المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌25 - باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌25 - باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا

‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

3182 -

قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبيري، ثنا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنِ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هين لين قريب سهل".

ص: 317

3182 -

الحكم عليه:

إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن مصعب، وبه أعلَّه أبو زرعة (انظر علل ابن أبي حاتم (2/ 108 والميزان 2/ 505).

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ونسبه للطبراني في الأوسط، وأبي يعلى، ثم قال: وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري، وهو ضعيف.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود.

ص: 317

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (3/ 379).

وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 464)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحُلْواني، وفي الصغير (ص 66) قال: حدّثنا أحمد بن سعيد بن شاهين البغدادي، وفي مكارم الأخلاق (ص 44)، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 272) من طريق أحمد بن يحيى الحُلْواني، وأحمد بن القاسم الجوهرى، =

ص: 317

= وبيبي الهَرْثَمية في جزئها (ص 31) من طريق عبد الله، جميعهم: عن مصعب بن عبد الله به، بلفظه، سوى الطبراني في الصغير، ولفظه:"ألا أخبركم بأهل الجنة؟ أهل الجنة كل هين لين سهل قريب".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عُروة إلَّا عبد الله بن مصعب، تفرد به ابنه.

قلت: مدار هذا الحديث على هشام بن عُروة، واختلف عنه:

فرواه عبد الله بن مصعب عنه، عن محمَّد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا، كما تقدم.

ورواه عَبْدَة بن سليمان، والليث بن سعد، وسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عنه، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عَمرو الأوْدي، عن ابن مسعود مرفوعًا.

أخرجه هنَّاد (2/ 596)، ومن طريقه الترمذي (4/ 564)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 346)، وفي روضة العقلاء (ص 63)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 535)، والذهبي في السير (16/ 103) من طريق يحيى بن معين، وأخرجه البيهقي أيضًا (6/ 272) من طريق عبد الله بن عَون، وفي (7/ 535)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 85)، كلاهما: من طريق عثمان بن أبي شيبة، أربعتهم: عن عَبْدَة بن سليمان، وأخرجه أحمد (1/ 415) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 346)، والطبراني في الكبير (10/ 285)، كلاهما من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن هشام بن عُروة، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عَمرو الأوْدي، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بنحوه، وسقط من إسناد أحمد: هشام بن عُروة.

ولفظ هنَّاد؟ "ألا أخبركم بمن يَحْرُمُ على النار، وبمن تُحَرَّمُ عليه النار؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ".

قَالَ الترمذي والبغويُّ: هذا حديث حسن غريب. أهـ. =

ص: 318

= وقد ساق الإمام الدارقطني هذين الوجهين في علله -خ- (4/ 80 أ)، ثم قال: وهو أشبه. أهـ. يعني: عن ابن مسعود.

قلت: وهذا الوجه ضعيف، فيه عبد الله بن عَمرو الأوْدي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 316)، وقد التبس اسمه على العلَّامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (6/ 19)، فقال: لم أجزم بمن هو؟ كما لم ينبه على السقط الذي وقع في إسناد أحمد.

وهذا الوجه أرجح من الوجه الأوّل، لأنّ رواته جمع، وفيهم من هو ثقة، كالليث بن سعد، ولترجيح الدارقطني، والله تعالى أعلم.

وقد أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 271) من طريق عَمرو بن أبي عَمرو عن رجل من بني عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كان هينًا لينًا سهلًا قريبًا، حرَّمه الله على النار".

ويشهد لحديث الباب ما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة: أخرجه جمع من المصنفين بأسانيد لا تخلو من ضعف.

فأخرجه أبو حاتم في العلل (2/ 119) من طريق أحمد بن محمَّد بن أمية عن أبيه محمَّد بن أمية الساوي، عن عيسى بن موسى التيمي، عن عبد الله بن كَيسان قال: سمعت محمَّد بن واسع يحدث عن ابن سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تحرم النارعلى كل هين لين سهل سمح".

وأشار إلى هذه الطريق أبو نُعيم في الحلية (2/ 356).

قال أبو حاتم: هذا حديث غريب منكر.

قلت: سنده ضعيف، أحمد بن محمَّد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (2/ 72)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وعيسى بن موسى هو غُنجار، مدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة (انظر طبقات المدلسين ص 51)، وأهل هذه المرتبة =

ص: 319

= لا يقبل حديثهم إلّا إذا صرحوا بالسماع، وقد عنعنه هنا، وفيه عبد الله بن كَيسان هو المروزي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا (التقريب ص 319).

وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2/ 356) من طريق خلف بن يحيى قال: ثنا حماد الأبح عن محمَّد بن واسع به، ولفظه:"تحرم النار على كل هين لين سهل قريب".

وسنده ضعيف جدًا، فيه خلف بن يحيى، هو الخراساني، قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذابًا لا يشتغل به ولا بحديثه (الجرح 3/ 372)، وفيه حماد الأبح، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 179).

وأخرجه محمَّد بن عمر المديني في نزهة الحفاظ (ص 25)، والذهبي في السير (20/ 510) تعليقًا من طريق محمد بن عيسى بن حبّان، حدّثنا محمد بن الفضل، أخبرنا محمَّد بن واسع به.

ولفظه: "تحرم النار على كل هين لين قريب سهل".

وسنده تالف، محمد بن عيسى، قال الذهبي في المغني (2/ 622): قال الدارقطني: ضعيف متروك، وقال غيره: كان مغفلًا، وقال الحاكم: متروك.

وفيه محمَّد بن الفضل، قال الذهبي: تركوه، وبعضهم كذَّبه (المغني 2/ 624).

وأخرجه العُقيلي (4/ 323) من طريق وهب بن حكيم عن محمَّد بن سِيرين به.

وسنده ضعيف، لضعف وهب، قال الذهبي: لا يكاد يعرف (المغني 2/ 726).

وأخرجه ابن عَدي (3/ 300) من طريق سلَّام الطويل عن زيد العَمِّي، عن محمَّد بن سِيرين به.

وسنده تالف، فيه سلَّام الطويل، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 261)، وفيه زيد العَمِّي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 223).

وأخرجه هنَّاد (2/ 596) من طريق سعد بن سعيد عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن =

ص: 320

= أبي هريرة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من كان هينا لينًا سهلًا قريبًا، حرمه الله على النار".

وسنده ضعيف؛ لأنه منقطع بين عَمرو وبين أبي هريرة، وفيه سعد بن سعيد، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 231).

وأخرجه الحاكم (1/ 126)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 194)، وفي الشعب (6/ 271) من طريق سهل بن عمار، ثنا محاضر بن المُوَرِّع، ثنا سعد بن سعيد الأنصاري عَنْ عَمرو بْنِ أَبِي عَمرو، عَنِ المُطَّلب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بلفظ هنَّاد، وسقط منه قوله "سهلًا".

ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

قلت: سهل بن عمار ضعيف جدًا، قال الذهبي في المغني (1/ 288): كذّبه الحاكم. أهـ. فالإسناد لأجله ساقط، والمُطلب هو ابن عبد الله المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال، (التقريب ص 534)، وروايته عن أبي هريرة مرسلة (انظر المراسيل ص 209).

وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 271) من طريق جويبر بن سعيد، عن محمَّد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هريرة، أن رجلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أهل الجنة؟ فقال:"كل هين لين قريب سهل".

وسنده ضعيف جدًا، فيه جويبر بن سعيد، قال الحافظ: ضعيف جدًا (التقريب ص 143).

2 -

حديث مُعيقيب: أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 46) وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 180 أ)، والطبراني في الكبير (20/ 352)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 272) واللفظ له من طريق شيبان بن فرُّوخ، نا أبو أمية بن يعلى، نا محمَّد بن مُعيقيب عن أبيه -وعند الخرائطي: عن أمه- قال =

ص: 321

= رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "على من حُرِّمَتِ النار؟ "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"على الهين اللين السهل القريب".

وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 87) من طريق الأصمعي عبد الملك بن قُريب، عن أبي أمية به.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف. أهـ.

3 -

حديث أنس: أخرجه ابن مردويه في ثلاثة مجالس (ص167)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 309) من طريق الحارث بن عُبيدة عن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر، عن حُميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله، من يحرم على النار؟ قال:"الهين اللين السهل القريب".

قال أبو حاتم: هذا حديث باطل، والحارث ضعيف.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث بن عُبيدة، وهو ضعيف.

قلت: وبالجملة فالحديث حسن لغيره بمجموع هذه الشواهد، والله الموفق سبحانه.

ص: 322

3183 -

وقال أحمد بن مَنيع: حدّثنا الهيثم، ثنا (1) حَفْصٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وجنة الكافر".

(1) في نسخة (و): "بن".

ص: 323

3183 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد حسن، لوجود العلاء بن عبد الرحمن.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وابن حبّان في صحيحه، ورواه أحمد بن حنبل، والحاكم من حديث عبد الله بن عَمرو، والبزار من حديث ابن عمر، ورواه أبو يعلى الموصلي وغيره من حديث سَلمان.

ص: 323

تخريجه:

أخرجه أحمد (2/ 323، 485)، وفي الزهد (ص 51) من طريق زُهير، وفي (2/ 389) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، ومسلم (4/ 2272)، والترمذي (4/ 486)، وأبو يعلى (11/ 404)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 38) من طريق الدَّرَاوَرْدي، وابن ماجه (2/ 1378)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 69) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 14)، والنسفي في القند (ص 313) من طريق شعبة، وأبو يعلى (11/ 351) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد، والطبراني في الأوسط (3/ 376) من طريق رَوح -وسقط من سنده شيخ العلاء- وابن عَدي (3/ 18)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 591) من طريق الثوري، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 350)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 324)، وفي الآداب (ص 462) من طريق مالك، جميعهم: عن العلاء بن عبد الرحمن به، بلفظه. =

ص: 323

= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال أبو نُعيم: غريب من حديث مالك، رواه إسماعيل وغيره.

ويشهد له ما رُوي عن سَلمان، وابن عمر، وابن عَمرو رضي الله عنهم، وقد تقدم ذكر أحاديثهم في تخريج الحديث الماضي برقم (3137).

وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق سبحانه.

ص: 324

3184 -

وقال ابن أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا محمَّد بْنُ عُمارة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ (1) رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ تبارك وتعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ ماء".

(1) في مصنف ابن أبي شيبة: "عن رجل من بني سالم، أو فهم"، وفي الإتحاف -خ- (3/ 197) مختصر:"عن رجل من بني سالم، أو فيهم".

ص: 325

3184 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه محمَّد بن عُمارة، وهو صدوق.

وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 97 أ) مختصر، مع زيادة في أوله، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل، والبزار، في مسنديهما. أهـ. ثم ضبط، وشرح، لفظة "الحضيض".

ص: 325

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 225) بلفظ قريب، مع زيادة في أوله.

وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بهدية، فنظر فلم يجد شيئًا يجعلها فيه، فقال:"ضعه بالحضيض، فإنما هو عبد يأكل كما يأكل العبد، ويشرب كما يشرب العبد، ولو كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ما سقى منها كافرًا شربة ماء".

وجاء في إسناده: محمَّد بن عمر، وهو خطأ، وصوابه كما في المطالب هنا: محمَّد بن عُمارة، وفيه الشك، فقال: عن رجل من بني سالم، أو فهم.

والحضيض: قرار الأرض، وأسفل الجبل (النهاية 1/ 400).

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 326) مرسلًا من طريق ابن أبي الدنيا، حدثني يعقوب بن عُبيد، ثنا أبو عاصم النبيل عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمارة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بهدية، فالتمس في البيت شيئًا يضعه فيه، فقال: "ضعه بالحضيض، فلو كانت الدنيا تعدل عند الله شيئًا، ما أعطى كافرًا منها قدر جناح =

ص: 325

= بعوضة مثلًا، فما أخرج من ابن آدم وأن قزحه وملحه، فانظر إلى ما يصير".

وسنده ضعيف؛ لأنه من مرسل عبد الله بن عبد الرحمن.

ويشهد له الآتي:

1 -

حديث ابن عمر: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 92) واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 316) من طريق أبي مصعب عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء".

قال الخطيب: هذا غريب جدًا من حديث مالك، لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عَون، عن أبي مصعب، وعنه علي بن عيسى الماليني، وكان ثقة.

قلت: سنده ضعيف، قال الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 147): قال ابن طاهر:

لا أصل له من حديث مالك.

2 -

حديث سهل: أخرجه الترمذي (4/ 485)، وابن عَدي (5/ 319)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 253)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 325) من طريق عبد الحميد بن سليمان عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.

وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم.

قلت: إسناده ضعيف، لضعف عبد الحميد، وهو الخُزاعي (انظر التقريب ص 333).

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1376) واللفظ له، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 63)، والحاكم (4/ 306)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 325)، والبغويُّ في شرح =

ص: 326

= السنة (14/ 228) من طريق زكريا بن منظور، ثنا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بذي الحُليفة، فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال:"أترون هذه هيئة على صاحبها؟ فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ما سقى كافرًا منها قطرة أبدًا".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التخليص بقوله: زكريا ضعَّفوه.

3 -

حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 64) واللفظ له، وابن عَدي (6/ 230)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 317) من طريق صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة من ماء".

وسنده ضعيف، فيه صالح مولى التوأمة، وهو ضعيف، لاختلاطه (انظر الكواكب النيرات ص 258، الاغتباط ص 177).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 63) من طريق أبي مَعْشَر عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة من خير، ما سقى كافرًا منها شربة من ماء".

وإسناده ضعيف، فيه أبو مَعْشَر، هو نَجيح بن عبد الرحمن، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 559).

4 -

حديث رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أخرجه ابن المبارك (ص 178)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 228) قال: أخبرنا إسماعيل بن عَيَّاش قال: حدثني عثمان بن عُبيد الله بن رافع أن رجالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حدثوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة، ما أعطى منها كافرًا شيئًا".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عَيّاش مخلط في الرواية عن غير أهل بلده (انظر =

ص: 327

= التقريب ص 109)، وشيخه هنا مدني (انظر التاريخ الكبير 6/ 232).

5 -

حديث الحسن: أخرجه ابن المبارك (ص 219)، قال: أخبرنا حُريث بن السائب الأُسَيِّدي قال: حدّثنا الحسن قال: فذكره مرفوعًا، ولفظه:"لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب، ما أعطى كافرًا منها شيئًا". وسنده ضعيف لإرساله، وفيه حُريث بن السائب، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 156).

6 -

حديث ابن عباس: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 290) من طريق الحسن بن عُمارة عن الحكم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة أبدًا".

قال أبو نُعيم: غريب من حديث الحكم، لم نكتبه إلَّا من حديث الحسن عنه.

قلت: الحسن بن عُمارة ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 162)، وبه أعلَّه في تخريج أحاديث الكشاف (ص 147)، فالإسناد لأجله ساقط.

وخلاصة القول أن حديث الباب لا يقل عن درجة الصحيح لغيره بهذه الشواهد، والله الموفق.

ص: 328

3185 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا زُهير، ثنا ابن عُيينة عن عَمرو، هو ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة قَالَ: عاد خَبّابًا رضي الله عنه، نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا (1): أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى محمَّد صلى الله عليه وسلم الحوض، فقال: فكيف (2) بِهَذَا؟ -وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ- وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ".

(1) في نسخة (و) و (س): "فقال".

(2)

في نسخة (و) و (س): "كيف".

ص: 329

3185 -

الحكم عليه:

إسناده صحيح، إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات، وذكره المنذري في الترغيب (4/ 222)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني بإسناد جيد. أهـ. والهيثمي في المجمع (10/ 253)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير يحيى بن جَعْدَة، وهو ثقة. أهـ. والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، وأبو يعلى الموصلي، والطبراني، والحُميدي واللفظ له بإسناد جيد.

وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للطبراني، والبيهقيُّ في الشعب، عن خَبَّاب، ورمز لحسنه (انظر فيض القدير 3/ 10).

وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 469)، وقال: صحيح.

ص: 329

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (13/ 175).

وأخرجه الحُميدي (1/ 82)، وابن أبي شيبة (13/ 219)، وعنه كل من الحربي في غريب الحديث (3/ 989)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 83)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (4/ 77)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 360)، وأخرجه =

ص: 329

= الدولابي في الكنى (1/ 79) قال: حدّثنا محمَّد بن منصور، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، والبيهقيّ في الشعب (7/ 307) من طريق إبراهيم بن بشَّار، خمستهم: عن سفيان بن عُيينة به، بلفظ قريب، وذكر الدولابي أوله.

ولفظ ابن أبي شيبة: عاد نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-خَبَّابًا، فقالوا: أبشر أبا عبد الله، ترفى على محمَّد عليه الصلاة والسلام الحوض، فقال: كيف بهذا، وهذه أسفل البيت وأعلاه؟ وقد قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب".

وأخرجه ابن المبارك (ص 183)، والحُميدي (1/ 86) قال: ثنا سفيان، والدولابي في الكنى (1/ 79) من طريق سفيان، كلاهما عن مِسعر قال: حَدَّثَنِي قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قال: فذكره ابن المبارك بمعناه، وذكره الدولابي مختصرًا.

ولفظ ابن المبارك: عاد خَبَّابًا بقايا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبشر أبا عبد الله، إخوانك تقدم عليهم غدًا، فبكى، فقالوا له: عليها من الحال، فقال:"أما إنه ليس بي جزع، لكنكم ذكَّرتموني أقوامًا، وسمّيتموهم لي إخوانًا، وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كما هي، وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أصبنا بعدهم".

وإسناده صحيح.

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 307) من طريق الواقدي، ثنا ابن جريج عن يحيى بن جَعْدَة قال: دخلنا على خَبَّاب بن الأرَتِّ نعوده، فقلنا: أبشر، ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحوض، قال: كيف؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ من الدنيا مثل زاد الراكب".

والواقدي هو محمَّد بن عمر، وهو متروك مع سعة علمه (التقريب ص 498).

وأخرج البخاريّ أوله (فتح 10/ 127) عن قيس بن أبي حازم: دخلنا على =

ص: 330

= خبَّاب نعوده -وقد اكتوى سبع كيَّات- فقال: "إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلَّا التراب، ولولا أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ ندعو بالموت لدعوت به". ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطًا له فقال: "إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلَّا في شيء يجعله في هذا التراب".

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ من الدنيا كزاد الراكب" ما يلي:

1 -

حديث أبي هاشم بن عُتبة: أخرجه أحمد (3/ 443)، والترمذي (4/ 488) واللفظ له، من طريق أبي وائل قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عُتبة وهو مريض يعوده، فقال: يا خال، ما يبكيك، أوجع يُشْئِزُكَ، أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا، لا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إليّ عهدا لم آخذ به، قال:"إنما يكفيك من جميع المال خادم ومركب في سبيل الله" وأجدني اليوم قد جمعت.

وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقوله:"أوجع يُشْئِزُكَ"، أي يقلقك (النهاية 2/ 436).

وأخرجه النسائيُّ (8/ 218)، وابن ماجه (2/ 1374) من طريق أبي وائل عن سَمُرَة بن سَهْم، رجل من قومه قال: نزلت على أبي هاشم بن عُتبة

فذكره بنحوه.

وسَمُرَة بن سهم مجهول، قاله الحافظ (التقريب ص 256).

2 -

حديث بُريدة الأسلمي: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب".

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 245) واللفظ له، وأحمد (5/ 360)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال -خ- (2/ 746)، وأخرجه الدارمي (2/ 389)، من طريق عبد الله بن مَوْلَة، عن بُريدة الأسلمي. وسنده ضعيف، فيه عبد الله بن مَوْلَة، بفتحات، قال الحافظ مقبول (التقريب ص 325).

3 -

حديث عائشة: قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أردت اللحوق بي، =

ص: 331

= فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلعي ثوبًا حتى تُرَقِّعيه".

أخرجه الترمذي (4/ 215) وهذا لفظه، وابن السُّنُّي في القناعة (ص 83، 84)، والحاكم (4/ 312)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 157)، والبغويُّ في شرح السنة (12/ 44)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 139) من طريق صالح بن حسان عن عُروة، عن عائشة.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث صالح بن حسان.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: الوَرَّاق عدم.

وقال البيهقي: تفرّد به صالح بن حسان، وليس بالقوي.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح.

قلت: مدار هذا الحديث على صالح بن حَسَّان وهو النَّضْري، قال الحافظ:

متروك (التقريب ص 271). فهذا الحديث لأجله ضعيف جدًا، وتعقب الإمام الذهبي رحمه الله على الحاكم بضعف الوَرَّاق ليس بسديد؛ لأنّ الحمل فيه على صالح هذا، وبه أَعَلَّه الدارقطني في العلل -خ- (5/ 45 ب)، وأما الوَرّاق وهو سعيد بن محمَّد، فإنه مُتَابَعٌ.

ص: 332

3186 -

حَدَّثَنَا (1) محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبيع، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ (2) عَنْ أَبِيهِ شَكَّ الراوي قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ:"مَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

(2)

زاد في نسخة (و) و (س): "قال".

ص: 333

3186 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا السند ضعيف، لجهالة صدقة بن الرَّبيع.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 255)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير صدقة بن الرَّبيع، وهو ثقة.

قلت: لعل اعتماد الهيثمي في توثيق صدقة أن يكون رآه في ثقات ابن حبّان، والله أعلم.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث أبي الدرداء رواه أحمد بن حنبل، وابن حبّان في صحيحه، ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة.

ص: 333

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 319).

ويشهد له ما يلي:

1 -

حديث أبي الدرداء: أخرجه الطيالسي (ص 131)، واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 226، 2/ 233)، وأخرجه أحمد (5/ 197)، وفي الزهد (ص 37)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (9/ 60)، وأخرجه الطبري في التفسير (11/ 104، 30/ 221)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 138)، والطبراني في الأوسط (3/ 422)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 57، 58)، والحاكم =

ص: 333

= (2/ 444)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 247)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 240، 2/ 837)، من طريق قتادة عن خُليد العَصَري، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما طلعت الشمس قط إلَّا بعث الله عز وجل بجنبها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق كلها إلَّا الثقلين: اللهم عجل لمنفق خلفًا، وأعط ممسكا تلفًا، وما أتت شمس قط إلَّا بعث الله عز وجل بجنبها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق إلَّا الثقلين: ما قل وكفى خير مما أكثر وألهى".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

وقال الذهبي في نقده لبيان الوهم والايهام (ص 113): إسناده صالح.

قلت: لعل سنده حسن لحال خُليد العَصَري قال الحافظ: صدوق يرسل (التقريب ص 195)، لكن لا أدري أسمع خُليد العَصَري من أبي الدرداء أم لا؟ فقد قال الحافظ في التهذيب (3/ 137) بعد أن ذكر عدم سماعه من علي وأبي ذر رضي الله عنهما: وأما أبو الدرداء، فقال ابن حبّان في الثقات لمّا ذكره: يقال إن هذا مولى لأبي الدرداء رضي الله عنه. أهـ.

قلت: وأما قتادة وإن كان مدلسًا، وقد عنعن هنا، إلّا أنه قد صرح بالتحديث في رواية الطبري، والحاكم، فأُمن تدليسه.

2 -

حديث أنس: أخرجه ابن عَدي (1/ 278)، من طريق إسماعيل بن سَلمان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى".

وإسناده ضعيف، لضعف إسماعيل، وهو الأزرق، (انظر التقريب ص 107).

3 -

حديث ثَوبان: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 235) من طريق يزيد بن ربيعة قال: سمعت أبا الأشعث يقول: سمعت ثَوبان يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا قلّ وكفى خير مما كثر وألهى". =

ص: 334

= وسنده ضعيف، فيه يزيد بن ربيعة، وهو الرَّحَبي الدمشقي، ذكره الذهبي في المغنى (2/ 748)، وقال: قال البخاريُّ: أحاديثه مناكير. وقال النسائيُّ: متروك.

وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف.

4 -

حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 314)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 59)، واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 235)، من طريِق محمد بن عَرْعَرة، حدّثنا فَضَّال بن جُبير قال: سمعت أبا أمامة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هلموا إلى ربكم عز وجل مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى".

ولفظ الطبراني، والقُضاعي بأطول من هذا اللفظ، وسنده ضعيف، لضعف فَضَّال، حيث ذكره الذهبي في المغني (2/ 510)، وقال: قال ابن عَدي: أحاديثه غير محفوظة وقال الكتاني عن أبي حاتم: ضعيف الحديث.

وذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (10/ 256)، ثم قال: رواه الطبراني من حديث فَضَّال عن أبي أمامة وفَضَّال ضعيف.

5 -

حديث أبي هريرة: أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 396)، من طريق مُؤَمَّل، نا حماد بن سلمة، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، أو ابن رافع عن أبي هريرة مرفوعًا،

وفيه: "يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى

".

وسنده ضعيف، وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (3123).

6 -

حديث سعد بن أبي وقاص: أخرجه إسحاق من طريق ابن لَبيبة عن سعد رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ:"خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا يخفى".

وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث رقم (3282)، وسنده ضعيف، لحال ابن لَبيبة، وهو محمَّد بن عبد الرحمن، ولانقطاعه فإن ابن لَبيبة يروي عن سعد مرسلًا. =

ص: 335

= 7 - حديث الحسن مرسلًا: أخرجه وكيع (1/ 340) قال: حدّثنا مبارك عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خير الرزق الكفاف، اللهم اجعل رزق آل محمَّد كفافًا".

وسنده ضعيف لعنعنة مبارك بن فَضَالة، حيث ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 43)، ولإرساله، فإن الحسن هو البصري، وهو ثقة يرسل كثيرًا ويدلس (انظر التقريب ص 160).

8 -

أثر عمر: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 323)، من طريق طِعمة بن عبد الله، عن رجل يقال له: ميكائيل، شيخ من أهل خراسان قال: كان عمر إذا قام من الليل قال: فذكره، وفي آخره:"اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغَى، ولا تُقِلَّ لي منها فأنسى، فإنه مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى".

وطِعمة بن عبد الله هذا لم أجد له ترجمة، وشيخه لم أميزه.

9 -

أثر أبي الدرداء: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 762) من طريق مُسَدَّد، عن فُضيل بْنُ عِياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: فذكره موقوفًا وفيه: "وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك، وإن الدَّين لا يَبلى، وان البر لا يُنسى".

وإسناده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3130 [2]).

قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 336

3187 -

حدّثنا (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ (2) الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا حَجَّاجُ (3) بْنُ محمَّد الْأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رزقه كما يأتيه الموت".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

(2)

في نسخة (س): "إبراهيم بن الحسن".

(3)

في نسخة (و): "الحجاج".

ص: 337

3187 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:

1 -

الانقطاع: عطاء بن أبي مسلم لم يسمع من معاذ رضي الله عنه.

2 -

عثمان بن عطاء، وهو ضعيف.

3 -

إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، وهو مجهول.

ص: 337

تخريجه:

لم أجد من أخرج هذا الحديث عن معاذ رضي الله عنه سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما رُوي، عن أبي سعيد الخدري، وأنس، وأبي الدرداء، وجابر، والحسن بن علي، وذلك على النحو التالي:

1 -

حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 144 أ)، والطبراني في الصغير (ص 234) واللفظ له، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن بن النعمان، وابن عَدي (6/ 19) قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن عبد الخالق، ثلاثتهم: عن الحسين بن علي بن يزيد الصُّدّائي، حدثني أبي علي بن يَزِيدُ عَنْ فُضيل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لو فر أحدكم من رزقه، أدركه كما يدركه الموت".

وذكره ابن السُّنِّي في القناعة (ص 39)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 72)، عن =

ص: 337

= عطية، كلاهما: عن أبي سعيد الخدري.

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلّا بهذا الإسناد، تفرد به الحسين بن علي الصُّدَّائي.

وذكره المنذري في الترغيب (2/ 536)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير بإسناده حسن.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 72)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وفيه عطية العَوْفي، وهو ضعيف، وقد وثِّق.

قلت: سنده ضعيف، فيه عطية العَوْفي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا (التقريب ص 393) وفُضيل بن مرزوق، هو الأغر، قال الحافظ: صدوق يهم، ورمي بالتشيع (التقريب ص 448)، وتلميذه: علي بن يزيد، هو ابن سُليم الصُّدَّائي، قال الحافظ: فيه لين (التقريب ص 406).

2 -

حديث أنس: أخرجه عمر النسفي في القند (ص 82)، من طريق أحمد بن محمَّد بن غالب، غلام الخليل قال: أخبرنا دينار عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ أَنَّ إنسانًا هرب من رزقه، لطلبه كما يطلبه الموت".

وإسناده تالف، قال الذهبي في المغني (1/ 57): أحمد بن محمَّد بن غالب الباهلي غلام خليل معروف بوضع الحديث، قبل الثلاثمائة أقر بالوضع، وقال: وضعنا أحاديث نرقق بها القلوب.

3 -

حديث أبي الدرداء: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 117) واللفظ له، والبزار كما في الكشف (2/ 82)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 291)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 98)، والدارقطني في العلل (6/ 224)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 314)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 86)، والخطيب في الموضح (1/ 358)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 168)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 71)، من طريق هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن =

ص: 338

= عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرزق ليطلب العبد، كما يطلبه أجله".

وذكره المنذري في الترغيب (2/ 535)، ثم قال: رواه ابن حبّان في صحيحه والبزار، ورواه الطبراني بإسناد جيد، إلّا أنه قال:"إن الرزق ليطلب العبد، أكثر مما يطلبه أجله".

وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: وقد رُوي موقوفًا، وهو الصواب.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 72)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني في الكبير، إلّا أنه قال:"أكثر مما يطلبه أجله" ورجاله ثقات.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للقُضاعي عن أبي الدرداء، ورمز لضعفه (فيض القدير 4/ 54)، وذكره في موضع آخر، وعزاه للطبراني، وابن عَدي، عن أبي الدرداء، ورمز لحسنه (فيض القدير 2/ 340).

قلت: إسناد ابن أبي عاصم حسن، لحال هشام بن خالد، وهو الأزرق، قال الحافظ: صدوق (التقريب 572)، والوليد بن مسلم، هو القرشي، ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة من طبقات المدلسين (طبقات المدلسين ص 51)، فلا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد صرح به كما في رواية أبي نُعيم في الحلية.

وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (1/ 452)، ومن طريقه السهمي في تاريخ جرجان (ص 413)، من طريق هشام بن عمار، حدّثنا الوليد بن مسلم، به، ولفظه:"إن الرزق يطلب العبد، كما يطلبه أجله".

وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 318)، من طريق صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، به، ولفظه:"الرزق يطلب العبد أكثر مما يطلبه".

4 -

ورُوي عن أبي الدرداء موقوفًا: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 71)، من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت إسماعيل بن عُبيد الله يقول: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: "لو أن رجلًا هرب =

ص: 339

= من رزقه كهربه من الموت، لأدركه رزقة كما يدركه الموت".

قال البيهقي: وهذا أصح، والله أعلم.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 224): رواه الهيثم بن خارجة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفًا، وهو الصواب.

5 -

حديث جابر: أخرجه. أبو نُعيم في الحلية (7/ 90)، من طريق المسيّب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت".

قال أبو نُعيم: تفرد به عن الثوري يوسف بن أسباط.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأبي نُعيم، ورمز لضعفه (فيض القدير 5/ 305)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 200)، ثم قال: رواه أبو نُعيم عن جابر، وفي سنده ضعيف.

قلت: المسيّب بن واضح، ذكره الذهبي في (المغني 2/ 659) وقال: قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا. وضعَّفه الدارقطني.

كما ذكر يوسف بن أسباط (2/ 761)، وقال: وثَّقه يحيى، وقال أبو حاتم، لا يحتج به، يغلط كثيرًا.

6 -

حديث الحسن بن علي: أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 84)، من طريق عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي عن أبيه، عن عبد الله بن محمَّد الجُهني، عن عبد الله بن الحسن بن علي، عن أبيه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوم غزوة تبوك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إني والله ما آمركم إلا بما أمركم الله به، ولا أنهاكم إلَّا عما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب، فوالذي نفس أبي القاسم =

ص: 340

= بيده، إن أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله، فإن تعسر عليكم شيء منه، فاطلبوه بطاعة الله عز وجل".

وسنده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن عثمان، قال الذهبي في الميزان (2/ 383): عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، عن أبيه، ضعَّفه أبو حاتم الرازي.

وبهذه الشواهد يرتقي سند الباب إلى الحسن لغيره، والله أعلم.

ص: 341

3188 -

[1] وقال مُسَدَّد: حدّثنا خالد، [ثنا](1) يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ:"إِنَّمَا الدُّنْيَا مِثْلُ [الثَّغَب] (2)، ذَهَبَ صَفْوُهُ (3)، وبقي كدره".

(1) في الأصل، ونسخة (س):"بن"، والمثبت من نسخة (و).

(2)

في الأصل، ونسخة (و):"التعب"، وقال في هامش نسخة (و):"كذا"، وفي نسخة (س):"النقب"، والمثبت من الإتحاف، وكتب الحديث.

(3)

في نسخة (س): "ضؤه".

ص: 342

3188 -

[1] الحكم عليه:

إسناده ضعيف، لضعف يزيد.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 أ) مختصر، وكذلك الطريق الثانية، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا، ومدار الطريقين على يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف. أهـ. ثم ضبط وشرح لفظة "الثَّغَب".

ص: 342

تخريجه:

أخرجه الخطابي في العزلة (ص 115)، من طريق علي بن عاصم، عن يزيد بن أبي زياد به، بمعناه، مع زيادة في آخره.

ولفظه: "ذهب صفو الدنيا فلم يبق إلَّا الكدر، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم".

وقد رُوي من طرق أخرى كما يلي:

فرُوي عن يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحيفة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ موقوفًا، وهي الطريق القادم برقم (2).

ورُوي عن يزيد، عن أبي جُحيفة، من قوله، وهي الطريق القادم برقم (3).

ورُوي عن يزيد، عن أبي الكَنود، عن ابن مسعود موقوفًا، أخرجه معمر في الجامع (11/ 384)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 169)، عن يزيد بن أبي زياد، به. =

ص: 342

= ولفظه: "مثل الدنيا كمثل ثَغَب" قال: قلنا: وما الثَّغَب؟ قال: الغدير، ذهب صفوه، وبقي كدره، فالموت يحبه كل مؤمن".

وأبو الكَنود، عن عبد الله بن عامر، أو ابن عمران، أو ابن عويمر، وقيل: ابن سعيد، وقيل: عَمرو بن حبشي، الأزدي الكوفي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 669).

وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 304)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله: "ما شبهت ما غير من الدنيا إلَّا بثَغَب، شُرب صفوه وبقي كدره، ولا يزال أحدكم بخير ما اتقى الله، وإذا حال في صدره شيء، أتى رجلًا فشفاه منه، وأيم الله لأوشك أن لا تجدوه".

وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وأبو معاوية هو محمَّد بن خازم، وأبو وائل، هو شَقيق بن سَلَمة.

ورُوي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه الحاكم (4/ 320)، من طريق الفضل بن محمَّد الشَّعْراني، ثنا عُبيد الله بن محمَّد العَيْشي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلًا، وما بقي منها إلَّا القليل من القليل، ومثل ما بقي منها كالثَّغَب، يعني الغدير، شُرب صفوه وبقي كدره".

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

قلت: الفضل بن محمَّد، ذكره الذهبي في ضعفائه (2/ 513)، وقال: قال أبو حاتم: تكلموا فيه. أهـ. وعاصم هو ابن بَهْدلة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 285)، فالإسناد لأجلهما ضعيف.

ويشهد لهذا الأثر ما يلي:

أخرج ابن المبارك (ص 211) واللفظ له، والدولابي في الكنى (2/ 70)، ونُعيم بن حماد في الفتن -خ- (ق 6 أ)، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 46)، =

ص: 343

= وابن أبي عاصم في الزهد (ص 71)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 39)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قال: حدثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه، طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه، خبث أسفله".

وإسناده حسن، لحال أبي عبد ربه، وهو الدمشقي الزاهد، ويقال: أبو عبد رب، قال الذهبي في الكاشف (3/ 313): صدوق.

وأخرج ابن أبي عاصم في الزهد (ص 71)، من طريق محمَّد بن طلحة، أخبرنا المُنْكَدِر بن محمَّد، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لم يبق من الدنيا إلَّا فتنة تنتظر، أو كَلّ محزن".

وإسناده ضعيف، محمَّد بن طلحة، هو ابن عبد الرحمن التيمي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 485)، والمُنْكَدِر بن محمَّد ضعيف، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 547).

وأخرج ابن المبارك (ص 3)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 260)، قال: أخبرنا شعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُردة، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي موسى الأشعري قال:"ما ننتظر من الدنيا إلَّا كَلًّا محزنًا، أو فتنة تنتظر".

وسنده صحيح، والكل، بالفتح وتشديد اللام: هو الثقل (انظر النهاية 4/ 198).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 34) قال: حدّثنا خالد بن خِداش، نا حماد بن زيد، عن ثابت قال: كتب إليّ سعيد بن أبي بُردة، قال أبو موسى:"إنه لم يبق من الدنيا إلَّا فتنة منتظرة، وكَلّ محزن".

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 344

3188 -

[2] حدّثنا (1) خَالِدٌ ثنا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحيفة، عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه قال:"ذهب صفو الدنيا، فلم يبق منه إِلَّا الكُدْرَة، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ".

(1) القائل هو: مُسَدَّد رحمه الله في مسنده.

ص: 345

3188 -

[2] الحكم عليه:

ضعيف.

ص: 345

تخريجه:

أخرجه ابن أَبِي شَيْبَةَ (13/ 287)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، وأحمد في الزهد (ص 230) قال: حدّثنا هُشيم، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 131)، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 169)، من طريق عبد السلام بن حرب وزائدة، فرقهما.

والشجري في الأمالي (2/ 193)، من طريق إسماعيل بن زكريا، خمستهم: عن يزيد بن أبي زياد به، بلفظ قريب. ولفظ ابن أبي شيبة:"ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها، فالموت تحفة لكل مسلم".

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 287)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 132)، عن عبد الله بن إدريس، عن يزيد به، بأوله. ولفظه:"الدنيا كالثَّغَب، ذهب صفوه وبقي كدره".

ويشهد لآخر اللفظ: حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رضي الله عنه مرفوعًا: "تحفة المؤمن الموت".

وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3117 [2]).

وبهذا الشاهد وبما ذكر في تخريج الطريق الأولى يكون لفظ الباب حسنًا لغيره، والله أعلم.

ص: 345

3188 -

[3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحيفة بِهِ (1). وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.

(1) قوله "به": ساقط من نسخة (س).

ص: 346

3188 -

[3] الحكم عليه:

إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101/ ب)، ثم قال: رواه الحارث ابن أبي أسامة موقوفًا، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بن العاص.

ص: 346

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1301)، ولفظه:"ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلَّا الكدر، والموت اليوم تحفة لكل مسلم".

وبما ذكر في تخريج الطريق الأولى والثانية يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.

ص: 346