المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب وصية قيس بن عاصم - المطالب العالية محققا - جـ ١٠

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌16 - بَابُ الْحِمَى

- ‌17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة

- ‌18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام

- ‌19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ

- ‌24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ

- ‌22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ

- ‌1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ

- ‌3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ

- ‌4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ

- ‌5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ

- ‌7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ

- ‌9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ

- ‌23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ

- ‌1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ

- ‌3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ

- ‌4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ

- ‌6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ

- ‌7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ

- ‌8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا

- ‌12 - بَابُ الْوَشْمِ

- ‌13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ

- ‌15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ

- ‌17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار

- ‌18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ

- ‌19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ

- ‌20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

- ‌23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب

- ‌24 - بَابُ الْكُحْلِ

- ‌25 - بَابُ الْخَاتَمِ

- ‌26 - بَابُ النِّعَالِ

- ‌24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ

- ‌2 - بَابُ الذَّبَائِحِ

- ‌3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ

- ‌5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

- ‌7 - بَابُ الذِّئْبِ

- ‌8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ

- ‌9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ

- ‌10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ

- ‌1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ

- ‌3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ

- ‌4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ

- ‌5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً

- ‌6 - باب الجراد

- ‌7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ

- ‌10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا

- ‌27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

- ‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

- ‌5 - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ

- ‌7 - باب الخل

- ‌8 - باب الجبن

- ‌9 - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ

- ‌12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ

- ‌13 - بَابُ الْخَبِيصِ

- ‌14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ

- ‌15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ

- ‌16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي

- ‌17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ

- ‌20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ

- ‌22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى

الفصل: ‌3 - باب وصية قيس بن عاصم

‌2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

(102)

سَيَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي الْأَشْرِبَةِ.

‌3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

2385 -

[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ -وَهُوَ ابْنُ خَالِدٍ-، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، [عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ](1)، قَالَ: إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَسَوِّدُوا (2) أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا (3) آبَاءَهُمْ (4)، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ (5) بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ

(1) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل وجميع النسخ، واستدركة من جميع الكتب التي أخرجته بهذا الإسناد كسنن النسائي، ومسند أحمد، والبزار، ومعجم الطبراني الكبير، والأدب المفرد، وطبقات ابن سعد.

(2)

سودوا: قال في لسان العرب (3/ 228): "السيّد: يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والحليمن، ومحتمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم". والمراد: قدموهم وشرفوهم.

(3)

خلفوا: من الخلَف -بالتحريك والسكون-: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك

في الخير وبالتسكين في الشر. يقال: "خَلَفُ صِدْق، وخَلفُ سوء". النهاية (2/ 66).

(4)

في الأصل: "آباؤهم"، وهو خطأ.

(5)

أزرى: هو الاحتقار، والتهاون، والانتقاص. النهاية (2/ 302).

ص: 687

مَنْبَهَةٌ (6) لِلْكَرِيمِ، ويُستغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: فَذَكَرَ حديثًا [قال](7): فلما حضرته الوفاة دعى بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي فَلَا أَحَدَ (8) أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكَابِرَكُمْ وَلَا تُسَوِّدُوا أَصَاغِرَكُمْ فَيَسْتَسِفَّهُ (9) النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلَاحِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ويُسْتغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ

الْحَدِيثَ.

[3]

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ [الْحَسَنِ](10)، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم

فذكر الحديث.

(6) منبهة: أي مَشْرَفة، ومَعْلاة، من النباهة. يقال: نَبَه يَنْبُه إذا صار نبهًا شريفًا. النهاية (5/ 11).

(7)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

(8)

في (سد): "أجد".

(9)

فيستسفه: السفه في الأصل: الخفْة والطيش، وسَفِه فلان رأيه إذا كان مضطربًا لا استقامة له.

والسفيه: الجاهل. النهاية (3/ 376).

(10)

ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (عم).

ص: 688

2385 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 2/2]، وقال: "رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف، وروى النسائي منه النهي عن النياحة فقط، لكن رواه مسدّد، وأبو يعلى بسند رجاله ثقات

".

قلت: له عن قيس بن عاصم خمس طرق.

الأولى: من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بن قيس بن عاصم، أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال: "اتقوا الله وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا =

ص: 688

= أكبرهم خلفوا أباهم، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وعليكم بالمال واصطناعه، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. وإياكم ومسألة الناس، فإنها من آخر كسب الرجل، وإذا مت فلا تنوحوا، فإنه لم ينح على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا مت فادفنوني بأرض، لا تشعر بدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية".

أخرجه النسائي في سننه (4/ 16) كتاب (1) الجنائز، باب (15) النياحة على الميت (رقم 1851)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالد قال: حدّثنا شعبة به مختصرًا بلفظ: "لا تنوحوا علي، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه".

قال الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 399: 1747): "صحيح الإسناد".

قلت: فيه "حكيم بن قيس"، وهو مجهول -كما تقدم-.

وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 61).

والبزار في مسنده "كشف الأستار"(2/ 137: 1378)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى.

كلاهما [أحمد، ومحمد بن المثنى]، قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة، به نحوه، الّا أن الإِمام أحمد قال: "عن مطرف بن الشخير وحجاج

"، ثم ذكر بعض الوصية وأشار إلى باقيها، وقال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ عن قيس إلَّا بهذا الإسناد.

قلت: قد ورد بأسانيد أخرى كما ترى في تخريجه.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد"(1/ 453) باب (167) تسويد الأكابر (رقم 361).

والطبراني في الكبير (18/ 339: 869)، قال:"حدّثنا أحمد بن إسماعيل العدوي البصري".

كلاهما [البخاري، وأحمد بن إسماعيل العدوي]، قالا: ثنا عمرو بن مرزوق قال: حدّثنا شعبة، به نحوه. =

ص: 689

= وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار "مسند عمر" السفر الأول (1/ 56: 93)، قال: حدّثنا ابن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن صفوان الثقفي قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه كذلك (برقم 94)، قال: حدّثنا ابن بشار، حدّثنا ابن أبي عدي.

كلاهما [عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي]، قالا: حدّثنا شعبة، به مختصرًا ولفظه:"يا بني إياكم والمسألة، فإنها من آخر كسب المرء".

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 36)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا شعبة، به نحوه.

الثانية: من طريق الحسن البصري عن قيس بن عاصم، فذكر أولًا قصة قدومه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ذكر وصيّته لأبنائه عند موته. وله عن الحسن ثلاث طرق:

(أ) من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص عن الحسن، به.

ورواه عن زياد كل من:

1 -

محمَّد بن يزيد الواسطي.

2 -

وهشيم بن بشير.

3 -

وعرعرة بن البرند.

4 -

وحماد بن شعيب.

1 -

أما حديث محمَّد بن يزيد الواسطي.

فأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 612) كتاب معرفة الصحابة، باب وصية قيس بن عاصم. قال: حدّثنا علي بن حمشاذ العدل.

والطبراني في الكبير (18/ 339: 870).

كلاهما [علي بن حمشاذ، والطبراني]، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي.

وأخرجه كذلك الطبراني في الموطن السابق قال: وحدثنا محمَّد بن عبدوس بن =

ص: 690

= كامل السراج، ومحمد بن محمَّد الجذوعي القاضي قالا: ثنا علي بن الجعد.

كلاهما [أحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد]، قالا: ثنا محمَّد بن يزيد، ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص به مطولًا.

2 -

أما حديث هشيم بن بشير، فأخرجه أبو يعلى في مسنده كما ذكر المصنف، ولم أجده في المطبوع منه.

وأخرجه في "المفاريد"(ص 106: 108)، قال: ثنا عبد الله بن مطيع.

ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في الثقات (6/ 320)، قال: حدّثنا أبو يعلى، به.

وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 119)، قال: ثنا سعيد بن إدريس.

كلاهما [عبد الله بن مطيع، وسعيد بن إدريس]، قالا: ثنا هشيم، به نحوه مطولًا؛ إلا أن بحشل ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه.

3 -

وأما حديث عرعرة بن البرند، فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 187)، قال: ثنا الساجي، ثنا ابن المثنى، ثنا عرعرة بن البرند، به مختصرًا، حيث ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه، وقد تحرَّف في المطبوع "عاصم" إلى "عصام".

4 -

وأما حديث حماد بن شعيب، فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" "مسند عمر" (1/ 57: 59)، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي البختري الطائي، حدّثنا محمَّد بن عبد الرحمن المحاربي، عن حماد بن شعيب، به مختصرًا حيث ذكر النهي عن المسألة فقط، وقد تحرف في المطبوع "زياد بن أبي زياد" إلى "يزيد بن إبي زياد".

(ب) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن، به.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث"(1/ 528) كتاب (13) الوصايا، باب (3) وصية قيس بن عاصم (رقم 471)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، به نحوه مطولًا.

(ج) من طريق القاسم بن مطيب عن الحسن، به. =

ص: 691

= أخرجه البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد"(2/ 408) باب (431) هل يفلي أحد رأس غيره؟ (رقم 953)، قال: حدّثنا علي بن عبد الله قال: حدّثنا المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي -وكان ثقة- قال: حدّثنا الصَّعق بن حَزْن قال: حدثني القاسم بن مطيب، به نحوه مطولًا.

الثالثة: من طريق عبد الملك بن أبي سوية عن قيس بن عاصم، به، لكنه لم يذكر قصة قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكر وصية قيس لأبنائه، وزاد فيها ألفاظًا أخرج وجعل في آخرها شعرًا.

أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 611)"الموطن السابق"، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمذان.

وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 341: 871).

وفي الأوسط "مجمع البحرين"(4/ 129) كتاب (16) الوصية، باب (5) وصية قيس بن عاصم (رقم 2207).

كلاهما [أبو جعفر الأسدي، والطبراني]، قالا: حدّثنا محمَّد بن زكريا الفلابي، ثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك، عن أبيه، عن عبد الملك بن أبي سويه المنقري قال:"شهدت قيس بن عاصم، فذكره".

الرابعة: من طريق مخلد بن عقبة عن أبيه، عن جده، عن قيس بن عاصم.

أخرجه "بحشل" في "تاريخ واسط"(ص 165)، قال: حدّثنا مقدم بن محمَّد قال: ثنا سعيد بن خالد قال: ثنا الحكم بن عوانة عن أبيه قال: ثنا مخلد بن عقبة، عن أبيه، عن جده

فذكر مقتصرًا على النهي عن النياحة.

الخامسة: من طريق معمر عن قتادة موقوفًا عليه.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 95) باب في مسألة الناس (رقم 20024)، قال: عن معمر عن قتادة قال: أوصي قيس بن عاصم بنيه فقال: ثم ذكر نحو لفظ حكيم بن قيس، عن أبيه. =

ص: 692

= الحكم عليه:

ذكر المصنف له ثلاث طرق:

1 -

طريق مسدّد -وهي أحسنها حالًا- مع أنها ضعيفة من أجل حال "حكيم بن قيس"، فإنه مجهول كما مضى في ترجمته.

2 -

طريق أبي يعلى، وهي ضعيفة أيضًا، وفيها علتان:

(أ) في إسنادها "زياد بن أبي زياد"، وهو ضعيف -كما تقدَّم-.

(ب) عنعنة "هشيم بن بشير"، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع.

وهاتان الطريقان تحمل إحداهما الأخرى وتعضدها.

3 -

أما طريق الحارث بن أبي أسامة، فهي ضعيفة جدًا، من أجل حال "داود بن المحبر"، فإنه متروك، وما ذكر من الطرق الأخرى في تخريجه لا تخلو من مقال، وبعضها شديدة الضعف. لكنها تدل على أن للحديث أصلًا، ويغني عنها جميعًا الطريقان الأولان، فإن ضعفها منجبر وتعضد إحداهما الأخرى، والله أعلم.

ص: 693

4 -

بَابُ قِرَى الضَّيْفِ وَمَا جَاءَ فِي كُلِّ (1) كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ

2386 -

قَالَ إِسْحَاقُ: "أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ أَبِي (2) يُونُسَ، عَنِ الْمِقْدَادِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ حَتَّى يَأْخُذُوا قِرَاهُ (3) مِنْ زَرْعِهِ (4) أَوْ ضَرْعِهِ (5) ".

هَكَذَا أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِي كرب.

(1) في (حس) و (عم) و (سد) زيادة: "ذات".

(2)

في (حس) و (عم) و (سد): "ابن يونس"، ولعله سبق قلم، والصواب:"أبو يونس"، كما في ترجمته في التاريخ الكبير، والجرح والتعديل.

(3)

قراه: أي ضيافته، قال في لسان العرب (15/ 179):"وقَرى الضيف قِرىً وقَراء: أضافة".

(4)

زرعه: المقصود مزرعته أو بستانه وما يزرع فيه.

(5)

ضرعه: قال في لسان العرب (8/ 223): "

يعني بالضرع الشاة والناقة".

ص: 694

2386 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: "رواه إسحاق بن =

ص: 694

= راهويه من مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حديث المقدام بن معدى كرب".

قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه.

وذكره البخاري بهذا الإسناد في التاريخ الكبير (الكنى)(ص 82)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 456، 457).

وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال"(9/ 252: 25902)، ونسبه إلى ابن عساكر عن المقداد بن الأسود.

ص: 695

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان:

1 -

في إسناده "يزيد بن سنان" وهو ضعيف كما في ترجمته.

2 -

وفي إسناده "أبو يونس" وهو مجهول.

والحديث ثابت ومعروف -كما قال المصنف- من حديث المقدام بن معدي كرب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أيما رجل أضاف قومًا فلم يقروه كان له أن يُعقِبَهم بمثل قِراه".

وفي رواية "أيما رجل أضاف قومًا، فأصبح الضيف محرومًا، فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلة من زرعه وماله".

أخرجه أبو داود في سننه (4/ 129: 3751)، وأحمد في مسنده (4/ 130، 131)، والحاكم في المستدرك (4/ 132)، والدارمي في سننه (2/ 98)، والدارقطني في سننه (4/ 287: 59)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 331، 332)، والطبراني في الكبير (20/ 282، 283: 667، 668، 670)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 248: 2815)، وفي "شرح معاني الآثار"(4/ 242)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 341: 3004)، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 111). قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 159):"إسناده صحيح".

ص: 695

2387 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا محمَّد بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ (1)، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهِيَ مُصَرَّاةٌ (2)، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"نَادِ يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا، فَإِنْ جَاءَ وإلَاّ فَاحْلُلْ صِرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صِرَّ وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَاعِيَهُ"(3)(4) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوْصِنِي. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَقِمِ الصَّلَاةَ، وآتِ الزَّكَاةَ، وُصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَزُلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ". قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ (5) تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كبد حرا (6) أجر".

(1) في (سد) و (عم): "المشمولي"، وهو خطأ.

(2)

مصراة: المصراة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة يُصَرَّى اللبن في ضَرعها أي يجمع ويحبس.

النهاية (3/ 27).

(3)

في (حس) و (سد)(عم): "دواعيه".

(4)

ابق للبن داعية: قال في النهاية (2/ 120): "أي أبْق في الضرع قليلًا من اللبن ولا تستوعبه كله، فإن الذي تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله، وإذا استقصي كل ما في الضرع أبطأ دَرُّة على حباله".

(5)

الضوال: الضالة: ما ضل من البهائم، والمراد بها في الحديث الضالة من الإبل، والبقر مما يحمى نفسه ويقدر على الابعاد في طلب المرعى، والماء بخلاف الغنم. لسان العرب (11/ 392).

(6)

حرى: قال في النهاية (1/ 364): "الحرى: فعلى من الحَرِّ، وهي تأنيث حَرَّان وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى: أن في سقي كل ذي كبد حرَّى أجر. وقيل: أراد بالكبد الحرّى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيه حياة، يعنى في سقي كل ذي روح من الحيوان".

ص: 696

2387 -

تخريجه:

هذا الحديث جزء من الحديث المتقدم (برقم 2364)، وقد تقدم هناك تخريجه =

ص: 696

= ودراسة إسناده والحكم عليه بأنه ضعيف. ومحل الشاهد منه هنا في موضوعين:

1 -

قوله "واقر الضيف" ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب، وتقدم الكلام عليه في الحديث السابق (برقم 2386).

2 -

قوله: "قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ تَرِدُ علينا

".

ويشهد له حديث أبي هريرة في قصة الرجل الذي سقى الكلب، فشكر الله له، وغفر له. فقالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر".

أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(5/ 50: 2363) و (5/ 135: 2466) و (10/ 452: 6009)، ومسلم في صحيحه (4/ 1761: 2244)، وأبو داود في سننه (3/ 50: 2550)، ومالك في الموطأ (2/ 929)، وابن حبّان في "الإحسان" (2/ 301: 544)، وأحمد في المسند (2/ 375، 517)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 185)، والقضاعي في مسند "الشهاب" (1/ 99: 113)، والبخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (1/ 468: 378).

ص: 697