المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم - المطالب العالية محققا - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

- ‌38 - باب ترويح القلوب لتعي

- ‌39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌3 - باب الوصايا النافعة

- ‌4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه

- ‌6 - باب ٌ

- ‌7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌8 - باب ٌ

- ‌10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌12 - باب ذم الغضب

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى

- ‌14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌18 - باب عيش السلف

- ‌19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

- ‌25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

- ‌27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - باب ذكر الأبدال

- ‌30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح

- ‌32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ

- ‌33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌35 - باب ذم الشح

- ‌36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى

- ‌37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌40 - باب بقية التحذير من الرياء

- ‌41 - باب فضل الجوع

- ‌42 - باب فضل الفقير القانع

- ‌43 - باب ذم الكبر

- ‌44 - باب الصمت

- ‌45 - باب الإِيثار

- ‌46 - باب قصر الأمل

- ‌47 - باب السلامة في العزلة

- ‌48 - باب الحُزْن

- ‌49 - باب فضل الحِدَّة

- ‌50 - باب الاستعطاف

- ‌51 - باب خير الجلساء

- ‌52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى

- ‌55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

- ‌56 - باب التوبة والاستغفار

- ‌57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

- ‌34 - كتاب الزهد والرقائق

- ‌1 - باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ باب فضل كتم الغيظ

- ‌3 - باب الأمر بالمعروف

- ‌4 - باب النصيحة من الدين

- ‌5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌6 - باب فضل الورع والتقوى

- ‌7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته

- ‌8 - باب القصاص في القيامة

- ‌35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌5 - باب جوامع الدعاء

- ‌6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ

- ‌7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم

- ‌9 - باب الدعاء بكف واحد

- ‌10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عز وجل كل شيء

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه

- ‌16 - باب ما يقول من ركب السفينة

- ‌17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌18 - باب دعاء المريض

- ‌19 - باب أفضل الدعاء

- ‌20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌2 - باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم

‌2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

3334 -

[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عمر: حدّثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الرَّبَذي (1) مُوسَى بْنُ عُبيدة، أَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل بَعَثَهُمْ كما بعثني، صلوات الله [وسلامه] (2) عليهم أجمعين".

[2]

وقال. أحمد بن مَنيع: حدّثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُوسَى بن عُبيدة، فذكره.

(1) في نسخة (س): "الزبدي".

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 810

3334 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علتان:

1 -

موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف.

2 -

وشيخه محمَّد بن ثابت، وهو مجهول.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22/ ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن حنبل -كذا، والصواب أحمد بن مَنيع- بسند فيه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف. =

ص: 810

= وذكره الحافظ في الفتح (11/ 169)، وقال: أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف.

ص: 811

تخريجه:

ذكره السخاوي في القول البديع (ص 80)، ثم قال: أخرجه العدني، وأحمد بن مَنيع، والطبراني وإسماعيل القاضي.

وأخرجه عبد الرزاق (2/ 216)، ومن طريقه الطبراني: كما في جلاء الأفهام (ص 258)، وأخرجه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 188) من طريق أبي داود.

كلاهما: عن الثوري، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 46)، من طريق عمر بن هارون، والبيهقي في الشعب (1/ 148) والدعوات (ص 121) والأصبهاني في الترغيب (2/ 695)، كلاهما: من طريق وكيع، ثلاثتهم: عن موسى بن عُبيدة، به، بلفظه دون قوله:"كما بعثني"، عند عبد الرزاق، وقوله:"ورسله" عند الأصبهاني، وبنحوه عند السُّبْكي.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 105)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 189)، كلاهما: من طريق أبي عاصم، حدّثنا موسى بن عُبيدة، به، بنحوه.

ولفظه: "صَلُّوا على الأنبياء كما تُصَلُّون عليَّ، فإنهم بُعثوا كما بُعثت".

ويشهد له ما يلي:

1 -

حديث أنس: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 380)، من طريق علي بن أحمد البصري، جار حُميد الطويل قال؛ حدّثنا حُميد الطويل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا عَلَى أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني".

وفيه علي بن أحمد البصري، قال الخطيب: مجهول، وفيه عنعنة حُميد =

ص: 811

= الطويل، وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 38).

ورُوي عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إذا سلَّمتم عليَّ، فسلِّموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين".

أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 10)، وأيو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 113، 2/ 335).

من طريق أبي العوام، عن قتادة، عن أنس، به.

وقال الحافظ في نتائج الأفكار كما في الفتوحات الربانية (3/ 338): سنده حسن، لكن أخرجه عبد بن حُميد في تفسيره عن قتادة مرسلًا، وهو قوي.

قلت: سنده ضعيف؛ لوجود أبي العوام، وهو عمران بن داوَر، قال الحافظ: صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج (التقريب ص 429)، وفيه عنعنة قتادة، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 43).

ورواية قتادة التي أشار إليها الحافظ رحمه الله قبل قليل، ذكرها السخاوي في القود البديع (ص 79) بلفظ: إذا صلَّيتم على المرسلين، فصَلُّوا عليَّ معهم، فإني رسول من المرسلين".

قال السخاوي: رواه ابن أبي عاصم، وإسناده حسن جيد، لكنه مرسل.

3 -

حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني: كما في جلاء الأفهام (ص 258)، من طريق مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا صلّيتم عليَّ، فصَلُّوا على أنبياء الله، فإن الله بعثهم كما بعثني".

وذكره الحافظ في الفتح (11/ 169)، ونسبه للطبراني، وضعّف إسناده.

3 -

حديث علي: أخرجه الشجرى في الأمالي (1/ 125)، من طريق موسى بن إبراهيم المروزي الأعور قال: حدثني موسى بن جعفر بن محمَّد، عن أبيه جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن =

ص: 812

= عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّيتم عليَّ، فصَلُوا عليَّ، وعلى أهلي، وعلى أنبياء الله ورسله الذين كانوا قبلي، فإنهم قد بُعثوا كما بُعثت".

وإسناده ساقط، فيه موسى بن إبراهيم المروزي، قال الذهبي: أحاديثه موضوعات (المغني 2/ 682).

وبالشاهد الأوّل والثاني يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره.

ص: 813

3335 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهير، ثنا حَسَنٌ، ثنا ابْنُ لَهيعة عَنْ دَرَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أيّما رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ صدقة (1)، فقال: اللهم [صلِّ] (2) عَلَى محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإن له بها زكاة".

(1) في مسند أبي يعلى: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ فَأَطْعَمَ نفسه، ورجل يكون له مال تكون فيه الصدقة".

(2)

في الأصل، ونسخة (س):"صلَّى"، والمثبت من نسخة (و).

ص: 814

3335 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علتان:

1 -

عبد الله بن لَهيعة، وهو ضعيف، كما علمت من ترجمته.

2 -

دَرَّاج أبو السمح، وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، وهذا الحديث منها.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 167)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.

وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 22/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وابن حبّان في صحيحه.

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 329) وقال: ضعيف.

ص: 814

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 529)، وفي المقصد العلي -خ- (ق 156 أ).

وأخرجه ابن وهب كما في جلاء الأفهام (ص 243)، عن عَمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، به، بلفظ قريب، دون أوله.

ولفظه: "أيما رجل لم يكن عنده صدقة، فليقل في دعائه: اللهم صلِّ على =

ص: 814

= محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة".

وأخرجه من طريق ابن وهب كل من: البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 139)، وابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 130، 5/ 159)، وابن عَدي (3/ 114)، والحاكم (4/ 129)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 86)، وفي الآداب (ص 484)، وابن بَشْكَوال كما في القول البديع (ص 186).

ولفظ ابن عَدي، والحاكم، والبيهقيُّ بنحو لفظ الباب، مع زيادة في آخره.

ولفظ ابن عَدي: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ فَأَطْعَمَ نفسه، أو كساها، فمن دونه من خلق الله، فإنه له زكاة، وأيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة، فليقل في دعائه: اللهم صلِّ عَلَى محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة"، وقال:"لا يشبع مؤمن سمع خيرًا حتى يكون منتهاه الجنة".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

ويشهد لبعضه: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/ 517، 11/ 504)، وإسحاق بن راهويه (1/ 315)، وأحمد (2/ 365)، وهنَّاد (1/ 117)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 47)، وأبو يعلى (11/ 298)، جميعهم: من طريق ليث بن أبي سُليم عن كعب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا عليَّ، فإن الصلاة عليَّ زكاة لكم". أهـ. لفظ ابن أبي شيبة، وفي بعض المصادر زيادة: "وسلوا لي الوسيلة

".

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 144)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو ثقة مدلس.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 184)، وابن عَدي (3/ 122)، والأصبهاني =

ص: 815

= في الترغيب (2/ 682)، من طريق ليث عن مجاهد، عن أبي هريرة.

وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 519)، رواية البزّار هذه، ثم قال: في إسناده بعض من تكلم فيه.

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 332)، ونسبه للبزار، وضعَّفه لوجود ذُؤاد بن عُلْبهَ.

وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 48)، من طريق ليث عن كعب مرسلًا.

ومدار أسانيد هذا الشاهد على ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف.

وبهذا الشاهد يرتقي هذا الجزء من حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.

ص: 816

3 -

بَابُ التَّرْهِيبِ [مِنَ](1) الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تعالى

3336 -

[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا

الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ [حُديج](2) بْنِ [صَومي](3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو (4) رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَغَفْلَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَرْكَبَهُ (5) الدَّيْنُ".

[2]

وقال عبد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد، به.

(1) في الأصل: "عن"، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في جميع النسخ: "خديج" بالحاء المنقوطة من فوق، والمثبت من كتب الرجال، ومصادر التخريج.

(3)

في جميع النسخ: "صوصي"، والمثبت من أغلب كتب الرجال، ومصادر التخريج.

(4)

في نسخة (و) و (س): "عمر".

(5)

في نسخة (و): "يركب".

ص: 817

3336 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، فيه علتان:

1 -

حُديج بن صَومي، وهو مستور. =

ص: 817

= 2 - عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهو ضعيف.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 128)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه حُديج بن صَومي، وهو مستور، وبقية رجاله ثقات.

وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 180 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، والطبراني، وعبد بن حميد بسند فيه الأفريقي، وهو ضعيف.

وأعاد ذكره في (3/ 7 ب)، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وعبد بن حميد، والطبراني، بإسناد حسن.

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 574)، وقال: ضعيف.

ص: 818

تخريجه:

أخرجه عبد في المنتخب (1/ 309)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 526)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (1/ 413)، وأخرجه الطبراني: كما في الإتحاف -خ- (ق 139 أ) مسند، من طريق هارون بن مَلُّول، ومن طريقه العراقي في قرة العين (ص 34)، ثلاثتهم: عن عبد الله بن يزيد المقرئ، وأخرجه البيهقي أيضًا (4/ 180) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد المُحاربي، والأصبهاني في الترغيب (2/ 567) من طريق محمَّد بن يزيد، ثلاثتهم: عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، به بنحوه.

ولفظ الفسوي: "الغفلة في ثلاثة: الغفلة عن ذكر الله عز وجل، ومن حين يُصَلَّى الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل في نفسه عن الدين حتى يركبه".

ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 181) من طريق عُبيد بن حاتم، حدثني عبد الرحمن بن أبي البُحْتري الطائي، نا المُحاربي عن الأعمش، عن أبي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ"

فذكر الحديث.

وسنده ضعيف؛ لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد (انظر طبقات المدلسين ص 40)، وفيه عُبيد بن حاتم، وشيخه عبد الرحمن، لم أر من ترجم لهما.

ص: 818

3337 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا صاحب لنا ثقة ثقة يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ من بني سُليم يقال له: زُبيد، قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّة أَوْ غَفْلَةً، نَادَى فيهم بأعلى صوته:"أتتكم المنية [راتبة] (1)، إما شقوة، وَإِمَّا سَعَادَةٌ".

قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: وَقَالَ لنا هذا الشيخ: أنا العام خير مِنِّي الْعَامُ الْأَوَّلُ، كَانَتْ لِي الْعَامَ الْأَوَّلَ شاة وليس لي العام شاة، وقال له رَجُلٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَادْعُ اللَّهَ تعالى لي أن يزوجني امرأة صالحة، قال: فدعا الله تعالى، فهيئت له امرأة صالحة.

(1) في الأصل: "راسه"، هكذا دون نقط، وفي نسخة (و):"رابية"، وفي نسخة (س):"رانية"، والمثبت من مصادر التخريج.

ص: 819

3337 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.

ص: 819

تخريجه:

هو في مسند ابن أبي عمر العَدَني: كما في الإصابة (4/ 6).

ورُوي من طريق أخرى مرسلة، أخرجها ابن أبي الدنيا في قصر الأمل: كما في المغني مع الإحياء (4/ 459)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 304)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 356)، قال: ثنا أبو جعفر الآدمي، ثنا سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن أبان، عن زيد السُّلَيمي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ بلفظ قريب.

ولفظ أبي نُعيم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أنس غفلة أو غِرَّة، نادى فيهم بصوت. رفيع "أتتكم المنية راتبة لازمة، إما بشقاوة، وإما بسعادة". =

ص: 819

= قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من حديث زيد السُّلَيمي مرسلًا.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير"، وعزاه لابن أبي الدنيا في ذكر الموت، والبيهقيُّ في الشعب عن زيد السُّلَيمي مرسلًا، ورمز لضعفه. (فيض القدير 1/ 107).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 18)، وقال: ضعيف.

ويشهد لحديث الباب ما يلي:

1 -

حديث الوَضين بن عطاء قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أحس من الناس بغفلة من الموت، جاء فأخذ بعضادتي الباب، ثم هتف ثلاثًا: "يا أيها الناس، يا أهل الإِسلام، أتتكلم الموتة راتبة لازمة، جاء الموت بما جاء به

".

أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 356).

وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 14)، وقال: ضعيف.

2 -

حديث أُبَيِّ بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل، قام فقال:"يا أيها الناس، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه".

أخرجه أحمد (5/ 136)، والترمذي (4/ 549)، وقال: حسن صحيح،

وأبو نُعيم في الحلية (1/ 256)، والحاكم (2/ 421)، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 394) واللفظ له، جميعهم: مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل عن الطفيل بن أُبَيِّ بن كعب، عن أُبَيِّ بن كعب، به.

وإسناده حسن؛ لوجود عبد الله بن محمد بن عَقيل، قال الذهبي: حديثه في مرتبة الحسن. (الميزان 2/ 485).

ص: 820