المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌43 - باب ذم الكبر - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌43 - باب ذم الكبر

‌43 - باب ذم الكبر

3226 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى؛ حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنان، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَام مَرَّ فِي السُّوقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدِ (1) أغناك الله تعالى عَنْ هَذَا؟ (2)، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حبَّة خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر".

(1) قوله "قد": ساقط من نسخة (و).

(2)

في نسخة (و): "هذه".

ص: 464

3226 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة محمَّد بن القاسم.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 566)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، والأصبهاني.

وقال الهيثمي في المجمع (1/ 99): رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند صحيح. =

ص: 464

= تخريجه:

أخرجه من طريق أبي يعلى: ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 126).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 267)، قال: حدّثنا محمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمي به، بلفظه.

وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 74)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 270) من طريق الحسمن بن إسماعيل المَحامِلي، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 127)، كلاهما: عن أبي موسى محمَّد بن المثنى، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 219) من طريق علي بن المديني، كلاهما: عن إسماعيل بن سِنان به، بنحوه، ولم يذكر الدولابي القصة التي في أوله.

ولفظ الأصبهاني: زعم عبد الله بن حنظلة، قال: مرَّ بي عبد الله بن سَلَام في السوق وعلى رأسه حزمة من حطب، فقال له ناس: ما يحملك على هذا، وقد أغناك الله عنه؟، قال: أردت أن أدفع به الكِبْرَ، وذاك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من كِبْر".

وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (1/ 214)، قال: قال لي علي، سمع إسماعيل بن سِنان به، وذكر المرفوع من اللفظ بمعناه دون القصة.

وأخرجه الحاكم (3/ 416)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 291)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 126) من طريق سالم بن إبراهيم، والأصبهاني في الترغيب (2/ 956) من طريق عمر بن يونس اليمامي، كلاهما: عن عكرمة بن عمار به، بلفظ قريب.

قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه في ذكر عبد الله بن سَلَام. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: سالم واه.

وأخرج القصة بمعناها دون المرفوع: ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- =

ص: 465

= (34/ 127) من طريق ابن لَهيعة، حدثني يزيد بن أبي حَبيب أن بُكير بن الأشجّ حدثه، أن عبد الله بن سَلَام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها، فلما أبصره الناس قالوا: يا أبا يوسف، قد كان في ولدك وعُبيدك من يكفيك هذا. قال:"أردت أن أجرب قلبي، هل ينكر هذا؟ ".

وسنده ضعيف؛ لوجود ابن لَهيعة، فإنه سيء الحفظ، وبهذه المتابعة ترتقي هذه القصة إلى مرتبة الحسن لغيره، وأما الجزء المرفوع منها، فإنه صحيح ثابت، أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وسيأتي ذكره في الحديث القادم برقم (3230) إن شاء الله تعالى، والله الموفق.

ص: 466

3227 -

حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا جَعْفَرُ بن سليمان عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-في طريق، ومرَّت امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق، فقالت: الطريق مَهْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا، فإنها جبارة".

(1) القائل هو: أبو يعلى رحمه الله في مسنده.

ص: 467

3227 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني.

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 99)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، وفيه يحيى الحِمَّاني، ضعَّفه أحمد، ورماه بالكذب، ورواه البزّار، وضعّفه براو آخر.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني، وقد ضعَّفه الجمهور.

ص: 467

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 34).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 158 ب).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ص 197)، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 291) من طريق محمَّد بن الحسين، كلاهما: عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني به، بلفظ قريب.

ولفط ابن أبي الدنيا: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ، ومرَّت امرأة سوداء، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ: الطَّرِيقَ. فَقَالَتِ: الطَّرِيقُ ثَمَّةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا، فإنها جبارة".

ولفظ أبي نُعيم: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق. فقالت: الطريق؟، الطريق يُمْنَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دعوها، فإنها جبارة". =

ص: 467

= وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 222) من طريق يحيى بن أبي يحيى عن جعفر بن سليمان به، بلفظ قريب.

ولفظه: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في طريق، ومرّت امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق. فقالت: الطريق له واسع. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دعوها، فإنها جبارة".

قال البزّار: سهيل بن أبي حزم لا يتابع حديثه.

وفي الباب ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 374) من طريق عافية بن يزيد عن سليمان الهاشمي، عن أبي بُرْدَةَ، عن أبيه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمشي وامرأة بين يديه، فقلت: الطريق للنبي-صلى الله عليه وسلم، فقالت الطريق معترض، إن شاء يمينًا، وإن شاء أخذ شمالًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهَا، فإنها جبارة"، قلت: إنها إنها، قال:"إن ذلك في القلب".

قال النسائيُّ: عافية بن يزيد ثقة، وسليمان الهاشمى، لا أعرفه.

قلت: سليمان الهاشمي هذا جهّله الذهبي في ضعفائه (1/ 282)، والحافظ في (التقريب ص 255).

ص: 468

3228 -

حدّثنا (1) مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هارون، أنا الأزهر (2) بن سِنان، ثنا محمَّد بن واسع، قال: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدة (3)، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أبيه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، حقًا على الله تبارك وتعالى أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ"، فَإِيَّاكَ يَا بِلَالُ أن تكون ممن يسكنه.

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند أبي يعلى رحمه الله.

(2)

زاد في نسخة (س): "هو".

(3)

في نسخة (س): "بن أبي برزة".

ص: 469

3228 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود الأزهر بن سِنان.

وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 178)، ثم قال: هذا متن لا أصل له.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 571)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، والحاكم، كلهم من رواية أزهرَ بنَ سِنان، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، وضبط لفظة:"هَبْهَبَ" بالحروف.

وذكره المنذري أيضًا في (3/ 173)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، وأبو يعلى، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 226، 392)، ونسبه إلى أبي يعلى، والطبراني، وأعلَّه بأزهرَ بنَ سِنان.

وذكره الهيثمي أيضًا (5/ 197)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط" وإسناده حسن.

وذكره العراقي في المغني، ثم قال -بعد أن نسبه إلى أبي يعلى، والطبراني، =

ص: 469

= والحاكم-: فيه أزهرَ بنَ سِنان، ضعَّفه ابن معين، وابن حبّان، وأورد له في الضعفاء هذا الحديث. (المغني مع الإحياء 3/ 338).

ص: 470

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (13/ 225)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 158 ب).

وأخرجه من طريق المصنِّف ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (3/ 493).

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 165)، والدارميُّ (2/ 427)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص 209)، قال: حدّثنا أحمد بن مَنيع وأبو خيثمة، ووكيع في أخبار القضاة (2/ 25)، قال: حدّثنا الفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عَمرو، والعُقيلي (1/ 134) من طريق الحسن بن علي، وابن حبّان في المجروحين (1/ 178) من طريق علي بن المديني، وابن عَدي (1/ 430)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 264) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (2/ 630) من طريق خليفة بن خياط، والحاكم (4/ 332، 596) من طريق علي بن المديني، وإبراهيم بن عُبيد الله السِّعْدي، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 355) من طريق الحارث، جميعهم: عن يزيد بن هارون به، بألفاظ متقاربة.

ولفظ الدارمي: "إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، يسكنه كل جبار"، فإياك أن تكون منهم.

قال ابن حبّان: هذا متن لا أصل له.

وقال الحاكم في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقال في الموضع الثاني: هذا حديث تفرد به أزهرَ بنَ سِنان عن محمَّد بن واسع، لم نكتبه عاليًا إلّا من هذا الوجه.

ووافقه الذهبي في التلخيص.

وقال أبو نُعيم: هذا حديث تفرد به أزهر عن محمَّد، وحدث به أحمد بن =

ص: 470

= حنبل، وأبو خيثمة عن يزيد بن هارون مثله، ورواه سعيد بن سليمان الواسطي عن أزهر مثله.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح. قال يحيى بن معين: الأزهر ليس بشيء. وقال أبو حاتم بن حبّان: هذا متن لا أصل له.

وذكره الذهبي في الميزان (1/ 173) عن يزيد بن هارون به، بلفظ قريب.

وأخرجه البيهقي في البعث (ص 276) من طريق سعيد بن سليمان عن أزهرَ بنَ سِنان به، بلفظ قريب، ثم قال: تابعه يزيد بن هارون عن أزهر.

قلت: وخالف هشامُ بن حسان أزهرَ بنَ سِنان، فرواه عن محمَّد بن واسع، قال:"بلغني أن في النار جُبًّا يقال له: جُبُّ الحزن، يؤخذ المتكبِّرون فيجعلون في توابيت من نار، فيجعلون في ذلك البئر، فيطبق عليهم، وجهنم من فوقهم".

أخرجه العُقيلي (1/ 134)، ثم قال: وهذا الحديث أولى من حديث أزهر. أهـ.

قلت: هشامُ بن حسان، هو الأزدي، وهو ثقة. (التقريب ص 572)، ويتبين من روايته هذه أن أزهرَ بنَ سِنان قد أخطا في رفع ولفظ هذا الحديث، وأن الصواب هو الوقف، وبهذا اللفظ، والله تعالى أعلم.

ص: 471

3229 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خارجة ح (1).

[2]

وقال الحارث: حدّثنا محمَّد بن جعفر قالا (2): ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [عُبيد اللَّهِ](3)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ".

(1) قوله "ح": ساقط من نسخة (س).

(2)

في نسخة (و) و (س): "قال".

(3)

في جميع النسخ: "عبد الله"، والمثبت من بغية الباحث، ومصادر التخريج. وزاد في بغية الباحث:"محمَّد بن عُبيد الله"، ولعله من غلط الناسخ.

ص: 472

3229 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:

1 -

عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو مدلس.

2 -

عبد العزيز بن عُبيد الله، وهو ضعيف.

3 -

الانقطاع، محمَّد بن علي يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرسلًا.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 24)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الحميد -كذا، والصواب: عَبْدِ الْعَزِيزِ- بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ، وهو ضعيف جدًا.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 135 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأبو الشيخ في كتاب "الثواب"، ومدار الإسناد على عبد العزيز بن عُبيد الله، وهو ضعيف، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة -فذكر لفظه، ثم قال-: وله شاهد من حديث عائشة، رواه ابن حبّان في صحيحه. =

ص: 472

= وذكره العراقي في المغني، ثم قال: أخرجه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف.

(المغني مع الإحياء 3/ 177). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 209)، وقال: ضعيف.

ص: 473

تخريجه:

هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1037)، وزاد في السند: محمَّد بن عُبيد الله، بين عبد العزيز بن عُبيد الله ومحمد بن علي، وقد بحثت عن محمَّد هذا، فلم أجد من يروي عن محمَّد بن علي، وعنه عبد العزيز بن عُبيد الله، بهذا الاسم، فلعله من غلط الناسخ، والله تعالى أعلم.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الحِلْم (ص 23)، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 289)، كلاهما: من طريق المُعافى بن عمران، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 157 ب)، وفي مكارم الأخلاق (ص 40)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 294 أ)، كلاهما: من طريق سعيد بن منصور، كلاهما: عن إسماعيل بن عياش به.

ولفظ الطبراني في "مجمع البحرين" بمثله سواء.

ولفظ ابن أبي الدنيا: "إن الرجل المسلم ليدرك بالحِلْم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جارًا -كذا- وما يملك إلّا أهل بيته".

ولفظ الطبراني في "المكارم": "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وإن الرجل ليكتب جبارًا وما هلك -كذا، والصواب: وما ملك- إلَّا أهل بيته".

ولفظ أبي نُعيم: "إن الرجل ليدرك بالحِلْم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارًا، وإنه ما يملك إلَّا أهل بيته".

ولفظ ابن شاهين قريب منه.

قال الطبراني: لا يُروى عن علي إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل. =

ص: 473

= قلت: وللشطر الأوّل من هذا الحديث شواهد كثيرة، منها:

1 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 69)، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 84) من طريق صالح بن خَوَّات عن محمد بن يحيى بن حبان، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل". -زاد ابن عبد البر- "الظامىء بالهواجر".

وفي سنده صالح بن خَوَّات بن صالح -وليس ابن جبير، كما وقع في سند البخاريُّ- قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 271).

وأخرجه الحاكم (1/ 60) من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا.

ولفظه: "إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي في التلخيص.

ورواه الطبراني في الأوسط بمثل لفظ الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم -كما في الترغيب للمنذري (3/ 404) -.

2 -

حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أحمد (6/ 64، 90، 133، 187) وأبو داود (4/ 252)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص 180) واللفظ له، والحاكم (1/ 65)، وعنه البيهقي في الشعب (6/ 237)، وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 285)، والبيهقيُّ في الآداب (ص 136)، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 85)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 81) من طريق عَمرو بْنِ أَبِي عَمرو عَنِ المُطَّلِب، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل، صائم النهار".

قال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.

قلت: رجاله ثقات، إلّا أن المُطَّلِب، وهو ابن عبد الله، لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، قال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في المراسيل (ص210) -: =

ص: 474

= المُطَّلِب بن عبد الله لم يدرك عائشة رضي الله عنها.

3 -

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رضي الله عنه: أخرجه أحمد (2/ 177) من طريق ابن لَهيعة، ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت عبد الله بن عَمرو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المسلم المُسَدَّد ليدرك درجة الصَوَّام القَوَّام بآيات الله بحسن خلقه، وكرم ضريبته".

وأخرجه أحمد أيضًا (2/ 220)، والخرائطي في مكارم الأخلاق: كما في المنتقى (ص 33، 132)، والخطابي في غريب الحديث (2/ 701) من طريق ابن لَهيعة، أخبرني الحارث بن يزيد عن ابن حُجيرة الأكبر، عن عبد الله بن عَمرو مرفوعًا به.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 404)، ثم قال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورواة أحمد ثقات، إلَّا ابن لَهيعة.

والضريبة: الطبيعة. (غريب الحديث للخطابي 1/ 702).

4 -

حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 198) واللفظ له، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 80) من طريق عُفير بْنُ مَعْدان عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بحسن خلقه درجة القائم بالليل، الظامىء بالهواجر".

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 25)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عُفير بن مَعْدان، وهو ضعيف.

5 -

حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 122) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 237) من طريق عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن صفوان بن سُليم، عن عطاء، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم، الذي يصوم النهار ويقوم الليل". =

ص: 475

= قال البيهقي: تفرد بإسناده عبد الحميد بن سليمان.

قلت: عبد الحميد هذا، هو الخُزاعي الضرير، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 333)، فالإسناد لأجله ضعيف.

6 -

حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه البُرْجُلاني في الكرم والجود (ص 36) من طريىَ محمَّد بن القاسم الأسدي، قال: ثنا عبد الله بن عمر العُمري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم في سبيل الله".

وسنده ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن القاسم الأسدي، قال الحافظ: كذبوه.

(التقريب ص 502)، وفيه عبد الله بن عمر العُمري، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 314).

وبهذه الشواهد يرتقي الشطر الأوّل من هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

ص: 476

3230 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا المُقَدَّمي، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان،

ثنا عَباد بْنُ عَباد بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَز، قال: إن أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ، فَجَعَلُوا [يَسْتَحْيُونَ](1) أَنْ يَجِيئُوا فِي [الفساسير](2) والعبي، فَفَقَدَهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابن مسعود رضي الله عنه فِي عَبَاءَةٍ، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ فِي الْعَبَاءَةِ، جاءوا في أكسيتهم، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ [فَقَدَهَا](3)، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ (4) مِثْقَالُ حبَّة خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر -أَوْ قَالَ-: ذَرَّةٌ مِنْ كِبْر".

(1) في الأصل: "يستحبون"، والمثبت من باقي النسخ، ومسند أبي يعلى.

(2)

ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والنقل من نسخة (و)، وفي نسخة (س):"القساسير"، وفي مسند أبي يعلى:"العشاش".

(3)

في جميع النسخ: "يعرفها"، والمثبت من مسند أبي يعلى.

(4)

قوله "أحد في قلبه": كتب في هامش الأصل.

ص: 477

3230 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكنه منقطع، أبو مِجْلَز يُرسل عن ابن مسعود.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 158 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى عن أبي عبد الله المُقَدَّمي، ولم أقف على ترجمته، وباقي الرواة ثقات.

ص: 477

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (8/ 430).

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 291) عن مُعْتَمِر بن سليمان به، فذكر القصة دون المرفوع من لفظ الباب. =

ص: 477

= ولفظه: قرص أصحاب ابن مسعود البرد، قال: فجعل الرجل يستحيي أن يجيء في الثوب الدون، أو الكساء الدون، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباية، ثم أصبح فيها، ثم أصبح في اليوم الثالث فيها.

وأخرج المرفوع من اللفظ: مسلم (1/ 93)، والترمذي (4/ 317)، وأبو عَوانة (1/ 31)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 165) من طريق أبان بن تغلب، وأخرجه أحمد (1/ 451)، وأبو يعلى (9/ 192) من طريق الحجاج بن أرطاة، كلاهما: عن فضيل الفقيمي، عن إبراهيم النَّخَعي، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا.

ولفظ مسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كِبْر"، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟، قال:"إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْرَ بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس".

وبَطَرُ الحق: هو أن يجعل ما جعله الله حقًا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: هو أن يتجبر عند الحق، فلا يراه حقًا، وقيلْ هو أن يتكبَّر عن الحق فلا يقبله. (النهاية 1/ 135).

وغَمْطُ الناس: أي الاستهانة والاستحقار. (النهاية 3/ 387).

ولفظ أحمد: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبَّة من خردل من كِبْر".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه مسلم (1/ 93)، وابن ماجه (1/ 22، 2/ 1397)، وأبو يعلى (8/ 476) وعنه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 224) من طريق علي بن مُسْهِر، وأخرجه أحمد (1/ 416)، وأبو داود (4/ 59)، والترمذي (4/ 317)، والطبراني في الكبير (10/ 92)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 154) من طريق أبي بكر بن عياش، وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 89)، وأحمد (1/ 412)، قال: ثنا عفان، =

ص: 478

= وأبو يعلى (8/ 477، 9/ 277)، قال: حدّثنا عبد الواحد بن غياث، وفي (9/ 226) من طريق أحمد بن إسحاق، والطبراني في الكبير (10/ 92) من طريق حَرَمي بن حفص القَسْمَلي، وعيسى بن إبراهيم، جميعهم: عن عبد العزيز القَسْمَلي، ثلاثتهم: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابن مسعود مرفوعًا بألفاظ متقاربة.

ولفظ مسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبَّة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبَّة خردل من كبرياء".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 479