المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌57 - باب النهي عن التنطع - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌57 - باب النهي عن التنطع

‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

3265 -

[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [مِسْعَر](1) قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ (2) مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا، فَحَلَفَ لِي أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "وَالَّذِي (3) لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان أشد خوفًا (4) من أبي بكر رضي الله عنه، وإني لأرى عمر رضي الله عنه كان أشد خوفًا عليهم، [أوْ لَهُمْ] (5)؟ ".

فَأَقَرَّ بِهِ [أَبُو أُسَامَةَ](6) وَقَالَ: نَعَمْ.

[2]

وَقَالَ أبو بكر: حدّثنا أبو أسامة، بِهِ.

[3]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، به (7).

(1) في جميع النسخ: "مَعشَر"، والتصويب من كتب التراجم، والحديث.

(2)

في نسخة (س): "لي".

(3)

في نسخة (س): "والله الذي".

(4)

قوله "كان أشد خوفًا": ساقط من نسخة (و).

(5)

في جميع النسخ: "ولهم"، والمثبت من مصادر التخريج.

(6)

في الأصل، ونسخة (س):"أسامة"، والنقل من نسخة (و).

(7)

هو في مسند أبي يعلى (8/ 437).

ولفظه: "وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كان أشد عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا رأيت أحدًا أشد عليهم بعده من أبي بكر، وإني لأظن عمر كان أشد أهل الأرض خوفًا عليهم، أو لهم".

ص: 589

3265 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد رواته ثقات، لكنه ضعيف؛ لانقطاعه، عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه هذا الأثر.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 251)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجالهما ثقات.

وذكره البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ورواته ثقات.

ص: 590

تخريجه:

أخرجه الدارمي (1/ 65)، قال: أخبرنا محمَّد بن قدامة، وأبو يعلى (8/ 437) من طريق ابن أبي شيبة، كلاهما: عن أبي أسامة به، بلفظ قريب.

ولفظ الدارمي: "والذي لا إله إلّا هو، ما رأيت أحدًا كان أشد عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وما رأيت أحدًا كان أشد عليهم مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي لَأَرَى عُمَرَ كَانَ أشد خوفًا عليهم، أو لهم".

وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 216) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، به وذكر أوله.

ولفظه: "والله الذي لا إله غيره، ما رأيت أحدًا أشد عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".

ويشهد لأوله حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون". قالها ثلاثًا.

أخرجه الإمام مسلم (4/ 2055).

ص: 590

3266 -

وقال إسحاق: أخبرنا عَمرو بْنُ محمَّد، وعُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة الرَّبَذي (1) عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيدة، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نُقْرِىءُ بعضنا بعضًا، فقال صلى الله عليه وسلم:"الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ والأسود، اقرأوا ثلاث مرات من قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه كما يقام السهم، يتعجلونه ولا يتأجلونه".

* هذا إسناد ضعيف.

(1) في نسخة (س): "الزيدي".

ص: 591

3266 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف كما قال الحافظ هنا في المطالب، آفته موسى بن عُبيدة.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حُميد بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة الرَّبذي.

ص: 591

تخريجه:

أخرجه عبد في المنتخب (1/ 419)، قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، به بلفظ قريب.

ولفظه: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نُقْرِىءُ القرآن، يقرىء بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ واحد، وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود. ثم قال: اقرأوا، اقرأوا، اقرأوا، قبل أن يأتي أقوام يقيمون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه".

وأخرجه ابن المبارك (ص 280)، وفي المسند (ص 21)، والطبراني في الكبير =

ص: 591

= (6/ 206) من طريق سفيان، وعبد الرحيم بن سليمان فرقهما، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 539) من طريق روح بن عبادة، أربعتهم: عن موسى بن عُبيدة، به بلفظ قريب.

وأخرجه أبو عُبيد بن سَلَّام في فضائل القرآن (ص 28)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 245)، قال: حدّثنا أبو قدامة عُبيد الله بن سعيد، وعنه ابن عَدي (4/ 132)، ومن طريق الفريابي البيهقي في الشعب (2/ 539)، كلاهما: عن إسحاق بن سليمان، عن موسى بن عُبيدة، به بنحوه.

ولفظ أبي عبيد: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نقترىء، يقرىء بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ عز وجل واحد، فيه الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه".

وقوله: "كما يقام القدح"، القدح هو السهم الذي يرمى به عن القوس، فالسهم إذا قُوِّمَ يسمى قدحًا، ثم يراش، ويركب نصله فيسمى سهمًا (انظر النهاية 4/ 20).

وأعاد تخريجه أبو عُبيد بن سَلَّام في (ص 106) بنحوه، دون أوله.

ولفظه: "اقرأوا القرآن، قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه".

وتابع عبد الله بن عُبيدة على رواية هذا الحديث: وفاء بن شُريح، أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (8/ 256)، وفي الثقات (5/ 498)، والطبراني في الكبير (6/ 207)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1462)، من طريق عَمرو بن الحارث عن بكر بن سَوادة، عن وفاء بن شُريح، عن سهل بن سعد، فذكره بنحوه.

وسقط من إسناد ابن حبّان في الثقات: بكر بن سَوادة. =

ص: 592

= ولفظ ابن حبّان: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نقترىء، فقال:"الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر والأبيض والأسود، اقرؤه، قبل أن يقرأه أقوام يقوّمونه كما تقوَّم السهام".

وسنده ضعيف؛ لحال وفاء بن شُريح، وهو الحضرمي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 581).

وأخرجه أبو داود (1/ 220)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 545)، وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 69) من طريق عَمرو بن الحارث، وابن لَهيعة عن بكر بن سَوادة، به بنحوه.

وابن لَهيعة ضعيف.

وأخرجه أبو عُبيد بن سَلَّام في فضائل القرآن (ص 28)، وأحمد (5/ 338)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 261) من طريق ابن لَهيعة عن بكر، به بمعناه دون القصة.

ولفظ أحمد: "فيكم كتاب الله يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم، ويقوَّمونه كما يقوم السهم، فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه".

ورواية ابن لَهيعة هذه أخرجها أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 28)، وأحمد (3/ 146، 155)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 244)، إلَّا أنه جعله من مسند أنس بن مالك، لا من مسند سهل بن سعد، ولعل ذلك من أوهامه رحمه الله، فإنه معروف بسوء الحفظ.

ويشهد لحديث الباب ما يلي:

1 -

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أخرجه أحمد (3/ 397)، وأبو داود (1/ 220) واللفظ له، والفريابي في فضائل القرآن (ص 244)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 538) من طريق حُميد الأعرج عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ =

ص: 593

= عبد الله قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال:"اقرأوا، فكلٌّ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه".

وسنده حسن؛ لحال حُميد الأعرج، وهو ابن قيس، قال الحافظ: ليس به بأس (التقريب ص 182).

وتابعه أسامة بن زيد الليثي عن محمَّد بن المُنكَدِر، أخرجه أحمد (3/ 357)، وأحمد بن مَنيع: كما في الإتحاف (ق 126 ب فلم)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 538) من طريقين.

وأسامة هذا هو الليثي، قال الحافظ: صدوق يهم (التقريب ص 98)، فهذه الطريق ضعيفة لأجله، وترتقي إلى مرتبة الحسن لغيره بمتابعة حُميد الأعرج.

وأخرجه عبد الرزاق (3/ 382)، واللفظ له، وابن أبي شيبة (10/ 480)، قال: حدّثنا وكيع، كلاهما: عن سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن المُنْكَدِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على قوم يقرأون القرآن، فقال:"اقرأوا، فكلٌّ كتاب الله، قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، ويتعجلونه ولا يتأجلونه".

وسنده رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل.

2 -

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا، وينظر في الريش فلا يرى شيئًا، ويتمارى في الفُوق".

أخرجه البخاريُّ (فتح 9/ 99).

و"الفُوق" هو موضع الوتر من السهم (انظر النهاية 3/ 480).

3 -

حديث عِمران بن حُصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: "من قرأ =

ص: 594

= القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن، يسألون الناس، به".

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 480) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 533) من طريق خيثمة عن الحسن، عن عِمران بن حُصين، به.

وسنده ضعيف، خيثمة هو ابن أبي خيثمة، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 197)، والحسن لم يسمع من عِمران رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 38).

وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 595

3267 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَر عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّة، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فترته إلى القصد، فَنِعِمَّ ما هُوَ (1)، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ، فَأُولَئِكَ بور"(2).

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّار، ثنا أبو مَعْشَر بهذا.

(1) زاد في نسخة (و): "فيه".

(2)

في نسخة (و): "يبور".

ص: 596

3267 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف أبي مَعْشَر.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 168)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه، أبو مَعْشَر نَجيح، وهو ضعيف يعتبر بحديثه.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 178 أ) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى بسند ضعيف؛ لضعف أبي مَعْشَر، واسمه نَجيح بن عبد الرحمن.

وأعاد ذكره (3/ 102 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وعنه ابن حبّان في صحيحه.

ص: 596

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى (11/ 434) قال: حدّثنا محمَّد بن بكار، والخطابي في غريب الحديث (1/ 198) من طريق سعيد بن منصور، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 534) من طريق أحمد بن يونس، ثلاثتهم: عن أبي مَعْشَر، به بلفظ قريب.

ولفظ أبي يعلى: "إن لهذا القرآن شِرَّة، وللناس عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْقَصْدِ، فَنِعِمَّا هي، ومن كانت فترته إلى الإعراض، فأولئك هم بور".

وأخرجه الترمذي (4/ 548) واللفظ له، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 89)، =

ص: 596

= وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 281)، وتمام في الفوائد (2/ 29) من طريق ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قال:"إن لكل شيء شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فإن كان صاحبها سدد وقارب، فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع، فلا تعدوه".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

قلت: بل ضعيف؛ لعنعنة ابن عجلان، وهو محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 44).

ويشهد له الحديث المتقدم برقم (3196)، والشواهد المذكورة في تخريجه عن عبد الله بن عَمرو، وجَعْدة بن هُبيرة، وابن عباس، وعائشة، ومجاهد، وبها يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، وبالله التوفيق.

ص: 597

58 -

باب كراهة (1) البناء فوق الحاجة

3268 -

قال الطيالسي: حدّثنا حماد بن سلمة عن شُعيب بن [الحَبْحاب](2)، عن أبي العالية، قال: إن العباس رضي الله عنه، بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اهْدِمْهَا". فَقَالَ: أَوْ أَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "اهدمها". ثلاثًا.

(1) في نسخة (و) و (س): "كراهية".

(2)

في جميع النسخ: "المنهال"، والمثبت من مصادر التخريج، وكتب التراجم.

ص: 598

3268 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لانقطاعه، أبو العالية لم يسمع من العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 112)، وسأل أباه عن هذا الحديث فقال: مرسل.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 21)، ثم قال: رواه أبو داود في المراسيل، والطبراني في الكبير، واللفظ له، وهو مرسل، جيد الإسناد.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 70)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. =

ص: 598

= وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي.

وقال العراقي: منقطع. (المغني مع الإحياء 4/ 235).

ص: 599

تخريجه:

أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 395) من طريق الطيالسي بمعناه.

ولفظه: بني العباس غرفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألقها". قال: أُنفِق مثل ثمنها في سبيل الله؟ قال: "ألقها". ثلاثًا.

وأخرجه ابن المبارك في البر والصلة (ص 180) قال: أخبرنا حماد بن سلمة به، بمعناه.

وسقط من إسناده قوله: عن أبي العالية.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 20)، وأبو حاتم كما في علل ابنه (2/ 112)، كلاهما: عن عفَّان بن مسلم، وأبو داود في المراسيل (ص 196) قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما: عن حمَّاد بن سلمة به، بمعناه.

ولفظ ابن سعد: أن العباس ابتنى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ألقها". قال العباس: أوَ أُنفِق مثل ثمنها في سبيل الله؟ قال: "ألقها".

ورواه أسد بن موسى كما في علل ابن أبي حاتم (2/ 112) عن حمَّاد بن سلمة به، بمعناه، لكن جعله من مسند العباس، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 415).

قال أبو حاتم: هذا خطأ. أهـ. ثم أخرجه بسنده مرسلًا، وهو طريق الباب.

ص: 599

3269 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا محمَّد بْنُ أَبِي زكريا، عن [أبي عمار](1)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في جانب من دور الأنصار رضي الله عنهم، فرفع رأسه فأبصر قبَّة مبنية، فقال صلى الله عليه وسلم:"يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ القبَّه؟ " فَقُلْتُ: لِفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَّا بناء كِفاف". فبلغ ذلك الرجل الأنصاري رضي الله عنه، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَتِ القبَّه؟ " قُلْتُ: بَلَغَ صاحبها قولك فكسرها. قال صلى الله عليه وسلم: "غفر الله له".

(1) في جميع النسخ: "عمار"، والمثبت من علل ابن أبي حاتم (2/ 102).

ص: 600

3269 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته أبو عمار زياد بن ميمون، وفيه محمَّد بن أبي زكريا وهو مجهول.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لجهالة محمَّد بن أبي زكريا.

ص: 600

تخريجه:

ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/ 87)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 102)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 490) عن مروان بن معاوية به.

وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 247) قال: حدّثنا علي بن الفضل الكرابيسي، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ محمَّد بْنِ أبي بكر الثقفي، عن عامر -يعني الشَّعبي- عن أنس قال: فذكره مختصرًا.

ولفظه: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإذا هو بقبَّه، قال: يا أنس، لمن هذه القبة؟ قلت: =

ص: 600

= لفلان، فقال:"كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَّا أن يُعَمَّرَ بيتًا"، فبلغ ذلك الأنصاري فهدمها.

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن الشعبي، عن أنس، إلَّا بهذا الإسناد.

قلت: وقوله: عن محمد بن أبي بكر الثقفي، عن عامر الشعبي، لعله من تحريف النساخ، والصواب: محمَّد بن أبي زكريا عن عمار، كما في طريق الباب، والله أعلم.

وأخرجه أبو داود (4/ 360)، وأبو يعلى (7/ 308)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 416)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 390)، من طريق أبي طلحة الأسدي عن أنس بن مالك، فذكره بمعناه مطولًا.

ولفظ أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرخ فرأى قبَّة مشرفة، فقال:"ما هذه؟ "، قال له أصحابه: هذه لفلان، رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عليه في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: خرج فرأى قبَّتك، قال: فرجع الرجل فهدمها حتى سوَّاها بالأرض، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها، قال:"ما فعلت القبة" قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه، فهدمها، فقال:"أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلَّا ما لا، إلا ما لا". يعني ما لا بد منه.

قال العراقي في المغني (4/ 235): أخرجه أبو داود من حديث أنس بإسناد جيد.

قلت: كلا، لحال أبي طلحة الأسدي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 651)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف.

وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (1/ 87)(8/ كنى 45)، وأحمد (3/ 220) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 390) من طريق شَريك عن =

ص: 601

= عبد الملك بن عُمير، عن أبي طلحة، عن أنس قال: فذكره بمعناه.

ولفظ أحمد: مررت مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طريق من طرق المدينة، فرأى قبّة من لَبِن، فقال:"لمن هذه؟ فقلت: لفلان. فقال: أما إن كل بناء هَدٌّ على صاحبه يوم القيامة، إلَّا ما كان في مسجد، أو في بناء مسجد -شك أسود- أو أو أو". ثم مرّ فلم يلقها، فقال:"ما فعلت القبَّه؟ " قلت: بلغ صاحبها ما قلت، فهدمها. قال: فقال: "رحمه الله".

وإسناده ضعيف، فيه شَريك هو ابن عبد الله النَّخَعي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا (التقريب ص 266)، وعبد الملك بن عُمير مدلس، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة، (انظر طبقات المدلسين ص 41) وقد عنعن، وفيه أبو طلحة، هو الأسدي، وهو مقبول. (التقريب ص 651).

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1393) والطبراني في الأوسط كما في المجمع (4/ 69)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 370) من طريق عيسى بن عبد الأعلي بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فذكره بمعناه.

قال المنذري في الترغيب (3/ 20): إسناد جيد. وقال الهيثمي: رجاله ثقات.

قلت: عيسى هذا، قال الذهبي: لا يكاد يعرف (الميزان 3/ 315) فالإسناد لأجله ضعيف، ولعله رواه عن أبي طلحة الأسدي، فأخطأ، فقال: عن إسحاق بن أبي طلحة.

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 391)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 590) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس رضي الله عنه، قال: فذكره بمعناه.

وأبو حمزة هو البصري: عبد الرحمن بن عبد الله، جار شعبة، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 345)، وقيس بن الربيع هو الأسدي، قال الذهبي: صدوق سيء الحفظ (المغني 2/ 526).

وأخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 139)، والضياء في المختارة =

ص: 602

= (6/ 140)، كلاهما: من طريق عطاء بن جَبَلة، ثنا الأعمش عن زيد بن وهب، عن أنس قال: فذكره بمعناه.

وعطاء بن جَبَلة ضعيف، ذكره الذهبي في المغني (2/ 433) ونقل عن أبي حاتم قوله: ليس بالقوي.

ويشهد لقوله: "كل بناء وبال على صاحبه .. " ما يلي:

أخرج الطبراني في الكبير (22/ 55) من طريق هانئ بن المتوكل الإسكندراني، ثنا بَقِيَّه بن الوليد عن الأوزاعي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كل بنيان وبال على صاحبه إلَّا ما كان هكذا -وأشار بكفه- وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلَّا من عمل به".

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 164)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه هانئ بن المتوكل، قال ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج به بحال.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لحسنه (فيض القدير 5/ 15).

وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 614): ضعيف جدًا. اهـ. وهو كما قال.

وأخرج هنَّاد (2/ 374)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (4/ 230) من طريق أبي حمزة عن إبراهيم قال: قال عبد الله: "كل نفقة ينفقها العبد، فإنه يؤجر عليها، غير نفقة البناء، إلَّا بناء مسجد يراد به وجه الله"، قال: فقلت لإبراهيم: أرأيت إن كان بناءً كِفافًا؟ فقال: "إذا كان كفافًا، فلا أجر، ولا وزر".

وأخرجه الترمذي (4/ 561) من طريق أبي حمزة عن إبراهيم النَّخَعي قال: "البناء كله وبال". قلت: أرأيت ما لا بد منه؟ قال: "لا أجر ولا وزر".

وسنده ضعيف، لحال أبي حمزة، وهو ميمون الأعور، قال الحافظ: ضعيف.

(التقريب ص 556).

ص: 603

59 -

باب كراهة (1) سُكْنَى الْبَادِيَةِ، وَالزَّجْرِ عَنِ الْعُزْلَةِ بِغَيْرِ سَبَبٍ

3270 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، [عَنِ يونس](2)، ثنا معمر عن موسى بن [شيبة](3) رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ".

* هَذَا مُرْسَلٌ ضعيف الإسناد.

(1) في نسخة (س): "كراهية".

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من مراسيل أبي داود.

(3)

في جميع النسخ: "أبي سعيد الخدري"، والنقل من مصادر التخريج، وكتب الرجال.

ص: 604

3270 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد مرسل ضعيف الإسناد كما قال الحافظ رحمه الله هنا، لوجود موسى بن شيبة.

وذكر البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، هذا الحديث والحديث القادم برقم (3271)، ثم قال: رواهما إسحاق بن راهويه، والأول مرسل ضعيف، والثاني موقوف صحيح. =

ص: 604

= تخريجه:

أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 127) قال: حدّثنا مهدي بن حفص، ثنا عيسى بن يونس به، بلفظه.

وذكره المِزي في تحفة الأشراف (13/ 403)، ونسبه لأبي داود في المراسيل، وساق إسناده.

وذكره أيضًا في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1387) عن موسى بن شيبة، ونسبه أيضًا لأبي داود في المراسيل، ووافقه العلائي في المراسيل (ص 288).

وذكره الحافظ في التهذيب (10/ 311) عن موسى بن شيبة، ولم ينسبه لمخرجه.

وبشهد لمعناه قول إياس بن معاوية: "البداوة شهران، فما زاد، فهو تعرّب".

وسنده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وسيأتي برقم (3271).

وبهذا الشاهد يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 605

3271 -

أخبرنا (1) عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ إياس بن معاوية بن قرة رضي الله عنه، قال:"البداوة شهران، فما زاد، فهو تعرُّب".

* هذا موقوف صحيح (2).

(1) القائل هو: إسحاق رحمه الله في مسنده.

(2)

قوله "صحيح": ساقط من نسخة (و).

ص: 606

3271 -

الحكم عليه:

هذا إسناد موقوف صحيح، رجاله كلهم ثقات، كما قال الحافظ هنا.

وانظر درجة الحديث السابق برقم (3270).

ص: 606

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) من طريق سفيان عن خالد به، بلفظه.

وسقط من سنده: إياس بن وجاء في آخر متنه: "فهو حرب". وهو تحريف.

والصواب: "فهو تعرب"، كما في لفظ الباب.

ويشهد له حديث موسى بن شيبة: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فهي أعرابية".

وإسناده مرسل ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث الماضي برقم (3270).

ص: 606

3272 -

[1] وقال أبو بكر: حدّثنا شَريك عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَدَا جَفَا".

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (1).

(1) إسناده ضعيف. هو في مسند أبي يعلى (3/ 215).

ص: 607

3272 -

الحكم عليه:

هذا الإسناد ضعيف، لوجود شَريك بن عبد الله، وشيخه الحسن وهما صدوقان يخطئان.

وقد خولف شَريك فيه، وهو لا يحتج بحديثه إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ حتى إن الإمام البخاريُّ رحمه الله لم يعد حديثه هذا محفوظًا، قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 829): سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: إنما يَروي هذا الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ويقولون: عن أبي حازم، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وكأنه لم يعد حديث شَريك محفوظًا.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 254)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.

وفي (8/ 104)، ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النَّخَعي، وهو ثقة.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ورجاله ثقات.

وذكره البوصيري أيضًا (2/ 134 ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي، واللفظ له، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو داود، وابن حبّان في صحيحه.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأحمد عن البراء، ورمز لحسنه (فيض القدير 6/ 94). =

ص: 607

= وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1055)، وقال: صحيح.

ص: 608

تخريجه:

أخرجه عن أبي بكر أحمد وابنه عبد الله (4/ 297)، وأبو يعلى (3/ 215).

وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (2/ 829) قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى، والدارقطني في العلل (8/ 241) من طريق عباد بن يعقوب، كلاهما عن شَريك به، بلفظه.

قلت: هذا الحديث مداره على الحسن بن الحكم النَّخَعي، واختلف عليه فيه من ثلاثة أوجه:

1 -

فمرَّة يُروى عنه، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب.

2 -

ومرَّة يُروى عنه، عن عَدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.

3 -

ومرَّة يُروى عنه، عن عَدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة.

أما الوجه الأوّل، فرواه عنه شَريك النَّخَعي، وهو ضعيف، وتقدم ذكر من أخرج روايته.

وأما الوجه الثاني، فرواه عنه إسماعيل بن زكريا، وهو الخُلْقاني، قال الحافظ: صدوق يخطئ قليلًا (التقريب ص 107)، أخرجه أحمد (2/ 371)، والبزار كما في الكشف (2/ 245)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 233)، وابن عَدي (1/ 318)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 47)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 101)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 222)، يزيد بعضهم على بعض في اللفظ.

ولفظ أحمد: "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربًا، إلَّا ازداد من الله بعدًا".

قال البزّار: والحسن بن الحكم ليس بالحافظ، وقد رواه شَريك عَنِ الْحَسَنِ بْنِ =

ص: 608

= الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ.

وقال ابن حبّان -بعد أن ذكر معه حديثًا آخر-: هذان الخبران بهاتين اللفظتين باطلان.

وقال ابن عَدي: هذا الحديث لا أعلم يَرويه غير إسماعيل بن زكريا.

قلت: بل رواه عدد غيره، فلم ينفرد بالإسناد.

وقال البيهقي في الشعب وبنحوه في السنن الكبرى: والمحفوظ ما رواه أبو داود في كتاب "السنن" عن محمد بن عيسى، نا محمد بن عُبيد، نا الحسن بن الحكم النَّخَعي عن عَدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمعناه.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 246)، وسأل أباه عنه، فقال: كذا رواه، ورواه غيره عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بْنِ ثابت، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه.

وأما الوجه الثالث، فرواه عنه غير واحد من أصحابه، هم: يعلي بن عُبيد الطَّنَّافسي، وهو ثقة، ومحمد ابن عُبيد الطَّنَّافسي، وهو ثقة يحفظ، وعيسى بن يونس السَّبيعي، وهو ثقة مأمون، وحاتم بن إسماعيل، لعلَّه المدني، صحيح الكتاب، صدوق يهم (التقريب ص 609، 495، 441، 144)، أخرجه إسحاق (1/ 394، 395) عن عيسى بن يونس، ويعلي بن عُبيد -فرقهما- وأحمد (2/ 440)، عن يعلى، ومحمد ابنا عُبيد الطَّنَّافسي، وأبو داود (3/ 111)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 48) من طريق محمَّد بن عُبيد الطَّنَّافسي، وأخرجه التبريزي في النصيحة (ص 63) من طريق حاتم بن إسماعيل بألفاظ متقاربة.

ولفظ إسحاق: "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من سلطان قربًا، إلَّا ازداد من الله بعدًا".

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 246)، ثم قال: لم أجده في نسختي من =

ص: 609

= أبي داود، رواه أحمد، والبزار، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، خلا الحسن بن الحكم النَّخَعي، وهو ثقة.

قلت: ومما تقدم يتضح أن أرجح الأوجه هو الوجه الثالث، وذلك لعدة أمور:

1 -

أن رواته جمع.

2 -

أن معظمهم من الثقات.

3 -

أن الوجه الأوّل قد ضُعِّف، كما تقدم في كلام البخاريُّ، كما ضُعِّف الوجه الثاني بما يُفهم من كلام البزّار، وابن عَدي، ويلتقي هذا الترجيح مع ترجيح أبي حاتم، والبيهقيُّ، كما تقدم، والله أعلم.

ويشهد له حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم، كما يلي:

1 -

حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) واللفظ له، والطبراني في الكبير (11/ 56) ومن طريقه التبريزي في النصيحة (ص 62) من طريق سفيان عن أبي موسى، عن ابن مُنَبِّه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ بَدَا جَفَا، ومن أَتبع الصيد غفل".

زاد الطبراني: "ومن أتى السلطان افتتن".

قال التبريزي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائيُّ في كتبهم من حديث سفيان الثوري.

وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1055)، وعزاه للطبراني عن ابن عباس، وقال: صحيح.

وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (8/ كنى 70)، وأحمد (1/ 357)، وأبو داود (3/ 111)، والترمذي (4/ 454)، والنسائيُّ (7/ 195)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 72) من طريق سفيان الثوري به، بلفظ قريب.

ولفظ البخاريُّ: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن اتبع السلطان افتتن". =

ص: 610

= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلَّا من حديث الثوري.

وقال أبو نُعيم: رواه أبو نُعيم، وأبو قرَّة عن سفيان نحوه، وأبو موسى هو اليماني، لا نعرف له إسمًا.

وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (2/ 5 ب): أبو موسى هذا لا يعرف ألبتة، ولم يزد ذاكروه على ما في هذا الإسناد

ولهذا الحديث طريقًا أحسن من هذا، وهو حديث أبي هريرة

أهـ.

وقال أحمد شاكر في شرح المسند (5/ 123): إسناده صحيح.

وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1079)، ونسبه لأحمد، وأبي داود، والترمذي، والنسائيُّ عن ابن عباس، وقال: صحيح.

قلت: حديث ابن عباس هذا ضعيف، لحال أبي موسى، وهو اليماني، قال الحافظ: مجهول (التقريب 677).

وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 333) من طريق عُبيد الله بن عمر القواريري قال: حدّثنا عبد الله بن سلمة الأفطس قال: حدّثنا سفيان الثوري عن أيوب بن موسى، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَدَا جَفَا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان، عن أيوب بن موسى، إلَّا عبد الله بن سلمة، تفرد به القواريري، ورواه أبو نُعيم والناس عن سفيان، عن أبي موسى اليماني.

قلت: وهذه الطريق ضعيفة جدًا، لوجود عبد الله بن سلمة الأفطس، قال الذهبي: تركوه. (المغني 1/ 341).

وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 47) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، نا يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: =

ص: 611

= قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن".

قال البيهقي: تفرد به يحيى بن صالح بإسناده.

قلت: وهو ضعيف، قال الذهبي: روى عنه يحيى بن بكير مناكير (المغني 2/ 737)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف.

2 -

حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الخطيب البغدادي في الموضح (2/ 385) من طريق محمَّد بن موسى بن يزيد السامي، حدّثنا محمَّد بن جامع -يعني العطار- حدّثنا عثمان بن محمَّد القرشي، حدّثنا سليمان بن أبي داود عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تبدوا، فإن في البدو الجفاء، يد الله على الجماعة، ولا يبالي شذوذ من شذ".

وسنده مسلسل بالعلل، محمد بن موسى هو محمد بن يونس الكُدَيمي، بالتصغير، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 515)، وفيه محمَّد بن جامع، وهو ضعيف أيضًا (انظر المغني 2/ 562)، وفيه عثمان بن محمَّد القرشي، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم دون جرح أو تعديل (التاريخ الكبير 6/ 250، الجرح 6/ 165)، وسليمان بن أبي داود لعلَّه الحَرَّاني، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا. وقال أبو زرعة: كان لين الحديث (الجرح 4/ 115)، وعطاء بن أبي رباح لم يسمع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 155).

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 612

(126)

وحديث عَسْعَس بن سلامة مضى في الجهاد (1)

(1) تقدم في باب فضل الرباط وفضله على العبادة، حديث رقم (1952).

ص: 613

3273 -

[1] وقال أبو يعلى: حدّثنا [ابن](1) عبد الله بن بدر بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ [ابن الْأَطْوَلِ](2)، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن سعد يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بتُسْتَر يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دخوله، والثاني، ويخرج في الثالث، فيقولون [له] (3): لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أو سمعته ينهى عن [التناءة] (4)، فَمَنْ (5) أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ (6) ثَلَاثًا، فَقَدْ [تَنَا] (7)، وأنا أكره أن أقيم".

[2]

وقال الحسن بن سفيان في مسنده: حدّثنا واصل بن عبد الله بن بدر، حدثني أبي عبد الله بن بدر به.

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من مسند أبي يعلى.

(2)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، وفي نسخة (و): الأطولي، وعلق في هامشها بقوله:"كذا"، وفي نسخة (س):"الأطول"، والمثبت من مسند أبي يعلى.

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من مسند أبي يعلى.

(4)

في الأصل: "التاوة"، وفي نسخة (و) و (س):"الثناوة". والنقل من مسند أبي يعلي.

(5)

في نسخة (و): "فما".

(6)

قوله "الخراج": ساقط من نسخة (و) و (س).

(7)

في جميع النسخ: "ثنا"، والنقل من مسند أبي يعلى.

ص: 614

3273 -

الحكم عليه:

أتوقف في الحكم على هذا الحديث، فيه عبد الله بن بدر، وعبد الله بن سعد، لم أقف لهما على ترجمة.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 254)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه جماعة لم أعرفهم.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. أهـ. ثم ضبط وشرح معنى لفظة "التناوة". =

ص: 614

= تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (3/ 81)، وأخرجه أيضًا في المفاريد (ص 35) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن سعد تعليقًا (7/ 40) عن واصل بن عبد الله به، بلفظه.

وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 50 أ) قال: حدّثنا موسى بن هارون، والطبراني في الكبير (6/ 47) قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 277 أ) من طريق الحسن بن سفيان، وفي -خ- (1/ 277 ب) من طريق أبي بكر البزّار، أربعتهم: عن واصل بن عبد الله به، بلفظ قريب.

ولفظ الطبراني: كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه بتُسْتَر، فيزورهم، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ، فيقال له: لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الثناوة، فمن أقام ببلاد الخراج، فقد ثنا"، وأنا أكره أن أقيم.

ص: 615

3273 -

[3] وقال أبو نُعيم: حدّثنا أَبُو عَمرو محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الحسن به.

ص: 616

3373 -

[3] الحكم عليه:

أتوقف في الحكم عليه، فيه عبد الله بن بدر وعبد الله بن سعد لم أقف لهما على ترجمة.

وانظر درجة الطريق السابق برقم (1).

ص: 616

تخريجه:

هو في معرفة الصحابة لأبي نُعيم -خ- (1/ 277 أ).

ولفظه: كان عبد الله بن سعد يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بتُسْتَر، يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دخوله، والثاني، ويخرج في الثالث، فيقال له: لو أقمت؟، فيقول: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ينهى عن التناوة، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثًا، فقد ثنا"، وأنا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ.

ص: 616