الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء
3357 -
[1] قال مُسَدَّد: حدّثنا هُشيم عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليسترجع أحدكم عن كل شيء، حتى في شِسْع نعله، فإنه من المصائب".
3357 -
[1] الحكم عليه:
بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لوجود يحيى بن عُبيد الله، وهو متروك، وفيه عنعنة هُشيم وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع.
تخريجه:
أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 127) من طريق مُسَدَّد.
وأخرجه ابن عَدي (7/ 204) من طريق أبي معمر، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 117) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن هُشيم به، بنحوه.
ولفظ ابن عَدي: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ، فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ المصائب".
قال البيهقي: تابعه حفص بن غياث وغيره عن يحيى بن عُبيد الله.
وذكره الذهبي في الميزان (4/ 395) عن هُثيم به، بمثل لفظ ابن عَدي.
وأخرجه هنّاد (1/ 246) قال: حدّثنا يعلى، والبزار كما في الكشف (4/ 30) من طريق بكر بن خنيس، وابن حبّان في المجروحين (3/ 122) من طريق عيسى بن =
= يونس، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 182) من طريق عَمرو بن عطاء، أربعتهم: عن يحيى بن عُبيد الله به، بنحوه.
رلفظ هنَّاد: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ، فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ المصائب".
وأخرجه مُسَدَّد في مسنده عن حفص بن غياث، وخالد الطحان -فرقهما- كلاهما: عن يحيى بن عُبيد الله به، بنحوه، مع زيادة في آخره.
وقد ذكر الحافظ هاتين الطريقين هنا في المطالب، وهما الطريقان القادمان برقم (3،2).
وفي الباب ما يلي:
1 -
حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 240) من طريق عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: انقطع قِبال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسترجع، فقالوا: أمصيبة يا رسول الله؟ قال: "ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة".
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 331)، ثم قال: رواه الطبراني بسند ضعيف. أهـ. قلت: نعم، لوجود عُبيد الله بن زَحْر، وعلي بن يزيد، وهو الألْهاني. (انظر التقريب ص 371، 406) ..
والقِبال هو زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الإِصبعين. (النهاية 4/ 8).
وأخرجه الطبراني أيضًا (8/ 155) من طريق العلاء بن كثير عن مكحول، عن أبي أمامة قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فانقطع شِسْع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقال له رجل: هذا الشِّسْع؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنها مصيبة".
وسنده ضعيف جدًا، ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 331)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه العلاء بن كثير، وهو متروك.
2 -
حديث أبي إدريس الخولاني: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 127) من طريق أبي إدريس الخولاني قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يمشي هو =
= وأصحابه، إذ انقطع شِسْعه، فقال:"إنا لله وإنا إليه راجعون"، قالوا: أو مصيبة هذه؟ قال: "نعم، كل شيء ساء المؤمن، فهو مصيبة".
ورجال إسناده ثقات سوى هشام بن عمَّار، فإنه صدوق (انظر التقريب ص 573)، لكنه ضعيف لإرسال أبي إدريس الخولاني.
ورُويت هذه القصة عن عمر، وابن مسعود رضي الله عنهما كما يلي: أما قصة عمر، فأخرجها ابن أبي شيبة (9/ 109) من طريق سعيد بن المسيّب قال: انقطع قِبال عمر فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أفي قِبال نعلك؟ قال:"نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه، فهو مصيبة".
ورجال هذا الإِسناد ثقات، لكن رواية سعيد بن المسيّب عن عمر رضي الله عنه، مرسلة. (انظر المراسيل ص 71).
وأخرجها ابن أبي شيبة أيضًا واللفظ له، وهنَّاد (1/ 245)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 117) من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب، أنه انقطع شِسْعه، فاسترجع، وقال:"كل ما ساء، فهو مصيبة".
وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن خليفة هو الهمداني، قال الحافظ: مقبول.
(التقريب ص 301)، وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو السبيعي، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 42).
وأما قصة ابن مسعود، فأخرجها ابن أبي شيبة (9/ 108) من طريق دينار التمار عن عون بن عبد الله قال: كان عبد الله يمشي مع أصحابه ذات يوم، فانقطع شِسْع نعله، فاسترجع، فقال له بعض القوم: يا أبا عبد الرحمن، تسترجع على سير؟ قال:"ما بي إلَّا أن تكون السيور كثير، ولكنها مصيبة".
وهذا إسناد ضعيف، فيه دينار التمار هو أبو حازم، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 631).
3357 -
[2] وحدثنا (1) حفص عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ:"إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ عز وجل حَتَّى الشِّسْع، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ [يُيسَّره] (2)، لَمْ يَكُنْ".
3357 -
[3] حَدَّثَنَا (3) خَالِدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ بِهَذَا.
(1) هذا الحديث كسابقه من مسند مُسَدَّد رحمه الله، وحفص هو ابن غياث.
(2)
في الأصل ونسخة (س): "يُيَسِّر"، وفي نسخة (و)"يتيسّر"، والمثبت من الإتحاف.
(3)
القائل هو: مُسدَّد رحمه الله في مسنده.
3357 -
[3] الحكم عليه:
ضعيف جدًا، لوجود يحيى بن عُبيد الله وهو متروك.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 19 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد، وله شاهد من حديث أنس، رواه البزّار، والترمذي وحسَّنه، وابن حبّان في صحيحه.
تخريجه:
تقدم تخريج شطره الأوّل في الطريق السابقة.
ورُوي شطره الثاني وهو قوله: "وسلوا الله عز وجل حتى الشِّسْع
…
" عن أبي هريرة بنحوه، أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 41) من طريق أبي عبَّاد عن جده أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: "وسلوا الله ما بدا لكم من حوائجكم، حتى شِسْع النعل، فإنه إن لم يُيَسِّره، لم يتيسَّر".
قال البيهقي: إسناده غير قوي. أهـ.
قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه أبو عباد هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 306).
وفي معنى هذا الشطر ما يلي:
1 -
أثر عائشة: أخرجه أبو يعلى، ولفظه: عن عائشة قالت: "سلوا الله كل =
= شَيْءٍ، حَتَّى الشِّسْع، فَإِنَّ اللَّهَ إِنْ لَمْ يُيَسِّره، لم يتيسَّر".
وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (2358).
2 -
حديث أنس: أخرجه الترمذي (5/ 783) واللفظ له، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 127) وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 114، 136)، وابن عَدي (6/ 53)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 289) متن طريق قَطَن بن نُسير، والبزار كما في الكشف (4/ 37) من طريق بشَّار -الصواب: سيَّار- بن حاتم، كلاهما عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأل شِسْع نعله إذا انقطع".
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ البُناني، عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن أنس.
وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (3/ 427): إسناده حسن.
قلت: في إسناد الترمذي ومن وافقه: قَطَن بن نُسير، وهو صدوق يخطئ (التقريب ص 456)، لكن تابعه سيّار بن حاتم عند البزّار، وهو صدوق له أوهام (التقريب ص 261)، فيرتقي هذا الحديث، بمجموع الطريقين، إلى مرتبة الحسن لغيره.
وأخرج الترمذي أيضًا هذا الحديث متن طريق جعفر بن سليمان عن ثابت البُناني، فذكره مرسلًا، وزاد في أثناءه:"حتى يسأله الملح".
قال الترمذي: وهذا أصح من حديث قَطَن عن جعفر بن سليمان.
وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 713) مرفوعًا ومرسلًا، وقال: ضعيف.
3358 -
وقال أبو يعلى: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد [اللَّهِ](1) بْنِ المُنادي، ثِقَةٌ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا محمَّد بْنُ مسلم بن أبي الوَضَّاح عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:"سَلُوا اللَّهَ عز وجل كُلَّ شَيْءٍ حتى الشِّسْع، فإن الله تعالى إن لم يُيَسِّره، لم يتيسّر".
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والنقل من باقي النسخ.
3358 -
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لوجود محمَّد بن مسلم بن أبي الوَضّاح، وهو صدوق يهم.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 150)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن عُبيد الله بن المُنادي، وهو ثقة.
وذكره البوصيري في ألِإتحاف -خ- (3/ 19 ب) مختصر، ونسبه لأبي يعلى، وسكت عنه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 44)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 156 ب).
وعن المصنِّف أخرجه ابن السُّنِّي (ص 128)، وفي سنده: محمَّد بن عبد الله بن نُمير بدل: محمَّد بن عُبيد الله بن المُنادي.
وأخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 297) قال: حدثني هاشم أبو النضر به، بنحوه، ولفظه:"وسلوا ربكم حتى الشِّسْع، فإنهإن لم يُيَسِّره والله، لم ييسّر".
وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 42) من طريق سعد بن إبراهيم الزهري عن عروة به، بنحوه.
ويشهد له الحديث الماضي برقم (3357 [2])، وما ذكر في تخريجه عن أنس رضي الله عنه، وبه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.