المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌18 - سورة الإِسراء

- ‌19 - سورة الكهف

- ‌20 - سورة طه

- ‌21 - سورة الحج

- ‌22 - سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌23 - سورة النور

- ‌24 - سورة الفرقان

- ‌25 - سورة الشعراء

- ‌26 - سورة القصص

- ‌27 - سورة الروم

- ‌28 - سورة آلم تنزيل السجدة

- ‌29 - سورة الأحزاب

- ‌30 - سورة فاطر

- ‌31 - سورة يس

- ‌32 - سورة الصافات

- ‌33 - سورة ص

- ‌34 - سورة الزمر

- ‌35 - سورة فصِّلت

- ‌36 - سورة حم عسق

- ‌37 - سورة الزخرف

- ‌38 - سورة الدخان

- ‌39 - سورة الأحقاف

- ‌40 - سورة القتال

- ‌41 - سورة الفتح

- ‌42 - سورة الحجرات

- ‌43 - سورة ق

- ‌44 - سورة الذاريات

- ‌45 - سورة الطور

- ‌46 - سورة النجم

- ‌47 - سورة القمر

- ‌48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ

- ‌49 - سورة الواقعة

- ‌50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة

- ‌51 - سورة الحشر

- ‌52 - سورة الممتحنة

- ‌53 - سورة المنافقين

- ‌54 - سورة الطلاق

- ‌55 - سورة التحريم

- ‌56 - سُورَةِ تَبَارَكَ

- ‌57 - سورة ن

- ‌58 - سورة الحاقة

- ‌59 - سورة سأل

- ‌60 - سورة الجن

- ‌61 - سورة المزمل

- ‌62 - سورة المدثر

- ‌63 - سورة المرسلات

- ‌64 - سورة النبأ

- ‌65 - سورة التكوير

- ‌66 - سورة إذا السماء انشقت

- ‌67 - سورة البلد

- ‌68 - سورة الضحى

- ‌69 - سورة إذا زلزلت

- ‌70 - سورة الماعون

- ‌71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا .. إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ

- ‌72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح

- ‌73 - سورة تبت

- ‌74 - سورة الإِخلاص

- ‌75 - سورة المعوذتين

- ‌40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ

- ‌1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌2 - باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

- ‌4 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غيبته

- ‌7 - باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ

- ‌9 - باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

- ‌10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب بركته حَيًّا وَمَيِّتًا

- ‌12 - باب حياته فِي قَبْرِهِ

- ‌13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْصَافِهِ

- ‌14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - باب حلمه صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ

- ‌17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ

- ‌18 - بَابُ قُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجماع

- ‌19 - باب

- ‌20 - بَابُ صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - باب نفع شفاعته

- ‌26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌28 - باب ذكر قتل عمر

الفصل: ‌26 - باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

‌26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

3859 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنيس ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ. فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لقائم على الحوض الساعة

الحديث (1). وفيه: فضيلة أبي بكر رضي الله عنه. وفي آخره: ثم هبط صلى الله عليه وسلم فما قام حتى الساعة.

(1) ولفظه كما في المصنف (14/ 559)، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الحوض الساعة.

وقال: إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة. فلم يفطن بها أحد إلَّا أبو بكر.

فذرفت عيناه فبكى، وقال: بأبي أنت وأمي، بل نفديك بآبائنا. وأمهاتنا، وأنفسنا، وأموالنا، قال: ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة.

ص: 663

3859 -

درجته:

حسن لحال حاتم، وسمعان فهما صدوقان. وقول البوصيري (3/ق 43 ب)، رواته ثقات. وهو في الصحيحين بنقص ألفاظ. اهـ. فيه تساهل.

ص: 663

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 440)، كتاب الفضائل، باب ما أعطى الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم (11711)، بالإِسناد نفسه وببعض المتن. =

ص: 663

= وأخرجه أيضًا في المغازي (14/ 559)، باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (18883)، بالإِسناد نفسه والمتن كاملًا.

وأخرجه الدارمي في سننه، باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 36)، عن زكريا بن عدي بن حاتم به بنحوه.

وأحمد في فضائل الصحابة (154: 165)، عن صفوان بن عيسى. ومكي عن أنيس به بنحوه.

وأخرجه كذلك ابن سعد في الطبقات الكبرى، ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 230)، عن أنس بن عياض الليثي، وصفوان بن عيسى الزهري، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك كلهم عن أنيس به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 655)، من طريق أنيس به بنحوه.

ويبقى فيه سمعان صدوق كما تقدم.

وأصل الحديث عن أبي سعيد في الصحيح ولفظه قريب من هذا.

فقد أخرجه البخاري في المناقب (3/ 7: 3654)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلَّا باب أبي بكر: عن أبي سعيد، ولفظه.

خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، وقال: إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد خير، فَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ المخير، وكان أبو بكر أعلمنا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن أمن الناس علىَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإِسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلَّا سد إلَّا باب أبي بكر".

كما أخرجه في الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد (1/ 167: 466)، وفي المناقب، بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة (2/ 67: 3904)، ومسلم في فضائل الصحابة، فضائل أبي بكر (5/ 243: 2). =

ص: 664

= والترمذي في المناقب، باب مناقب أبي بكر (5/ 269: 3740)، وقال: حسن صحيح. كلهم عن أبي سعيد بنحو اللفظ السابق.

وقد روي مثل اللفظ الذي رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أبي سعيد، روي مثله عن أم سلمة، أخرج ذلك الواقدي كما في البداية والنهاية (5/ 229)، عن فروة بن زبيد بن طوسا، عن عائشة بنت سعد، عن أم درة، عن أم سلمة، فذكره.

لكن الواقدي: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567).

وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ما جاء في استئذانه صلى الله عليه وسلم أزواجه أن يمرض في بيت عائشة (7/ 178)، من طريقه بنحوه.

ص: 665

3860 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ بِلَالٌ لأبي بكر رضي الله عنهما: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِدًا (1)، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤذن وأُقيم، وتصلي بالناس؟ قال رضي الله عنه إن شئت.

فأذن بلال رضي الله عنه، وأقام، وتقدم أبو بكر رضي الله عنه وصلَّى بالناس، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعد ما فَرَغَ. فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أبو بكر رضي الله عنه. قال صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنْتُمْ. لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أن يؤمهم أحد غيره.

(1) في (عم) و (سد): "شاهد"، والصحيح ما في (مح).

ص: 666

3860 -

درجته:

ضعيف لضعف عيسى بن ميمون. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، من أجله.

ص: 666

تخريجه:

أخرجه الترمذي في سننه، مناقب أبي بكر رضي الله عنه (5/ 276: 3755)، عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، عن أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن عائشة بلفظ:"لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يؤمهم غيره" وقال: هذا حديث غريب. اهـ.

وأحمد: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (1/ 12: 14)، وعيسى ضعيف.

وقد أخرجه ابن عدي في الكامل في موضعين.

الأول: =

ص: 666

= في (1/ 166)، ترجمة أحمد بن بشير، عن عبد الله بن محمد بن ناجية، عن نصر به بنحوه.

ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 193)، باب في فضل أبي بكر

رضي الله عنه (300)، من طريق ابن عدي، عن عبد الله بن ناجية به بنحوه، وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: أحمد بن بشير: متروك. وقال ابن حبّان: وعيسى بن ميمون منكر الحديث لا يحتج بروايته. اهـ.

والثاني: في (5/ 240)، ترجمة عيسى بن ميمون، عن عمر بن سنان، عن نصر به بنحوه.

ومن طريقه أخرجه أيضًا ابن الجوزي في الموضوعات، كتاب الإِمامة، باب تقديم من اسمه أبو بكر (2/ 100)، بإسناد ابن عدي ولفظه. وقال عقبة: هذا حديث موضوع، قال ابن حبّان: عيسى منكر الحديث لا يحتج بروايته، وقال يحيى: أحمد بن بشير متروك. اهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 661)، من طريق أحمد بن بشير به بنحوه.

وتعقب السيوطي في اللآلىء ابن الجوزي (1/ 299)، مناقب الخلفاء الأربعة، بعد ذكر كلامه، حيث قال: الحديث أخرجه الترمذي من هذا الطريق. وأحمد بن بشير من رجال البخاري، وأكثر على توثيقه، وعيسى قال فيه ابن معين مرة: لا بأس به، وقال حماد بن سلمة. ثقة، ومن ضعفه لم يتهمه بكذب، فمن أين يحكم على الحديث بالوضع مع ما يؤيده من قصة تقديمه المشهورة في الصحيح. وقد قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق: إن لهذا الحديث شواهد تقضي صحته، ثم إن المؤلف ترجم على هذا الحديث باب إمامة من اسمه أبو بكر، ففهم أن المراد من الحديث كل من يكون اسمه أبا بكر، ولهذا استنكر، وحكم بوضعه. وهذا فهم عجيب، إنما المراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه خاصة، ووقفت له على طريق آخر فيه ذكر السبب. قال أبو العباس الزوزني في كتاب شجرة العقل: حدّثنا يوسف بن =

ص: 667

= يعقوب بالبصرة، حدّثنا بكر بن محمد، حدّثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدّثنا ابن أبي غنية، عن داود بن وازع أنبأنا هشام بن عروة، وعيسى بن ميمون، وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر، عن القاسم قال: وقع بين الناس من الأنصار من أهل العوالي شيء فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم فرجع، وقد صلَّى الناس العصر، قال: من صلَّى بالناس العصر؟ قالوا: أبو بكر. قال: قد أحسنتم لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر يصلي بهم غيره "في هذا الطريق متابعة داود بن وازع لأحمد بن بشير ومتابعة هشام بن عروة وعبد الرحمن بن القاسم لعيسى بن ميمون." اهـ. ثم سرد حديث ابن منيع السابق وقال عقبه: فهذه متابعة قوية من يزيد بن هارون لأحمد بن بشير. اهـ. ونقل ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 372: 90)، مناقب الخلفاء الأربعة، نقل كلام السيوطي إلى قوله: لم يتهمه بالكذب. وزاد هو: فالحديث حسن. اهـ. ولم أره في اللآلىء.

ثم قال: قال الذهبي في تلخيص المستدرك عيسى بن ميمون متهم والله أعلم، وشاهده الأحاديث الصحيحة في تقديمه إمامًا للصلاة في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم، بل قال الحافظ ابن كثير في مسند الصديق: إن لهذا الحديث شواهد تقتضي صحته، وتابع أحمد بن بشير يزيد بن هارون، أخرجه ابن منيع في مسنده. اهـ.

وعلى هذا يبقى في الحديث عيسى بن ميمون، وهو ضعيف كما تقدم. وتقدم ذكر السيوطي أنه توبع من هشام بن عروة، وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر.

وعبد الرحمن: ثقة. انظر: التقريب (1/ 495: 1080)، وهشام كذلك ثقة.

انظر: التقريب (2/ 319: 92).

لكن داود بن وازع: ضعيف. انظر: اللسان (2/ 522)، وشيخ المصنف وشيخه لم أجد لهما ترجمة.

وبقية رجاله ثقات.

وعليه يمكن أن يكون مع الذي قبله في درجة الحسن لغيره. فوضع ابن الجوزي =

ص: 668

= هذا الحديث في الموضوعات غير مسلم. وقد ذكره في موضع آخر غير السابق وهو في (1/ 318)، فضل أبي بكر. من طريق أبي جعفر محمد بن صالح بن ذريح، عن نصر بن عبد الرحمن، عن أحمد بن بشير به بنحوه. ثم قال: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أما عيسى فقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: لا يحتج بروايته. وأما أحمد بن بشير فقال يحيى: هو متروك. اهـ.

وفيه ما سبق.

والحديث ورد عنه عائشة رضي الله عنها في الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما في كثير من المواضع. ومنها في الأنبياء من صحيح البخاري، باب قول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} (2/ 469: 3384)، والقصة مشهورة، فهذا يرقيه إلى درجة الصحة.

لكن سياق الحديث في الصحيح يختلف عن هذا السياق. فالحديث مروى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم. فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر، فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف. فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن أمكث مكانك. فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى. فلما انصرف قال: يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من رابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وأما التصفيق للنساء".

أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإِمام الأول (1/ 226: 684)، وكتاب العمل في الصلاة، باب ما يجوز من التسبيح والتحميد في =

ص: 669

= الصلاة للرجال (1/ 371: 1201)، وفي باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينز به (1/ 376: 1218).

وفي كتاب السهو، باب الإشارة في الصلاة (1/ 381: 1234).

وفي كتاب الصلح، باب ما جاء في الإصلاح بين الناس (2/ 265: 2690).

وفي الفتن، باب الإِمام يأتي قومًا فيصلح بينهم (4/ 345: 7190).

وفي بعضها التصريح بان المؤذن بلال.

ومسلم في الصحيح كتاب الأذان، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر

الإِمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم (2/ 66: 83).

وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب التصفيق في الصلاة (1/ 578: 940، 941)، وفيه التصريح بانها كانت صلاة العصر.

والنسائي في سننه، كتاب الإِمامة، باب إذا تقدم الرجل من الرعية ثم جاء الوالي هل يتأخر (2/ 77). وباب استخلاف الإِمام إذا غاب (2/ 82).

وفي كتاب السهو، باب رفع اليدين وحمد الله (3/ 3).

وفي آداب القضاة، باب مصير الحاكم إلى رعيته للصلح بينهم (8/ 243)، كلهم بنحو اللفظ المتقدم.

فالظاهر من الحديث الأول أن الراوي أخطأ فأدخل حديثًا في حديث، أو أن ذلك محمول على تعدد الوقائع. والله أعلم.

ص: 670

3861 -

وقال الحارث (1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جبل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ (2) رضي الله عنه في الأرض".

(1) بغية الباحث (2/ 886).

(2)

في (عم) و (سد): "أبو بكر الصديق".

ص: 671

3861 -

درجته:

موضوع لحال محمد بن سعيد الشامي المصلوب.

وفيه أبو الحارث متروك، وبكر ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ).

ص: 671

تخريجه:

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (1/ 420: 659)، عن إبراهيم، عن أحمد بن يونس به بنحوه.

وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 191: 297)، باب في فضل أبي بكر، من طريق إبراهيم بن شريك، عن أحمد بن يونس به بنحوه.

وقال: هذا لا يصح، أبو الحارث بن حماد البجلي لا يروى عن بكر وغيره، قال يحيى: نصر كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: وبكر بن خنيس متروك. قال: ومحمد بن سعيد: هو المصلوب، كان كذابًا يضع الحديث على الزندقة. اهـ.

وأخرجه في الموضوعات (1/ 319)، من طريق إبراهيم به بنحوه. وقال: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لا يرويه عن بكر بن خنيس إلَّا أبو الحارث، واسمه نصر بن حماد، قال يحيى: هو كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب =

ص: 671

= الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ.

وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة تبعًا له (1/ 300)، مناقب الخلفاء الأربعة، ثم قال: له طريق آخر. قال ابن شاهين في السنة: حدّثنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدّثنا مصرف بن عمرو، حدّثنا أبو يحيى الحماني، عن أبي العطوف جراح بن المنهال، عن الوضين بن عطاء، عن عبادة بن نسي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جبل، فذكر نحوه في قصة طويلة في بعثه صلى الله عليه وسلم إياه إلى اليمن.

[انظر شرح مذاهب أهل السنَّة لابن شاهين ص 152، فقد روى هذا الحديث بالإِسناد والمتن المشار إليهما].

وتعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 373: 91)، مناقب الخلفاء الأربعة، بقوله: فيه مصرف بن عمرو، قال ابن القطان: لا يعرف، وفيه أيضًا أبو العطوف، الجراح بن منهال، فلا يصلح شاهدًا. اهـ.

وهذه الطريق التي عند ابن شاهين أخرجها الطبراني في الكبير (20/ 67: 124)، عن الحسين بن العباس الرازي، وعبد الرحمن بن سلم، والحسين بن إسحاق التستري. ثلاثتهم عن سهل بن عثمان، عن أبي يحيى الحماني به بنحوه.

وفي مسند الشاميين (1/ 384: 668)، عن الحسين بن العباس، عن سهل به بنحوه.

وفيه الجراح بن منهال، أبو العطوف: متروك. انظر: اللسان (2/ 126)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 593)، فقول الهيثمي في المجمع (1/ 183)، باب الاجتهاد: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو العطوف، لم أر من ترجمه، يروى عن الوضين بن عطاء، وبقية رجاله موثقون. اهـ.

كلا القولين غير مسلمين، فأبو العطوف هو الجراح كما تقدم. =

ص: 672

= وعليه فلا يثبت الحديث من الوجهين. وقد ذكره الشوكاني في الفوائد (ص 359/ 14)، وقال: موضوع اهـ.

لكن روي عن سهل بن سعد نحوه كما أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 217: 3613)، عن علي بن سعيد الرازي، عن علي بن زنجة الرازي، عن زيد بن الحباب العكلي، عن عياش بن عقبة الرازي، عن يحيى بن ميمون، عن سهل بنحوه ويحيى بن ميمون: صدوق. انظر: التقريب (2/ 359: 187)، وكذا عياش بن عقبة. انظر: التقريب (2/ 95: 850)، وزيد بن الحباب: صدوق كذلك. انظر: التقريب (1/ 273: 168).

فالمروى عن سهل في درجة الحسن.

ص: 673

3862 -

حدّثنا (1) يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مخارق، عن طارق، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} (2)، قال أبو بكر رضي الله عنه: أَقْسَمْتُ أَنْ لَا أكلِّم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إلَّا كأخي السرار (3).

(1) هذا سند الحارث، وهو في بغية الباحث (2/ 887).

(2)

سورة الحجرات: الآية 3.

(3)

السرار: المساررة، أي: كصاحب السرار، أو كمثل المساررة لخفض صوته. انظر: النهاية (2/ 360)، والمراد كالمناجي سرًا.

ص: 674

3862 -

درجته:

شديد الضعف لحال حصين بن عمر. وقول البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 44 أ)، رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف حصين بن عمرو. اهـ. فيه تساهل. وقد عزاه في المجمع (7/ 111)، تفسير سورة الحجرات إلى البزّار.

قال: وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك، وقد وثقه العجلي، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

ص: 674

تخريجه:

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 396)، ترجمة حصين. عن محمد بن جعفر الإِمام، عن يحيى بن عبد الحميد.

وأخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 69: 2257)، تفسير سورة الحجرات. عن الفضل بن سهل، عن إسحاق بن منصور. وقال: لا نعلمه يروى متصلًا إلَّا عن أبي بكر. وحصين حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ومخارق مشهور، ومن عداه أجلاء. اهـ.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 74)، مناقب أبي بكر. من طريق

منجاب بن الحارث. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: حصين واهٍ. =

ص: 674

= ثلاثتهم عن حصين بن عمر به بنحوه، وتقدم أنه متروك.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 261: 16282)، كتاب الزهد، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي بكر بنحوه.

وهو حسن لحال محمد بن عمرو بن علقمة، فهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 196: 583)، وسيأتي أنه روي عنه من وجه آخر.

وأخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (6/ 884).

وقد روي من حديث أبي هريرة بلفظه.

أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 462)، تفسير سورة الحجرات. عن علي بن عبد الله الحكمي، عن العباس بن محمد بن حاتم الدوري، عن سعيد بن عامر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة.

فذكره. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. ومحمد بن عمرو بن علقمة: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 196: 583).

فهو في درجة الحسن إن شاء الله. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في المدخل (ص 379: 653).

كما أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 197: 1521)، باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله من طريق عبّاد بن العوام، عن محمد بن عمرو به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 633) من طريق محمد بن عمرو به بنحوه. وأخرجه عبد كما في الدر (6/ 84). والظاهر أنه روي عنه بالوجهين وأن الوهم منه.

وروي أيضًا من حديث عبد الرحمن بن عوف كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 182)، تفسير سورة الحجرات. وذكر أنه بنحو رواية أبى بكر، لكن لم أجده من رواية ابن عوف.

وأصل الحديث في صحيح البخاري ولفظه عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا -أبو بكر وعمر- لما قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار =

ص: 675

= أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي. أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتضعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم. فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية. قال ابن أبي مليكة عن ابن الزبير: فكان عمر بعد، ولم يذكر ذلك عن أبيه -يعني: أبا بكر- إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار، ولم يسمعه حتى يستفهمه.

أخرجه البخاري في الاعتصام، باب ما يكره من التعمّق والتنازع والغلو في الدين والبدع (4/ 363: 7302)، باللفظ السابق.

وفي تفسير سورة الحجرات (3/ 295: 4845) بنحوه.

كما أخرجه الترمذي في سننه. انظر: تفسير سورة الحجرات (4/ 63: 3319).

ص: 676

3863 -

حدّثنا (1) خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (2) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَابَةٌ مِنْ قبل النساء، وهو في بيت عائشة رضي الله عنها، فدخل فسلَّم. فقال صلى الله عليه وسلم: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ. فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هذه خلفي -وهي عائشة رضي الله عنها قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ. أَعْنِيكَ مِنَ الرجال. قال صلى الله عليه وسلم: أبوها رضي الله عنه.

* نافع متروك.

(1) هذا سند الحارث، ووهو في بغية الباحث (2/ 888).

(2)

في (مح): "عنهم"، وفي (عم) و (سد):"عنهما"، وهو الصحيح.

ص: 677

3863 -

درجته:

شديد الضعف لحال نافع أبي هرمز فهو متروك. قال البوصيري (3/ ق 44 أ)،

في سنده نافع أبو هرمز الجمال، وهو ضعيف. اهـ. وفيه تساهل كالعادة.

ص: 677

تخريجه:

لم أره بهذا اللفظ إلَّا عند الحارث. وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (9/ 597)، ترجمة أبي بكر بنحوه. وله أصل في الصحيح من حديث عمرو بن العاص ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل. قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالًا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

أخرجه البخاري في الصحيح: فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر (3/ 9: 3662).

وفي المغازي، غزوة ذات السلاسل (3/ 164: 4358).

وأخرجه مسلم في صحيحه: الفضائل، فضائل أبي بكر (5/ 246: 8).

ص: 677

3864 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ (2)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مال أبي بكر رضي الله عنه".

(1) المسند (4/ 265: 4401)، المقصد العلي (ق 120 أ).

(2)

قوله: "عن عروة": لا توجد في (سد).

ص: 678

4386 -

[1] درجته:

صحيح. قال الهيثمي في المجمع (9/ 54). رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو ثقة مأمون. اهـ. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ). رواته ثقات. وله شاهد في السنن من حديث أبي هريرة. اهـ.

ص: 678

3864 -

[2] حدّثنا (1) عمرو الناقد، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ.

وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) رضي الله عنه.

(1) هذا سند أبي يعلى وهو في المسند (4/ 437: 4884). وفي المقصد العلي (ق 120 أ).

(2)

سيأتي في تخريجه.

ص: 679

3864 -

[2] درجته:

صحيح.

ص: 679

تخريجه:

أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 121: 250)، عن سفيان به بنحوه. وقال سفيان: ما سمعنا من الزهري إلَّا عن عروة، عن عائشة. اهـ.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة لأبيه، فضائل أبي بكر (ص 68: 30)، عن محمد بن عبد الملك، عن الحميدي به. و (ص 189: 201)، عن عمرو بن محمد الناقد، عن سفيان به بنحوه. وفي (ص 67: 29)، عن محمد بن عبّاد المكي، عن سفيان به بنحوه. و (ص 67: 28)، عن يحيى بن معين، عن سفيان أيضًا.

وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 577)، باب ما ذكر من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ح 1230)، من طريق سفيان به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 553)، ترجمة أبي بكر، من عدة طرق عن سفيان به بنحوه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة. وآخر من حديث أبي سعيد، وثالث من حديث ابن عباس.

أما المروي عن أبي هريرة فأخرجه أحمد في المسند (2/ 366)، عن معاوية، عن أبي إسحاق الفزاري، في حديث طويل. وأخرجه أيضًا أحمد في فضائل الصحابة =

ص: 679

= (ص 65: 25)، عن أبي معاوية. وأبو نعيم في الحلية (8/ 257)، ترجمة أبي إسحاق، من طريقه. وكذا في (2/ 253)، عن أبي معاوية.

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 6: 11976)، الفضائل عن أبي معاوية.

وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 577: 1229)، عن أبي بكر، عن أبي معاوية. وعبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (ص 66: 26)، من طريق أبي بكر، وابن نمير، كلاهما عن أبي معاوية.

وابن ماجه في سننه، فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: المقدمة (ص 20: 183)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، عن أبي معاوية.

وابن حبّان في صحيحه. انظر: الإحسان مناقب أبي بكر (9/ 4: 6819)، عن أبي خليفة، عن مسدّد، عن أبي معاوية.

والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 230)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 158)، باب الولد هل يملك مال ولده أم لا. عن فهد بن سليمان، عن محمد بن سعيد، عن أبي معاوية.

والخطيب في تاريخه (12/ 135)، ترجمة العباس بن حماد. من طريقه عن أبي معاوية.

وكذا أخرجه في تاريخه (10/ 364)، ترجمة عبد الله بن علي المركب، من طريق أبي بكر بن عياش.

كما أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر (5/ 37: 8110)، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزق، عن أبي عوانة.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 552)، ترجمة أبي بكر، من عدة طرق.

كلهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بنحوه.

وأخرجه الترمذي في سننه. انظر: المناقب (5/ 270: 3741)، عن علي بن الحسن الكوفي، عن محبوب بن محرز القواريري، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ =

ص: 680

= أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه وفيه زيادة يسيرة. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وأما المروي عن أبي سعيد.

فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 341)، ترجمة موسى بن عمير من طريقه عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، بنحوه.

لكن موسى بن عمير: متروك. انظر: التقريب (2/ 287: 1491).

والمروي عن ابن عباس أخرجه أيضًا في الكامل (5/ 75)، ترجمة عمار بن هارون عن محمد بن نوح بن عبد الله الجند يسابوري، عن جعفر بن محمد بن عيسى الناقد، عن عمار بن هارون المستملي، عن قزعة بن سويد، عن ابن أبي مليكة، عنه بنحوه. وفيه "لو كنت متخذًا خليلًا".

وعن محمد بن جرير الطبري، عن بشر بن دحية، عن قزعة به بنحوه.

وقزعة: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 126: 110).

لكن الحديث صحيح كما تقدم.

ص: 681

3865 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ -هُوَ النَّاقِدُ- ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ -هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3)، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه (4) قال: كان (5) بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما معاتبة، فاعتذر أبو بكر إلى عمر رضي الله عنهما، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ (6)، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ راح إليه عمر رضي الله عنه، فَجَلَسَ (7) فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تحوَّل فَجَلَسَ (8) إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلَا أَرَى ذلك إلَّا لشيء بلغك عني، فما خبر (9) جَثْوِي (10) وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أن لا أَعِيشَ (11) فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ؟ إني جئتكم جميعًا فقلتم: كذبت. وقال

(1) لم أقف عليه في المطبوع.

(2)

في (مح): "ابن"، وفي (عم) و (سد):"بن"، وهو الصحيح.

(3)

في (مح) و (عم): "ابن أبي عبد الرحمن"، والصحيح ما أثبت، كما في (سد).

(4)

في (مح): "عنهما"، وفي (عم) و (سد):"عنه"، وهو الصحيح.

(5)

كلمة: "كان": ليست في (عم).

(6)

في (سد): "فلم يقبل عذره منه".

(7)

في (سد): "فجلس إليه".

(8)

كلمة: "فجلس": ليست في (عم).

(9)

في (سد): "فأخبر".

(10)

الجثو: مصدر جثا: يجثو، أي: جلس على ركبتيه. انظر: اللسان (14/ 131)، أي: ما فائدة جلوسي.

(11)

في (عم): "أن أعيش".

ص: 682

صاحبي: صدقت. ثم قال صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (12).

* إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

(12) هكذا في جميع النسخ: (تاركي)، وفي (عم):"هل أنتم تاركي صاحبي وصاحبي، ثلاث مرات".

ص: 683

3865 -

درجته:

ضعيف لضعف عمرو بن عثمان، والألهاني، فهو كما قال الحافظ: قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ): رواه أبو يعلى وأصله في الصحيح من حديث أبي الدرداء. اهـ.

ص: 683

تخريجه:

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 580)، ترجمة أبي بكر رضي الله عنه، من طريق أبي يعلى به بنحوه.

وأخرجه في (9/ 581)، من طريق مطرح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد به بنحوه.

وفيه ضعف كما تقدم.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدرداء بنحوه.

أخرجه البخاري في مناقب أبي بكر، باب فضل أبي بكر (3/ 9: 3661).

وفي تفسير سورة الأعراف (3/ 230: 4640)، باب قول الله تعالى:"قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا".

ص: 683

3866 -

أَخْبَرَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إلَّا وَجَدْتُ فيها: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خلفي رضي الله عنه.

(1) هذا إسناد أبي يعلى وهو في المسند (6/ 109: 6576)، المقصد العلي (ق 120 ب).

ص: 684

3866 -

درجته:

شديد الضعف لحال عبد الله بن إبراهيم، وشيخه لأنهما متروكان، قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. اهـ. وهو تساهل ظاهر. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 44). انظر: مناقب أبي بكر: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف. اهـ.

ص: 684

تخريجه:

الحديث أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (ص 44: 6)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 215: 3609)، عن أحمد، عن الحسن بن عرفة به بنحوه.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 190)، ترجمة عبد الله بن إبراهيم، عن موسى بن إبراهيم النوري، عن الحسن بن عرفة به بنحوه. وقال: لا يرويه عن عبد الرحمن غير عبد الله بن إبراهيم. ونقله الذهبي في الميزان (2/ 388)، ترجمة عبد الله. وقال: باطل.

وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 318)، في فضل أبي بكر، من طريق ابن عدي به بنحوه. ثم قال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: الغفاري يضع الأحاديث، وأما عبد الرحمن فاتفقوا على تضعيفه. اهـ. وأورده الفتني في تذكرة =

ص: 684

= الموضوعات (ص 93)، باب فضل صحابته صلى الله عليه وسلم وأهل بيته. وقال: فيه عبد الله بن إبراهيم، يضع، عن عبد الرحمن بن زيد ضعيف. قلت: عبد الله أخرج له أبو داود والترمذي، والحديث له شواهد، عن ابن عمر، وابن عباس وأبي الدرداء، وأنس، والبراء، وأبي سعيد. اهـ.

وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 296)، وقال: الذي أستخير الله فيه الحكم على هذا الحديث بالحسن لا بالوضع ولا بالضعف. لكثرة شواهده. اهـ. ثم.

ذكر من أخرجه وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 372: 89)، ثم قال: تعقب، بأن الغفاري روى له أبو داود. والترمذي. والحديث له شواهد كثيرة، من حديث أبي سعيد، أخرجه الخطيب ومن حديث ابن عباس أخرجه ابن شاهين في السنة، والخطيب. قلت: قال الذهبي في الميزان: سند الخطيب ثقات، ولا أدري من تعس فيه. والله أعلم. ومن حديث ابن عمر أخرجه البزّار، ومن حديث أبي الدرداء، أخرجه الدارقطني في الأفراد والخطيب، ومن حديث أنس والبراء بن عازب، أخرجهما ابن عساكر، ومن مرسل الحسن أخرجه الختلي في الديباج. وأسانيدها ضعيفة يشد بعضها بعضًا فيلحق الحديث بدرجة الحسن. اهـ.

والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 445)، ترجمة محمد بن عبد الله المهري. من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، ترجمة أبي بكر، من طريقه به بنحوه. وهو شديد الضعف بهذا الإِسناد كما تقدم.

وله شواهد. من حديث ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبي الدرداء، وأبي سعيد، وعلي، والحسن مرسلًا. كما سيأتي.

أما المروى عن ابن عمر، فأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 162: 2482)، عن قتيبة بن المرزبان، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عنه بنحوه. وقال: عبد الله بن إبراهيم لم يتابع عليه، إنما يكتب عنه مالًا يحفظ عن غيره. =

ص: 685

= قال في المجمع (9/ 44)، رواه البزّار، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف. اهـ.

وهو تساهل؛ لأن عبد الله متروك. وعليه فالحديث من طريق ابن عمر شديد الضعف.

وأما المروى عن ابن عباس: فأخرجه ابن شاهين في السنَّة. (ص 95 ح 84)، عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، عن الحسن بن عرفة، عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عنه بنحوه.

ورجاله ثقات إلَّا أن شيخه لم أستطع معرفته. وورد عند الخطيب في (5/ 444)، واسمه إسماعيل بن حماد. كما سيأتي.

وقد أخرجه من طريق ابن شاهين بن عساكر في تاريخه (9/ 630)، به بنحوه.

كما أخرجه الخطيب ذكر ذلك السيوطي أيضًا في اللآلىء (1/ 297)، عن القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج المقرئ، عن أبي حامد أحمد بن رجاء بن عبيدة، عن علي بن محمد البردعي، عن يحيى بن زكريا، عن أبي محمد خداش بن مخلد بن حسان البصري، عن عبيد بن عباس المكي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس بنحوه.

وعلي البردعي، وخداش، وعبيد، لم أستطع معرفتهم.

وأما المروى عن أنس فأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، عن القاضي أبي المفضل يحيى بن علي، عن عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضيل، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج، عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام، عن أبي الحسن محمد بن عامر بن مرداس بن هارون السمرقندي، عن أبي محمد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي، عن شعبة، عن حميد، عنه بنحوه. وأكثر رجاله لم أجد لهم ترجمة.

وأما المروى عن أبي الدرداء فأخرجه الدارقطني في الأفراد، كما في اللآلىء =

ص: 686

= (1/ 297)، عن أبي حامد الحضرمي، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، وعن محمد بن أحمد بن أسد الهروي، عن السري بن عاصم، كلاهما عن محمد بن فضيل، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه بنحوه. وقال الدارقطني عقبه: تفرد به ابن فضيل، عن ابن جريج لا أعلم أحدًا حدث به غير هذين. اهـ.

لكن عمر بن إسماعيل بن مجالد: متروك. انظر: التقريب (2/ 52: 388).

والسري بن عاصم: كذاب. انظر: اللسان (3/ 16).

وأخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 204)، ترجمة عمر بن إسماعيل، من طريق الطبري، عنه هو والسري عن ابن فضيل به بنحوه. قال: واللفظ لحديث الدارقطني، ونقل كلامه المتقدم.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، من طريق الخطيب به بنحوه.

وقال: زاد الطبري عمر الفاروق. وفي (9/ 632)، من طريق السري به بنحوه.

وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 187: 299)، عن ابن خيرون، عن الجوهري عن الدارقطني به بنحوه. ونقل قول ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج بالسري بن عاصم، فالمروى عن أبي الدرداء شديد الضعف أو موضوع.

وأما المروى عن أبي سعيد فأخرجه الديلمي في الفردوس كما في اللآلىء (1/ 298)، من طريق عبد المنعم بن بشير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أبيه، عن عطاء، عنه بنحوه. وهو في المسند المطبوع (2/ 255: 3188).

وعبد المنعم بن بشير: كذاب. انظر: اللسان (4/ 88).

وله طريق أخرى عن أبي سعيد. أخرجها الخطيب في تاريخه (5/ 444)، عن القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أبي بكر محمد بن خلف بن حبّان، عن محمد بن عبد الله بن يوسف المهري، عن الحسن بن عرفة، عن أبي معاوية الضرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد بنحوه. لكنه تعقب هذا السند بقوله: هذا حديث غريب من رواية الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. ومن رواية =

ص: 687

= أبي معاوية، عن الأعمش، تفرد بروايته محمد بن عبد الله المهري إن كان محفوظًا عنه، عن الحسن بن عرفة، ونراه غلطًا. وصوابه: ما أخبرناه الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، عن إسماعيل بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، عن الحسن بن عرفة، حدّثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس. اهـ. فذكره وسكت عليه وتقدم أن إسماعيل بن حماد لم أعرفه وورد باسم إبراهيم بن حماد.

وقد تعقب الذهبي هذه الطريق في الميزان (3/ 610)، بقوله: وهو أيضًا باطل، ما أدري من يغش فيه، فإن هؤلاء ثقات. ثم ذكر طريق أبي هريرة المتقدمة كما ذكرها الخطيب، وقال بعد ذكرها: قلت: الغفاري متهم بالكذب. فهذا عنه محتمل. وأما عن معاوية فلا والله. اهـ.

ولعل مراده أبا معاوية. فهو الذي روى عنه الحسن بن عرفة كما روى هو عن الغفاري.

وعلى هذا فطريق أبي سعيد لا تصح أيضًا، بل هي موضوعة.

وأما المروى عن علي رضي الله عنه فأخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 264)، من طريق عبد الرحمن بن عفان عن محمد بن مجيب الصائغ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. بنحوه. وزاد: عمر الفاروق، عثمان ذو النورين يقتل مظلومان.

ومحمد بن مجيب: متروك. انظر: التقريب (2/ 204: 669).

وعبد الرحمن بن عفان: كذاب. انظر: اللسان (3/ 515)، وعزاه الحافظ إلى الختلي في الديباج.

ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 337)، باب في فضائل الثلاثة، عن أبي منصور القزاز، عن الخطيب به بنحوه. وقال: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصوفي ومحمد بن مجيب كذابان. قاله يحيى بن معين. اهـ. =

ص: 688

= ونقل السيوطي في اللآلىء (1/ 320)، هذا عنه وسكت عليه.

فالمروى عن علي موضوع أيضًا.

وأما المروى عن الحسن فأخرجه الختلي في الديباج كما في اللآلىء (1/ 298)، عن نصر بن حريش، عن أبي سهل مسلم الخراساني، عن عبد الله بن إسماعيل، عنه بنحوه.

ونصر: ضعيف. انظر: اللسان (6/ 182)، وعبد الله بن إسماعيل، لم أعرفه.

وكذا مسلم الخراساني.

وخلاصة القول أن الحديث بجميع طرقه ضعيف ضعفًا شديدًا. بل أكثرها موضوع، إلَّا ما قيل في إحدى الطرق عن ابن عباس أنها ضعيفة فقط، لكن استنكرها الذهبي، وقال: هي باطلة. اهـ. ثم هو مضطرب. إذ روي عن الغفاري مرة بإسناده إلى ابن عمر، ومرة إلى أبي هريرة. وروي عن الحسن بن عرفة مرة عن ابن عباس، ومرة عن أبي سعيد، ومرة عن أبي هريرة. وروي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، ومرة، عن عطاء، عن أبي الدرداء. وروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. مرة عن أبيه، عن ابن عمر، ومرة عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ومرة عن أبيه، عن عطاء، عن أبي سعيد.

كما رواه الختلي مرة عن علي مرفوعًا، ومرة عن الحسن مرسلًا.

مما يجعل الحديث مضطربًا إضافة إلى ما تقدم. ومما يقدح في النفس بأن الحديث موضوع.

وهذا فيه بيان وهم السيوطي وابن عراق في حكمهما عليه بالحسن. لأن ضعف الطريق غير منجبر. قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 358: 12)، فضائل أبي بكر، بعد أن ذكر كلام السيوطي، ثم ذكر -أي صاحب اللآلىء- له شواهد غير ذلك، كلها لا تخلو من مقال، لا تنتهض معه للاستدلال، وما كان هكذا فلا يكون من الحسن لغيره وإن كثرت طرقه. اهـ.

ص: 689

3867 -

وقال مسدّد: حدّثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هو. . . الْحَدِيثَ.

وَفِيهِ يَشْهَدُ (1) عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما.

قال صلى الله عليه وسلم: "وبينما رجل في غنمه إذ جاءه (2) الذئب فأخذ شاة. . . الْحَدِيثَ وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر رضي الله عنهما، مثله.

وبينما (3) رجل راكب بقرة. . . الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة (4) أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما.

قَالَ: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أعجبته نفسه خسف الله تعالى بِهِ. . . الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بكر وعمر. وليس ثمة أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما.

* هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا (5). ولم يذكروا الشهادة إلَّا في قصة البقرة حسب.

(1) في (عم) و (سد): "يشهد"، وفي (مح):"فشهد"، والظاهر أنه خطأ.

(2)

في (عم): "هجم".

(3)

في (عم) و (سد): "وبينا".

(4)

في (عم) و (سد): "ثم أبو بكر ولا عمر".

(5)

في (عم): "فتفرق".

ص: 690

3867 -

درجته:

حسن من أصل يعقوب أبي يوسف فهو صدوق، وقد ذكره البوصيري في =

ص: 690

= الإِتحاف (3/ ق 45 أ).

وقال: رواته ثقات. إلَّا أنه منقطع. اهـ. ولم يظهر لي هذا الانقطاع.

ص: 691

تخريجه:

أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 179: 184)، عن يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبيه، عن أبي هريرة بقصة الهرة، والبقرة، والذئب. وفيها ذكر الشهادة.

كما أخرجه في (1/ 122: 92)، بالإِسناد نفسه. لكن بذكر قصة الرجل صاحب الحلة فقط. مع ذكر الشهادة.

والحديث أصله في الصحيح كما يلي:

1 -

قصة الهرة: أخرجها البخاري في صحيحه: الأنبياء (2/ 500: 3482)، عن ابن عمر. وفي بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم (2/ 447: 3318)، عنه.

ومسلم في صحيحه كتاب قتل الحيات، باب تحريم قتل الهرة (5/ 99: 25)، عن ابن عمر و (26)، عن أبي هريرة. وفي البر، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها (5/ 478: 130 و 131)، عن ابن عمرو (132)، عن أبي هريرة.

وفي الكسوف، (2/ 568)، عن جابر في قصة صلاة الكسوف.

وفي التوبة، باب سعة رحمه الله (5/ 599: 24)، عن أبي هريرة.

والنسائي في السنن الكسوف، باب القول في السجود في صلاة الكسوف (3/ 149)، عن عبد الله بن عمرو.

وابن ماجه في السنن الزهد، ذكر التوبة (2/ 439: 4310)، عن أبي هريرة.

وليس عندهم جميعًا ذكر لشهادة أبي بكر وعمر. وعليه تبقى في درجة الحسن، أي: قصة الإِشهاد.

2 -

قصة الذئب: أخرجها البخاري في صحيحه: الأنبياء (2/ 498: =

ص: 691

= 3471)، وفي فضائل الصحابة. فضل أبي بكر (3/ 9: 3663)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وكذا في مناقب عمر (3/ 16: 3690)، عنه.

ومسلم في صحيحه: فضائل الصحابة، فضائل عمر (5/ 249: 13)، عنه.

والنسائي في السنن: المناقب، فضائل عمر (5/ 286: 3778)، عنه.

وعندهم جميعًا ذكر الإِشهاد. وعليه فهو في درجة الصحيح.

3 -

قصة البقرة: أخرجها البخاري في الصحيح: الحرث، باب استعمال البقر للحراثة (2/ 153: 2324)، عن أبي هريرة -وفي فضائل الصحابة- فضل أبي بكر (3/ 9: 3663)، عنه.

وفي الأنبياء (2/ 498: 3471)، عنه.

ومسلم في صحيحه: فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر (5/ 249: 13)، عنه.

والترمذي في السنن: المناقب، مناقب عمر (5/ 279: 3762)، عنه.

وعندهم أيضًا ذكر الإِشهاد. وعليه فهو صحيح.

4 -

قصة الرجل: أخرجها البخاري في صحيحه: اللباس، باب من جر ثوبه من الخيلاء (4/ 54: 5789)، عن أبي هريرة، و (5790)، عن ابن عمر.

والترمذي في أبواب صفة القيامة (5/ 66: 2609)، عن عبد الله بن عمرو.

وليس عندهما ذكر الإشهاد. فيبقى الإِشهاد هنا في درجة الحسن.

مع أني لم أجد من ذكر الإِشهاد هنا وفي قصة الهرة سوى مسدّد. وأحمد كما في الفضائل. وعليه فقول الحافظ: لم يذكروا الشهادة إلَّا في قصة البقرة حسب. اهـ.

قول فيه نظر. لذكرها في قصة الذئب أيضًا.

ص: 692

3868 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا بكر رضي الله عنه، رجلًا خفيف اللحم، أبيض.

ص: 693

3868 -

درجته:

صحيح.

وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ).

ص: 693

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، ذكر صفة أبي بكر عن يزيد به.

ولفظه عن قيس قال: دخلت مع أبي على أبي بكر، وكان رجلًا نحيفًا، خفيف اللحم أبيض.

كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 534)، من طريق عبد السلام بن حرب.

عن إسماعيل به بنحوه. وقد روي مثله عن معاوية، وعن عائشة رضي الله عنهما.

أما المروي عن معاوية فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 57: 25)، عن القاسم بن عبّاد الخطابي البصري، عن محمد بن سليمان، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس، عن معاوية قال: دخلت مع أبي على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أبيض نحيفًا، فحملني وأبي على فرسين، ثم عرضنا عليه وأجازنا.

شيخ الطبراني لم أستطع معرفته، وبقية رجاله ثقات. وقد ذكره الهيثمي في المجمع، مناقب أبي بكر (9/ 45)، وقال: رجاله رجال الصحيح.

وأما المروي عن عائشة رضي الله عنها. ففيه قولها: رجل أبيض نحيف، خفيف العارضين.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، عن محمد بن عمر الواقدي، عن شعيب بن طلحة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة، =

ص: 693

= فذكره. وأخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 350)، عن ابن سعد به بنحوه.

وفيه محمد بن عمر الواقدي: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567).

كما أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 56: 21)، وابن جرير في تاريخه (2/ 350)، وابن عساكر في تاريخه (9/ 534)، كلهم من طريقه به بنحوه.

وقول الهيثمي في المجمع (9/ 45): رواه الطبراني، وفيه الواقدي، وهو ضعيف. اهـ. فيه تساهل.

لكن الأثر صحيح من طريق قيس كما تقدم.

ص: 694

3869 -

حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ (2) لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عبد يغوث قال: إن عائشة رضي الله عنها ذكرت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخضب بالحنَّاء.

(1) هذا سند ابن منيع.

(2)

في (سد): "بن".

ص: 695

3869 -

درجته:

ضعيف من أجل عنعنة ابن لهيعة. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 ب).

ص: 695

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 189)، ذكر صفة أبي بكر رضي الله عنه.

عن يزيد بن هارون، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن أبي سلمة به ولفظه عنه أن عبد الرحمن بن الأسود وكان جليسًا لهم. كان أبيض الرأس واللحية، فغدا عليهم ذات يوم وقد حمرها فقال له القوم: هذا أحسن. فقال: إن أمي عائشة أرسلت إليّ البارحة جاريتها نخيلة فأقسمت علي لأصبغن. وأخبرتني أن أبا بكر كان يصبغ، ورجاله كلهم ثقات.

كما أخرجه في الموضع نفسه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عتيق وموسى بن عقبة. كلاهما عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: صبغ أبو بكر بالحناء والكتم.

وفي (3/ 188)، عن يزيد بن هارون، عن سفيان بن الحسين، عن الزهري، به بنحوه.

وفي (3/ 190)، عن معن بن عيسى، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب به بنحوه. =

ص: 695

= وفي (3/ 189)، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بن أبي عمرو، عن القاسم بن محمد، عن عائشة بنحوه.

وعليه فالمروي عن عائشة في درجة الصحيح.

وله شاهد صحيح أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم (5/ 191: 96)، من طريق ابن سيرين قال: سألت أنس بن مالك: هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خضب؟ فقال: لم يبلغ الخضاب، كان في لحيته شعرات بيض. قال: قلت له: أكان أبو بكر خضب؟ قال: فقال: نعم، بالحناء والكتم.

والحديث في البخاري، كتاب اللباس، باب ما يذكر في الشيب (4/ 73: 5894)، دون ذكر أبي بكر وعمر.

وقد أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الترجّل، باب في الخضاب (4/ 417: 420)، بنحو لفظ مسلم.

ص: 696

3870 -

[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سوَّار، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قال: بينا عائشة بنت طلحة رضي الله عنها تَقُولُ لأمِّها أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما (1): أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ المؤمنين رضي الله عنها: ألا أقضي بينكما؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ (2)، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ من النار. قالت رضي الله عنها: فمن يومئذٍ سمِّي عتيقًا. ودخل طلحة رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْتَ (3) يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ (4).

* إِسْحَاقُ فِيهِ ضَعْفٌ. وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. أَوْ مِنْ (5) أُمِّ كُلْثُومٍ رضي الله عنهم وإلَاّ فهو منقطع أيضًا. وذكر طلحة رضي الله عنه فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة رضي الله عنها بغير هذا السياق.

(1) في (عم): "عنها".

(2)

في (مح): "يابا بكر"، وفي (عم) و (سد):"يا أبا بكر".

(3)

كلمة: "أنت": ليست في (عم) ولا (سد).

(4)

في (عم) و (سد): "ممن قضى نحبه رضي الله عنه".

(5)

في (عم): "ومن".

ص: 697

3875 -

[1] درجته:

ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى، وفيه شبهة انقطاع كما ذكر الحافظ.

قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، رواه إسحاق بسند ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة. اهـ.

ص: 697

3870 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إسحاق، عن عائشة بنت طلحة رضي الله عنهما (2)، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الفناء هو (3) وأصحابه رضي الله عنهم، والسِّتر بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النار (4) فلينظر إلى أبي بكر رضي الله عنه، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سمَّاه أَهْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ

* رَوَاهُ الترمذي (5) من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها (6) مختصرًا بلفظ: أقبل أبو بكر رضي الله عنه. فقال صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يومئذٍ (7) عتيقًا.

(1) المسند: (4/ 434: 4877 و 4878)، المقصد العلي (ق 120 أ).

(2)

في (عم) و (سد)"عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنهم".

(3)

في (مح): "وهو وأصحابه"، وفي (عم) و (سد)"هو"، وهو الظاهر.

(4)

في (عم) و (سد): "إلى عتيق من النار".

(5)

سنن الترمذي: مناقب أبي بكر (5/ 278: 3760).

(6)

في (عم) و (سد): "عن عائشة، عن عائشة مختصرًا".

(7)

في (عم) و (سد): "فسمي يومنذٍ".

ص: 698

3870 -

[2] درجته:

شديد الضعف لحال صالح بن موسى لأنه متروك. وفيه سويد مختلط. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 44 أ). رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف صالح بن موسى. ورواه الترمذي مختصرًا. اهـ. وهو قول فيه تساهل. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 44)، مناقب أبي بكر: بعضه رواه الترمذي. رواه أبو يعلى، وفيه صالح بن موسى وهو ضعيف. اهـ. =

ص: 698

= على أنه قال في (9/ 151)، مناقب طلحة: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن موسى وهو متروك. اهـ.

ص: 699

تخريجه:

الحديث مروي عن إسحاق بن يحيى، وقد اختلف عليه في إسناده على تسعة أوجه:

الوجه الأول: روي عنه، عن موسى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها باللفظ الأول.

أخرجه إسحاق كما مر.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 415)، تفسير سورة الأحزاب. من طريق شبابة به بنحوه.

وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. اهـ. وتعقبه الذهبي فقال: بل إسحاق متروك، قاله أحمد. اهـ.

كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 530)، ترجمة أبي بكر، من طريق ابن مسنده، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي داود، عن شبابة، به بنحوه.

وتقدم أن هذا الوجه ضعيف لضعف إسحاق، ولشبهة الانقطاع.

وقد روي من وجه آخر عن عائشة بنت طلحة. عن عائشة رضي الله عنها.

أخرجه أبو يعلى كما مر، عن سويد.

ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 555)، ترجمة طلحة.

وفي (9/ 522)، ترجمة أبي بكر، به بنحوه.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات، ترجمة أبي بكر (3/ 170)، عن سعيد بن منصور.

والطبراني في الكبير (1/ 54: 10)، من طريق سعيد. =

ص: 699

= وابن عدي في الكامل (4/ 69)، ترجمة صالح بن موسى، من طريق سعيد.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 522)، من طريقه أيضًا. والحاكم في المستدرك (3/ 61)، فضائل أبي بكر. من طريق شبابة. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرَّجاه وتعقبه الذهبي فقال: صالح ضعفوه، والسند مظلم.

وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 150: 49)، وفي الحلية (1/ 88)، من طريق عبد الكبير بن المعافا.

أربعتهم عن صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها بنحو لفظ أبي يعلى السابق.

لكن صالح بن موسى متروك كما تقدم.

وقد أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 244)، ترجمة أبي بكر. من طريق صالح هذا وقال فيه عن موسى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة رضي الله عنها فذكره.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 530)، من طريق سعيد بن منصور، عن طلحة بن يحيى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة، عن عائشة رضي الله عنها، فذكر أبا بكر فقط.

وهو أيضًا في (9/ 522)، بالإِسناد نفسه والمتن. وقال: هذا وهم. اهـ. ثم ذكر الطريق السابقة وهي طريق سعيد بن منصور عن صالح بن موسى، عن معاوية.

وقال: وهذا الإِسناد هو المحفوظ. اهـ.

ورجال الثاني ثقات ما عدا طلحة بن يحيى فهو: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 380: 43).

والإِسناد متصل. فهو في درجة الضعيف من هذه الطريق.

والخلاصة أن الوجه الأول بمجموع طريقي معاوية بن إسحاق هذه، وطريق إسحاق بن يحيى المتقدمة في درجة الحسن لغيره. =

ص: 700

= وقد أخرجه ابن عساكر من طريق أخرى عن عائشة بنت طلحة في تاريخه (9/ 529). من طريق أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، أبو عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عائشة بنت طلحة، به بلفظ:"هذا عتيق الله من النار".

وفيه أحمد بن عبد الرحمن الوهبي: صدوق. تغير بآخره. انظر: التقريب (1/ 19: 78)، ولم تتبين رواية موسى عنه متى هي؟

ولكن هذا يؤيد رفع الحديث من طريق عائشة بنت طلحة إلى درجة الحسن لغيره.

الوجه الثاني: روي عن إسحاق بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، عن عائشة بنحوه.

أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 376)، مناقب محمد بن طلحة، عن محمد بن يعقوب، عن ربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عنه به بحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. لكن إسحاق ضعيف.

الوجه الثالث: روي عنه، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة، فذكره بنحوه.

أخرجه الترمذي في السنن، باب مناقب أبي بكر (5/ 278: 3760)، عن الأنصاري، عن معن، عنه به ولفظه إِنَّ أَبَا بَكْرِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أنت عتيق الله من النار فيومئذٍ سمي عتيقًا. وقال: هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن معن، وقال عن موسى بن طلحة، عن عائشة. اهـ.

وإسحاق بن يحيى تقدم القول فيه، وأما إسحاق بن طلحة فهو مقبول. انظر: التقريب (1/ 58: 409).

وقد أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 53: 9)، عن عبد الله بن محمد العمري، عن إسماعيل بن أبي أويس، عنه به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس به بنحوه.=

ص: 701

= الوجه الرابع: روي عنه، عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه، عن عائشة بنحوه.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 169)، عن محمد بن عمر، عنه به بنحوه.

ومحمد بن عمر هو الواقدي. وتقدم القول فيه وأنه متروك. وأخرجه الطبري في تاريخه (2/ 350). من طريق ابن سعد كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 529)، من طريقه به بنحوه.

كما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 151: 60) من طريق أبي شعيب الحراني.

كلاهما عن سعيد بن سليمان، عنه به بنحوه.

الوجه الخامس: روي عنه، عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه بنحوه مرسلًا.

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق أبي زرعة عن سعيد بن سليمان، عنه به بنحوه.

فالظاهر أن الوهم من إسحاق. لأن سعيدًا روى عنه الوجهين.

الوجه السادس: عنه، عن موسى بن طلحة، عن أسماء. بنحوه في أبي بكر رضي الله عنه.

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 554)، عن يوسف بن عبد الواحد، عن شجاع بن علي، عن أبي عبد الله بن منده، عن إسماعيل بن محمد، عن عبيد الله بن محمد بن أبي داود، عن شبابة، عنه به.

ونقل قول ابن مسنده: هذا حديث غريب بهذا الإِسناد.

وشيخ ابن عساكر، وعبيد الله بن محمد، لم أستطع معرفتهما.

الوجه السابع: عنه، عن موسى بن طلحة، عن معاوية مرفوعًا أنه صلى الله عليه وسلم قال:"طلحة ممن قضى نحبه".

أخرجه الترمذي في السنن، مناقب طلحة (5/ 308: 3824)، عن عبد القدوس بن محمد العطار، عن عمرو بن عاصم، عنه به بنحوه. وقال: هذا =

ص: 702

= حديث غريب، لا نعرفه من حديث معاوية إلَّا من هذا الوجه.

وعبد القدوس: صدوق. انظر: التقريب (1/ 515: 1275).

وهو في كتاب التفسير أيضًا، تفسير سورة الأحزاب (5/ 29: 3255)، بالإِسناد والمتن نفسه. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلَّا من هذا الوجه، وإنما روي هذا عن موسى بن طلحة، عن أبيه.

وأخرجه ابن سعد (3/ 218)، ترجمة طلحة، عن عمرو بن عاصم الكلابي.

وابن ماجه في المقدمة، فضل طلحة (1/ 25: 13)، عن أحمد بن الأزهر، عن عمر بن عثمان، عن زهير بن معاوية.

وفي المكان نفسه (ح 14)، عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون.

والطبراني في الكبير (19/ 324: 739)، من طريق معاوية بن عيسى.

وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (3/ 407)، عن أحمد بن عصام الأنصاري، عن أبي عامر العقدي.

وابن أبي عاصم في السنة (2/ 613: 1401)، عن يعقوب بن حميد، عن معن بن عيسى.

وابن جرير في تفسيره (21/ 147)، عن أبي كريب، عن عبد الحميد الحماني.

ومن طريق الحماني أخرجه ابن عساكر (8/ 554).

سبعتهم عن إسحاق به بنحوه.

الوجه الثامن: عنه، عن عيسى بن طلحة، عن معاوية بنحوه.

أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 613: 1402)، عن أحمد بن الفرات، عن الحماني، عنه به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود، عنه به بنحوه، ويبقى ضعيفًا لضعف إسحاق.

الوجه التاسع: عنه، عن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن طلحة. =

ص: 703

= أخرجه ابن جرير في تفسيره (21/ 147)، عن محمد بن عمرو بن تمام الكلبي، عن سليمان بن أيوب، عن أبيه، عنه به. وفيه أنه صلى الله عليه وسلم سئل وهو يخطب عمن قضى نحبه، فلما دخل طلحة المسجد أشار إليه وقال: هذا منهم.

وأيوب هو ابن سليمان بن عيسى. ذكره في الجرح والتعديل (2/ 248)، دون ذكر جرح أو تعديل.

فهذه الأوجه التسعة مدارها على إسحاق بن يحيى. والظاهر أن الحمل عليه.

لأن الرواة عنه في درجة التوثيق ما عدا الوجه الأخير. وهو المروي عن طلحة.

وأقوى الأوجه المروية عن عائشة رضي الله عنها هو الوجه الأول للمتابعة.

وأما المروي عن معاوية فالوجهان قويان عن إسحاق.

والمروي عن طلحة من هذا الوجه ضعيف. وسيأتي ذكر المروي عنه.

وقد وردت شواهد لهذا الحديث كالتالي.

أولًا: قوله: "أنت عتيق الله من النار" له شاهد من حديث ابن الزبير.

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 53: 7)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن حامد بن يحيى البلخي، عن ابن عيينة، عن زياد بن سعد، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيه فذكره مرفوعًا.

ورجاله كلهم ثقات.

وأخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 163: 2483)، مناقب أبي بكر، عن أحمد بن الوليد الكرخي وقال: لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإِسناد إلَّا حامد عن ابن عيينة. اهـ.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 43)، رواه البزّار والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات. اهـ.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان: مناقب أبي بكر (9/ 6: 6825)، عن إبراهيم الطرسوسي، وعمر بن سنان. =

ص: 704

= وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 71: 8)، وقال فيه: عن كهل من أصحابنا.

والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 6)، ترجمة أبي بكر، عن إبراهيم بن أبي داود الأسدي.

وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 152: 11)، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن موسى بن هارون.

ستتهم عن حامد به بنحوه.

وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 386: 2668)، ونقل عن أبيه قوله: هذا حديث باطل. اهـ.

وما أدري ما وجه بطلانه مع كون رجاله ثقات. وقد ذكر الشيخ الألباني هذا القول عنه في الصحيحة (4/ 1003)، وقال: لا أدري وجه هذا القول.

وقال: فإن من المعلوم من المصطلح أن تفرد الثقة بالحديث لا يجعله شاذًا، بله باطلًا. اهـ. وذكر أنه أخرجه غير من تقدم.

وخلاصة القول أن هذا الشاهد صحيح.

ثانيًا: قوله: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه" له شاهد من حديث طلحة، وآخر من حديث علي وثالث مرسل من حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ.

أما المروى عن طلحة فله طريقان:

طريق طلحة بن يحيى واختلف عليه فروي مرة متصلًا، ومرة مرسلًا.

أما المتصل فأخرجه الترمذي في سننه (5/ 308: 3825)، عن محمد بن العلاء. وقال: حسن غريب. لا نعرفه إلَّا من حديث أبي كريب، عن يونس بن بكر.

وقد روي غير واحد من كبار أهل الحديث، عن أبي كريب هذا الحديث. وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب ووضعه في كتاب الفوائد. اهـ.

وأخرجه أيضًا في (5/ 29: 3256)، تفسير سورة الأحزاب: عن أبي كريب. =

ص: 705

= وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث يونس بن بكيره

وأخرجه الطبري في تفسيره (21/ 147).

وأبو يعلى في مسنده (1/ 319: 659)، وابن عساكر في تاريخه (8/ 555)، من طريق أبي يعلى.

كلهم عن أبي كريب، عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما طلحة أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه. فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه. ثم سأله فأعرض عنه.

ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليَّ ثياب خضر، فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أين السائل عمن قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال: هذا ممن قضى نحبه".

وأما المرسل فأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 746: 1297).

عن وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة فذكره مرفوعًا. بدون ذكر القصة السابقة.

وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (ص 238)، من طريق أحمد به بنحوه.

كما أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 612: 1399)، عن أبي بكر، عن عبد الله بن إدريس، عن طلحة بن يحيى به بنحوه.

والظاهر أن المرسل أرجح؛ لأن المختلف عليه وهو طلحة ثقة. ومن روى عنه الوجه الأول وهو يونس بن بكير: يخطئ كما في القريب (2/ 384: 472)، وأما من روى عنه الوجه الثاني فهما وكيع، وعبد الله بن إدريس وكلاهما ثقة.

وأما الطريق الثانية عن طلحة: فهي طريق سليمان بن أيوب بن سليمان عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه بنحو القصة السابقة لكن فيها أن ذلك كان بعد مرجعه صلى الله عليه وسلم من أحد. =

ص: 706

= أخرج هذه الطريق ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 613: 1400)، عن الحسن بن علي.

والطبراني في الكبير (1/ 117: 217)، عن يحيى بن عثمان بن صالح.

وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 87)، ترجمة طلحة. ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، وابن أبي حاتم كما ذهب تفسير ابن كثير (3/ 407)، عن أحمد بن الفضل العسقلاني.

ثلاثتهم عنه به بنحوه.

وسليمان بن أيوب: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 321: 413).

وأبوه ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 248)، دون ذكر تعديل أو تجريح فيه.

فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لكنه مع طريق طلحة بن يحيى في درجة الحسن إن شاء الله.

وأما المروي عن علي رضي الله عنه فلفظه عنه: ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} ، طلحة ممن قضى نحبه، لا حساب عليه فيما يستقبل".

أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ص 238)، من رواية إسماعيل بن يحيى البغدادي عن أبي سنان، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عنه بنحوه.

لكن فيه إسماعيل هذا: هو الشعيري: متهم بالكذب. انظر: التقريب (1/ 75: 563).

وأما المروي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، فأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 219)، ترجمة طلحة، عن هشام أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن حصين، عن عبيد الله مرفوعًا بلفظ:"من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة". =

ص: 707

= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 556)، من طريق ابن سعد به بنحوه.

لكن حصين بن عبد الرحمن السلمي: ثقة. تغير حفظه في الآخر. انظر:

التقريب (1/ 182: 411)، ولم تتميز رواية أبي عوانة عنه متى هي؟ وإنما أخرج البخاري حديثه عنه متابعة كما في هدي الساري (395)، فهذه الطريق ضعيفة للإِرسال واختلاط حصين.

والخلاصة أن الحديث المروى في فضل أبي بكر في درجة الصحيح للشاهد المروى عن ابن الزبير.

وأما في فضل طلحة فهو في درجة الحسن لغيره.

ص: 708

3871 -

قَالَ إِسْحَاقُ (1): سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: "إِنْ لَمْ أُفَضِّلْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ على علي رضي الله عنهم (2) أكون قَدْ كَذَبْتُ عَلِيًّا، وَإِنِّي إِلَى تَصْدِيقِ عَلِيٍّ رضي الله عنه أحوج مني إلى تكذيبه.

(1) في (عم) و (سد): "وقال إسحاق".

(2)

في (صح): "عنه"، وفي (عم) و (سد):"عهم".

ص: 709

3871 -

درجته:

مقطوع صحيح.

ص: 709

تخريجه:

لم أجده.

ص: 709

3872 -

قَالَ (1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مسعر (2)، عن أبي عَوْنٍ (3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: رأيت أبا بكر رضي الله عنه فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (4)، وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا لَهَبُ العرفج (5).

(1) في (عم) و (سد): "وقال".

(2)

في (عم) و (سد): "أبو معشر".

(3)

في جميع النسخ: "ابن عون"، والظاهر:"أبي عون"، فهو الذي لمسعر رواية عنه.

(4)

ذات السلاسل: حدثت في السنة السابعة من الهجرة. وكان قائدها عمرو بن العاص، وفرق المسلمون عدوهم. انظر: الكامل (2/ 156)، والسلاسل: جمع سلسلة: وهو ماء بأرض جذام. انظر: مراصد الاطلاع (2/ 724).

(5)

العرفج: شجر معروف صغير، سريع الاشتعال بالنار، وهو من نبات الصيف. انظر: النهاية (3/ 218)، والمراد تشبيه حمرتها بحمرة اللهب. لأنه كان يخضب.

ص: 710

3872 -

درجته:

ضعيف من أجل الإِبهام الوارد في السند. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 ب)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 45)، مناقب أبي بكر.

وقال عقبة: رواه الطبراني، ولم أعرف الرجل الذي من بني أسد، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

ص: 710

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، ذكر صفة أبي بكر رضي الله عنه.

عن جعفر بن عون ومحمد بن عبد الله الأسدي.

والطبراني في الكبير (1/ 57: 24)، عن فضيل بن محمد الملطي، عن أبي نعيم.

وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 165: 83)، عن سليمان بن أحمد به.

وزاد: على ناقة له أدما أبيض خفيفًا.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 533)، من طريق أبي نعيم. =

ص: 710

= ومن طريق عمر بن علي، عن يحيى بن سعيد.

أربعتهم عن مسعر به بنحوه.

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 87: 54)، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل، عن رجل من بني أسد، فذكره.

وفيه ما تقدم من الإبهام في سنده.

وروي مثله عن قيس بن أبي حازم، ولفظه:"كان أبو بكر يخرج إلينا وكأن لحيته ضرام عرفج من الحناء والكتم".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 190)، عن هشام أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن حصين، عن المغيرة بن شبيل، عنه بنحوه.

ورجاله كلهم ثقات. وسماع أبي عوانة من حصين بن عبد الرحمن كان قبل اختلاطه، ولذا أخرج له الشيخان عنه. وتابعه غيره.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 246: 5062)، كتاب الأدب، عن ابن فضل، عن حصين به.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 533)، من طريق جرير، عنه به بنحوه.

ومن طريق عمر بن القاسم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بنحوه.

وعلى هذا يترقى الأثر إلى درجة الصحة. خصوصًا إذا ما انضاف إلى ذلك الشاهد الصحيح المروى عن أنس أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم.

وهو عند مسلم.

وقد تقدم ذلك في الحديث رقم (3869).

ص: 711

3873 -

حدّثنا (1) ابْنُ (2) أَبِي زَائِدَةَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (3) عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله. قال رضي الله عنه: أنا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأرضى بذلك.

(1) هذا سند ابن منيع.

(2)

في (سد): "بن".

(3)

في (عم): "ابن عمرو".

ص: 712

3873 -

درجته:

صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).

ص: 712

تخريجه:

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 679)، من طريق ابن أبي زائدة به بنحوه.

وأخرجه أحمد في المسند (1/ 11)، عن محمد بن يزيد، عن نافع بن عمر الجمحي، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر فذكره بنحوه.

قال في المجمع (5/ 187)، كتاب الخلافة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. إلَّا أن ابن أبي مليكة لم يدرك الصديق. اهـ.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 568: 18894)، كتاب المغازي، عن وكيع، عن نافع به بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 183)، ذكر بيعة أبي بكر رضي الله عنه، عن وكيع، عن نافع، عن عمر به بنحوه.

كما أخرجه ابن عساكر في التاريخ، المكان المتقدم. من طريق محمد بن زيد.

وموسى بن داود، عن نافع به بنحوه. وفيه التصريح بسماع ابن أبي مليكة من أبي بكر رضي الله عنه كما هو واضح. فكلام الهيثمي فيه نظر.

ص: 712

3874 -

وقال أبو بكر: حدّثنا وكيع، ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه. بِيَدِهِ عَسِيبُ (1) نَخْلٍ، وَهُوَ يَقُولُ (2):"اسْمَعُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".

* صَحِيحٌ موقوف.

(1) العسيب: الجريدة من النخل، وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص. انظر: النهاية (3/ 234).

(2)

في (عم) و (سد): "ويقول".

ص: 713

3874 -

درجته:

موقوف صحيح كما قال الحافظ. وتال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب): رواته ثقات. اهـ.

ص: 713

تخريجه:

أخرجه أحمد في المسند (1/ 37)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 573: 18903)، كتاب المغازي.

كلاهما عن وكيع به بنحوه. ولفظه عندهما عن قيس: رأيت عمر رضي الله عنه، وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس، ويقول: اسمعوا لقول خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

فجاء مولى لأبي بكر رضي الله عنه يقال له: سديد. بصحيفة فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكر رضي الله عنه: اسمعوا وأطيعوا لما في هذه الصحيفة. فوالله ما ألوتكم قال قيس: فرأيت عمر رضي الله عنه بعد ذلك على المنبر.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 187)، كتاب الخلافة، باب الخلفاء الأربعة: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 85)، من طريق عبد الله بن أحمد به بنحوه. ومن طريق ابن عيينة، عن إسماعيل به بنحوه.

كما أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 353)، من طريق ابن عيينة به بنحوه.

ص: 713

3875 -

وقال معاذ بن المثنى في زيادات مسدّد: حدّثنا أبو مكيس (1) الْخَادِمِ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ (2)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن هزيل بن شرحبيل، قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بايمان أهل الأرض لرجح بهم.

(1) في (عم): "نكيس بن الخادم"، بالنون؛ وفي (سد) كذلك، لكن بالميم، والصحيح ما أثبت.

(2)

في (عم): "شونيب".

ص: 714

3875 -

درجته:

موضوع لحال أبي مكيس فهو كذاب. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).

ص: 714

تخريجه:

الأثر مروى عن ابن شوذب، واختلف عليه في إسناده على وجهين:

1 -

روي عنه، عن سلمة، عن هزيل، عن عمر موقوفًا.

أخرجه معاذ بن المثنى في زيادات مسدّد كما تقدم.

2 -

عنه، عن محمد بن جحادة، عن سلمة، به بنحوه.

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 378: 821)، عن هارون بن معروف، عن ضمرة، عنه به بنحوه. و (822)، عن أبيه، عن هارون به بنحوه.

ورجاله كلهم ثقات.

كما أخرجه في زياداته على الفضائل (1/ 418: 653)، عن عبد الله بن الحسن الحراني، عن أبي الأصبغ الرملي، عن أيوب بن سويد، عنه به بنحوه.

والبيهقي في الشعب (1/ 69: 36)، القول في زيادة الإِيمان ونقصانه، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الفقيه، عن محمد بن عيسى بن السكن، عن موسى بن عمران، عن ابن المبارك عنه به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 593)، من ثلاث طرق عن ابن شوذب به بنحوه. =

ص: 714

= والظاهر أن الأرجح هو الوجه الثاني، فهو صحيح. وأما الأول فهو موضوع.

وقد ذكر الدارقطني في العلل (2/ 223)، وجهين آخرين هما:

1 -

ما رواه رواد بن الجراح، عن ابن شوذب، عن محمد بن جحادة، عن طلحة بن مصرف، عن هزيل، عن عمر.

لكن رواد: صدوق، اختلط بآخره فترك. انظر: التقريب (1/ 253: 110).

2 -

ما رواه ضمرة، عن ابن شوذب، عن ابن جحادة، عن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل. ولم يقل: عن هزيل.

لكن لم يتابع ضمرة أحد على هذا الوجه. ولذا وهمه الدارقطني.

وصحح طريق ابن المبارك ومن تابعه.

وعلى هذا فالأثر صحيح موقوف على عمر من طريق ابن المبارك ومن تابعه.

وقد صححه من هذه الطريق السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 352: 908)، والفتني في تذكرة الموضوعات (ص 93)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 216: 2130)، والشوكاني في الفوائد (ص 360: 18).

وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا:

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 201)، تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد، عن محمد بن أحمد بن بخيت، عن أحمد بن عبد الخالق الضبعي، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأرض لرجح".

لكن عبد الله بن عبد العزيز: متروك. انظر: اللسان (3/ 382).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 591)، من طريق ابن عدي عن ابن بخيت قال: هذا مرفوع غريب وإنما يحفظ عن عمر قوله.

وقد أخرجه ابن عدي أيضًا في (5/ 260)، ترجمة عيسى بن عبد الله، عن زيد بن عبد العزيز بن حبّان، عن عيسى بن عبد الله بن سلمان القرشي، عن رواد بن =

ص: 715

= الجراح، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نافع به بنحوه.

ولفظه: "لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها".

وعيسى بن عبد الله بن سليمان: صدوق. انظر: اللسان (4/ 463).

وتقدم أن روادًا صدوق اختلط بآخره ترك.

وعليه فالحديث ضعيف أيضًا من هذه الطريق.

وقد روي نحو هذا عن ابن عمر أيضًا. وفيه: فجيء بأبي بكر رضي الله عنه فوزن فوزنهم.

وقد تقدم الحديث برقم (168)، لكنه ضعيف أيضًا.

وله شاهد من حديث الأسود بن هلال، عن رجل من الصحابة، وآخر عن أبي بكرة.

أما الأول فأخرجه أحمد في مسنده (4/ 63)، عن أبي النضر، عن شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن هلال، عن رجل من قومه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح".

ورجاله كلهم ثقات.

وأما الثاني: فأخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنَّة، باب الخلفاء (5/ 29: 4634)، عن محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت كان ميزانًا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان.

فرأينا الكراهية فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ورجاله ثقات كلهم. وسماع الحسن من أبي بكرة ثابت، كما في الصحيح.

وقد أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 716

= الميزان والدول (3/ 368: 2389)، عن محمد بن بشار، عن الأنصاري به بنحوه.

وقال: حسن صحيح. اهـ. وقد أشار ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى هذا الشاهد في أحاديث القصاص (ص 81: 18)، وعلى هذا يكون المروى عن عمر موقوفًا عليه صحيحًا. والمروي مرفوعًا صحيحًا لغيره.

ص: 717

3876 -

حدّثنا (1) أبو مَكِيسٌ (2)، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه".

قُلْتُ: لِلْأَوَّلِ (3)(4) شاهد مرفوع من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ، فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد العزيز ابن أبي رواد (5).

(1) هذا سند معاذ بن المثنى.

(2)

في (عم): "نكيس"، بالنون، في مح وسد: مكيس والصحيح أبو مكيس كما في الحديث السابق له.

(3)

في (مح) و (عم): "الأول"، وفي (سد):"للأول"، وهو الصحيح.

(4)

أي قوله: لو وزن إيمان أبي بكر.

(5)

الكامل: (4/ 201). وعبد الله قال عنه أبو حاتم: أحاديثه منكرة. وقال ابن الجنيد لا يساوي شيئًا. وقال ابن عدي: روي أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها. انظر: اللسان (3/ 382).

ص: 718

3876 -

درجته:

موضوع لحال أبي مكيس. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).

ص: 718

تخريجه:

لم أجده. لكن أخرج ابن عساكر في تاريخه (13/ 150)، من طريق أبي يعلى، عن عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت فضيلًا -يعني ابن عياض- يقول: زيّنوا مجالسكم بذكر عمر، وقال بعض علماء الشام: إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة، وإن عمر تمنى أن يكون شعرة في صدر أبي بكر. اهـ. وواضح أن في إسناده إبهامًا.

ص: 718

3877 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ (1) مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ (2)، إنَّ رَجُلًا خيَّره رَبُّهُ عز وجل بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ ربِّه، فبكى أبو بكر رضي الله عنه .. الحديث.

مثل حديث أبي سعيد رضي الله عنه، وفيه: ولكن ودُّ وإخاء إيمان.

(1) الترعة في الأصل: الروضة على المكان المرتفع خاصة. فإذا كانت في المطمئن فهي روضة.

انظر: النها ية (1/ 187).

(2)

من قوله: "منبري" -إلى- "الجنة": ليس في (عم) ولا (سد).

ص: 719

3877 -

درجته:

ضعيف لعنعنة عبد الملك لأنه مدلس من الثالثة. وشيخه لم أعرفه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، رواه مسدّد ورواته ثقات. اهـ.

ص: 719

تخريجه:

الحديث مروي عن عبد الملك بن عمير، واختلف عليه في إسناده.

فروي مرة عنه، عن آل أبي الهياج كما تقدم. ولم أعرف آل أبي هياج.

ومرة روي عنه، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه بنحو اللفظ المتقدم مع الزيادة المذكورة.

أخرجه الترمذي في السنن (5/ 269: 3739)، كتاب المناقب، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، عن عبد الملك به بنحوه. وقال: وفي الباب عن أبي سعيد، هذا حديث غريب. وقد روي هذا الحديث عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير بإسناد غير هذا. اهـ. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (1235: 210)، عن ابن أبي الشوارب به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 656)، من طريقه به بنحوه.

وأخرجه أحمد في المسند (4/ 211 و (3/ 478)، عن أبي الوليد هشام بن =

ص: 719

= عبد الملك، عن أبي عوانة به بنحوه.

وعن أبي الوليد أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 209: 234).

والطبراني في الكبير (22/ 328: 825)، عن محمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر، عنه به بنحوه.

والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 55)، ترجمة أبي المعلى، عن إبراهيم بن يعقوب، عنه به بنحوه.

كما أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 210: 236)، عن زكريا بن يحيى، عن شعيب بن صفوان، عن عبد الملك به بنحوه.

وفي (1/ 211: 237)، عن بشار بن موسى، عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الملك به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 656)، من طريق أبي الوليد به بنحوه.

لكن ابن أبي المعلى: لم يسم، ولا يعرف. انظر: التقريب (2/ 536: 27).

وفيه تدليس عبد الملك كما تقدم أنه من الثالثة.

وأصل الحديث مروي عن أبي سعيد رضي الله عنه في الصحيح، دون هذه الزيادة التي ذكرها وهي: ود وإخاء إيمان. فلم ترو إلَّا من طريق عبد الملك. ولعل هذا مما حدث به بعد ما كبر وساء حفظه ولذا رواه عنه أبو عوانة بالوجهين.

وقد تقدم تخريج حديث أبي سعيد في الحديث رقم (3859).

ص: 720

3878 -

حدّثنا (1) أمية بن خالد بن (2) الأسود، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي أبو بكر رضي الله عنه: مَا عِنْدَنَا مِنَ الْمَالِ غَيْرُ قَدَحٍ وَلَقْحَةٍ (3)، فإذا أنا من فابعثي بهما إلى عمر رضي الله عنه. فلما مات بعثت بهما إلى عمر رضي الله عنه، فقال: يَرْحَمُ (4) اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بعده.

(1) هذا سند مسدّد.

(2)

في جميع النسخ: "ابن سلمة"، والصحيح:"الأسود"، في (ك):(بن خالد، ثنا حماد بن سلمة).

(3)

اللقحة: بالسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنتاج، والجمع: لقح. انظر: النهاية (4/ 262).

(4)

في (عم) و (سد): "رحم".

ص: 721

3878 -

درجته:

ضعيف لجهالة سمية. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب): فيه سمية.

ولم أرَ من ذكرها بعدالة ولا جرح، وباقي رواة الإِسناد ثقات. اهـ. وهو كما قال.

ص: 721

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 193)، ترجمة أبي بكر: من طريق ثابت عن سمية به بنحوه.

وأخرجه أحمد في الزهد (ص 137)، زهد أبي بكر عن محمد بن بشر، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه.

ورجاله كلهم ثقات.

وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي بكر من الطبقات (3/ 192)، عن ابن نمير ومحمد بن عبيد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 751)، من طريق ابن سعد هذه عنهما به بنحوه.=

ص: 721

= كما أخرجه ابن سعد (3/ 192)، عن وكيع وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه، وفيه أنه ترك ناضحًا وعبدًا نوبيًا.

وأخرجه من طريق الأعمش ابن عساكر في تاريخه (9/ 752).

وأخرجه ابن سعد أيضًا في (3/ 194)، عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، عن أبي الكياش الكندي، عن محمد بن الأشعث، أن أبا بكر لما أن ثقل قال لعائشة .. فذكره وفيه أنه ترك جارية ولقحتين.

كما أخرجه في (3/ 196)، عن يعلى ومحمد ابني عبيد، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص بن عمر، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه، وفيه أنه ترك عبدًا وناضحًا.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 752)، من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة بنحوه.

وكذا من طريق الزهري عن عائشة بنحوه أيضًا.

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 61: 38)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن هارون بن موسى الفروي، عن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده الحسن بن علي فذكره عن عائشة رضي الله عنها بنحوه.

وهذا شاهد عن الحسن. قال الهيثمي في المجمع (5/ 234)، باب فيما للإمام من بيت المال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. اهـ. ولكن هارون بن موسى: لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 313: 28)، وموسى بن عبد الله: صدوق. انظر: اللسان (6/ 144).

وله شاهد آخر عن أنس:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 192)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن =

ص: 722

= سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ بنحوه وفيه أنه ترك خادمًا ولقحة ومحلبًا.

وعمرو بن عاصم: صدوق في حفظه شيء. انظر: التقريب (2/ 72: 613).

وأخرجه ابن سعد في تاريخه (9/ 751)، من هذه الطريق.

والخلاصة أن الأثر بمجموع طرقه صحيح لغيره.

ص: 723

(165)

وحديث أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما فِيمَا لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ (1).

3879 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فقام (2) أبو بكر رضي الله عنه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ.

قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ (3) أبي قحافة رضي الله عنهما (4).

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (5): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ (6) أَبِي عُبَيْدَةَ بِهِ. وَفِي آخِرِهِ:"الْمَجْنُونُ".

* صَحِيحٌ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ نُمَيْرٍ بِهِ. وَاخْتَارَهُ الضِّيَاءُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما في البخاري.

(1) برقم (4228)، وهو في بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، في المطبوع (4/ 192: 4279)، وفي الأصل (171 أ).

(2)

في (عم): "فقدم".

(3)

في (سد): "بن"، وفي (عم) و (مح):"ابن".

(4)

في (عم): "عنه"، وفي (مح) و (سد):"عنهما".

(5)

المسند: (4/ 20: 3679).

(6)

في (سد): "ابن"، وفي (عم) و (مح):"ابن".

ص: 724

3879 -

درجته:

حسن لحال طلحة بن نافع. قال الهيثمي في المجمع (6/ 20)، كتاب =

ص: 724

= المغازي: رواه أبو يعلى والبزار. ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 30 ب).

ص: 725

تخريجه:

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 200: 218)، عن أبي بكر بن أبي شيبة.

والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار، علامات النبوة، ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين (3/ 125: 2396)، عن عباس بن عبد العظيم.

وقال لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هذا الوجه. ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلَّا أبو عبيدة. ولا روى، عن أبي عبيدة إلَّا ابنه محمد.

وابن عدي في الكامل (6/ 233)، ترجمة محمد بن أبي عبيدة. عن عبد الله بن محمد بن نصر الرملي، عن عباس بن عبد العظيم. وقال لا أعلم يرويه عن الأعمش غير أبي عبيدة.

كما أخرجه في (4/ 113)، ترجمة طلحة بن نافع عن أبي يعلى، عن ابن نمير. وذكر نحوًا من الكلام المتقدم والحاكم في المستدرك (3/ 67)، كتاب معرفة الصحابة، من طريق ابن نمير.

وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت الذهبي.

ثلاثتهم عن محمد بن أبي عبيدة به بنحوه.

وهو حسن لما تقدم.

وله شاهد في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. ولفظه: "بينا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حجر الكعبة. إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: "أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله". =

ص: 725

= أخرجه البخاري في صحيحه: فضائل الصحابة، مناقب أبي بكر (3/ 14: 3678).

وفي مناقب الأنصار (3/ 55: 3856)، وفي تفسير سورة المؤمن (3/ 286: 4815). وعليه يكون حديث الباب صحيحًا لغيره.

ص: 726

3880 -

وقال ابن (1) أبي عمر: حدّثنا الدراوردي. ثنا عبد الواحد ابن أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: كان القاسم بن محمد رجلًا صدوقًا صَمُوتًا (2)، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه قَالَ: الْيَوْمَ تَنْطِقُ (3) الْعَذْرَاءُ مِنْ خِدْرِهَا. سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة، واشرأب (4) القوم، وعاد (5) أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُمْ مِعْزَى (6) (7) طُيِّرَتْ فِي حَشٍّ. فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي لَفْظَةٍ إلَّا طَارَ (8) أَبِي بِفِنَائِهَا. ثُمَّ ذكرت عمر رضي الله عنه فقالت: ومن رأى عمر رضي الله عنه علم أنه خلق عناء (9) للإِسلام، ثم قالت رضي الله عنها: كان رضي الله عنه والله أحوذيًا (10)، نسيج (11) وَحْدَهُ. قَدْ أَعَدَّ (12) لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا، مَا رَأَيْتُ مثل خلقه رضي الله عنه، حتى تعد سبع خصال لا أحفظها.

(1) في (عم) و (سد): "بن".

(2)

في جميع النسخ: "رجل صدوق صموت"، وهو خطأ ظاهر.

(3)

في (مح): ينطق بالتحتية، وفي (عم) و (سد):"بالفوقية".

(4)

اشرأب: أي ارتفع وعلا. انظر: النهاية (2/ 455).

(5)

في (عم): "بياض". مكان وعاد.

(6)

المعزى: جمع ماعز. وهو ذو الشعر من الأغنام. انظر: اللسان (5/ 410)، والحش: البستان.

انظر: اللسان (6/ 286).

(7)

في (عم) و (سد): "معزًا"، بالممدودة.

(8)

هكذا في جميع النسخ. ولعل معناه أنهم ما اختلفوا في لفظه إلَّا كان أبو بكر رضي الله عنه هو صاحب الحظ في القضاء على هذا الخلاف. فالطائر هو النصيب والحظ. انظر: اللسان (4/ 511)، والفناء: ضد البقاء (15/ 164).

(9)

العناء هو الحبس، أي خلق من أصل الإِسلام. وحبس عليه حبسا. انظر: اللسان (15/ 102).

(10)

الأحوذي: الجاد المنكمش في أموره. الحسن السياق للأمور. انظر: اللسان (3/ 487)، النهاية (1/ 457).

(11)

في (عم) و (سد): "يسيح" بالياء.

(12)

في (عم) و (سد): "قد أخذ".

ص: 727

3880 -

[1] درجته:

فيه موسى بن مناح لم أعرفه بعدلة أو جرح.

ص: 728

3880 -

[2] وقال الحارث (1): حدّثنا يحيى ابن أَبِي بُكَيْرٍ (2)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ (3) عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عن القاسم قال: قالت عائشة رضي الله عنها: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ (4) الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي .. فَذَكَرَهُ.

[3]

وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ (5) بْنِ يُونُسَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ.

كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وَقَدْ تَبَيَّنَ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ تقصير عبد العزيز.

(1) بغية الباحث (2/ 893).

(2)

في (عم): "أبي بكر"، وفي (مح) و (سد):"بكير".

(3)

في جميع النسخ: "عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الواحد"، ولم أجده، فلعله عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الواحد.

(4)

في (عم): "بالحبال"، بالمهملة.

(5)

في (عم): "ورواه أيضًا أحمد".

ص: 729

3880 -

[2] درجته:

إسناد أحمد بن يونس صحيح. وأما إسحاق فإن كان أبا حذيفة البخاري أو الكاهلي الكوفي فهو موضوع لأنهما كذابان. وإن كان إسحاق بن بشر لأنه صدوق.

وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 45 أ)، لابن أبي عمر والحارث.

ص: 729

تخريجه:

الأثر مروى عن عبد الواحد بن أبي عون، وقد اختلف عليه فيه في إسناده على وجهين:

1 -

روي عنه، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها.

أخرجه الحارث كما مر. عن يحيى بن أبي بكير، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. =

ص: 729

= وعن الحارث أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات، كما ذكر ذلك الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 385)، ترجمة يحيى بن أبي بكير: حيث أخرجه عن جماعة، عن ابن طبرزد، عن ابن الحصين، عن ابن غيلان، عن أبي بكر الشافعي، عن الحارث به بنحوه.

وأخرجه من طريق الغيلاني أيضًا ابن عساكر في تاريخه (9/ 689).

وأخرجه أحمد في الفضائل (1/ 98: 68)، عن يزيد بن هارون، عن عبد العزيز به بنحوه.

وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 572: 18901)، كتاب المغازي، عن يزيد بن هارون به بنحوه.

ومن طريق الغيلاني، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، عنه، عن جعفر القاضي، عن ابن أبي سعيد به بنحوه.

كما أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 101)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 225: 3628)، عن محمد بن الحسن بن دريد النحوي، عن العباس بن الفرج الرياشي، عن الأصمعي، عن عبد العزيز به بنحوه.

وقال: لم يروه عن الأصمعي إلَّا الرياشي. اهـ.

قال في المجمع (9/ 53)، رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طرق.

ورجال أحدها ثقات. اهـ.

وأخرجه الطبراني في الصغير (2/ 102)، عن علي بن عبد العزيز، عن أحمد بن يونس، عن عبد العزيز به بنحوه.

وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 212: 185)، عن محمد بن علي بن حبيش، عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن أحمد بن يونس به بنحوه.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق أحمد بن يونس، وعثمان بن زفر، كلاهما عن عبد العزيز به بنحوه. =

ص: 730

= وابن عساكر في التاريخ (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عمر بن الحسن القاضي، عن مصعب بن سعيد، عن زهير به بنحوه.

وأخرجه أيضًا في الموضع نفسه من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عمر بن حفص، عن عاصم بن علي.

وعن الشافعي، عن بشر بن موسى، عن خلف بن الوليد، عن الثقة.

وعنه، عن عبد الله بن محمد، عن نصر بن علي الأصمعي.

وعن أحمد بن الوليد الواسطي، عن أحمد بن سنان، عن أبي النضر هاشم بن القاسم.

أربعتهم عن عبد العزيز به بنحوه. وأخرجه في (9/ 688)، من طريق شعيب بن حرب عن عبد العزيز به بنحوه.

وقد توبع عبد العزيز على هذا الوجه. تابعه عبد الله بن جعفر، كما توبع عبد الواحد أيضًا، تابعه عبيد الله بن عمر.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 199: 217)، عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، عن عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الواحد وعبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها فذكره بنحوه.

وعن عبد الله بن أحمد أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 102)، به بنحوه وقال:

لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلَّا عبد الله بن جعفر، تفرد به أبو معمر.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عبد الله بن أحمد به بنحوه.

وعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن: ليس به بأس. انظر: التقريب (1/ 406: 229).

وعبيد الله بن عمر بن حفص: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 537: 1488).

كما تابع سليمان بن بلال عبد العزيز في روايته عن عبد الواحد. =

ص: 731

= اخرج ذلك ابن عساكر في تاريخه (9/ 688)، من طريق عمران بن أبان عنه به بنحوه.

وسليمان: ثقة. انظر: التقريب (1/ 322: 416).

وأخرجه كذلك في الموضع نفسه مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العمري.

عن أبيه، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة.

ومن طريق أيوب بن سيار، عن عبد الرحمن بن القاسم، به بنحوه.

فهذه متابعة من عبد الرحمن بن القاسم لعبد الواحد، في روايته عن القاسم عن عائشة.

وهو: ثقة جليل. انظر: التقريب (2/ 495: 1080).

وعلى هذا فهذا الوجه صحيح.

2 -

روى عنه عن موسى بن مناح، عن القاسم، عن عائشة.

أخرجه ابن أبي عمر كما تقدم.

وابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن بشر بن موسى الحميدي، عن عد العزيز الدراوردي، عن عبد الواحد به بنحوه.

وعبد العزيز الدراوردي صدوق.

ولم يتابعه أحد فما رأيت على هذا الوجه.

فالظاهر أن الوجه الأول هو الراجح. وأن الحمل على الدراوردي.

وعليه فالتقصير منه لا من عبد العزيز بن عبد الله الماجشون.

على أنه قد روي عن عبد الواحد وجه ثالث. فقد أخرجه ابن عساكر في التاريخ (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن أحمد بن جون الفرغاني، عن أبي عبد الله بن أخ ابن وهبٍ، عن عمه، عن الليث، عن عبد العزيز، عن عبد الواحد، عن القاسم موقوفًا عليه.

والليث ثقة مشهور وكذا عبد العزيز الماجشون، فالذي يظهر أنه روي عنه موقوفًا على عائشة وعلى القاسم. والله أعلم.

ص: 732