.

وفي (6/ 128) قال: ثنا عبد الوهاب قال: ثنا هشام.

وفي (6/ 202) قال: ثنا يحيي عن هشام. =

ص: 742

= ثلاثتهم [هشام الدستوائي، وشيبان بن عبد الرحمن، وهمام بن يحيي] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة ابن عبد الرحمن به نحوه مختصرًا.

2 -

وأما متابعة محمَّد بن عمرو بن علقمة، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 206) قال: ثنا إسماعيل وفي (2/ 237) قال: ثنا يزيد.

كلاهما [إسماعيل، ويزيد] قالا: أنا محمَّد بن عمر، وعن أبي سلمة به نحوه مختصرًا أيضًا.

أما الطريق الثانية: فرواها عن عروة كل من:

1 -

الزهري.

2 -

أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن.

1 -

أما رواية الزهري، فأخرجها أحمد في المسند (6/ 85) قال: ثنا بهلول بن حكيم القرقساني.

والنسائي في "السنن الكبرى"(5/ 330: 9041)، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: نا محمَّد بن يوسف.

وقال النسائي أيضًا: وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي.

ثلاثتهم [بهلول بن حكيم، ومحمد بن يوسف الفريابي، والوليد بن مزيد]، قالوا: ثنا الأوزاعي.

وأخرجها النسائي أيضًا في "السنن الكبرى"(5/ 330: 9042)، قال: أخبرني صفوان بن عمرو عن علي بن عياش قال: ثنا سفيان بن عيينة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 128)، باب الجنب يريد النوم أو الأكل أو الشرب أو الجماع، قال: حدّثنا فهد قال: أخبرني سحيم الحراني قال: ثنا عيسى بن يونس قال: ثنا يونس بن يزيد الأيلي.

ثلاثتهم [الأوزاعي، وسفيان بن عيينة، ويونس] عن الزهرى عن عروة به مختصرًا أي فيه ذكر الوضوء قبل النوم للجنب، وليس فيه ذكر غسل اليدين. =

ص: 743

= إلَّا أن المزي قال في "تحفة الأشراف"(12/ 40)، وقال -أي النسائي-: الصواب حديث إسحاق، وحديث علي بن عياش خطأ".

قلت: ولم أجده ما ذكره المزي في المطبوع من السنن الكبرى ، ومراد النسائي من ذلك أنه اختلف على سفيان بن عيينة في هذا الحديث على وجهين، فرواه إسحاق بن إبراهيم عنه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة كما سبق في تخريجه.

وخالفه علي بن عياش فرواه عن سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.

كما سبق تخريجه قريبًا، والصواب هو الوجه الأول -كما ذكر النسائي- أي رواية سفيان الحديث من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن. لا من طريق عروة، والله أعلم.

2 -

وأما رواية أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن، فأخرجها البخاري في صحيحه "الفتح"(1/ 468)، كتاب (5) الغسل، باب (27) الجنب يتوضأ ثم ينام (رقم 288)، قال: حدّثنا يحيي بن بكير قال: حدّثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر.

وأخرجها أحمد في المسند (6/ 91) قال: ثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة.

وفي (6/ 103)، قال: ثنا حسن، ثا ابن لهيعة.

كلاهما [عبيد الله بن أبي جعفر، وعبد الله بن لهيعة]، قالا: ثنا أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة به نحوه مختصرًا.

أما الطريق الثالثة: فأخرجها الدارقطني في سننه (1/ 125، 126: 1)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع نا عثمان بن أبي سيبة، نا طلحة بن يحيي.

وأخرجه (برقم 2)، قال: حدّثنا أبو بكر النيسابوري، نا محمَّد بن إسماعيل الصائغ، نا إبراهيم بن المنذر حدّثنا أبو ضمرة.

كلاهما [طلحة بن يحيي، وأبو ضمرة] قالا: عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعُرْوَةَ، عَنْ عائشة

فذكر نحوه ثم قال: "صحيح". =

ص: 744

= أما الطريقة الرابعة: فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 119) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا يونس قال: حدثني ابن شهاب عمن حدثه عن عائشة: قالت فذكر نحوه.

ص: 745

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان:

1 -

في إسناده "صالح بن أبي الأخضر" وهو ضعيف كما في ترجمته.

2 -

أن متنه مخالف لما ثبت من كون غسل اليدين قبل الأكل إنما هو للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب. ولعل الوهم فيه -كما سبق بيانه- من ابن أبي عمر، وذلك لأن الإِمام أحمد أخرج الحديث من طريق وكيع عن صالح بن أبي الأخضر فوافق بقية الروايات المتقدمة.

ولم أجد ما يشهد له من مشروعية غسل اليدين قبل الأكل، ولذلك قال البيهقي في السنن الكبرى (7/ 276): فالحديث في غسل اليدين بعد الطعام حسن وهو قبل الطعام ضعيف".

ص: 745

2407 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تتوضأ؟ فقال: أري، أن أصلي فأتوضأ.

ص: 746

2407 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 1)، وقال:"رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف لكن له شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن ماجه بإسناد حسن، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث ابن عباس".

قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث"(2/ 576)،كتاب (17) الأطعمة، باب (1) الأكل على غير وضوء (رقم 530)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَأَكَلَ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فقال: "أريد أن أصلي فأتوضأ" ولم أجده عند غيره من طريق أنس.

ص: 746

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، من أجل حال داود بن المحبّر فإنه متروك واتهم بالوضع -كما في ترجمته- وعليه فكلام البوصيري السابق فيه نظر من وجهين:

أحدهما: أنه حكم على داود بن المحبر بأنه "ضعيف" ورتب عليه الحكم على الحديث بالضعف فقط، والصواب أن داود "متروك" وحديثه ضعيف جدًا.

الثاني: أنه وبناءً على الحكم على الحديث بالضعف ذكر له ما يشهد له من حديث أبي هريرة، وابن عباس، والحديث ضعيف جدًا، لا يقبل التقوية بالشواهد.

وعليه فيستغنى عنه بحديث ابن عباس، وقد سبق تخريجه في شواهد الأثر رقم (2405)، والله أعلم.

ص: 746

2408 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَاب (1) الْعُصْفُرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ. فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ طَعَامَهُ جَدِيدًا وَيَمْتَنِعُ الْخَبِيثَ (3) مَا كَانَ يُصِيبُ مِنْهُ.

"صَحَّحَهُ ابن حبّان".

(1) في الأصل وجميع النسخ: "شيبان" وهو تصحيف، والصواب ما أثبته كما يأتي في تخريجه، وهو لقب لخليفة ابن خياط العصفري.

(2)

في الأصل و (حس): زيادة "عن" بعد "جده"، وهي سبق قلم، والصواب إسقاطها كما في (سد) و (عم) وجميع المصادر.

(3)

الخبيث: هو الشيطان، كما في قوله "أعوذ بك من الخُبث والخبائث": -بضم الباء-: جمع الخبيث، والخبائث: جمع الخبيثة. يريد ذكور الشياطين وإناثهم. انظر النهاية (2/ 6).

ص: 747

2408 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2 م 41/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى، ابن حبّان في صحيحه ورواه الطبراني في كتاب الدعاء".

والحديث في مسند خليفة بن خياط (الذي جمعه الدكتور أكرم العمري)(ص 6: 62)، قال: ثنا عمر بن علي، حدثني موسى الجهني، حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من نسي أن يذكر إسم الله في أَوَّلَ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ: بِسْمِ اللَّهِ في أوله وآخره، فإنه يستقبل طعامًا جديدًا ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه".

ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى الموصلي، فلعله في الرواية المطولة لم تطبع، ولم أجده كذلك في المقصد العلي.

ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه (12/ 12) كتاب (40) =

ص: 747

= الأطعمة، باب آداب الأكل (رقم 5213)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدّثنا خليفة بن خياط به نحوه.

ومن طريق أبي يعلى أيضًا أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ"(409) باب ما يقول إذا نسي التسمية في أول طعامه (رقم 459)، قال: أخبرنا أبو يعلى به نحوه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210: 10354)، وفي الأوسط (مجمع البحرين)(7/ 59) كتاب (32) الأطعمة، باب (8) في التسمية والحمد (رقم 4036)، وفي كتاب "الدعاء"(2/ 1213) باب ما يقول من نسي أن يذكر الله تعالى في أول طعامه (رقم 889)، قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، ثنا خليفة بن خياط به نحوه.

ثم قال في "الأوسط": "لم يروه عن موسى إلَّا عمر تفرّد به شباب".

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 23) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات".

ص: 748

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان:

1 -

عنعنة "عمر بن علي المقدمي"، وهو مدلس من المرتبة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.

2 -

الانقطاع بين عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وأبيه، فإنه لم يسمع منه هذا

الحديث ضمن الأحاديث التي سمعها من أبيه على قول من يثبت ذلك كما في ترجمته.

ويشهد له:

1 -

حديث عائشة.

2 -

حديث أمية بن مخشي.

3 -

حديث امرأة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

1 -

حديث عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره". =

ص: 748

= وفي رواية قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في سنة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أما إنه لو كان قال: بسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره".

أخرجه أبو داود في سننه (4/ 139، 140: 3767)، والترمذي في سننه (4/ 254: 1858)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح"، وفي الشمائل (ص 157: 150)، (160: 194)، وابن ماجه في سننه (2/ 1068: 3264)، وأحمد في المسند (6/ 143، 207، 208، 246، 265)، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان) (12/ 13: 5214)، والحاكم في المستدرك (4/ 108) وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 94)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 276)، وفي شعب الإيمان (10/ 386: 5446)، وفي الآداب (ص 165: 492)، والطيالسي في مسنده (ص 219: 1566)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 117، 118: 1084)، والحديث صححه الألباني كما في إرواء الغليل (7/ 24: 1965).

2 -

حديث أمية بن مخشي رضي الله عنه، قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلَّا لقمة، فلما رفعها إلى فيّه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل إستقاء ما في بطنه".

أخرجه أبو داود في سننه (4/ 140: 3768)، وأحمد في المسند (4/ 336)، والحاكم في المستدرك (4/ 108، 109) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (1/ 291: 854، 855)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 410: 461)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3/ 118، 119: 1085، 1086) وابن سعد في "الطبقات"(7/ 12، 13)، والحديث ضعَّفه الألباني كما في "سنن أبي داود" (ص 371: 806)، ولكنه يجبر ما مضى وينجبر به.

3 -

حديث امرأة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يأتي برقم (2409).

ص: 749

2409 -

وَقَالَ أَيْضًا (1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حماد بن أسلمة، (2)، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِوَطْبَةٍ (3) فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثَلَاثِ لُقَمٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ لَوَسِعَتْهُمْ (4) "، وَقَالَ:"إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمُ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ: بِسْمِ اللَّهِ أوله وآخره".

(1) القائل: هو أبو يعلى.

(2)

ما بين المعكوقين ساقط من مسند أبي يعلى.

(3)

الوطبة: قال ابن الأثير: "الوطبة: الحَيس يجمع بين التمر والأقط والسمن". النهاية (5/ 203).

(4)

في مسند أبي يعلى: "لوسعكم".

ص: 750

2409 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى الموصلي".

أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 78، 79: 7153)، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثا حماد عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن امرأة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بَوَطْبة فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثَلَاثِ لُقَمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أما إنه لو قال: بسم الله لوسعكم" وَقَالَ: "إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمُ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وآخره". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 22) وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".

ص: 750

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات -كما قال الهيثمي- إلَّا أنه ضعيف للجهالة بالمرأة التي روته واحتمال أنها ليست صحابية. ولكن يشهد له حديث ابن مسعود المتقدم برقم (2408) وشواهده حديث عائشة، وحديث أمية بن مخشي.

ص: 750

2410 -

[1] حَدَّثَنَا (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنُ الْعُكْلِيُّ، ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادِلَ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُبَيْدُ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ- عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ رَافِعٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: عَمِلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَزِيرَةً (2)، فَجَاءَ وَمَعَهُ رَجُلَانِ فَقَرَّبْتُهَا إِلَيْهِمَا (3) فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ [رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم](4) إِلَى الطَّعَامِ، فَأَخَذَهَا بِلُقْمَةٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" [ضَعْهَا] (5) وَاذْكُرِ اسْمَ [اللَّهِ تَعَالَى] (6) وَكُلْ، قَالَ: فَأَكَلَ وَشَبِعَ وفضل منها".

[2]

حَدَّثَنَا محمَّد -هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ- ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن أبي رافع قال: حدثني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَدَّتِهِ [سَلْمَى](7) مولاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، [أنها](8) أخبرته أَنَّهَا صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَزِيرَةً، فَقَرَّبَتْهَا إِلَيْهِ فَأَكَلَهَا وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَبَقِيَ مِنْهَا فَضْلَةٌ (9)، فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ بِيَدِهِ (10) كلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: ضعها. فوضعها، فقال له: قل: بسم اللَّهِ وَخُذْ مِنْ أَدْنَاهَا، قَالَتْ: فَشَبِعَ مِنْهَا وفضلت فضله" (11).

(1) القائل هو أبو يعلى الموصلي.

(2)

الخزيرة: قال ابن الأثير: "الخزيرة: لحم يقطع صغارًا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه

الدقيق فإن لم يكن فهي عصيدة، وقيل: هي حسا من دقيق ودسم، وقيل: إذا كان من دقيق فهي

حريزة، وإذا كان من نخالة فهي خزيرة". النهاية (2/ 28).

(3)

في (سد) و (عم): "إليه".

(4)

ما بين المعكوفتين من (سد) و (عم).

(5)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

(6)

ما بين المعكوفتين ساقط من (عم).

(7)

ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (عم).

(8)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل و (حس).

(9)

فضلة: قال في لسان العرب (11/ 525): "الفَضْل، والفَضْلة: البقية من الشيء".

(10)

في (عم): "بيدها"، وهو سبق قلم.

(11)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل و (حس).

ص: 751

2410 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 2)، وقال:"رواه أبو يعلى".

قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع، ولم أجده كذلك في المقصد العلي.

وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 300: 761)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي به نحو الرواية الثانية للحديث.

وأخرجه كذلك (برقم 762)، قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن صدقة، ثنا هلال بن بشر، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن فائد مولى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ به نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 22، 23)، وقال:"رواه الطبراني ورجاله ثقات".

ص: 752

الحكم عليه:

الحديث بهذين الإسنادين فيه "عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ" وهو لين الحديث، إضافة إلى أن الإسناد الثاني فيه فضيل بن سليمان وهو ضعيف- كما في ترجمتهما.

وبناءً عليه فالحديث ضعيف، لكن يشهد له في مشروعية التسمية الأحاديث السابقة برقم (2408، 2409) وشواهدها.

ص: 752

2411 -

[1] حَدَّثَنَا (1) زُهَيْرٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَطَرٍ (2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَكْلِ قَائِمًا".

[2]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حدّثنا شبابة بهذا.

(1) القائل: هو أبو يعلى.

(2)

في (عم): "مطرف"، وهو تحريف.

ص: 753

2411 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2) وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".

قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 422: 3111)، قال: حدّثنا زهير، حدّثنا شبابة بن سوّار، حدّثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائمًا والأكل قائمًا".

وأخرجه البزّار في مسنده (كشف الأستار)(3/ 330)، كتاب الأطعمة، باب النهي عن الأكل قائمًا (رقم 2868)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الرحيم، ثنا شبابة به مثله وزاد "وعن المجثمة، والجلالة، والشرب من في السقاء".

قال الهيثمي: "النهي عن الشرب قائمًا في الصحيح ولم أره بتمامه". وقال البزّار: "المغيرة بن مسلم صالح، وهذا الحديث بعضه يروى عن قتادة، عن أنس، وبعضه يروى، عن عكرمة، عن ابن عباس".

هكذا رواه مطر بن طهمان، عن قتادة، فجعل فيه النهي عن الشرب، والنهي عن الأكل كما أخرجه أبو يعلى، وزاد غير ذلك كما في رواية البزّار، وهذا، والله أعلم.

من أخطائه، فإنه في رواية البزّار دخل عليه حديث في حديث كما ذكر البزّار، وقد خالفه الحفّاظ من أصحاب قتادة كهمام، وهشام، وسعيد بن أبي عروبة وشعبة، ويزيد بن إبراهيم، فرووه وليس فيه إلَّا النهي عن الشرب قائمًا فقط، وربما زاد بعضهم =

ص: 753

= كلامًا مدرجًا من سؤال قتادة لأنس بن مالك كما سيأتي في تخريجه. وإليك تفصيل روايتهم عن قتادة:

1 -

أما رواية همام بن يحيي عن قتادة:

فأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600)، كتاب (36) الأشربة، باب (14) كراهية الشرب قائمًا (رقم 2024).

وأبو يعلى في مسنده (5/ 249 رقم 2867).

ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(12/ 140) كتاب (41) الأشربة، باب (1) آداب الشرب (رقم 5321)، قال: أخبرنا أبو يعلى.

والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 281، 282) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل والشرب قائمًا، وفي "الآداب"(179) باب (153)، في الأكل والشرب قائمًا (رقم 532)، قال: أخبرنا أبو عبيد الله الحافظ، نا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل.

ثلاثتهم [مسلم، وأبو يعلى، وعبد الله بن أحمد]، قالوا: ثنا هدبة بن خالد.

وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 291)، قال: ثنا بهز، وفي (3/ 199 قال: ثنا عبد الواحد، وأخرجه كذلك في (3/ 250).

والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 281، 282)(الموطن السابق) وفي شعب الإيمان (10/ 521) باب الأكل والشرب قائمًا (رقم 5577)، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر محمَّد بن عمرو الرزاز، نا جعفر بن محمَّد بن شاكر.

كلاهما [أحمد، وجعفر]، قالا: ثنا عفان.

وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 120، 121) باب من كره الشرب قائمًا. وقال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5/ 344، 345) باب (237) بيان =

ص: 754

= مشكل ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من نهيه عن الشرب قائمًا (رقم 2096)، قال: وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدّثنا عبد الصمد.

وأخرجه كذلك (برقم 2098)، قال: حدّثنا حسين بن نصر قال: سمعت يزيد بن هارون.

سبعتهم [هدبة بن خالد، وبهز، وعبد الواحد، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، ويزيد بن هارون]، قالوا:"ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائمًا "وزادوا جميعًا -إلَّا مسلم، وأبو يعلى، وابن حبّان، والطحاوي، والبيهقي في "شعب الإيمان"- قال قتادة:"فسألنا أنسًا عن الأكل؟ قال: ذاك أشر أو أخبث" على خلاف بسيط في الألفاظ. وزاد البيهقي أيضًا في "شعب الإيمان" قال: عن همام وأبان عن قتادة.

2 -

وأما رواية هشام الدستوائي:

فأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 102) كتاب الأشربة، باب (26) من كره الشرب قائمًا (رقم 24122).

ومن طريق قتيبة بن سعيد أخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600)(الموطن السابق)، وأحمد في مسنده (3/ 118).

كلاهما [ابن أبي شيبة، وأحمد]، قالا: حدّثنا وكيع.

وأخرجه أحمد في المسند (3/ 147) قال: حدّثنا بهز بن القاسم، وفي (3/ 214) قال: ثنا عبد الملك ابن عمرو.

وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 108) كتاب (20) الأشربة، باب (13) في الشرب قائمًا (رقم 3717).

والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 272) باب الشرب قائمًا، وفي "شرح مشكل الآثار"(5/ 344، 345)(الموطن السابق)(رقم 2097)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن خشيش. =

ص: 755

= كلاهما [أبو داود، وابن خشيش]، قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم.

وأخرجه الطيالسي في مسنده (268: 2000).

ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 272) قال: حدّثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو داود.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5/ 344)(الموطن السابق)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث.

سبعتهم [وكيع، وبهز بن القاسم، وعبد الملك بن عمرو، ومسلم بن إبراهيم، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، وعبد الصمد]، قالوا: حدّثنا هشام الدستوائي عن قتادة به مختصرًا- أي لم يذكروا زيادة قتادة.

3 -

وأما رواية سعيد بن أبي عروبة:

فأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600)(الموطن السابق)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، حدّثنا عبد الأعلى، والترمذي في سننه (4/ 265) كتاب (27) الأشربة، باب (11) ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (رقم 1879)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار.

وأبو يعلى في مسنده (5/ 451: 3165)، قال: حدّثنا أبو خيثمة.

كلاهما [محمد بن بشار، وأبو خيثمة]، قالا: ثنا ابن أبي عدي.

وابن ماجه في سننه (2/ 1132) كتاب (30) الأشربة، باب (21) الشرب قائمًا (رقم 3424)، قال: حدّثنا حميد بن مسعدة، ثنا بشر بن المفضل.

وأحمد في المسند (3/ 131) قال: ثنا محمَّد بن جعفر، ومحمد بن بكر.

وأبو يعلى في مسنده (5/ 342: 2973)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (5/ 466: 3195)، قال: حدّثنا عبد الله حدّثنا خالد.

سبعتهم [عبد الأعلى، وابن أبي عدي، وبشر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن =

ص: 756

= بكر، وإسماعيل بن إبراهيم، وخالد]، قالوا: حدّثنا سعيد عن قتادة به نحوه بزيادة قتادة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

4 -

أما رواية شعبة:

فأخرجها أحمد في مسنده (3/ 182، 277).

والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 522: 5578)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني علي بن عبد الله ببغداد، حدثني جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، حدثني أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين قالا: حدّثنا يحيي بن سعيد القطان عن شعبة، عن قتادة به نحوه بزيادة قتادة. ثم قال البيهقي: تفرّد به يحيي القطان عن شعبة.

5 -

أما رواية يزيد بن إبراهيم:

فأخرجها الطيالسي في مسنده (ص 271: 2017)، قال: حدّثنا يزيد بن إبراهيم عن قتادة به نحوه.

ص: 757

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه "مطر بن طهمان" وهو وإن كان صدوقًا إلَّا أنه خالف الثقات في روايته هذا الحديث عن قتادة، وعليه فالحديث ضعيف، والله أعلم.

وقد ثبت النهي عن الشرب قائمًا كما في الطرق المتقدمة بأسانيد صحيحة.

ص: 757