الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه
3134 -
قال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعبة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبير قَالَ: شيَّعنا [جُنْدُبًا](1) إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وهَدي النَّهَارِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دون نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ [وَنَفْسَكَ] (2) دُونَ دِينك، فإن المحروم من حُرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلب دِينَهُ، وَإِنَّهُ لا غنىً يُغني بعده النار، ولا فقر يُفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا ولا يَستغني فقيرها".
* صحيح موقوف.
(1) في جميع النسخ: "جندبًا"، والمثبت من مصادر التخريج.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من الإتحاف.
3134 -
الحكم عليه:
إسناده صحيح، وقتادة وإن كان مدلسًا، وقد اختلط، لكن شُعبة انتقى من حديثه، فأُمن تدليسه. =
= وذكره البوصيري في الاتحاف (118/ ب) فِلْم، ثم قال: هذا إسناد رواته ثقات، وهو موقوف.
تخريجه:
أخرجه أحمد في الزهد (ص 296)، عن بهز بن أسد، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 144)، وأخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 33)، عن أبي نوح، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 357)، من طريق سعيد بن عامر، كلهم: عن شُعبة، به، بألفاظ متقاربة، ووقع في رواية أحمد، التصريح بسماع قتادة من يونس بن جبير.
ولفظ أحمد: "أوصيكم بتقوى الله والقرآن، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وهَدي النَّهَارِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، وإن عرض بلاءً فقدم مالك دون نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ فَقَدِّمْ مَالَكَ وَنَفْسَكَ دُونَ دِينك، فإن المحروب من حُرب دينه، إنه لا غنىً بعد النار، ولا فاقة بعد الجنة، وإن النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا، وَلَا يَستغني فَقِيرُهَا".
قال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن جُنْدُب من قوله، وكذلك رواه سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة.
وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 246)، من طريق عبد الوهاب، هو ابن عطاء، أخبرنا سعيد، هو ابن أبي عَروبة، وهشام بن سَنْبَر، هو الدَّسْتُوائي، عن قتادة به، بلفظ قريب.
وعبد الوهاب هذا، ذكره الذهبي في ضعفائه وقال: ضعّفه أحمد، وقوّاه غيره (المغني 2/ 413)، وفيه عنعنة قتادة وهو مدلس.
وأخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 33) قال: حدثني أبو نوح عن شيبان أبي معاوية، عن قتادة، عن أبي غَلَّاب يونس بن جُبير، عن حِطَّان بن عبد الله السدوسي، قال: قدم علينا جُنْدُب بن عبد الله البصرة، فذكر الحديث بنحوه مع زيادة =
= في أوله:
ولفظه: "من استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلّا طيبًا، فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه، كأنما يذبح به دجاجة، لا يأتي بابًا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل، وعليكم بالقرآن، فإنه هَدي النهار ونور الليل المظلم، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وفاقة فإن عرض بلاء، فقدموا أموالكم دون دمائكم، فإن تجاوزها البلاء، فقدموا دمائكم دون دِينكم، فَإِنَّ الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ من سُلب دينه، إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، إِنَّ النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا، وَلَا يَستغني فقيرها، والسلام عليكم".
قلت: رجال إسناده ثقات، إلّا أن فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس.
وأخرجه أحمد في الزهد (ص 296) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله، حدّثنا سالم المُرادي عن الحسن، عن جُنْدُب قال: قال لأصحابه: فذكره بنحوه.
وإسناده ضعيف، سالم المُرادي هو ابن عبد الواحد، قال الحافظ: مقبول وكان شيعيًا (التقريب ص 227) وفيه انقطاع، الحسن لم يسمع من جُندُب رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 42).
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 483، 13/ 489) قال: حدّثنا عبد الله بن نُمير، حدّثنا أبان بن إسحاق، حدثني رجل من بَجيلة قال: خرج جُنْدُب البَجَلي في سفر له، فخرج معه ناس من قومه، حتى إذا كانوا في المكان الذي يودع بعضهم بعضًا قال: فذكره مختصرًا.
ولفظه في الموضع الأوّل: "أي قوم، عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن، فالزموه على ما كان من جهد وفاقة، فإنه نور الليل المظلم، وهَدي بالنهار".
ولفظه في الموضع الثاني: "ألا ترى، الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلب دينه، ألا إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، ألا إِنَّ النَّارَ لَا يُفك =
= أسيرها ولا يَستغني فقيرها".
وإسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسمّ.
ورُوي مرفوعًا:
أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 357)، من طريق عبد القدوس بن حَبيب، أنه سمع الحسن، يحدث عن سَمُرَة بن جُنْدُب أنه قال: أوصى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-بَعْضُ أصحابه فقال: فذكره بلفظ قريب.
قال البيهقي: عبد القدوس بن حَبيب الشامي هذا ضعيف مرة، وقد أخطأ في إسناد هذا المتن، إن لم يتعمده، والله أعلم.
قلت: وفيه انقطاع، الحسن لم يلق سَمُرَة بن جُنْدُب (انظر المراسيل ص 33).
3135 -
قال أبو داود: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إن من (1) أسوء [النَّاسِ] (2) مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ".
(1) قوله "من": ساقط من نسخة (و) و (س).
(2)
في الأصل: "الأسواء"، والمثبت من باقي النسخ، ومسند الطيالسي.
3135 -
الحكم عليه:
هذا حديث ثلاثي ضعيف الإسناد، لضعف عبد الحكم بن ذكوان، ومما يؤكد ضعَّفه، إضطرابُه في إسناده، حيث جعله من مسند أبي هريرة تارة، ومن مسند أبي أُمامة تارة أخرى، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه:
هو في مسند الطيالسي (ص 316).
وأخرجه من طريقه كل من: أبي نُعيم في الحلية (6/ 65) بلفظ قريب، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 358)، بلفظ سواء.
وأخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 128) معلقاً من طريق المصنف، إلّا أنه أسقط شَهْر بن حَوّشَب من إسناده، ولفظه:"إن أشد الناس ندامة يوم القيامة، رجل باع آخرته بدنيا غيره".
وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 173)، من طريق مروان بن معاوية الفَزاري عن عبد الحكم، به بنحوه، ولفظه:"إن من شر الناس عند الله يوم القيامة، عبدًا أذهب اَخرته بدنيا غيره".
وأخرجه ابن ماجه (2/ 1312)، والطبراني في الكبير (8/ 144)، من طريق مروان بن معاوية، عن عبد الحكم، به بنحوه، لكن قال: عن أبي أُمامة، مكان أبي هريرة.
ولفظ ابن ماجه: "من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة، عبد أذهب آخرته بدنيا غيره".