المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌11 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه

‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

3359 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضيل عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبيه قال: كنت عند عمار رضي الله عنه فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ كَأَنَّهُ (1) يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إليك [وفوضت أمري إِلَيْكَ] (2)، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ المُنَزَّل، وبنبيك (3) الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا، لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، إِنْ قَبَضْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أخَّرتها، فَاحْفَظْهَا بحفظ الإيمان".

* إسناده حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه ومن حديث غيره.

(1) في نسخة (و) و (س): "كأنهن".

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والنقل من مصادر التخريج.

(3)

في نسخة (و) و (س): "ونبيك".

ص: 870

3359 -

الحكم عليه:

رجاله ثقات، لكن فيه عطاء بن السائب، وهو ثقة اختلط بأخرة، ورواية =

ص: 870

= محمَّد بن فُضيل عنه كانت بعد الاختلاط، لذا فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وأما قول الحافظ رحمه الله في آخره: إسناده حسن، فلعله لغيره، وأما لذاته، فلا، والله أعلم.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 124)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.

وذكره الهيثمي أيضًا (10/ 177) مع زيادة في أوله، ثم قال: رواه النسائيُّ باختصار عن هذا رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، إلَّا أن عطاء بن السائب اختلط.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث البراء بن عازب، والترمذي من حديث رافع بن خَديج.

ص: 871

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (9/ 71، 10/ 247).

وأخرجه أبو يعلى (3/ 195) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 257)، من طريق أبي هشام الرِّفاعي، كلاهما: عن محمَّد بن فُضيل، به، بلفظ قريب، مع زيادة في أوله عند أبي يعلى.

وهذه الزيادة أخرجها النسائيُّ (3/ 54)، من طريق حماد قال: حدّثنا عطاء بن السائب، به.

وله شاهد كما قال الحافظ هنا دون شطره الأخير، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوصي رجلًا فقال: "إذا أردت مضجعك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلَّا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت مت على الفطرة".

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 113)، وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2081، 2082)، =

ص: 871

= والرجل الذي أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم هنا هو: أُسيد بن حُضير (انظر المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ص 103).

كما يشهد له حديث رافع بن خَديج رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إليك، وألجات ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلَّا إليك، أؤمن بكتابك وبرسلك، فإن مات من ليلته، دخل الجنة".

أخرجه الترمذي (5/ 438)، واللفظ له، وقال: حسن غريب من حديث رافغ بن خَديج رضي الله عنه، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 455).

وإسناده صحيح.

ويشهد لشطره الأخير وهو قوله "إِنْ قَبَضْتَهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الإيمان" حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي، فارحمها، وإن أرسلتها، فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".

أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 125)، واللفظ له، ومسلم (4/ 2084).

وبهذه الشواهد يرتفع حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.

ص: 872

3360 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين، ثنا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدان قَالَ: سَمِعْتُ أنسا رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا أدلكِ عَلَى خَيْرٍ من ذلك؟ تهلِّلين الله تعالى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وتسبِّحينه (1) ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا (2) وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ تِلْكَ (3) مِائَةٌ خَيْرٌ لك (4) من الدنيا وما فيها".

(1) في نسخة (و): "وتسبحيه".

(2)

في نسخة (س): "ثلاثًا".

(3)

في نسخة (و) و (س): "ذلك".

(4)

قوله "لك": ساقط من نسخة (و) و (س).

ص: 873

3360 -

الحكم عليه:

ضعيف لضعف سلمة بن وَرْدان.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات.

ص: 873

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (10/ 427)، وتابعه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 138)، بلفظ قريب.

ولفظ البخاريُّ: أتت امرأة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ الحاجة أو بعض الحاجة، فقال:"أَلَا أدلكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؛ تُهَلِّلِينَ الله ثلاثًا وثلاثين عند منامك، وتسبّحين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين أربعًا وثلاثين، فتلك مائة خير من الدنيا وما فيها".

وأخرجه ابن عَدي (3/ 335)، من طريق ابن وهب، عن سلمة بن وَرْدان، به، بلفظ قريب، وقال:"تكبّرين" بدل: " تسبّحينه".

ويشهد له حديث علي، وأبي هريرة، رضي الله عنهما كما يلي:

1 -

حديث علي: أخرجه البخاريُّ (فتح 7/ 17)، واللفظ له، ومسلم =

ص: 873

= (4/ 2091)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 423)، من طريق علي، أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأُتي النبي صلى الله عليه وسلم بسبي، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة، فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم فقال:"على مكانكما" فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال:"ألا أعلمكما خيرًا مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما، تكبران أربعًا وثلاثين، وتسبِّحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم".

وعند ابن حبّان: "فسبِّحي، وكبري، وهلِّلي، ثلاثًا وثلاثين، وثلاثًا وثلاثين، وأربعًا وثلاثين".

2 -

حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم (4/ 2092)، واللفظ له، وأبو يعلى (12/ 122)، من طريق أبي هريرة، أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا، وشكت العمل، فقال:"ما ألفيتيه عندنا"، قال:"ألا أدلكِ على ما هو خير لك من خادم؟ " تسبِّحين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين ثلاثًا وثلاثين، وتكبِّرين أربعًا وثلاثين، حين تأخذين مضجعك".

وبهذين الشاهدين، يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.

ص: 874

3361 -

[1] قال الطيالسي: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْر، أخبرنا رجل عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، لَمْ يسأل الله تعالى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ".

[2]

قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حدّثنا شَهْر عنه، فحدثنا بهذا الحديث (1).

(1) يعني رواه حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شيخ شَهْر -وهو أبو ظَبْية- عن معاذ. أخرجه أحمد (5/ 235) قال: ثنا روح، والأصبهاني في الترغيب (2/ 557)، واللفظ له، من طريق محمَّد بن كثير، كلاهما: عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أبي ظَبْية الشامي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من بات على طهارة على ذكر، ثم تعار من الليل، لا يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه".

ص: 875

3361 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد حسن، لحال شَهْر بن حَوْشب.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود والطيالسي بسند فيه راو لم يسمّ، وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت رواه البخاريُّ وأصحاب السنن.

ص: 875

تخريجه:

هو في مسند الطيالسي (ص 77).

وأخرجه من طريقه: النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 469)، وفي سنده تعيين اسم الرجل الذي روى عنه شَهر وهو: أبو ظَبْيَة، وزاد في متنه:"يذكر الله".

ولفظه: "من أوى إلى فراشه طاهرًا، يذكر الله تعالى حتى تغلبه عيناه، فتعار من الليل، لم يسأل الله تعالى خيرًا من خير الدنيا والآخرة إلَّا أعطاه".

قال ثابت: فقدم علينا أبو ظَبْيَة، فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ. =

ص: 875

= قلت: وهذه الطريق ذكرها الحافظ هنا، وهي رواية حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي ظَبْية، عن معاذ.

ورواه حماد أيضًا عن عاصم، عن شَهْر بن حَوْشب، عن أبي ظَبْيَة، عن معاذ.

أخرجه أحمد (5/ 234) قال: ثنا روح، وحسن بن موسى، ومن طريقه ألمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 48)، وأخرجه أحمد أيضًا (5/ 241) واللفظ له، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 469) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، والطبراني في الكبير (20/ 118) قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق، ثلاثتهم: عن عفان.

وأخرجه عبد في المنتخب (1/ 170) قال: حدّثنا عمر بن عاصم الكِلابي، وأبو داود (4/ 310) قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، جميعهم: عن حماد بن سلمة قال: كنت أنا، وعاصم بن بَهْدَلة، وثابت، فحدَّث عاصم، عن شَهْر بن حَوْشب، عن أبي ظَبْيَة، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بنحوه، وزاد:"يبيت على ذكر الله".

قال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه إلَّا يعني أبا ظَبْيَة قلت لحماد: عن معاذ؟، قال: عن معاذ.

وأخرجه أحمد (5/ 244) قال: ثنا أبو كامل، وابن ماجه (2/ 1277)، من طريق أبي الحسين، كلاهما: عن حماد، به، بنحوه، وزاد أحمد:"يبيت على ذكر الله"، ولم يذكرا مقالة ثابت.

قلت: وهذا الحديث يرويه شَهْر بن حَوْشب، واختلف عليه فيه كما يلي:

1 -

فرواه ثابت، وعاصم عنه، عن أبي ظَبْيَة، عن معاذ.

2 -

ورواه شِمْر بن عطية عنه، عن أبي ظَبْيَة، عن عَمرو بن عَبَسَة.

3 -

ورواه ابن أبي حسين عنه، عن أبي أمامة.

4 -

ورواه شِمْر بن عطية أيضًا عنه، عن عَمرو بن عَبَسَة، وأبي أمامة معًا.

أما الوجه الأوّل، فتقدم ذكر من أخرجه.

وأما الوجه الثاني، فأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (8/ كنى 47)، =

ص: 876

= والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة- (ص470، 471)، من ثلاث طرق، والطبراني في الدعاء (2/ 839)، وأبو نُعيم في الحلية (9/ 319)، جميعهم: من طريق شِمْر بن عطية، به بنحوه.

قال الحافظ في نتائج الأفكار كما في الفتوحات الربانية (3/ 165): حديث حسن، ولعل أبا ظَبْيَة حمله عن معاذ، وعن عمرو بن عَبَسَة، فإنه تابعي كبير .. أهـ.

وأما الوجه الثالث، فأخرجه الترمذي (5/ 505)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 251)، والطبراني في الكبير (8/ 147)، من طريق ابن أبي حسين، به، بنحوه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد رُوي هذا أيضًا عن شَهر بن حَوشب، عن أبي ظَبْيَة، عن عَمرو بن عَبَسَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما الوجه الرابع، فأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 839)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 61)، من طريق شِمْر بن عطية، به بنحوه.

ويشهد له حديث عبادة بن الصامت عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من تعار من الليل فقال: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلَّا باللهِ، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب، فإن توضأ، قبلت صلاته".

أخرجه أحمد (5/ 313)، والبخاري (فتح 3/ 39) وهذا لفظه، وأبو داود (4/ 314)، والترمذي (5/ 447) وقال: حسن صحيح غريب، وابن ماجه (2/ 1276).

وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.

ص: 877

3362 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَم، ثنا يونس هو ابن بُكير، ثنا السَّري بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مسروق، عن عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِفِرَاشَهِ، فَيُفْرَشُ لَهُ، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ هَمَسَ لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ:"اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، إله (1) ورب (2) كل شيء، منزل التوارة وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالْقَ (3) الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر".

(1) قوله "إله": ساقط من نسخة (س).

(2)

قوله "ورب": في نسخة (و) و (س): "أو رب"

(3)

في نسخ (و): "خالق".

ص: 878

3362 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، آفته السَّري بن إسماعيل، وهو متروك الحديث.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 121)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، -وأبو يعلى: أستدرك في الهامش من نسخة ثانية- وفيه السَّرى بن إسماعيل، وهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة. =

ص: 878

= تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (8/ 210)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 152 أ).

وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 463)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 260)، وأخرجه الآجري في الشريعة (ص 297)، كلاهما: من طريق مُطَرِّف، عن الشعبي، عن عائشة مرفوعًا بلفظ قريب.

وإسناده منقطع؛ لأنه من رواية الشعبي عن عائشة، وهي رواية مرسلة (انظر المراسيل (ص 159).

وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 514)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 450)، من طريق هلال بن فياض، حدّثنا الحارث بن شِبْل قال: حدثتنا أم النعمان الكندية عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يقول في رقاده: فذكره بلفظ قريب.

وسنده ضعيف، فيه هلال بن فياض، وهو شاذ بن فياض، قال الحافظ: صدوق له أوهام وأفراد، وفيه الحارث بن شِبْل، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 263، 146).

ورُوي من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "اللهم رب السموات ورب الأرضين، ربي ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوارة والإِنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ الدين، وأغنني من الفقر".

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 251)، وهذا لفظه، وأحمد (2/ 536)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 102)، وأخرجه أحمد أيضًا (2/ 381، =

ص: 879

= 404)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 259)، ومسلم (4/ 2084)، وأبو داود (4/ 312)، والترمذي (5/ 440)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1274)، والطبراني في الدعاء (2/ 912، 913)، من طريقين، والحاكم (1/ 546)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: خرجه مسلم لسهيل.

ص: 880