الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ
2184 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إِنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَسَمَ قَسْمًا فَدَعَا رَجُلًا يَحْسِبُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالُوا: أَعْطِهِ. قَالَ: إِنْ شَاءَ وَهُوَ سُحْتٌ (1).
(1) في الأصل و (سد) و (حس): "نسى"، وفي (عم):"سيِّئ"، والصواب ما أثبته كما في البيهقى (10/ 133).
2184 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 129/ 2)، وقال:"رواه مسدّد، والبيهقي في الكبرى"، وضعفه بموسى بن طريف.
قلت: أخرجه سعيد بن منصور في سننه (4/ 1473: 742)، قال: حدّثنا سفيان عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف، عن أبيه أن عليًا رضي الله عنه قسم شيئًا، فدعا رجلًا يحسب فقيل له:"لو أعطيته شيئًا، قال: إن شاء وهو سحت".
ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 132) كتاب آداب القاضي، باب ما جاء في أجر القسام، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي حدّثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد ابن منصور به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 115)، كتاب البيوع، باب الأجر على تعليم الغلمان وقسمة الأموال (رقم 14539)، قال: أخبرنا ابن عيينة به نحوه. =
= وقد تابع الأعمشُ عبدَ العزيز بن رفيع في روايته عن موسى بن طريف.
أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (8/ 115: 14537)، قال: عن الثوري، عن الأعمش، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مر عليّ برجل يحسب بين قوم بأجر فقال له علي: إنما تأكل سحتًا.
وخالف أبو بكر بن عياش سفيان بن عيينة، فرواه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف، عن علي، وأسقط "طريف الأسدي" من الإسناد.
أخرجه الشافعي في الأم (7/ 178)، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف الأسدي قال:"دخل عليّ رضي الله عنه بيت المال فأضرط به فقال: لا أمسية وفيك درهم فأمر رجلًا من بني أسد فقسمه إلى الليل فقال الناس: لو عوضته. فقال: إن شاء الله، ولكنه سحت". وأضرط به، أي: استخف به وسخر منه.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 132)، كتاب آداب القاضي، باب ما جاء في أجر القسام قال: أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمر ثنا أبو العباس الأصم أنبأ أبو الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله حكايته عن أبي بكر بن عياش فذكره. ثم قال: "إسناده ضعيف موسى بن طريف لا يحتج به".
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه (4/ 475) كتاب البيوع والأقضية باب (313) في أجر القسام (رقم 22262)، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش به نحوه وزاد، فقال أي الرجل:"لا حاجة لنا في سحتكم".
قلت: ورواية سفيان بن عيينة أرجح لأن أبا بكر بن عياش مع كونه ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، والله أعلم.
الحكم عليه:
الأثر إسناده ضعيف جدًا ومتنه منكر، أما شدة ضعف إسناده فلأن فيه علتان:
1 -
أن فيه موسى بن طريف، وهو متروك.
2 -
وفيه "طريف الأسدي" وهو مجهول. =
= أما نكارة متنه، فلأنه لا يتصور من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يعطى السحت، ولذا قال الشافعي في الأم (7/ 165):"لا يحل لأحد أن يعطي السحت، كما لا يحل لأحد أن يأخذه ولا نرى عليًّا رضي الله عنه يعطي شيئًا يراه سحتًا إن شاء الله تعالى".