الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 - باب بقية التحذير من الرياء
3220 -
قال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد بْنِ عَرَبِيٍّ عن رجل (1) لا أعلمه إلا [سعيدًا](2) الْأَزْرَقَ، عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: رَأَى أُويس (3) رضي الله عنه رَجُلًا يُصَلِّي يَقُومُ وَيَقْعُدُ، فَقَالَ:"مَا لَكَ؟ "، قَالَ: أَقُومُ، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَأَجْلِسُ، ثُمَّ تُنَازِعُنِي نَفْسِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَقُومُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَاجْلِسْ (4). قَالَ:"لَوْ خَلَوْتَ كُنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ (5). قال: "صَل (6)، فلستَ بمُراءٍ (7) ".
(1) في نسخة (و): "رجلًا".
(2)
في جميع النسخ: "سعيد"، والمثبت هو الصواب لغة.
(3)
في نسخة (س): "أُويسًا".
(4)
قوله "ثُمَّ تُنَازِعُنِي نَفْسِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَقُومُ، ثُمَّ يقول إنك ترائي فأجلس": ساقط من نسخة (س).
(5)
قوله "قال: نعم": كتب في هامش الأصل.
(6)
قوله "صلِّ": ساقط من نسخة (و).
(7)
في نسخة (و): "براء".
3220 -
الحكم عليه:
هذا إسناد، فيه حسين بن محمَّد وهو مستور، وفيه سعيد الأزرق، ولم أر من =
= ترجم له؛ فأتوقف في الحكم عليه.
تخريجه:
هو في زهد أحمد (ص 477)، وفي سنده: حسين بن محمَّد عن عربي.
والصواب: حسين بن محمَّد بن عربي، كما في المطالب هنا.
ولم أجد من أخرجه غير المصنِّف، والله الموفِّق سبحانه.
3221 -
وقال مُسَدَّد: حدّثنا خالد، ثنا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أن رجلًا قدم على ابن عمر رضي الله عنه فقال له: "كيف أنتم والضحّاك بن قيس رضي الله عنه؟ "، قال: نحن وهو، إذ لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وَإِذَا وَلَّيْنَا عنه، قلنا له غير ذلك. قال:"ذلك (1) مَا كُنَّا نَعُدُّ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من النفاق".
(1) قوله "قال ذلك": كتب في هامش الأصل، وفي نسخة (و) و (س):"قال ذاك".
3221 -
الحكم عليه:
إسناده ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد القرشي.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ونسبه لمُسَدَّد، وسكت عنه.
تخريجه:
ذكره الحافظ في الفتح (13/ 170) قال: وفي مسند مُسَدَّد من رواية يزيد بن أبي زياد عن مجاهد: فذكره بلفظ قريب.
ولفظه: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: "كَيْفَ أَنْتُمْ وَأَبُو أُنيس الضَّحَّاكُ بْنُ قيس؟ "، قال: إِذَا لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وَإِذَا ولينا عنه، قُلْنَا لَهُ غَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ:"ذَاكَ مَا كنا نعده مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من النفاق".
قلت: ولفظ الباب قد ورد من طرق أخرى عن ابن عمر، كما يلي:
1 -
من طريق عاصم بن محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن أبيه قال أناس لابن عمر: إنَّا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم؟، قال:"كنا نعدها نفاقًا".
أخرجه الطيالسي (ص 264)، والبخاري (فتح 13/ 170) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (8/ 164)، وأبو الخير التبريزي في النصيحة (ص 124). =
= وقد أشار إلى هذه الطريق الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (3223 [2]).
2 -
ومن طريق أبي الشعثاء قال: قيل لابن عمر رضي الله عنهما: إنَّا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره؟ فقال:"كنا نَعدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النفاق".
أخرجه أحمد (2/ 105)، وابن ماجه (2/ 1315)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 182) واللفظ له، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 635)، والفريابي في صفة المنافق (ص 53).
وعند أحمد: إبراهيم بن أبي الشعثاء. وهو تحريف.
وإسناده صحيح. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 294): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأبو الشعثاء اسمه: سليمان بن أسود.
3 -
ومن طريق محمَّد بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر لقي ناسًا خرجوا من عند مروان، فقال:"من أين جاء هؤلاء؟ "، قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان.
قال: "وكل حق رأيتموه تكلَّمتم به، وأعنتم عليه، وكل منكر رأيتموه أنكرتموه، ورددتموه عليه؟ "، قالوا: لا والله، بل يقول ما يُنكر فنقول: قد أصبت أصلحك الله، فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله، ما أظلمه، وأفجره. قال عبد الله:"كنا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا نفاقًا لمن كان هكذا".
أخرجه أحمد (2/ 69)، وإسناده صحيح، قاله العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (7/ 198).
4 -
ومن طريق عُروة قال: قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ، جَوْرًا، فَنَقُولُ: وفَّقك الله تعالى وننظر إلى الرجل منا يُثْنِي عليه. قال رضي الله عنه: "أما نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلا". =
= وإسناده صحيح، قاله البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3223 [1])، لكنه معلول.
5 -
ومن طريق أبي إسحاق، عن عَريب الهَمْداني قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: إنَّا إذا دخلنا على الأمراء، زكيّناهم بما ليس فيهم، فإذا خرجنا، دعونا عليهم، قال:"كنا نعد ذلك النفاق".
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 182) واللفظ له، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 630)، وعبد الرحمن بن عمر الأصبهاني في كتاب "الإيمان": كما في الفتح (13/ 170).
وسنده ضعيف، أبو إسحاق هو عَمرو بن عبد الله السبيعي، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وقد عنعنه هنا.
6 -
ومن طريق مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: قلت لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنمدحهم، فإذا خرجنا، قلنا لهم خلاف ذلك، فقال:"كنا نعد هذا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نفاقًا".
أخرجه التبريزي في النصيحة (ص 123).
وسنده ضعيف؛ لوجود مسلمة بن علقمة وهو المازني. قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 531).
وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفِّق.
3222 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمير، ثنا زَيْدُ بْنُ الحُباب، حَدَّثَنِي عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء قال: أتينا الزهري فأمر بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: " [يَا نَعَايَا] (1) الْعَرَبِ -ثَلَاثًا- (2)، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ".
(1) في الأصل، ونسخة (س):"يا بقايا"، والمثبت من نسخة (و) ومصادر التخريج، وفي تصحيفات المحدثين للعسكري (1/ 280): الصحيح يا نَعَاءِ العرب، على معنى: انعَ العرب، كأنه يأمر بنعي العرب.
(2)
قوله "يا نعايا العرب -ثلاثًا-": في نسخة (س):"-ثلاثًا- يا بقايا العرب".
3222 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود عبد الله بن بُدَيْل.
وفيه علة أخرى، إذ لا يصح من رواية الزهري عن عباد بن تميم عن عمه، مرفوعًا، وإنما يرويه الزهري، عن محمود بن الربيع، ومحمود بن لَبيد عن شداد بن أوس موقوفًا، كما في التخريج، وقد نبه ابن أبي حاتم على هذه العلة في العلل (2/ 124) فقال: قال أبي: ليس هذا الحديث من حديث عباد بن تميم، إنما رُوي هذا الحديث عن الزهري، عن رجل قال: قال شداد بن أوس: قوله، وكان بمكة رجل يقال له: عبد الله بن بُدَيْل الخُزاعي، وكان صاحب غلط، فلعله أخذه عنه.
وذكره المنذري في الترغيب (3/ 271)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما صحيح.
ووافقه الهيثمي في المجمع (6/ 255)، وزاد: غير عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء، وهو ثقة.
قلت: مسند عبد الله بن زيد المازني غير موجود في المطبوع من معجم الطبراني الكبير لأراجعه، فلعله في الأجزاء المفقودة منه، والله أعلم. =
= تخريجه:
أخرجه ابن عَدي (4/ 213) عن المصنِّف.
وأخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص 150) من طريق الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحُباب به، بلفظه.
وأخرجه بَحْشل في تاريخ واسط (ص 220) من طريق عُبيد بن عقيل، وابن جرير في تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 117) من طريق عَمرو بن محمَّد، وابن عَدي (4/ 213) من طريق عُبيد الله بن عبد المجيد، ومحمد بن سليمان -فرقهما- وأبو نُعيم في الحلية (7/ 122)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 66)، من طريق سفيان، جميعهم: عن عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء به، بلفظه.
قال أبو نُعيم: بُدَيل هو ابن ورقاء الخُزاعي، تفرّد به عن الثوري: عصام بن
يزيد.
قلت: هذا الحديث يرويه الزهري، واختلف عنه كما يلي:
1 -
فرواه عبد الله بن بُدَيْل عنه، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد مرفوعًا.
2 -
ورواه سفيان بن عيينة عنه، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس موقوفًا.
3 -
ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة عنه، عن محمود بن لَبيد، عن شداد بن أوس موقوفًا أيضًا.
4 -
ورواه صالح بن كيسان، عنه، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، موقوفًا.
أما الوجه الأوّل، فهو طريق الباب، وقد تقدم تخريجه.
وأما الوجه الثاني، فأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 393) واللفظ له، والطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 117، 118) =
= قال: حدّثنا الفضل بن الصبّاح، وحدثني أحمد بن حماد الدولابي، وحدثني يونس -فرقهم- وأبو نُعيم في الحلية (1/ 268) من طريق إسحاق بن راهويه، خمستهم: عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس، أنه قال حين حضرته الوفاة:"يَا نَعَايَا الْعَرَبِ -ثَلَاثًا-، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية".
وإسناد الحسين المروزي صحيح.
وأما الوجه الثالث، فأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 356) قال: حدّثنا أبو صالح، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب، عن محمود بن لَبيد، عن شداد بن أوس، فذكره موقوفًا بلفظ قريب.
وأما الوجه الرابع، فأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (7/ 402) قال: قال لنا ابن أبي أُويس، أرنا إبراهيم بن سعد عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، سمع عُبادة بن الصامت قال:"أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك، والرياء، والشهوة الخفية".
ورجال إسناده ثقات.
ويظهر أن الراجح روايتا محمود بن الربيع، ومحمود بن لَبيد، كلاهما: عن شداد بن أوس موقوفًا؛ وذلك لثقة سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. (انظر التقريب ص 245، 357)، ولما في كلام ابن أبي حاتم. وأما الوجه الأوّل، فتقدم أنه لا يصح مرفوعًا، وأما الوجه الرابع -بجعل الحديث من مسند عُبادة بن الصامت موقوفًا- فمرجوح، حيث لم أقف على من جعل هذا الحديث من مسند عُبادة، ويظهر أن علة هذا الوجه يتحملها ابن أبي أُويس، وهو إسماعيل بن عبد الله، فإنه صدوق أخطا في أحاديث من حفظه. (التقريب ص 108)، ولعل روايته هذه مما أخطا فيه، والله تعالى أعلم.
وقد جاء حديث شدَّاد بن أوس مرفوعًا، لكن من غير طريق الزهري، أخرجه =
= أبو نُعيم في الحلية (1/ 268)، من طريق جُبارة بن مُغَلِّس، ثنا عبد الحميد بن بَهْرام عن شَهْر بن حَوْشَب، أنه سمع عبد الرحمن بن غَنْم يقول: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء، لقينا عبادة بن الصامت، قال: فبينا نحن كذلك، إذ طلع علينا شداد بن أوس، وعوف بن مالك، فجلسا إلينا، فقال شداد: "إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس، مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من الشرك والشهوة الخفية
…
" الحديث.
وإسناده ضعيف؛ لوجود جُبارة بن مُغَلِّس. قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 137).
وأخرجه ابن ماجه (2/ 1406) من طريق رَوَّاد بن الجراح عن عامر بن عبد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نُسَىّ، عن شداد بن أوس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله، أما إني لست أقول يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا وثنًا، ولكن أعمالًا لغير الله، وشهوة خفية".
وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 115)، ثم قال: رواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نُسَيّ به، وعبادة فيه ضعف، وفي سماعه من شداد نظر.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 339): هذا إسناد فيه مقال، عامر بن عبد الله لم أر من تكلم فيه بجرح ولا غيره، وباقي رجال الإسناد ثقات.
قلت: إسناده ضعيف، فيه رَوَّاد بن الجراح، قال الذهبي: له مناكير، ضُعِّف. (الكاشف 1/ 243)، وعامر بن عبد الله مجهول، قاله الحافظ:(التقريب ص 288)، والحسن بن ذكوان، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ورُمي بالقدر، وكان يدلِّس.
(التقريب ص 161)، وذكره في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 38)، وقد عنعنه هنا.
وأخرجه أحمد (4/ 124) واللفظ له، والطبراني في الكبير (7/ 284)، ومن =
= طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 268) من طريق عبد الواحد بن زيد، أخبرنا عبادة بن نُسَىّ عن شداد بن أوس أنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوله فذكرته فأبكاني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أتخوف على أمتي الشرك، والشهوة الخفية". قال: قلت: يا رسول الله، أتشرك أمتك من بعدك؟ قال:"نعم، أما إنهم لايعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولا وثنًا، ولكن يراءون بأعمالهم، والشهوة الخفية: أن يصبح أحدهم صائمًا، فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه".
وسنده ضعيف جدًا؛ لحال عبد الواحد بن زيد، قال الذهبي: متروك. (المغني 2/ 410).
3223 -
[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْل -هو ابن زياد- عن الأوزاعي، حدثني الزهري عن عروة قال: قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ [جَوْرًا](1)، فَنَقُولُ: وفَّقك الله تعالى، وننظر إلى الرجل منا [يُثْنِي] (2) عليه. قال رضي الله عنه:"أما نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فلا (3) ".
[2]
رواه البخاريُّ مِنْ طَرِيقِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر عن جده رضي الله عنه مختصرًا.
(1) في جميع النسخ: "جور"، والنقل من بغية الباحث.
(2)
في الأصل: "نثني"، والمثبت من باقي النسخ، وبغية الباحث.
(3)
قوله "فلا": ساقط من نسخة (و) و (س)، وفي بغية الباحث:"فكنا نعد هذا نفاقًا، فما أدري ما تعدُّونه أنتم؟ ".
3223 -
الحكم عليه:
إسناده رجاله كلهم ثقات، لكنه معلول.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة، بسند صحيح.
تخريجه:
هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1305).
ولفظه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الإمام يقضي بالقضاء نراه جورًا، ونقول: وفَّقك الله، وننظر إلى الرجل منا يُثْنِي عليه؟ قال:"أما نحن مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكنا نعد هذا نفاقًا، فما أدري ما تعدونه أنتم؟ ".
وأخرجه أبو يعلى (10/ 46) قال: حدّثنا الحكم بن موسى السمسار به، بلفظه.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند عبد الله بن عباس- (2/ 641)، =
= والفريابي في صفة المنافق (ص 52) من طريق عمر بن عبد الواحد، كلاهما: عن الأوزاعي به، بنحوه.
وهذا الأثر مداره على الزهري، واختلف عنه فيه كما يلي:
فرواه الأوزاعي عنه، عن عروة، عن ابن عمر، كما تقدم.
ورواه يونس بن يزيد عنه، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة، عن ابن عمر، أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 376)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 165)، وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 51)، كلاهما: من طريق يونس بن يزيد به، بنحوه.
وهذا الوجه هو الوجه الراجح، حيث ذكر الدارقطني هذا الأثر في علله -خ- (4/ 69 ب) فقال: يرويه الزهري، واختلف عنه، فرواه الأوزاعي، واختلف عنه: فرواه عيسى بن يونس، والمعافى بن عمران، وبشر بن بكر، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن ابن عمر، وكذلك قال الحكم بن موسى، عن هِقْل، عن الأوزاعي. وخالفه أبو مُسْهِر عن هِقْل، فقال: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن عروة. وخالفهم يونس بن يزيد، رواه عن الزهري، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة، وهو الصو اب. أهـ.
قلت: وتقدَّم تخريجه بتوسع في الحديث الماضي برقم (3221)، وبالله التوفيق والسداد.
وهو في صحيح البخاريُّ (فتح 13/ 170).
ولفظه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال:"كنا نعدها نفاقًا".