الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ
3351 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِياث، ثنا عبد الحميد بن رزيق (1)، حدّثنا أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"أَنَّهُ كان إذا أصابه شِدَّةٌ وَدَعَا (2)، رَفَعَ (3) يَدَيْهِ، حَتَّى يُرى بَيَاضُ إبطيه" صلى الله عليه وسلم.
(1) في نسخة (س): "زريق"، وفي نسخة (و):"رريق"، وعلق في الهامش بقوله "كذا".
(2)
في نسخة (و) و (س): "دعا" بدون واو العطف.
(3)
في نسخة (و) و (س): "ورفع".
3351 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته أبو داود الأعمى، وهو متروك الحديث، وفيه عبد الحميد بن رزيق لم أعرفه.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف أبي داود الأعمى، واسمه نُفيع بن الحارث.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأبي يعلى عن البراء، ورمز لحسنه. (فيض القدير 5/ 103). وقال الشيخ الألباني: ضعيف. (ضعيف الجامع ص630). =
= تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى: كما في جامع المسانيد لابن كثير (1/ 440)، وفضِّ الوعاء للسيوطي (ص 81)، وعند ابن كثير: عبد الحميد بن أبي رزين الهلالي، بدل: عبد الحميد بن رزيق.
ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير المصنِّف، لكن ورد في معناه أحاديث كثيرة، ساقها الحافظ رحمه الله في الفتح (11/ 142)، ومن ذلك ما رُوي عن أنس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وأبي بَرزَة الأسلمي رضي الله عنهم، كما يلي:
1 -
حديث أنس: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 379) واللفظ له، وعنه الإمام مسلم (2/ 612)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 119)، كلاهما من طريق ثابت البُناني عن أنس قَالَ:"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء، حتى يُرى بياض إبطيه".
2 -
حديث أبي موسى: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 187) من طريق أبي موسى قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء، فتوضأ به، ثم رفع يديه فقال:"اللهم اغفر لعُبيد أبي عامر" -ورأيت بياض إبطيه- فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس".
3 -
حديث أبي هريرة: أخرجه إسحاق (1/ 158) واللفظ له، وأحمد (2/ 235)، والبزار كما في الكشف (4/ 42)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 201) من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء، حتى يُرى إبطاه".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 168)، ثم قال: رواه البزّار عن شيخه محمَّد بن يزيد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وإسناد أحمد، وإسحاق صحيح، وشيخ البزّار في هذا الحديث هو =
= محمَّد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، وهو ضعيف (انظر التقريب ص 514).
4 -
حديث زيد بن أرقم: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 170) من طريق ضِرار بن صُرَد، ثنا علي بن عابس عن الحسن بن عُبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قَالَ:"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دعا، فرفع يديه، حتى رأيت بياض إبطيه".
وإسناده ضعيف، فيه ضِرار بن صُرَد، قال الحافظ: صدوق له أوهام وخطأ، ورُمي بالتشيّع (التقريب ص 280)، وفيه علي بن عابس، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 402).
5 -
حديث أبي بَرْزَة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئي بَيَاضُ إبطيه صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3352).
3352 -
حدّثنا (1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ فُضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، صَاحِبِ هذه الدار، عن أبي بَرْزَة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئي (2) بَيَاضُ إبطيه" صلى الله عليه وسلم.
(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.
(2)
في نسخة (و) و (س): "رأى".
3352 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه يزيد بن أبي زياد القرشي، وفيه أبو هلال لم أعرفه، لذا أتوقف في الحكم عليه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 168)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وأبو هلال صاحب أبي بَرْزَة لم أعرفه، ويزيد بن أبي زياد مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى: كما في المقصد العلي -خ- (ق 155 أ)، وفضِّ الوعاء للسيوطي (ص 82).
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 378) قال: حدّثنا محمَّد بن فُضيل به، بلفظ:"أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على رجلين، فرفع يديه".
ويشهد له الحديث الماضي برقم (3351)، وما ذُكر في تخريجه عن أنس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم رضي الله عنهم.
3353 -
وقال مُسَدَّد: حدثنا بِشْر، هُوَ ابْنُ المُفَضَّل، ثنا خَالِدٌ، هُوَ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَيريز رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عز وجل، فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا".
قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلابة: مَا معنى هذا؟ (1)، فرفع [بين](2) يديه، وقال: هكذا التكبير، والتهليل.
(1) قوله "ما معنى هذا": في نسخة (و) و (س): "ما هذا".
(2)
في جميع النسخ: "بِشْر"، وهو خطأ، والمثت هو الصواب، لسياق الكلام.
3353 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه من مرسل عبد الرحمن بن مُحَيريز، قاله ابن عبد البر في الاستيعاب (6/ 86).
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه:
هو في مسند مُسَدَّد: كما في فضِّ الوعاء (ص 92).
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 206) عن بِشْر بن المُفَضَّل به، وذكر أول المتن، ثم قال: قال أبي: يقال هو عبد الله بن مُحَيريز الصحيح، وكذلك قال خالد لعل الصواب: أيوب عن أبي قِلابة. أهـ.
ورُوي عن عبد الله بن مُحَيريز عوضًا عن عبد الرحمن بن مُحَيريز، أخرجه العُقيلي في الصحابة: كما في أُسْد الغابة لابن الأثير (3/ 378) من طريق شعبة عن خالد الحذاء به، بلفظه.
قال ابن الأثير: كذا ذكره العُقيلي في الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث رواه إسماعيل بن عُليَّة، وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن أبي قِلابة، أن =
= عبد الرحمن بن مُحَيريز قال: إذا سألتم الله
…
الحديث، مثله سواء، وقالا:"عبد الرحمن"، لا "عبد الله" وقد روى خالد الحذاء في هذا الحديث "عبد الرحمن" أيضًا، كما قال أيوب. أهـ.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 286) قال: حدّثنا حفص بن غِياث عن خالد، عن أبي قِلابة، عن ابن مُحَيريز مرفوعًا بلفظه.
ورُوي حديث الباب من طريق خالد الحذاء أيضًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الكبير: كما في فضّ الوعاء (ص 87)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 224)، كلاهما: من طريق عمار بن خالد، ثنا القاسم بن مالك المُزَني عن خالد الحذاء به، بلفظه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 169)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمار بن خالد الواسطي، وهو ثقة.
وذكر الدارقطني في العلل (7/ 157) هذه الطريق، ثم قال: وُهِمَ فيه على خالد، والمحفوظ عن خالد، عن أبي قِلابة، عن ابن مُحَيريز مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه أيوب عن أبي قِلابة، عن ابن سيرين لعل الصواب ابن مُحَيريز مرسلًا. أهـ.
ويشهد له ما رُوي عن مالك بن يسار، وابن عباس رضي الله عنهم، كما يلي:
1 -
حديث مالك بن يسار: أخرجه أبو داود (2/ 78)، وابن أبي عاصم في الآحاد (4/ 410)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسْد الغابة (5/ 56)، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (432) من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني ضُمْضُم عن شُريح، ثنا أبو ظَبْية، أن أبا بَحْرية السَّكوني حدثه عن مالك بن يسار السَّكوني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بلفظه.
وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (2/ 69 أ) وحسَّن إسناده.
وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 118)، ثم قال: وهذا إسناد =
= جيد، ضُمضُم هذا هو ابن زُرعة، وثَّقه جماعة، منهم ابن معين، وضعَّفه أبو حاتم، وقال الحافظ: صدوق يهم. وسائرهم ثقات، وقول الحافظ في أبي ظَبْية: مقبول غير مقبول، بل هو قصور، فإن الرجل قد وثَّقه جماعة من المتقدمين، منهم ابن معين، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وقد روى عنه جماعة من الثقات. أهـ.
وذكره في صحيح الجامع (1/ 163) وقال: صحيح.
2 -
حديث ابن عباس: أخرجه ابن ماجه (2/ 1272) واللفظ له، وابن حبّان في المجروحين (1/ 364)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 356)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 226)، وأخرجه ابن عَدي (4/ 51)، والحاكم (1/ 536)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 202، 204) من طريق صالح بن حسان عن محمَّد بن كعب القُرَظي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا دعوت الله، فادع ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت، فامسح بهما وجهك".
قال البغوي في الموضع الأوّل: صالح بن حسان المدني الأنصاري منكر الحديث، قاله البخاريُّ. أهـ.
وضعَّفه ابن الجوزي، لوجود صالح بن حسان.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 351)، ثم نقل عن أبيه قوله:"هذا حديث منكر".
قلت: صالح بن حسان هذا متروك، قاله الحافظ. (التقريب ص 271).
فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا جدًا لوجوده، والله أعلم.
وبالشاهد الأوّل يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.