المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب فضل كتم الغيظ - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌ باب فضل كتم الغيظ

-‌

‌ باب فضل كتم الغيظ

(1)

3274 م- قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ، مَا كَظَمَهَا عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانًا.

(1) هذا الباب وحديثه زيادة من نسخة (ك)، وقد تقدم برقم (3152)، وذكر فيه حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقد تقدم في هذا البحث برقم (1420).

= = =

3274 م- الحكم عليه:

هذا الحديث ضعيف، علته نوح بن جعونة، وهو مجهول.

وانظر درجة الحديث السابق برقم (3152)، والله الموفِّق.

ص: 620

تخريجه:

أخرجه أحمد (1/ 327: 3015)، والقُضاعي في مسند الشهاب (745).

وورد بمعناه حديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 128: 6114)، وابن ماجه (4189)، والبيهقيُّ في الشعب (8307)، وفي الآداب (160)، والطبراني في مكارم الأخلاق (51) بإسناد صحيح. (سعد).

ص: 620

2 -

بَابُ تَقْدِيمِ (1) عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا

3275 -

قال إسحاق: أخبرنا جَرير عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: وَقَالَ حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبيب قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه في ركب مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فمرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إلى معاذ رضي الله عنه وهو واضع رأسه على [رحله](2) يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ:"عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟ " فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فقالوا كذا، فقال معاذ رضي الله عنه:"كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ ما قالوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، إِنْ أَنْتَ ابتدأت بنصيبك (3) من الدنيا، [يَفُتْكَ] (4) نصيبك من الآخرة، وعسى أن لا تدرك بينهما الذي تريد، وإن ابتدأت نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ [يمرُّ بِكَ] (5) عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا (6)، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حيثما تدور".

(1) في نسخة (س): "تقدم".

(2)

في الأصل ونسخة (و): "رجله"، والنقل من نسخة (س).

(3)

في نسخة (س): "نصيبك".

(4)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، وفي نسخة (و):"بقيك"، والمثبت من نسخة (س)، والإتحاف.

(5)

في الأصل: "يقربك"، والمثبت من باقي النسخ، والإتحاف.

(6)

قوله "فينتظم لك انتظامًا": في نسخهَ (و): "فينتقم لك انتقامًا"، وفي نسخة (س):"فينتظمه لك انتظامًا".

ص: 621

3275 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان:

1 -

ميمون بن أبي شَبيب، وهو ضعيف، وروايته عن معاذ مرسلة.

2 -

عنعنة حَبيب بن أبي ثابت، وهو مدلس.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا، ورواته ثقات.

ص: 622

تخريجه:

لم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما يلي:

أخرج هنَّاد (1/ 296)، من طريق عاصم، عن أبي قِلابة قال: حدثني ابن الرجل الذي لقي معاذًا، وأصحابه، قال: فذكره بنحوه، ولفظه: مرَّ بأبي نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال لهم: علموني مما تعلمون، فجعلوا يحدثونه، ويعلمونه، ويقولون: افعل كذا وكذا، وخلفهم رجل قد قصر رأس راحلته، فإذا هو معاذ فقال:"إن إخوتك قد أكثروا عليك، حتى أنساك أخذ حديثهم أوله، واحفظ مني اثنتين، إن حفظتهما، حفظت جميع ما قالوا لك، وإن ضيعتهما، ضيعت جميع ما قالوا لك: إنك إن تبدًا بنصيبك من الدنيا، يَفُتْكَ نصيبك من الآخرة، وإن تبدأ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ، يمرُّ بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ من الدنيا، حتى تنظمه انتظامًا، ثم تزول به معك حيث زلت"، فقال: حسبي، ثم رجع وهو يقول: ما رأيت كاليوم في الفضل. =

ص: 622

= وإسناده ضعيف لإبهام شيخ أبي قِلابة.

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 373)، من طريق معمر عن أبي قِلابة، عن غير واحد، أن فلانًا مرَّ به أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: فذكره بمعناه.

وذكره الذهبي في السير (1/ 455)، قال: روى أيوب، عن أبي قِلابة وغيره، أن فلانًا مرّ به أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: فذكره بمعناه.

وأخرجه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ (ص 267)، من طريق أيوب بن سُويد، عن ابن جابر قال: قال أبو سعيد بن المُعَلَّى: مرَّ بي الركب وأوصوني

فذكره بمعناه، وزاد في آخره قول أبي سعيد: فوالله لكأن وصايا القوم نسخت من صدري، وأوقع الله عز وجل في صدري ما قال، فلما جاوزني قلت: من الرجل؟ فقيل: معاذ بن جبل رحمة الله عليه.

وأيوب بن سُويد هو الرَّمْلي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 118)، فالإسناد لأجله ضعيف.

وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 346) عن أبي أسامة، واللفظ له، والطبراني في الكبير (20/ 35)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 234)، من طريق خالد بن الحارث، كلاهما: عن ابن عون، عن محمَّد قال: جاء رجل معاذ بن جبل، ومعه أصحابه يسلمون عليه، ويودعونه، فقال له معاذ: فذكره بمعناه.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 221)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أني لم أجد لابن سيرين سماعًا من معاذ، والله أعلم.

وأخرج هنَّاد (1/ 296) قال: حدّثنا المُحاربي عن ليث، عن صاحب له، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن معاذ قال: فذكره بمعناه، وليس فيه ذكر الرجل الذي جاء إلى معاذ فأوصاه. =

ص: 623

= وسنده ضعيف لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 40)، وفيه ليث هو ابن أبي سُليم ضعيف (انظر المغني 2/ 536)، ولأن فيه راويًا لم يسمّ.

وبما سبق يرتقي هذا الأثر إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

وقد ذكر ابن ودعان في الأربعين الودعانية الموضوعة (ص 42) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند منصرفه من أحُدٍ، والناس محدقون به، وقد استند إلى طلحة: "

إنه من بدأ بنصيبه من الدنيا، فاته نصيبه من الآخرة، ولا يدرك منها ما يريد، ومن بدأ نصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا، وأدرك من الآخرة ما يريد".

ص: 624

3276 -

وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ، إلَّا فِي عمل الآخرة".

ص: 625

3276 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح، وله شاهد مرفوع من حديث سعد بن أبي وقاص، رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم وصححه، والبيهقيُّ ثم ضبط وشرح لفظة "التؤدة".

ص: 625

تخريجه:

أخرجه وكيع (2/ 523)، وعنه ابن أبي شيبة (14/ 34)، وأحمد في الزهد (ص 176)، عن سفيان به، بلفظ قريب.

ولفظه: "التؤدة في كل شيء خير، إلَّا ما كان في أمر الآخرة".

وأشار إليه البغوي في شرح السنة (13/ 177) فقال: ورُوي عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: فذكره بلفط قريب.

ورُوي عن عمر رضي الله عنه من طريق أخرى، أخرجها ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 27)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 367)، من طريق المُحاربي عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "التؤدة في كل شيء خير، إلَّا في أمر الآخرة".

وهذا إسناد ضعيف، لما يلي: المُحاربي هو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 40)، وقد عنعن، وإسماعيل بن مسلم هو المكي، قال الحافظ: ضعيف الحديث (التقريب ص 110)، وإبراهيم هو ابن يزيد النَّخَعي، روايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة (انظر المراسيل ص 10).

وهذا الأثر مدار إسناده على مالك بن الحارث، واختلف عنه: =

ص: 625

= فرواه سفيان عن الأعمش، عنه، عن عمر رضي الله عنه موقوفًا، كما تقدم.

ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عنه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد مرفوعًا بلفظ قريب.

أخرجه أبو عبد الله الدورقي في مسند سعد (ص 126)، وأبو داود (4/ 255)، وأبو يعلى (12/ 123)، والحاكم (1/ 63)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 194)، وفي الزهد (ص 278)، وأخرجه البيهقي أيضًا في الزهد (ص 279)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 115).

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

وأشار إلى هذه الطريق البغوي في شرح السنة (13/ 177).

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه إلى أبي داود، والحاكم، والبيهقيُّ في الشعب، عن سعد، ورمز لصحته (فيض القدير 3/ 277).

وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 578)، وقال: صحيح.

قلت: وتصحيح الحديث من هذا الوجه فيه نظر، وذلك لأن الراوي له عن الأعمش: عبد الواحد بن زياد، وهو مع كونه ثقة، إلَّا أن في حديثه عن الأعمش وحده مقالًا (انظر التقريب ص 367)، فلا تعارض روايته رواية الثوري التي رواها عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عمر رضي الله عنه موقوفًا، والله أعلم.

ويشهد للفظ الباب ما يلي:

أخرج ابن أبي عاصم في الآحاد (5/ 342) قال: حدّثنا الحَوْطي، نا ابن أبي هِنْدِيل، حدثني محمَّد بن موسى بن نُفيع الحارثي، عن أبيه، عن رجل من قومه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"الأناة في كل شيء خير" ..

وأخرجه المِزي في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1279)، من طريق أحمد بن صالح قال: أخبرني ابن أبي فُديك قال: أخبرني محمَّد بن موسى بن نُفيع الحارثي، =

ص: 626

= عن مشيخة من قومه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الأناة في كل شيء خير، إلَّا في ثلاث: إذا صيح خيل الله، فكونوا في أول من تشخص، وإذا نودي بالصلاة، فكونوا في أول من يخرج، وإذا كانت الجنازة، فعجلوا الخروج بها، ثم الأناة بعد خير، ثم الأناة بعد خير" قال: لا أدري أيتهن المبدأة.

قال المِزي: يروي -يعني محمَّد بن موسى- عن مشيخة من قومه حديثًا مرسلًا. أهـ. ثم ذكر هذا الحديث.

قلت: ومحمد بن موسى هذا ترجم له الحافظ في التهذيب (9/ 425). وقال: روى عن مشيخة قومه، وعنه ابن أبي فُديك

قال أبو حاتم: هو مجهول.

ص: 627

3277 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَديج رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء".

ص: 628

3277 -

[1] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عَيَّاش الحمصي، عن عُمارة بن غَزِيَّة المدني، وإسماعيل هذا ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، ثم هو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعن.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 132)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 285).

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأبو يعلى ولفظه

ورواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم وصححه من طريق محمود بن لَبيد، عن قتادة بن النعمان مرفوعًا، فذكره، وله شاهد من حديث أبي سعيد، رواه الحاكم وصححه.

ص: 628

تخريجه:

أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 232 ب)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 296)، كلاهما: من طريق موسى بن هارون، والشجري في الأمالي (2/ 163)، من طريق أبي القاسم البغوي، كلاهما: عن هيثم بن خارجة، به،. بلفظه عند أبي نُعيم، وبلفظ قريب عند القُضاعي، والشجري.

وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 288)، من طريق مُجَمَّع الصيدلاني، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 321)، من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، كلاهما: عن إسماعيل بن عَيَّاش، به، بلفظ قريب عند الطبري، وبنحوه عند البيهقي. =

ص: 628

= وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 252)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 232/ ب)، من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، به، بلفظ قريب.

قلت: هذا الحديث مداره على محمود بن لَبيد، وعنه عاصم بن عمر بن قتادة كما يلي:

1 -

فرُوي عنه، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَديج مرفوعًا.

2 -

ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن عقبة بن رافع مرفوعًا.

وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (2).

3 -

ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن قتادة بن النعمان مرفوعًا.

وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (3).

4 -

ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد مرسلًا.

وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (4).

5 -

ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.

أما الوجه الأوّل، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة، ومحمد بن إسحاق، كما تقدم وعُمارة هذا صدوق، ومحمد بن إسحاق ضعيف إذا لم يصرح بالسماع، وقد عنعن.

وأما الوجه الثاني، فرواه عبد الله بن لَهيعة عن عُمارة عنه، أخرجه أبو يعلى (12/ 278)، وعنه أبو الشيخ في الأمثال (ص 358)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 52)، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 120/ ب).

وعبد الله بن لَهيعة ضعيف.

وأما الوجه الثالث، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة أيضًا، واختلف عليه فيه:

فرواه إسماعيل بن عياش عنه، أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (4/ 13)، =

ص: 629

= وفي الزهد (ص 96).

ورواه إسماعيل بن جعفر عنه، أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (7/ 185)، والترمذي (4/ 334) وقال: حديث حسن غريب، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 23)، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد (ص 26)، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 288)، وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 149/ ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 31)، والطبراني في الكبير (19/ 12)، والحاكم (4/ 207، 309)، وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ووافقه الذهبي في التلخيص، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 152 أ)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 297)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 230) من طريقين.

وعُمارة بن غَزِيَّة صدوق.

وأما الوجه الرابع، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة أيضًا، وعَمرو بن أبي عَمرو.

أما رواية عُمارة، فأخرجها ابن أبي شيبة (14/ 57)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 189 ب).

وأما رواية عَمرو، فأخرجها أحمد (5/ 428)، وأبو حاتم في علل ابنه (2/ 108)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 321) من طريق الدَّراوَرْدِي، والترمذي (4/ 334)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 266)، من طريق إسماعيل بن جعفر، وأحمد (5/ 427)، وفي الزهد (ص 26)، من طريق سليمان بن بلال ثلاثتهم: عن عَمرو، به.

قال ابن أبي حاتم بعد أن ذكر حديث قتادة بن النعمان: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: حديث الدَّرَاوَرْدِي. =

ص: 630

= قلت: عُمارة بن غَزِيَّه صدوق، وكذلك عَمرو بن أبي عَمرو (الميزان 3/ 281).

وأما الوجه الخامس، فرواه عنه عَمرو بن أبي عَمرو أيضًا أخرجه الحاكم (4/ 208)، وقال: كذا قال: عن أبي سعيد، وفي حديث عُمارة بن غَزِيَّه عن قتادة بن النعمان، والإسنادان عندي صحيحان، والله أعلم.

ووافقه الذهبي في التلخيص.

قلت: عَمرو بن أبي عَمرو تقدم قبل قليل أنه صدوق.

ويشهد له حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 321)، من طريق موسى بن هلال العَبْدي، ثنا هام بن حسان، عن الحسن قال: كان حذيفة يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل ليتعاهد وليه بالبلاء، كما يتعاهد المريض أهله بالطعام، وإن الله ليحمي عبده الدنيا كما يحمى المريض الطعام".

وإسناده ضعيف، لحال موسى بن هلال، قال الذهبي: صالح الحديث (الميزان 4/ 225)، وهشام بن حسان هو البصري، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 47) وقد عنعن، وفيه انقطاع، الحسن هو البصري، لم يثبت له السماع من حذيفة (انظر المراسيل ص 31، 46).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 83)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 321)، من طريق شيخ من أهل البصرة، عن أمية بن قَسيم، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بمعناه.

وأخرجه هنَّاد (1/ 326)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 276)، من طريق أبان بن أبي عَيَّاش، عن أمية، به موقوفًا.

وأمية بن قَسيم لم أجد له ترجمة، وأبان هذا ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك =

ص: 631

= (التقريب ص 87)، ولعل الشيخ البصري المذكور في إسناد ابن أبي الدنيا هو أبان بن أبي عَيَّاش، والله أعلم.

وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 162)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 276)، من طريق الحارث بن الحجاج عن أبي معمر التيمي، عن ساعدة بن حذيفة، أن حذيفة كان يقول: فذكره مرفوعًا بمعناه.

والحارث بن الحجاج هذا لا يعرف، قاله الذهبي (المغني 1/ 140).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 285)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.

ص: 632

3277 -

[2] خالفه ابن لَهيعة، فرواه عَنْ عُمارة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عقبة بن [رافع](1) رضي الله عنه.

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ (2)(3).

(1) في جميع النسخ: "عامر" والمثبت من مسند أبى يعلى، ومصادر التخريج.

(2)

قوله "عنه": تكرر في نسخة (س).

(3)

أي عن ابن لَهيعهّ.

ص: 633

3277 -

[2] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود عبد الله بن لَهيعة.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 285)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.

ص: 633

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (12/ 278).

ولفظه:"إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كما يحمي أحدكم مريضه الماء ليشفى".

ص: 633

3277 -

[3] ورواه التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمارة، فجعل الصحابي: قتادة بن النعمان رضي الله عنه.

[4]

وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فوق [محمود](1) أحدًا (2).

وكذلك رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة رضي الله عنه (3).

(1) في الأصل، ونسخة (س):"محمَّد"، والمثبت من نسخة (و)، ومصادر التخريج، وهو محمود بن لَبيد رضي الله عنه.

(2)

في نسخة (و) و (س): "واحدًا".

(3)

زاد في نسخة (س): "به".

ص: 634

3277 -

[3] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد حسن، لوجود عُمارة بن غَزِيَّة، وهو صدوق.

وقال المنذري في الترغيب (4/ 133): رواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم بلفظ من حديث قتادة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

ص: 634

تخريجه:

هو في السنن (4/ 334).

ولفظه: "إذا أحب الله عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سقيمه الماء".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وانظر تخريج الطريق السابق برقم (1).

ص: 634

3278 -

[1] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة (1)، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ (2) فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يوم، خمسمائة عام".

(1) في نسخة (س): "عبدة".

(2)

قوله "إن": ساقط من نسخة (س).

ص: 635

3278 -

[1] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 101)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف.

وقال العراقي: إسناده ضعيف (المغني مع الإحياء 4/ 202).

ص: 635

تخريجه:

هو في المنتخب من مسند عبد (2/ 33)، وفي أوله قصة.

ولفظه: شَكَى فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا، آمَنُوا إيماننا، وصلوا صلاتنا، وصاموا صيامنا، لهم عَلَيْنَا فَضْلٌ فِي الْأَمْوَالِ، يَتَصَدَّقُونَ، وَيَصِلُونَ الرَّحِمَ، ونحن فقراء لا نجد ذلك، قال:"أفلا أخبركم بشيء، إن صنعتموه أدركتم مثل فضلهم؟، قولوا دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِحْدَى عَشْرَةَ مرة، تدركوا مِثْلَ فَضْلِهِمْ". فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فجاءوا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ، قَالَ:"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خمسمائة عام".

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 244)، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان =

ص: 635

= العلم (2/ 18) عن عُبيد الله بن موسى به، بلفظه، دون القصة.

وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 19) من طريق محمَّد بْنُ الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة به تامًا بنحوه، وزاد في آخره: وتلا موسى بن عُبيدة: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} [الحج:47].

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبيدة.

قلت: ذكر الحافظ رواية البزّار هذه هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2).

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1381) من طريق أبي غسان بُهْلُول، ثنا موسى بن عُبيدة به، بلفظ قريب، وذكر أول القصة، وزاد في آخره:"ثم تلا موسى هذه الآية .... "

وأخرجه الحسين المروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 520) من طريق عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي، أخبرنا موسى بن عُبيدة به، بلفظ قريب، دون القصة.

والقصة التي في أول هذا الحديث متفق عليها من حديث أبي هريرة، فأخرجه مسلم (1/ 416) بسنده عن أبي هريرة، أن فقراء المهاجرين أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنُعيم المقيم. فقال: "وما ذاك؟ " قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أفلا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم، إلَّا من صنع مثل ما صنعتم؟ "، قالوا: بلى، يا رسول الله. قال:"تسبحون، وتكبرون، وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة". قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا =

ص: 636

= أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

ورواه البخاريُّ (فتح 11/ 132) باختصار.

وفي معنى قوله: "ألا أبشركم يا معشر الفقراء .. " ما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 246)، وعنه ابن ماجه (2/ 1380)، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 18) عن محمَّد بن بشر، وأحمد (2/ 296)، والخطيب في الموضح (2/ 351) من طريق يزيد، والترمذي (4/ 499)، وأبو يعلى (10/ 411)، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 91)، والبيهقيُّ في الشعب، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 34) من طريق سفيان الثوري، والترمذي (4/ 499) من طريق المحاربي، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 225)، وفي الموضح (2/ 209) من طريق زائدة، جميعهم: عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ قريب.

ولفظ ابن أبي شيبة: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح.

قلت: إسناده حسن، لحال محمَّد بن عَمرو، وهو ابن علقمة (انظر المغني 2/ 621).

2 -

حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 93) من طريق أبي عُبيدة بن فُضيل بن عياض قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا شُعبة عن زَيْدٌ العُمْي، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". قلنا: ومن هم يا رسول الله؟، قال: "هم الذين إذا كان مهلكًا بُعثوا فيه، وإذا كان مغنمًا =

ص: 637

= بعثوا غيرهم، الذين يحجبون عن الأبواب".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شعبة، إلَّا أبو سعيد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 259)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو عُبيدة بن فُضيل بن عياض ولم أعرفه، وزيد العُمْي ضعَّفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد (5/ 266) من طريق زيد أبي الحَواري عن أبي الصديق، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-مرفوعًا بلفظ: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربعمائة عام

".

وزيد أبي الحَواري، هو زيد العُمْي المذكور في إسناد الطبراني، وهو ضعيف (التقريب ص 223).

3 -

حديث عثمان بن أبي العاص: أخرجه المَحاملي في الأمالي (ص 361)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 79) من طريق يعقوب القُمِّي عن حفص بن حُميد، عن أبي المرقع قال: أتينا عثمان بن أبي العاص، فسألناه أن يحدثنا بما حدث به إخواننا من أهل الكوفة. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام، وهم المقهورون، المستأثر عليهم، المنتقي بهم ما يكره".

وإسناده ضعيف، يعقوب القُمِّي ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: صالح الحديث (المغني 2/ 758)، وأبو المرقع لم أقف على حاله.

وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 638

3278 -

[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمرو بْنِ [سُكَين](1)، حدّثنا محمَّد بْنُ الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة بِهِ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} (2).

قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما إلَّا من هذا الوجه.

(1) في الأصل: "مسكين"، والمثبت من نسخة (و) و (س)، وكتب الرجال.

(2)

سورة الحج: آية 47.

ص: 639

3278 -

[2] الحكم عليه:

إسناده ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة.

ص: 639

تخريجه:

هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 19).

ولفظه: اشتكى فقراء المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! إخواننا. صدقوا تصديقنا، وآمنوا إيماننا، وصاموا صيامنا، ولهم أموال يتصدقون منها، ويصلون منها الرحم، وينفقونها في سبيل الله، ونحن مساكين لا نقدر على ذلك، فقال:"ألا أخبركم بشيء، إذا أنتم فعلتموه، أدركتم مثل فضلهم؟، قولوا: الله أكبر في دبر كل صلاة إحدى عشرة مرة، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلَّا الله مثل ذلك، وسبحان الله مثل ذلك، تدركون مثل فضلهم"، ففعلوا، فذكروا ذلك للاغنياء، ففعلوا مثل ذلك، فرجع الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقالوا: هؤلاء إخواننا فعلوا مثل ما نقول، فقال:"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، يا معشر الفقراء، ألا أبشركم إن فقراء المسلمين يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عام". ثم تلا موسى بن عُبيدة: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} .

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبيدة.

وبشواهده يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 639

3279 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا الزِّمَّاني (1)، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، ثنا المثنى بن الصَّبَّاح، ثنا عَمرو بْنُ شُعيب عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار (2)، عن ميمونة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وإلَّا، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ".

(1) في نسخهّ (و): "الرماني"، وفي نسخة (س):"الرباني".

(2)

في نسخة (و): "بشار".

ص: 640

3279 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود المثنى بن الصَباح، وهو ضعيف.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 246)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار كثير عنه، وفيه المثنى بن الصَّبَّاح، وهو ضعيف.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 أ) مختصر، ونسبه لأبي يعلى.

وذكره المتقي في كنز العمال (3/ 212)، وعزاه للرامهرمزي في "الأسندة" وحسّن إسناده.

ص: 640

تخريجه:

هو في المسند (13/ 15)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 187 أ)، وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 24) من طريق بكر بن خلف، ثنا عبد الوهاب به، بأوله.

ولفظه: "الدنيا حلوة خضرة".

وأخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ص 50) من طريق ابن لَهيعة عن المثنى بن =

ص: 640

= الصَّبَّاح به، بلفظ قريب وفيه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لعَمرو بن العاص: .. وزاد في سنده: عن أبيه، بعد: عَمرو بن شُعيب، ولعله من غلط الناسخ.

ويشهد لأوله ما يلي:

1 -

حديث حَكيم بن حزام قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:"إن هذا المال -وربما قال سفيان: قال لي: يا حَكيم، إن هذا المال- خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 258) وهذا لفظه، ومسلم (2/ 717).

2 -

حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: -وفي آخره- "وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحقه ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، وإن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع".

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 244) واللفظ له، ومسلم (2/ 728).

وبهذين الشاهدين يرتقي هذا الشطر من لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 641

3280 -

حدّثنا (1) شُجَاعُ بْنُ مَخْلَد أَبُو الْفَضْلِ، ثنا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، ثنا [الجُنيد بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ أبي وَهْرَة](2)[عَنْ محمَّد بْنِ سَعِيدٍ](3)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ [عنهما] (4) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أَفْشَى (5) الله تعالى عَلَيْهِ [ضَيْعَتَهُ] (6) وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر همه، [جمع] (7) الله عز وجل لَهُ (8) [أُمُورَهُ] (9)، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلَّا جَعَلَ (10) قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ (11) إِلَيْهِ بِالْوُدِّ والرحمة، وكان الله تعالى إليه بكل خير أسرع".

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.

(2)

في جميع النسخ: "الحسن بن العلاء بن أبي دهر"، والتصويب من كتب الرجال، ومصادر التخريج.

(3)

ساقط من جميع النسخ، والنقل من مصادر التخريج.

(4)

في الأصل: "عنها"، والنقل من باقي النسخ.

(5)

في نسخة (و) و (س): "أقسى".

(6)

في الأصل: "طبيعته"، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في الأصل: "جعل"، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

قوله "له": ساقط من نسخة (س).

(9)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والنقل من باقي النسخ.

(10)

من قوله "عز وجل له أموره

" إلى قوله "إلَّا جعل": كتب في هامش الأصل.

(11)

كذا في جميع النسخ: "تقاد"، وفي مصادر التخريج:"تفد".

ص: 642

3280 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته محمَّد بن سعيد المصلوب وهو كذاب، وفيه الجُنيد بن العلاء، وهو ضعيف. =

ص: 642

= وذكره المنذري في الترغيب (4/ 120)، فقال: رُوي عن أبي الدرداء، فذكره، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبيهقيُّ في الزهد.

قلت: وقوله هذا مشعر بأن الحديث ضعيف عنده. (انظر الترغيب 1/ 37).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه محمَّد بن سعيد بن حسان المصلوب، وهو كذاب. أهـ.

وقد وهم الغماري في كتابه فتح الوهاب (1/ 495)، فقال: هذا غريب جدًا عن الحافظ الهيثمي، فإن محمد بن سعيد بن حسان المذكور في سند هذا الحديث حمصي .. وهو متأخر الطبقة عن المصلوب، كما قاله الذهبي في الميزان، والحافظ في التهذيب، وقال الذهبي في هذا: ما ضعَّفه أحد، ولا هو بذاك المعروف، ثم أورد له خبر الترجمة، والله أعلم. أهـ، ووافقه المحقق: الشيخ حمدي السلفي.

قلت: محمَّد بن سعيد هذا، هو المصلوب، كما قال المنذري، ومن بعده الهيثمي، ومعتمد الغماري في زعمه هو ظنه أن هذا الحديث قد سيق في ترجمة محمَّد بن سعيد الحمصي من الميزان، وهذا غير صحيح، وإنما هو مذكور في ترجمة محمَّد بن سعيد المصلوب، والله أعلم. (انظر الميزان 3/ 561).

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، والطبراني في الكبير، والأوسط، والبيهقيُّ في الزهد، ورواه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت، والترمذي من حديث أنس.

ص: 643

تخريجه:

أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 304 ب) قال: حدّثنا البغوي عن شجاع بن مَخْلَد به، بلفظ قريب.

وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 177 ب)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 404) قال: نا عباس، وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 267 أ) من طريق يزيد بن عبد الرحمن المَعْنِي، والبيهقيُّ =

ص: 643

= في الزهد (ص 305) من طريق أبي القاسم الخضر بن أبان الهاشمي، أربعتهم: عن محمَّد بن بشر به، بمثله، وبلفظ قريب عن ابن الأعرابي.

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي الدرداء إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به محمَّد بن بشر.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 81) قال: أخبرنا محمَّد بن فُضيل، أخبرنا محمَّد بن بشر به، بلفظ قريب دون آخره.

ولفظه: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أَفْشَى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر همه، جمع الله أمره، وجعل غناه في قلبه".

وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 227) من طريق زيد بن الحبُاب عن جُنيد بن العلاء بن أبي وَهْرَة به، بلفظ قريب.

قال أبو نُعيم: كذا حدثناه عن زيد بن الحُباب، وهو عن محمَّد بن بشر العَبْدي، عن الجُنيد، أشهر

تفرَّد به جُنيد بن العلاء عن محمَّد بن سعيد.

وفي معنى قوله: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ من كانت الدنيا

" ما يلي:

1 -

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت نيته طلب الآخرة، جمع الله تعالى له شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نيته طلب الدنيا، جعل الله عز وجل الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يأته منها إلَّا ما كتب له".

أخرجه الحارث في مسنده بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم يرقم (3281).

2 -

حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من كانت نيته الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأخذ منها إلَّا ما كتب له، ومن =

ص: 644

= كَانَتْ نِيَّتُهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".

أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 120)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 79) هذا لفظه، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 288) من طريق شعبة، حدثني عمر بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عَنْ أَبِيهِ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه به.

وقوله: "راغمة" من الرَّغام، وهو التراب، واستعمل في الانقياد على كره، والعجز عن الانتصاف، والذلُّ (انظر النهاية 2/ 238).

وأخرجه أبو عُبيد في الخطب والمواعظ (ص 207)، وأحمد (5/ 183)، وفي الزهد (ص 58)، وابن ماجه (2/ 1375)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 454)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 38) من طريق شعبة به، بمعناه، مع زيادة في أوله.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات (مصباح الزجاجة 2/ 321).

ص: 645

3281 -

قال الحارث: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، أنا الرَّبيع بن صَبيح عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَتْ نيته [طلب] (1) الآخرة، جمع الله تعالى [له] (2) شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ (3)، وَمَنْ كَانَتْ نيته [طلب] (4) الدنيا، جعل الله عز وجل الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يأته منها إلَّا ما كتب له".

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من بغية الباحث، ومصادر التخريج.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في نسخة (و): "راغبة".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من بغية الباحث، ومصادر التخريج.

ص: 646

3281 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه الرَّبيع بن صَبيح، وشيخه يزيد، وهما ضعيفان.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 121) عن أنس، ثم قال: رواه الترمذي عن يزيد الرَّقَاشي، عنه، ويزيد قد وثِّق، ولا بأس به في المتابعات.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بسند فيه يزيد الرَّقَاشي، وهو ضعيف، ورواه الترمذي من طريق يزيد الرَّقَاشي، وله شاهد من حديث الحسن، رواه البزّار.

ص: 646

تخريجه:

هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1302).

ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 121).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 79) قال: أخبرنا عباس بن الوليد بن شجاع النَّرْسي، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47)، وعنه أخرجه أبو نُعيم في الحلية =

ص: 646

= (6/ 307)، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 155، 165) من طريق أبي بكر القطيعي، كلاهما: عن بشر بن موسى، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 330) من طريق محمَّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، والأصبهاني في الترغيب (2/ 621) من طريق أبي جعفر محمَّد بن عاصم الثَّقَفي، أربعتهم: عن أبي عبد الرحمن المقرئ به، بلفظ قريب. مع زيادة في أثنائه.

ولفظ الأصبهاني: "من كانت نيته طلب الآخرة، جعل الله غناه في قلبه، وجمع شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا، جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عينيه، وشتت عليه أمره، ولم يؤته منها إلَّا ما كتب له".

وأخرجه وكيع (2/ 638)، وعنه هنَّاد (2/ 355)، ومن طريقه الترمذي (4/ 554)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 308) من طريق سفيان الثوري، والحربي في غريب الحديث (3/ 1076) من طريق علي، ثلاثتهم: عن الرَّبيع، به بنحوه، وذكر الحربي شطره الأوّل، وسقط من سنده: أنس بن مالك.

ولفظ وكيع: "من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدنيا همه، جعل الله الفقر بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته منها إلَّا ما قدر له".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 132)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 303) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن الرَّبيع بن صَبيح، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير، وسقط من مسند الخطيب: الرَّبيع بن صَبيح.

وأخرجه هنَّاد (2/ 354)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 289) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47) من طريق إسماعيل المكي قال: حدّثنا قتادة، وابن عَدي (1/ 285)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 311) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن، وقتادة، كلاهما: عن أنس ابن مالك مرفوعًا بمعناه، وسقط من سند هنّاد: الحسن. =

ص: 647

= قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. قال ابن المديني: لا يكتب حديث إسماعيل بن مسلم. وقال النسائيُّ: متروك الحديث. وقال المؤلف: وقد روى نحو هذا داود عن همام، عن قتادة. قال ابن حبّان: وداود كان يضع الحديث على الثقات.

قلت: إسماعيل بن مسلم المكي ضعيف الحديث (انظر التقريب ص 110)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف فقط.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ونسبه للبزار، وقال: فيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 121)، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 287)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 267 أ)، وابن عَدي (3/ 100) من طريق داود بن المُحَبَّر، نا همام بن يحيى عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بمعناه.

قال الطبراني: لم يروه عن همام إلَّا داود، تفرد به الأزدي.

وقال ابن عَدي: وهذا عن همام بهذا الإسناد، لا أعلم يرويه غير داود.

وأخرجه الطبراني في الأوسط أيضًا من طريقا أيوب بن خُوْط، ثنا قتادة عن أنس.

قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا أيوب، ولا عنه إلَّا أسد.

قلت: بل رواه غير أيوب عن قتادة، كما تقدم.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط بسندين، في أحدهما: داود بن المُحَبَّر، وفي الآخر: أيوب بن خُوْط، وكلاهما ضعيف جدًا.

قلت: صدق رحمه الله، فداود بن المُحَبَّر، وأيوب بن خُوْط كلاهما: متروك (انظر التقريب ص 200، 118).

وأخرجه ابن قُتيبة في عيون الأخبار (2/ 327) قال: حدثني أبو مسعود الدارمي =

ص: 648

= قال: حدثني جدي خِراش عن أنس مرفوعًا بمعناه.

وسنده ضعيف جدًا، خِراش هو ابن عبد الله ساقط عدم، وأبو مسعود الدارمي هو خِراش بن محمَّد بن خِراش، متروك (انظر الميزان ص 651، 652).

ويشهد لحديث الباب: حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وإسناده صحيح، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3280)، وبه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 649

3282 -

وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ [لَبيبة](1)، عن سعد رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا يخفى".

(1) في جميع النسخ: "ابن لتبية"، والمثبت من كتب التراجم، ومصادر التخريج.

ص: 650

3282 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، آفته ابن لَبيبة، فإنه ضعيف، وروايته عن سعد رضي الله عنه مرسلة.

وذكره المنذري في الترغيب (2/ 537)، ثم قال: رواه أبو عَوانة، وابن حبّان في صحيحيهما.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 81)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن لَبيبة، وقد وثَّقه ابن حبّان، وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص، قلت: وضعَّفه ابن معين، وبقية رجالهما رجال الصحيح. أهـ.

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 424)، وقال: ضعيف.

ص: 650

تخريجه:

أخرجه وكيع (1/ 341)، (2/ 616)، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 240)، (10/ 375)، وأحمد (1/ 172)، وفي الزهد (ص 25)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2/ 81)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 407)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 17).

وأخرجه مُسَدَّد: كما في الإتحاف (ق 138 ب فلم)، وعنه الحربي في غريب الحديث (2/ 845)، وأخرجه أحمد (1/ 180)، وابن الأعرابي في الزهد (ص56)، ومن طريقه كل من القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 296)، قال: حدّثنا أبو سعيد الحارثي، ثلاثتهم: عن يحيى بن سعيد القطان، وأخرجه أحمد (1/ 187)، وعبد في المنتخب (1/ 176)، وابن الأعرابي في الزهد (ص 56)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، قال: حدثني =

ص: 650

= الدقيقي، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 406) من طريق الحسن بن مُكْرَم، أربعتهم: عن عثمان بن عمر، وأخرجه الشاشي (1/ 221)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 89) من طريق ابن وهب، جميعهم: عن أسامة بن زيد، به بلفظ قريب، وفي بعضها بتقديم وتأخير، وسقط من إسناد البيهقي الذي يمر بعثمان بن عمر: ابن لَبيبة.

وذكر ابن أبي شيبة في الموضع الثاني شطره الأخير.

ولفظ وكيع: "خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي".

ولفظه في الموضع الثاني: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي".

وأخرجه الدورقي في مسند سعد (ص 134)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 61) من طريق محمَّد بن المغيرة، كلاهما: عن عُبيد الله بن موسى، وأخرجه ابن السُّنِّي أيضًا (ص 62)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، كلاهما: من طريق عيسى بن يونس، كلاهما: عن أسامة بن زيد، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة.

ولفظ الدورقي: خرج عمر بن سعد إلى سعد فقال -وهو بالعقيق-: إنك اليوم بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت بدرًا، ولم يبق فيهم أحد غيرك، وإنما هو معاوية، فلو أنك أبديت للناس نفسك، ودعوتهم إلى الحق، لم يتخلف عنك أحد. فقال سعد: أقعد، حتى إذا لم يبق من عمري إلَّا ظمأ الدابة، أضرب الناس بعضهم ببعض، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا خفي".

وقوله: "إلَّا ظمأ الدابة" قال ابن منظور في لسان العرب (1/ 116): يقال: ما بقي من عمره إلَّا قدر ظمءِ الحمار، أي لم يبق من عمره إلَّا اليسير، يقال: إنه ليس شيء من الدواب أقصر ظمأً من الحمار، وهو أقل الدواب صبرًا عن العطش، يرد الماء كل يوم في الصيف مرتين.

قلت: هذا الحديث مدار إسناده على أسامة بن زيد الليثي، واختلف عنه: فرواه وكيع، ويحيى القطان، وعثمان بن عمر، وابن وهب، وعُبيد الله بن موسى، وعيسى بن يونس عنه، عن ابن لَبيبة، عن سعد، كما تقدم. =

ص: 651

= وخالفهم ابن المبارك فرواه عن أسامة قال: أخبرني محمَّد بن عبد الله بن عَمرو أن ابن لَبيبة أخبره، أخرجه أحمد (1/ 172، 180)، والطبراني في الدعاء (3/ 1640) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 407) من طريق عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفان أن محمَّد بن عبد الرحمن بن لَبيبة أخبره، أن عمر بن سعد أخبره، أنه سمع أباه يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي".

قال الدارقطني: بعد أن ساق هذين الوجهين: والله أعلم بالصواب (العلل 4/ 393).

قلت: وهذه الرواية تشهد على الانقطاع الذي بين ابن لَبيبة وبين سعد، حيث دلت على أن ابن لَبيبة يرويه عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ بن أبي وقاص رضي الله عنه وأما اختلاف الرواية على أسامة بن زيد، فمرة يُروى عنه عن ابن لَبيبة، ومرة عنه عن محمَّد بن عبد الله بن عَمرو، عن ابن لَبيبة، فالظاهر أنه سمعه منهما، فتارة يرويه بالواسطة، وتارة بحذفها، والله أعلم.

ولأوله شواهد عن أبي سعيد الخدري، وهو الحديث الماضي برقم (3186)، وما ذكر في تخريجه عن أبي الدرداء، وأنس، وثوبان، وأبي هريرة، وآخرين رضي الله عنهم.

ويشهد لقوله "خير الذكر ما يخفى" حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا، وكبرنا، ارتفعت أصواتنا.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه، وتعالى جده".

أخرجه أحمد (4/ 417)، والبخاري (فتح 6/ 135) وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2076)، وأبو داود (2/ 87) والنسائيُّ في السنن الكبرى (5/ 255)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 364).

وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب بشطريه إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 652

3283 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمرو بْنُ الرَّبيع، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عبد الله بن محمَّد بن عَقيل، عن أبي مرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم [افترقت] (1) أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ [فَسَادًا] (2) مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا في دينه".

(1) في جميع النسخ: "قرقر"، والمثبت من مسند أبي يعلى.

(2)

في الأصل، ونسخة (س):"فساد"، والنقل من نسخة (و)، ومسند أبي يعلى.

ص: 653

3283 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود عبد الله بن محمَّد بن عَقيل.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 177)، وعزاه للطبراني، وأبي يعلى، وقال: إسنادهما جيد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن عبد الملك زنجويه، وعبد الله بن محمَّد بن عَقيل، وقد وثِّقا.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، بإسناد جيد، وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه البزّار بإسناد حسن، والترمذي وصححه، وابن حبّان في صحيحه.

ص: 653

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (11/ 331).

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 269) من طريق سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، وابن لَهيعة، به. وأحال على متن قبله بقوله: مثله.

ولفظه: "ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم افترقت أحدهما في أولهما، والآخر =

ص: 653

= في آخرهما، بأسرع فيها فسادًا من امرئ في دينه يبتغي شرف الدنيا ومالها".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص 147)، وفي ذم الدنيا (ص 122)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 268) من طريق عيسى بن موسى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقيل، به. بلفظ قريب.

ورُوي من طريق سفيان الثوري، واختلف عليه فيه:

1 -

فرُوي من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري، نا سفيان الثوري عن محمَّد بن جُحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 268).

وسنده حسن؛ لحال الذِّماري هذا، قال الحافظ: صدوق كان يصحف (التقريب ص 363).

2 -

ورُوي من طريق سفيان الثوري عن أبي الجَحَّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص 146)، وفي الإشراف (ص 178)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب)، وفي الصغير (ص 338)، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 26) من طريقين، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري، وأخرجه ابن عَدي (3/ 294) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما: عن سفيان الثوري، به.

قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن سفيان، إلَّا عبد الملك.

وقال ابن عَدي: هذا وإن كان قد رُوي عن الثوري، فإنه من حديث ابن عيينة عن الثوري غير محفوظ.

وقال أبو نُعيم: تفرد به الذِّماري، ولم نكتبه إلَّا من حديث إبراهيم.

قلت: رواه سفيان بن عيينة عن الثوري كما تقدم، فلم يتفرد به عبد الملك الذِّماري. =

ص: 654

= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد.

قلت: بل إسناده ضعيف؛ لحال أبي الجَحَّاف، وهو داود بن أبي عوف، قال الذهبي: صويلح (المغني 1/ 220).

3 -

ورُوي من طريق سفيان الثوري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا، أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 234)، والطبراني في الصغير (ص 338)، وعنه أبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 26)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267) من طريق قُطْبة بن العلاء بن المِنْهال، ثنا سفيان الثوري، به.

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

وقال أبو نُعيم: تفرد به قُطْبة عن الثوري، واختلف فيه على الثوري من غير وجه.

وقال البيهقي: تفرد به قُطْبة عن الثوري، واختلف فيه على الثوري في إسناده.

وقال الترمذي (4/ 508): ويُروى في هذا الباب عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولا يصح إسناده.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 177)، ثم قال: رواه البزّار بإسناد حسن. أهـ. ووافقه البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه قُطْبة بن العلاء، وقد وثِّق، وبقية رجاله ثقات.

قلت: سنده ضعيف؛ لوجود قُطْبة هذا، حيث ذكره الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعّّفه النسائيُّ، وقال أبو حاتم: لا يحتج به (المغني 2/ 525).

4 -

ورُوي من طريق سفيان الثوري عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن أسامة بن زيد مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الصغير (ص 338)، وعنه =

ص: 655

= أبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 112) من طريق أبي حُمَة محمَّد بن يوسف، حدّثنا أبو قرة موسى بن طارق قال: ذكر سفيان الثوري، به قال الطبراني، لم يروه عن سفيان، عن سليمان التيمي، إلَّا أبو قرة، وعند سفيان في هذا الحديث إسنادان آخران. أهـ. ثم ذكر إسنادي ابن عمر، وأبي هريرة المذكورين آنفًا.

وقال أبو نُعيم: تفرد به أبو قرة.

قلت: إسناده حسن؛ لحال أبي حُمَة محمَّد بن يوسف، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 515).

وذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 102) هذا الحديث عن أبي هريرة، وعن ابن عمر، من طريق الثوري، ثم قال: أيهما أصح؟، فقال أبو حاتم، وأبو زرعة: واهيان، والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو زرعة: أرى أن يكون أخذ الثوري هذا الحديث عن زكريا بن أبي زائدة، عن محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارة، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. أهـ. ثم نقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله: لم أزل أطلب أثر هذا الحديث، حتى رأيت في كتاب عبد الصمد بن حَسَّان عن الثوري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. أهـ.

ويشهد لحديث الباب ما يلي:

1 -

حديث كعب بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها، من حرص المرء على المال والشرف لدينه.

أخرجه ابن المبارك: كما في زوائد نُعيم بن حماد (ص 50)، ومن طريقه كل من أحمد (3/ 460)، والدارميُّ (2/ 394)، والترمذي (4/ 508) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، والطبراني في الكبير (19/ 96)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 257) وقال: حديث حسن. =

ص: 656

= قلت: صحيح.

2 -

حديث محمَّد بن كعب القُرَظي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال:"ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم تفرقت من راعيها، أحدهما في أولها، والآخر في آخرها، أشد فيها فسادًا من حب الشرف والغنى".

أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 269)، ثم قال: هذا مرسل جيد.

3 -

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ما ذئبان ضاريان باتا في غنم، بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال".

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، وفي الأوسط (1/ 470)، وعنه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 219) من طريق عيسى بن ميمون عن محمَّد بن كعب، عن ابن عباس، به.

قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث محمَّد بن كعب عن ابن عباس، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عيسى بن ميمون، وهو ضعيف، وقد وثِّق.

قلت: عيسى هذا هو المدني، ضعيف (التقريب ص 441).

4 -

حديث جابر بن عبد الله، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"ما ذئبان ضاريان في غنم غاب رعاؤها بأفسد من التماس الشرف والمال لدين المؤمن".

أخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 105) واللفظ له، من طريق معن بن عيسى، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 268) من طريق ابن أبي فُديك، كلاهما: عن موسى بن يعقوب الزَّمْعي، عن معاذ بن رفاعة الأنصاري، ثم الزُّرَقي، أن جابر بن عبد الله أخبره، به.

وهذا إسناد ضعيف، فيه موسى بن يعقوب هو المطلبي، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 554). =

ص: 657

= 5 - حديث عاصم بن عَدي قال: اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"يا عاصم! ما ذئبان عاديان أصابا غنمًا أضاعها ربها، بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه".

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 173) وهذا لفظه، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب)، والحاكم (3/ 420)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 269) من طريق عيسى بن ميمون عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عاصم بن أبي البَدّاح بن عاصم بن عَدي، عن أبيه، عن جده عاصم به قال الطبراني: لا يُروى عن عاصم إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 111)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه من لم أعرفه.

قلت: سعيد بن عثمان البلوي هذا، ذكره الذهبي في الميزان (2/ 151)، وقال: عنه عيسى بن يونس وحده، وثَّقه ابن حبّان. أهـ. وعاصم بن أبي البَدَّاح، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 341) وسكت عنه، فهو مجهول.

6 -

حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان ضاريان في زريبة غنم بأسرع فيها إفسادًا من طلب المال والشرف في دين المرء المسلم".

أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب) من طريق خالد بن يزيد العمري، ثنا سعيد بن مسلم بن مالك عن أبي الحُويرث، عن أبي سعيد، به.

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد، به خالد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب.

قلت: وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.

ص: 658

3284 -

[1] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرافِصة، عَنْ مكحول، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حرامًا مكاثرًا مفاخرًا مرائيًا (1)، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ (2)، وَمَنْ (3) طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا على جاره، لقي الله عز وجل وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يعلي: حدثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا فُضيل بْنُ عِيَاضٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ فُرافِصة مِثْلَهُ.

* هذا منقطع بين مكحول وأبي هريرة رضي الله عنه.

(1) في المنتخب: "حلالًا مفاخرًا مكاثرا مرائيًا".

(2)

من أول المتن إلى قوله "غضبان": ساقط من نسخة (و).

(3)

في نسخة (و): "من" بدون الواو.

ص: 659

3284 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:

1 -

عُبيد الله بن موسى، وهو ثقة، لكنه ليس بالقوي في الثوري.

2 -

حجاج بن فُرافِصة، وهو صدوق يهم، وقد وهم في حديث الباب، فرواه من ثلاثة أوجه كما في التخريج.

3 -

مكحول الشامي، وهو مدلس، وقد عنعن، وروايته عن أبي هريرة رضي الله عنه مرسلة، وقد نص الحافظ رحمه الله على هذه العلة كما في الطريق القادم برقم (2).

وأخرجه البيهقي في (الأربعون) الصغرى (ص 97)، ثم قال: ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، وكأنه أخذه عن بعض أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة. =

ص: 659

= ونسبه العراقي إلى أبي نُعيم في الحلية، والبيهقيُّ في الشعب عن أبي هريرة، وقال: ضعيف. (المغني مع الإحياء 3/ 221).

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حُميد، وأبو يعلى، كلاهما بسند فيه راو لم يسمّ. أهـ. كذا قال، وإسناد عبد -كما ترى- ليس فيه من هو مبهم الاسم!؟، وإنما وقع ذلك في إسناد ابن أبي شيبة وحده، كما في التخريج.

ص: 660

تخريجه:

هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 201) بتقديم وتأخير.

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 298)، وفي "الأربعون" الصغرى (ص 97) من طريق وكيع، وفي "الأربعون" الصغرى أيضًا من طريق قُبيصة بن عقبة، كلاهما: عن سفيان الثوري به، بلفظ قريب.

قال البيهقي في "الأربعون": هكذا قال مكحول: عن أبي هريرة، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، وكأنه أخذه عن بعض أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة.

وأخرجه إسحاق (1/ 353)، قال: أخبرنا وكيع، وأبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 281) من طريق قُبيصة، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 109) من طريق الفُضيل بن عياض، وفي (8/ 215) من طريق محمَّد بن صَبيح بن السماك، أربعتهم: عن سفيان الثوري به، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.

قال أبو نُعيم في الموضع الثاني: غريب من حديث مكحول، لا أعلم له راويًا عنه إلَّا الحجاج.

قلت: وهذا الحديث رواه الحجاج بن فُرافِصة، واختلف عنه:

1 -

فرواه الثوري عنه، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعًا، كما تقدم.

2 -

ورواه الثوري أيضًا عنه، عن رجل، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 16)، قال: حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا سفيان به، =

ص: 660

= بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.

3 -

ورواه حفص بن عمر عنه، عن مكحول مرسلًا، أخرجه أبو مُسْهِر في نسخته (ص 51) من طريق حفص بن عمر به، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.

وحفص بن عمر هذا هو قاضي حلب، قال الذهبي: ضعَّفه أبو حاتم، وغيره. (المغني 1/ 181).

والحمل في هذا الاختلاف على الحجاج بن فُرافِصة، فإنه صدوق يهم. (انظر التقريب ص 153)، وقد تفرد به عن مكحول، كما مرَّ في كلام أبي نُعيم.

وروي عن أبي هريرة من طريق أخرى، أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 168) من طريق أبي مقاتل حفص السمرقندي عن مقاتل بن حيان، عن الشعبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من طلب مكسبه من باب الحلال، يكف بها وجهه عن مسألة الناس وولده وعياله، جاء يوم القيامة مع النبيين والصديقين، هكذا". وأشار بإصبعه السبابة والوسطى.

وسنده ساقط؛ لحال أبي مقاتل، وهو حفص بن سَلْم السمرقندي. (انظر الميزان 1/ 557).

ويشهد له ما أخرجه الشجري في الأمالي (2/ 173) من طريق محمَّد بن يزيد بن سِنان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.

وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، ولضعف محمَّد بن يزيد، وهو الرَّهاوي، قال الحافظ: ليس بالقوي. (التقريب ص 513).

وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.

ص: 661

3285 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عمر بن حمزة، حدثني نافع -يعني ابن مالك- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سخط الله عز وجل، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إلَّا الله، قال الله عز وجل: كذبتم".

ص: 662

3285 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود حسين بن الأسود، وعمر بن حمزة، وهما ضعيفان، ولجعله من مسند أنس، والصواب: عن نافع بن مالك مرسلًا.

سئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال: هذا خطأ، إنما هو أبو سهيل عم -في الأصل:"عن"، وهو تحريف- مالك بن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسل. (علل ابن أبي حاتم 2/ 121).

وذكره الدارقطني في الأفراد والغرائب. (رسالة المراغي ص 583)، ثم قال: غريب من حديثه [يعني نافع بن مالك] عن أنس، تفرد به عمر بن حمزة العُمَري عنه، ولا نعلم رواه غير أبي أسامة.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 277)، ثم قال: رواه البزّار، وإسناده حسن.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف عمر بن حمزة.

ص: 662

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (7/ 95).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 144)، وابن عَدي (5/ 20)، قال: ثنا إسحاق بن عبد الله الكوفي، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 337) من طريق أبي بَرْزَة الفضل بن محمَّد الحاسب، وفي الشعب (7/ 338)، وابن البناء في فضل التهليل (ص 32)، كلاهما: من طريق الحسن بن سفيان، والشجري في الأمالي (1/ 15) من =

ص: 662

= طريق أحمد بن محمَّد بن هلال، خمستهم: عن الحسين بن علي بن الأسود به، بلفظ قريب.

ولفظ ابن أبي عاصم: "لا إله إلَّا الله يمنع العباد من سخط الله، ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم، فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم ثم قالوا: لا إله إلَّا الله، رُدَّتْ عليهم، وقال الله عز وجل: كذبتم".

وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (1/ 62)، وعزاه للحكيم الترمذي.

ويشهد له ما يلي:

1 -

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تزال لا إله إلَّا الله تدفع عن قائلها، ما بالوا قائلوها ما أصابهم في دينهم إذا سلم لهم دنياهم، فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلَّا الله، قيل لهم: لستم".

أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 238) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عجلان عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.

وسنده ضعيف جدًا؛ لحال عبد الله بن محمَّد بن عجلان، ذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن حبّان: لا يحل كتب حديثه. (المغني 1/ 354).

2 -

حديث عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمة لا إله إلَّا الله بخير، ما بالوا ما انتقص من أمر دينهم في أمر دنياهم، فإذا لم يبالوا ما انتقص من أمر دينهم في فلاح دنياهم، رُدَّتْ عليهم، وقيل لهم: لستم بصادقين".

ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 277)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عَمرو بن عبد الغفار، وهو متروك.

3 -

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا يزالون مدفوعًا عنهم بلا إله إلَّا الله، ما لم يبالوا ما انتقص من دنياهم، فإذا فعلوا ذلك، ردها الله عليهم، فقال لستم من أهلها".

أخرجه أبو نُعيم في الحلية (5/ 33) من طريق أبي بكر الزهرانى -الصواب: =

ص: 663

= الدّاهري- عن عَمرو بن قيس الملائي، عن زُبيد، عن ابن عمر به.

قال أبو نُعيم: كذا رواه زُبيد عن ابن عمر، وأراه منقطعًا.

قلت: نعم، فإن زُبيدًا هذا هو اليامي، ذكره العلائي في المراسيل (ص 176)، وقال: ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحدًا من الصحابة. أهـ. لكن آفة هذا الحديث: أبو بكر الدّاهري، قال الذهبي: واه متهم بالوضع. (المغني 1/ 335).

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 338) من طريق سعيد بن سِنان، حدثني

أبو الزاهرية عن أبي شجرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لَا يلقى

الله أحد بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، إلَّا دخل الجنة، ما لم يخلط معها غيرها" -رددها ثلاثًا-. قال قائل من قاصية الناس: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يخلط معها غيرها؟، قال:"حب الدنيا، وأثرة لها، وجمعًا لها، ورضى بها، وعمل الجبارين".

وسنده ضعيف جدًا؛ لوجود سعيد بن سِنان وهو الحنفي، قال الحافظ: متروك: ورماه الدارقطني وغيره بالوضع. (التقريب ص 237).

4 -

حديث زيد بن أرقم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تزال شهادة أن لا إله إلَّا الله تحجز غضب الله عز وجل عن الناس، ما لم يبالوا ما ذهب من دنياهم إذا صلح لهم دينهم، فإذا لم يبالوا ما ذهب من دينهم إذا صلحت لهم دنياهم، فإذا قالوها حينئذ، قيل: كذبتم، لستم من أهلها".

أخرجه الشجري في الأمالي (1/ 12) من طريق نُفيع بن الحارث عن زيد بن أرقم به.

وسنده ضعيف جدًا، نُفيع هذا متروك، وقد كذبه ابن معين. (التقريب ص 565).

وخلاصة القول أن حديث الباب لا يمكن أن يرتقي بهذه الشواهد؛ لشدة ضعفها، والله أعلم.

ص: 664

3286 -

وقال ابن أبي عمر: حدّثنا المقرىء عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمارة، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، مَا يَكْفِينِي من الدنيا؟، قال صلى الله عليه وسلم:"مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، [وَوَارَى] (1) عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بخ".

(1) في الأصل: "وآوى"، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 665

3286 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته الحسن بن عُمارة، وهو متروك الحديث، وفيه انقطاع، سالم بن أبي الجَعْد لم يسمع من ثوبان رضي الله عنه.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 115)، ونسبه للطبراني، وسكت عنه.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 254)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن عُمارة، وهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، والطبراني بسند ضعيف منقطع.

ص: 665

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 272 ب) قال: حدّثنا هارون بن مَلُّول، ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء به، بلفظ قريب.

قال الطبراني: لم يروه عن عَدي إلَّا الحسن.

وأخرجه ابن عَدي (2/ 293)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 293) من طريق مَخْلَد بن يزيد عن الحسن بن عُمارة به، بلفظ قريب.

قال ابن عَدي: هذا لا يعرف إلَّا بالحسن بن عُمارة عن عَدي بن ثابت بهذا الإسناد. =

ص: 665

= وأخرجه ابن عَدي (2/ 293، 4/ 107)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 292)، وأخرجه البيهقي أيضًا (7/ 293)، والشجري في الأمالي (2/ 186)، كلاهما: من طريق الهيثم بن عَدي، ثنا شعبة، والرُّكين بن الربيع، قالا: ثنا عَدي بن ثابت الأنصاري به، بلفظ قريب.

قال ابن عَدي: الهيثم بن عَدي لا يعتمد على رواياته عمن روى عنهم؛ لأنه ضعيف جدًا.

قلت: الهيثم بن عَدي هو الطائي، قال الذهبي: تركوه. (المغني 2/ 717).

وفي الباب ما يلي:

1 -

حديث أبي أمامة قال: قال رجل: يا رسول الله!، ما يكفي من الدنيا؟، قال:"ما سد جوعتك، وستر عورتك، فإن كان لك منزل تأوي إليه، فذاك، وإن كانت لك دابة تركبها، فبخ، وما فوق الإزار والخبر وظل جدار وما فضل، يحاسب به العبد يوم القيامة".

أخرجه ابن الأعرابي في الزهد (ص 59)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 293) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ ليث، عن عُبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة به.

وسنده ضعيف؛ لحال الحسن بن أبي جعفر، وشيخه ليث، وهو ابن أبي سُليم. (انظر المغني 1/ 157، 2/ 536).

2 -

حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " .. يا ابن آدم، يكفيك ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن كان بيت يواريك، فذاك، وإن كانت دابة تركبها، فبخ، فإن الخبز وماء البحر وما فوق الإزار حساب عليك".

أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 293) من طريق عبد الله بن هانئ العُقيلي، نا =

ص: 666

= أبي هانئ بن عبد الرحمن، نا إبراهيم بن أبي عَبْلَة عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به.

وسنده ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن هانئ العُقيلي، قال الذهبي: متهم بالكذب (المغني 1/ 361).

3 -

حديث عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل شيء سوى ظل بيت، وجلف الخبز، وثوب يواري عورته، والماء، فما فضل عن هذا، فليس لابن آدم فيهن حق".

أخرجه أحمد (1/ 62) واللفظ له، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 313)، وأخرجه الترمذي (4/ 494)، والطبراني في الكبير (1/ 91)، والحاكم (4/ 312)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 61)، وفي أخبار أصبهان (1/ 254)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 183) من طريق حُريث بن السائب قال: سمعت الحسن يقول: حدثني حِمران عن عثمان به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وحُريث قد ضعَّفه الساجي، وقال الدارقطني: وَهِمَ حُريث في هذا، والصواب عن الحسن، عن حِمران، عن بعض أهل الكتاب.

قلت: حُريث هذا هو المؤذن، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 156)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف، والله أعلم.

4 -

حديث أبي عَسيب، وفي آخره: يا رسول الله!، "أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟، قال: "نعم، إلَّا من ثلاث: خرقة يكف بها الرجل عورته، أو كسرة يسد بها جوعته، أو حجرًا يتدخل فيه من الحرّ والقرِّ". =

ص: 667

= وسنده ضعيف، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3153 - 1).

5 -

أثر عبد الله بن عَمرو بن العاص: سأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرينَ؟، فقال له عبد الله:"ألك امرأة تأوي إليها؟ "، قال: نعم. قال: "ألك مسكن تسكنه؟ "، قال: نعم. قال: "فأنت من الأغنياء". قال: فإن لي خادمًا. قال: "فأنت من الملوك".

أخرجه الإمام مسلم (4/ 2285).

ص: 668

3287 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمي، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبيب قال: سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه يَقُولُ: "لَمَّا بُعث النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، [أتت] (1) إبليسَ جنودُه، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعث نَبِيُّ، وأُخرجت أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يعبدوا الأوثان، إنهم لن ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ (2) حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حقه، وإمساكه عن حقه، والشر كله لهذا تبع".

(1) في جميع النسخ: "بعث"، والمثبت من مصادر التخريج.

(2)

في نسخة (و): "بغير".

ص: 669

3287 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد موضوع؛ لوجود محمَّد بن أبي قيس المصلوب.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفي سنده محمَّد بن أبي قيس، وهو ضعيف، لكن له شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف.

ص: 669

تخريجه:

أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 15)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 338)، قال: حدّثنا سُريج بن يونس، حدثني مروان بن معاوية به، بلفظه دون قوله:"إنهم لن ينفلتوا مني".

وأخرجه البيهقي أيضًا (7/ 339) من طريق إبراهيم بن زيادة قال: ثنا مروان بن معاوية به.

وذكره الغزالي في الإحياء (3/ 208)، ولفظه: قال أبو أمامة الباهلي رضي الله =

ص: 669

= عنه: "لما بُعث محمَّد صلى الله عليه وسلم، أتت إبليسَ جنوده، فقالوا: قد بعث نبي، وأُخرجت أمة، قال: يحبون الدنيا؟، قالوا: نعم، قال: لئن كانوا يحبون الدنيا، ما أبالي أن لا يعبدوا الأوثان، وإنما أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عن حقه، والشر كله من هذا تبع".

وفي الباب حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"قال الشيطان: لن يسلم مني صاحب المال من إحدى ثلاث، أغدو عليه بهن، وأروح بهن: أخذه المالَ من غير حله، وإنفاقه في غير حقه، وأحَبِّبَه إليه فيمنعه من حقه".

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 136) من طريق أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ به.

وذكره المنذري في الترغيب (10/ 245)، والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر.

قلت: إسناده ضعيف؛ لأنه منقطع، أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا (انظر المراسيل ص 255)، وقد أخرجه ابن المبارك (ص 192) من طريق عَقيل بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بمعناه.

وسلمة بن أبي سلمة هذا عنده مراسيل (انظر التاريخ الكبير 4/ 80).

ص: 670