الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ
1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ
3114 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (1) رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ ستين سنة، فقد أعذر الله تعالى إليه من العمر" أو قال: "أبلغ الله عز وجل إليه من الْعُمُرِ".
* رَوَاهُ (2) الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ عَنْ يوسف القاضي، عن سليمان.
* ورواه الرُّوياني فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ (3)، عَنْ خَلَفِ بن هشام.
* ورواه عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عارم، [كلهم] (4): عن حَمّاد بن زيد، به.
(1) في نسخة (و) و (س): "سهل بن سعد الساعدي".
(2)
القائل هو: الحافظ رحمه الله.
(3)
في نسخة (و) و (س): "الصنعاني".
(4)
في جميع النسخ: "كلاهما"، والمثبت هو الصواب، أي رواه سليمان وخلف بن هشام، وعارم، كلهم: عن حَمَّاد بن زيد.
[وهذا إسناد صحيح، ولكن (5) له علة، رَوَاهُ](6) غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ومن هذا الوجه علقه البخاريُّ، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَفِظَهُ فَيُحْتَمَلُ على أن يكون سمعه (7) من وجهين (8).
(5) في نسخة (و): "لكن" بدون واو العطف.
(6)
ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والنقل من باقي النسخ.
(7)
الضمير هنا يعود إلى أبي حازم، أي سمعه مرة عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ومرة عن سعيد المَقْبُري.
(8)
لم ينبه الحافظ على هذه العلة في الفتح (11/ 239) حين خرج حديث الباب من هذين الوجهين، فكأنها علة غير قادحة، والله أعلم، وقد وهم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تحقيقه كتاب "المطالب العالية" (3/ 138) فقال: وحاصل كلام الحافظ: أن هذا الحديث رواه غير واحد عن حماد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، ورواه غير واحد عن حماد، عن أبي حازم، عن سعبد المَقْبُري، عن أبي هريرة. أهـ.
قلت: هذا القول غير مستقيم إذ لم أجد من روى هذا الحديث عن حماد، عن أبي حازم، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة، وإنما مراد الحافظ: غير واحد عن أبي حازم، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة، لا عن حماد، عن أبي حازم، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة، والله أعلم.
3114 -
الحكم عليه:
هذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معلول بوهم حماد بن زيد.
قال الدارقطني في العلل (8/ 134): وروى هذا الحديث حماد بن زيد عن أبي حازم، فوهم فيه، وهو قليل الوهم، رواه عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 206)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 183)، قال: حدّثنا يوسف القاضي، ثنا =
= سليمان بن حرب، به، بلفظ قريب.
وأخرجه الحاكم (2/ 428)، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، به، بنحوه، بلفظ: سبعين.
ولفظه: "من عُمِّر من أمتي سبعين سَنَةً، فَقَدَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
وقال الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 139): وهم الحاكم فاستدركه.
قلت: مراد الحاكم أنهما لم يخرجاه من حديث سهل، وبلفظ: سبعين.
وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق عارم، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 265)، من طريق خلف بن هشام، والشجري في الأمالي (2/ 247)، من طريق عبد الله بن يزيد، ثلاثتهم: عن حماد بن زيد به، بلفظ قريب.
وأخرجه ابن مردويه كما في الفتح (11/ 239)، من طريق حماد بن زيد به، بمعناه.
وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 261)، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم به، مختصرًا.
ولفظه: "من عَمَّره الله ستين سنة، فقد أعذر إليه".
قلت: مدار هذا الحديث على أبي حازم، واختلف عنه على عدة أوجه كما يلي:
الوجه الأوّل: رواه حماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي حازم عنه، عن سهل بن سعد.
الوجه الثاني: رواه يعقوب بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن أبي حازم أيضًا عنه، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة.
وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب. =
= الوجه الثالث: رواه عبد العزيز بن أبي حازم أيضًا عنه، عن سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
أما الوجه الأوّل، فتقدم تخريجه.
وأما الوجه الثاني فأخرجه أحمد (2/ 417)، والنسائيُّ في الكبرى كما في تحفة الأشراف (9/ 472)، والطبري في التفسير (22/ 142)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 276)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 258)، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن.
وأخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ص 66)، وأبو نُعيم في المستخرج كما في الفتح (11/ 239) والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 262)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (3/ 370)، وفي الآداب (ص 493)، والنسفي في القند (ص 292)، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما: عن أبي حازم به، بنحوه.
قال أبو نُعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث المَقْبُري عن أبي هريرة، أخرجه البخاريُّ في صحيحه من حديث محمَّد بن مَعْن -صوابه: معن بن محمَّد- الغفاري عن المَقْبُري.
قلت: ومن هذا الوجه أخرجه البخاريُّ معلقًا (فتح 11/ 238).
وأما الوجه الثالث فأخرجه الإسماعيلي كما في الفتح (11/ 240).
قال الحافظ: وإدخاله بين سعيد وأبي هريرة فيه رجلًا، من المزيد في متصل الأسانيد.
وقال الدارقطني في العلل (8/ 133): وهم في قوله: عن أبيه، عن أبي هريرة، والصواب عن أبي حازم، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة، وكذلك رواه محمَّد بن عجلان، وأبو مَعْشَر، والليث بن سعد، كلهم: عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة.
قلت: رواية محمَّد بن عجلان أخرجها أحمد (2/ 320)، والشجري في الأمالي (2/ 244، 247)، =
= ورواية أبي مَعشَر أخرجها أحمد أيضًا (2/ 405)، وابن مردويه كما في الفتح (11/ 239).
ورواية الليث بن سعد أخرجها الحاكم (2/ 427)، ثم قال: صحيح على شرط البخاريُّ ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص.
وبما سبق يتبين أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح، وبالله التوفيق.
2 -
بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقِصَرِ (1) الْأَمَلِ
3115 -
قَالَ مُسَدَّد: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ [بِشْرٍ](2)، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: "الْمَوْتَ"، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَمُتْ؟ قَالَ: "يقل ماله وولده".
(1) في نسخة (س): "وقصور".
(2)
في جميع النسخ: "بشيرا" والتصويب من كتب التراجم، والحديث.
3115 -
الحكم عليه:
هذا الأثر بهذا الإسناد ضعيف لوجود غيلان بن بشر، وهو مجهول، ويعلي بن الوليد وهو مستور.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا.
تخريجه:
أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 276)، وهنَّاد (1/ 307)، وأحمد في الزهد (ص 203)، عن أبي معاوية به، بلفظه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 311)، عن محمَّد بن فضيل، وهنَّاد (1/ 307) قال: حدّثنا أبو أسامة والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 347)، من =
= طريق سفيان، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 104) معلقًا من طريق جرير، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 227)، من طريق حفص، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 295)، من طريق سفيان، خمستهم: عن الأعمش به، بلفظه، وفي هذه المصادر عدا هنَّاد أن السائل لأبي الدرداء هو: يعلي بن الوليد.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 295)، من طريق أبي بكر، عن الأعمش به، بلفظه، وسقط من سنده: يعلي بن الوليد.
3116 -
وقال أبو داود: حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل عليه السلام: "يَا محمَّد، عِشْ مَا شِئْتَ (1) فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ (2) فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شئت فإنك لاقيه".
(1) في نسخة (س): "ما عشت".
(2)
كذا في جميع النسخ، وفي مسند أبي داود الطيالسي:"وأحبب من شئت".
3116 -
الحكم عليه:
هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان:
الأولى: ضعف الحسن بن أبي جعفر.
الأخرى: عنعنة أبي الزبير، فإنه كان مدلسًا.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف، لضعف الحسن بن أبي جعفر الجُفري، لكن له شاهد، رواه الحاكم وصححه.
تخريجه:
الحديث في مسند أبي داود (ص 242).
وأخرجه من طريقه كل من أبي الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 281)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 348)، والشجري في الأمالي (2/ 296).
ويشهد له ما رُوي عن سهل، وعلي، وأنس رضي الله عنهم كما يلي:
1 -
أما حديث سهل: فأخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين -خ- (ق 274 أ)، والحاكم (4/ 324)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 102)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 253)، واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 21، 435)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 10)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 108)، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 294)، والنسفي في القند =
= (ص 23)، من طريق زافر بن سليمان، ثنا محمَّد بن عُيينة، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال: "يَا محمَّد، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، ثم قال:"يا محمَّد شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.
وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث محمَّد بن عُيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمَّد بن حميد.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وذكره المنذري في الترغيب (1/ 588)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 219).
وذكره الصاغاني في كتاب الموضوعات (ص 63)، وفي الدر الملتقط (ص 32)، وتعقبه الحافظ العراقي في رسالته في الرد على الصاغاني (2/ 357، 365)، وقال: حديث حسن. أهـ.
وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 274)، وهذا مما يؤخذ عليه، فإنه لم يكن طويل النفس في هذا الكتاب، على خلاف صنيعه في كتابه القيم "نيل الأوطار"، فإنه كان فيه طويل النفس ويتكلم على كل حديث بالتفصيل.
والصواب أن هذا الحديث ضعيف، لا كما جزم به الحاكم رحمه الله من كونه صحيحًا، ولا كما جزم به ابن الجوزي والصاغاني من كونه موضوعًا، وسبب ذلك: زافر بن سليمان، قال الحافظ: صدوق كثير الأوهام، ومحمد بن عُيينة، وهو أخو سفيان، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 213، 501). =
= وتابع محمَّد بن عُيينة على رواية هذا الحديث سليمان بن عَمرو، أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 403)، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وسليمان بن عَمرو هو أبو داود النَخَعي، قال أحمد: هو كذاب، يضع الحديث، وكذلك قال يحيى.
2 -
وأما حديث علي: فأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 274 أ) وفي المعجم الصغير (ص 262)، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، حدّثنا أبو كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني، حدّثنا حفص بن بشر الأسدي، حدّثنا حسن بن الحسين بن زيد العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.
قال الطبراني بعد أن ساق عدة أحاديث بهذا الإسناد: لا تُروى هذه الأحاديث عن علي إلّا بهذا الإسناد، تفرد به أبركُريب، ولم نكتبها إلّا عن عبد الوهاب بن رواحة.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 219)، ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه جماعة لم أعرفهم.
قلت: إسناده ضعيف، عبد الوهاب بن رواحة، وحسن بن الحسين بن زيد لم أجد من ترجم لهما، وحفص بن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 170)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول.
وتابع حفص بن بشر عليُّ بنُ حفص، أخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 202)، من طريق علي بن حفص بن عمر، ثنا الحسن بن الحسين به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.
قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر، عن أسلافه متصلًا، لم نكتبه إلّا من هذا الوجه. =
= 3 - وأما حديث أنس: فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 44)، من طريق يحيى بن خِذام السَّقَطي قال: حدّثنا مُدْرِك بن عبد الرحمن، عن حميد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير.
وإسناده ضعيف، فيه يحيى بن خِذام، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 589)، وفيه مدرِك، قال الذهبي: له مناكير (المغني 2/ 649)، وفيه عنعنة حميد الطويل، وهو مدلّس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 38).
قلت: وبهذه الشواهد، يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3117 -
[1] وقال عبد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحِمَّاني، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي، عَنْ عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو، ثنا ابن المبارك به.
3117 -
الحكم عليه:
الحديث بالطريق الأوّل ضعيف جدًا، لحال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهو ضعيف، والطريق الثاني ضعيف لحال الإفريقي.
وذكره المنذري في الترغيب (4/ 168)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد جيد.
وضعفه الذهبي في التلخيص على المستدرك (4/ 319)، لوجود الأفريقي.
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 320)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. أهـ.
ومسند عبد الله بن عَمرو من معجم الطبراني الكبير غير موجود لأراجعه.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 109 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد، وأبو يعلى، والحاكم، كلهم من طريق عبد الرحمن الأفريقي، وهو ضعيف، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، كذا قال لكن له شاهد من حديث أبي جحيفة، وعبد الله بن مسعود.
قلت: حديث ابن مسعود وأبي جحيفة في هذا البحث برقم (3188).
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 308).
وأخرجه ابن المبارك (ص 212)، ومن طريقه كل من أبي يعلى كما في =
= المطالب، والحاكم (4/ 319)، وأبي نُعيم في الحلية (8/ 185)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 120)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 171، 253)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 271).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: ابن زياد هو الأفريقي، ضعيف.
وقال أبو نُعيم: غريب.
ويشهد لحديث الباب ما يلي:
1 -
حديث جابر: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 402)، من طريق القاسم بن بَهْرام عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار ربيع المنافق، وهما رادان أهليهما إلى النار".
قال ابن الجوزي: تفرد به القاسم بن بَهْرام، قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
قلت: القاسم هذا ضعيف جدًا انظر الميزان (3/ 369)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف جدًا.
2 -
حديث ابن عمر: رواه أبو منصور الديلمي كما في فردوس الأخبار (2/ 112) مرفوعًا: "تحفة المؤمن ثلاثة: الفقر والمرض والموت، فمن أحب الله أحبه الله، وكافأه بالجنة".
قال العراقي: رواه أبو منصور من حديث ابن عمر بسند ضعيف جدًا (المغني مع الإحياء 4/ 195).
3 -
أثر ابن مسعود: أخرجه مُسَدَّد بلفظ: "ذهب صفو الدنيا فلم يبق منه إِلَّا الكُدرة، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ".
وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم =
= (3188)، وبالجملة فإن الطريق الثاني -طريق أبي يعلى- يرتقي إلى الحسن لغيره بهذه الشواهد.
وأما الطريق الأوّل -طريق عبد بن حميد- فلا يرتقي لشدة ضعفه، والله أعلم.
3118 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [يَعْلَى](1) عَنْ حُمَيْدٍ، هُوَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلَا يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فيه ولا يدري أَرْضى (2) الله أم أسخطه (3) ".
(1) في الأصل: "علي"، والتصويب من نسخة (و) و (س) وكتب التراجم.
(2)
في نسخة (و): "ايرضى".
(3)
في نسخة (و) و (س): "سخطه".
3118 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف يحيى بن يعلى، وحميد الأعرج.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 93)، من طريق المصنف بلفظ قريب.
وأخرجه ابن عَدي (2/ 273)، من طريق هشام بن يونس، وتمام في الفوائد (1/ 94)، من طريق محمَّد بن الطفيل، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 361)، من طريق عثمان بن سعيد، ثلاثتهم عن يحيى بن يعلى به، بألفاظ متقاربة.
ولفظ تمام: "عجبت لغافل ليس يغفل عنه، وعجبت لمن يأمن الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لضاحك ملء فيه لا يدري أرضى الرحمن أو أسخطه".
وتابع يحيى بن يعلى، كل من:
1 -
خلف بن خليفة: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 118)، بلفظ قريب.
2 -
ووَكيع: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 346)، بلفظ قريب.
ورواه الديلمي كما في فردوس الأخبار (3/ 68)، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب. =
= ويشهد له ما يلي:
أخرج ابن المبارك (ص 84)، ومن طريقه ابن قتيبة في عيون الأخبار (2/ 358)، قال: أخبرنا غير واحد، عن معاوية بن قُرَّة قال: قال أبو الدرداء: "أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه، وأبكاني فراق الأحبة محمَّد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا أدري إلى الجنة أم إلى النار".
وسنده ضعيف لإبهام شيخ ابن المبارك.
وأخرج البيهقي في الشعب (7/ 378)، عن سلمان موقوفًا من طريق حماد بن يحيى الأبح، ثنا معاوية بن قُرَّة قال: قال سلمان الفارسي: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا.
وفيه حماد بن يحيى الأبح، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 179)، فالإسناد لأجله ضعيف.
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 207)، من طريق جعفر بن برقان قال: بلغنا أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يقول: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا.
وسنده ضعيف، لانقطاعه جعفر لم يدرك سلمان رضي الله عنه.
وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 281)، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سلمان الفارسي قال: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا.
3119 -
وقال الحارث: حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يضحكون منها، فقال فلان (1): وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ".
* [إسناده](2) مرسل، رجاله ثقات.
(1) في بغية الباحث والإتحاف: "بلال".
(2)
في الأصل: "إسناد" والمثبت من باقي النسخ.
3119 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لإرساله.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 111 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث مرسلًا.
تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص340).
وأخرجه ابن المبارك (ص 84) قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن أبي مقرن قال: حدّثنا محمَّد بن عروة، فذكره بلفظه.
وأبو مقرن هذا لم أجد له ترجمة، وقد رواه نُعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك، فأسقط أبا مقرن من الإسناد كما ذكره المعلق عليه: الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
وأخرجه البزّار كلما في الكشف (1/ 374) موصولًا عن عائشة رضي الله عنها قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا عثمان بن عمر، به بلفظ قريب.
قال البزّار: لا نعلم أسند محمَّد بن عروة عن أبيه، عن عائشة إلّا هذا.
قلت: الصحيح رواية الإرسال كما قال الدارقطني في العلل -خ- (5/ 28 ب)، وهي طريق الباب. =
= وأخرج أحمد (6/ 102)، عن حسن واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 290)، من طريق المعافى، كلاهما: عن ابن لَهيعة، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: قيل: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال:"إنما يستريح من غُفِرَ له".
قال أبو نُعيم: غريب من حديث ابن لَهيعة، تفرد به المُعافى، فيما قاله سليمان.
قلت: لم يتفرد به المعافى، حيث تابعه حسن عند أحمد كما سبق، وقد رواه غيرهما أيضًا عن ابن لَهيعة كما عند أحمد (6/ 69) قال: ثنا يحيى قال: أنا ابن لَهيعة، به، ولفظه: عن عائشة قالت: جاء بلال إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-فَقَالَ: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال:"إنما يستريح من دخل الجنة".
ورجاله ثقات سوى عبد الله بن لَهيعة، فإنه ضعيف، لسوء حفظه، فالإسناد لأجله ضعيف.
وبالجملة يبدو من هذه الطرق أن لحديث الباب أصلًا أصيلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما ويشهد له حديث أبي قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه" قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال:"العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 241) وهذا لفظه، ومن طريقه البخاريُّ (فتح 11/ 362)، ومسلم (2/ 656).
لذا فإن حديث الباب يرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3120 -
حدّثنا (1) الخليل بن زكريا، أنا حَبِيبُ (2) بْنُ (3) الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا".
(1) القائل هو: الحارث رحمه الله في مسنده.
(2)
في الأصل: "جيد"، وفي باقي النسخ:"حميد"، والتصويب من كتب الرجال.
(3)
في جميع النسخ: "عن"، والتصويب من كتب الرجال.
3120 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه الخليل بن زكريا، وهو متروك.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث، عن الخليل بن زكريا، وهو ضعيف.
تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1329).
ولم أجد من أخرجه بهذا الإِسناد غير المصنف، لكن في الباب ما يلي:
1 -
حديث ابن عمر رضي الله عنه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 313)، واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 351)، من طريق إسماعيل بن عياش، عن العلاء بن عتبة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال: قام فتى، فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أكيس؟ قال:"أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا قبل أن ينزل به، أولئك الأكياس".
وإسناده ضعيف، لانقطاعه، عطاء لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنهما (انظر المراسيل ص 154).
وأخرجه ابن ماجه (2/ 1423)، من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر أنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من =
= الأنصار، فسلم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال:"أحسنهم خلقًا قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس". وإسناده ضعيف أيضًا، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 348): هذا إسناد ضعيف، فروة بن قيس مجهول، وكذا الراوي عنه، وخبره باطل.
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 333)، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثنا خالد بن يزيد، عن أبيه، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال: فذكره بلفظ قريب، مع زيادات في آخره.
وإسناده ضعيف أيضًا، سليمان بن عبد الرحمن، هو الدمشقي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 253)، وخالد بن يزيد ضعيف، قاله الحافظ (التقريب ص 191).
وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 67)، من طريق عُبيد الله بن سعيد بن كثير، عن أبيه، عن مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن ابن أبي رباح، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ قريب، ثم قال: فذكر -أي عُبيد الله بن سعيد- حديثًا طويلًا ليس من حديث مالك، ولا من حديث أبي سهيل، ولا من حديث ابن عمر.
قلت: عُبيد الله هذا، ذكره الذهبي في المغني (2/ 415)، ثم قال: فيه ضعف.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 18) واللفظ له، والطبراني في الكبير (12/ 417)، والصغير (ص 359)، من طريق مُعَلَّى عن مجاهد، عن ابن عمر قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فجاءه رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، من أكيس الناس وأكرم الناس؟ قال:"أكثرهم ذكرًا للموت، وأشدهم استعدادًا له، أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة".
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 309)، ثم قال: رواه ابن ماجه باختصار، ورواه الطبراني في الصغير، وإسناده حسن. =
= وقال العراقي: إسناد جيد (المغني مع الإحياء 4/ 451).
قلت: مُعَلَّى هو الكندي، ذكره البخاريُّ وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول (التاريخ الكبير 7/ 394، الجرح 8/ 330)، فالإسناد لأجله ضعيف.
وهذه الأسانيد إذا ضمت إلى بعضها البعض تزداد قوة، فتكون حسنة بلا شك.
2 -
حديث سعد بن مسعود: أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 78)، عن ابن أَنْعُم، قال: أخبرني سعد بن مسعود وغيره، أن رسول الله، عليه السلام سئل: أي المؤمنين أفضل؟ قال: "أحسنهم خلقًا" قيل: أي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا".
وأخرجه ابن المبارك (ص 92)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 294)، من طريق عُبيد الله بن زَحْر عن سعد بن مسعود مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب.
قلت: إسناد ابن وهب ضعيف، ابن أَنْعُم هو عبد الرحمن بن زياد، قال الحافظ: ضعيف في حفظه (التقريب ص 340)، وفيه انقطاع، سعد بن مسعود تابعي (انظر المراسيل ص 71)، فتكون روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-مرسلة.
وكذلك إسناد ابن المبارك، فيه عُبيد الله بن زَحْر، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 371).
3 -
حديث زيد بن علي عن آبائه رضي الله عنهم مرفوعًا: "أي الناس أكيس؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ له استعدادًا.
أخرجه الحارث بسند ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3121).
3121 -
حدّثنا (1) يحيى بن هاشم، أنا أَبُو خَالِدٍ عَمرو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بن علي (2)، عن آبائه رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ له استعدادًا".
(1) القائل هو: الحارث بن أبي أسامة رحمه الله في مسنده.
(2)
في نسخة (و):"عن زيد وعلي".
_________
3121 -
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن هاشم، وهو متهم بالكذب، وعَمرو بن خالد، وهو متروك.
وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 أمختصر)، ثم قال: رواه الحارث، وعَمرو ضعيف.
تخريجه:
هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1330).
ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير الحارث، لكن في الباب الحديث الماضي برقم (3120)، وما ذكر في تخريجه، والله الموفق.