المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب الأمر بالمعروف - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌3 - باب الأمر بالمعروف

‌3 - باب الأمر بالمعروف

3288 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا المُعْتَمِر بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أُبَى يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أبي سعيد يعني مولى أبي أسيد يقول: إن عثمان رضي الله عنه، نهى عن الحكرة، فلم يزل رجل يَسْتَشْفِعُ حَتَّى يَتْرُكَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ العوام رضي الله عنه، السُّوقَ، فَإِذَا هُوَ بِمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ (1)، فأقبل عليهم ضربًا، فبينا (2) هو كذلك إذا هو بعثمان رضي الله عنه، مقبلًا على بغلة -أو دَابَّةٍ- فَمَشَى إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهُ هَزًّا شَدِيدًا -وأُراه- قَالَ لَهُ (3):"إِنَّكَ، وَإِنَّكَ"، غَيْرَ أَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، أُلْقِيَتْ لَهُ وَسَادَةٌ فَجَلَسَ عليها، وجاء (4) الزبير رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:"وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عليَّ حَقًّا، وَلَكِنِّي (5) رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ"، فَقَالَ له عثمان رضي الله [عنه] (6):"اجلس"، فأجلسه على الوسادة التي (7) إلى جنبه.

(1) في نسخة (س): "محتكرون".

(2)

في نسخة (و): "فينما".

(3)

قوله "له": ساقط من نسخة (و) و (س).

(4)

في نسخة (س): "فجاء".

(5)

في نسخة (س): "ولكن".

(6)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والنقل من باقي النسخ.

(7)

قوله "التي": ساقط من نسخة (و) و (س).

ص: 671

3288 -

الحكم عليه:

الأثر صحيح، رجال إسناده ثقات.

ص: 672

تخريجه:

لم أجد من أخرجه بتمامه، لكن أخرج ابن أبي شيبة (6/ 102) قال: نا يحيى بن سعيد القطان عن التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى الأنصار، عن عثمان بن عفان أنه نهى عن الحكرة.

وأخرج مالك في الموطأ (2/ 651) بلاغًا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الحكرة.

ص: 672

3289 -

قَالَ إِسْحَاقُ (1): أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هشام عن ابن سعد، عن عثمان بن عرق بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حضره شَيْءٌ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فسمعت مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ المنكر قبل أن تدعو إليه فَلَا يُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلَا يَنْصُرُكُمْ".

* قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بن هانئ (2).

(1) هذا الحديث زيادة من نسخة (ك).

(2)

كذا في المخطوط وفي إسناد أحمد: "عثمان بن عَمرو" وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، الجرح والتعديل (5/ 162) وانظر: لسان الميزان (4/ 149)، وذيل ميزان الاعتدال (ص 355).

ص: 673

3289 -

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لجهالة بعض رواته وذكر ذلك ابن كثير في التفسير (2/ 86) والهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 266).

وستأتي شواهده في الحديث رقم (3293).

ص: 673

تخريجه:

هو في مسند إسحاق (2/ 338: 864) بهذا المتن والإسناد.

وأخرجه أحمد (6/ 159) قال؛ ثنا أبو عامر، ثنا هشام يعني ابْنُ سَعْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ هانئ، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة به.

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1327 (4004) قال حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد به. =

ص: 673

= ورواه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 105: 3304) من طريق عاصم بن عمر عن عروة به. وقال: لا نعلم روى عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة إلَّا هذا.

ونسبه في كنز العمال (3/ 73)(5555) للديلمي.

وأخرجه البيهقي (10/ 93) من طريق أبي همام الدلال، ثنا هشام بن سعد به.

ومن خلال ما سبق يتضح أن عاصم بن عمر ساقط من سند إسحاق. (سعد).

ص: 674

3290 -

أخبرنا (1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الفزاري عن الحسن قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رد على أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، قراءة آية، فقال أُبَيّ رضي الله عنه:"لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ يُلْهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بالبقيع (2) "، فقال عمر رضي الله عنه:"صَدَقْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِي أَمِيرٍ لا يقال عنده الحق، ولا يقوله".

* هذا منقطع.

(1) هذا الأثر كسابقه من مسند إسحاق رحمه الله.

(2)

علق في هامش نسخة بقوله: "كذا".

ص: 675

3290 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه من مرسل الحسن البصري، وقد أشار الحافظ إلى هذه العلة هنا في المطالب.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بسند منقطع وضعيف، لجهالة بعض رواته.

ص: 675

تخريجه:

لم أجد من أخرج هذه القصة تامة سوى إسحاق، لكن أخرج البيهقي في السنن الكبرى (7/ 69)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (2/ 597) من طريق بجالة أو غيره، قال: مرَّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، بغلام وهو يقرأ في المصحف:"النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم". وهو أب لهم فقال يا غلام، حكّها، قال: هذا مصحف أبيّ، فذهب إليه، فسأله، فقال:"إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق".

وشيخ البيهقي لم أجد له ترجمة، وهو أبو نصر بن قتادة، وباقي رجال الإسناد ثقات.

ص: 675

3291 -

أخبرنا (1) أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو سِنان عِيسَى بْنُ سِنان عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدّاد بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطبة، فقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه:"كذبت، أمك هند هي أعلم منك"، ثم صلَّى، ثم أرسل إلى عبادة رضي الله عنه، فنفرت الأنصار معه، فاحتبسهم، ودخل عبادة رضي الله عنه، فقال له معاوية:" [ألم تتق] (2) الله تعالى وتستحيي إمامك، كذَّبتني على المنبر"، فقال عبادة رضي الله عنه:"أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَنِّي لَا أَخَافُ فِي "اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَكَيْفَ إذا كذبت على الله تعالى"، ثم خرج معاوية عند العصر فصلَّى، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ فكذَّبني عبادة رضي الله عنه، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَسَأَلْتُ، فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا يُحَدِّثُنِي (3) عبادة، فاقتبسوا منه، فهو أفقه مني".

(1) في نسخة (و): "حدّثنا"، والقائل هو: إسحاق رحمه الله في مسنده.

(2)

في الأصل، ونسخة (س):"ألم تتقي"، والمثبت من نسخة (و).

(3)

في نسخة (و): "حدثني".

ص: 676

3291 -

الحكم عليه:

مما سبق يتبين أن هذا إسناد ضعيف، لضعف عيسى بن سِنان.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن.

ص: 676

تخريجه:

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (8/ 864) من طريق إسحاق.

ثم نقل ابن عساكر عن الطبراني قوله: لم يروه عن يعلى إلَّا أبو سِنان، ولا عن أبي سِنان إلَّا أبو أسامة، تفرد به إسحاق بن راهويه.

ص: 676

3292 -

وقال مُسَدَّد: حدّثنا أبو عَوانة [-أُراه- عن عبد الملك بن [عُمير](1)، عن الرَّبيع بن عُمَيلة] (2) قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وهَنَات، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى أَمْرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا، أَنْ يعلم لديه أن قلبه له (3) كاره".

(1) في جميع النسخ: "الرَّبيع"، والمثبت من مصادر التخريج، وكتب التراجم.

(2)

في جميع النسخ: "عن الرَّبيع بن عُمَيلة، أُراه عن عبد الملك بن الرَّبيع، والمثبت من مصادر التخريج.

(3)

قوله "له": سقط من نسخة (س).

ص: 677

3292 -

الحكم عليه:

الأثر ضعيف بهذا الإسناد، فيه عبد الملك بن عُمير اللخمي مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالتحديث، وقد عنعن.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 85 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.

ص: 677

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 174)، ومحمد بن وضاح في البدع (ص 99) قال: نا هارون بن عباد، كلاهما: عن جرير بن عبد الحميد، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 313) من طريق شعبة، وحرب بن محمَّد الطائي في "حديثه"، وابن عساكر في "الدعاء لابن غزوان" عن سفيان بن عيينة، كلاهما كما في السلسلة الضعيفة (4/ 165)، ثلاثتهم: عن عبد الملك بن عُمير به، بلفظ قريب، دون:"إنها ستكون هَنَات وهَنَات"، عند ابن عبد البر.

ولفظ محمَّد بن وضاح: "إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وهَنَات، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رأى منكرًا لا يستطيع له غيرًا، أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره".

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 74) من طريق الرُّكَين بن الرَّبيع، ونُعيم بن حماد =

ص: 677

= معلقًا في الفتن (1/ 259)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 95)، كلاهما: من طريق عمارة بن عُمير، كلاهما: عن الرَّبيع بن عُمَيلة به، بنحوه، وعند البيهقي في آخر لفظ طويل.

ولفظ ابن أبي شيبة: "إنها ستكون هَنَات وهَنَات، وأن يحسب الرجل إذا رأى أمرًا يكرهه، أن يعلم الله أنه له كاره".

وسنده صحيح.

ورُوي عن ابن مسعود مرفوعًا، أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (3/ 278)، وفي التاريخ الصغير (2/ 144)، ومن طريقه ابن عَدي (3/ 136)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 275) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما: عن الرَّبيع بن سهل بن الرُّكَين، عن الرُّكَين بن الرَّبيع بن عُمَيلة، عن أبيه به، بنحوه، دون:"إنها ستكون هَنات وهَنَات".

قال البخاريُّ: رواه غير واحد عن الرُّكين، ولا يرفعونه.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 275)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه الرَّبيع بن سهل، وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للبخاري في التاريخ الكبير، والطبراني، ورمز لضعفه (فيض القدير 3/ 196).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 342)، وقال: ضعيف. أهـ.

قلت: رواية الوقف أصح، حيث سئل الدارقطني في العلل (5/ 53) عن هذا الأثر فقال: رفعه الرَّبيع بن سهل الفزاري عن الرُّكَين، عن أبيه، ووقفه غيره، وهو الصواب. أهـ.

ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

أخرجه مسلم (1/ 69).

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 678

(128)

وحديث (1) مخوّل البهزي، سبق في أول الإِيمان (2)

(1) في نسخة (و): "حديث"، بدون الواو.

(2)

باب خصال الإيمان حديث رقم (2902).

ص: 679

3293 -

وقال الحارث: حدّثنا يزيد عن (1)[ابن](2) أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشير، عَنْ خالد بن سعد، مولى أبي مسعود رضي الله عنه، قال: دخل أبو مسعود رضي الله عنه، على حذيفة رضي الله عنه، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مسعود رضي الله عنه:"أَوْصِنَا"، قَالَ:"إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُهُ، وَتُنْكِرُ مَا كُنْتَ تعرفه، وإياك والتلوّن في دين الله تعالى".

(1) في نسخة (و): "بن".

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، والمثبت من كتب الرجال، ومصادر التخريج.

ص: 680

3293 -

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة إبراهيم بن بَشير الأنصاري.

وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (2/ 2 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن محمَّد بن أبي أسامة.

ص: 680

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 594).

وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (1/ 275) من طريق ابن مِغْراء، أخبرنا ابن أبي خالد به، بأوله، وسقط من سنده: خالد بن سعد.

وأخرجه نُعيم في الفتن (1/ 69) قال حدّثنا هُشيم، عن الشَيباني، عن الشعبي، أخبرنا هُزيل بن شُرَحْبيل، أن أبا مسعود الأنصاري جاء إلى حذيفة بن اليمان فقال: أخبرنا بأمر نأخذ به بعدك، فقال حذيفة:"إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، فانظر الذي أنت عليه اليوم فتمسك به، فإنه لا يضرك فتنة بعد".

وسنده ضعيف، لعنعنة هُشيم. (انظر طبقات المدلسين ص 47).

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 381) من طريق رِبعي بن حِراش عن حذيفة أنه =

ص: 680

= قال: "رُبّّ يوم لو أتاني الموت لم أَشْكِ، فأما اليوم، فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها". وأوصى أبا مسعود فقال: "عليك بما تعرف، وإياك والتلوّن في دين الله".

وسنده صحيح.

وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 278) من طريق رِبعي عن حذيفة شطره الأوّل، دون قوله: "وأوص أبا مسعود

".

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 266) من قول أبي مسعود الأنصاري من طريق خالد عن عطاء بن السائب، عن شقيق بن سلمة قال: أتينا أبا مسعود عقبة بن عَمرو الأنصاري، فقلنا له: أوصنا، قال:"اتقوا الله، أعوذ من صباح النار، إياكم والتلوّن في الدين، ما عرفتم اليوم، فلا تنكروه غدًا، وما أنكرتموه اليوم، فلا تعرفوه غدًا".

وهذا إسناد ضعيف، خالد هو ابن يزيد الواسطي، روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه (انظر التهذيب 7/ 186).

ويشهد لقوله: "أن تعرف ما كنت تنكره

" ما يلي:

1 -

حديث سهل بن سعد: أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 91) واللفظ له، والطبراني في الكبير (6/ 196)، كلاهما من طريق صالح بن موسى عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومًا لعبد الله بن عَمرو: "كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا، فصاروا هكذا؟ وشبَّك بين أصابعه قال: الله ورسوله أعلم.

قال: "اعمل بما تعرف، ودع ما تنكر، وإياك والتلوّن في دين الله، وعليك بخاصة نفسك، ودع أمر العامة". وإسناده ضعيف جدًا، فيه صالح بن موسى هو الكوفي، متروك (التقريب ص 274).

وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 164) من طريق بكر بن سُليم، حدثني =

ص: 681

= أبو حازم به، فذكره، وليس فيه: وإياك والتلوّن في دين الله".

وذكرهما الهيثمي في المجمع (7/ 279)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات.

قلت: بكر بن سُليم هذا هو الصواف، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 126).

2 -

حديث أبي هريرة: أخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (7/ 575) من طريق العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو لفظ سهل بن سعد المذكور آنفًا، وليس فيه:"إياك والتلوّن في دين الله".

وسنده حسن، فيه العلاء هو ابن عبد الرحمن الحُرَقي، قال الذهبي: صدوق مشهور (الميزان 3/ 102).

3 -

حديث عبد الله بن عَمرو مرفوعًا: وفيه: "وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر".

وسنده حسن، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3234).

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

ص: 682

3294 -

حدّثنا (1) يزيد، ثنا شريك عمن أخبره قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا (2) رضي الله عنه قَالَ: "لتأمرن [بالمعروف] (3)، [و] (4) [لتنهون] (5) عن المنكر، أو ليسلطن الله عز وجل عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لهم".

(1) هذا الأثر كسابقه من مسند الحارث بن أبي أسامة رحمه الله.

(2)

قوله "إن عليًا": في نسخة (و) بياض، وعلق في الهامش بقوله:"كذا".

(3)

في الأصل: "بالمعرف"، والنقل من باقي النسخ.

(4)

في الأصل، ونسخة (س):"أو"، والنقل من نسخة (و).

(5)

في جميع النسخ: "لتنهن"، والمثبت من بغية الباحث، والإتحاف.

ص: 683

3294 -

الحكم عليه:

هذا الأثر بهذا الإسناد فيه علتان: شريك، وهو صدوق يخطئ، وشيخه، وهو مبهم.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 112 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسمّ، وله شاهد من حديث حذيفة، رواه الترمذي وحسنه.

ص: 683

تخريجه:

هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 959).

ولم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير المصنف.

وبشهد له ما رُوي عن أبي هريرة وحذيفة، وسلمان، وأنس، وعائشة، وابن عمر رضي الله عنهم كما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 106)، والطبراني في الأوسط (2/ 224) من طريق بكر بن يحيى بن زَبَّان، ثنا حبّان بن علي، ثنا ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فذكره مرفوعًا، بلفظه.

قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة، إلَّا من هذا الوجه. =

ص: 683

= قلت: بل رُوي من وجه آخر عن أبي هريرة كما سيأتي.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلَّا حبّان، تفرد به بكر بن يحيى بن زَبَّان.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والبزار، وفيه حبّان بن علي، وهو متروك، وقد وثقه ابن معين في رواية، وضعّفه في غيرها.

ورمز لحسنه السيوطي في الجامع الصغير، وتعقبه المناوي (انظر فيض القدير 5/ 260).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 670)، وقال: ضعيف.

قلت: وهو كما قال، لوجود بكر بن يحيى، قال الحافظ: مقبول، وكذلك شيخه: حبّان بن علي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 127، 149)، وفيه عنعنة ابن عجلان، وهو محمَّد، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 44).

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 92) من طريق محمود بن محمَّد أبي يزيد الظَّفَري الأنصاري، حدّثنا أيوب بن النجار عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ فريب.

قال الخطيب: قال الدارقطني: تفرد به محمود عن أيوب بن النجار، عن يحيى.

قلت: مسنده ضعيف، فيه محمود بن محمَّد، ذكره الذهبي في الضعفاء، ونقل عن الدارقطني قوله: ليس بالقوي، فيه نظر (المغني 2/ 647)، وأيوب بن النجار وإن كان ثقة، إلَّا أنه قد صح عنه أنه قال: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلَّا حديثًا واحدًا: "التقى آدم وموسى"(انظر التهذيب 1/ 362).

2 -

حديث حذيفة موقوفًا: أخرجه ابن عَدي (5/ 146) من طريق عَمرو بن =

ص: 684

= عبد الغفار الفُقَيمي، ثنا الأعمش عن ميمون بن مِهْران، عن عبد الله بن سِيلان، عن حذيفة، فذكره بلفظ قريب.

وسنده ضعيف جدًا، لحال عَمرو بن عبد الغفار، قال الذهبي: هالك (المغني 2/ 486)، وعبد الله بن سِيلان هو عبد ربه بن سليمان، قال الحافظ، مقبول (التقريب ص 335).

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 44)، وأحمد (5/ 390) من طريق أبي الرُّقَّاد قال: خرجت مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: "

لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتحاضّن على الخير، أو ليسحتنَّكم الله بعذاب جميعًا، أو ليؤمرنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لهم".

وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 410) وقال: رواه وتفرد به -يعني أبا الرُّقَّاد- وهذا القول منه رحمه الله غير سديد، إذ رواه عبد الله بن سِيلان عن حذيفة، كما تقدم.

وإسناد أحمد ضعيف، لوجود أبي الرُّقَّاد، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 640). وقوله: "لتحاضّن"، من الحضّ وهو الحث على الشيء، وقوله:"ليسحتنَّكم"، من السَّحت وهو الإهلاك والاستئصال (انظر النهاية 1/ 400، 2/ 345).

3 -

حديث سلمان موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 243)، والبخاري تعليقًا في التاريخ الكبير (3/ 191) من طريق خليفة بن سعيد عن عمه، عن سلمان، فذكره بلفظ قريب، وزاد في آخره.

وسنده ضعيف، فيه خليفة بن سعيد وهو مجهول، ترجم له البخاريُّ، وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا (التاريخ الكبير 3/ 191، الجرح 3/ 377)، وعمه لم أعرفه. =

ص: 685

= وسقط من سند ابن أبي شيبة قوله: عن عمه، كما تحرف قوله: سلمان، إلى: عثمان.

4 -

حديث أنس: أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 152) من طريق عبد الله بن شَبيب -تحرف إلى: شعيب- قال: حدثني أبو بكر بن شيبة -تحرف إلى: شَبيب- قال: حدثني يونس بن يحيى، ثنا الحارث بن محمَّد الفِهْري عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-يقول: "لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ الله عليكم عدوًا من غيركم، ثم تدعونه، فلا يستجيب لكم".

وإسناده ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن شَبيب، قال الذهبي: واهٍ، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث (المغني 1/ 342)، وأبو بكر بن شيبة هو عبد الرحمن بن عبد الملك، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 345).

5 -

حديث حذيفة مرفوعًا: أخرجه أحمد (5/ 388، 391)، والترمذي (4/ 406) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 93)، وفي الشعب (6/ 84)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 345)، والذهبي في السير (18/ 298) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الأشهَلي عن حذيفة بن اليمان، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم".

قال الترمذي: هذا حديث حسن.

قلت: هذا حديث ضعيف، فيه عبد الله الأشهَلي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 311).

6 -

حديث عائشة: أخرجه إسحاق (2/ 338)، وأحمد (6/ 159)، وابن ماجه (2/ 1327)، والبزار كما في الكشف (4/ 105) من طريق عاصم بن عمر عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. =

ص: 686

= ولفظ البزّار: "يا أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ تدعوني فلا أستجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم".

وسقط عاصم بن عمر، من سند إسحاق.

قال البزّار: لا نعلم روى عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة إلَّا هذا.

وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (2/ 86) من طريق ابن ماجه، ثم قال: تفرّد به، وعاصم هذا مجهول.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل.

قلت: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عاصم بن عمر بن عثمان، قال الحافظ: مجهول (التقريب ص 286)، وذكر له هذا الحديث في ترجمته في التهذيب (5/ 47).

7 -

حديث ابن عمر: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 287)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 157) واللفظ له، من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أبيه، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس! أؤمروا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا الله فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقًا، ولا يقرب أجلًا

".

وفي إسناد أبي نُعيم سقط وتحريف.

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر (علل ابن أبي حاتم 2/ 138، 431).

قلت: رجاله ثقات، إلَّا إسحاق بن إبراهيم الرازي، فلم أميزه، وقد ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم.

وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق. =

ص: 687