الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ
1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3321 -
قال إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا النَّضْر بْنُ شُميل، أنا أَبُو قُرَّة هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: "ذُكِرَ لِي أَنَّ الدُّعَاءَ يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى يصلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3321 -
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه أبو قُرَّة الأسدي، وهو مجهول.
وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنّ لفظه لا يدرك بنظر، قال السخاوي في القول البديع (ص 321) بعد أن ذكره: والظاهر أن حكمه حكم المرفوع، لأنّ مثل هذا لا يقال من قبل الراوي، كما صرح به جماعة من أئمة أهل الحديث والأصول.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا بسند الصحيح، إلا أبا قُرَّة الأسدي، فإني لم أر من تكلم فيه بعدالة ولا جرح، لكن أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
وقال الشيخ الألباني: ضعيف موقوف (الإرواء 2/ 177). =
= تخريجه:
ذكره السخاوي في القول البديع (ص 320)، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه.
وأخرجه من طريق المصنِّف الإسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام لابن القيم (ص 28)، وابن بَشْكَوال: كما في القول البديع للسخاوي (ص321).
قال الإسماعيلي: سواء.
قال ابن القيم: يريد به أن حديث الصلاة
…
يحتمل الرفع ويحتمل الوقف على السواء.
وقال السخاوي: في سنده من لا يعرف، وقد أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده من لا يعرف أيضًا.
وأخرجه الترمذي (2/ 356) قال: حدّثنا أبو داود سليمان بن سَلْم المصاحفي البلخي، أخبرنا النَّضْر بن شُميل، به، بلفظ قريب.
وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 255) قال: حدّثنا محمَّد بن فُضيل بإسناده عن سعيد بن المسيّب به، بلفظ قريب.
وتُوبع أبو قُرَّة الأسدي على رواية هذا الأثر كما في تفسير ابن كثير (3/ 521)، فرواه أيوب بن موسى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطّاب.
وأيوب هذا، ذكره الذهبي في المغني (1/ 98) فقال: أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن بعض التابعين مجهول.
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 66)، من طريق عَمرو بن مسافر، حدثني شيخ من أهلي قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: "ما من دعوة لا يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قبلها، إلَّا كانت معلقة بين السماء والأرض".
وسنده مع أنه مقطوع ضعيف، من أجل الشيخ الذي لم يسمّ، ولوجود عَمرو بن مسافر. (انظر الميزان 3/ 223 وفيه عمر بن مساور).
ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا، قال ابن القيم في جلاء =
= الأفهام (ص 27) بعد أن ساق رواية الترمذي المذكورة قريبًا: هكذا رواه موقوفًا
…
وقد رُوي حديث الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حديث معاذ بن الحارث، عن أبي قُرَّة مرفوعًا لكنه لا يثبت، والموقوف أشبه، والله أعلم.
وقال ابن القيم أيضًا (ص 60): وقد رُوي مرفوعًا، والموقوف أصح.
قلت: رواية الرفع هذه أخرجها رُزين بن معاوية في كتابه كما في تفسير ابن كثير (3/ 522) بلفظ: "الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد، حتى يُصَلَّى عليّ، فلا تجعلوني كغمر الراكب، صلوا عليّ أول الدعاء وآخره وأوسطه".
وهذه الزيادة وهي قوله: "فلا تجعلوني
…
" إنما تُروى عن جابر بن عبد الله، وقد ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الحديث القادم برقم (3324).
ويشهد له ما يلي:
1 -
أثر علي رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 408) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 216)، من طريق أبي إسحاق عن الحارث، وعاصم بن ضَمْرة، عن علي قال:"كل دعاء محجوب حتى يُصَلَّى على محمَّد، وآل محمد صلى الله عليه وسلم".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق، إلَّا عبد الكريم الخزاز.
وقال البيهقي: هكذا وجدته موقوفًا.
وأخرجه أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص 137)، والشجري في الأمالي (1/ 222، 235)، من طريق الحارث عن علي: فذكره بنحوه.
وذكره المحاسبي في التوبة (ص 79)، ثم قال: أخرجه الطبراني، ورواته ثقات.
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 505)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا، ورواته ثقات، ورفعه بعضهم، والموقوف أصح.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. =
= قلت: بل فيه الحارث الأعور، وعاصم بن ضَمْرة، وفيهما كلام كثير (انظر الميزان 1/ 435، 2/ 352)، فلأجلهما هذا الأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
ورُوي عنه مرفوعًا، أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 216)، واللفظ له، والأصبهاني في الترغيب (2/ 685)، وبيبي في جزئها (ص 45)، من طريق أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء محجوب عن الله حتى يُصَلَّى على محمَّد، وعلى آل محمَّد".
وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 260)، ونسبه للأصبهاني.
وقال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 11): ولكن للحديث ثلاث علل: إحداها: أنه من رواية الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب.
العلة الثانية: أن شعبة قال: لم يسمع أبو إسحاق السَّبيعي من الحارث إلَّا أربعة أحاديث، فعدها، ولم يذكر هذا منها، وقاله العجلي أيضًا.
العلة الثالثة: أن الثابت عن أبي إسحاق وقفه على علي رضي الله عنه.
2 -
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 113)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 358)، من طريق إبراهيم بن إسحاق الواسطي عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء محجوب حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: إبراهيم الواسطي يَروي عن ثور بما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وإنما هذا معروف. من كلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ذكره الترمذي.
3 -
حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في القول البديع (ص 320) بلفظ: "كل دعاء محجوب حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".
وذكره الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص 31)، ثم قال: وفي إسناده محمَّد بن =
= عبد العزيز الدينوري، قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث.
وأشار إلى هذه الرواية البيهقي في الشعب (2/ 216)، فقال: ورويناه من وجه آخر عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، مرفوعًا.
4 -
حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الذهبي في السير (17/ 114)، بلفظ:"الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله، وصلاة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يدعوه، فيستجاب الدعاء، به".
قال الذهبي: إسناده مظلم.
وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 211)، عن النسائيُّ.
وقال السخاوي في القول البديع (ص 320): رواه النسائيُّ، وأبو القاسم بن بَشْكَوال من طريقه.
5 -
حديث فَضالة بن عُبيد، رضي الله عنه: أخرجه أحمد (6/ 18)، وأبو داود (2/ 77)، والترمذي (5/ 482)، والنسائيُّ (3/ 44)، والطبراني في الكبير (18/ 308)، والحاكم (10/ 230).
ولفظ أبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يدعو في صلاته، لم يمجد الله تعالى ولم يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَجَّلَ هذا"، ثم دعاه فقال له أو لغيره:"إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء".
قال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
6 -
أثر ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه معمر في الجامع (10/ 441)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 170).
ولفظه: "إذا أراد أحدكم أن يسأل، فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، =
= ثم ليُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ليسأل بعد، فإنه أجدر أن ينجح".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 155)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن أبا عُبيدة لم يسمع من أبيه.
وقال الهيثمي أيضًا (10/ 160): وهو حديث جيد.
وبهذه الشواهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3322 -
[1] أَخْبَرَنَا (1) النَّضْر بْنُ شُميل، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَقَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ أصلَّيت الضُّحَى؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ:"إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ" صلى الله عليه وسلم.
(1) القائل هو: إسحاق بن راهويه رحمه الله في مسنده.
3322 -
[1] الحكم عليه:
أتوقف في الحكم على هذا الحديث بهذا الإِسناد، من أجل الرجل الذي لم يسمّ.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21/ ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والحارث بن أبي أسامة بسند فيه راو لم يسمّ، وابن حبّان في صحيحه مطولًا، وغيرهم.
وقال السخاوي في القول البديع (ص 219): الحديث غريب، ورجاله رجال الصحيح، لكن فيهم رجل مبهم لا أعرفه.
تخريجه:
ذكره الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 137)، ونسبه لإسحاق، وأبي يعلى.
وقال السخاوي في القول البديع (ص 219): أخرجه إسحاق، والحارث في مسنديهما، وأبو جعفر بن البَخْتَري في الرابع عشر من حديثه.
وأخرجه الحارث في مسنده وهي الطريق القادم برقم (2)، قال: حدّثنا عُبيد الله بن محمَّد، ثنا حماد به، ولفظ: "إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الحارث أيضًا كما في بغية الباحث (ص 80)، قال: حدّثنا يونس بن =
= محمَّد، ثنا حماد، به، فذكره في آخر لفظ طويل.
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 43) قال: حدّثنا حجاج بن المِنْهال قال: ثنا حماد بن سلمة، به، بلفظه:"إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه ابن أبي عمر العَدَنِي كما في المطالب برقم (3441)، قال: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومان، عمَّن أَخْبَرَهُ، عَنْ أبي ذر قال: فذكره بلفظ طويل، وفي آخِرَهُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم".
وسنده ضعيف، هشام بن سليمان هو ابن عكرمة المخزومي، قال الحافظ: مقبول، وأبو رافع هو إسماعيل بن رافع، قال الحافظ: ضعيف الحفظ (التقريب ص 572، 107)، وفيه أيضًا إبهام شيخ يزيد بن رُومان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة كما في جلاء الأفهام (ص 52)، من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أبي أمامة، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: خرجت ذات يوم فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بأبخل الناس؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"مَنْ ذُكرت عنده فلم يصلِّ علي، فذلك أبخل الناس".
وسنده ضعيف، عثمان بن أبي العاتكة ضعيف في روايته عن شيخه علي بن يزيد، وهو الألهاني، وهو ضعيف أيضًا (انظر التقريب ص 384، 406). وفيه القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي، ذكره الذهبي في المغني (2/ 519) وقال: قال أحمد بن حنبل: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلَّا من قبل القاسم.
ويشهد له ما رُوي عن علي، وأنس، وجابر، وأبي هريرة رضي الله عنهم كما يلي:
1 -
حديث علي: أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 163)، واللفظ =
= له، وفي فضائل القرآن (ص 123)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 39)، والدولابي في الذرية الطاهرة (ص 88)، وابن عَدي (3/ 35)، والحاكم (1/ 549)، وعنه البيهقي في الدعوات (ص 114)، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 147 أ)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 240)، جميعهم من طريق سليمان ابن بلال، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 42)، من طريق إسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن جعفر فرقهما، ثلاثتهم: عن عُمارة بن غَزِيَّة قال: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن البخيل من ذُكرت عنده ولم يصلِّ عليّ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: فيه عبد الله بن علي بن حسين، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 314).
وقد اختلف عليه في إسناده من رواية عُمارة بن غَزِيَّة عنه، فبعضهم وصله، وبعضهم أرسله، وأكثر الوصل، وهو الصواب إن شاء الله تعالى (انظر علل الدارقطني 3/ 101)، وممن أرسله: أحمد (1/ 201)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 163)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 213).
2 -
حديث أنس: أخرجه أبو يعلى (6/ 354)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 395)، من طريق يوسف عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من ذكرني فليصلِّ عليّ، ومن صلَّى عليّ صلاة واحدة، صلَّى الله عليه عشرًا".
وأخرجه أبو يعلى أيضًا (7/ 75)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 135)، وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 146)، والطبراني في الأوسط =
= (3/ 371)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 347)، والذهبي في السير (7/ 383)، من طريق إبراهيم بن طَهْمان، وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 165)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 3) من طريق المغيرة أبي سلمة السراج، كلاهما: عن أبي إسحاق، عن أنس، مرفوعًا بلفظ قريب.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلَّا إبراهيم.
قلت: ورواه المغيرة عنه، كما في رواية النسائيُّ، وأبي نُعيم في أخبار أصبهان.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 163)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح.
وقال الدارقطني في العلل -خ- (4/ 23 أ): اختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه إبراهيم بن طَهْمان، والمغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن أنس، وخالفهما يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، فرواه عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، وهو الصواب. أهـ.
ورُوي عن أنس مرفوعًا بلفظ آخر، أخرجه ابن أبي شيبة في المسند، وفي آخره:"وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عليك، قال: قلت: آمين".
وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3328).
3 -
حديث جابر: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 136)، من طريق الفضل بن مُبَشِّر قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيَّ، فقد شقي".
وسنده ضعيف، فيه الفضل بن مُبَشِّر، قال الحافظ: فيه لين. (التقريب ص 447).
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 213)، ثم قال: أخرجه ابن السُّنِّي بسند =
= ضعيف، وهو عند الطبري بلفظ:"شقي عبد ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليّ".
4 -
حديث أبي هريرة مرفوعًا: أخرجه أبو يعلى (10/ 328)، وفي آخره: "ومن ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فدخل النار فأبعده الله، قال: آمين، فقلت: آمين.
وسنده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3329).
3322 -
[2] وقال الحارث: حدّثنا عُبيد اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ (1) هِلَالٍ العَنَزي (2)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فذكره.
(1) في نسخة (و) و (س): "أبي".
(2)
زاد في نسخة (و) و (س): "قال".
3322 -
[2] الحكم عليه:
تقدم في الطريق الماضية برقم (1).
تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1273).
ولفظه: عن عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد إلى أبي ذر أو قعد أبو ذر إليه، قال: في حديث أطاله، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ" صلى الله عليه وسلم.
قلت: ولم يذكر نص الحديث تامًا لأنه سبق أن ذكره بتمامه بغية الباحث (ص 80) ولفظه: عن أبي ذر أنه قعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو قعد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أصلّيت الضحى؟ "، قلت: لا، قال:"قم فأذن، وصلِّ ركعتين"، قال: فقمت وصلَّيت ركعتين، ثم جئت، قال:"يا أبا ذر تعوذ باللهِ من شر شياطين الجن والإنس"، قلت: يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، ثم قال:"أخبرك بكنز من كنوز الجنة؟ " قلت: نعم يا رسول الله، فما هو؟ قَالَ:"لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ"، فقلت: يا رسول الله، فما الصلاة؟، قال:"خير موضوع، من شاء استقل، ومن شاء استكثر"، قلت: فما الصوم؟ قال: "فرض مجزٍ"، قلت: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ المزيد"، قلت: أي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل، وسر إلى فقير"، قلت: فأي آي أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هو الحي القيوم"، قلت: كم المرسلين؟ قال: "ثلاث مائة وخمسة عشر جمًا غفيرًا"، قلت: أرأيت آدم كان نبيًا مكلمًا؟ " قال: "نعم، كان نبيًا مُكلَّمًا"، قال: ثم قال: "إن أبخل الناس لمن ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ".
وقد تقدم تخريجه في الطريق الماضية برقم (1)، والله الموفق، لا إله غيره.
3323 -
[1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ](1) أَبُو الصَّبَّاح، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُمير بْنِ عُقْبَةَ (2)، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُردة بْنِ نِيار رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما من عبد يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إلَّا كتب الله تعالى له بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا (3) عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أسامة، وقال: نعم.
(1) في جميع النسخ: "سعيد بن أبي سعيد"، والمثبت من كتب الرجال، ومصادر التخريج.
(2)
في نسخة (س): "ثنا سعيد بن عُمير، عن عقبة".
(3)
قوله "بها": ساقط من نسخة (و).
3323 -
[1] الحكم عليه:
هذا الإسناد ضعيف، لوجود سعيد بن سعيد، وشيخه سعيد بن عُمير، وهما مقبولان، وللاضطراب في سنده، فمرة يُروى عن سعيد بن عُمير، عن عمه، ومرة عن سعيد بن عُمير، عن أبيه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21/ ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، والبزار، والنسائيُّ في اليوم والليلة.
وذكره الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة (4/ 296) وقال: ضعيف.
تخريجه:
أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (3/ 502)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 167)، والمِزي في تهذيب الكمال (11/ 27)، كلاهما من طريق أبي كُريب. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة، كما في جلاء الأفهام (ص 45)، والطبراني في الكبير (22/ 195) قال: حدّثنا عُبيد بن غنام، كلاهما: عن =
= أبي بكر بن أبي شيبة، وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 46) قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 118)، من طريق أبي يعلى الثوري، خمستهم: عن أبي أسامة، به، بنحوه، وسقط: سعيد بن سعيد. من إسناد الطبراني.
ولفظ الطبراني: "ما صلَّى عليّ عبد من أمتي صلاة صادقًا بها قلب نفسه، إلَّا صلّى الله عليه بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حسنات، ورفع له بها عشر درجات، ومحا عنه بها عشر سيئات".
ورُوي هذا الحديث من طريق سعيد بن سعيد، عن سعيد بن عُمير، عن أبيه، مرفوعًا أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 166)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 150/ ب)، وفي الحلية (8/ 373)، والمِزي في تهذيب الكمال (11/ 27)، ثلاثتهم: من طريق وكيع، وأخرجه ابن قانع كما في جلاء الأفهام (ص 56)، والأصبهاني في التركيب (2/ 683)، ومن طريقه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 160)، كلاهما من طريق محمد بن ربيعة الكِلابي، كلاهما: عن سعيد بن سعيد، به، بنحوه.
قال أبو نُعيم في الحلية: لا أعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلَّا سعيد، عن سعيد.
وقال المِزي: قال أبو قريش: سألت أبا زُرعة عن اختلاف هذين الحديثين؟ فقال: حديث أبي أسامة أشبه. أهـ. ونقله ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 46)، عن أبي قريش.
وذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 164) هذين الطريقين، ثم قال: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: حديث وكيع أشبه، ولا أعلم لعُمير صحبة.
قلت: أبو أسامة ثقة، وقد خالف وكيعًا كما ترى، وهو ثقة أيضًا، ومن المحتمل أن يكون سعيد بن عُمير قد حدَّث به، عن عمه مرة، وعن أبيه مرة، والله أعلم. =
= وبشهد له ما رُوي عن أنس، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة رضي الله عنهم كما يلي:
1 -
حديث أنس: أخرجه النسائيُّ (3/ 50)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 296)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 396)، من طريق أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عَلَى صلاة واحدة صلَّى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات".
وسنده صحيح، وقد تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (3322 [1]) بلفظ:"من ذكرني فليصلّ علىّ، ومن صلَّى عليَّ صلاة واحدة، صلَّى الله عليه عشرًا".
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة في المسند بعضه مع قصة في أوله، بلفظ: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام أَتَانِي فَقَالَ: "مَنْ صلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عشرًا، ورفعه عشر درجات".
وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3327).
2 -
حديث عامر بن ربيعة: أخرجه البزّار، كما في الكشف (4/ 46)، من طريق عَاصِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى عليّ، من تلقاء نفسه، صلَّى الله بها عليه عشرًا".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه عاصم بن عُبيد الله، وهو ضعيف.
3 -
حديث أبي هريرة: أخرجه الإمام مسلم (1/ 306)، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلَّى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرًا".
وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.
3323 -
[2] رواه النسائيُّ فِي "الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عن [أبي كُريب](1)، به.
(1) في جميع النسخ: "إسحاق بن إبراهيم"، والتصويب من كتاب النسائيُّ "عمل اليوم والليلة".
3323 -
[2] الحكم عليه:
إسناده ضعيف.
تخريجه:
هو في عمل اليوم والليلة للنسائي (ص 167) قال: أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدّثنا أبو كُريب قال: حدّثنا أبو أسامة عن سعيد بن سعيد، عن سعيد بن عُمير بن عقبة بن نِيار، عن عمه أبي بُردة بن نِيار قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وأحال على لفظ قبله بقوله: فذكره بنحوه.
ولفظه: "من صلَّى عليّ من أمتي صلاة مخلصًا من قلبه، صلّى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عشر سيئات".
وقد تقدم تخريجه مفصلًا، وبه يرتقي إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
(130)
وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (1).
(1) حديث رقم (3441)، وموضع الشاهد منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أنبئكم بأبخل الناس؟ " قلت: [القائل: أبو ذر]: بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم:"من ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عليّ" صلى الله عليه وسلم.
3324 -
وقال عبد: حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال جابر رضي الله عنه: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ (1) إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَتْ (2) لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وإلَاّ، أَهْرَاقَ (3) مَا فِيهِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدعاء".
(1) قوله "إن الراكب": ساقط من نسخة (س).
(2)
في نسخة (س): "وإن كان".
(3)
في نسخة (و) و (س): "هراق" بدون الألف.
3324 -
الحكم عليه:
بهذا السند ضعيف، لوجود موسى بن عُبيدة، وشيخه إبراهيم بن محمَّد التيمي، ولانقطاعه، محمَّد بن إبراهيم لم يثبت له السماع من جابر رضي الله عنه.
وذكره العُقيلي (1/ 61) في ترجمة إبراهيم بن محمَّد، ثم قال: ولا يتابع عليه. أهـ. ووافقه الدارقطني في الضعفاء (ص 60).
وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 522)، ثم قال: هذا حديث غريب، وموسى بن عُبيدة ضعيف الحديث.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 155)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف. أهـ. ووافقه الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 439).
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حُميد بسند مداره على موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف.
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 65).
وأخرجه ابن أبي عاصم كما في جلاء الأفهام (ص 41)، والبزار كما في =
= الكشف (4/ 45)، كلاهما: من طريق أبي عاصم، والعُقيلي (1/ 61) من طريق عُبيد الله بن موسى، وابن حبّان في المجروحين (2/ 236)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 692)، كلاهما: من طريق وكيع، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 216) من طريق زيد ابن الحباب، أربعتهم: عن موسي بن عُبيدة به، بنحوه، وذكر العُقيلي أوله، ثم قال: فذكر الحديث، ولا يتابع عليه.
ورُوي من طريق سفيان الثوري عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي، عن جابر مرفوعًا بنحوه، أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 89).
وسئل الدارقطني في العلل -خ- (4/ 84 أ) عن هذا الحديث، فقال: يَرويه موسى بن عُبيدة، واختلف عنه، فرواه الدراوردي، والثوري عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن جابر، وخالفهما وكيع، وغيره، فرووه عن مُوسَى بْنُ عُبيدة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمَّد، عن أبيه، عن جابر، والصواب هذا. أهـ.
وأخرجه عبد الرزاق (2/ 215)، ومن طريقه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 42) عن الثوري، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن جابر مرفوعًا بنحوه.
ولعل الصواب حذف قوله "عن أبيه"، لما مرّ قبل قليل في كلام الدارقطني، أو أن قوله "عن محمَّد بن إبراهيم التيمي" خطأ، وصوابه:"عن إبراهيم بن محمَّد التيمي"، فتوافق بذلك هذه الطريق طريق الباب، والله تعالى أعلم بالصواب.
وأخرجه سفيان بن عيينة في جامعه كما في القول البديع للسخاوي (ص319) من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-قال:"لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني أول دعائكم، وأوسطه، وآخره".
قال السخاوي: وسنده مرسل أو معضل، فإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى، تقوَّت به رواية موسى، والعلم عند الله تعالى.
3325 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا [مُحَمَّدُ](1) بْنُ مُنيب عَنِ السَّرِي بن يحيى، عن رجل من طيء -وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا- قَالَ:"كُنْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ تعالى أَنْ يُرِيَنِي الِاسْمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فرَأَيْتُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ: يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام".
(1) في جميع النسخ: "يحيى"، والتصويب من المقصد العلي، والإتحاف، وكتب التراجم.
3325 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، لِإبهام الرجل الذي يَروي عنه السَّرِي بن يحيى.
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 486)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواته ثقات. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 158).
وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 15 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى كما في المقصد العلي -خ- (ق 155 أ).
وذكره الحافظ في (الفتح 11/ 224)، ونسبه لأبي يعلى من طريق السَّرِي بن يحيى به.
ويشهد له ما رُوي عن أنس، وأبي الدرداء، وأبي طلحة، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، كما يلي:
1 -
حديث أنس: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 272) واللفظ له، وأحمد (3/ 120)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 384)، وأخرجه ابن ماجه (2/ 1268) قال: حدّثنا علي بن محمَّد، ثلاثتهم: عن وكيع، عن أبي خزيمة، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلَّا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات =
= والأرض، ذو الجلال والإكرام. فقال:"لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب".
وإسناده حسن، فيه أبو خزيمة، هو العَبْدي، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 636).
وأخرجه أحمد (3/ 158)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 58)، وأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 413)، ومن طريقه البغوي في شرح السُّنَّة (5/ 36)، وأخرجه أبو داود (2/ 79)، ومن طريقه البيهقي في الدعوات (ص 148)، وأخرجه النسائيُّ (3/ 52)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 62)، والطبراني في الدعاء (2/ 833)، والحاكم (1/ 503)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 225)، وأخرجه البيهقي أيضًا (1/ 50)، وفي الدعوات (ص81)، جميعهم: من طريق حفص بن عمر بن أخي أنس عن أنس مرفوعًا بنحوه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
وأخرجه الترمذي (5/ 514) من طريق عاصم الأحول وثابت عن أنس مرفوعًا بنحوه، وقال: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس.
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 62)، والطبراني في الصغير (ص 367)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 351)، وأخرجه الحاكم (1/ 504) من طريق إبراهيم بن عُبيد بن رِفاعة عن أنس مرفوعًا بنحوه.
قال الطبراني: لم يروه عن إبراهيم بن عُبيد إلَّا عبد العزيز بن مسلم مولاهم، تفرد به محمَّد بن إسحاق.
قلت: رواية الحاكم من طريق عايض بن عبد الله الفِهْري عن إبراهيم بن عُبيد، فلم يتفرد به عبد العزيز بن مسلم.
2 -
حديث أبي الدرداء: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 39) من =
= طريق عَمرو بن بكر السَّكْسَكي، ثنا إبراهيم بن أبي عَبْلة عن بلال بن أبي الدرداء أو غيره -الشك من إبراهيم- عن أبي الدرداء قال: فذكره مرفوعًا بنحو لفظ أنس.
وسنده ضعيف جدًا، فيه عَمرو بن بكر السَّكْسَكي، قال الحافظ: متروك.
(التقريب ص 419).
3 -
حديث أبي طلحة: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 101)، وفي الدعاء (2/ 834) من طريق أبان ابن أبي عياش أخبرهم عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة: فذكره مرفوعًا بنحو لفظ أنس.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 156)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك.
4 -
حديث جابر بن عبد الله: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 116)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 362) من طريق خالد بن يزيد العُمَري أبي الوليد، حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثنا محمَّد بن المُنْكَدِر قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عرض هذا الدعاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم-فقال: "لو دُعِيَ به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة، لاستجيب لصاحبه"، لا إله إلَّا أنت، يا حنان يا منان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى، وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد كذاب.
قلت: وبالشاهد الأوّل -حديث أنس- يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3326 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ نُعيم بْنِ ضَمْضَم الْعَامِرِيِّ، ثنا عِمْرَانُ الحِمْيري (1) قال: سمعت عمار بن ياسر رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أنا مِتّ، فلا يُصَلِّي عبد عَلَيَّ (2) صَلَاةٌ إلَّا قَالَ: يَا محمَّد، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّي عَلَيْكَ، يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فيُصَلِّي اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِ مَكَانَهَا عشرًا".
(1) في نسخة (و): "عمران الجيري"، وفي بغية الباحث:"عمران بن حِمْيري الجعفري".
(2)
قوله "عبد عليّ": في نسخة (س): "عليّ عبد".
3326 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لوجود عبد العزيز بن أبان، وفيه نُعيم بن ضَمْضَم وهو ضعيف، وفيه عمران الحِمْيري وهو لا يعرف.
وأخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 416) في ترجمة عمران، ثم قال: لا يتابع عليه.
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 499)، ثم نسبه للبزار، وأبي الشيخ،
والطبراني في الكبير، ثم قال: رووه كلهم عن نُعيم بن ضَمْضَم، وفيه خلاف عن عمران بن الحِمْيري، ولا يعرف.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم نسبه للبزار، والطبراني، وضعَّفه لوجود عمران بن الحِمْيري، ونُعيم بن ضَمْضَم.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ونسبه للحارث بن أبي أسامة، والبزار، وأبي الشيخ، والطبراني في الكبير، ثم ساق كلام المنذري المذكور آنفًا، ثم قال: عمران هذا ذكره ابن حبّان في صحيحه، وقال البخاريُّ: لا يتابع على حديثه. =
= تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1272).
وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (6/ 416)، والبزار كما في الكشف (4/ 47)، وعمر النسفي في القند (ص 550)، ثلاثتهم: من طريق أبي أحمد الزبيري، وأخرجه البزّار أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، والروياني في المسند، والطبراني في الكبير، كلاهما كما في جلاء الأفهام (ص 47، 46)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 762)، ثلاثتهم: من طريق قبيصة بن عقبة، والعُقيلي (3/ 249) من طريق علي بن القاسم الكندي، والطبراني في الكبير كما في جلاء الأفهام (ص 47) من طريق عبد الرحمن بن صالح الكوفي، والأصبهاني في الترغيب (2/ 683) من طريق إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومن طريقه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 169)، جميعهم: عن نُعيم بن ضَمْضَم به، بنحوه، وقال العُقيلي:"عشرين بكل صلاة"، بدل:"عشرا".
قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في كتابه، وابن الجرَّاح في أماليه، وأبو الحسن بن نصر الطوسي في أحكامه، ثلاثتهم كما في القول البديع للسخاوي (ص 165، 166).
قال السخاوي: وفي سند الجميع نُعيم بن ضَمْضَم.
وفي الباب ما رُوي عن أبي بكر، وأبي أمامة، وابن عباس، وأيوب، ويزيد الرَّقَاشي، وعبد الله بن مسعود، والحسن بن علي رضي الله عنهم، كما يلي:
1 -
حديث أبي بكر: أخرجه الديلمي كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 284) من طريق محمَّد بن عبد الله بن صالح المروزي، حدّثنا بكر بن خداش عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أكثروا الصلاة عليّ، فإن الله وكل بي مَلَكًا عند قبري، فإذا صلّى عليّ رجل من أمتي، قال =
= لي ذلك المَلَك: يا محمَّد، إن فلان بن فلان صلّى عليك الساعة".
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 229)، ثم قال: أخرجه الديلمي، وفي سنده ضعف.
قلت: بكر بن خداش هو أبو صالح، ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 148)، وقال: ربما خالف. أهـ. ومحمد بن عبد الله بن صالح المروزي لم أجد له ترجمة.
2 -
حديث أبى أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 158) من طريق موسى بن عمير عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من صلّى عليّ، صلّي الله عليه عشرا بها مَلَك موكل بها حتى يبلغنيها".
وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 166)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير من رواية مكحول عنه يعني عن أبي أمامة وقد قيل إنه لم يسمع منه إنما رآه رؤية، والراوي له عن مكحول: موسى بن عمير، وهو الجَعْدي الضرير، كذَّبه أبو حاتم.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه موسى بن عمير القرشي الأعمى، وهو ضعيف جدًا.
3 -
حديث ابن عباس: أخرجه ابن عَدي (3/ 238) من طريق أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي: فلان سلَّم عليك ويُصَلِّي عليك، فلان يُصَلِّي عليك وسلَّم عليك".
وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 218) من هذه الطريق موقوفًا على ابن عباس بمعناه، وأبو يحيى هذا هو القَتَّات، قال الحافظ لين الحديث. (التقريب ص 684).
4 -
حديث أيوب: أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 36) قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج قال: ثنا وهيب عن أيوب قال: "بلغني والله أعلم أن مَلَكًا موكل بكل من صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حتى يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم.
وإسناده صحيح، وهو مرفوع في صورة مقطوع؛ لأنّ لفظه لا يدرك بعقل.
5 -
حديث يزيد الرَّقَاشي: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 516) قال: حدّثنا =
= هشيم قال: أنا حُصين عن يزيد الرَّقَاشي: "أن مَلَكًا موكل بمن صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يبلغ عنه النبي صلى الله عليه وسلم إن فلانًا من أمتك صلّى عليك".
وإسناده صحيح، وهُشيم وإن كان مدلسًا، إلَّا أنه قد صرح بالتحديث، فأمنَّا تدليسه.
6 -
حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه أحمد (1/ 387، 441)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 34)، واللفظ له، والنسائيُّ (3/ 43)، وأبو يعلى (9/ 137)، وعنه ابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 134)، وأخرجه الشاشي (2/ 252، 253)، والطبراني في الكبير (10/ 270، 271)، جميعهم من طريق سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زاذان، عن عبد الله -هو ابْنِ مَسْعُودٍ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله في الأرض ملائكة سياحين، يبلغوني من أمتي السلام".
وإسناده صحيح.
7 -
حديث الحسن بن علي: أخرجه أبو يعلى (12/ 131) من طريق عبد الله بن نافع، أخبرني الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا في بيوتكم، لا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتي عيدًا، صلُّوا عليَّ وسلِّموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم".
وإسناده ضعيف، فيه عبد الله بن نافع، هو المدني، قال الحافظ: ضعيف.
(التقريب ص 326).
وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 82) ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 124) من طريق حُميد بن أبي زينب عن حسن بن حسن بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"حيثما كنتم فصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني".
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 498)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه حُميد بن أبي زينب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
3327 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين، ثنا سَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ وَرْدان قَالَ: سَمِعْتُ أنسًا رضي الله عنه، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلًا (1) يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ ومِطْهَرة، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَتَنَحَّى، فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَقَالَ:"أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، ورفعه عشر درجات".
(1) في نسخة (س): "أحدا".
3327 -
الحكم عليه:
بهذا الإسناد ضعيف لضعف سلمة بن وَرْدان.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه سلمة بن وَرْدان، وهو ضعيف.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ونسبه لأبي بكر بن أبي شيبة وسكت عنه.
تخريجه:
أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 23)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 157)، كلاهما: من طريق عبد الله بن مسلمة، والبزار كما في الكشف (4/ 46) من طريق جعفر بن عون، وابن عَدي (3/ 335)، وأبو بكر الإسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام (ص 27)، كلاهما من طريق أبي ضمرة الليثي، ثلاثتهم: عن سلمة بن وَرْدان به، بلفظ قريب.
ولفظ إسماعيل: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز، فلم يجد أحدًا يتبعه، فهرع عمر، فأتبعه بمِطْهَرة -يعني إداوة- فوجده ساجدًا في شربة، فتنحى عمر فجلس وراءه حتى =
= رفع رأسه، قال: فقال: "أحسنت يا عمر، حين وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صلَّى الله عليه عشرا، ورفعه عشر درجات".
وأخرجه السمعاني في أدب الإملاء (ص 63)، من طريق ابن أبي فديك عن سلمة بن وَرْدان به، بلفظه، دون القصة.
ورُوي حديث الباب من مسند أبي بن مالك، ومالك بن أوس معًا، ومن مسند عمر، كما يلي:
فأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 140)، وأبو بكر الإِسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام (ص 27) من طريق ابن كاسب، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 347) من طريق محمَّد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، ثلاثتهم: عن أبي نُعيم: الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سلمة بن وَرْدان قال: سمعت أنسًا، ومالك ابن أوس بن الحَدَثان، إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ .. فذكره بلفظ قريب.
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 24)، وأبو بكر الإسماعيلي في مسند عمر: كما في جلاء الأفهام (ص 27)، كلاهما: من طريق أنس بن عياض عن سلمة بن وَرْدان، حدثني مالك بن أوس بن الحَدَثان عن عمر بن الخطّاب قال: فذكره بلفظ قريب.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 26) -بعد أن ساق طريق الباب من رواية إسماعيل القاضي-: وهذا الحديث يحتمل أن يكون في مسند أنس، وأن يكون في مسند عمر، وجعله في مسند عمر أظهر لوجهين: أحدهما، أن سياقه يدل على أن أنسًا لم يحضر القصة، وأن الذي حضرها عمر، والثاني أن القاضي إسماعيل قال: -فذكر إسناد إسماعيل من طريق سلمة بن وَرْدان، حدثني مالك بن أوس عن عمر- ثم قال: فإن قيل: فهذا الحديث الثاني علة الحديث الأوّل؛ لأنّ سلمة بن وَرْدان أخبر أنه سمعه من مالك بن أوس بن الحَدَثان. قيل: ليس بعلة له، فقد سمعه سلمة بن =
= ورْدان منهما. أهـ.
وأخرجه الطبراني في الصغير (ص 361)، ومن طريقه الضياء في المختارة كما في تفسير ابن كثير (3/ 518) من طريق عَمرو بن الربيع بن طارق، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدثني عُبيد الله بن عمر عن الحكم بن عُتيبة، عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود بن يزيد، عن عمر بن الخطّاب قال: فذكره بلفظ قريب.
قال الطبراني: لم يروه عن عُبيد الله بن عمر إلَّا يحيى بن أيوب، تفرد به عَمرو بن الربيع.
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 287)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمَّد بن عبد الرحيم بن بَحير المصري، ولم أجد من ذكره.
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 159)، ثم قال: وإسناده جيد، بل صححه بعضهم.
قلت: سنده ضعيف، فيه شيخ المصنِّف محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحيم، لم أجد من ترجم له، وباقي رجال الإسناد ثقات سوى يحيى بن أيوب، وهو الغافقي، فإنه حسن الحديث.
ورُوي من طريق أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: "من صلَّى عليّ صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشر صلوات، وحُطَّت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات".
وسنده صحيح، وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث السابق برقم (3323).
ويشهد له ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف، وأبي طلحة رضي الله عنهما، كما يلي:
1 -
حديث عبد الرحمن بن عوف: أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 26)، وأبو يعلى (2/ 164) واللفظ له من طريق موسى بن عُبيدة، حدثني قيس بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده =
= عبد الرحمن قال: كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منا خمسة أو أربعة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار، قال: فجئته وقد خرج فاتبعته، فدخل حائطًا من حيطان الأسواف، فصلّى فسجد فأطال السجود، وقلت: قبض الله روحه، قال: فرفع رأسه فدعاني، فقال:"مالك؟ " فقلت: يا رسول الله، أطلت السجود؟ قلت: قبض الله روح رسوله، لا أراه أبدًا. قال:"سجدت شكرًا لربي فيما أبلاني في أمتي، من صلّى عليّ صلاة من أمتي، كتب له عشر حسنات، ومُحِيَ عنه عشر سيئات".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، وضعَّفه لوجود موسى بن عُبيدة.
وأخرجه أبو يعلى (2/ 158) من طريق ابن أبي سندر الأسلمي عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: فذكره بنحوه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، ولم يعرف بعض رواته.
وأخرجه أحمد (1/ 191)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 25)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 261 أ) من طريق عبد الواحد بن محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عوف قال: فذكره مختصرًا.
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 287)، ثم قال: رواه أحمد، ورواته ثقات.
وأخرجه أحمد (1/ 191)، والحاكم (1/ 222)، والبيهقيُّ في معرفة السنن (14/ 47) من طريق عبد الرحمن بن أَبِي الحُويرث عَنْ محمَّد بْنِ جُبير بْنِ مُطْعِم، عن عبد الرحمن بن عوف قال: فذكره باختصار.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: عبد الرحمن بن أبي الحُويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحُويرث، قال الحافظ: صدوق سىء الحفظ، رمي بالإرجاء (التقريب ص 350)، فالإسناد =
= لأجله ضعيف.
2 -
حديث أبي طلحة: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 101) من طريق حمَّاد بن عَمرو النَّصيبي، ثنا زيد بن رُفيع عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يتهلل وجهه مستبشرًا، فقلت: أي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكَ لعلى حال ما رأيتك على مثلها؟ قال: "وما يمنعني، أتاني جبريل عليه السلام آنفًا، فقال: بشّر أمتك أنه من صلّى عليك صلاة، كتب له بها عشر حسنات، وكفّر عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عشر درجات، ورد الله عليه مثل قوله، وعرضت عليه يوم القيامة".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ولم يعرف أحمد بن عَمرو النَّصيبي، ووثَّق باقي رجاله.
قلت: إلَّا زيد بن رُفيع، فإنه قد ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: ليس بالقوي. (المغني 1/ 247).
وأخرجه الطبراني أيضًا (5/ 100) من طريق إبراهيم بن الوليد الطبراني، حدثني أبي، حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون عن الزهري به، بنحوه، مع زيادة في آخره.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ولم يعرف إبراهيم بن الوليد الطبراني، ووثَّق باقي رجاله.
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 21) قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي أُويس، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن عبد الله صوابه: عُبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، قال أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-خرج عليهم يومًا يعرفون البشر في وجهه، فقالوا: إنا نعرف الآن في وجهك البشر يا رسول الله؟ قال: "أجل، أتاني الآن آت من ربي، فأخبرني أنه لن يصلّي عليّ أحد من أمتي، إلَّا ردها الله عليه عشر أمثالها". =
= وإسناده ضعيف، لحال شيخ المصنِّف، قال الذهبي: مُحَدِّثٌ مكثر، فيه لين. (الميزان 1/ 222).
وأخرجه ابن المبارك في المسند (ص 33)، ومن طريقه النسائيُّ (3/ 50)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 165)، وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 516) قال: ثنا عفان، وأحمد (4/ 30) قال: ثنا أبو كامل، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 22) قال: حدّثنا سليمان بن حرب، وابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 134) من طريق عمر بن موسى الحادي، خمستهم: عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سليمان مولى الحسن بن علي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أبيه، فذكره بنحو لفظ إسماعيل، وزاد في آخره:"ولا يسلِّم عليك أحد إلَّا سلَّمت عليه عشرا".
قال العراقي: أخرجه النسائيُّ، وابن حبّان من حديث أبي طلحة بإسناد جيد. (المغني مع الإحياء 1/ 309).
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3328 -
وبه (1) قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ:"آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى (2) الثَّالِثَةَ (3) فَقَالَ:"آمِينَ"، ثُمَّ اسْتَوَى صلى الله عليه وسلم فجلس (4)، فقال أصحابه رضي الله عنهم: أَىْ نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَى مَا أمَّنت؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم (5) يُغفر لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قَالَ: قلت: آمين".
(1) أي بالإسناد السابق من مسند أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا الفضل بن دُكين، ثنا سلمة بن
وَرْدان قال: سمعت أنسًا رضي الله عنه.
(2)
قوله "درجة فقال: آمين، ثم ارتقى": كتب في نسخة (س) بالهامش.
(3)
في نسخة (و): "درجة".
(4)
في نسخة (و) و (س): "جالسًا".
(5)
في نسخة (و) و (س): "لم".
3328 -
الحكم عليه
هذا الإسناد ضعيف؛ لحال سلمة بن وَرْدان.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه سلمة بن وَرْدان وهو ضعيف، وقد قال فيه البزّار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ونسبه لأبي بكر بن أبي شيبة، والبزار: وسكت عنه.
تخريجه:
قال السخاوي في القول البديع (ص 208): أخرجه ابن أبي شيبة، والبزار في مسنديهما. أهـ. =
= وأخرجه جعفر الفريابي: كما في جلاء الأفهام (ص 24) من طريق المصنِّف.
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 30)، والخطيب في الموضح (2/ 110) من طريق زهير بن أبي زهير، والشجري في الأمالي (1/ 123)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 156)، كلاهما: من طريق أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، ثلاثتهم: عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي، والبزار: كما في الكشف (4/ 49) من طريق جعفر بن عون، والشجري أيضًا (1/ 129) من طريق خالد بن يزيد العُمَري، ثلاثتهم: عن سلمة بن وَرْدان، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير، وذكر الخطيب الفقرة الثانية.
ولفظ إسماعيل: ارْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى المنبر درجة فقال: "آمين"، ثم ارتقى الثانية فَقَالَ:"آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ:"آمِينَ"، ثم استوى فجلس، فقال أصحابه: على ما أمّنت؟ قال: "أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفر له، فقلت: آمين".
قال البزّار: وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منها، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره.
وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 255)، وتمام في الفوائد (2/ 13)، كلاهما: من طريق موسى الطويل عن أنس بن مالك، فذكره بنحوه مع تقديم وتأخير، وفيه أن السائل هو: معاذ بن جبل.
وهذه المتابعة لا يُفرح بها؛ لأنّ فيها موسى الطويل، وهو موسى بن عبد الله الطويل، ذكره الذهبي في ضعفائه، ونقل عن ابن حبّان قوله: له عن أنس أشياء موضوعة. (المغني 2/ 684).
وأخرجه أحمد بن الحسين العلوي في الأمالي (ص 12) من طريق نُعيم بن سالم عن أنس بن مالك قال: فذكره بنحوه، دون الفقرة الثانية. =
= وفي إسناده من لم أعرفهم.
ويشهد لهذا الحديث ما يلي:
1 -
حديث أبي هريرة: أخرجه أبو يعلى (10/ 328) من طريق محمَّد بْنِ عَمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير.
وإسناده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3329).
2 -
حديث مالك بن الحُويرث: أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 315)، وفي الثقات (7/ 461)، والطبراني في الكبير (19/ 291) من طريق عمران بن أبان، حدّثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحُويرث عن أبيه، عن جده قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عمران بن أبان، وثَّقه ابن حبّان، وضعَّفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات، وقد أخرج ابن حبّان هذا الحديث في صحيحه من هذه الطريق.
قلت: إسناده ضعيف؛ لوجود عمران بن أبان، ومالك بن الحسن (انظر التقريب ص 428، والمغني 2/ 537).
3 -
حديث كعب بن عُجْرَة: أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 319)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 215)، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 32)، والطبراني في الكبير (19/ 144)، والحاكم (4/ 153)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 216) من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة عن أبيه، عن كعب بن عُجْرَة قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وسقط من إسناد الأصبهاني قوله: عن أبيه، عن كعب بن عُجْرَة. =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
قلت: إسحاق بن كعب بن عُجْرَة مجهول الحال (التقريب ص 102)، فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لوجوده.
4 -
حديث جابر بن عبد الله: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص140) من طريق عصام بْنُ زَيْدٍ عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير.
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 209)، ثم قال: وهو حديث حسن.
قلت: عصام بن زيد هو المدني، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 390)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف.
5 -
حديث عمار: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 47) من طريق سلمة بن عُبيد الله الرُّهاوي ثنا، عثمان بن أَبِي عُبيدة بْنِ محمَّد بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر عن أبيه، عن جده، عن عمار بن ياسر قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير.
قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عمار، إلَّا بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 164)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه من لم أعرفهم.
وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 437): سلمة لا يعرف.
قلت: محمَّد بن عمار ذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 357)، وابنه أبو عُبيدة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 405) وقال: سمعت أبي يقول: منكر الحديث. أهـ. وسلمة بن عُبيد الله الرُّهاوي لم أجد من ترجم له.
6 -
حديث عبد الله بن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 82) من =
= طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات.
قلت: يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي الكوفي: ضعيف. (انظر التقريب ص 601).
وأخرجه الطبراني أيضًا (12/ 83) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كَيسان عن أبيه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكره بمعناه، مع تقديم وتأخير.
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 507)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد لين.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن كَيسان وفيه ضعف.
7 -
حديث جابر بن سَمُرَة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 48) قال: حدّثنا محمَّد بن جُوان بن شعبة، والطبراني في الكبير (2/ 243)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 288) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عَقيل، كلاهما: عن إسماعيل بن أبان، ثنا قيس عن سماك، عن جابر بن سَمُرَة قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير عند البزّار.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ جَابِرٍ بن سَمُرَة إلَّا من هذا الوجه.
وذكره المنذري في الترغيب (3/ 318)، ثم قال: رواه الطبراني بأسانيد، أحدها حسن.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه البزّار عن شيخه محمَّد بن جُوان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي قيس بن الربيع خلاف.
وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 438): قيس هو ابن الربيع ضعيف.
8 -
حديث عبد الله بن الحارث بن جَزْء: أخرجه البزّار: كما في الكشف =
= (4/ 48) من طريق عبد الله بن لَهيعة، ثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصّدَفي، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء، فذكره بمعناه.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: والطبراني بنحوه، وفيه من لم أعرفهم.
9 -
حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 48) من طريق جارية بن هَرِم، ثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن عبد الله بن مسعود.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 164)، ثم قال: رواه البزّار هكذا [يعني دون متن]، وفيه جارية بن هَرِم الفُقَيمي، وهو ضعيف.
10 -
حديث سعيد بن المسيّب: أخرجه الحسين المروزي في زيادات الصلة والبر لابن المبارك (ص 129) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: فذكره بنحوه.
وسنده ضعيف؛ لإرساله، ولأن فيه علي بن زيد، وهو ابن جُدْعان، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 401).
وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3329 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِياث عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله [عنه] (1) قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ"، [فَقِيلَ: يا رسول الله، إنك حين] (2) صعدت [المنبر] (3) قلت: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ قَالَ-صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغفر له فدخل النار فأبعده الله تعالى، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا [فَمَاتَ] (4) فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فقلت: آمين، ومن ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ".
(1) في الأصل: "عنهما".
(2)
ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والنقل من باقي النسخ.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ونسخة (و)، والمثبت من نسخة (س)، ومسند أبي يعلى.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من مسند أبي يعلى.
3329 -
الحكم عليه:
هذا الإسناد حسن، والله أعلم، لوجود محمَّد بن عَمرو.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (10/ 328).
وأخرجه عن المصنِّف ابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 131).
وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 140)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 32)، والبزار: كما في الكشف (4/ 49)، وابن خُزيمة (3/ 192)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (4/ 304)، وفي فضائل الأوقات (ص 175)، كلهم: من =
= طريق كَثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير عند البخاريُّ والبيهقيُّ.
ولفظ البخاريُّ: أن النبي صلى الله عليه وسلم رَقِيَ المنبر، فقال:"آمين، آمين، آمين"، قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال:"قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يُغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف امرئ ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلت: آمين".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه كَثير بن زيد الأسلمي، وقد وثَّقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد (2/ 254)، والترمذي (5/ 514)، ومن طريقه القاضي عياض في الشفا (2/ 653)، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 31) من طريقين، وابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 128 أ)، ومن طريقه كل من البيهقي في الدعوات (ص 115)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 734)، وأخرجه ابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 131)، والحاكم (1/ 549)، والشجري في الأمالي (1/ 129)، كلهم: من طريق عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هريرة، فذكره -دون القصة- بنحوه، مع تقديم وتأخير، وذكر الحاكم الفقرة الثالثة فقط.
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق هو المدني، قال الحافظ: صدوق رمي بالقدر (التقريب ص 336)، فهذا الحديث بهذا الإِسناد لأجله حسن.
وأخرجه الحسين المروزي في زيادات البر والصلة لابن المبارك (129) من طريق عمر بن عُبيد الله -صوابه: عُبيد الله بن عمر- المدني عن أبيه، سمعت أبا هريرة مرفوعًا بنحوه. =
= وسنده ضعيف، فيه عمر بن حفص المدني، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 411).
وأخرجه الإمام مسلم (4/ 1978) من ثلاث طرق واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (ص 16) من طريق سُهيل عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف"، قيل: من يا رسول الله؟ فقال: "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة".
ويشهد له حديث أنس، وهو الحديث الماضي برقم (3328)، وما ذكر في تخريجه عن مالك بن الحُويرث، وكعب بن عُجْرَة، وجابر بن عبد الله، وعمار، وعبد الله بن عباس، وجابر بن سَمُرَة، وعبد الله بن الحارث بن جَزْء، وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن المسيّب.
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3330 -
وقال مُسَدَّد: حدّثنا [هُشيم](1) عن أبي حُرَّة، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهَا تُعرض عَلَيَّ".
* هَذَا مُرْسَلٌ.
(1) في جميع النسخ: "هشام"، والتصويب من الإتحاف -خ- (ق 175 ب) مسند.
3330 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
1 -
الإرسال، كما قال الحافظ هنا.
2 -
أبو حُرَّة، وهو ضعيف في روايته عن الحسن خاصة.
3 -
هُشيم، وهو مدلس، وقد عنعن.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مرسلًا.
تخريجه:
ذكره السخاوي في القول البديع (ص 234)، ثم قال: أخرجه مُسَدَّد في مسنده، وسعيد بن منصور في سننه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 517) قال: حدّثنا هُشيم به، بلفظه، وقال:"معروضة"، بدل:"تعرض".
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 38) قال: حدّثنا سلم بن سليمان الضبي قال: ثنا أبو حُرّة به، بلفظه، وقال:"أكثروا عليّ الصلاة"، بدل:"أكثروا الصلاة عليّ".
وأخرجه إسماعيل أيضًا من طريق مبارك عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة". =
= ويشهد له ما يلي:
1 -
حديث أنس: أخرجه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 37) واللفظ له، وابن عَدي (3/ 74)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 686)، ثلاثتهم: من طريق أبي إسحاق الحُمَيسي، وأخرجه ابن عَدي (3/ 102)، من طريق دُرُسْت بن زياد القُشَيري، كِلَاهُمَا: عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإن صلاتكم تُعرض عليّ".
وهذا الحديث مداره على يزيد الرَّقاشي، وهو ضعيف (انظر التقريب ص 599)، وأبو إسحاق الحُمَيسي أيضًا ضعيف، وأما دُرُسْت بن زياد، فإنه ضعيف جدًا، (انظر المغني 2/ 769، 1/ 222).
ورُوي عن يزيد الرَّقَاشي مرسلًا، أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 37) قال: حدّثنا عبد الرحمن بن واقد العطار قال: ثنا هُشيم قال: ثنا حُصين بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي: "أن مَلَكًا موكل يوم الجمعة، من صلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يبلغ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ فلانًا من أمتك صلَّى عليك .. "
وسنده ضعيف لإرساله، وفيه شيخ المصنِّف، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 352).
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 135)، وابن عَدي (3/ 178)، كلاهما من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة".
وسنده ضعيف، لعنعنة قتادة، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 43).
وفيه سعيد بن بَشير، هو الأزدي، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 234).
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث في العلل (1/ 205)، فقال أبو حاتم: هذا حديث منكر بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 37)، ومن طريقه الأصبهاني في =
= الترغيب (2/ 686) من طريق أبي ظِلال عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الجمعة، فإنه أتاني جبريل آنفًا من ربه عز وجل فقال: ما على الأرض من مسلم يُصَلِّي عليك مرة واحدة، إلَّا صَلَّيت أنا وملائكتي عليه عشرا".
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 498)، ثم قال: رواه الطبراني عن أبي ظِلال، عنه -يعني أنسًا- وأبو ظِلال وثِّق، ولا يضير في المتابعات.
قلت: سنده ضعيف، لوجود أبي ظِلال، وهو هلال بن أبي هلال، قال الحافظ: ضعيف مشهور بكنيته. (التقريب ص 576).
2 -
حديث أبي مسعود الأنصاري: أخرجه الحاكم (2/ 421) من طريق أبي رافع عن سعيد المَقْبُري، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أكثروا عليّ الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يُصَلِّي عليّ يوم الجمعة إلَّا عرضت عليّ صلاته".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا رافع هذا هو إسماعيل بن رافع، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: ضعَّفوه.
قلت: إسماعيل بن رافع هذا ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: ضعَّفوه جدًا، قال الدارقطني، والنسائيُّ: متروك، (المغني 1/ 80).
3 -
حديث أبي أمامة: أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 249) من طريق بُرْد بن سِنان عن مكحول الشامي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تُعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة، كان أقربهم مني منزلة".
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 503)، ثم قال: رواه البيهقي بإسناد حسن، إلَّا أن مكحولًا قيل لم يسمع من أبي أمامة.
قلت: إسناده ضعيف، قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 37): لهذا الحديث علتان: إحداهما: أن بُرْد بن سِنان قد تُكُلِّمَ فيه، وقد وثَّقه يحيى بن معين وغيره، =
= العلة الثانية: أن مكحولًا قد قيل إنه لم يسمع من أبي أمامة، والله أعلم.
وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص 31): وأخرج البيهقي بإسناد حسن عن أبي أمامة
…
أهـ. فذكر هذا الحديث، ولعل تحسينه له بالنظر إلى شواهده.
4 -
حديث أبي هريرة: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 182) من طريق عبد المنعم بن بَشير الأنصاري قال: حدّثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر، فإن صلاتكم تُعرض عليّ".
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 169)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد المنعم بن بَشير الأنصاري، وهو ضعيف.
قلت: وفيه أيضًا عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، قال الحافظ: مقبول.
(التقريب ص 357). وقوله: "في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر"، أي ليلة الجمعة ويومها، (النهاية 2/ 322).
5 -
حديث أوس بن أوس: أخرجه أحمد (4/ 8)، وأبو داود (1/ 275) واللفظ له، والنسائيُّ (3/ 91)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (1/ 376)، وأخرجه ابن ماجه (1/ 524)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والحاكم (1/ 278) وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 248)، وفي معرفة السنن (4/ 421)، وأخرجه الحاكم أيضًا (4/ 560)، جميعهم: من طريق حسين بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ"، قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال:"إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء". =
= قال الحاكم في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح على شرط البخاريُّ، ولم يخرجاه.
وقال في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح على شرط البخاريُّ، ولم يخرجاه.
وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي في التلخيص.
وقال البيهقي في معرفة السنن (4/ 420): قد روينا عن أنس بن مالك، وأبي أمامة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة، ويوم الجمعة أحاديث، وأصح ما رُوي فيها حديث أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس.
وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 32)، ثم قال: وقد أعلَّه بعض الحفاظ بأن حسينًا الجُعْفي حدّث به عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال، ومن تأمَّل هذا الإسناد لم يشك في صحته، لثقة رواته وشهرتهم وقبول الأئمة أحاديثهم، وعلته: أن حسين بن علي الجُعْفي لم يسمع عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وإنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يحتج به.
وقال السخاوي في القول البديع (ص 232): ولهذا الحديث علة خفية، وهي أن حسينًا الجُعْفي راويه، أخطأ في اسم جد شيخه عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا، وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره
…
لكن ردَّ هذه العلة الدارقطني، وقال: إن سماع حسين من ابن جابر ثابت، وإلى هذا جنح الخطيب. أهـ.
6 -
حديث أبي الدرداء: أخرجه ابن ماجه (1/ 524) واللفظ له، والطبري في التفسير (30/ 131)، والمِزي في تهذيب الكمال (10/ 23)، ثلاثتهم: من طريق =
= زيد بن أيمن عن عُبادة بن نُسَيّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدًا لن يُصَلِّي عليّ إلَّا عرضت عليّ صلاته حتى يفرغ منها". قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: "وبعد الموت، إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق".
وذكره المنذري في الترغيب (2/ 502)، ثم قال: رواه ابن ماجه بإسناد جيد.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 294): هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع في موضعين، عُبادة بن نُسَيّ روايته عن أبي الدرداء مرسلة، قاله العلاء، وزيد بن أيمن عن عُبادة بن نُسَيّ مرسلة، قاله البخاريُّ.
قلت: وزيد بن أيمن هذا مقبول، قاله الحافظ. (التقريب ص 222).
7 -
حديث أبي عمران الجَوْني: أخرجه عبد الرزاق (3/ 205) عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْني قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-كان يقول: "أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة".
وسنده ضعيف، لانقطاعه.
8 -
حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ: أخرجه الشافعي في الأم (1/ 208)، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (4/ 420) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمَّد قال: أخبرني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة".
وسنده ضعيف جدًا، إبراهيم بن محمَّد هو ابن أبي يحيى الأسلمي، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 93).
وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3331 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى، عَنْ بُريدة الخُزاعي قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السلام عليك، فكيف الصلاة عَلَيْكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى محمَّد، وَعَلَى آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم (1)، إنك حميد مجيد".
(1) في الأصل: "كما جعلتها على إبراهيم" وعلى آل إبراهيم"، والمثبت من باقي النسخ، والإتحاف، ومصادر التخريج.
3331 -
الحكم عليه:
الحديثه بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لوجود أبي داود الأعمى.
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 144، 10/ 163)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأحمد بن حنبل بسند ضعيف، لضعف أبي داود الأعمى.
تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد (5/ 353)، والحسن بن شاذان كما في جلاء الأفهام (ص 19) عن طريق الحسن بن مُكْرَم، والخطيب في تاريخ بغداد، (8/ 142) من طريق الحسين بن نصر البغدادي، ثلاثتهم: عن يزيد بن هارون به؛ بمثله، وبلقظ قريب عند أحمد.
ولفظ أحمد: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّم عليك، فكيف نصَلِّي عليك؟ قال:"قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا جَعَلْتَهَا على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وفي الباب حديث الحسن البصري، أخرجه أبن أبي شيبة (2/ 508)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 60)، كلاهما: عن طريق الحسن: قالوا: يا =
= رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال:"قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" أهـ. لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ إسماعيل قريب منه، وفي أوله نزول آية.
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 71) من قول الحسن، وعزاه للنُّميري.
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه من مرسل الحسن.
وقد أخرج كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بعد التشهّد، من طرق صحيحه: البخاريُّ (فتح 11/ 152) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عُجْرَة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ علينا، فقلنا: يا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ علمنا كيف نُسَلِّم عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال:"قولوا: اللهم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وبنحو رواية البخاري رواه: أحمد (4/ 241)، ومسلم (1/ 305)، وأبو داود (1/ 257)، والترمذي (2/ 352) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3/ 48) كلهم من حديث كعب بن عُجْرَة.
3332 -
وحدثنا (1) هُشيم، ثنا " [أَبُو بَلْج] (2) الْفَزَارِيُّ (3)، ثنا [ثُوير] (4) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ ابن عمر رضي الله عنه: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، [وصلِّ](5) عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مجيد".
(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أحمد بن مَنيع رحمه الله.
(2)
في جميع النسخ: "أبو المليح"، والتصويب من الإتحاف -خ- (ق 176 ب) مسند، ومصادر التخريج، وكتب الرجال.
(3)
في نسخة (س): "الفرادي".
(4)
في جميع النسخ: "يزيد"، وفي الإتحاف -خ- (ق 176 ب) مسند:"ثور"، والمثبت من أمالي المحاملي.
(5)
في جميع النسخ: "صلَّى"، والمثبت من الإتحاف.
3332 -
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، لوجود ثُوير بن أبي فاختة.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ونسبه لأحمد بن مَنيع، ثم قال: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود، رواه ابن أبي عمر، وأبو يعلى، وابن ماجه موقوفًا، بإسناد حسن، ورواه الحاكم مرفوعًا.
تخريجه:
ذكره السخاوي في القول البديع (ص 64)، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع في مسنده، وسبطه البغوي في فوائده عنه، ومن طريقه النُّميري بسند ضعيف. =
= وأخرجه المحاملي في الأمالي (ص 287) قال: ثنا إبراهيم بن مُجَشِّر، ثنا هُشيم به، بلفظ قريب.
ولفظه: "اللهم اجعل صلاتك وبركاتك على سيد المسلمين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابعثه يوم القيامة مقامًا يغبطه به الأولون والآخرون، صلَّى الله عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت على إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 58) قال: حدّثنا يحيى الحِمّاني قال: ثنا هُشيم به، بلفظه، وقال:"سيد المسلمين"، بدل:"سيد المرسلين"، ودون:"إنك حميد مجيد". وفي سنده: يونس مولى بني هاشم قال: قلت لعبد الله بن عَمرو، أو ابن عَمرو، أو ابن عمر -على الشك-.
ويشهد له حديث ابن مسعود موقوفًا، أخرجه ابن ماجه (1/ 293) واللفظ له، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 57)، وأبو يعلى (9/ 175)، والطبراني في الكبير (9/ 121)، والدارقطني في العلل (5/ 15)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 271)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 208)، وفي الدعوات (ص 119)، والشجري في الأمالي (1/ 125)، كلهم من طريق المسعودي عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال:"إذا صَلَّيتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه"، قال: فقالوا له: فعلِّمنا، قال:"قولوا: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صَلِّ عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". =
= وذكره المنذري في الترغيب (2/ 505)، ثم قال: رواه ابن ماجه موقوفًا بإسناد حسن.
وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر: رواه ابن أبي عمر، وأبو يعلى، وابن ماجه موقوفًا بإسناد حسن، ورواه الحاكم مرفوعًا.
وذكره السخاوي في القول البديع (ص 74)، ثم قال: وإسناد الموقوف حسن، بل قال الشيخ علاء الدين مغلطاي: إنه صحيح، لكن قد تعقب بعض المتأخرين على المنذري حيث حسَّنه بما حاصله: كيف يكون حسنًا وفي إسناده المسعودي، وقد قال ابن حبّان: إنه اختلط بأخرة، ولم يتميز حديثه الأوّل من الآخر، فاستحق الترك.
قلت: إسناده صحيح، والمسعودي وإن كان قد اختلط بأخرة، إلَّا أن النُّقَّاد قد ميزوا حديثه، فمن روى عنه قبل الاختلاط، فحديثه صحيح، ومن روى عنه بعد الاختلاط، فحديثه ضعيف والله أعلم، وممن روى عنه قبل الاختلاط جعفر بن عون، كما في رواية البيهقي في الدعوات.
وأخرجه عبد الرزاق (2/ 213)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 122)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 271) من طريق عون بن عبد الله، عن رجل، عن الأسود بن يزيد به، بلفظ قريب.
وفيه إبهام شيخ عون بن عبد الله، ولعله أبو فاختة، كما في الطريق الأولى، والله أعلم.
وأخرجه الحاكم (1/ 269)، من طريق رجل من بني الحارث، عن ابن مسعود، مرفوعًا، فذكر آخره.
ولفظه: "إذا تشهّد أحدكم في الصلاة، فليقل: اللهم صَلّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد، وارحم محمدًا وآل محمَّد، كما صَلَّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
3333 -
قَالَ إِسْحَاقُ (1): أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (2)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أمة محمَّد يُصَلِّي عَلَى محمَّد أَوْ يُسَلِّم عَلَيْهِ إلَّا بَلَّغَهُ يُصَلِّي عَلَيْكَ فُلَانٌ ويُسلِّم عَلَيْكَ فُلَانٌ.
(1) هذا الحديث زيادة من نسخة (ك).
(2)
في المخطوط: "الغياث"، والتصويب من مصادر التخريج وكتب الرجال.
3333 -
الحكم عليه:
هذا الإسناد ضعيف فيه أبو يحيى القَتَّات لين الحديث.
تخريجه:
أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (ص 102: 17) قال: أخبر أبو الحسن بن بشران وأبو القاسم عبد الرحمن بن عُبيد الله الحرقي قالا: أنبا حمزة بن محمَّد بن العباس، ثنا أحمد بن الوليد، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا إسرائيل به.
كما أخرجه في شعب الإيمان (2/ 218: 1584).
وأخرجه ابن عَدي (3/ 1092) قال: ثنا عيسى بن أحمد الصرفي، ثنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا عبد الغفار بن الحسن البصري، ثنا إسرائيل به مرفوعًا بلفظ:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي فلان سلَّم عليك ويُصَلِّي عليك، فلان يُصَلِّي عليك ويُسلِّم".
وتقدمت شواهده عند الحديث رقم (2326). (سعد).