المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌19 - باب الزجر عن المباهاة بالمطعم [والملبس] - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌19 - باب الزجر عن المباهاة بالمطعم [والملبس]

‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

(1)

3166 -

[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا عُمارة بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إن شرار أمتي الذين غُذُّوا (2) بِالنَّعِيمِ، [ونبتت] (3) عليه أجسامهم (4) ".

(1) ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والمثبت من نسخة (و).

(2)

في نسخة (و): "غدوا".

(3)

في الأصل: "نبت"، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في نسخة (و) و (س): "أجسادهم".

ص: 260

3166 -

[1] الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف الأفريقي عبد الرحمن بن زياد، ولِإرسال عُمارة بن راشد.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 142)، ثم قال: رواه البزّار ورواته ثقات، إلّا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم.

ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 250) فقال: رواه البزّار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، وقد وثق، والجمهور على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات. =

ص: 260

= قلت: يبدو أنه سقط متن الحديث من المطبوع من مجمع الزوائد، حيث ذكر الهيثمي هذا القول عقب حديث أبي أمامة رضي الله عنه والبزار لم يرو حديث أبي أمامة، وإنما روى حديث أبي هريرة.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 126/ ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، ومدار أسانيدهم على الأفريقي، وهو ضعيف.

وقال العراقي: رواه البزّار من حديث أبي هريرة، بسند ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 232).

ص: 261

تخريجه:

أخرجه الشجري في الأمالي (2/ 182)، من طريق بشر بن موسى قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به، بلفظه، دون قوله "إن".

وأخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (1/ 349) قال: أخبرنا المقرئ، به، بلفظ قريب.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 237)، قال: حدّثنا محمَّد بن مُعْتَمِر، ثنا عبد الله بن يزيد، به، بلفظه، وقال: عُمارة بن راشد لا نعلم روى عنه إلّا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل فحدث عنهم بأحاديث مناكير فَضَعُفَ حديثه، وهذا مما أُنكر عليه، ولم يشاركه فيه أحد.

ويشهد للحديث ما يلي:

1 -

حديث عروة بن رُويم: أخرجه ابن المبارك (ص 262)، واللفظ له، ووكيع (1/ 401)، ومن طريقه: هنَّاد (2/ 363)، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 120)، عن الأوزاعي، عن عروة بن رُويم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "شرار أمتي الذين وُلِدُوا في النعيم، وَغُذُّوا به، همتهم ألوان الطعام وألوان الشراب، يتشدقون في الكلام". =

ص: 261

= وسنده ضعيف؛ لأنه مرسل، ورمز السيوطي لحسنه (فيض القدير 3/ 461).

وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 422)، ولعل تحسين السيوطي لهذا الحديث بالنظر إلى شواهده.

وقوله: "يتشدقون في الكلام" أي: يتوسعون فيه من غير احتياط واحتراز (انظر النهاية 2/ 453).

2 -

حديث فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وفاطمة بنت الحسين: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 109)، وابن عَدي (5/ 319)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (5/ 33)، من طريق إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُماني، حدّثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جعفر الأنصاري، عن عبد الله بن حسن، عن أمه، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ قريب من لفظ ابن المبارك.

قال البيهقي: تفرد به علي بن ثابت، عن عبد الحميد.

قلت: علي بن ثابت هو الجزري، صدوق ربما أخطا (التقريب ص 398).

وقد رُوي عن أم عبد الله بن حسن -وهي فاطمة بنت حسين- مرسلًا وهو الراجح، فعبد الحميد بن جعفر الأنصاري هو مدار هذا الإِسناد، ورواه عنه علي بن ثابت كما تقدم، وخالفه أبو بكر الحنفي فقال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، حدثني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن أمة الله فاطمة بنت حسين حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إن من شرار أمتي الذين غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشادقون بالكلام".

أخرجه أحمد في الزهد (ص 123)، وهذا لفظه وأبو بكر الحنفي هو عبد الكبير بن عبد المجيد، قال الحافظ: ثقة (التقريب ص 360).

وذكر الإمام الدارقطني هذين الطريقين في العلل -خ- (5/ 159/ ب) ثم قال: وهو أشبه. أهـ. يعني طريق أبي بكر الحنفي. =

ص: 262

= 3 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 318)، من طريق سهل بن المَرْزُبان، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان بن عُيينة، عن منصور، عن الزهري، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "شرار أمتي الذين غدوا في النعيم، الذين يتقلبون في ألوان الطعام والثياب، الثرثارون الشدّاقون بالكلام، وخيار أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصَروا وأفطروا".

ثم قال: غريب من حديث سفيان عن منصور، عن الزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلّا سهلًا، وأراه واهمًا فيه.

وقال العراقي: رواه أبو نُعيم في الحلية من حديث عائشة بإسناد لا بأس به (المغني مع الإحياء 3/ 92).

4 -

حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 126) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (6/ 90)، من طريق جَميع بن ثُوَب الرَّحَبي، عن حَبيب بن عُبيد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سيكون رجال من أمتي يكون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان اللباس، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي".

قال العراقي: سنده ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 272).

قلت: لضعف جَميع بن ثُوَب (انظر المغني 1/ 136).

5 -

حديث بكر بن سَوَادة: أخرجه أحمد في الزهد (ص 544)، من طريق عُبيد الله بن زَحْر، عن بكر بن سَوادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون نشو من أمتي يولدون في النعيم، ويَغْذُون به، همتهم ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون بالقول، أولئك شرار أمتي".

وإسناده ضعيف لإرساله، وفيه عُبيد الله بن زَحْر، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 371). =

ص: 263

= 6 - حديث عبد الله بن جعفر: أخرجه الحاكم (3/ 568)، من طريق أصرم بن حوشب، ثنا إسحاق بن واصل الضبي، عن أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين قال: قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: حدّثنا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"شرار أمتي قوم وُلِدُوا في النعيم وَغُذُّوْا، به، يأكلون من الطعام ألوانًا". ويلبسون من الثياب ألوانًا، ويركبون من الدواب ألوانًا، يتشدقون في الكلام".

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص: أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصْرَم متهم بالكذب. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 495): موضوع.

وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 264

3166 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا عُمارة، به.

ص: 265

3166 -

[2] الحكم عليه:

ضعيف: لضعف عبد الرحمن بن زياد، وإرسال عُمارة.

ص: 265

تخريجه:

تقدم في الطريق السابقة برقم (1)، وبما ذُكر فيه من شواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 265

3166 -

[3] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثنا محمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ (1)، هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ الْمُقْرِئُ، بِهِ.

وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمارة، وعبد الرحمن حدث بمناكير عن مجاهيل.

(1) في نسخة (س): "عبد الله بن زيد".

ص: 266

3166 -

[3] الحكم عليه:

ضعيف. لضعف عبد الرحمن بن زياد، وإرسال عُمارة.

ص: 266

تخريجه:

هو في مسند البزّار كما في الكشف (4/ 237).

وفيه: حدّثنا محمَّد بن مُعْتَمِر، بدل: حدّثنا محمَّد بن معمر، فلعله سبق قلم من الناسخ.

ولفظه: "إن شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، ونبتت عليه أجسامهم".

قال البزّار: عُمارة بن راشد لا نعلم روى عنه إلّا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدث عنهم بأحاديث مناكير فَضَعُفَ حديثه، وهذا مما أُنكر عليه، ولم يشاركه فيه أحد.

وبشواهده المذكورة في الطريق السابق برقم (1)، يرتقي إلى الحسن لغيره.

ص: 266

20 -

بَابُ الْحَذَرِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، [وَكَثْرَةِ](1) الْمَالِ

3167 -

[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هلالْ العَدَوي، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ العَدَوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: دعاني عُمَرَ رضي الله عنه، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَطْعٌ عَلَيْهِ ذَهَبٌ مَنْثُورٌ نثر الحثا. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وَالْحَثَا التِّبْنُ (2)، فَقَالَ:"هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ، والله أعلم حين حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، [أخَيْرا أراد أم شرًا] (3) " فجعل عمر رضي الله عنه، يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما حَبَسَه عن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر رضي الله عنه، إِرَادَةَ الشَّرِّ بِهِمَا، وَأَعْطَانِيهِ إِرَادَةَ الْخَيْرِ بِي (4) ".

* هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشاشي في مسنده.

(1) في الأصل: "وكثر"، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في نسخة (و) و (س): "التين".

(3)

في الأصل: "أخير أراد أم شر"، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

زيد في نسخة (س): "كلمة غير واضحة".

ص: 267

3167 -

[1] الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد حسن، فيه زهير بن حيان، وهو صدوق. =

ص: 267

= وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 أ) مختصر: رواه إسحاق بن راهويه، والحارث بن أبي أسامة، ورواته ثقات.

ص: 268

تخريجه:

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 297) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله المَحْزَمي قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به، بلفظ قريب.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 230) عن عَمرو بن عاصم الكِلابي، والحارث كما في بغية الباحث (ص 1300) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما: عن سليمان بن المغيرة به، بنحوه.

ولفظ ابن سعد: قال ابن عباس: دعاني عمر بن الخطّاب فأتيته، فإذا بين يديه نَطْعٌ عليه الذهب منثور حثا، قال: يقول ابن عباس: أخبرنا زهير، هل تدري ما حثا؟ قال، قلت: لا، قال: التبن، قال:"هلم فاقسم هذا بين قومك، فالله أعلم حيث زوى هذا عن نبيه عليه السلام، وعن أبي بكر، فأُعطيته لخير أُعطيته أو لشر"، قال:"فأكببت عليه أقسم وأزيل"، قال فسمعت البكاء، قال: فإذا صوت عمر يبكي، ويقول في بكائه:"كلا والذي نفسي بيده، ما حَبَسَه عن نبيه عليه السلام، وعن أبي بكر إرادة الشر لهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له".

ص: 268

3167 -

[2] حدّثنا (1) ابْنُ الْمُنَادِي (2)، ثنا أَبُو النَّضْرِ (3) هَاشِمُ بْنُ القاسم، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، وَكَانَ يَغْشَى ابن عباس رضي الله عنهما، وسمع منه، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه (4)، يقول: دعاني عمر رضي الله عنه، فذكره.

* رجاله أخرج لهم مسلم سوى زهير، وهو غير مجروح.

(1) القائل هو: الهيثم بن كليب الشاشي رحمه الله في مسنده.

(2)

في نسخة (س): "ابن المناوي".

(3)

في نسخة (و)(س): "أبو النصر".

(4)

قوله "وسمع منه" قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه": سقط من نسخة (و) و (س).

ص: 269

3167 -

[2] الحكم عليه:

هذا إسناد حسن؛ لحال زهير بن حيان.

ص: 269

تخريجه:

تقدم في تخريج الطريق السابق برقم (1).

ص: 269

3168 -

[1] وقال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ الضّبِّي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السّرَّاء أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضرَّاء، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضرَّاء فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ [الدُّنْيَا] (1) خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا جرير به (2).

(1) في الأصل: "الضراء"، والمثبت من نسخة (و) و (س)، والاتحاف، ومصادر التخريج.

(2)

هو في مسند أبي يعلى (2/ 115).

ص: 270

3168 -

[1] الحكم عليه:

ص: 270

الحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حال الرجل الذي من بني عامر، وفيه عنعنة المغيرة وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 184)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار، وفيه راوِ لم يسمّ، وبقية رواته رواة الصحيح. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 245).

وذكره البوصيري -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق، وأبو يعلى، والبزّار، كلهم بسند فيه راو لم يسمّ، وله شاهد من حديث خولة بنت قيس رواه الترمذي وصححه، ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عَمرو، ومن حديث عَمْرَة بنت الحارث.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه، وعزاه للبزّار، وأبي نُعيم، والبيهقيُّ في الشعب (فيض القدير 5/ 254).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (ص 670)، وقال: ضعيف.

ص: 270

تخريجه:

أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 93) من طريق المصنِّف بلفظ قريب، ولفظه: =

ص: 270

= "لأنا في فتنة السراء لأخوف عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة".

وأخرجه البزّار (3/ 367) قال: حدّثنا يوسف بن موسى، وأبو يعلى (2/ 115) عن أبي خيثمة، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 280) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأبي قدامة، أربعتهم: عن جرير به، بلفظ قريب.

ولفظ البزّار: "لأنا في السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء، إنكم قد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة".

قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

ويشهد للحديث ما يلي:

1 -

حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أخرجه الترمذي

(4/ 553)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 123) عن قُتيبة، حدّثنا أبو صفوان عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عبد الرحمن بن عوف قال:"ابتلينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر".

قال الترمذي: هذا حديث حسن. أهـ. وهو كما قال رحمه الله، فإن في رواية يونس -وهو ابن يزيد الأبلي- عن الزهري وهما قليلًا، قاله الحافظ في (التقريب ص 614).

2 -

أثر معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخرجه ابن المبارك (ص 271) واللفظ له، وابن أبي شيبة (15/ 65)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 236)، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 134) من طريق الأشعث بن سُليم قال: سمعت رجاء بن حيوة يحدث عن معاذ بن جبل قال: "إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء، إذا تسوَّرن الذهب، ولبسن رَيْطَ الشام، وعَصبَ اليمن، فأتعبن الغني، وكلَّفن الفقير ما لا يجد". =

ص: 271

= وسنده صحيح، والرَّيْط: هو الثوب اللين الرقيق (انظر ترتيب القاموس 2/ 421)، والعصب: ضرب من البرود (ترتيب القاموس 3/ 236).

وأخرجه البيهقي في الزهد (ص 183) من طريق أخرى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، بلفظ قريب من لفظ ابن المبارك.

ص: 272

3169 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ سَيحان، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلالًا رضي الله عنه، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هذا يا بلال؟ "، قال رضي الله عنه: تمرًا ادخرته يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم "أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ [بُخَارًا] (1) فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ [بِلَالُ] (2)، وَلَا تخافنَّ مِنْ ذِي العرش إقلالًا".

(1) في الأصل، ونسخة (و):"بحارًا"، وكتب في الهامش:"كذا"، والمثبت من نسخة (س)، ومسند أبي يعلى.

(2)

في الأصل: "بلالًا"، والمثبث من باقي النسخ.

ص: 273

3169 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف حرب بن ميمون.

وذكره المنذري في الترغيب (2/ 51)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط بإسناد حسن. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 241). ولا يصح؛ لأنّ في إسناده حرب بن ميمون، وهو ضعيف كما علمت من ترجمته.

وقال العراقي: رواه البزّار من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وبلال

وروى أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، حديث أبي هريرة، وكلها ضعيفة (المغني مع الإحياء 4/ 278).

ص: 273

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 429).

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 342)، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 58)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2/ 280) قال: حدّثنا محمَّد بن عَمرو بن أَسْلَم، كلاهما: عن جعفر بن محمَّد الفريابي، ثنا بِشر بن سَيحان به، بلفظ قريب. =

ص: 273

= ولفظ الظبراني: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالًا، فأخرج له صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا بلال؟ " قال: ادخرته لك يا رسول الله. قال: "أما تخشى أن يُجعل لك بخار في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

قال أبو نُعيم: رواه هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، تفرد به عنه حرب بن ميمون.

وأخرجه أبو نُعيم أيضًا (6/ 274) من طريق عبد الله بن أحمد عن بِشْر بن

سَيحان به، بلفظ قريب. وقال: غريب من حديث هشام، تفرد به حرب.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251) واللفظ له، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 110)، والطبراني في الكبير (1/ 342)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 58)، من طريق موسى بن داود، ثنا مبارك بن فَضالة عن يونس بن عُبيد، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليّ بلال وعنده صُبَر من تمر، فقال:"ما هذا؟ " قال: أدخره. فقال: "أما تخشى أن ترى له بخارًا في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

قال البزّار: لا نعلم رواه عن يونس إلَّا مبارك.

قلت: ورواه ابن عَدي (6/ 305) من طريق هُدْبة، عن مبارك بن فَضَالة به، ثم قال: هذا ليس عن هُدْبة، إنما يحدث به موسى بن داود، عن مبارك بن فَضَالة. اهـ.

وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 126)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه مبارك بن فَضالة، وهو ثقة، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: سنده ضعيف لعنعنة مبارك بن فَضالة، ذكره الحافظ من أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، وهم من لم يقبل الأئمة من حديثهم إلّا بما صرحوا فيه بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 43).

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251)، والطبراني في الكبير (1/ 341) واللفظ له، وفي الأوسط (3/ 272)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 280)، وفي معرفة =

ص: 274

= الصحابة (3/ 57)، من طريق بكار بن محمَّد السِّيريني، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليّ بلال فوجد عنده صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا بلال؟ " فقال: تمر أدخره. قال: "ويحك يا بلال، أو ما تخاف أن يكون له بخار في النار؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث ابن عون، عن محمَّد.

قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه بكار السِّيريني، قال الذهبي: قال أبو زرعة ذاهب الحديث (المغني 1/ 111).

ورُوي عن ابن سِيرين مرسلًا، أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 123)، قال: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ابن عون، عن محمَّد أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عليّ بلال رحمه الله فرأى عنده صُبر من تمر، فقال له:"ما هذا"؟ قال: هذا تمر ادخرته. قال: "أفما تخاف أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

ويشهد للحديث ما يلي:

1 -

حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 250)، والشاشي (1/ 391، 392)، والطبراني في الكبير (1/ 340، 10/ 191) ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 207) -، وابن عَدي (6/ 44)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 149)، وفي معرفة الصحابة (3/ 56)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 437)، من طرق كثيرة عن قيس بن الربيع، عن أبي حُصين، عن يحيى بن وَثَّاب، عن مسروق، عن عبد الله قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صُبَر مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟ " قال: يا رسول الله، ذخرته لك ولضيفانك. قال:"أما تخشى أن يفور لها بخار في جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

قال البزّار: هكذا رواه قيس، ورواه عنه أبو غسان، وعاصم، وقد رواه يحيى بن أبي بُكير، عن قيس، عن أبي حُصين، عن يحيى، عن مسروق، عن عائشة. =

ص: 275

= وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 126)، ثم قال: فيه قيس بن الربيع، وثَّقه شعبة، والثوري، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.

قلت: إسناده ضعيف، لضعف قيس بن الربيع، قال الذهبي: صدوق سيء الحفظ (المغني 2/ 527)، وضعف العراقي هذا الحديث (انظر المغني مع الإحياء 4/ 278).

2 -

حديث عائشة: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 172)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 837) واللفظ له، من طريق محمَّد بن إسماعيل الأحمسي، حدّثنا مُفَضَّل بن صالح، حدثني سليمان الأعمش، عن طلحة بن مصرف اليامي، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا بلال، أطعمنا"، قال: ما عندي إلَّا صُبْرَة من تمر خبأته لك. قال: "ما تخشى أن يخسف الله عز وجل به في نار جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

وسنده ضعيف، فيه مُفَضَّل بن صالح، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 544).

3 -

حديث بلال: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251) واللفظ له، والطبراني في الكبير (1/ 359)، من طريق محمَّد بن الحسن الأسدي -في سند البزّار: عمر بن الحسن الأسدي، وفي سند الطبراني: عمر بن محمَّد بن الحسن- حدثني أبي، عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بلال قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وعندي صُبَر من المال، فقال:"أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

قال البزّار: لم يقل عن بلال إلّا محمَّد بن الحسن، وغيره رواه عن مسروق مرسلًا.

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 341)، من طريق طلحة بن زيد، عن يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ أبي سعيد الخدري، عن بلال رضي الله عنهما قال: =

ص: 276

= دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شيء من تمر، فقال:"ما هذا؟ " فقلت: ادخرناه لشتائنا. فقال: "أما تخاف أن ترى له بخارا في جهنم؟ ".

وذكر الهيثمي هاتين الروايتين في المجمع (10/ 241)، ثم قال: رواه الطبراني، والبزار باختصار، إلَّا أنه قال: وعنده صُبَر من مال، وفي رواية الطبراني الأولى، والبزار: محمَّد بن الحسن بن زَبَالة، وفي الثانية: طلحة بن زيد القرشي، وكلاهما ضعيف، قال البزّار: الصواب فيه عن مسروق.

قلت: محمَّد بن الحسن المذكور في الإسناد، هو الأسدي، والذي ذكره الهيثمي مخزومي (انظر التقريب ص 474) والأسدي هذا هو محمَّد بن الحسن بن الزبير، لقبه: التَّلُّ، وهو أيضًا ضعيف (انظر الميزان 3/ 512).

وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 57)، من طريق جُبارة بن مُغَلِّس، ثنا أبو حماد الحنفي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ قريب من لفظ الباب.

قلت: وهذه الأسانيد ضعيفة، فإسناد الطبراني الأوّل فيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع، (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وفيه محمَّد بن الحسن الأسدي، وهو المعروف بالتَّلِّ، وهو ضعيف. وإسناد الطبراني الثاني ضعيف جدًا، فيه طلحة بن زيد، هو القرشي، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 282)، ويزيد بن سنان، هو أبو فروة، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 602)، وأبو المبارك لا تقوم به حجة، قاله الذهبي (الميزان 4/ 567)، وإسناد أبي نُعيم ضعيف، لتدليس أبي إسحاق كما تقدم، ولضعف جُبارة بن المُغلِّس (انظر التقريب ص 137).

4 -

حديث مسروق: أخرجه وكيع (2/ 663) واللفظ له، ومن طريقه أحمد في الزهد (ص 23)، وأخرجه ابن قُتيبة في غريب الحديث (1/ 412)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 438) من طريق أبي إسحاق عن مسروق قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: =

ص: 277

= "أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا" ..

وسنده ضعيف، لِإرسال مسروق، ولعنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42).

5 -

حديث أبي حُصين: أخرجه وكيع (2/ 666)، ومن طريقه هنَّاد (1/ 340) عن مِسْعَر، عن أبي حُصين قال: أصبح عند بلال تمر قد ذخره للنبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أمنت أن يصبح له بخار في نار جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".

وسنده منقطع؛ لأنّ أبا حُصين، وهو عثمان بن عاصم توفي سنة سبع وعشرين ومائة، وبلال رضي الله عنه، توفي سنة عشرين (انظر التقريب ص 129، 384)، فيبعد أن يروي عنه، خصوصًا إذا أضفنا إلى ذلك سن التحمل.

6 -

حديث أنس: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 314) من طريق هلال بن أبي المُعَلَّى عن أنس قال: أُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائران فقدِّم إليه أحدهما، فلما أصبح قال:"عندكم من غذاء؟ " فقدم إليه الآخر، فقال:"من أين ذا؟ " فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله. فقال: "يا بلال، لا تخف من ذي العرش إقلالًا، إن الله يأتي برزق كل غد".

قلت: هلال هذا، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، وعلى ذلك فهو مجهول. انظر: التاريخ الكبير (8/ 208)، الجرح (9/ 74)، الثقات (5/ 505).

وبما سبق ذكره من الطرق والشواهد، يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 278

3170 -

حدّثنا (1) أبو همام، أنا ابن وهب، أخبرني [مسلمة بْنُ عُلَيّ](2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (3)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، [قَالَ: قَالَ] (4) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قلَّ مَالُهُ، وكثر عياله، [وحسنت صَلَاتَهُ] (5)، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وهو معي (6) كهاتين".

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.

(2)

في جميع النسخ: "مسلم بن علي"، والتصويب من كتب الحديث، والتراجم.

(3)

في نسخة (س): "زيد".

(4)

في الأصل: "قال قا قال".

(5)

ما بين المعقوفتين ساقط من نسخة (س)، وفي الأصل، ونسخة (و):"وحسن صلاته"، والمثبت من كتب الحديث.

(6)

في نسخة (س): "مني".

ص: 279

3170 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لحال مسلمة بن عُلَيّ، وهو متروك، وفيه عبد الرحمن بن يزيد، وهو ضعيف، والله أعلم.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 151)، ثم قال: رواه أبو يعلى والأصبهاني. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99 ب) مختصر، وزاد: وله شاهد من حديث أبي الدرداء.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 256)، ولم ينسبه إلى مخرجه.

ص: 279

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 276).

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 259)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 319) من طريق أبي عبد الله بن عُفير، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع به، بلفظه. =

ص: 279

= قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد: عبد الرحمن بن يزيد ضعيف، وقال النسائيُّ: متروك.

وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 291) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، والأصبهاني في الترغيب (2/ 909) من طريق أحمد بن عيسى، كلاهما: عن عبد الله بن وهب به، بلفظه.

ص: 280

3171 -

حدّثنا (1) مُحَمَّدُ بْنُ بشَّار، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَري (2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ (3) قال: كنت مع سلمان رضي الله عنه، فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ (4):"إِنَّ الَّذِي (5) أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ [وَفَتَحَهُ لَكُمْ، لِمُمْسِكٌ] (6) خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، قَدْ كَانُوا (7) يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ (8)؟ "، ثُمَّ مَرَرْنَا [بِبَيَادِرَ تُذْرَى](9)، فَقَالَ:"إِنَّ الَّذِيَ أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ وَفَتَحَهُ لَكُمْ، [لِمُمْسِكٌ] (10) خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عندهم مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بني عبس (11)؟ ".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

(2)

في نسخة (و) و (س): "أبي البحتري".

(3)

في جامع المسانيد والسنن: "رجل من بني عبد قيس".

(4)

قوله "قال": ساقط من نسخة (و).

(5)

قوله "الذي": في نسخة (و): "الله تعالى".

(6)

في الأصل: "وفتح لكم ليمسك"، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

قوله "قد كانوا": في نسخة (و): "وكانوا".

(8)

في جامع المسانيد والسنن: "يا أخا بني قيس".

(9)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والمثبت من نسخة (و)، وفي نسخة (س): "بياذر

تذري".

(10)

في الأصل: "ليمسك"، والمثبت من باقي النسخ.

(11)

في جامع المسانيد والسنن: "يا أخا بني قيس".

ص: 281

3171 -

الحكم عليه:

أتوقف في الحكم على هذا الأثر؛ لإبهام الرجل الذي يروي عنه أبو البَختَري. =

ص: 281

= وذكر الهيثمي معناه في المجمع (10/ 324)، ثم قال: رواه الطبراني وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية رجاله وثقوا.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، والحارث بن أبي أسامة واللفظ له، بسند ضعيف، لجهالة التابعي.

ص: 282

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى: كما في جامع المسانيد والسنن لابن كثير (3/ 546).

ولفظه: عن رجل من بني عبد قيس. قال: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ، فَمَرَرْنَا بدَجلة، فَقَالَ:"يَا أخا بني قيس أنزل فاشرب"، فنزل فشرب، ثم قال:"أنزل فاشرب"، فنزل فشرب، ثم قال:"يا أخا بني قيس ما نقص شرابك من دَجلة؟ ". قلت: ما أعني أن ينقص شرابي مِنْ دَجلة. قَالَ: "كَذَلِكَ الْعِلْمُ لَا يَفْنَى، فعلمك بما ينفعك". قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ:"إِنَّ الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم ليمسك خَزَائِنَهُ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وقد كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أخا بني قيس؟ " فقال: "إن الذي أعطاكموه وخولكموه لممسك خزائنه، ومحمد حي، وقد كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أخا بني قيس".

وأخرجه الطيالسي (ص 91)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ص 1324) قال: حدّثنا أبو النضر، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 199) من طريق علي بن الجَعْد، ثلاثتهم: عن شعبة به، بلفظ قريب.

قال أبو نُعيم: رواه الأعمش ومِسْعَر عن عَمرو مثله.

وأخرجه ابن المبارك (ص 283)، وابن أبي شيبة (13/ 337)، كلاهما: عن مِسْعَر قال: سمعت عَمرو بن مرة به، بنحوه. ولفظ ابن المبارك: صحب سلمان رجل من بني عبس قال: فشرب شربة من دَجلة، فقال له سلمان:"عد فاشرب". قال: قد =

ص: 282

= رويت، قال:"أترى شربتك هذه نقصت منها شيئًا؟ " قال: وما تنقص شربة شربتها، قال:"كذلك العلم لا يفنى، فاتبع -أو قال: فابتغ- من العلم ما ينفعك"، ثم سار حتى أتى نهر دُنّ، فإذا كدوس تُذرى، وإذا أطعمة، قال:"يا أخا بني عبس، إن الذي فتح هذا لكم وخولكموه ورزقكموه، إنْ كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم-حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم صاع من طعام"، وذكر ما فتح الله على المسلمين بجلولاء، ثم قال:"يا أخا بني عبس إن الذي فتح لكم هذا وخولكموه، إن كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم".

وأخرجه أحمد في الزهد (ص 53)، وهنَّاد (2/ 380)، كلاهما: عن أبي معاوية، حدّثنا الأعمش عن عَمرو بن مرة به، بمعناه.

وأخرج أوله، أبو خيثمة في العلم (ص 17) من طريق الأعمش، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 188) من طريق مِسْعَر، كلاهما: عن عَمرو بن مرة به.

ولفظ أبي خيثمة؛ صحبت سلمان فأردت أن أعينه وأتعلم منه وأن أخدمه، قال: فجعلت لا أعمل شيئًا إلّا عمل مثله، قال: فانتهينا إلى دَجلة وقد مدَّت وهي تطفح، فقلنا: لو سقينا دوابنا، قال: فسقيناها، ثم بدا لي أن أشرب فشربت، فلما رفعت رأسي قال:"يا أخا بني عبس عد فاشرب"، قال: فعدت فشربت، وما أريده إلّا كراهية أن أعصيه، ثم قال لي:"كم تُراك نقصتها؟ " قال: قلت: يرحمك الله، وما عسى أن ينقصها شربي؟ قال:"وكذلك العلم، تأخذه ولا تنقصه شيئًا، فعليك من العلم بما ينفعك".

ص: 283

21 -

بَابُ فَضْلِ [التَّقَلُّلِ](1) مِنَ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ أَهْلِ الزهادة فيهم

3172 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الجُمَحي قَالَ: دَعَا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَح يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بن عامر بن [حِذْيَم](2)، فقال له: إني مستعملك على أرض كذا وكذا، قال (3): أوَ تُقيلني (4) يا أمير المؤمنين؟ فقال: والله لا أفعل، قلدتموها في عنقي وتتركوني، فقال عمر رضي الله عنه: ألا نفرض (5) لك رزقًا؟ قال (6): فإنك قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ. فَأَتَاهُ نَاسٌ [فَقَالُوا](7): إِنَّ لأهلك عليك حقًا، ولأصهارك عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، ولا بملتمس رضا أحد من الناس لطلب الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلعت خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الجنة، لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس، وما أنا بمتخلف عن العتق (8) الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ (9) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُجمع النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فيجيء فقراء المؤمنين فيَدُفُّون كما يَدُفُّ الحمام، فيقال لهم: قفوا عند الحساب،

(1) ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والمثبت من نسخة (و).

(2)

في الأصل: "جديم"، وفي نسخة (و) و (س):"حديم"، والمثبت من كتب التراجم، والحديث.

(3)

في نسخة (و) و (س): "فقال".

(4)

في نسخة (و): "أو تقبلني".

(5)

في نسخة (و): "ألا نقرض".

(6)

قوله "قال": ساقط من نسخة (و) و (س).

(7)

في الأصل: "فقال"، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في نسخة (و) و (س): "العنق".

(9)

في نسخة (و): "ان".

ص: 284

فيقولون: ما عندنا من حساب ولا آتيتمونا (1). فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلَا: صَدَقَ عِبَادِي. فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بسبعين عامًا".

(1) في نسخة (و): "اتيـ"، ثم علق في الهامش فقال:"كذا".

ص: 285

3172 -

الحكم عليه:

هذا الإسناد ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد، ولانقطاعه، عبد الرحمن بن سابط يرسل عن سعيد.

وذكره المنذري في الترغيب (4/ 137)، ونسبه إلى الطبراني، وأبي الشيخ في الثواب، وضعَّفه بيزيد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 261)، ثم قال: رواه الطبراني، وذكره بعده عنٍ سعيد بن عامر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مثله، وفي إسناديهما يزيد بن أبي زياد، وقد وثِّق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات، ورواه البزّار عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك ..

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، وأبو الشيخ في الثواب، ورواته ثقات، إلا يزيد بن أبي زياد. =

ص: 285

= تخريجه:

أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 246) من طريق المصنِّف. ثم قال: ورواه مالك بْنِ دِينَارٍ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ سعيد بن عامر مسندًا مختصرًا.

وأخرجه البزَّار: كما في الكشف (4/ 271)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير به، وذكر آخر الأثر والمرفوع منه، ولفظه: قال سعيد بن عامر بن حِذيَم: ما أنا بمتخلف عن العتق الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُجمع النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فيجيء فقراء المسلمين فيَدُفُّون كما يَدُف الحمام، فيقال لهم: قفوا في الحساب. فيقولون: والله ما علينا من حساب، ما تركنا من شيء، فيقول لهم ربهم تبارك وتعالى: صدق عبادي، ويفتح لهم باب الجنة، فيدخلون قبل الناس بسبعين عامًا".

قال البزَّار: لا نعلم يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم-إلا من هذا الوجه.

وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 293) من طريق عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير به، وذكر المرفوع منه، ولفظه: "يُجمع الناس للحساب، فيجيء فقراء المسلمين فيَدُفُّون كما يَدُفُّ الحمام، يقول لهم: قفوا للحساب.

فيقولون: والله ما عندنا من حساب، ولا تركنا من شيء، قال: فيقول ربكم عز وجل: [صدق] عبادي، فتفتح لهم الجنة، فيدخلونها قبل الناس بسبعين عامًا".

وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 58) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 246)، وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 923) كلاهما: من طريق مسعود بن سعد عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن سابط قال: أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعيد بن عامر الجُمَحي: إنا مستعملوك على هؤلاء، تسير بهم إلى أرض العدو، فتجاهد بهم، فذكر حديثًا طويلًا، فقال فيه: قال سعيد: وما أنا بمتخلف عَنِ الْعُنُقِ الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي فقراء المسلمين: "يزفون كما يزف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: والله ما تركنا شيئًا =

ص: 286

= نحاسب به. فيقول الله عز وجل: صدق عبادي، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عامًا".

وأخرجه الطبراني من طريق محمَّد بْنُ فُضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به، وأحال على لفظه المذكور آنفا بقوله: مثله.

وتوبع يزيد بن أبي زياد على رواية هذا الخبر، كما يلي:

أخرج الطبراني في الكبير (6/ 58) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عَنْ ابن سابط قال: قال سعيد بن عامر: ما أنا بمختلف عن العنق الأوّل بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجيء فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم، فيقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: ما أعطيتمونا شيئًا فتحاسبونا عليه، فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة".

وأخرج الطبراني في الكبير (6/ 59) من طريقين عن أبي معاوية، عن موسى الصغير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر بن حِذْيَم قال: بلغ عمر أنه لا يدَّخر في بيته من الحاجة، فبعث إليه بعشرة آلاف فأخذها، فجعل يفرِّقها صُرَرًا، فقالت له امرأته: أين تذهب بهذه؟ قال: أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها، فما أبقى منها إلا شيئًا يسيرًا، فلما نفذ الذي كان عندهم قالت امرأته: اذهب إلى بعض أصحابك الذين أعطيتهم يرجحون لك، فخذ من أرباحهم. وجعل يدافعها ويماطلها، حتى طال ذلك، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن حورًا اطَّلعت إصبعًا من أصابعها، لَوَجَدَ رِيحَهَا. كُلُّ ذِي رُوحٍ". فَأَنَا أَدَعُهُنَّ، لكن والله لأنتن أحق أن أدعكن لهن منهن لكن.

وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 124)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات.

وتوبع عبد الرحمن بن سابط على رواية هذا الخبر، كما يلي:

أخرج ابن الأثير في أُسد الغابة (2/ 394) من طريق مالك بن دينار عن شَهْر بن =

ص: 287

= حوْشَب قال: لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم، فرفع الكتاب، فإذا فيه سعيد بن عامر، قال: من سعيد بن عامر؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، أميرنا. قال: وأميركم فقير؟ قالوا: نعم. فعجب فقال: كيف يكون أميركم فقيرًا" أين عطاؤه؟ أين رزقه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، لا يمسك شيئًا، قال: فبكى عمر، ثم عمد إلى ألف دينار فصرّها، وبعث بها إليه، وقال أقرئوه مني السلام، وقولوا له: بعث بها إليك أمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك، قال: فجاء بها الرسول، فنظر إليها فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأته: ما شأنك؟ أصيب أمير المؤمنين؟ قال: أعظم، قالت: فظهرت آية؟ قال: أعظم من ذلك، قالت: فأمر من الساعة؟ قال: بل أعظم من ذلك. قالت: فما شأنك؟ قال: الدنيا أتتني، الفتنة أتتني، دخلت علىّ.

قالت: فاصنع فيها ما شئت، قال لها: أعندك عون؟ قالت: نعم، فصَرّ الدنانير فيها صُرَرًا، ثم جعلها في مِخْلاة، ثم بات يصلي حتى أصبح، ثم اعترض بها جيشًا من جيوش المسلمين، فامضاها كلها، فقالت له امرأته: لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به! فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو اطلعت امرأة من نساء الجنة إلى الأرض، لملأت الأرض من ريح المسك". فإني والله ما أختار عليهن.

وأخرجه أحمد في الزهد (ص 272) قال: حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار قال: لما أتى عمر

فذكره بنحو لفظ ابن الأثير، وأظنه سقط من سنده: شَهْر بن حوْشَب.

وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 199)، وابن صاعد في زيادات زهد ابن المبارك (ص 76)، والطبراني في الكبير (6/ 59) قال: حدّثنا أحمد بن زهير، ثلاثتهم: عن حماد بن الحسن بن عَنْبَسَة الوراق قال: حدّثنا سَيَّار بن حاتم قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، والحارث بن نبهان عن مالك بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عَنْ سعيد بن عامر، وذكر القسم المرفوع منه.

ولفظ ابن صاعد: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَم قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم =

ص: 288

= يقول: "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض، لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر". وإني والله ما كنت لأختاركِ عليهن.

قال البزّار: لا نعلم روى سعيد بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث، وآخر.

قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ لانقطاعه، شَهْر بن حَوْشَب روايته عن سعيد بن عامر مرسلة. (انظر التهذيب 4/ 45). وفي إسناد أحمد، والبزار، وابن صاعد، والطبراني: سَيَّار بن حاتم. قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 261).

وذكر الهيثمي آخره في المجمع (10/ 417) ونسبه للطبراني، والبزار، ووهم رحمه الله فقال: وفيهما الحسن بن عَنْبَسَة الوراق ولم أعرفه

أهـ.

قلت: الذي في إسناد البزّار، والطبراني، هو حماد بن الحسن بن عَنْبَسَة، وهو ثقة معروف. (انظر التقريب ص 178).

وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 73) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 244) من طريق يحيى بن عبد الله الحَرَّاني، كلاهما: عن الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية أن سعيد بن عامر قال: "لو أن خيرة من خيرات حسان اطّلعت من السماء، لأضاءت لها الأرض، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر، ولنصيف تكساه خير من الدنيا وما فيها". وقال لامرأته: ولأنت أحق أن أدعكِ لهن من أن أدعهن لك.

ولفظ أبي نُعيم بمعنى لفظ الباب، ولم يذكر المرفوع منه، وإسناد ابن المبارك صحيح، رجاله كلهم ثقات.

وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 245) قصة بعث عمر رضي الله عنه لسعيد بن عامر من رواية خالد بن مَعْدان، وسنده ضعيف جدًا، فيه الهيثم بن عَدي. قال الذهبي: تركوه، وقال أبو داود السجستاني: كذاب. (المغني 2/ 717).

ويشهد لقوله: "لو اطَّلعت خيرة من خيرات الجنة

" حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لروحة في سبيل الله، أو غدوة خير من الدنيا =

ص: 289

= وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قيد -يعني سوطه- خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها".

أخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 15).

ويشهد للمرفوع من لفظ الباب، حديث ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم، خمسمائة عام".

وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3284).

قلت: وبالجملة فإن هذا الأثر، واللفظ المرفوع منه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، وبالله التوفيق.

ص: 290

3173 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا الشاذَكوني، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بن الحَزوَّر (1)، قال: سمعت أبا مريم يقول: سمعت عمار بن ياسر رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بمثل الزهد فيها".

(1) في نسخة (و): "الحزوز".

ص: 291

3173 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد موضوع؛ لأنه من رواية الشاذَكوني، وهو وضّاع، عن إسماعيل بن أبان، عن علي بن الحَزَوَّر، وكلاهما: متروك.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 286)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه سليمان الشاذَكوني، وهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى.

ص: 291

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (3/ 191).

وذكره الديلمي في مسند الفردوس (4/ 394) عن عمار بن ياسر، ولفظه:"مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ في الدنيا".

وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 71) من طريق علي بن الحَزَوَّر، عن الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا علي، إن الله تعالى قد زيَّنك بزينة، لم يتزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل: الزهد في الدنيا، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئًا، ولا تزرأ الدنيا منك شيئًا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعًا، ويرضون بك إمامًا".

ص: 291

3174 -

حدّثنا (1) إسماعيل بن سيف، ثنا عمر بن هارون البَلْخي عَنْ سُفْيَانَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ](2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر، عن أبيه رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فادنوا منه، فإنه يُلقَّى الحكمة".

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من مسند أبي يعلى.

ص: 292

3174 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 286)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن هارون البَلْخي، وهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.

ص: 292

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (12/ 175).

وفي الباب ما روي عن أبي خَلَّاد، وأبي هريرة، كما يلي:

1 -

حديث أبي خلَّاد: أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (كنى 8/ 27)، وابن ماجه (2/ 1373)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 117) واللفظ له، وفي الآحاد والمثاني (5/ 152)، والطبراني في الكبير (22/ 392) وأبو نُعيم في الحلية (10/ 405)، وفي معرفة الصحابة -خ- (2/ 56 أ، 260 ب)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 346 و 347) من طريقين، والمزِّي في تهذيب الكمال (7/ 159) من طريق الحكم بن هشام، أخبرنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاّد -وكانت له صحبة- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إذا رأيتم الرجل المؤمن قد أُعطي زهدًا في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة". =

ص: 292

= وسنده ضعيف، قال العراقي: رواه ابن ماجه من حديث أبي خَلَّاد بسند فيه ضعف. (المغني مع الإِحياء 4/ 220). وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى ابن ماجه، وأبي نُعيم، والبيهقيُّ في الشعب، ورمز لضعفه. (فيض القدير 1/ 358).

قلت: وهو ضعيف؛ لضعف أبي فروة، وهو يزيد بن سنان، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 602)، وفيه انقطاع بين أبي فروة وأبي خلَّاد، حيث أخرج هذا الحديث البخاريُّ في التاريخ الكبير تعليقًا (كنى 8/ 28)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 399)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسد الغابة (6/ 83)، وأخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 115)، ثلاثتهم: من طريق أبي فروة عن أبي مريم، عن أبي خلَّاد مرفوعًا.

وذكر البيهقي هذه الطريق في الشعب (7/ 346)، ثم قال: قال البخاريُّ: وهذا صحيح.

ووافقه الحافظ في الإصابة (11/ 102)، فقال: أبو خلَّاد غير منسوب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

وعنه أبو فروة الجزري، وقيل بينهما أبو مريم، ثم قال البخاريُّ: هذا أولى.

وأشار إلى هذا في التهذيب (12/ 96).

قلت: وهو وهم من البيهقي، والحافظ رحمهما الله؛ لأنّ البخاريُّ رجح طريق أبي فروة عن أبي خَلَّاد، دون ذكر أبي مريم. (انظر التاريخ الكبير، كنى 8/ 27، 28).

وأبو فروة هذا من كبار السابعة، يعني أنه لم يسمع من أحد من الصحابة، فهو من أتباع التابعين. (انظر: مقدمة التقريب ص 42)، لكن أبا مريم هذا لم أعرفه، فأتوقف في الحكم على هذا الحديث.

2 -

حديث أبي هريرة: أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 254) من طريق عبد الله بن لَهيعة، حدثني دَرَّاج عن ابن حُجيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم =

ص: 293

= قال: "إذا رأيتم العبد يُعطى زهدًا في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة".

وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لَهيعة. (انظر المغني 1/ 352).

وأخرجه الطبراني: كما في المجمع (10/ 302) ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (7/ 317)، قال: ثنا أحمد بن طاهر بن حرملة، ثنا جدي حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، ثنا سفيان بن عيينة، حدثني رجل قصير من أهل مصر يقال له: عَمرو بن الحارث، عن ابن حُجيرة، عن أبي هريرة مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب.

قال أبو نُعيم: غريب بهذا الإسناد من هذا الوجه عن ابن وهب.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة، وهو كذاب.

قلت: أحمد بن طاهر هذا قال عنه الدارقطني: مصري يكذب (ضعفاء الدارقطني ص 73)، ونقله عنه الذهبي في المغني (1/ 42)، فالحديث بهذا الإِسناد ساقط لأجله.

ورُوي بمعناه من قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 350)، قال: حدثني الحسن بن الصباح قال: قال علي بن بكّار: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة".

وإسناده ضعيف، الحسن بن الصبَّاح صدوق يهم. (التقريب ص 161).

ص: 294

3175 -

وقال الحارث: حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحو الحديث الأوّل (1) قبله (2):"لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غني النفس".

(1) قوله "الأوّل": ساقط من نسخة (و) و (س).

(2)

مراد الحافظ رحمه الله حديث أبي هريرة المرفوع الذي ذكره في كتاب البيوع، باب البركة في البكور (ق 47 أ) حديث رقم (1355)، ولفظه:"ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغني غني النفس، وإن الله تعالى يؤتي عبده ما كتب له من الرزق، فأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم".

ص: 295

3175 -

الحكم عليه:

إسناده ضعيف؛ لأنه من مرسل الحسن البصري.

ص: 295

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 410).

وأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 356)، قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدّثنا حَزْم بن مِهران قال: سمعت الحسن يقول: ذُكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الغنى عن كثرة المال، لكن الغنى غنى القلب".

وسنده ضعيف لإرساله، ولضعف حَزْم بن مِهران، وهو حَزْم بن أبي حَزْم القُطَعي، قال الحافظ: صدوق يهم (التقريب ص 157).

ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي هريرة، وأنس، وأبي ذر رضي الله عنهم كما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 389) واللفظ له، والبخاري (فتح 11/ 271)، وفي الأدب المفرد (ص 67)، والترمذي (4/ 506)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 289)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 211)، من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ قريب. =

ص: 295

= ولفظ أحمد: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غنى النفس".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ورُوي هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من طرق أخرى كثيرة، منها ما أخرجه: وكيع (2/ 425)، وإسحاق بن راهويه (1/ 331، 332)، وأحمد (2/ 243، 261، 315، 539، 540)، وفي الزهد (ص 36، 551)، وهنَّاد (1/ 339)، ومسلم (2/ 726)، وابن ماجه (2/ 1386)، وأبو يعلى (11/ 32، 461، 478)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 35)، ومحمد بن جُميع الصيداوي في معجم الشيوخ (ص 274)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 99)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 211، 212)، والبيهقيُّ في الآداب (ص 481)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 20)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 243).

2 -

حديث أنس: أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (269/ ب) وأبو الشيخ في الأمثال (ص 115)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 20)، من طريق حميد الطويل، عن أنس مرفوعًا، بمثل لفظ أحمد المذكور قريبًا.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 237)، وأبو يعلى (5/ 404)، من طريق قتادة، عن أنس مرفوعًا.

قال البزّار: لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس، إلّا عمر.

وذكره المنذري في الترغيب (2/ 535)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن، إن شاء الله.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، ورجال الطبراني رجال الصحيح.

3 -

حديث أبي ذر: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 164)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 116)، والحاكم (4/ 327)، وصححه وأقره الذهبي في التلخيص. =

ص: 296

= ولفظ أبي الشيخ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم، هو الغنى، ثم قال:"ترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم، هو الفقر قال:"الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه.

وبهذه الشواهد يرتقى طريق الباب إلى الصحيح لغيره، والله تعالى أعلم.

ص: 297

3176 -

حَدَّثَنَا (1) بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)، ثنا حَيَّانُ (3) بْنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ [إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ](4)، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-وأقبل عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما فَقَالَ (5): "يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تخاصمك (6) إلى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللحوم، وحرقوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أبصارهم، فإن شئت فانظر إليهم فتسر (7) بهم الْمَلَائِكَةُ (8)، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ"، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ (9)، ثُمَّ قَالَ:"وَيْحٌ لِهَذِهِ الأمة، ما تلقى (10) مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ (11) من أجل أنهم أطاعوا الله تبارك وتعالى" فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسلام؟ قَالَ-صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ"، قَالَ: ففيم إذا [يقتتلون](12)؛ فَقَالَ [رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم](13): [يَا عُمَرُ](14) تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا [أَلْيَنَ](15) الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا (16)، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله تعالى عليهم [العباء [(17)، محنية أصلابهم، قد ذبحوا أنفسهم بالعطش (18)، فإذا تكلم منهم متكلم كذب، وقيل لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زينة الله تعالى والطيبات من الرزق، يتلون (19) كتاب الله تعالى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يا أسامة أن أقرب الناش من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ (20) وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ (21) في الدنيا، [الأصفياء](22) الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا (23)، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ (24) فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ (25) عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وتحف بهم الملائكة، ينعم (26) الناس وينعموا هم بالجوع

(1) القائل هو: الحارث بن أبي أسامة رحمه الله في مسنده.

(2)

في بغية الباحث: "الوليد بن عبد الواحد الحراني".

(3)

في نسخة (و): "حبّان"، ثم قال في الهامش:"كذا".

(4)

في جميع النسخ: "نوح بن قيس"، والمثبت من بغية الباحث، ومصادر التخريج.

(5)

زاد في بغية الباحث عدة أسطر.

(6)

في نسخة (س): "يخاصمك".

(7)

في نسخة (و) و (س): "تسر".

(8)

قوله "فإن شئت فانظر إليهم فتسر بهم الملائكة": في بغية الباحث: "فإن الله إذا نظر إليهم سير معهم الملائكة".

(9)

زاد في بغية الباحث: "وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرًا قد حدث بهم من السماء.

(10)

في نسخة (و) و (س): "ما يلقى".

(11)

في نسخة (و): "تقتلونه وتكذبونه".

(12)

في الأصل: "يقتلون"، والمثبت من باقي النسخ. وفي بغية الباحث:"فهم إذا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته".

(13)

في جميع النسخ: "عمر رضي الله عنه".

(14)

ما بين المعقوفتين من بغية الباحث، وهو ساقط من جميع النسخ.

(15)

في الأصل: "لين"، والمثبت من باقي النسخ.

(16)

زاد في بغية الباحث: "وتبرج النساء، زيهم زي الملوك، ودينهم دين كسرى وهرمز، يسمعون ما يقول ذا الجشا واللباس".

(17)

ما بين المعقوفتين من بغية الباحث، وهو ساقط من جميع النسخ.

(18)

في نسخة (و) و (س): "من العطش".

(19)

في بغية الباحث: "يتأولون".

(20)

في نسخة (و): "خزنه".

(21)

في نسخة (و): "جزعه".

(22)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والمثبت من نسخة (و)، وفي نسخة (س):"الاخفياء".

(23)

في نسخة (س): "لم يقدوا".

(24)

في نسخة (و): "يعرجون".

(25)

في نسخة (و): "يحفون".

(26)

في نسخة (و): "تنعم"، وفي (س):"تنعم". بدون نقط.

ص: 298

والعطش، لبس الناس لين الثياب ولبسوا هم أخشن (1) الثياب، افترش الناس الفرش وافترشوا هم الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لا يجمع الله عز وجل عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ البشرى في الآخرة، والأرض (2) بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ (3) عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ (4) النَّاسُ فِعْلَ [النَّبِيِّينَ](5) وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ. الرَّاغِبُ مَنْ رغب إلى الله تعالى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الأرض إذا فقدتهم، ويسخط (6) الله تعالى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ. يَا أسامة، وإذا رأيتهم في قرية، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ الله تعالى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طَلَبُوا الْفَضْلَ من الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يتكلبوا على الدنيا تكلب الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أنفسهم بطاعة الله تبارك وتعالى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ (7)، عقلوا حين ذهبت عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة".

(1) في نسخة (و) و (س): "خشن".

(2)

قوله "والأرض": في نسخة (و) و (س): "الأرض"، بدون الواو.

(3)

في نسخة (و): "والحبار"، وعلق في الهامش فقال: كذا.

(4)

في نسخة (و) و (س): "صنع".

(5)

في جميع النسخ: "البنين"، والنقل من بغية الباحث.

(6)

في نسخة (و): "حيث".

(7)

قوله "يا أسامة": ساقط من نسخة (س).

ص: 299

3176 -

الحكم عليه:

هذا الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته حيان بن البصري، وفيه إسحاق بن نوح، وبشر بن أبي بشر، ولم أر من ترجم لهما، وفيه الوليد بن عبد الرحمن، وهو مجهول.

وأخرجه الخطيب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 307)، ثم قال: موضوع، محمَّد بن علي لم يدرك سعيدًا، وحيان هو ابن عبد الله بن جبلة، كذاب، والوليد ليس بشيء، وأكثر رجال الإسناد لا يعرفون، وهو من عمل المتأخرين. أهـ.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 138 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.

ص: 301

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 446)، وزاد في أول المتن قدر صفحة.

وأخرجه الخطيب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 307)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 148)، من طريق الحسن العَتكي، حدّثنا الوليد بن عبد الرحمن القرشي، به، بلفظ قريب، وزاد في أوله.

قال الخطيب: ورويت هذه الوصية عن محمَّد بن علي مرسلة، وعن ابن عباس من وجه آخر أعلى من هذا. أهـ. =

ص: 301

= ثم ذكر إسناده من طريق عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن أبي طالب، فذكر الحديث مطولًا.

وأخرجه محمَّد بن وَضَّاح في البدع (ص 67)، من طريق عطية، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-فذكره مختصرًا.

ص: 302

3177 -

وقال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقيق، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ:"إنما أهلك من قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ".

* صحيح موقوف (1).

(1) قوله "صحيح موقوف":كتب في هامش الأصل.

ص: 303

3177 -

الحكم عليه:

إسناده صحيح، كما قال الحافظ هنا في المطالب.

وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا، ورواته ثقات.

ص: 303

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 383)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 261)، وأخرجه هنّاد (2/ 359)، كلاهما: عن أبي معاوية، به بنحوه.

ولفظ ابن أبي شيبة: "إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ والدرهم، وهما مهلكاكم".

قال أبو نُعيم: رواه أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، فرفعه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 178)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 276)، عن وكيع، عن الأعمش، به بنحوه.

ولفظ ابن أبي شيبة: "إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم".

وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 589)، من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل، به، بنحوه.

ولفظه: "إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وما أظنهما إلّا مهلكاكم". =

ص: 303

= وأخرجه أحمد في الزهد (ص 292)، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي موسى أنه قال:"إن هذا الدرهم والدينار أهلكا من كان قبلكم، وإني ما أراهما إلّا مهلكيكم".

ورُوي عن أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن حبّان (الإحسان 2/ 40)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط (3/ 28)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 112)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 277)، من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم".

قال أبو نُعيم: غريب من حديث شعبة، عن الأعمش، لا أعلم رواه عن شعبة إلَّا أبو داود، ويحيى بن سعيد، وحديث أبي داود تفرد به عنه مُؤَمَّل، وحديث يحيى بن عبد الله بن هاشم الطوسي كذا.

وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق عاصم عن أبي وائل، عن أبي موسى مرفوعًا.

قلت: والرواية الراجحة هي الموقوفة، وهي طريق الباب، قال الدارقطني في العلل (7/ 228) بعد أن ذكر طرق رواية أبي موسى المرفوعة: ورواه غير هؤلاء عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى موقوفًا، وهو الصواب.

ويشهد لهذا الأثر ما رُوي عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي:

1 -

رواية الرفع: أخرجها البزّار كما في الكشف (4/ 236)، وابن الأعرابي في معجمه (2/ 186)، الطبراني في الكبير (10/ 117)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 102)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 277)، من طريق أحمد بن يحيى بن المنذر، ثنا أبي، ثنا ابن الأجلح عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ علقمة، عن عبد الله مرفوعًا. ولفظ البيهقي: عن عبد الله بن مسعود كان يعطي الناس عطاياهم، فجاء رجل فأعطاه ألفي درهم، ثم قال: خذها بارك الله لك، أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"إنما هلك من كان قبلكم بالدينار والدرهم، وهما مهلكاكم". =

ص: 304

= قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الله مرفوعًا إلّا من هذا الوجه.

وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث يحيى بن وَثَّاب، لم يروه عن الأعمش إلَّا ابن الأجلح.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه البزّار وإسناده جيد.

ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر.

وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 122)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه يحيى بن المنذر، وهو ضعيف.

قلت: يحيى بن المنذر ضعفه الدارقطني وغيره، قاله الذهبي في المغني (2/ 744)، فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا لوجوده والله أعلم.

2 -

رواية الوقف: أخرجها الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 514)، من طريق بشر بن الوليد، ثنا محمَّد بن طلحة، ثنا روح عن نفسي، أني حدثته بحديث عن زُبيد، عن مرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ:"إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم".

وإسناده ضعيف، لضعف بشر بن الوليد (انظر المغني 1/ 108).

ص: 305