المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌56 - باب التوبة والاستغفار - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌56 - باب التوبة والاستغفار

‌56 - باب التوبة والاستغفار

3252 -

قال الحارث: حدثنا داود بن المُحَبَّر، ثنا ميسرة عن أبي عائشة، عن يزيد بن عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم فابتدره (2) رهط من الأنصار رضي الله عنهم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ [الشَّدَائِدِ] (3)؛ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم لَهُمْ:"وَأَنْتُمْ (4) فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نَازَلْتُ رَبِّي تبارك وتعالى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حتى يُنفخ في الصور"، ثم قال صلى الله عليه وسلم:"مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عليه". ثم قال صلى الله عليه وسلم: "سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تاب الله عليه" ثم قال صلى الله عليه وسلم: " [شَهْرٌ] (5) كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تاب الله عليه". ثم قال صلى الله عليه وسلم: "جمعة كثير، من تاب قبل موته بيوم، تاب الله عليه". ثم قال صلى الله عليه وسلم: "يوم كَثِيرٌ (6)، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ الله عليه". ثم قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ الله عليه". ثم نزل صلى الله عليه وسلم، فكانت آخر خُطبة خطبها.

* داود وشيخه معروفان بالوضع.

(1) قوله "عن أبي سلمة": كُتب في هامش نسخة (و).

(2)

في نسخة (و) و (س): "ثم نزل، فابتدره صلى الله عليه وسلم".

(3)

في الأصل: "السدانة"، والمثبت من باقي النسخ، وبغية الباحث.

(4)

في نسخة (و): "أنتم" بدون الواو.

(5)

في الأصل: "وشهر" بالواو، والمثبت من باقي النسخ، وبغية الباحث.

(6)

قوله "كثير": ساقط من نسخة (و).

ص: 547

3252 -

الحكم عليه:

هذا إسناد موضوع، وانظر درجة الحديث الماضي برقم (3202).

ص: 548

تخريجه:

هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 270) بلفظ طويل جدًا.

ويشهد لما ذكر في طريق الباب ما يلي:

أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 317) من طريق محمَّد بن مروان عن الوضين -يعني ابن عطاء-، عن خالد بن معْدان، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا بلفظ قريب دون القصة.

ولفظه: "من تاب قبل أن يموت بسنة، تاب الله عليه". ثم قال: "إن السنة لكثير، من تاب قبل أن يموت بشهر، تاب الله عليه". ثم قال: "وإن الشهر لكثير من تاب قبل أن يموت بجمعة، تاب الله عليه". ثم قال: "إن جمعة لكثير، من تاب قبل أن يموت بيوم، تاب الله عليه"، ثم قال:"إن يوما لكثير، من تاب قبل أن يغرغر، تاب الله عليه".

وإسناده ضعيف جدًا؛ لحال محمَّد بن مروان، وهو السُّدِّي الأصغر، قال الحافظ: متهم بالكذب (التقريب ص 506)، والوضين بن عطاء صدوق سيء الحفظ، ورمي بالقدر (التقريب ص 581)، وفيه انقطاع، خالد بن معْدان لم يسمع من عبادة بن الصامت رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 52).

وأخرج أحمد (5/ 362) واللفظ له، والحاكم (4/ 257، 258) من طريقين، =

ص: 548

= من طريق زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البَيْلَماني، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله عز وجل قبل أن يموت بيوم، قبل الله منه؟ فحدثه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آخر بهذا الحديث فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: قلت: نعم.

قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف

يوم، قبل الله منه". قال: فحدثينها رجل آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت هذا؟ قال؛ نعم. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله قبل موته بضحوة، قبل الله منه". قال: فحدثه رجل أخر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: نعم. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب قبل أن يغرغر نفسه، قبل الله منه".

وأخرجه الحاكم (4/ 258) واللفظ له، وأبو عساكر الدمشقي في تعزية المسلم (ص 58) من طريق الثوري قال: كتبت إلى عبد الرحمن بن البَيْلَماني أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إليّ أن أباه حدثه، أنه جلس إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: من تاب إلى الله قبل موته بسنة، تاب الله عليه". فقال له آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. قال أخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله عز وجل قبل موته بشهر، تاب الله عليه". قال أخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال: وأنا قد سمعته. قال آخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله عز وجل قبل موته بيوم، تاب الله عليه". قال آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. قال آخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله عز وجل قبل موته بساعة، تاب الله عليه". فقال آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. فقال آخر: سمعت رسول الله يقول: من تاب إلى الله قبل الغرغرة، تاب الله عليه".

قال الحاكم: سفيان بن سعيد رضي الله وإن كان أحفظ من الدَّرَاوَرْدِي، =

ص: 549

= وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البَيْلَماني، ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عن زيد بن أسلم، عن ابن البَيْلَماني، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقد شفى عبد الله بن نافع المدني، فبيَّن في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي عبد الله بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهما.

وقال أبو عساكر الدمشقي: غريب من حديث البَيْلماني عن أبيه، لا أعرفه إلَّا من حديث الثوري عنه.

قلت: وفي سند الجميع: عبد الرحمن بن البَيْلَماني، وهو من الضعفاء (انظر التقريب ص 337)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف.

وأخرج الطيالسي (ص 301)، وأحمد (2/ 206) واللفظ له، قال: ثنا عفان، كلاهما: عن شعبة قال إبراهيم بن ميمون أخبرني قال: سمعت رجلًا من بني الحارث قال: سمعت رجلًا منا يقال له أيوب قال: سمعت عبد الله بن عَمرو يقول: "من تاب قبل موته عامًا، تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر، تيب عليه"، حتى قال يومًا حتى قال ساعة، حتى قال فواقا. قال: قال الرجل: أرأيت إن كان مشركًا أسلم؟ قال: "إنما أحدثكم كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول".

قلت: وسقط من مسند الطيالسي: إبراهيم بن ميمون عن رجل من بني الحارث.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 197)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 95 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى، كلهم بسند فيه راو لم يسمّ.

ص: 550

3253 -

وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُوبُوا إلى ربكم عز وجل، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مرة، أو أكثر من سبعين (1) ".

(1) زاد في نسخة (س): "مرة".

ص: 551

3253 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف؛ لانقطاعه، محمَّد بن كعب القُرَظي روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرسلة.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مرسلًا، ورواته ثقات.

ص: 551

تخريجه:

لم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما يلي:

أما حديث الاستغفار سبعين مرة، فقد رُوي عن أنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وحذيفة رضي الله عنهم كما يلي:

1 -

نحديث أنس مرفوعًا: "إني أتوب في اليوم سبعين مرة".

أخرجه أبو يعلى يسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث القادم برقم (3254 [1]).

2 -

وحديث أبي هريرة مرفوعًا: "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة".

أخرجه الترمذي (5/ 357)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 131)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 437)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 69)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716).

3 -

وحديث أبي موسى مرفوعًا: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة". =

ص: 551

= أخرجه ابن ماجه (2/ 1254) من طريق مغيرة بن أبي الحُرّ.

وإسناده حسن؛ لوجود مغيرة هذا، قال الذهبي: جائز الحديث. وقال الحافظ: صدوق ربما وهم. (الكاشف 3/ 147، التقريب ص 542).

4 -

وحديث حذيفة قال: كان في لساني ذَرَبٌ على أهلي، وكان لا يعدوهم إلى غيرهم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أين أنت من الاستغفار؟ تستغفر الله في اليوم سبعين مرة".

أخرجه ابن ماجه أيضًا من طريق أبي إسحاق عن أبي المغيرة، عن حذيفة.

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 265): هذا إسناد فيه أبو المغيرة البجلي، مضطرب الحديث عن حذيفة، قاله الذهبي في الكاشف.

قلت: وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 42).

وقوله: "ذَرَبٌ"، أي سلاطة اللسان، وفساد المنطق (انظر النهاية 2/ 156).

وأما حديث الاستغفار أكثر من سبعين مرة، فقد رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا:"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في أليوم أكثر من سبعين مرهّ".

أخرجه البخاري (فتح 11/ 101) وهذا لفظه، والحارث في مسنده: كما في بغية الباحث (ص 1289)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 325)، وأخرجه بحْشَل في تاريخ واسط (ص 250)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 138)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 438)، والذهبي في السير (6/ 301).

وبما سبق يرتقى حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 552

3254 -

[1] وقال أبو يعلى: حدّثنا هُرَيم بن عبد الأعلى، ثنا مُعْتمِر بن سليمان، عن أبيه، حدّثنا قتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إني أتوب في اليوم سبعين مرة".

ص: 553

3254 -

[1] الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف لعنعنة قتادة، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 208)، مع رواية أخرى، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط كله، وروى معه "إني لأتوب"،: أبو يعلى، والبزار، وإسناد "إني لأستغفر" حسن، واحد إسنادي أبي يعلى في حديث "إني لأتوب إلى الله" رجاله رجال الصحيح".

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه، ورواه البزّار، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة".

ص: 553

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 310)، وذكره الهيثميي في المقصد العلي -خ- (ق161/ ب).

وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 138)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 159)، قال: حدّثنا ابن رُسْتَه، كلاهما عن هُرَيم بن عبد الأعلى، به، بلفظه.

وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322)، وابن أبي الدنيا في التوبة (ص 122)، وأبو يعلى (5/ 347)، ثلاثتهم: عن أبي الأشعث محمَّد بن المِقدام العِجلي، وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 418) كما في مجمع البحرين -خ- (ق 256 أ)، وفي الدعاء (3/ 1622)، من طريق عاصم بن النضر الأحول، وتمام في الفوائد (1/ 165)، من طريق خليفة بن خياط، ثلاثتهم: عن مُعْتَمِر بن سليمان، به، بلفظه. =

ص: 553

= وزاد الطبراني في الأوسط، والدعاء:"إلى الله" بعد قوله: "إني أتوب".

قال الطبراني في الأوسط بعد أن ساق عدة أحاديث بهذا الإسناد: لم يرو هذه الأحاديث عن سليمان التيمي إلَّا ابنه. أهـ. وذكره الدارقطني في الأفراد والغرائب (رسالة المراغي (ص 498)، ثم قال: تفرد به مُعتَمِر. أهـ. قلت: لم يتفرد به مُعْتَمِر، كما سيأتي.

وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 323)، والبزار كما في الكشف (4/ 81)، والطبراني في الأوسط (3/ 201)، وفي الدعاء (3/ 1621)، والشجري في الأمالي (1/ 235)، من طريق عمران القطان عن قتادة، به.

ولفظ النسائيُّ: "إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة".

ولفظ الطبراني: "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة".

وأخرجه البزّار أيضًا من طريق شعبة عن قتادة، به، لكن بلفظ "مائة مرة" وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب وهو الطريق القادم برقم (3).

وأخرج الطبراني في الدعاء (3/ 1622)، من طريق الحارث بن عُبيد، ثنا الحجاج بن فُرافِصة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "استغفروا، فاستغفروا، فقال: أكملوا سبعين مرة،"، فأكملناها، فقال:"من استغفر سبعين مرة، غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد وخسر، أذنب في كل يوم أكثر من سبعمائة ذنب".

وإسناده ضعيف، لحال الحارث بن عُبيد، وهو الإيادي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 147)، وفيه الحجاج بن فُرافِصة، ذكره الذهبي في المغني (1/ 150) ونقل عن أبي زُرعة الرازي قوله:"ليس بالقوي".

ويشهد للفظ الباب، ما ذكر في تخريج الحديث الماضي برقم (3253) وهي أحاديث أنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وحذيفة رضي الله عنهم وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.

ص: 554

3254 -

[2] حدّثنا (1) أبو الأشعث قال: سمعت مُعْتَمِرًا، به.

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.

ص: 555

3254 -

[2] الحكم عليه:

إسناده ضعيف وانظر الطريق الأولى.

ص: 555

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 347)، ولفظه:"إني لأتوب في اليوم سبعين مرة".

ص: 555

3254 -

[3] وقال البزّار: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو بَحْر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه مثله، لكن قال:"مائة مرة".

ص: 556

3254 -

[3] الحكم عليه.

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود أبي بَحر البَكْراوى، وهو ضعيف، وقتادة وإن كان مدلسًا وقد عنعن، إلّا أن شعبة انتقى من حديثه، فأُمْن تدليسه، وانظر درجة الطريق الأولى.

ص: 556

تخريجه:

هو في مسند البزّار كما في الكشف (4/ 80)، ولفظه: إنى لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة.

وأخرجه الحُسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 400)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 481)، من طريق كثير بن سُليم المدائني قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله! إني ذَرِبُ اللسان، وأُكثر ذلك على أهلي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فأين أنت من الاستغفار؟ فإن أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة"

وإسناده ضعيف، لوجود كثير بن سُليم الضَّبِّي، نزيل المدائن (انظر: المغني 2/ 530، والتقريب ص 459).

ويشهد له ما بلي:

1 -

حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة".

أخرجه الطيالسي (ص 166)، وابن أبي شيبة (10/ 298، 13/ 461)، وعنه مسلم (4/ 2075)، وهذا لفظه، وأخرجه أحمد (4/ 211، 260)، وفي الزهد (ص 68)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 327)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 380)، وفي الدعوات (ص 103)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 71)، وقال: حديث صحيح، والأصبهاني في الترغيب (1/ 327).

2 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأستغفر الله =

ص: 556

= وأتوب إليه في اليوم مائة مرة".

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297)، واللفظ له، وعنه ابن ماجه (2/ 1254)، وأخرجه أحمد (2/ 450)، وهنَّاد (2/ 461)، والحُسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 400)، وعبد الله في زوائد زهد أحمد (ص 20)، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 103)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 69)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716)، والذهبيّ في السير (18/ 401)، من طريق محمَّد بن عَمرو، حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة، به.

قلت: محمَّد بن عَمرو، هو ابن علقمة، وهو حسن الحديث (انظر الميزان (3/ 673)، فالإسناد لأجله حسن.

3 -

حديث الأغرّ المُزَني: وكانت له صحبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنه ليُغانُّ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".

أخرجه أحمد (4/ 211، 260)، والحُسين المروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 401)، وعبد في المنتخب (1/ 319)، ومسلم (4/ 2075)، واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 438، 5/ 380)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 70)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليغان" قال ابن الأثير في النهاية (3/ 403): الغين: الغيم وقيل: شجر ملتف، أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر، لأنّ قلبه أبدًا كان مشغولًا بالله تعالى فإن عَرض له وقتًا مّا عارض بشري يُشغله من أمور الأمة والملة ومصالحهما، عد ذلك ذنبا وتقصيرًا، فيفزع إلى الاستغفار.

4 -

حديث أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ:"مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قط إلّا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة".

أخرجه عبد في مسنده، وإسناده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3260).

وبما سبق من الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 557

3255 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُريد (1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدة، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لله تعالى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نفسه من رجل أضل راحلته، فسعى في بَغائها (2) يمينًا وشمالًا حتى أَعْيى أو أيس منها، وإذْ (3) قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ (4) فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يكن يرجو أن يجدها فيه، فالله عز وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ براحلته حين وجدها".

(1) في نسخة (و) و (س): "يزيد".

(2)

علق في نسخة (و) وفي الهامش بقوله: "كذا"، وفي نسخة (س):"بعائها" دون نقط.

(3)

في نسخة (س): "وإن".

(4)

في نسخة (و):"نصر"، وعلق في الهامش بقوله:"كذا".

ص: 558

3255 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد حسن، لوجود بُريد بن عبد الله، وهو صدوق.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 196)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح ووافقه البوصيري في الإتحاف (3/ 94 أ) مختصر.

ص: 558

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (13/ 271)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 161/ ب).

ويشهد للفظ الباب ما يلي:

1 -

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: =

ص: 558

= أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".

أخرجه أحمد (1/ 383)، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 172)، وأخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 102)، ومسلم (4/ 2103) وهذا لفظه، والترمذي (4/ 568)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 8).

وقوله: "دوية" أي أرض لا نبات فيها (انظر النهاية 2/ 143).

2 -

حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 102)، ومسلم (4/ 2104) واللفظ له.

3 -

حديث النُّعمان بْنِ بَشير رضي الله عنه قَالَ: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه، وانسلَّ بعيره فاستيقظ فسعى شرفًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثانيًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثالثًا فلم ير شيئًا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد، إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحًا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله".

قال سماك: فزعم الشعبي أن النُّعمان رفع هذا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأما أنا، فلم أسمعه.

أخرجه مسلم (4/ 2103).

4 -

حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كيف =

ص: 559

= تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته، تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب، وعليها له طعام وشراب، فطلبها حتى شق عليه، ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها، فوجدها متعلقة به؟ " قلنا: شديدًا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أما والله! لله أشد فرحًا بتوبة عبده من الرجل براحلته".

أخرجه مسلم (4/ 2104).

وقوله: "بجذل شجرة" الجذل بالكسر والفتح: أصل الشجرة يقطع، وقد يجعل العود جذلًا (النهاية 1/ 251).

5 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني. والله، لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، من تقرب إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إليّ ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإذا أقبل إليّ يمشي، أقبلت إليه أهرول.

أخرجه مسلم (4/ 2102).

وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره.

ص: 560

3256 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو هَمَّامٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رب شك الوليد قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجلًا فيمن (2) كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلًا عَالِمًا أَوْ عَابِدًا فَقَالَ: إِنَّ الْآخِرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، كُلُّهَا يَقْتُلُهَا ظُلْمًا (3)، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ (4)، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ (5) قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا [يَقْتُلُهَا] (6) ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قال: لإن قلت لك إن الله تبارك وتعالى لَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لَقَدْ كَذَبْتُ، ها هنا دَيْرٌ فِيهِ (7) قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فَاعْبُدِ اللَّهَ عز وجل معهم لعل الله تعالى (8) يَتُوبُ عَلَيْكَ، فانطلقَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَبَعَثَ الله تعالى مَلَكًا أن قيسوا ما بين المكانين، فإلي أيهما (9) كان أقرب، فهو منهم، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فغُفر الله عز وجل له".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

(2)

في نسخة (و) و (س): "ممن".

(3)

في نسخة (و): "ظالمًا".

(4)

في نسخة (س): "الآخر".

(5)

قوله "إن الآخر": ساقط من نسخة (و).

(6)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والنقل من مسند أبي يعلى.

(7)

في نسخة (س): "فيها".

(8)

زاد في نسخة (س): "أن".

(9)

قوله "فإلي أيهما": في نسخة (و) و (س): (فأيهما).

ص: 561

3256 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف من طريق ابن أبي المهاجر، لجهالته، وحسن من =

ص: 561

= طريق أبي عبد رب الدمشقي؛ لأنه صدوق.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 102)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد.

ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر، وزاد: رواه أبو يعلى الموصلي.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 211)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي عبد رب، وهو ثقة، ورواه أبو يعلي بنحوه كذلك.

ص: 562

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (13/ 346)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 160 أ).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 183) قال: حدّثنا الحَوْطي، حدّثنا الوليد بن مسلم به، وذكر بعضه، وليس في سنده: ابن أبي المهاجر.

ولفظه: "إن رجلًا ممن كان قبلكم قتل تسعة وتسعين نفسًا، كلها يقتلها ظلمًا، ثم أتى رجلًا عالمًا فقال: إن رجلًا قتل تسعا وتسعين نفسا كلها ظلمًا، فهل تجد له من توبة؟ فقال: والله لَئِنْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَتُوبُ على من تاب، فقد كذبتك، ها هنا دَيْرٌ فيه قوم يتعبدون، فأته، فاعبد الله معهم، فعسى أن يتوب عليك، قال: فتوجه الرجل ذاهبًا إليهم، فبينما هو كذلك إذ مات، فحضرته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فاختصمت فيه، فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكا أَنْ قِيسُوا مَا بَيْنَ المكانين، فأيهم كان أقرب إليه، فَهُوَ مِنْهُ، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التوابين بأنملة، فغُفر له، وأُدخل الجنة".

وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 369)، من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا الوليد بن مسلم، به، بلفظ قريب. =

ص: 562

= وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق صَدَقة بن خالد عن ابن جابر، به.

وفي إسناديه: عُبيدة بن المهاجر أبو عبد رب، وهو خطأ.

ويشهد له حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانًا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبًا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله، فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوُجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر الله".

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 188)، وعنه ابن ماجه (2/ 875)، وأخرجه أحمد (3/ 20، 72)، ومن طريقه ابن قدامة في كتاب التوابين (ص 85)، وأخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 512) واللفظ له، ومسلم (4/ 2118)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 152)، وقال: صحيح متفق عليه.

كما يشهد له الحديث القادم: برقم (3257)، وهو حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف.

وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.

ص: 563

3257 -

حدّثنا (1) إبراهيم، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُم، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رضي الله عنهما، قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ تعالى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ. ثم أتى (2) راهبًا آخر، فأخبره أنه قتل تسعة وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟، قَالَ (3): لَا، فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَى (4) آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أنه قتل مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟، فقال (5): لقد أسرفت، وما أدري، ولكن ها هنا قريتان، إحداهما يُقَالُ لَهَا: نَضْرَة، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: كَفْرَة، أَهْلُهَا (6) يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لَا يَثْبُتُ [فِيهِمْ] (7) غَيْرُهُمْ، فانطلقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَة، فإن عملت عملهم وتبت، فلا تشك (8) فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بين القريتين، أدركه أجله، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها (9)، قال جل وعلا: انظروا أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَة بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ من أهلها".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده، وإبراهيم هو: ابن محمَّد بن عَرْعَرة.

(2)

قوله "ثم أتى": في نسخة (س): "فأتى".

(3)

في نسخة (و): "فقال".

(4)

قوله "ثم أتى": في نسخة (س): "فأتى".

(5)

في (و) و (س): "قال".

(6)

في نسخة (و): "وأهلها" بزيادة الواو.

(7)

في الأصل: "فيها"، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في نسخة (س): "وثبت فلا شك".

(9)

قوله "ربها": كُتبت في هامش الأصل.

ص: 564

3257 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، آفته عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهر ضعيف.

وذكره البوصيرى في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن الأفريقي، ورواه الطبراني بإسناد لا بأس به .. وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري.

ص: 565

تخريجه:

أخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 51) من طريق محمَّد بن الفضل، والطبراني (13/ 34: 76) من طريق المقريء، ومن طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي به بلفظ قريب.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 102)، والهيثمي في المجمع (10/ 211) ونسباه للطبراني، وقال المنذري: إسناد لا بأس به.

ووافقه الهيثمي، والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر.

قلت: مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص غير موجود في المطبوع من معجم الطبراني الكبير لأراجعه، فلعله في الأجزاء المفقودة منه، والله تعالى أعلم.

ويشهد لحديث الباب: حديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3256)، وبه يرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره، وبالله التوفيق.

ص: 565

3258 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَريك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرعة، عَنْ أَبِي صَادِقٍ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد، عن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سبعة مغلقة، وباب مفتوح للتوبة، حتى تطلع الشمس من نحوه".

(1) في نسخة (س): "عن أبي صارف".

ص: 566

3258 -

[1] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود شَريك بن عبد الله.

وذكره المُحاسبي في التوبة (ص 63)، ثم قال: أخرجه الطبراني، وأبو يعلى بإسناد جيد.

ووافقه المنذري في الترغيب (4/ 89).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 198)، ثم قال: رواه أحمد -وفي الهامش: وفي نسخة "أبو يعلى"- والطبراني، وإسناده جيد.

قلت: الصواب: رواه أبو يعلى؛ لأنه لو كان من مرويات أحمد، لما أورده الحافظ هنا في المطالب.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 160 ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى، والطبراني، والحاكم وصححه، وله شاهد من حديث صفوان بن عَسَّال، رواه الترمذي وصححه، والبيهقيُّ.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للطبراني، والحاكم، عن ابن مسعود، ورمز لصحته، قال المناوي: وكذا أبو يعلى، قال الهيثمي: سنده جيد. (فيض القدير 5/ 289).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 683)، وقال: ضعيف. =

ص: 566

= تخريجه:

أخرجه عن المصنِّف: أبو يعلى (8/ 429)، ومن طريقه أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 61).

وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 254) من طريق ابن الأصبهاني، والحاكم (4/ 261) من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما: عن معاوية بن هشام به، بلفظه.

وأخرجه الدارمي (2/ 427)، قال: حدّثنا أحمد بن حميد، ثنا معاوية بن هشام به، بأوله.

ولفظه: "للجنة ثمانية أبواب".

وأخرجه أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 61) من طريق علي بن شُبْرُمَة، ثنا شَريك به، بلفظه.

ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا بمعناه، أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 186) واللفظ له، قال: حدّثنا محمَّد بن فضيل، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 368) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما: عن أبي سِنان، عن يعقوب بن غضبان اليَشْكُري، عن عبد الله بن مسعود قال: أتاه رجل قد ألمَّ بذنب فسأله عنه فلهى عنه، وأقبل على القوم بحديثهم، فحانت نظرة من عبد الله فإذا عين الرجل تهراق، فقال:"هذا وإنك أهمني ما جئت تسألني عنه، إن للجنة سبعة أبواب، كلها يفتح ويغلق غير باب التوبة، موكل به مَلَك، فأعمل ولا تيأس".

وإسناده ضعيف؛ لجهالة يعقوب بن غضبان، ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ 400) وسكت عنه، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 212)، وذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 554)، وقال: لا أدري من هو. أهـ.

وأبو سِنان هو ضرار بن مرة الكوفي، ثقة. (التقريب ص 280).

ويشهد لأوله ما يلي:

1 -

حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "في الجنة ثمانية =

ص: 567

= أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلَّا الصائمون".

أخربه البخاريُّ (فتح 6/ 328) وهذا لفظه، والبيهقيُّ في البعث (ص 164).

2 -

وحديث عُتبة بن عبدٍ السُّلَمي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"للنار سبعة أبواب، وللجنة ثمانية أبواب".

أخرجه الطيالسي (ص 178)، وأحمد (4/ 185)، والدرامي (2/ 272)، وأبو داود في البعث (ص 221) وهذا لفظه، والطبراني في الكبير (17/ 125)، والبيهقيُّ في البعث (ص 167).

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 291)، ثم قال: رواه أحمد والطبراني

ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا أبي المثنى الأَمْلوكي وهو ثقة.

3 -

وحديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مرفوعًا: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو فيسبغ- الوضوء ثم يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلَّا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء".

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 3)، ومسلم (1/ 209) وهذا لفظه، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (1/ 78)، وفي الدعوات (ص 21).

ويشهد لآخره ما يلي:

4 -

حديث صفوان بن عَسَّال المُرادي رضي الله عنه وفي آخره: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بالمغرب بابًا مفتوحًا مسيرته سبعين سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه".

أخرجه عبد الرزاق (1/ 204)، وفي التفسير (1/ 222) عن معمر، واللفظ له، ومن طريقه كل من أحمد (4/ 239)، وابن خزيمة (1/ 97)، والدارقطني في السنن (1/ 197)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (1/ 281)، وأخرجه الترمذي (5/ 509) من طريق سفيان وقال: حديث حسن صحيح، وفي (5/ 510) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم: عن عاصم بن أبي النَّجود، عَنْ زِر بْنِ حُبيش، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عسَّال به. =

ص: 568

= وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 182)، ونقل عن الشيخ تقى الدين في "الإمام" أنه قال: وهو مشهور من حديث عاصم

أهـ.

قلت: عاصم هذا ثقة، لكنه مضطرب الحديث عن زِر بن حُبيش فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا لوجوده، والله أعلم.

5 -

وحديث أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها". أخرجه مسلم (4/ 2213).

وبما سبق من الشواهد يرتقي حديث ابن مسعود رضي الله عنه إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 569

3258 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

ص: 570

3258 -

[2] الحكم عليه:

إسناده ضعيف.

ص: 570

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (8/ 429)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 160 أ).

ولفظه: "للجنة ثمانية أبواب: سبعة مغلقة، وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه".

وبشواهده السابقة المذكورة في الطريق رقم (1) يرتقي إلى الحسن لغيره.

ص: 570

3259 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بن رَبيعة، قال: حملني علي رضي الله عنه خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي (1) فِي جَبَّانة ثُمَّ رفع رأسه إلى السماء وقال (2): اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيرك، ثم التفت رضي الله عنه إليَّ فضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين!، استغفارك ربك، والتفاتك إليّ تضحك؟، قال رضي الله عنه: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ (3) لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيرك"، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم-إليَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، والتفاتك إليَّ تضحك؟، قال صلى الله عليه وسلم:"ضحكت لضحك ربي عز وجل لِعَجَبِهِ [لِعَبْدِهِ: أَنَّهُ يَعْلَمُ] (4) أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيره".

(1) قوله "بي": ساقط من نسخة (و).

(2)

في نسخة (و) و (س): "ثم قال".

(3)

في نسخة (س): "فإنه".

(4)

ما بين المعقوفتين من مصنِّف ابن أبي شيبة، والإتحاف، وهو ساقط من الأصل، ونسخة (و)، وفي نسخة (س):"يعلم".

ص: 571

3259 -

الحكم عليه:

ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن عبد الملك.

ص: 571

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 284).

وتابعه أحمد بن مَنيع: كما في الإتحاف (ق 173 أفلم)، قال: ثنا أبو نُعيم به، بلفظ قريب. =

ص: 571

= وأخرجه المَحاملي في الدعاء (ص 110)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، ومحمد بن أشكاب وغيرهما، والطبراني في الدعاء (2/ 1159)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، والآجُرِّي في الشريعة (ص 280) من طريق زُهير بن محمَّد المروزي، والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (2/ 218) من طريق شُعيب بن أيوب، وابن إسحاق الصاغاني، جميعهم: عن أبي نعُيم الفضل بن دُكين به، بألفاظ متقاربة. ولفظ الطبراني: حملني علي رضي الله عنه خلفه، ثم سار في جَبَّانة الكوفة، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم اغفر ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثم التفت إليَّ فضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين! استغفارك ربك عز وجل والتفاتك إلىّ تضحك؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حملني خَلْفَهُ، ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد إلّا أنت"، ثُمَّ الْتَفَتَ إلىَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إليَّ تَضْحَكُ؟، قَالَ:"ضحكت لضحك ربي عز وجل؛ لعجبه أنه يعلم أن لا يغفر الذنوب أحد غيره".

وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق خَلَّاد بن يحيى، والآجُرِّي أيضًا من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، كلاهما: عن إسماعيل بن عبد الملك به، بلفظ قريب.

وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 127 ب) من طريق خَلَّاد بن يحيى، نا إسماعيل بن عبد الملكُ به، ببعضه.

ولفظه عن علي رضي الله عنه قال: حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسار بي، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال:"اغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب غَيْرُكَ"، ثُمَّ الْتَفَتَ اليَّ فَضَحِكَ. فَقُلْتُ: يَا رسول الله! ما أضحكك؟، فقال:"يضحك ربي عز وجل؛ لِعَجَبِهِ لِعَبْدِهِ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب غيره".

وأخرجه أبو داود (3/ 34)، والترمذي (5/ 467)، وفي الشمائل (ص 194)، وابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 167)، والطبراني في الدعاء (2/ 1163)، والبغوي =

ص: 572

= في شرح السنة (5/ 139)، وفي الأنوار (1/ 250) من طريق أبي الأحوص، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 349)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 174)، وأخرجه أبو يعلى (1/ 439)، والمَحاملي في الدعاء (ص 108)، والطبراني في الدعاء (2/ 1164)، والآجُرِّي في الشريعة (ص 281)، والحاكم (2/ 98) من طريق منصور، ومعمر في الجامع (10/ 396)، ومن طريقه كل من أحمد (1/ 115)، وعبد في المنتخب (1/ 138)، والمَحاملي في الدعاء (ص 107)، والطبراني في الدعاء (2/ 1162)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (5/ 252)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 138)، وأخرجه أحمد (1/ 128)، وعبد في المنتخب (1/ 140)، والطبراني في الدعاء (2/ 1163)، والبيهقيُّ في الدعوات -خ- (ق 38 أ) من طريق إسرائيل، وأبو حاتم في علل ابنه (1/ 271)، والمَحاملي في الدعاء (ص 103)، والطبراني في الدعاء (2/ 1162)، والآجُرِّي في الشريعة (ص 281) من طريق سفيان، والمَحاملي في الدعاء (ص 109)، والطبراني في الدعاء (2/ 1164)، والبيهقيُّ في الدعوات -خ- (ق 38 أ) من طريق الأجلح، وأحمد (1/ 97)، والمَحاملي في الدعاء (ص 105) من طريق شَريك بن عبد الله، وابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 166) من طريق أبي نوفل علي بن سليمان، والطبراني في الدعاء (2/ 1165) من طريق عبد الرحمن بن الرؤاسي، جميعهم: عن أبي إسحاق، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه.

ولفظ أبي داود: شهدت عليًا رضي الله عنه وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها، قال: الحمد لله، ثم قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} . ثم قال: الحمد لله -ثلاث مرات- ثم قال: الله أكبر -ثلاث مرات- ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلَّا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين!، من أي شيء ضحكت؟، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت،. ثم =

ص: 573

= ضحك، فقلت: يا رسول الله!، من أي شيء ضحكت؟، قال:"إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: إسناده معضل، أبو إسحاق هو السَّبيعي لم يسمع هذا الحديث من علي بن رَبيعة، قاله ابن أبي حاتم في العلل (1/ 271، 272) فيما نقله عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة أنه قال لأبي إسحاق: ممن سمعته؟ -يعني هذا الحديث-، قال: من يونس بن خَبَّاب، فأتيت يونس بن خَبَّاب، فقلت: ممن سمعته؟، فقال: من رجل رواه عن علي بن رَبيعة.

وبنحوه قال الحافظ في تخريج أحاديث الأذكار: كما في الفتوحات الربانية (5/ 125)، ثم قال رحمه الله؛ فدلت هذه القصة على أن أبا إسحاق دلس بخذفه رجلين أو أكثر. أهـ.

وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 176)، وابن عساكر في كتاب أربعين حديثًا لأربعين شيخًا (ص 40) من طريق الأجلح عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكره بنحوه.

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث أبي زُهير الحارث بن عبد الله الأعور الهَمْداني الكوفي عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي رضي الله عنه، تفرد به الأجلح، واسمه:

يحيى بن عبد الله الكندي الكوفي، عن أبي إسحاق عَمرو بن عبد الله الهَمْداني السَّبيعي الكوفي، عنه، وإنما يحفظ من حديث أبي إسحاق عن أبي المغيرة علي بن رَبيعة الأسدي الوالبي الكوفي، عن علي رضي الله عنه. كذلك أخرجه أبو داود في "سننه" عن أبي الحسن مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وأخرجه النسائيُّ، والترمذي عن قتيبة بن سعيد، جميعًا: عن أبي الأحوص سَلَّام بن سُليم الحنفي الكوفي، عن أبي إسحاق.

وأبو الأحوص أحفظ من الأجلح وأوثق، ورجاله إسناده كلهم كوفيون. أهـ. =

ص: 574

= قلت: لكن هذه الرواية المحفوظة، وهي رواية أبي إسحاق عن علي بن رَبيعة، تقدم قبل قليل أنها معضلة، والله أعلم.

وأخرجه المَحاملي في الدعاء (ص 112)، والطبراني في الدعاء (2/ 1160)، والحاكم (2/ 98) من طريق مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمرو، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص.

وقال الحافظ في تخريج أحاديث الأذكار: كما في الفتوحات الربانية (5/ 125): رجاله كلهم موثقون من رجال الصحيح، إلّا ميسرة، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1161) من طريق ابن لَهيعة، حدثني عبد ربه بن سعيد، ثنا يونس بن خَبَّاب، عن شَقيق الأزدي، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه.

وفي إسناده ابن لَهيعة، وهو ضعيف. (انظر المغني 1/ 352)، وكذلك يونس بن خَبَّاب، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ورمي بالرفض. (التقريب ص 613)، وشَقيق الأزدي لم أعرفه، والعلم عند الله تعالى.

وبهذه المتابعات يرتقي هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ويشهد لآخره، حديث أبي هريرة قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-قال: "إن عبدًا أصاب ذنبًا -وربما قال: أذنب ذنبًا- فقال: رب أذنبت ذنبًا -وربما قال: أصبت-، فاغفر، فقال ربه: أَعَلِمَ عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به؟، غفرت لعبدي .... "

أخرجه البخاريُّ. (فتح 13/ 466)، وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2112).

ص: 575

3260 -

وقال عبد: حدّثنا أبو نُعيم، ثنا مغيرة (1) بْنُ أَبِي [الحُرّ](2) الْكِنْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي بُرْدَة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ:"مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قط، إلَّا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة".

(1) في نسخة (و) و (س): "المغيرة".

(2)

في جميع النسخ: "الحمر"، والنقل من مصادر التخريج، وكتب الرجال.

ص: 576

3260 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد حسن؛ لوجود مغيرة بن أبي الحُرّ.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 96 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد بسند صحيح.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للطبراني عن أبي موسى، ورمز لحسنه، وأعله المناوي يالمغيرة الكندي. (انظر فيض القدير 5/ 421).

وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 971)، وقال: صحيح.

قلت: لغيره، وأما لذاته فلا.

ص: 576

تخريجه:

هو المنتخب من مسند عبد (1/ 491).

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 298، 13/ 462)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 325)، قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، والعُقيلي (4/ 175)، والطبراني في الدعاء (3/ 1612)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيبم في أخبار أصبهان (1/ 60)، كلاهما: عن علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم: عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين به، بلفظه. =

ص: 576

= قال العُقيلي: وقال ثابت، وعَمرو بن مرة عن أبي بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وهذا أولى.

ووافقه الدارقطني في العلل (7/ 216)، والذهبي في الميزان (4/ 159)، فرجحا رواية الأغَرّ المُزني علي رواية أبي موسى هذه.

قلت: حديث الأَغَرّ المُزني رضي الله عنه أخرجه أحمد (4/ 211) من طريق ثابت، قال: ثنا أبو بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، قال: وكانت له صحبة -قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنه ليغانُّ على قلبي، فإني أستغفر الله في اليوم مائة مرة".

وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (3254)، وهو كما ترى غير حديث الباب، بدليل الاختلاف في لفظ الحديث من جهة، وأن في طريق الباب ما ليس في رواية الأغَرّ المُزني من جهة أخرى، وهو قوله:"جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس"، لذا لا ينفذ كلام العُقيلي ومن وافقه في إعلال حديث الباب بحديث الأغَرّ المُزني، والله تعالى أعلم.

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1254) من طريق وكيع عن مغيرة بن أبي الحرّ به، بلفظ:"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة".

وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 325)، والطبراني في الدعاء (3/ 1612)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 115) من طريق أبي إسحاق عن أبي بُرْدَة به، بنحوه.

ولفظه: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة".

قال الحاكم: هذا إسناد لا ينظر فيه حديثيٌّ إلّا علم أنه من شرط الصحيح، والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا.

قلت: وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو السَّبيعي، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 42). =

ص: 577

= وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1613) من طريق أشعث بن سَوّار عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدَة به، ولفظه:"إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".

وإسناده ضعيف؛ لعنعنة أبي إسحاق -كما مرَّ-، ولوجود أشعث بن سَوَّار، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 113).

ويشهد للفظ الباب: الحديث الماضي برقم (3254 [3]) وما ذكر في تخريجه عن ابن عمر، وأبي هريرة، والأغَرّ المُزني رضي الله عنهم.

وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق.

ص: 578

3261 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِز بْنُ عَوْنٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ [أَبِي نُصيرة](1)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أبي بكر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رأيت ذلك، أهلكتم بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون".

(1) في جميع النسخ: "أبو نضرة"، والمثبت من مسند أبي يعلى.

ص: 579

3261 -

الحكم عليه:

الإسناد ضعيف جدًا، لوجود عبد الغفور بن عبد العزيز ضعيف جدًا، وفيه عثمان بن مطر وأبو نُصيرة، وهما ضعيفان.

وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 416)، ثم قال: عثمان بن مطر وشيخه ضعيفان.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 207)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف.

وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 96 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وابن أبي عاصم بسند ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأبي يعلى عن أبي بكر، ورمز لضعفه (فيض القدير 4/ 354).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 554)، وقال: موضوع.

ص: 579

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (1/ 123). =

ص: 579

= وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 9)، ومن طريقه الأصبهاني في الحجة (1/ 252) قال: ثنا الحسن بن البزّار، ثنا مُحْرِز بن عون به، بلفظ قريب.

وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1601) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني مُحْرِز بن عون به، ببعضه.

ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قال إبليس: أهلكتهم بالذنوب، فأهلكوني بالاستغفار".

وفي معناه ما يلي:

1 -

حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله جل وعلا: فبعزتي وجلالي، لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني".

أخرجه أحمد (3/ 29) واللفظ له، وفي (3/ 41)، والطبراني في الدعاء (3/ 1600) من طريق الليث عن يزيد بن الهاد، عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن أبي سعيد به.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 207)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى بنحوه

واحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى.

2 -

حديث أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إني أذنبت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إذا أذنبت فاستغفر ربك"، قال: فإني أستغفر، ثم أعود فأذنب، قال:"فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك"، فقالها في الرابعة، وقال:"استغفر ربك، حتى يكون الشيطان هو المحسور".

أخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (ص 71)، والبزار كما في تفسير ابن كثير =

ص: 580

= (1/ 416) واللفظ له من طريق عمر بن أبي خليفة، سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت، عن أنس به.

قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 200)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه بشار بن الحكم الضبي، ضعّفه غير واحد

أهـ.

وإسناده ضعيف، لحال عمر بن أبي خليفة، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 412)، وأبو بدر، هو بشَّار بن الحكم، قال الذهبي: منكر الحديث، قاله أبو زُرعة (المغني 1/ 103).

ص: 581

3262 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مجلسًا (1)، فخاضوا في حديث فاستغفروا الله تبارك وتعالى قبل أن يتفرقوا، إلّا غفر الله عز وجل لهم ما خاضوا فيه".

(1) في نسخة (و) و (س): "في مجلس".

ص: 582

3262 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لحال جعفر بن الزبير الشامي، وهو ضعيف الحديث جدًا.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو داود، والنسائيُّ، وابن حبّان في صحيحه، وآخر من حديث السائب بن يزيد، رواه أحمد بن محمَّد بن حنبل.

ص: 582

تخريجه:

أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 287 ب) من طريق عيسى بن يونس عن جعفر به، بنحوه.

ولفظه: "ما من قوم يجلسون في مجلس فيستغفرون اللَّهَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لهم".

وفي معناه ما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلّا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك". =

ص: 582

= أخرجه الترمذي (5/ 460) وهذا لفظه، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سُهيل إلّا من هذا الوجه. أهـ. والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 308)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 158)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 398)، والحاكم (1/ 536) وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص، وفي معرفة علوم الحديث (ص 113)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 134)، كلهم من طريق عبد الملك بن جُريج، عن موسى بن عقبة، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

قلت: ورجاله ثقات، وقد صرح ابن جُريج بالتحديث عند الترمذي، والنسائيُّ، والحاكم، فانتفت شبهة تدليسه، لكن فيه علة فاحشة، حيث لا يُذكر لموسى بن عقبة سماعًا من سُهيل، قاله البخاريُّ (انظر معرفة علوم الحديث ص 114).

وقوله: "فأكثر فيه لغطه"، اللغط: هو الأصوات المختلطة المبهمة التي لا تفهم. (انظر المعجم الوسيط 2/ 830).

2 -

حديث جُبير بن مُطْعِم رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله وبحمده، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. فقالها في مجلس ذكر، كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو، كانت كفارة له".

أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 138) وهذا لفظه، والحاكم (1/ 537)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 142)، ثم قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. =

ص: 583

= وقوله: "كالطابَع" بفتح الباء، أي الخاتم. (انظر النهاية 3/ 112).

3 -

حديث أبي بَرْزة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة، إذا أراد أن يقوم من المجلس:"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولًا ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال:"كفارة لما يكون في المجلس".

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256)، وعنه أخرجه أبو يعلى (13/ 421)، وأخرجه أحمد (4/ 425)، والدارميُّ (2/ 367)، وأبو داود (4/ 265) واللفظ له، والحاكم (1/ 537) من طريق حجاج بن دينار عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي بَرْزة الأسلمي به.

وإسناده ضعيف، لحال حجاج بن دينار، وهو الواسطي، قال الذهبي في المغني (1/ 149): قال الدارقطني ليس بالقوي.

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) من طريق منصور عن فُضيل بن عَمرو، عن زياد بن الحصين قال: دخلت على أبي العالية، فلما أردت أن أخرج من عنده قال: ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدًا صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: بلى، قال: فذكر الحديث.

قال أبو حاتم في علل ابنه (2/ 169): حديث منصور أشبه، لأنّ حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي. وقال أبو زُرعة: حديث منصور أشبه، لأنّ الثوري رواه وهو أحفظهم.

4 -

حديث رافع بن خَديج رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلس حتى يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك". ثم يقول: "انها كفارة لما يكون في المجلس".

أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 287) واللفظ له، وفي الصغير (ص 237)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 97)، والحاكم (1/ 537) من طريق مصعب بن =

ص: 584

= حيان عن أخيه مقاتل بن حيان، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن رافع بن خَديج به.

قال الطبراني: لم يروه عن أبي العالية، عن رافع إلّا مقاتل، ولا عن مقاتل إلَّا أخوه مصعب بن حيان، تفرد به يونس بن محمد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 141)، ثم قال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات.

قلت: إسناده ضعيف، لوجود مصعب بن حيان، قال الحافظ: لين الحديث.

وفيه الربيع بن أنس، هو البكري أو الحنفي، قال الحافظ: صدوق له أوهام، ورمي بالتشيّع (التقريب ص 533، 205).

ص: 585

3263 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحبَّر، ثنا ميسرة عن أبي عائشة، عن يزيد بن عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قالا: خطبنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وفيه:"إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قليل العلم، [ولا تحقرن] (2) من المعاصي شيئًا وإن صغر في أعينكم [فإنه لا صغير مع الإصرار، ولا كبير مع استغفار (3)]، ألا وإن الله تبارك وتعالى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبعث يَوْمَ القيامة على ما مات عليه، فقد خلق الله تعالى الجنة والنار، فمن اختار النار [على الجنة] (4)، فأبعده الله تعالى (5). أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يَدَعْ شيئًا نهى عنه إلّا وقد بيّنه لكم، ليحيى مَنْ حَيَّ (6) عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بينة"، الحديث.

(1) في نسخة (س): "رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(2)

في الأصل: "ولا يحقرن"، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في جميع النسخ: "فإنه لا صغيرة مع الأجل، ولا كبيرة مع الاستغفار"، والمثبت من بغية الباحث.

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والنقل من بغية الباحث.

(5)

زاد في بغية الباحث: "أَلَا وَإِنَّ رَبِّي عز وجل أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فإذا قالوها، عصموا في دماءهم، وأموالهم، إلَّا بحقها، وحسابهم على الله".

(6)

في نسخة (س): "يحيى".

ص: 586

3263 -

الحكم عليه:

هذا إسناد موضوع، وانظر الحديث الماضي برقم (3202).

ص: 586

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 270)، بلفظ طويل جدًا.

ص: 586

3264 -

وقال عبد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن دكين، حدّثنا قَيْسٌ الماصِر (1) عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الفَينة بَعْدَ الفَينة، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى (2) يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفْتَنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ".

(1) في نسخة (و) و (س): "الماضر".

(2)

قوله "حتى": ساقط من نسخة (س).

ص: 587

3264 -

الحكم عليه:

هذا الحديث في سنده. الله بن دُكين وهو ضعيف، وفيه داود البصري لم أميزه، لذا أتوقف في الحكم عليه.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 201) نحوه، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط باختصار، واحد أسانيد الكبير رجاله ثقات، وله السياق.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد.

وذكر العراقي أوله، ثم قال أخرجه الطبراني، والبيهقيُّ في الشعب من حديث ابن عباس بأسانيد حسنة (المغني الإحياء 4/ 44).

ص: 587

تخريجه:

هو في المنتخب (1/ 570)

وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 419) من طريق يحيى بن يحيى، وموسى بن إسماعيل، كلاهما: عن عبد الله بن دُكين به، بلفظ قريب.

ولفظه: "إن للمؤمن ذنبًا قد اعتاده الفَينة بعد الفَينة، وذنبًا ليس بتاركه حتى يموت، أو تقوم الساعة، إن المؤمن خلق مذنبًا خطاء نسيًا، إذا ذكّر ذَكَر".

وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 304) من طريق علي بن حفص المدائني، ثنا =

ص: 587

= عبيد المُكْتِبُ الكوفي، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فذكره بنحوه.

ولفظه: "ما من عبد مؤمن إلّا وله ذنب يعتاده الفَينة بعد الفَينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق، إن المؤمن خلق مفتنًا توابًا نسيًا، إذا ذكّر ذَكَر.

وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 346)، وقال: هذا إسناد صحيح.

قلت: إسناده حسن لحال علي بن حفص، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 400).

وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 56) واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 24)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 42) من طريق مصعب بن المِقدام عن أبي معاذ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ إلَّا وله ذنب يصيبه الفَينة بعد الفَينة، إن المؤمن نسي، إذا ذُكرَ ذَكَرَ.

وإسناده ضعيف لحال مصعب بن المِقدام، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 533)، وأبو معاذ إما هو فُضيل بن ميسرة البصري، وهو صدوق، أو سليمان بن أرقم البصري، وهو ضعيف (التقريب ص 448، 250).

وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 342) واللفظ له، وابن عَدي (3/ 91)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 211) من طريق عُتبَة بن يقظان عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن خلق مفتنًا توابًا نسَّاء، إذا ذكّر ذَكَر".

قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث داود بن علي عن أبيه، عن جده، لا أعلم أحدًا رواه غير ابن نُمير عن عُتْبَة، عنه.

قلت: سنده ضعيف، فيه عُتْبَة بن يقظان، قال الحافظ: ضعيف. وفيه داود بن علي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 381، 199).

ص: 588