المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - باب الحث على الصبر - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌11 - باب الحث على الصبر

‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

3141 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زائدة، عن هشام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِيمان أفضل؟ قال- في:"الصبر والسماحة".

* إسناده حسن.

أخرجه من حديث طويل، قد أخرجوه مفرقًا إلّا هذه الجملة.

ص: 167

3141 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات، إلّا أنه منقطع، الحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وقال الحافظ هنا في المطالب: إسناده حسن.

قلت: أما لذاته، فلا، وأما لغيره، فنعم.

ص: 167

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 33) بلفظ قريب مع زيادة في آخره، إلّا أنه أسقط هشامًا من الإسناد، ولفظه: قيل: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال:"الصبر والسماحة"، قيل أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال "أحسنهم خُلُقًا".

ورُوي من طريق يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر عَنْ أَبِيهِ، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا، أخرجه: ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 31)، وأبو يعلى =

ص: 167

= (3/ 380)، وعنه ابن عَدي (7/ 155)، وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ص 51)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 662).

وإسناده ضعيف، فيه يوسف بن محمَّد بن المُنْكَدِر، قال الحافظ: ضعيف (التقريب 612)، وبه أعلَّه العراقي (المغني مع الأحياء 3/ 244).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد لأحمد (ص 25) عن الحسن البصري مرسلًا، وإسناده: حدثني بَيان بن الحكم، حدّثنا محمَّد بن حاتم، حدثني بِشر بن الحارث: أنبأنا عباد بن العوام عن هشام، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أي الإِيمان أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة".

وسنده ضعيف؛ لِإرساله، ولوجود بَيان بن الحكم، قال الذهبي: لا يعرف الميزان (1/ 356).

ويشهد لحديث الباب ما رُوي عن عَمرو بن عَبَسة، وعبادة بن الصامت، وعُمير بن قتادة الليثي، كما يلي:

1 -

حديث عَمرو بن عَبَسة: أخرجه أحمد (4/ 385) من طريق محمَّد بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عَنْ عَمرو بن عَبَسة، فذكره في أثناء حديث طويل، ولفظه: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال:"حر وعبد". قلت: ما الإِسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام" قلت: ما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة" قال: قلت: أَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لسانه ويده". قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: "خلق حسن".

قال: قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت". قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل". قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عَقَرَ جواده، وأُهريق دمه". قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: "جوف الليل الآخر، ثم الصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر، فلا صلاة إلّا الركعتين حتى تصلي الفجر، فإذا صليت صلاة الصبح، فأمسك عن الصلاة حتى تطلع =

ص: 168

= الشمس، فإذا طلعت الشمس، فإنها تطلع في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها، فأمسك عن الصلاة حتى ترتفع، فإذا ارتفعت، فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يقوم الظل قيام الرمح، فإذا كان كذلك، فأمسك عن الصلاة حتى تمل، فإذا مالت، فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تغرب الشمس، فإذا كان عند غروبها، فأمسك عن الصلاة، فإنها تغرب أو تغيب في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها".

وإسناده ضعيف، محمَّد بن ذكوان، هو الأزدي الجهضمي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 477)، لكن أخرجه البيهقي في الزهد (ص 274) من غير طريق محمَّد بن ذكوان هذا، وإسناده صحيح، قاله العراقي (المغني مع الإحياء 3/ 244).

وأخرج بعضه دون لفظ الباب أبو داود (2/ 25)، والترمذي (5/ 535)، والنسائيُّ (1/ 279، 283)، وابن ماجه (1/ 396، 434).

2 -

حديث عبادة بن الصامت: أخرجه الإمام أحمد (5/ 318) قال: ثنا حسن، ثنا ابن لَهيعة، ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح، أنه سمع جُنادة بن أبي أُمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال:"الإيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله".

قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال:"السماحة والصبر". قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال:"لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به".

وإسناده رجاله ثقات، سوى ابن لَهيعة، فهو ضعيف.

3 -

حديث عُمير بن قتادة الليثي: أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 49)، والحاكم (3/ 626)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 357) من طريق بكر بن خُنيس عن أبي بدر، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن أبيه، عن جده، وسقط: أبو بدر من إسناد الحاكم، وجاء في إسناد أبي نُعيم: عبد الله بن أبي بدر، وهو خطأ.

ولفظ الطبراني: قال عُمير: كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني، لم أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا، ولم أسمع أحدًا يسأله عنها، فكنت أتحينه، فدخلت ذات يوم =

ص: 169

= وهو يتوضأ، فوافقته على حالين، كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغًا طيب النفس، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي فأسألك، قال:"نعم، سل عما بدا لك".

قلت: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر". قلت: وأي المؤمنين أفضلهم إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلُقًا". قلت: فأي المسلمين أفضل إسلامًا؟ قال: "من سلم المسلمون من يده ولسانه".

قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطا رأسه، فصمت طويلًا، حتى خفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول:"إن أعظم الناس في المسلمين جرمًا لمن سأل عن شيء لم يحرم عليهم، فحرم من أجل مسألته"، فقلت: أعوذ باللهِ من غضب الله، وغضب رسوله، فرفع رأسه، فقال:"كيف قلت؟ ". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة عدل عند إمام جائر".

قال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، اسمه: بشار بن الحكم، شيخ من البصرة، وقد رَوى عن ثابت البناني غير حديث.

قلت: سند هذا الحديث ضعيف، فيه بكر بن خُنيس، قال الحافظ: صدوق له أغلاط (التقريب ص 126)، وأبو بدر: هو بشار بن الحكم، منكر الحديث (المغني (1/ 103)، وذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (5/ 230)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بكر بن خُنيس، وهو ضعيف.

وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 39) من طريق سُويد أبي حاتم، ثنا عبد الله بن عُبيد بن عُمير، به مختصرًا.

ولفظه: كنت قاعدًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال:"الصبر والسماحة". قال: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلُقًا".

وسنده ضعيف، سُويد هو ابن إبراهيم الجَحْدَري، أبو حاتم الحَنَّاط، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ له أغلاط (التقريب ص 260).

قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 170

3142 -

قَالَ (1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمير، ثنا عَبْدة، هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحرِز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إلَّا أتاهم الله عز وجل برزق".

(1) في نسخة (و) و (س): "وقال".

ص: 171

3142 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف فيه أبو رجاء صاحب مناكير، مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعنه هنا.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 139) من طريق أبي رجاء، ثم قال: قال أبي: هذا حديث منكر.

وذكره الذهبي في الميزان (4/ 524) وعدَّه من مناكير أبي رجاء.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 256)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله وثقوا. أهـ. وهو من تساهله.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100)، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.

ص: 171

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 70).

وأخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 322 ب) من طريق أبي سعيد الأشج، ثنا عَبْدة، به بلفظ قريب.

ولفظه: "ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثًا إلّا أتاهم الله برزق".

ورُوي من طريق عَبْدة بن سليمان، به، لكن من مسند ابن عباس، أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) من طريق أبي الخطاب زياد بن يحيى، نا عَبْدة بن سليمان، به، بلفظ قريب. =

ص: 171

= ولفظه: "ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثًا، إلّا أتاهم الله برزقه".

قال البيهقي: إسناده ضعيف، ورُوي من وجه آخر ضعيف.

ويشهد له حديث أبي هريرة مرفوعًا بمعناه:

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 130)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 215) واللفظ له من طريق إسماعيل بن رجاء، نا موسى بن أعين، عن الأعمش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -وعند البيهقي: ابْنِ عَبَّاسٍ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من جاع أو احتاج فكتمه الناس، كان حقًا على الله عز وجل أن يرزقه رزق سنة من حلال".

لكن قال ابن حبّان: هذا خبر باطل، لا الأعمش حدث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله.

وقال البيهقي: تفرد به إسماعيل بن رجاء عن موسى بن أعين.

ص: 172

3143 -

حدّثنا (1) إبراهيم بن الحسين الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ (2) صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مكحول، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (3) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الناس [اليوم] (4) كشجرة ذات جناء، ويوشك أن [يعود] (5) الناس (6) كشجرة ذات شوك، إن نافرتهم نافروك (7)، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طلبوك". قال: قلت: وكيف بالمخرج يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "تقرضهم (8) من عرضك ليوم فقرك".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

(2)

في نسخة (و): "ثنا عن".

(3)

زاد في نسخة (و): "الباهلي".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في جميع النسخ: "يعودوا"، والمثبت هو الصواب.

(6)

قوله "الناس": ساقط من نسخة (و).

(7)

في نسخة (س): "إن ناقرتهم ناقروك".

(8)

في نسخة (و): "يقرضهم".

ص: 173

3143 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف، فيه علل:

1 -

إبراهيم بن الحسين، وهو مجهول.

2 -

بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعن.

3 -

صدقة بن عبد الله ضعيف.

4 -

مكحول مدلس، وقد عنعن.

5 -

الانقطاع بين أبي أمامة ومكحول.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 285)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بقية وهو مدلس، وصدقة بن عبد الله ضعيف جدًا، ووثقه دُحيم، وأبو حاتم.

ص: 173

تخريجه:

أخرجه من طريق المصنف: الشجري في الأمالي (2/ 153).

وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 363)، قال: حدّثنا إبراهيم بن أسباط، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (ص 482) من طريق إبراهيم بن الهيثم، كلاهما: عن إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، به بلفظ قريب.

ولفظ أبي الشيخ: "الناس كشجرة ذات جنى، ويوشك أن تعود كشجرة ذات شوك، إِنْ نَاقَدْتَهُمْ نَاقَدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وإن هربت منهم طلبوك"، قالوا: يا رسول الله، وكيف المخرج من ذلك؟ قال:"تقرضهم من عرضك ليوم فقرك".

وقوله: "إن ناقدتهم ناقدوك" أي إن عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله (النهاية 5/ 104).

وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149)، وفي مسند الشاميين (2/ 293)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (1/ 127) والشجرى في الأمالي (2/ 153) من طريق حَيْوة بن شُريح، ثنا بقية بن الوليد، به بلفظ قريب.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 421) من طريق يزيد بن عطاء بن وهب عن مكحول، به بلفظ قريب.

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.

ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي الدرداء، وزيد بن أوفى، وأبي مسلم الخَوْلاني، كما يلي:

1 -

حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، ورُوي عنه مرفوعًا وموقوفًا:

(أ) رواية الرفع: أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 199) واللفظ له، ومن طريقه كل من ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 732)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 772) من طريق الفرج بن فَضالة عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ =

ص: 174

= قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إن نقدت الناس نقدوك، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أدركوك" قال: قلت: فما أصنع؟ قال: "هب عرضك ليوم فقرك".

وسنده ضعيف لضعف الفرج بن فَضَالة (التقريب ص 444).

(ب) رواية الوقف: أخرجها الأصبهاني في الترغيب (2/ 974) واللفظ له، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 772) من طريق ابن أبي الدنيا، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدّثنا أبو ضَمْرة أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد قال: قال أبو الدرداء: "أدركت الناس ورقًا لا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك"، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: "تقرضهم من عرضك ليوم فقرك".

وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 310) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 218) عن محمَّد بن بِشر قال: حدّثنا مِسْعَر عن عون بن عبد الله، عن أبي الدرداء قال:"من يتفقد يَفْقِدْ، ومن لا يَعُدَّ الصبر لفواجع الأمور يعجز"، قال: وقال أبو الدرداء: "إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك".، قال: فما تأمرني؟ قال: "أقرض من عرضك ليوم فقرك".

وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات.

وقوله: "من يتفقد يَفْقِدْ" أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها، فإنه لا يجد ما يرضيه؛ لأنّ الخير في الناس قليل (النهاية 3/ 462).

وقوله: "إن قارضت الناس قارضوك" أي إن ساببتهم ونلت منهم، سبوك ونالوا منك (النهاية 4/ 41).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 772) من طريق العباس بن محمَّد، نا محمَّد بن بِشر العَبْدي، به بمثل لفظ ابن أبي شيبة، إلَّا قوله:"ومن لا يُعَدَّ الصبر لفواجع الأمور يعجز".

وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 199) واللفظ له، ومن طريقه ابن عساكر =

ص: 175

= في تاريخ دمشق -خ- (13/ 772) من طريق الفرج بن فَضالة عن لقمان، عن أبي الدرداء قال:"إن نقرت الناس نقروك، وإن تقربت منهم أدركوك، وإن تركتهم لم يتركوك". قال: فكيف أصنع؟ قال: "هب عرضك ليوم فقرك".

قال الخطيب:

وقد حدّثنا بهذا الحديث جماعة عن الربيع، فمنهم من وقفه، ومنهم من أسنده

ثم قال: رواه نُعيم بن الهيضم، عن فرج بن فَضالة، موقوفًا، وهو الصحيح.

2 -

حديث زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير

(5/ 220) بإسناده إلى زيد بن أبي أوفى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مسجد

المدينة، فجعل يقول:"أين فلان بن فلان؟ " فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم، حتى اجتمعوا عنده. فذكر الحديث مطولًا في إخاء النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:"ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ " قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

قال: "إن تنقذ ينقذوك، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك فأقرضهم عرضك ليوم فقرك".

وسنده ضعيف، قال البخاريُّ في التاريخ الصغير (1/ 250): هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد، عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولا أصل له.

وقال الحافظ في الإصابة (4/ 40): قال ابن السكن: رُوي حديثه من ثلاث طرق، ليس فيها ما يصح.

3 -

أثر أبي مسلم الخَوْلاني: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 546) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (2/ 123)، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 508)، وابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 246 أ)، والخطابي في العزلة (ص 106) من طريق محمد بن عَمرو عن صفوان بن سُليم قال: قال أبو مسلم =

ص: 176

= الخَولاني: "كان الناس ورقًا لا شوك فيه، وإنهم اليوم شوك لا ورق فيه، إن ساببتهم سابوك، وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك".

وإسناده حسن، محمَّد بن عَمرو هو ابن علقمة، قال الذهبي: حسن الحديث (الميزان 3/ 673).

قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 177