المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌19 - سورة الكهف - المطالب العالية محققا - جـ ١٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌18 - سورة الإِسراء

- ‌19 - سورة الكهف

- ‌20 - سورة طه

- ‌21 - سورة الحج

- ‌22 - سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌23 - سورة النور

- ‌24 - سورة الفرقان

- ‌25 - سورة الشعراء

- ‌26 - سورة القصص

- ‌27 - سورة الروم

- ‌28 - سورة آلم تنزيل السجدة

- ‌29 - سورة الأحزاب

- ‌30 - سورة فاطر

- ‌31 - سورة يس

- ‌32 - سورة الصافات

- ‌33 - سورة ص

- ‌34 - سورة الزمر

- ‌35 - سورة فصِّلت

- ‌36 - سورة حم عسق

- ‌37 - سورة الزخرف

- ‌38 - سورة الدخان

- ‌39 - سورة الأحقاف

- ‌40 - سورة القتال

- ‌41 - سورة الفتح

- ‌42 - سورة الحجرات

- ‌43 - سورة ق

- ‌44 - سورة الذاريات

- ‌45 - سورة الطور

- ‌46 - سورة النجم

- ‌47 - سورة القمر

- ‌48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ

- ‌49 - سورة الواقعة

- ‌50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة

- ‌51 - سورة الحشر

- ‌52 - سورة الممتحنة

- ‌53 - سورة المنافقين

- ‌54 - سورة الطلاق

- ‌55 - سورة التحريم

- ‌56 - سُورَةِ تَبَارَكَ

- ‌57 - سورة ن

- ‌58 - سورة الحاقة

- ‌59 - سورة سأل

- ‌60 - سورة الجن

- ‌61 - سورة المزمل

- ‌62 - سورة المدثر

- ‌63 - سورة المرسلات

- ‌64 - سورة النبأ

- ‌65 - سورة التكوير

- ‌66 - سورة إذا السماء انشقت

- ‌67 - سورة البلد

- ‌68 - سورة الضحى

- ‌69 - سورة إذا زلزلت

- ‌70 - سورة الماعون

- ‌71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا .. إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ

- ‌72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح

- ‌73 - سورة تبت

- ‌74 - سورة الإِخلاص

- ‌75 - سورة المعوذتين

- ‌40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ

- ‌1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌2 - باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

- ‌4 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غيبته

- ‌7 - باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ

- ‌9 - باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

- ‌10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب بركته حَيًّا وَمَيِّتًا

- ‌12 - باب حياته فِي قَبْرِهِ

- ‌13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْصَافِهِ

- ‌14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - باب حلمه صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ

- ‌17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ

- ‌18 - بَابُ قُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجماع

- ‌19 - باب

- ‌20 - بَابُ صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - باب نفع شفاعته

- ‌26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌28 - باب ذكر قتل عمر

الفصل: ‌19 - سورة الكهف

‌19 - سورة الكهف

3654 -

قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ. ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ قَدْ أُوحي إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (1)، كان له نورًا مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ (2) إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ (3) الْمَلَائِكَةُ".

(1) سورة الكهف: الآية 110.

(2)

على الإِضافة، لأن عدن مدينة مشهورة على ساحل البحر الأحمر. تضاف إلى أبين، وهو مخلاف عدن من جملته. وسمى بأبين بن زهير. وقيل أبين موضع في جبل عدن. وهو بوزن أحمر. وقيل هو اسم مدينة عدن. انظر: معجم البلدان (4/ 89 - 1/ 86). والنهاية (1/ 20).

(3)

أي ملؤه الملائكة. قال ابن سيده: حشا الوسادة والفراش وغيرهما يحشوها حشوًا: ملأها.

واسم ذلك الشيء الحشو. انظر: اللسان (14/ 180).

ص: 26

3654 -

درجته:

فيه أبو قرة الأسدي، أقف فيه على جرح أو تعديل.

قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 161 ب): فيه أبو قرة الأسدي. ثم الصيداوي، أخرج له ابن خزيمة في صحيحه. وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح. اهـ. =

ص: 26

= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 129)، باب ما يقرأ في الليل، وعزاه إلى البزّار في مسنده. وقال: فيه أبو قرة الأسدي، لم يرو عنه غير النضر بن شميل، وبقية رجاله ثقات.

ص: 27

تخريجه:

لم يرو إلَّا عن النضر بن شميل، عن أبي قرة.

فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 371)، كتاب التفسير، تفسير سورة الكهف.

عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق.

وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: أبو قرة فيه جهالة، ولم يضعف.

كما أخرجه البزّار في البحر الزخار (1/ 421: 297)، عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه بهذا الإِسناد. اهـ. كلاهما عن النضر به بنحوه.

كما أخرجه الشيرازي في الألقاب. وابن مردويه. انظر: الدر المنثور (4/ 258).

وعليه فمدار الحديث على النضر، عن أبي قرة. ولم أجد له ما يرقيه، ولكن يعمل به في فضائل الأعمال بشروط ذلك.

على أنه قد وردت أحاديث أخرى في فضائل سورة الكهف. وأواخرها خاصة.

ص: 27

3655 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عيسى بن عون، حدّثنا عبد الملك بن زرارة، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أَنْعَمَ اللَّهُ عز وجل عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً (2) دُونَ الْمَوْتِ. وَكَانَ يَتَأَوَّلُ (3) هَذِهِ الْآيَةَ:{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} (4).

(1) لم أره في المطبوع من مسنده.

(2)

الآفة: العاهة. وفي المحكم: عرض مفسد لما أصاب من شيء. انظر: اللسان (9/ 16 - أوف).

(3)

يتأول: من آل، يؤول، أي رجع وصار إليه. ومثله قول عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ في ركوعه وسجوده. سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، يتأول القرآن. تعني أنه مأخوذ من قوله تعالى:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} . وهو المراد هنا، أي: أن هذا القول مأخوذ من هذه الآية. فكأن ما في الآية صار موجودًا في الخارج. ومثله قوله تعالى: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: 100].

فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا. انظر: النهاية (1/ 80)، الرسالة التدمرية لشيخ الإِسلام ابن تيمية (ص 60).

(4)

سورة الكهف: الآية 39.

ص: 28

3655 -

[1] درجته:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لضعف عبد الملك.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 143)، باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه:

رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الملك بن زرارة ضعيف. اهـ.

وقد أورده الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم (5028)، وقال عنه: ضعيف، وأشار إلى وروده في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (2012).

كما قال عنه في تخريج الكلم الطيب لشيخ الإِسلام ابن تيمية (ص 80: 138): =

ص: 28

= ضعيف، وقول ابن القيم في شفاء العليل (ص 46): أن الحديث صحيح، مما لا وجه له عندي. اهـ.

وقد قال ذلك الإِمام ابن القيم، لكن لعله يريد الصحة المعنوية، أي: إن معناه صحيح. لأنه قال بعد ذلك: فهو مأخوذ من قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ

} [الكهف: 39] الآية.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 119): في صحته نظر.

ص: 29

تخريجه:

مدار الحديث على عمر بن يونس.

فقد رواه أبو يعلى كما تقدم.

ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 119)، وقال: في صحته نظر. وقد تصحف عليه عمر بن يونس فجعله عمرو بن يوسف. وفي التفسير (3/ 75).

وقال بعد ذكره في الموضعين: قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس لا يصح.

والحديث أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 212)، عن العباس بن حماد ابن فضالة الصيرفي البصري، عن العباس بن الفرج الرياشي، عن عمر بن يونس به، بنحوه. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد. تفرد به عمر بن يونس. اهـ.

وأخرجه في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 358: 4589 و 4590)، كتاب الأذكار، باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه من طريقين، عن عمر بن يونس به بنحوه.

ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يقول لدفع الآفات (ص 109: 359)، عن محمد بن عبد الله المستغيثي، عن حماد بن الحسن، عن عنبسة، عن عمر بن يونس، به بنحوه. =

ص: 29

= ونقله عنه النووي في الأذكار (ص 107)، باب ما يقول لدفع الآفات.

ورواه البيهقي في شعب الإِيمان (4/ 89: 4369)، من طريق عمر بن يونس به بنحوه. وتصحف عليه فقال عمر بن يوسف. ورواه أيضًا في (4/ 124: 4525)، من طريقه.

كما ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (ص 12)، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس.

فيبقى في الحديث ضعف عبد الملك.

والحديث أخرجه كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مردويه في تفسيره.

انظر: الدر (4/ 223).

وقد توبع عبد الملك هذا. تابعه أبو بكر الهذلي كما عند البزّار.

وسيأتي الكلام على هذه المتابعة في الحديث الذي يلي هذا.

وللحديث شاهد، عن ابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 223)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قوهَ إلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} [الكهف: 39]. ولا أدري ما حال هذا الشاهد.

ص: 30

3655 -

[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ ثمامة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَأَى شَيْئًا" فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. لَمْ يَضُرَّهْ.

(153)

حَدِيثٌ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} (2) مضى في الأنعام (3).

(1) كشف الأستار، باب ما يقول إذا أعجبه شيء من كتاب الطب (3/ 404: 3055)، وقال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا أنس ولا نعلم له إلَّا هذا الطريق.

(2)

سورة الكهف: الآية 28.

(3)

هو حديث خباب بن الأرت في قصة الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عندما طلبا منه صلى الله عليه وسلم تخصيص يوم لهم، لئلا يجالسوا عمارًا وصهيبًا، وخبابًا. رضي الله عنهم. وكان ذلك سبب نزول هذه الآية.

والحديث في آخر تفسير سورة الأنعام، حديث رقم (3603).

ص: 31

3655 -

[2] درجته:

هذا الحديث شديد الضعف لحال الهذلي فهو متروك. وفيه حجاج ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (5/ 112): رواه البزّار من رواية أبي بكر الهذلي.

وأبو بكر ضعيف جدًا. اهـ.

وضعفه الشيخ الألبانىِ في ضعيف الجامع الصغير (5/ 198: 5598).

وقال عنه في تخريج الكلم الطيب (ص 124): ضعيف الإِسناد جدًا. فيه أبو بكر الهذلي. قال الحافظ: متروك الحديث.

ص: 31

تخريجه:

مدار الحديث على حجاج بن نصير، عن أبي بكر الهذلي. رواه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة (ص 67: 207)، عن محمد بن أحمد بن =

ص: 31

= المهاجر وجعفر بن عيسى الحلواني، عن عياش بن محمد بن محمد.

ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 325)، ترجمة سلمى بن عبد الله. عن محمد بن أحمد بن الصلت، عن عباس بن أبي طالب كلاهما عن حجاج به بنحوه.

وذكره النووي في الأذكار (ص 273)، باب ما يقوله إذا رأى من نفسه أو ولده، أو ماله أو غير ذلك شيئًا فأعجبه، وخاف أن يصيبه بعينه، أو يتضرر بذلك. وسكت عليه.

والهذلي متروك كما تقدم. وعليه فهذه المتابعة قاصرة الارتقاء بالحديث السابق، وعبد الملك ضعيف في الحديث السابق.

ص: 32

3656 -

[1، 2] وَقَالَ (1) أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو رضي الله عنهما قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فقال:"في نَارُ اللَّهِ الْحَامِيَةُ (2) لَوْلَا مَا يَزَعُهَا (3) (4) مِنْ أمر الله عز وجل لأهلكت ما على الأرض".

(1) في (عم): "قال".

(2)

قرأ ابن عامر، وشعبة، والكسائي، وحمزة "في عين حامية"، أي: حارة. وقرأ بقية السبعة "حمثة"، أي: ذات حمأة. يقال: حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها. والحماة، والحمأ: الطين الأسود المنتن. وقد تكون حارة ذات حمأة. قال الحسن: وجدا تغرب في ماء يغلي كغليان القدور. اهـ. وإنما وجدها تغرب في العين كما يرى راكب البحر الذي لا يرى طرفه إن الشمس تغيب في الماء. وذلك لأن ذا القرنين انتهى إلى آخر البنيان، فوجد عينا حمئة ليس بعدها أحد.

انظر: زاد المسير لابن الجوزي (5/ 185: 186)، البدور الزاهرة في القراءات العشر لعبد الفتاح القاضي (ص 196)، اللسان (1/ 61).

(3)

في (عم): "نزعها"، وفي (سد): بدون نقط.

(4)

أي: لولا ما يمنعها من أمر الله عز وجل. يقاله وزعه، يزعه، وزعا فهو وازع، إذا كفه ومنعه، والوزع: كف النفس عن هواها.

انظر: اللسان (8/ 390 - وزع) والنهاية (5/ 180).

= = =

3656 -

[2،1] درجته:

ضعيف لوجود مبهم في سنده لم بسم. قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 107)، فيه غرابة، وفيه رجل مبهم لم يسم، وفي رفعه نظر. اهـ.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 134): رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات. اهـ.

ص: 33

تخريجه:

الحديث مروي عن يزيد بن هارون بالسند السابق: أخرجه أحمد (2/ 207)، =

ص: 33

= عن يزيد به بنحوه.

ومن طريق أحمد أورده ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (2/ 107)، وقال بعد ذكره: فيه غرابة، وفيه رجل مبهم لم يسم، ورفعه فيه نظر. وقد يكون موقوفًا من كلام عبد الله بن عمرو، فإنه أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب المتقدمين، فكان يحدث منهما. والله أعلم. اهـ.

ص: 34

3656 -

[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يزيد به.

(1) لم أره في المطبوع من مسنده.

وقال نحو هذا الكلام في تفسيره (3/ 90)، بعد أن نقل الحديث من طريق أحمد.

ولم يوافقه أحد على هذا الكلام ولم أظفر بالحديث إلَّا مرفوعًا.

وقد ذكره العراقي في تخريجه لأحاديث الأحياء في باب التفكر (4/ 380)، هامش الأحياء. عند قول الغزالي. وفي الأخبار ما يدل على عظمها. اهـ.

أي: الشمس. فذكر حديث أحمد هذا. وهو في إتحاف السادة المتقين (10/ 214)، حيث نقله عن العراقي، ثم ذكر بعده شاهدًا وهو حديث أبي ذر، وسيأتي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 12)، عن محمد بن المثنى، عن يزيد به بنحوه.

وقد تابع أبو خيثمة، ابن منيع، وأبا بكر، وأحمد، وابن المثنى، لكن يبقى ضعيفًا للإبهام السابق.

= = =

3656 -

[3] د رجته:

يبقى حينئذٍ في السند مبهم لا يرتقى به من درجة الضعف مع أن رجاله ثقات.

ص: 35

تخريجه:

مضى تخريج لفظه، ولبعضه شاهد، أخرجه الحاكم (2/ 244)، في كتاب التفسير، باب مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنين نبيًا. وهو عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال: ثنا محمد بن مسلمة الواسطي. ثنا يزيد بن هارون أنبأ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عن إبراهيم التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، فرأى الشمس حين غربت. فقال:"يا أبا ذر، أين تغرب هذه؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تغرب في عين حامية". غير مهموزة. وقال حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه كذلك ابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 248).

فهذا الشاهد الصحيح يرقي الشطر الأول من الحديث إلى الصحيح لغيره.

وأما الشطر الثاني فله شاهد عند الطبراني في الكبير (8/ 197: 7705)، عن =

ص: 35

= أبي زيد الحوطي، عن أبي اليمان، عن عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عن أبي أمامة الباهلي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم، لولا ذلك ما أتت على شيء إلَّا أحرقته" كما رواه عن أحمد بن محمد الدمشقي. عن علي بن عياش، عن عفير به.

ولكن في هذا الإِسناد عفير بن معدان. قال عنه الحافظ في التقريب (2/ 25): ضعيف. وقال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة وقال أحمد: منكر الحديث، ضعيف. وقال أبو داود شيخ صالح. ضعيف الحديث. انظر: الميزان (3/ 83) وعليه فهو ضعيف إن لم يكن ضعيفًا جدًا، ولذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 134): فيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جدًا. وأورده الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3/ 49: 6141)، وقال: موضوع. وأورده في السلسلة الضعيفة برقم (293)، وقال: وهذا الحديث مع ضعفه الشديد إسنادًا لا أشك في أنه موضوع متنًا.

ثم ذكر أدلة على ذلك. وخلص إلى أنه موقوف على أبي أمامة.

كما أخرجه غير الطبراني لكن مداره على عفير هذا. فقد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (ص 276: 639)، من طريقه.

وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 151)، ترجمة سليم بن عامر من طريق عفير أيضًا بنحوه. وأيضًا في (2/ 315)، ترجمة عفير. وذكر أن عددهم سبعة كما أخرجه في الموضع الثاني عن أبي بكر الحيري، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن أبي عتبة أحمد بن الفرج، عن بقية، عن أبي عائذ المؤذن، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ موقوفًا. وفيه أن عددهم ثمانية.

لكن بقية مدلس مشهور وقد عنعن، وأبو عائذ لم أعرفه وأحمد بن الفرج: ضعيف كما في اللسان (1/ 266)، وبذلك لا يفيد هذا الشاهد في ترقية الشطر الثاني، وعلى كل فالموقوف أمثل من المرفوع.

ص: 36

3657 -

حدّثنا (1) إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2):{وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} (3) قَالَ: مَدِينَةً لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ، لَوْلَا أَصْوَاتُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ النَّاسُ دَوِيَّ (4) الشَّمْسِ حين تجب (5).

(1) سند أبي يعلى، ولم أجده في المطبوع.

(2)

في (سد): "جرير".

(3)

سورهّ الكهف: الآية 86.

(4)

الدوي: الصوت: يقال: سمعت دوي المطر والرعد إذا سمعت صوتهما من بعيد. انظر: اللسان (14/ 281).

(5)

أي: حين تسقط مع المغيب، والوجبة: السقطة مع الهدة. انظر: النهاية (5/ 154).

ص: 37

3657 -

درجته:

مقطوع صحيح.

ص: 37

3658 -

فحدث الحسن عن سمرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سِتْرًا"(1)(2) بناءً. لم (3) يُبْنَ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ.

وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فيها بناء قط. كانوا (4) إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ (5) حَتَّى تزول الشمس.

(1) أي: قوله تعالي: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} [الكهف: 90].

(2)

في (مح): "سترى"، وهو خطأ، والصواب من (عم) و (سد).

(3)

في (عم): "ولم".

(4)

في (عم): "وكانوا".

(5)

الأسراب: جمع سرب بالتحريك، وهو المسلك في خفية. انظر: النهاية (2/ 356)، والمراد أن هؤلاء القوم الذين بلغهم ذو القرنين كانوا في أرض فضاء، ليس لهم بناءً يكنهم، ولا أشجار تظلهم وتسترهم من حر الشمس، قال سعيد بن جبير: كانوا حمرًا قصارًا، مساكنهم الغيران، أكثر معيشتهم السمك. انظر: ابن كثير (3/ 91).

ص: 38

3658 -

درجته:

مرفوع ضعيف للانقطاع بين ابن جريج، والحسن. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف.

ص: 38

تخريجه:

أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة، باب ما ذكر من كثرة عبادة الله في أرضه (395: 959) عن أبي يعلى به بنحوه، وفي (ص 413: 978)، عن الوليد عن إبراهيم بن يوسف، عن ابن جريج فذكره بنحو ما تقدم، ثم قال:

فحدثت عن الحسن عن سمرة. فذكره بنحوه.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 14)، عن القاسم، عن الحسين، عن حجاج، عن ابن جريج من كلامه.

والظاهر أن الوجه الأول أرجح، فإن حجاجًا الذي روى عنه الوجه الثاني: ثقة، لكنه اختلط في آخر عمره كما في التقريب (1/ 154: 161). =

ص: 38

= وعلى كل فالموقوف على ابن جريج صحيح، وأما المرفوع فضعيف للعلة السابقة.

وأخرجه باللفظ المتقدم ابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور (4/ 249).

وقد روي من وجه آخر عن الحسن موقوفًا عليه ولفظه: أرضهم لا تحمل البناء، فإذا طلعت الشمس تغوروا في الماء، فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم.

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (ص 413: 980)، عن الوليد، عن أبي طالب، عن نصر بن علي، عن سلم بن قتيبة، عن سهل بن أبي الصلت السراج، عن الحسن باللفظ المتقدم.

وسلم: صدوق. انظر: التقريب (1/ 314: 338).

وسهل بن أبي الصلت: صدوق. (التقريب 1/ 337: 562).

وأخرجه ابن جرير في التفسير (16/ 14)، عن إبراهيم بن المستمر، عن سليمان بن داود أبي داود، عن سهل بن أبي الصلت به بنحوه.

وسهل صدوق كما تقدم.

وعزاه السيوطي في الدر (4/ 249) إلى الطيالسي، ولم أره عنده، وكذا إلى البزّار في أماليه وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وهو موقوف على الحسن.

وقد روي عن قتادة نحوه، ولفظه: بلغنا أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليها بنيان، فكانوا يدخلون في أسراب لهم إذا طلعت الشمس حتى تزول عنهم، ثم يخرجوا إلى معاشهم.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 412)، عن معمر، عن قتادة باللفظ المتقدم.

وابن جرير في تفسيره (16/ 14)، عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به بنحوه.

وكذا في (16/ 13 - 14)، عن بشر بن يزيد، عن سعيد، عن قتادة بنحوه.

وهو موقوف أيضًا.

ص: 39