الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين
3207 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الخَطْمي، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ له: ما يبكيك؟ فقال رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ". فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بقطعة فرو، فقال: فاستقبل مطلع الشمس، وقال هكذا بيده، ووصف (1) حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بِبَاطِنِ (2) الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ:"تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا -أَيْ أَقْبَلَتْ- حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ تقع عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلة وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ"، فَقَالَ عبد الله بن يزيد: أو لَا أَبْكِي، وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تسترون الكعبة.
* قلت: أخرج أبو داود، والنسائيُّ، قصة القول عند التوديع فقط [وإسنادهما](3) حسن.
(1) في نسخة (و) و (س): "وصف" بدون واو العطف.
(2)
في نسخة (و): "باطن".
(3)
في جميع النسخ: وإسناده، والمثبت هو الصواب، أي إسناد أبي داود والنسائيُّ.
3207 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
تخريجه:
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 93/ ب) قال: حدّثنا الحسن بن مثنى بن معاذ، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 272)، من طريق العباس الدوري، والذهبي في السير (21/ 436)، من طريق إسحاق الحربي، ثلاثتهم: عن عفان به، بلفظ قريب.
ولفظ البيهقي: دُعي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى الطَّعَامِ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا وبكى، قال: فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ:"أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكم، وأماناتكم، وخواتيم أعمالكم"، قال: فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً له بقطعة قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال هكذا، ومد يديه، ومد عفان يديه، وقال:"تطالعت عليكم الدنيا" ثلاث مرات أَيْ: أَقْبَلَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ عَلَيْنَا، ثم قال:"أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة وراحت أخرى، وَيَغْدُوا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّة وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بيوتكم كما تستر الْكَعْبَةَ" فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أبكي وقد بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة.
وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 352)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 177)، قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، وأخرجه الحاكم (2/ 97)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 42/ ب)، كلاهما: من طريق إسحاق بن الحسن الحربي، كلاهما: عن عفان به، وذكر قصة القول عند التوديع.
ولفظ النسائيُّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ:"استودع الله دينكم، وأمانتكم، وخواتم أعمالكم". =
= وأخرجه أبو داود (3/ 34)، والمُحاملي في الدعاء (ص 90)، من طريق يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، ثنا حماد بن سلمة، به، بلفظ قريب من لفظ النسائيُّ.
وفي إسناد النسائيُّ: هلال بن العلاء، وفي إسناد أبي داود: يحيى بن إسحاق، وكلاهما صدوق (التقريب ص 576، 587)، ولذلك قال الحافظ هنا في المطالب: أخرج أبو داود والنسائيُّ قصة القول عند التوديع فقط، بإسنادهما حسن.
وذكره البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (5/ 13)، عن محمَّد بن عبد الله الخُزاعي، عن حماد بن سلمة به، وذكر آخر الحديث بنحوه، وسقط من سنده عبد الله بن يزيد.
ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم قصعة، وراحت أخرى، وغدوتم في حُلَّة ورحتم في أخرى، ولتسترن بيوتكم كما تستر الكعبة" قال رجل: بل نحن يومئذ خير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم اليوم خير".
ويشهد لأوله ما يلي: أخرج النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 353)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 165)، واللفظ له من طريق محمَّد بن عائذ قال: حدّثنا الهيثم بن حميد قال: حدّثنا المُطْعِم بن المِقْدام عن مجاهد قال: خرجت إلى العراق أنا ورجل معي فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا قال: إنه ليس معي شيء أعطيكما، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا استودع الله شيئًا حفظه"، وإني أستودع الله دينكما، وأمانتكما، وخواتيم عملكما.
وسنده حسن، محمَّد بن بن عائذ هو الدمشقي، صدوق رُمي بالقدر، وكذلك الهيثم بن حميد، والمُطْعِم بن المِقْدام صدوق (انظر التقريب ص 486، 577، 534).
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 173)، من طريق أبي زُرعة، ثنا محمَّد بن عثمان التَّنُوخي، ثنا الهيثم بن حميد به، بلفظ قريب.
وأخرجه أحمد (2/ 7) واللفط له، والترمذي (5/ 466) قال: حدّثنا =
= إسماعيل بن موسى الفَزاري، والنسائيُّ في الكبرى (5/ 250) قال: أخبرنا محمَّد بن عُبيد بن محمَّد، والمُحاملي في الدعاء (ص 84)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 133) قال: حدّثنا خلاد بن أسلم الصفار، أربعتهم: عن سعيد بن خُثيم، ثنا حنظلة عن سالم بن عبد الله قال: كان أبي: عبد الله بن عمر إذا أتى الرجل وهو يريد السفر قال له: ادن حتى أودعك الله، كما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول:"استودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم.
قلت: استغربه الترمذي؛ لأنّ إسحاق بن سليمان، والوليد بن مسلم، روياه عن حنظلة، عن القاسم بن محمَّد بدلًا من سالم، عن ابن عمر، أخرجه الحاكم (1/ 442، 2/ 97).
وقال الحاكم في الموضعين: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: ويحتمل أن يكون لحنظلة فيه شيخان.
وسعيد بن خُثيم، قال الحافظ: صدوق رُمي بالتشيع، له أغاليط (التقريب ص 235) فالحديث لأجله ضعيف.
ويشهد لآخره الحديث السابق برقم (3157)، وما ذُكر في تخريجه، وبالله التوفيق.