الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته
3314 -
[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، نبا مكي، هو ابن إبراهيم (ح).
وحدثنا الحسن بن الصباح، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ [عُبيدة](1) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عُبيد اللَّهِ](2) بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جده أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَمَّ بحسنة كتبها الله تعالى لَهُ حَسَنَةً (3)، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتبت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، لَمْ تُكتب عَلَيْهِ حتى يعملها، فإن عملها، كُتبت له سَيِّئَةٌ (4)، وَإِنْ تَرَكَهَا كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ، يَقُولُ الله تبارك وتعالى: "إنما [تركها](5) من مخافتي".
لفظ مجاهد.
(1) في الأصل: "عُبيد"، والنقل من باقي النسخ.
(2)
في جميع النسخ: "عبد الله "، والمثبت من كتب الرجال.
(3)
زاد في نسخة (س): "كاملة".
(4)
زاد في نسخة (س): "واحدة".
(5)
في الأصل: "تركتها"، والمثبت من باقي النسخ، والإتحاف.
3314 -
[1] الحكم عليه:
هذا الحديث مداره على موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف، وفيه أبو بكر بن عبد الله، وهو مجهول الحال.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 90 أ) مختصر، ثم قال: أصله في الصحيحين، من حديث أبي هريرة.
تخريجه:
أخرجه هنَّاد (2/ 451) قال: ثنا أبو معاوية عن موسى بن عُبيدة، به، بنحوه، دون آخره، وهو قول الله جلا وعلا:"إنما تركها من مخافتي".
ولفظه: "إذا هَمَّ رجل بحسنة فعملها، كُتبت له عشر حسنات، وإذا هَمَّ بحسنة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، وإذا هَمَّ بسيئة فعملها، كُتبت عليه سيئة، وإذا هَمَّ بسيئة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، لتركه السيئة".
وأخرجه أبو يعلى (6/ 170)، مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من هَمَّ بحسنة فلم يعملها.، كُتبت له حسنة، فإن عملها، كُتبت له عشرًا، ومن هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكتب عَلَيْهِ شيء، فإن عملها، كُتبت له سيئة واحدة".
ومن هذه الطريق، أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 86) مختصرًا.
كما أخرجه من هذه الطريق وبلفظ قريب من لفظ أبي يعلى، كل من ابن أبي شيبة (14/ 302)، وأحمد (3/ 148)، ومسلم (1/ 145)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (13/ 342)، وقال: حديث صحيح، وأخرجه أبو يعلى (6/ 216)، وأبو عَوانة (1/ 126)، في آخر حديث المعراج الطويل، وموضع الشاهد منه:"ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له عشرًا، ومن هَمَّ بسيئة ولم يعملها، لم تكتب له شيئًا، فإن عملها، كُتبت سيئة واحدة".
وأخرجه الحارث من طريق عبد الحكم، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ =
= رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكْتَبْ عليه شيء".
وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3).
ويشهد له دون آخره ما يلي:
1 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل وقوله الحق: إذا هَمَّ عبدي بحسنة، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها، فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإذا هَمَّ بسيئة، فلا تكتبوها، فإن عملها، فاكتبوها بمثلها، فإن تركها وربما قال: لم يعمل بها، فاكتبوها له حسنة، ثم قرأ:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} .
أخرجه معمر في الجامع (11/ 287)، ومن طريقه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 298)، وأخرجه الترمذي (5/ 247)، واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو يعلى (11/ 171)، والذهبي في السير (5/ 451).
وحديث أبي هريرة هذا أخرجه مسلم (1/ 117) وغيره، لكن ليس فيه قوله تعالى:"فإن تركها، فاكتبوها له حسنة"، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في تخريج الحديث القادم برقم (3314 [2]).
وأخرجه البخاريُّ (فتح 13/ 465) بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها، فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي، فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها، فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة".
2 -
حديث ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يروي عن ربه، عز وجل قال: قال "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر =
= حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن هَمَّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هَمَّ بها فعملها، كتبها الله له سيئة واحدة".
أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 323)، وهذا لفظه، ومسلم (1/ 118).
ويشهد لآخره حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به-، فقال: ارقبوه، فإن عملها، فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جَرَّاي".
أخرجه مسلم (1/ 118).
وقوله تعالى: "من جَرّاي"، أي من أجلي. (انظر النهاية 1/ 260).
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3314 -
[2] وقال الحارث: حدّثنا يعلى، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتبت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بسيئة فعملها، كُتبت عليه سيئة [واحدة] (1)، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكتب عَلَيْهِ شَيْءٌ".
(1) ما بين المعقوفتين، ساقط من جميع النسخ، والنقل من بغية الباحث.
3314 -
[2] الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود يعلي بن عبَّاد، وشيخه عبد الحكم.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 90 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1255)، وفي عوالي الحارث (ص 42).
وقد رُوي عن أنس رضي الله عنه من غير هذه الطريق، كما في تخريج الطريق السابق برقم (1).
ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: إذا هَمَّ عبدي بسيئة، فلا تكتبوها عليه، فإن عملها، فاكتبوها سيئة، وإذا هَمّ بحسنة فلم يعملها، فكتبوها حسنة، فإن عملها، فاكتبوها عشرًا".
أخرجه أحمد (2/ 234)، ومسلم (1/ 117)، واللفظ له، وإسحاق (1/ 265)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 266).
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3315 -
[1] وقال عبد: حدّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ بن خُمير (1)، عن سليمان (2)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمْ تَجْأَرُونَ لَا تَدْرُونَ، تَنْجُونَ أَوْ لا تنجون".
(1) علق في هامش الأصل بقوله "كذا".
(2)
زاد في جميع النسخ: "عن ابنة أبي الدرداء"، ولم تذكر هذه الزيادة في المنتخب، ومصادر التخريج، ولا تصح في هذه الطريق، وإنما في طريق البزّار، وقد ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2).
3315 -
[1] الحكم عليه:
هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان:
1 -
جهالة سليمان بن مَرْثَد.
2 -
انقطاعه، حيث لم يثبت لسليمان بن مَرْثَد سماع من أبي الدرداء رضي الله عنه.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86 أ) مختصر، ثم قال؛ رواه عبد بن حميد، والبزار، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس، وفي البخاريُّ وغيره من حديث أبي ذر.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لصحته (فيض القدير 5/ 316)، وقال الشيخ الألباني: حسن (صحيح الجامع 2/ 933).
قلت: أما لذاته، فلا وأما لغيره، فنعم.
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد (1/ 216).
وأخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 100)، والعُقيلي (2/ 142)، والحاكم (4/ 320) قال: أخبرني أبو النضر محمد بن محمَّد، وعنه البيهقي في الشعب (1/ 486)، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق عبد الله بن محمَّد، والأصبهاني في =
= الترغيب (1/ 224)، من طريق أبي علي الثقفي، أربعتهم: عن علي بن عبد العزيز، وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 110 أ) قال: نا إبراهيم، ثلاثتهم عن مسلم بن إبراهيم به، بلفظ قريب.
ولفظ العُقيلي: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لا تدرون، تنجون أو لا تنجون".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة. أهـ.
وأقره الذهبي في التلخيص.
وذكره المحاسبي في التوبة (ص 74)، عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ قريب.
ورُوي من طريق شعبة عن يَزِيدُ بْنُ خُمير، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرثَد، عَنِ ابْنَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مرفوعًا وموقوفًا، وسيأتي ذكر هذه الطريق بمشيئة الله تعالى في الحديث القادم برقم (3316).
كما رُوي عن أبي الدرداء موقوفًا من طريق أخرى بمعناه، كما يلي:
أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 201)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 216) من طريق حِزام بن حَكيم قال: قال أبو الدرداء: "لو تعلمون ما أنتم راءون بعد الموت، ما أكلتم طعامًا بشهوة، ولا شربتم شرابًا على شهوة، ولا دخلتم بيتًا تستظلون فيه، ولحرصتم على الصعيد تضربون صدوركم، وتبكون على أنفسكم
…
".
وحِزام بن حَكيم مقبول، قاله الحافظ (التقريب ص 157).
وأخرجه أبو عساكر الدمشقي في تعزية المسلم (ص 56) من طريق محمَّد بن يزيد بن عفيف عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره بلفظ قريب.
ومحمد بن يزيد بن عفيف سكت عنه البخاريُّ، وابن أبي حاتم، فهو مجهول (التاريخ الكبير 1/ 261، الجرح 8/ 127).
ويشهد له حديث أبي ذر مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي: أخرج أحمد (5/ 173)، =
= والترمذي (4/ 481) واللفظ له، وابن ماجه (2/ 1402)، والحاكم (4/ 579)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 236)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 233)، من طريق إبراهيم بن المُهاجر، عن مجاهد، عن مُوَرِّق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومَلك واضع جبهته ساجدًا لله، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لوددت أني كنت شجرة تعضد".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص.
وسنده ضعيف، فيه إبراهيم بن المُهاجر، هو البجلي، قال الحافظ: صدوق لين الحفظ (التقريب ص 94).
وأخرجه وكيع (1/ 361)، من طريق إبراهيم بن المُهاجر عن مجاهد قال: قال أبو ذر: فذكره موقوفًا بلفظ قريب.
وأخرجه موقوفًا أيضًا كل من ابن أبي شيبة (13/ 341)، وهنَّاد (1/ 269)، كلاهما: من طريق الأعمش، والحاكم (4/ 579)، من طريق يونس بن خَبَّاب،
كلاهما: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي ذر.
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. أهـ. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: منقطع، ثم يونس رافضي لم يخرجا له.
ويشهد لقوله: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا"، حديث أبي هريرة، وأنس رضي الله عنهما بسندين صحيحين، وقد ذكرتهما في تخريج الحديث السابق برقم (3129).
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3315 -
[2] وقال البزّار: حدّثنا الحسن بن يحيى، [و](1) عبد الملك بن محمَّد، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ إلَّا مُسْلِمُ بن إبراهيم.
وابنة أبي الدرداء ما نعرفها.
(1) في الأصل: "بن"، والمثبت من باقي النسخ.
3315 -
[2] الحكم عليه:
ضعيف لوجود سليمان بن مَرْثَد، وفيه ابنة أبي الدرداء، لم أجد لها ترجمة،
وقد قال الحافظ هنا في المطالب: وابنة أبي الدرداء ما نعرفها.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 230)، ثم قال: رواه الطبراني، والبزار بنحوه من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها، ولم أعرفها.
تخريجه:
هو في مسند البزّار كما في (الكشف 4/ 70).
ولفظه: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات، تريدون أن تنجوا، فلا تنجو وقال أحدهما يعني الحسن أو عبد الملك: فلا أدري، تنجوا أو لا تنجوا".
قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أبي الدرداء إلَّا من هذا الوجه، وغيره أصح إسنادًا منه، وفيه من الزيادة:"تريدون أن تنجوا" ولا نعلم أسنده عن شعبة إلَّا مسلم، ووافقه جماعة على أبي الدرداء. أهـ.
ورُوي من هذه الطريق موقوفًا، أخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 100): قال حدّثنا أبو عمر الحَوْضي، وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 312)، والعُقيلي (2/ 143) قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل، كلاهما: عن يحيى بن بُكير، كلاهما: عن شعبة، به. بلفظ قريب.
قال أبو حاتم: هذا أشبه، وموقوف أصح، وأصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث.
وبشواهده السابقة يرتقي هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3316 -
وقال عبد: حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيسان قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ من خشية الله تعالى، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الإِسلام وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الكفر". وقال صلى الله عليه وسلم: "لَا يَبْكِي عَبْدٌ فتقطر عيناه من خشية الله تعالى فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ [قَطْرُ السماء] (1) ". ويقال: قام صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ (2) حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وفي يده قطعة من [خبز](3)، فلما ذكر صلى الله عليه وسلم شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَقَالَ:"إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ [يَرَى أَنَّهُ] (4) كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ له عندي عِدَة؟ لا، فقال (5) سلمان الفارسي رضي الله عنه (6): أنا يا رسول الله فأعطاها (7) صلى الله عليه وسلم إياه (8)، وقالت بركة رضي الله عنها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تَحْتَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فاضت عيناه، وبكت بركة رضي الله عنها ونتفت رأسها، فزجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أتبكي يا رسول الله ونحن سكوت؟ قال صلى الله عليه وسلم: "[إن الذي رأيت مني رحمة لها، إنما أنا بشر](9)، إن المؤمن بمنزلة من الله تعالى صالحة، على عسر أو يسر".
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من المنتخب.
(2)
قوله "على المنبر": ساقط من نسخة (و) و (س).
(3)
في جميع النسخ: "خز"، والمثبت من المنتخب.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من المنتخب.
(5)
في نسخة (و) و (س): "فقام".
(6)
زاد في نسخة (و) و (س): "فقام".
(7)
في نسخة (و) و (س): "فأعطاه".
(8)
في نسخة (و) و (س): "إياها".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من المنتخب.
3316 -
تخريجه والحكم عليه:
تقدم في حديث رقم (3250).
3317 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، ثنا محمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ عبد الله الرُّومِيُّ. حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ هَارُونَ [بْنِ](1) أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ نَخِرٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ (2) فِيهَا مِنْ وَرَقٍ أَخْضَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ الله تعالى، وقعت عنه ذنوبه، وبقيت له حسناته".
(1) في جميع النسخ: "عن"، والمثبت من مسند أبي يعلى.
(2)
في نسخة (و): "ما كا"، بدون النون.
3317 -
[1] الحكم عليه:
الحديث بهذا السند، فيه موسى بن محمَّد، وشيخه محمَّد بن عمر، وهما ضعيفان، وفيه، هارون بن أبي الجوزاء، لم أجد من ترجم له، فأتوقف في الحكم عليه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 310)، ثم قال: رواه أبو يعلى من رواية هارون بن أبي الجوزاء عن العباس، ولم أعرف هارون، وبقية رجاله وثِّقوا، على ضعف في محمَّد بن عمر بن الرومي، ووثَّقه ابن حبّان.
وذكره البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 86 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، والبيهقيُّ بلفظ واحد بسند ضعيف، وكذا رواه البزّار، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب.
وقال العراقي: أخرجه الطبراني، والبيهقيُّ من حديث العباس بسند ضعيف.
(المغني مع الإحياء 4/ 163). =
= تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (12/ 60)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (1/ 492).
وذكره المحاسبي في التوبة (ص 67) عن العباس.
ورُوي شطره الأخير من وجه آخر عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها بسند صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2).
3317 -
[2][رواه الْبَزَّارُ](1) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها رضي الله عنهم مقتصرًا على قوله:"إذا اقشعر [جلد] (2) العبد من خشية الله تعالى، تحاتت عنه خطاياه، كما تحات عن الشجرة اليابسة ورقها".
(1) في الأصل: "رواه الترمذي"، والمثبت من باقي النسخ.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من كشف الأستار.
3317 -
[2] الحكم عليه:
إسناده صحيح، قاله الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 467).
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 310)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 74)، قال: حدّثنا محمَّد بن عقبة، ثنا عبد العزيز بن محمَّد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عن محمَّد بن إبراهيم، به.
قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ مرفوعًا إلَّا عن العباس، ولا له عن العباس إلَّا بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني: كما في الإصابة (13/ 281)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 387 أ)، وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 491)، كلاهما: من طريق ضِرار بن صُرَد، وأخرجه البيهقي أيضًا، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 56)، كلاهما: من طريق يحيى الحِمَّاني، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق أحمد بن حازم، ثلاثتهم: عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدي، به بلفظ قريب.
وأخرجه ابن منده: كما في الإصابة (13/ 281) من طريق الدَّراوَرْدي، به لكن جعله من مسند أم كلثوم بنت العباس. =
= قال الحافظ بعد أن ساق هذين الطريقين: وهو الصواب. أهـ. يعني الطريق الأولى.
وأخرجه ثابت في الدلائل: كما في الإِصابة (13/ 281) من طريق عُبيد الله بن أبي جعفر عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها.
وأخرجه أبو يعلى من طريق هارون بن أبي الجوزاء عن العباس مرفوعًا بمعناه، مع زيادة في أوله وهو الطريق السابقة برقم (1).
وقد رُوي معناه عن أُبَيِّ بن كعب من قوله أخرجه نُعيم في زوائد الزهد لابن المبارك (ص 21) واللفظ له، ومن طريق ابن المبارك كل من ابن أبي شيبة (14/ 6)، وأبي نُعيم في الحلية (1/ 252)، وابن الجوزي في الحدائق (1/ 542)، قال: أنا الربيع بن أنس عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قال: "
…
ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة، ذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله، إلَّا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها، فهي كذلك إذ أصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها، إلَّا حط الله عنه خطاياه، كما تحات عن تلك الشجرة ورقها
…
".
وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 246)، عن أبي العالية، به.
3318 -
وقال أبو يعلي: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب (1) الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحير قال: سمعت [عبد الرحمن بن يزيد](2) رضي الله عنه يقول: سمعت عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: "لَا تنسوا العظيمتين (3) ". قلنا: يا رسول الله، وما العظيمتان (4)؟ قال صلى الله عليه وسلم:"الجنة والنار". فذكر ما ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أو بَلَّ الدمع جانبي لحيته صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ (5):"وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصعيد فحثيتم على رؤوسكم التراب".
(1) قوله "شَبيب": ساقط من نسخة (و).
(2)
في جميع النسخ: "عبد الله بن زيد"، والمثبت من مصادر التخريج، وكتب الرجال.
(3)
في نسخة (و) و (س): "العظيمين".
(4)
في نسخة (و) و (س): "وما العظيمان".
(5)
قوله صلى الله عليه وسلم ثم قال: في نسخة (و) و (س): "ثم قال صلى الله عليه وسلم".
3318 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه أيوب بن شَبيب وهو يخطئ.
وذكره المنذري في الترغيب (4/ 457)، ونسبه لأبي يعلى.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه:
أخرجه من طريق أبي يعلى: أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 26)، وذكر شطره الأول فقط، دون شطره الثاني وهو قوله: "فذكر ما ذكر حتى بكى
…
". =
= وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (1/ 417) قال: قال إسحاق، به وذكر أوله.
ولفظه: "لا تنسوا العظيمين: الجنة والنار".
وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 164) من طريق أيوب بن سالم قال: حدّثنا أبو يزيد أيوب بن شَبيب الصنعاني، به بلفظ قريب.
ويشهد له ما يلي:
1 -
حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لا تدرون، تنجون أو لا تنجون".
أخرجه العقيلي (2/ 142) وآخرون بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3315 [1]).
2 -
حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "والذي نفس محمَّد بيده، لو رأيتم ما رأيت، لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا". قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: "رأيت الجنة والنار".
أخرجه الإمام مسلم (1/ 320).
وبهذين الشاهدين يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره.