المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌44 - باب الصمت - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌44 - باب الصمت

‌44 - باب الصمت

3231 -

قال أبو داود: حدّثنا محمد بن راشد عن مكحول رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْحَدِيثِ لمعاذ رضي الله عنه: "مَا كنتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فلك أو عليك".

ص: 480

3231 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لإرساله.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 143 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي مرسلًا، ورواته ثقات.

ص: 480

تخريجه:

هو في مسند الطيالسي (ص 77).

ومن طريقه أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 248)، وسقط من متنه قوله:"فأنت سالم".

ويشهد للفظه ما يلي:

1 -

أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 339) قال: حُدِّثت عن أبي عاصم العَبَّاداني قال: سمعت شميط بن عجلان يقول: "يا ابن آدم، إنك ما سكت، فأنت سمالم، فإذا تكلمت، فخذ حذرك، إما لك، وإما عليك".

وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 129) من طريق سليمان بن داود قال: ثنا أبو عاصم عبد الله بن عُبيد الله العَبَّاداني به، فذكره، ولفظه: "يا ابن آدم، إنك ما دمت =

ص: 480

= ساكتًا، فإنك سالم، فإذا تكلمت، فخذ حذرك".

وفي إسناده أبو عاصم العَبَّاداني، قال الذهبي في المغني (2/ 793): ليس بمعتمد، يأتي بعجائب، ولم أر لهم فيه كلامًا شافيًا، قال العُقيلي: منكر الحديث.

2 -

وأخرج هنَّاد (2/ 533) من طريق قيس قال: قال لُقمان لابنه: "يا بني، امتنع مما يخرج من فيك، فإنك ما سكت سالم، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك".

ورجاله ثقات، لكن موقوف على قيس، وهو ابن أبي حازم.

3 -

وأخرج الأصبهاني في الترغيب (2/ 563) من طريق دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب". قال سليمان: السالم: الساكت، والغانم: الذي يذكر الله، والشاجب: الذي يخاصم.

وسنده ضعيف، قال الحافظ في دَرَّاج: صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف (التقريب ص 201).

وأخرجه الأصبهاني أيضًا من طريق يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وَشَاجِبٌ، فَالْغَانِمُ: الَّذِي يُكْثِرُ ذِكْرَ اللَّهِ فِي مجلسه، والسالم: الذي يسكت لا له ولا عليه، وَالشَّاجِبُ: الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ فِي مَعْصِيَةِ الله عز وجل".

وسنده تالف، يحيى بن عُبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 594).

4 -

وأخرج الحاكم (4/ 286)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 389) واللفظ له، من طريق أبي هانئ الخَولاني عن عَمرو بن مالك، عن فَضالة بن عُبيد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"قولوا خيرًا تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا". =

ص: 481

= قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

ولفظ الحاكم مطول.

قلت: إسناده حسن، أبو هانئ الخَولاني هو حُميد بن هانئ، قال الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 182).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عَمرو بن مالك الجَنْبِي، وهو ثقة.

وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 242) من قول ابن عباس موقوفًا نحوه، ولفظه:"يا لسان قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم، قبل أن تندم".

5 -

وأخرج أحمد (2/ 267، 433)، والبخاري (فتح 11/ 308)، ومسلم (1/ 68) واللفظ له، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفه".

6 -

وأخرج أحمد (2/ 174) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بنحو لفظ أبي هريرة المتقدم.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 167)، ثم قال: رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن.

وقال العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (10/ 114): إسناده صحيح.

قلت: في إسناده عبد الله بن لَهيعة وهو ضعيف.

7 -

وأخرج أحمد (4/ 31، 6/ 384، 385)، والبخاري (فتح 11/ 308)، ومسلم (1/ 69) واللفظ له من حديث أبي شُريح الخُزاعي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بنحو لفظ أبي هريرة المتقدم.

8 -

وأخرج أبو يعلى (6/ 290) من حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: =

ص: 482

= "من سَرَّهُ أن يَسلم، فليلزم الصمت".

وإسناده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ رحمه الله هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3233).

وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 241) بمعناه من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِّية الأنصاري، عن ابن شُبْرُمة أنه سمعه وهو يحدِّث عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار: "رحم الله امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسلم".

وسنده ضعيف؛ لوجود إسماعيل بن عياش الحمصي، وهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده (انظر التقريب ص 109)، كما ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 37)، وأهلها لا يقبل حديثهم إلّا إذا صرحوا بالسماع، وقد عنعنه هنا.

9 -

وأخرج ابن المبارك (ص 130) واللفظ له، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 15)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 246)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 318)، وأخرج الدارمي (2/ 387)، وأحمد (2/ 159)، كلاهما:

عن إسحاق بن عيسى، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 34) قال: حدّثنا أبو خيثمة، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (2/ 697)، وأخرج الترمذي (4/ 569) قال: حدّثنا قُتيبة، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 219) من طريق قُتيبة، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 254) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم: عن عبد الله بن لَهيعة قال: حدثني يزيد بن عَمرو المعافري عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من صمت نجا".

قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لَهيعة.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 536)، ثم قال: رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، والطبراني، ورواته ثقات. =

ص: 483

= وقال النوويّ في الأذكار (ص 481): إسناده ضعيف، وإنما ذكرته لأبينه؛ لكونه مشهورًا.

وقال العراقي: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عَمرو بسند فيه ضعف، وقال: غريب. وهو عند الطبراني بسند جيد. (المغني مع الإِحياء 3/ 108).

وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 484

3232 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ المِقدام أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا مُحَمَّدُ بن بكر، ثنا عثمان بن سعد قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يقول: "الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله".

ص: 485

3232 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود عثمان بن سعد.

وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 264)، ثم قال: غلط في هذا عثمان بن سعد هذا، والصحيح رواية ثابت.

قلت: يعني عن أبي من قول لُقمان عليه السلام.

وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (1/ 282 ب)، وقال: وعندي أنه ضعيف.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 143 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى موقوفًا.

ص: 485

تخريجه:

أخرجه وكيع (1/ 308)، قال: حدّثنا عمر بن سعد قال: سمعت أنس بن مالك يقول. فذكره بلفظه.

قلت: عمر بن سعد هو الحَفَري، قال الحافظ: ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين (التقريب ص 413) فالإسناد فيه سقط بلا شك.

ورُوي من طريق أنس رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن عَدي (5/ 169)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 264) من طريق أبي عاصم عن عثمان بن سعد الكاتب به، بلفظه.

قال البيهقي: غلط في هذا عثمان بن سعد هذا، والصحيح رواية ثابت.

وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 168) من طريق زكريا بن يحيى المِنْقَري، ثنا الأصمعي، ثنا عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك مرفوعًا بلفظه. =

ص: 485

= وإسناده ضعيف، فيه زكريا بن يحيى، قال الذهبي: ضعفه أبو سعيد بن يونس (المغني 1/ 240)، وفيه علي بن مَسْعَدة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 405).

وقال الطرابلسي في الكشف الإلهي (1/ 446): موضوع، ليس من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام لُقمان.

ورُوي عن أنس رضي الله عنه من قول لُقمان الحكيم، أخرجه ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 41) واللفظ له، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 307 ب)، والحاكم (2/ 422)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 264) من طريق ثابت عن أنس، أن لُقمان قال:"إن من الحُكْمِ الصمت، وقليل فاعله".

ولفظ الحاكم: عن أنس رضي الله عنه عند قوله عز وجل: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: 10، 11]، قال أنس:"إن لُقمان كان عند داود وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لُقمان يتعجب ويريد أن يسأله، وتمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها، صبها على نفسه، فقال: نِعْمَ درع الحرب هذه. فقال لُقمان: الصمت من الحكمة، وقليل فاعله، كنت أردت أن أسألك فسكتّ، حتى كفيتني".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

وقال البيهقي: هذا هو الصحيح عن أنس، أن لُقمان قال:"الصمت حُكمٌ، وقليل فاعله".

وقال العراقي: سند صحيح إلى أنس (المغني مع الإحياء 3/ 109).

وأخرجه ابن المبارك (ص 289) واللفظ له، وأحمد في الزهد (ص 159)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 35)، قال: أخبرنا ابن أبي عمر، ثلاثتهم: عن سفيان بن عيينة قال: حدثني ابن أبي نَجيح قال: سمعت طاوسًا يسأل أبي عن =

ص: 486

= حديث، فرأيت طاوسًا كأنه يعقد بيده، وقال أبي: يا أبا عبد الرحمن، إن لُقمان قال:"إن من الصمت حُكْمًا، وقليل فاعله". فقال له طاوس: يا أبا نَجيح، إنه من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله.

ولفظ أحمد: قال -يعني لُقمان-: "الصمت حكمة، وقليل فاعله".

وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (4/ 5) من طريق أحمد، وذكر مقالة طاوس لأبي نَجيح فقط.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات.

ورُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مَرْفُوعًا، أخرجه العسكري في الأمثال (1/ 468)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس: كما في المغني مع الإحياء (3/ 108)، من طريق محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَيْلَماني عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله".

قال العراقي: سند ضعيف.

قلت: محمَّد بن عبد الرحمن البَيْلَماني ووالده ضعيفان. (انظر التقريب ص 492، 337).

ورُوي من قول أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 746).

ولفظه: "تعلموا الصمت كما تتعلموا الكلام، فإن الصمت حكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب. يعني إلى غير حاجة".

ص: 487

3233 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُديك عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ (1) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أن يَسلم، فليلزم (2) الصمت".

(1) زاد في نسخة (س): "بن مالك".

(2)

في نسخة (و): "فليزم".

ص: 488

3233 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته عثمان بن عبد الرحمن الوَقّاصي، وهو متروك، وفيه عمر بن حفص وهو ضعيف.

وقال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في العلل (2/ 239) -: عمر بن حفص مجهول، وهذا الحديث باطل.

وقال الذهبي في الميزان (3/ 191): حديث باطل.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 297)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصي، وهو متروك.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (7/ 344)، ثم قال: غريب جدًا.

وقال العراقي: سند ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 109).

وقال الطرابلسي في الكشف الإلهي (2/ 656): واهٍ.

ص: 488

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 290)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 185 أ).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 35)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (2/ 697)، وأخرجه تمام في الفوائد (1/ 54) من طريق عبد الله بن ثابت، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 236) من طريق علي بن عبد العزيز، والبيهقيُّ في =

ص: 488

= الشعب (4/ 241) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، وابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (7/ 344) من طريق عبد الله بن ثابت البغدادي، أربعتهم: عن هارون بن عبد الله به، بلفظه.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 556)، وفي مجمع البحرين -خ- (ق 277 ب) من طريق عُبيد الله بن عبد الله المُنْكَدِري، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك به، بلفظه، وسقط عمر بن حفص من الإِسناد.

قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا عثمان، تفرد به محمَّد بن أبي فُديك.

وأخرجه العُقيلي (3/ 171) من طريق عمر بن سيَّار، عن ابن أخي الزُهري، قال: حدّثنا الزهري به، بلفظه، وقال:"ينجو"، بدل:"يسلم".

قال العُقيلي: وهذا الحديث إنما يعرف بالوَقَّاصي، ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، وقد حدَّث عمر بن سيَّار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه، ولا يتابع عليه.

قلت: عمر بن سيَّار هذا، ذكره الذهبي في الضعفاء وقال: ليس بالمتين (المغني 2/ 468).

وفي الباب حديث معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا كنتَ سَاكِتًا فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فلك أو عليك".

وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث السابق برقم (3231)، فانظره، وانظر الشواهد المذكورة في تخريجه، وبالله التوفيق.

ص: 489

3234 -

وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "يَا بُنَيَّ، لِيَسَعْكَ بيتك، وابك على خطيئتك، واخزن لسانك".

ص: 490

3234 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لعنعنة عبد الملك بن عُمير، ولانقطاعه، عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه سوى حديث "محرم الحلال"، و "الضب"، و"تأخير الوليد للصلاة".

ص: 490

تخريجه:

أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص30) من طريق ابن أبي خالد عن عبد الملك بن عُمير به، بنحوه.

ولفظه: "يا بني، إني أوصيك بتقوى الله، وأمسك عليك لسانك، وابك من خطيئتك، وليسعك بيتك".

وأخرجه البخاريُّ: كما في تهذيب الكمال للمزّي -خ- (2/ 800)، ومن طريقه المزّي، قال: حدثني إسحاق بن يزيد أبو نصر الدمشقي، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 503) من طريق بشر بن القاسم، كلاهما: عن الحكم بن هشام الثقفي قال: حدثني عبد الملك بن عُمير عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عبد الله بن مسعود به.

ولفظ البيهقي: "أوصيك أن تتقي الله، وتلزم بيتك، وتحفظ لسانك، وتبكي على خطيئتك".

وذكره الحافظ في التهذيب (6/ 195)، وفي طبقات المدلسين (ص 40)، وقال: سنده لا بأس به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 289) واللفظ له، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 54) عن حسين بن علي، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 164)، =

ص: 490

= والبيهقيُّ في الشعب (4/ 258)، كلاهما: من طريق معاوية بن عَمرو، كلاهما: عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير قال: أخبرني آل عبد الله، أن عبد الله أوصى ابنه عبد الرحمن، فقال:"أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وأملك عليك لسانك، وابك على خطيئتك".

وفي سند ابن أبي عاصم: عبد الملك بن عُمير قال: أخبرني رجل قد سماه أبو بكر.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح إلَّا أن عبد الملك بن عُمير قال: حدثني آل عبد الله أن عبد الله أوصى ابنه.

وأخرجه ابن المبارك (ص 42) واللفظ له، ووكيع (2/ 519)، وعنه الإمام أحمد في الزهد (ص 22)، وأخرجه هنَّاد (1/ 266) قال: حدّثنا المُحاربي، ويعلى، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 135) من طريق عاصم بن علي، خمستهم: عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال رجل لابن مسعود: يا أبا عبد الرحمن، أوصني، قال:"ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك".

وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن لم يلق جده ابن مسعود رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 175)، والمسعودي وإن كان قد اختلط، إلّا أن رواية وكيع عنه كانت قبل الاختلاط (انظر الكواكب النيرات ص 293).

ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه وهو يُوصي ابنه أبا عُبيدة، أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 105)، من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال: أوصى ابن مسعود أبا عُبيدة ابنه بثلاث كلمات: "أي بني، أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وابك على خطينتك، وأمسك عليك لسانك".

وسنده ضعيف، لإنقطاعه، إسماعيل بن أبي خالد هو البَجَلي، لم يلق ابن مسعود (انظر التهذيب 1/ 254). =

ص: 491

= ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 277 أ)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 156) من طريق محمَّد بن جعفر الفَيْدي، ثنا جابر بن نوح عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، واملك عليك لسانك".

قال الطبراني: لم يروه عن القاسم إلَّا المسعودي، ولا عنه إلَّا جابر، تفرد به الفَيْدي.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه المسعودي وقد اختلط.

قلت: جابر بن نوح هو الحِمَّاني، ضعيف، ومحمد بن جعفر الفَيْدي مقبول.

(التقريب ص 136، 472) فهذا الحديث مرفوعًا بهذا السند ضعيف لأجلهما.

وله شواهد مرفوعة وموقوفة، كما يلي:

1 -

حديث عقبة بن عامر: أخرجه هنّاد (1/ 265) واللفظ له، وأحمد (4/ 158) من طريق فروة بن مجاهد اللّخْمي عن عقبة بن عامر الجُهني قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا عقبة بن عامر، املك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك".

وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره ابن كثير في التفسير (4/ 609)، ثم قال: تفرد به أحمد.

وأخرجه ابن المبارك (ص 43) واللفظ له، ومن طريقه أخرجه أحمد (5/ 259)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 26)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 32)، والترمذي (4/ 523)، وابن عَدي (4/ 324)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 9، 8/ 175)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 239)، وابن البنَّاء في الرسالة المغنية في السكوت (ص 35)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 317)، والأصبهاني في الترغيب =

ص: 492

= (2/ 698)، وأخرجه ابن وهب في الجامع (ص 60)، وأخرجه البيهقي في الزهد (ص130)، وفي الآداب (ص 234) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ القاسم، عن أبي أُمامة، عن عقبة بن عامر الجُهني، قال: قلت يا رسول الله، ما النجاة؟، قال:"املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".

وسقط من إسناد ابن وهب: عن أبي أُمامة، ومن سند ابن البنَّاء: علي بن يزيد.

قال الترمذي: هذا حديث حسن. أهـ. ووافقه البغوي، مع أن في سنده عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد، وهو الأَلْهاني، وهما ضعيفان. (انظر التقريب ص 371، 406)، فتحسينه رحمه الله للحديث لمجيئه من طرق أخرى، والله أعلم.

وأخرجه ابن عَدي (5/ 165)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 317) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به، بنحوه.

وفيه عثمان بن أبي العاتكة، قال الحافظ: صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألْهاني. (التقريب ص 384) ..

2 -

حديث ثوبان مرفوعًا، وموقوفًا: أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 177)، والصغير (ص 101)، ومسند الشاميين (1/ 113) من طريق شُرَحبيل بن مسلم عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به عيسى.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 524)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وحسن إسناده.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم نقل عبارة المنذري.

وذكره العُجلوني في كشف الخفاء (2/ 60)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط =

ص: 493

= عن ثوبان، وإسناده حسن.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 29) واللفظ له، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 313) من طريق شُرَحْبيل بن مسلم، قال: سمعت ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن ملك لسانه، وبكى على خطيئته، ووسعه بيته".

قلت: وهذا الحديث مرفوعًا وموقوفًا ضعيف؛ لوجود شُرَحْبيل بن مسلم، وهو الخَولاني، قال الحافظ: صدوق فيه لين. (التقريب ص 265).

3 -

حديث عبد الله بن عَمرو: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9)، وأحمد (2/ 212)، وأبو داود (4/ 124)، والحاكم (4/ 525) من طريق هلال بن خَبَّاب أبي العلاء، قال: حدثني عكرمة، حدثني عبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره مرفوعًا، وفيه:"الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك .. ".

قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

قلت: سنده حسن؛ لوجود هلال بن خَبَّاب، فإن فيه كلامًا يسيرًا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إلّا إذا خولف. (انظر المغني 2/ 713)، وقد توبع على أصل الحديث بهذه الشواهد.

4 -

حديث أبي أُمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 197) من طريق عُفَيْرُ بْنُ مَعْدان عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ويشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليسعه بيته، وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ويشهد أني رسول الله، فليقل خيرًا، أو ليسكت عن شر فيسلم".

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عفير بن مَعْدان، وهو ضعيف. =

ص: 494

= وروي من قول نبي الله عيسي عليه السلام أخرجه ابن المبارك (ص 40) واللفظ له، ومن طريقه ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 53)، وأخرجه وكيع (1/ 259)، ومن طريقه كل من: أحمد في الزهد (ص 93)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 39)، وأخرجه هنّاد (1/ 266)، قال: ثنا قُبيصة، وأحمد في الزهد (ص 94)، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، أربعتهم: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم:"طوبى لمن خزن لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته".

ورجاله ثقات، إلّا أنه موقوف على سالم بن أبي الجَعْد.

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.

ص: 495

(124)

وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه فِي ذلك فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (1)(2).

(1) هذه الحروف سقطت بكاملها من نسخة (و) و (س).

(2)

ذكره الحافظ في أحاديث الأنبياء عليهم السلام، حديث رقم (3441).

ص: 496

3235 -

[1] وقال أَبُو يَعْلَى، وبَقِيّ بْنُ مَخْلَد، والبغويُّ جَمِيعًا: حدّثنا محمَّد بن بكار، حدّثنا مُعْتَمِر، عن عبد الله بن نَسيب، عن مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرة، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ المال، وكثرة السؤال".

ص: 497

3235 -

[1] الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد، فيه عبد الله بن نَسيب وهو مستور، وفيه مسلم بن عبد الله بن سَبْرة لم أجد له ترجمة.

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 157)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، والبزار، وفيه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف جدًا.

قلت: لعل الهيثمي أخطا حين ظنه ابن شبيب، والصواب أنه ابن نَسيب، وابن شبيب أصغر من أن يروي عنه مُعْتَمِر بن سليمان. (انظر تاريخ بغداد 9/ 474).

وذكره الحافظ في الإصابة (6/ 96)، وقال: قال ابن السكن: تفرد به مُعْتَمِر، وفي إسناده نظر.

ص: 497

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى: كما في الإصابة (6/ 96).

وأخرجه بَقِيّ بن مَخْلَد، والطبراني، وابن منده، ثلاثتهم: كما في الإصابة (6/ 96) من طريق عبد الله بن نَسيب، به.

قال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سَبْرة، إلّا بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبّان في الثقات (3/ 241) قال: حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى، به بلفظه.

وأخرجه أبو نعُيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 13/ ب) من طريق عبدان بن أحمد، ومحمد بن علي الصائغ، ومن طريق الحسن بن سفيان فرقهما، ثلاثتهم: عن محمَّد بن بكار العَيْشي، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. =

ص: 497

= ولفظه: "إن الله ينهاكم عن ثلاث: عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 41) قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم الكِلابي، والبخاري في التاريخ الكبير تعليقًا (5/ 27) عن قيس بن حفص، والبزار: كما في الكشف (1/ 102) قال: حدّثنا نهار بن عثمان، ثلاثتهم: عن المُعْتَمِر بن سليمان، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.

ولفظ ابن سعد: "إن الله ينهاكم عن ثلاث: عن كثرة السؤال، وإضاعة المال، وعن اتباع قيل وقال".

قال البزّار: لا نعلم روى عبد الله بن سَبْرة إلَّا هذا.

قلت: رواية البخاريُّ هذه، ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2).

ولفظ الباب صحيح من حديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا، أخرجه البخاريُّ (فتح 10/ 405)، ومسلم (3/ 1341).

ولفظ مسلم: "إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".

وأخرجه مسلم (3/ 1340) من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ولفظه:"إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".

ص: 498

3235 -

[2] وقال البخاريُّ: حدّثنا قيس بن حفص، ثنا مُعْتَمِر به (1). ذكره فِي "التَّارِيخِ".

قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: لَا أَعْرِفُ لعبد الله بن سَبْرة رضي الله عنه غيره (2).

(1) قوله "به": ساقط من نسخة (و) و (س).

(2)

وقال الحافظ في الإصابة (6/ 96): قال ابن السكن: تفرد به مُعْتَمِر، وفي إسناده نظر.

ص: 499

3235 -

[2] الحكم عليه:

انظر الطريق السابق برقم (1).

ص: 499

تخريجه:

هو في التاريخ الكبير (5/ 27)، وذكر أول المتن، ولفظه:"إن الله عز وجل ينهاكم عن ثلاث".

ص: 499

3236 -

[1] وقال ابن أبي عمر (1): حدّثنا الحَنَفي عن الهَجَري، عن أبي عياض، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ جَاءَتْ (2) أكثر من عكاظ وما يشعر".

[2]

[حدّثنا](3) حسين الجُعْفي، حدّثنا زائدة عن الهَجَري، به.

(1) في نسخة (س): "وقال أبو بكر".

(2)

في نسخة (س): "جار".

(3)

في الأصل: "حديث"، والمثبت من باقي النسخ، والقائل هو ابن أبي عمر رحمه الله في مسنده.

ص: 500

3236 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود إبراهيم الهَجَري، وهو ضعيف الحديث.

ص: 500

تخريجه:

أخرجه عبد الأعلي بن مُسْهِر في نسخته (ص 69) من طريق يزيد بن عطاء، ثنا إبراهيم الهَجَري، به بلفظ قريب، ووقع في سنده: عن أبي الأحوص، بدل: عن أبي عياض، وهو تحريف.

ولفظه: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حوله، ولقد خار من عكاظ".

قلت: يزيد بن عطاء هو اليَشْكُري، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 603).

وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 221) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة، يَهوي بها في النار كذا كذا خريفا".

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلَّا بهذا الإِسناد. =

ص: 500

= وسنده ضعيف، الحسن بن أبي جعفر هو الجُفْري، قال الحافظ: ضعيف الحديث، مع عبادته وفضله (التقريب ص 159)، وعاصم هو ابن أبي النَّجُود، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 285).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 297)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه من لم أعرفهم.

ورُوي عن ابن مسعود موقوفًا:

أخرجه هنّاد (2/ 552) واللفظ له، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 352) من طريق قيس قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلساءه، ترديه أبعد ما بين السماء والأرض".

وإسناده صحيح.

وأخرجه هناد أيضًا قال: حدّثنا المُحاربي عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، وخيثمة قالا: قال عبد الله بن مسعود: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها القوم، ما يقطع شعرة، يَهوي بها في جهنم سبعين خريفًا".

وسنده ضعيف؛ لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة (انظر طبقات المدليسن ص 40).

ويشهد للفظ الباب حديث أبي هريرة مرفوعًا:

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 308)، ومسلم (4/ 2290)، ولفظ البخاريُّ:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق". زاد مسلم: "والمغرب".

وأخرجه البخاريُّ أيضًا مرفوعًا، ولفظه:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يَهوي بها في جهنم".

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 501

3237 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، ثنا سعيد بْنُ شُرَحبيل، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن عائشة رضي الله عنهم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْييه، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فهو في الجنة".

ص: 502

3237 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف؛ لانقطاعه، سعيد بن أبي هلال لم يدرك ابن عباس، فقد ولد عام السبعين، وابن عباس مات عام ثمان وستين.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 300)، ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. أهـ.

وكان من حقه أن ينبه على انقطاعه، مع كون رجاله ثقات.

ص: 502

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (8/ 140)، ولفظ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: "لمكانكم في الجنة" يعني: "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْييه، وَحَفِظَ مَا بين رجليه".

وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 84 أ).

وقد رواه من الصحابة رضوان الله عليهم جماعة، منهم:

1 -

سهل بن سعد: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 308)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 313)، وأخرجه الترمذي (4/ 524)، وابن أبي الدنيا في الورع (ص 92)، وابن عَدي (5/ 45)، والحاكم (4/ 358)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 252)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (8/ 166)، وفي الشعب (4/ 235).

ولفظ البخاريُّ: "من يضمن لي ما بين لَحْييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة".

قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث سهل بن سعد.

ص: 502

= وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: ذا في البخاريُّ.

وقال أبو نُعيم: هذا حديث صحيح. ووافقه البغوي.

2 -

أبو هريرة: أخرجه الترمذي (4/ 524) واللفظ له، وفي العلل الكبير (2/ 836)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 22) من طريق أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من وقاه الله شر ما بين لَحْييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

قلت: فيه أبو خالد الأحمر، هو سليمان بن حيان، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 250) فالإسناد لأجله ضعيف.

3 -

جابر بن عبد الله: أخرجه الطبراني في الصغير (ص 279)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 324) من طريق المغيرة بن سِقْلاب عن مَعْقِل بن عُبيد الله، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ضمن لي ما بين لَحْييه ورجليه، ضمنت له الجنة".

قال الطبراني: لم يروه عن عَمرو إلّا مَعْقِل، تفرد به المغيرة.

وإسناده ضعيف، فيه المغيرة بن سِقْلاب، ذكره الذهبي في المغني (2/ 672) وقال: قال أبو جعفر النفيلي: لم يكن مؤتمنًا. أهـ. وفيه مَعْقِل بن عُبيد الله، هو الجَزَري، قال الحافظ. صدوق يخطئ (التقريب ص 540).

4 -

أبو رافع: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 311) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عقيل عن علي بن الحسين، عن أبي رافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من حفظ ما بين فُقْمَيه وفخذيه، دخل الجنة".

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 300)، ثم قال: رواه الطبراني، وإسناده جيد. =

ص: 503

= قلت: إسناده ضعيف؛ لوجود عبد الله، قال الحافظ: صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بأخرة (التقريب ص 321).

وقوله: فُقمَيه: الفُقم بالضم والفتح: اللَحْي (النهاية 3/ 465).

5 -

صعصعة بن ناجية: أخرجه أبو يعلى، ولفظه:"احفظ ما بين لَحْييك ورجليك".

وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3237).

وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 504

3238 -

حدّثنا (1) محمَّد بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [حرب](2)، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا عَقَّال بن شَبَّة، حدثني أبي عن جدي، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهُ: "احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْييك وَرِجْلَيْكَ". قَالَ: فنهضت وأنا أقول: حسبي.

(1) القائل هو: "أبو يعلى" رحمه الله في مسنده.

(2)

في جميع النسخ: "جرير"، والمثبت من كتب الرجال، والتخريج.

ص: 505

3238 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد، فيه علتان:

1 -

شَبَّه بن عَقَّال، وابنه عَقَّال بن شَبَّة، وهما مجهولان.

2 -

إبراهيم بن إسحاق بن راحة، لم أجد له ترجمة. وعليه، فالحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حاله.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.

ص: 505

تخريجط:

ذكره العجلوني في كشف الخفاء (1/ 60) عن صعصعة، وقال: رواه أبو يعلى، وابن قانع، وابن منده، وابن عساكر، والضياء. أهـ.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (11/ 691) من طريق المصنِّف.

ولفظه: "احفظ ما بين لَحْييك، وما بين رجليك". قال: فولَّيت وأنا أقول: حسبي.

وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 197 ب) قال: نا أبو رفاعة، =

ص: 505

= وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 73 أ) من طريق عقبة بن مُكرَم، كلاهما: عن عبد الله بن حرب الليثي، به بلفظه عند ابن قانع، وبمعناه عند ابن الأعرابي.

ولفظ ابن الأعرابي: "من ضمن لي ما بين لَحْييه ورجليه، أضمن له الجنة".

ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها، وهو الحديث الماضي (3237)، وما ذكر في تخريجه عن سهل بن سعد، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبي رافع رضي الله عنهم.

ص: 506