الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب ٌ
3136 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزاحم، حدّثنا عمر بن شَبيب عن يوسف بن الصباغ، عن الحسين رضي الله عنه لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"من شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كمن شهده".
3136 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، لضعف عمر بن شَبيب، ويوسف بن الصباغ.
وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 290)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن شَبيب، وثَّقه ابن معين في رواية، وضعَّفه الجمهور، وكذلك يوسف بن ميمون الصباغ وثَّقه ابن حبّان وغيره، وضعَّفه الجمهور، ومنصور بن أبي مُزاحم ثقة.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93/ ب)، مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفي سنده عمر بن شَبيب، وهو ضعيف.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (12/ 154).
وذكره الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 492)، عن أبي يعلى بسنده ومتنه.
ويشهد له ما رُوي عن أبي هريرة، والعُرْس بن عُميرة، وعبد الله، كما يلي: =
=
1 -
حديث أبي هريرة: أخرجه ابن عَدي (7/ 230)، واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 266)، والنسفي في القند (ص 232)، من طريق يحيى بن أبي سليمان، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من حضر معصية فكرهها، فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها، فكأنما حضرها".
قال البيهقي: تفرد به يحيى بن أبي سليمان، وليس بالقوي، والله أعلم.
قلت: إسناده ضعيف، لضعف يحيى، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص591).
وبه أعلّه العراقي فقال: رواه ابن عَدي، وفيه يحيى بن أبي سليمان، قال البخاريُّ: منكر الحديث (المغني مع الإِحياء 2/ 309).
وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للبيهقي في السنن عن أبي هريرة، ورمز لضعفه (فيص القدير 6/ 117).
2 -
حديث العُرْس بن عُميرة: أخرجه أبو داود (4/ 124)، والطبراني في الكبير (17/ 139)، واللفظ له، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 313)، من طريق مغيرة بن زياد الموصلي، عن عَدي بن عَدي، عن العُرْس بن عُميرة الكِندي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: إذا عُملت الخطيئة في الأرض، فمن شهدها وأنكرها، فهو كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضيها، كمن شهدها".
وإسناده ضعيف، لضعف مغيرة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 543).
قلت: ولعل من أوهامه روايته لهذا الحديث عن عَدي بن عَدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، أخرجه أبو داود (4/ 124).
3 -
أثر عبد الله: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 117) واللفظ له، ونُعيم بن حماد في الفتن -خ- (ق 68 ب)، من طريق القاسم بن عبد الرحمن وزاد في سند نُعيم: أو عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إن الرجل يشهد المعصية فينكرها، =
= فيكون كمن غاب عنها، ويكون يغيب عنها فيرضاها، فيكون كمن شهدها".
وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، القاسم يروي عن جده عبد الله بن مسعود مرسلًا، وكذلك رواية عون بن عبد الله (انظر مراسيل العلائي ص 252، 249).
وأخرجه الحسن بن موسى الأشيب في جزئه (ص 53) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 266)، من طريق عبد الرحمن بن عمير -وعند البيهقي: عبد الله، أو عبد الرحمن بن عمير- عن يزيد بن الحارث قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: "إذا عُمل في الناس الخطيئة، فمن رضيها ممن غاب عنها، فهو كمن شهدها؛ ومن كرهها ممن شهد، فهو كمن غاب عنها".
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 266)، من طريق عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره بلفظ قريب.
قلت: عبد الرحمن بن عمير، ويزيد بن الحارث مجهولان، لم يوثقهما إلّا ابن حبّان، كعادته في توثيق الرواة المجاهيل (الثقات 7/ 66، 5/ 537)، وذكرهما البخاريُّ في التاريخ الكبير، وسكت عنهما (5/ 328، 8/ 326).
وعبد الله بن عمير مجهول أيضًا (انظر اللسان 3/ 395)، فالإِسناد لأجلهم ضعيف.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 201)، من طريق المسعودي عن عون قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: إن ابن مسعود كان يقول: "إنها ستكون أمور مشتبهة، فمن رضيها ممن غاب عنها، فهو كمن شهدها، ومن كرهها ممن شهدها، فهو كمن غاب عنها"، فأعجبه.
وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 290)، ثم قال: رواه الطبراني، وعون لم يدرك ابن مسعود، والمسعودي اختلط. أهـ.
وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.