الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم
- (1)
(159)
فيه حديث رافع بن خديج رضي الله عنه فِي مَسْحِ بَطْنِهِ فَمَا اشْتَكَاهُ (2) بَعْدُ (3).
(160)
وَحَدِيثُ أنس رضي الله عنه فِي بَابِ الْخِطْبَةِ؟ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ (4).
3805 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ (5): إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ (6) حَدَّثَهَا: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَيْنَاهُ مبيضتان،
(1) في (عم) و (سد): "باب بركة دعائه ويده وريقه صلى الله عليه وسلم".
(2)
في (سد): "شكاه".
(3)
تقدم برقم (2487)، كتاب الطب، باب العين، وفي الأصل في (84/ب).
(4)
تقدم برقم (2474)، كتاب الطب، باب فضل العبادة، وفي الأصل في (84/ أ)، وليس في كتاب النكاح كلما ذكر الحافط.
(5)
في جميع النسخ: "قال"، وهو خطأ ظاهر.
(6)
في (عم) و (سد): "فويك"، وفي (مح): فورك، وهو خطأ.
لَا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا. فَسَأَلَهُ مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ (7) جَمَلًا لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ (8) فَأُصِبْتُ فَنَفَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الإِبرة. وَإِنَّهُ لَابْنُ ثمانين. وإن عينيه لمبيضتان (9).
(7) التمرين: أن يحفى الدابة، فيرق حافره فتدهنه بدهن أو تطليه بأخثاء البقر وهي حارة أو أنه التمرين أي التليين والترويض. انظر: اللسان (13/ 404)، والمراد هنا هو الثاني، لأن الجمل لا حافر له.
(8)
في (عم): "على بيض. . . بياض"، وفي (سد):"على بيض".
(9)
هكذا في الأصل، وفي (عم) و (سد):"تبضان".
3855 -
درجته:
فيه مبهمان لم أستطع معرفتهما وهما رجل من بني سلامان وأمه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 38 أ)، أخرجه ابن أبي شيبة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 301)، باب في رده البصر صلى الله عليه وسلم: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل (11/ 150: 11850)، والطبراني في الكبير (4/ 25: 3546)، من طريقين.
وأبو نعيم في الدلائل، باب ما أوتي عيسى عليه السلام (2/ 614: 556)، وباب دعائه برد بصر أعمى (2/ 466: 397).
والبيهقي في الدلائل، (6/ 173)، باب ما جاء في نفثه في عينين كانتا مبيضتين لا يبصر صاحبهما بهما حتى أبصر.
كلهم من طريق محمد بن بشر به بمثله.
وعزاه السيوطي في الخصائص (2/ 287)، إلى ابن السكن، والبغوي. =
= وله شاهد من حديث سهل بن سعد وهو أنه-صلى الله عليه وسلم أعطى عليًا الراية يوم خيبر وبصق في عينيه فبرئتا بإذن الله من الرمد.
أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر (3/ 137: 4210).
وفي الجهاد، باب فضل من أسلم على يديه رجل (2/ 361: 3009).
وفي فضائل الصحابة باب مناقب علي (3/ 21: 3701).
ومسلم في صحيحه الفضائل، فضائل علي رضي الله عنه (5/ 268: 32 - 34، 35، 36).
والترمذي في سننه: المناقب (5/ 301: 3808)، وغيرهم.
وعليه فمتن حديث الباب في درجة الصحيح لغيره.
3806 -
وقال عبد (1): حدّثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أبو عائشة، عن ابن عمر رضي الله عنهما (2): قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ. فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ. فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي (3) يُوزَنُ بها. وضعت (4) فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمتي فِي الأُخرى، فوزنت فرجحتهم. فجيء (5) بأبي بكر رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم جيء بعمر رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم جيء بعثمان رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم استيقظت فرفعت.
(1) المنتخب (ص 267: 850).
(2)
في (مح): "عنه"، وفي (عم) و (سد):"عنهما".
(3)
في (عم) و (سد): "الذي".
(4)
في (عم) و (سد): "فوضعت".
(5)
في (عم) و (سد): "ثم جيء".
3806 -
درجته:
فيه عبيد الله بن مروان وأبو عائشة لم أجد من جرحهما أو عدلهما. سوى ذكر ابن حبّان لعبيد الله في الثقات. وقول البوصيري: هذا إسناد صحيح. اهـ. فيه تساهل. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 61)، باب فيما ورد في فضل أبي بكر وعمر: رجاله ثقات. اهـ.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 17)، فضائل أبي بكر (12008)، وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 76)، كلاهما عن عمر بن سعد الحفري به بنحوه، =
= وعبد الله بن أحمد في زيادات فضائل الصحابة (1/ 206: 228)، عن أبي معمر، عن الحفري به بنحوه.
وعزاه في المجمع (9/ 62) إلى الطبراني.
ولم أجده في المطبوع.
3807 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عمران، عن عبد الرحيم بن (2) الحارث بن عبيدة، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أُصِيبَتْ (3) عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه يَوْمَ أُحد، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه ..
(1) المسند (2/ 216: 1547)، المقصد العلي (ق 116 ب).
(2)
في (مح) و (سد): "بن"، وفي (عم):"ابن"، وهو في المسند: عبد الرحمن بن الحارث، وفي جميع النسخ:"عبد الرحيم".
(3)
في (سد): "لما أصيبت".
3857 -
درجته:
شديد الضعف لحال عبد العزيز فهو متروك. وفيه من لم أعرفه عبد الرحيم بن الحارث: لم أجد له ترجمة إلا أن يكون عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 73)، وجده: لم أستطع معرفته. ولعله عبيد بن أبي عبيدة كما في التاريخ الكبير (5/ 453)، وقد سكت عليه البوصيريَّ في الإِتحاف (3/ ق 39 أ)، وذكره في المجمع (8/ 301)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه:
أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 390)، ترجمة قتادة بن النعمان من طريق أبي يعلى به بنحوه. لكن قال فيه: أصيبت عين أبي يوم أحد
…
الحديث. والظاهر أنه الصحيح.
إذ له شاهد من حديث قتادة بن النعمان أنه صلى الله عليه وسلم، رد عينه بعد أن أصيبت وسالت على خده. وهو مروى عن عاصم بن عمر بن قتادة. واختلف عليه في إسناده ومتنه على أوجه وهي: =
=
1 -
روي عنه، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان، بنحوه وذكر أن ذلك كان في غزوة أحد.
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 8: 12)، عن الوليد بن حماد الرملي، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عنه به بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع (6/ 116)، باب غزوة أُحد: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه اهـ.
كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب غزوة أُحد (2/ 484: 417)، عن سليمان بن أحمد الطبراني به.
وعبد الله بن الفضل، وأبوه. لم أعرفهم. ولعل ذلك مراد الهيثمي في كلامه السابق.
2 -
روي عنه، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بنحوه.
أخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب غزوة أحد (2/ 482: 416)، عن أبي بكر بن خلاد، عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق عنه به.
ورجاله كلهم ثقات إلَّا محمد بن إسحاق بن يسار: صدوق. وهو مدلس من الرابعة وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 144: 40).
3 -
روي عن عاصم نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عن قتادة.
رواه البيهقي في الدلائل (3/ 251)، غزوة أُحد، باب ما ذكر في المغازي من وقوع عن قتادة على وجنتيه ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه إلى مكانها.
عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عنه بنحوه.
وفيه إضافة إلى ما مر في ابن إسحاق، يونس بن بكير، قال عنه في التقريب (2/ 384: 472)، يخطئ. اهـ. وهو مرسل أيضًا فعاصم لم يحضر الوقعة. =
= 4 - عنه، عن جده قتادة بنحوه لكن قال إن ذلك كان في غزوة بدر.
أخرجه البيهقي في الدلائل، الموضع السابق عن أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد القاضي البستي، عن أبي العباس أحمد بن المظفر البكري، عن ابن أبي خيثمة، عن مالك بن إسماعيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ. عنه به بنحوه.
وأحمد بن المظفر: ضعيف. انظر: اللسان (1/ 341).
وابن الغسيل: صدوق فيه لين. انظر: التقريب (1/ 483: 964).
5 -
عنه، عن أبيه، عن قتادة. وذكر أن ذلك كان في غزوة بدر.
أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 215: 1546)، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الرحمن بن سليمان الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة به بنحوه.
وابن الأثير الجزري في أسد الغابة (4/ 390)، ترجمة قتادة، عن أبي يعلى.
والبيهقي في الدلائل، باب غزوة بدر، باب ما ذكر في رده صلى الله عليه وسلم عين قتادة إلى مكانها (3/ 100)، من طريقه.
وكذلك في (3/ 252)، باب غزوة أُحد من طريق يحيى الحماني.
وقال: وفي الروايتين جميعًا عن ابن الغسيل أن ذلك كان في بدر. اهـ.
ويحيى بن عبد الحميد الحماني: حافظ إلَّا أنه اتهم بسرقة الحديث. انظر: التقريب (2/ 352: 116).
قال الهيثمي في المجمع (8/ 300)، باب في رده البصر صلى الله عليه وسلم: وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف. اهـ.
أما المختلف عليه، وهو عاصم بن عمر بن قتادة فهو: ثقة، عالم بالمغازي.
وأما المختلفون عليه فهم:
الفضل بن عاصم: لم أعرفه. ومحمد بن إسحاق: صدوق، مدلس.
وابن الغسيل: صدوق فيه لين. =
= وأرى أن الحمل على الرواة عنه، ولذا روى ابن إسحاق وجهين، وروى ابن الغسيل وجهين مما يدل على وهمهما. والأوجه كلها لا تخلو من ضعف كما تقدم.
وقد روي من وجه آخر عن قتادة. أخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 253)، باب غزوة أُحد من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
لكن إسحاق بن عبد الله: متروك. انظر: التقريب (1/ 59: 415).
وقد روى ذلك عن زيد بن أسلم كما أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 187).
ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي. وذلك عن علي بن محمد، عن أبي معشر، عن زيد بنحوه. لكنه مرسل كما ترى.
وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع بن مالك أنه أصيبت عينه في بدر فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو مروى عن عبد العزيز بن عمران .. واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه:
(أ) روي عنه عن رفاعة بن رافع بن مالك.
أخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 100)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن صالح، عن الفضل بن محمد الشعراني، عن إبراهيم بن المنذر، عنه به بنحوه.
(ب) عنه عن رفاعة بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن رافع.
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 42: 4535)، عن مسعدة بن سعد العطار، عن إبراهيم بن المنذر، عنه به بنحوه.
(ج) عنه عن رفاعة بن يحيى، عن مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ بنحوه.
أخرجه البزّار في مسنده. (انظر: كشف الأستار (2/ 316)، غزوة بدر (1771)، عن أحمد، عن يعقوب. عنه به بنحوه.
والطبراني في الأوسطْ مجمع البحرين (5/ 94: 2751)، عن مسعدة بن سعد، عن ابن المنذر عنه به.
عبد العزيز بن عمران تقدم أنه: متروك. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 85)، باب غزوة بدر: رواه البزّار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. اهـ.
وعلى هذا فأمثل هذه الروايات رواية قتادة على ضعفها.
والحديث بمجموع طرقه في درجة الحسن لغيره.
3808 -
وقال أبو يعلى (1): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بن زيد قال: إن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه (2) حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حجَّته الَّتِي حَجَّهَا. فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ (3) عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امرأة لها صبيٌّ، فسلمت عليه صلى الله عليه وسلم فوقف لها (4) فقالت: يا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا ابني فلان، والذي بعثك بالحق ما زال في حنق (5)(6) وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تشبهها. فأكسع (7) إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحل. ثُمَّ تفل صلى الله عليه وسلم فِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ناولها صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ فَقَالَ (8): خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا (9) يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قال أسامة رضي الله عنه: وقضينا حجتنا (10)، ثم
(1) لم أره في المطبوع من مسنده.
(2)
في (عم) و (سد): "عنهم".
(3)
الروحاء: من الفرع، على نحو أربعين ميلًا من المدينة تقريبًا. انظر: مراصد الاطلاع (2/ 637).
(4)
في (عم) و (سد): "فسلمت عليه فوقف صلى الله عليه وسلم لها".
(5)
في (عم): "حبق"، وفي (مح):"حنفا".
(6)
الحنق: شدة الاغتياظ، أي: ما زال في غيظ دائم وغضب من أخذ الشيطان له. انظر: اللسان (10/ 70).
(7)
أي: أكسع دابته. والكسع يطلق على كسع الدابة بالعصا إذا أريد سوقها. والمراد أوقف دابته.
انظر: اللسان (8/ 311).
(8)
في (عم) و (سد): "ثم ناولها إياه فقال صلى الله عليه وسلم.
(9)
في (عم): "شيء يريبك".
(10)
في (عم) و (سد): "حجنا".
انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ. فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصبيِّ، فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مصلِّية. فَقَالَتْ: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا أُمُّ الصبيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إلى هذه الساعة، قال أسامة رضي الله عنه: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهَكَذَا (11) كَانَ يدعو به تحشمة (12)(13) ناولني ذراعها، قال: فامتلخت الذراع فناولته إياها (14) صلى الله عليه وسلم فأكلها صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ (15)، فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها (16) فأكلها صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ (17) يَا أُسَيْمُ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ (18) نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ (19)، وإنما للشاة ذراعان؟. فقال صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا ما قلت لك. قال صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ: قُمْ فَاخْرُجْ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ (20)، وَمَا قَطَعْتُ
(11) في (سد): "وهذا".
(12)
الحشمة: الحياء والانقباض. اني لأتحشم منه تحشمًا: أي استحيي. والمراد: استحياء منه. انظر: اللسان (12/ 135).
(13)
في (عم): "تحشمه"، وفي (سد):"بحشمه"، وفي الأصل مهملة من النقط.
(14)
في جميع النسخ: "فناولتها إياه"، وهو خطأ ظاهر.
(15)
في (عم) و (سد): "ذراعها".
(16)
في (عم) و (سد): "فناولته إياها!، وفي (مح): "فناولتها إياه.
(17)
في (عم) و (سد): فناولته إياها فأكلها، ثم قال صلى الله عليه وسلم".
(18)
في (عم): "إنك قلت".
(19)
قوله: "ثم قلت ناولني الذراع": ليس في (سد).
(20)
الحسر، والحسر، والحسور: الإِعياء والتعب، أي: حتى تعبت. انظر: اللسان (4/ 188).
النَّاسَ وَمَا رَأَيْتُ (21) شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أحدًا، وقد ملاء الناس ما بين السدين. فأخبرته فقال صلى الله عليه وسلم: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ رَجْمًا (22)(23)؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ (24) رَأَيْتُ نَخَلَاتٍ صِغَارًا إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ (25) من حجارة.
فقال صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ (26)، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلْ لهنَّ: يأمركنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ يَلْحَقَ (27) بعضكنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تكنَّ (28) سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقيل كذلك للرُّجم (29) فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لهنَّ الَّذِي أَمَرَنِي به صلى الله عليه وسلم، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لكأني انظر تفاقرهن (30)(31) بعروقهنَّ وترابهنَّ حَتَّى لَصَقَ بعضهنَّ بِبَعْضٍ، فكنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ (32) لِلْحِجَارَةِ. فَوَالَّذِي بعثه بالحق لكاني انظر إلى تفاقرهنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَلَا بَعْضُهُنَّ بَعْضًا. فكنَّ كانهن جدارٌ (33).
(21) في (مح): "ورأيت"، والصحيح:"ما رأيت"، كما في (عم) و (سد).
(22)
في (مح): "رحبا"، وفي (عم):"رحما"، وفي (سد):"رجما"، وهو الصحيح.
(23)
الرُّجَمُ: الحجارة المرتفعة، ويقال: الرجمة. وقيل العلامة. انظر: اللسان (12/ 227).
(24)
في (عم): "قلت: رأيت".
(25)
في (سد): "رجما".
(26)
في (عم): "يا أشيم"، بالمعجمة.
(27)
في (عم): "أن تلحق بالتاء".
(28)
في (عم): "حتى يكن"، بالياء.
(29)
في (مح): "وقيل لذلك الرجم".
(30)
من فقر الأرض وفقَّرها: حفرها. والفقرة: الحفرة. انظر: اللسان (5/ 63)، أي: كن يحفرن الأرض واحدة تلو الأخرى. حتى لصق بعضهن ببعض.
(31)
في (مح): "بقاقرهن"، وفي (عم) و (سد):"تضافرهن"، وهو الصحيح.
(32)
في (عم) و (سد): "وقلت كذلك".
(33)
في (سد): "جدار".
فأتيته صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دنونا منهن سبقته صلى الله عليه وسلم فوضعت الإِداوة ثم انصرفت إليه، فانصرف (34) صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَضَى (35) حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عليه الصلاة والسلام، وهو يحمل الإداوة فأخذتها منه صلى الله عليه وسلم، ثم رجعنا. فلما دخل صلى الله عليه وسلم الخباء قال صلى الله عليه وسلم يَا أُسَيْمُ انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلَاتِ، فَقُلْ لهنَّ (36): يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن ترجع كل نخلة إلى مكانها، وقيل ذلك (37) للحجارة. فأتيت النخلات فقلت لهنَّ (38)، قال: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهنَّ (39) وترابهنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا. وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي انظر إلى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مكانه. فأتيته صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ.
* هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ (40) مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
(34) في (سد): "فانطلق".
(35)
في (عم) و (سد): "فقضى حاجته".
(36)
في (مح): "فقلن"، وفي (عم) و (سد):"فقل لهن".
(37)
في (عم) و (سد): "كذلك".
(38)
في (عم) و (سد): "فقلت لهن الذي قال صلى الله عليه وسلم".
(39)
في (مح): "بقاقرهن"، وفي (عم) و (سد):"تفاقرهن"، وهو الصحيح.
(40)
في (عم) و (سد): "مشاهد".
3858 -
درجته:
ضعيف لضعف محمد بن يزيد بن رفاعة، ومعاوية بن يحيى الصدفي. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 39 أ)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن. اهـ.
= تخريجه:
تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (/162).
لكن في هذا زيادة قصة ذراع الشاة. ولها شاهد من حديث أبي رافع، وشاهد من حديث أبي هريرة. وثالث من حديث أبي عبيد. ورابع من حديث رجل مبهم.
1 -
حديث أبي رافع: لفظه: "صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية، فأتى بها فقال لي: يا أبا رافع، ناولني الذراع، فناولته. فقال يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل للشاة إلَّا ذراعان؟ فقال: لو سكت لناولتني منها ما دعوت به".
أخرجه أحمد في المسند (6/ 8)، عن مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع باللفظ المتقدم.
ومؤمل: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 290: 1531)، وهو ابن إسماعيل.
وسلمى: مقبولة. انظر: التقريب (2/ 601: 8).
وعبد الرحمن: مقبول. انظر: التقريب (1/ 479: 929).
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 393)، ذكر طعامه صلى الله عليه وسلم: عن عارم بن الفضل، عن حماد به بنحوه.
وأبو نعيم في الدلائل (2/ 436: 346)، قصة أذرع وأكتاف الشاة: من طريق عارم به بنحوه.
وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 300: 763)، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن فضيل بن سليمان، عن فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جدته سلمى، عن أبي رافع بنحوه.
وفضيل: صدوق له خطأ كثير. انظر: التقريب (2/ 112: 63).
وفائد مولى عبادل: صدوق. انظر: التقريب (2/ 107: 5). =
= وأبو يعلى في مسنده كما في البداية والنهاية (6/ 122)، عن المقدمي به. لكن قال: عن فائد، عن عبيد الله، عن جدته به.
كما أخرجه أحمد (6/ 392)، عن خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، عن شرحبيل، عن أبي رافع بنحوه.
وشرحبيل بن سعد المدني: صدوق اختلط بآخره. انظر: التقريب (1/ 348: 39).
والرازي: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 406: 19).
فطرق حديث أبي رافع ضعيفة. لكن ضعفها منجبر.
قال الهيثمي في المجمع (8/ 314)، باب قوله صلى الله عليه وسلم ناولني الذراع: رواه أحمد والطبراني من طرق. ورواه في الأوسط باختصار. وأحد إسنادي أحمد حسن. اهـ.
2 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه أحمد (2/ 517)، عن الضحاك، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة بنحوه.
ومحمد بن عجلان: صدوق. إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. انظر: التقريب (2/ 190: 524).
وأبوه عجلان مولى فاطمة المدني: لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 16: 130).
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 437: 347)، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن عبدان.
وسعيد بن راشد: ضعيف جدًا. انظر: اللسان (3/ 34).
3 -
حديث أبي عبيد:
أخرجه أحمد (3/ 484)، عن عفان، عن أبان العطار، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد بنحوه. =
= وابن سعد في الطبقات (7/ 65)، ترجمة أبي عبيد: عن عفان ومسلم بن إبراهيم، عن أبان به بنحوه.
والدارمي في سننه، باب ما أكرم به النبي صلى الله عليه وسلم في بركة طعامه (1/ 22)، عن مسلم بن إبراهيم به بنحوه.
والطبراني في الكبير (22/ 335)، من طريق أبان به بنحوه.
وشهر بن حوشب: صدوق. انظر: التقريب (1/ 355: 112).
قال الهيثمي في المجمع (8/ 314): رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب، وقد وثقه غير واحد. اهـ.
4 -
حديث الرجل: أخرجه أحمد في مسنده (2/ 48)، عن إسماعيل، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن رجل من بني غفار، عن فلان وذكره.
وفيه إبهام كما هو واضح. قال الهيثمي في المجمع (8/ 315). رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم. اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (6/ 122): فيه انقطاع من هذا الوجه. اهـ.
والحاصل أن طرق كل حديث ضعيفة ضعفًا منجبرًا. ولذا يمكن القول إن أقل أحوال هذا الحديث: الحسن لغيره.
3809 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (2) بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسلام، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فقال صلى الله عليه وسلم لِي: اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إن راحلتي قد كلَّت. فقال صلى الله عليه وسلم يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ. فقلت: بل الله تعالى هَدَاهُمْ (3) بِكَ للإِسلام. فَقَالَ لِي (4) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلَا أُؤَمِّرُكَ (5) عَلَيْهِمْ. فقلت (6): بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ (7) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كتابًا لي فأمرني. قال: فقلت (8) يا رسول الله صلى الله عليه وسلم مر لي بشيء من صدقاتهم، فكتب لي عرو كتابًا آخر. قال الصدائي رضي الله عنه وكان ذلك في بعض أسفاره (9)، فنزل إليك مَنْزِلًا. فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ (10) يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يا رسول الله، أخذنا بشيء كان بينه وبين قومه (11) في
(1) بغية الباحث (2/ 626)، وقد ورد في جميع النسخ بإسقاط أبي عبد الرحمن المقرئ.
(2)
في جمغ النسخ: "أبو عبد الرحمن" والصحيح: "عبد الرحمن".
(3)
في (مح): "بل الله هداهم"، وفي (عم):"هو أهم".
(4)
كلمة: "لي": ليست في (عم).
(5)
في (مح): "أنا لا أؤمرك"، والظاهر ما أثبت، كما في (عم) و (سد).
(6)
في (سد): "قلت".
(7)
في (عم) و (سد): "فكتب لي كتابًا".
(8)
هنا بياض في الأصل، وفي (عم):"فقلت فقلت".
(9)
في (عم) و (سد): "في بعض أسفاره صلى الله عليه وسلم فنزل".
(10)
في (مح) بياض، وفي (عم) و (سد):"المنزل".
(11)
في (عم) و (سد): "كان بيننا وبين قومنا".
الجاهلية، قَالَ (12) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (13) إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ. فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِي الإِمارة لِرَجُلٍ مؤمن. قال الصدائي رضي الله عنه: فدخل قوله صلى الله عليه وسلم في نفسي. ثم أتاه فيهم آخر فسأله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أعطني. فقال (14) صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ (15) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الله جل وعلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ (16) نبيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ. فجزَّأها، فَإِنْ كُنْتَ من تلك الأجزاء أعطيتك، أو أعطيناك بحقك (17)، قال الصدائي رضي الله عنه: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غنيٌّ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فلزمته، وكنت قويًا، وكان أصحابه رضي الله عنهم يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يبقَ مَعَهُ أحدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أمرني صلى الله عليه وسلم فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أقيم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فينظر (18) صلى الله عليه وسلم إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ، إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إليَّ وقد تلاحق أصحابه رضي الله عنهم فقال صلى الله عليه وسلم: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لا، إلَّا شيء
(12) في (عم) و (سد): "فقال".
(13)
كلمة: "رسول الله": ليست في (سد).
(14)
في (سد): "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
(15)
في (عم): "من الصدقة".
(16)
في (عم): "لحكم".
(17)
في (سد): "لحقك".
(18)
في (عم) و (سد): "فنظر".
قليل لا يكفيك (19) قال صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهُ فِي [إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ، فَفَعَلْتُ](20) فوضع كفَّه صلى الله عليه وسلم فِي الإِناء، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أصابعه صلى الله عليه وسلم عينًا تفور (21)، فقال: يا أخا صداء، لولا أني استحيي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي، مَنْ كَانَ (22) لَهُ حَاجَةٌ في الْمَاءِ؟ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قام صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة. فأراد بلال رضي الله عنه أَنْ يُقِيمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أذَّن فَهُوَ يقيم (23). قال الصدائي رضي الله عنه: فأقمت الصلاة، فلما قضى صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعفني من هذين الكتابين. قال صلى الله عليه وسلم: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الإِمارة لِرَجُلٍ مؤمن، وأنا أؤمن باللهِ وَرَسُولِهِ.
وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ (24) سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (25) فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ. فِي الْبَطْنِ. وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غنيٌّ. قال صلى الله عليه وسلم؟ فَهُوَ ذَاكَ. فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ. فَقَالَ لِي (26) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فامَّره عَلَيْنَا. ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّ لَنَا بِئْرًا إذا كان
(19) في (سد): "لا يكفيك يا رسول الله".
(20)
ما بين المعكوفتين بياض في الأصل، وهو في (عم) و (سد).
(21)
في الأصل: "يفور بالياء"، وفي (عم) و (سد):"بالفوقية".
(22)
في (عم) و (سد): "من له حاجة".
(23)
في (عم): "إن أخا صداء فهو يقيم".
(24)
بياض بالأصل، وهو في (عم) و (سد)، كما هو مثبت.
(25)
في (مح): "غنا"، وفي (عم) و (سد):"غنى".
(26)
في (عم) و (سد): "فقال رسول الله".
الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا. وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قلَّ مَاؤُهَا. فتفرَّقنا عَلَى (27) مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وقد أسلمنا، وكل من حولنا عدو (28)، فادع الله تعالى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عليها ولا نتفرق. فدعاء صلى الله عليه وسلم بست حصيات فتركهن في يده ودعا فيهن، ثم قال صلى الله عليه وسلم اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ (29)، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله تعالى. قال الصدائي رضي الله عنه: فَفَعَلْنَا. قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا.
* أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ مفرَّقًا.
(27) في (عم): "إلى مياه".
(28)
في (عم): "عدو لنا"، وكذا في (سد).
(29)
في (مح): "الحصياة"، وفي (عم) و (سد):"الحصيات"، وهو الصحيح.
3809 -
درجته:
ضعيف لضعف الإفريقي. قال البوصيري: رواه البيهقي في الكبرى. ومدار طرق هذا الحديث على الإفريقي، وو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 207)، باب كراهية الولاية: قلت: في السنن طرف منه، ورواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف، وقد وثقه أحمد بن صالح. ورد على من تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. اهـ.
تخريجه:
تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (3801).
ولكن ذكر هنا زيادة في آخره وهي قصة البئر. ولها شاهد في الصحيح من حديث البراء. ولفظه: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة، والحديبية بئر. فنزحناها فلم نترك فيها قطرة. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء =
= من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبه فيها. فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا.
أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (2/ 522: 3577)، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية (3/ 127: 4150، 4151)، بنحو اللفظ المتقدم.
3810 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ -وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى-، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، ثنا عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة. عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللهم آته مَالًا وَوَلَدًا"، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ. وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ. لَا أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلَا سَقْطٌ.
* هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللفظ.
(1) هو في المسند المطبوع بغير هذا السند والمتن (4/ 191: 4206).
3810 -
درجته:
حسن لحال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي لأنه صدوق. قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح على شرط مسلم.
تخريجه:
الحديث في الصحيحين والترمذي من رواية أنس أيضًا.
فقد أخرجه البخاري في: كتاب الصوم، باب من زار قومًا فلم يفطر عندهم (2/ 54: 1982)، ولفظه عن أنس: "فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلَّا دعا له به، اللهم ارزقه مالًا وولدًا. وبارك له، فإني لمن أكثر الأنصار مالًا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة.
وفي الدعوات، باب:"وصل عليهم"(4/ 160: 6334)، ولفظه:"اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته"(4/ 161)، باب دعوته صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة المال (6344)، باللفظ السابق.
وفي باب الدعاء بكثر المال والولد مع البركة (4/ 168: 6378)، باللفظ السابق، وفي باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة (4/ 198: 6380)، باللفظ السابق. =
= وهو عند مسلم في الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس رضي الله عنه (5/ 348: 144)، و (145، 146)، ولفظ الأخير: إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة اليوم.
وأخرجه الترمذي في سننه: المناقب، باب مناقب أنس (5/ 346: 2917)، ولفظه:"اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته".
كلهم من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس، إلَّا البخاري في الحديث رقم (1982)، فهو من طريق حميد، عن أنس، ومسلم في إحدى طرق الحديث رقم (144)، فهو من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، ورقم (145)، فهو من طريق ثابت، عن أنس و (146)، فهو من طريق إسحاق عن أنس.
واللفظ عندهم مختلف كما ترى.
3811 -
حدّثنا (1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي (2) ولا أراني (3) سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (4) الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، إِذِ (5) امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ -وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لَا يقربني، ففرق بيني وبينه. قال صلى الله عليه وسلم: ومن زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فقال: مالك وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والذي أكرمك، إن عهدي بها لهذه اللَّيْلَةَ. فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ. فَفَرِّقْ (6) بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا (7)، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ. قال جابر رضي الله عنه: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالسوق. وإذا بامرأة (8) تحمل أُدمًا (9) فلما رأته صلى الله عليه وسلم طرحت الأدم، وأقبلت إلى النبي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ منه، إلَّا أنت.
(1) هذا سند أبي يعلى، وهو في المطبوع (2/ 346: 1863)، المقصد العلي (ق/117 أ).
(2)
في (مح): "ذكر لي"، والصحيح ما أثبت، كما في المسند، وهو في (عم) و (سد).
(3)
في (سد) و (عم): "ولا أراه".
(4)
في (عم) و (سد): "بن"، وفي (مح):"ابن".
(5)
في (عم) و (سد): "إذا".
(6)
في (عم) و (سد): "فرق".
(7)
في (سد): "وبرأسها".
(8)
في (عم) و (سد): "فإذا نحن بامرأة".
(9)
أُدُمُ بضمتين: جمع أدم. وهو الجلد ما كان. وقيل الأحمر.
وقيل: المدبوغ. انظر: اللسان (9/ 12).
= 3811 - درجته:
ضعيف لضعف يوسف، وهو منقطع، إذ عبيد الله لم يسمعه من أبيه كما صرح هو. قال البوصيري (3/ ق 39 أ)، رواه أبو يعلى بسند منقطع. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 271)، باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر. وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة. اهـ.
تخريجه:
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 156)، ترجمة يوسف بن محمد، عن أبي يعلى به بمثله.
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 460: 387)، عن سليمان بن أحمد، عن بشر بن موسى، عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن أبي الحسن علي بن علي اللهبي، عن محمد بن المنذر، عن جابر بنحوه.
وعلي بن علي: ضعيف جدًا. انظر: (4/ 282).
وله شاهد عن ابن عمر بنحوه.
أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 428)، باب ما جاء في دعائه لزوجين، أحدهما يبغض الآخر بالألفة واستجابة الله دعاءه فيهما، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي عبد الله محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل الترمذي، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن علي بن علي اللهبي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذئب عن نافع، عن ابن عمر بنحوه وذكر أن الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم هو عمر رضي الله عنه.
قال البيهقي: تفرد به علي بن علي اللهبي، وهو كثير الرواية للمناكير. اهـ.
وعلي تقدم أنه ضعيف جدًا.
3812 -
حدّثنا (1): مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أبيه، عن أبي طلحة رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حتى أتيت أم سليم رضي الله عنها وهي أم أنس بن مالك رضي الله عنهم (2)، كانت تحت مالك أبي أَنَسٍ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ (3) عندي شيء، وأشارت بكفها. فقال لها: اصنعي وانعمي، فأرسلت أنسًا رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ (4): سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أنس رضي الله عنه. [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]:(5) أرسلك أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم اذهبوا باسم الله. قال: فأدبر أنس رضي الله عنه يشتد حتى أتى (6) أبا طلحة رضي الله عنه. فقال: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد أتاك في الناس. قال رضي الله عنه: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مستراح الدرجة. فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا، إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الجوع، فصنعنا لك شيئًا تأكله. قال صلى الله عليه وسلم: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثم أصلحها، فقال صلى الله عليه وسلم، هل من؟
(1) هذا سند أبي يعلى، وهو في المسند (2/ 150: 1422)، المقصد العلي (ق 118 ب).
(2)
في (عم): "عنه"، وفي (مح) و (سد):"عنهم".
(3)
في (سد):، "قالت".
(4)
في (عم): "فقالت".
(5)
ما بين المعكوفتين في هامش (مح)، وعلَّم عليه علامة (صح).
(6)
في (مح): "أتا"، وفي (عم) و (سد):"أتى"، وهو الصحيح.
-كأنه يعني الأدم- قال: فأتوه صلى الله عليه وسلم بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ فَأَكَلُوا وشبعوا.
3812 -
درجته:
حسن لحال محمد بن عبّاد، وشيخه، وشيخ شيخه. وقد ذكره البوصيري في (الإِتحاف 3/ ق 40 ب)، وسكت عليه. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 309)، باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام: رواه أبو يعلى والطبراني وزاد (هم زهاء مائة)، ورجالهما رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 103: 4729)، عن إبراهيم البغوي، عن محمد بن عبّاد به بنحوه.
وهو في الصحيح من حديث أنس.
أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمرًا بخبز (6688: 4/ 226).
وفي المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (3578: 2/ 523).
ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يشق برضاه (146 - 4/ 728).
والترمذي في المناقب (5/ 255: 3709).
كلهم عن أنس بنحو حديث أبي طلحة.
3813 -
حدّثنا (1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ البرجمي، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن أُمه رضي الله عنهما (2) قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا (3) مع ربيبة (4)، فقلت: يا ربيبة (5) أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها.
فانطلقت بها ربيبة (6) حَتَّى أَتَتْ (7) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بعثت به إليك أم سليم رضي الله عنها قال (8) صلى الله عليه وسلم: فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فانطلقت فجاءت أُم سليم رضي الله عنها فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُم سُلَيْمٍ رضي الله عنها: يا ربيبة.
أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي فَسَلِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَتِ أُم سليم رضي الله عنها ومعها ربيبة. فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بَعَثْتُ إِلَيْكَ (9) مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ (10)، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قد فعلت. جاءت بها، فقالت: والذي بعثك بالحق
(1) هذا سند أبي يعلى وهو في المسند (4/ 188: 4198)، المقصد العلي (ق 118 ب).
(2)
في (عم) و (سد): "عنهما وفي"(مح): "عنها".
(3)
في (سد): "فيها".
(4)
قال الحافظ: غير منسوبة. وذكرها باسم زينب. قال: وفي حفظي أن قوله زينب تصحيف.
وإنما هي ربيبة بمهملة وموحدتين. الأولى مكسورة. بينهما تحتانية، وآخره هاء تأنيث. انظر: الإِصابة (4/ 320).
(5)
في (سد): "زبينة"، وفي (عم) و (مح):"زبيبة" بالباء، والصحيح ما أثبت.
(6)
في (سد): زبينة، وفي (عم) و (مح):"زبيبة" بالباء، والصحيح ما أثبت.
(7)
في (سد): "أتت بها".
(8)
في (سد): "فقال رسول الله".
(9)
في (مح) و (عم): "إليه"، وفي (سد):"إليك"، وهو الصحيح.
(10)
في (عم): "بعكة سمن فيها".
وَدِينِ الْحَقِّ إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم (11): أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نبيه، كلي وأطعمي، قالت رضي الله عنها: فجئت البيت فقست في قعب (12)(13) لنا كذا وكذا، وتركتها، فِيهَا (14) مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ.
(11) في (عم) و (سد): "فقال صلى الله عليه وسلم لها".
(12)
في (عم): "كعب"، وهو خطأ ظاهر.
(13)
القِعْبُ: بكسر القاف: القدح الضخم. وقيل: قدح من خشب مقعر.
وقيل: قدح إلى الصغر يشبه به الحافر، وهو يروي الرجل. انظر: اللسان (1/ 683).
(14)
في (عم) و (سد): "وتركنا فيها".
3813 -
درجته:
ضعيف لضعف أبي ظلال. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ق 40 ب)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمد بن زياد اليشكري. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 312)، باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام: رواه أبو يعلى والطبراني إلَّا أنه قال: زينب، بدل ربيبة.
وفي إسنادهما محمد بن زياد البرجمي وهو اليشكري. وهو كذاب. اهـ.
وهو وهم منهما، فاليشكري من رجال الستة، والبرجمي غيره.
ثم هو إغفال لحال أبي ظلال.
تخريجه:
الحديث مروى عن أنس، وأم مالك، وأم أوس، وأبي هريرة، وحمزة بن عمرو.
أما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى كما مر، وأبو نعيم في الدلائل، في ذكر ما ظهر لأصحابه صلى الله عليه وسلم في حياته (2/ 558: 499)، من طريق شيبان به بنحوه.
ولم أره عند الطبراني كما عزاه إليه الهيثمي. =
= وأما حديث أم مالك فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل (11/ 494: 11809)، عن ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رجل حدثه عن أم مالك، فذكر نحو الحديث السابق.
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 559: 500)، من طريق ابن أبي شيبة.
لكن قال فيه عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جعدة، عن جدته، عن أم مالك.
وفيه عطاء بن السائب مختلط.
وأما حديث أم أوس فأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 151: 363)، عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن عصمة بن سليمان الحراز، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن أوس بن خالد، عن أم أوس فذكر نحوه.
قال الهيثمي في المجمع (8/ 313)، وفيه عصمة بن سليمان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. اهـ.
وهو عند البيهقي في الدلائل، باب ما ظهر فيما خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عائشة من الشعير وفيما أعطى الرجل من الشعير وفيما بقي عند المرأة من السمن في العكة (6/ 115)، من طريق خلف به بنحوه.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 123)، جماع أبواب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم في الأطعمة والأشربة، باب فيما ظهر من الكرامات على أم شريك، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن عبد الأعلى، عن أبي المساور القرشي، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، فذكر قصة طويلة لأم شريك، وفيها قصة العكة.
وأما حديث حمزة بن عمرو: فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 159: 2992)، عن محمد بن نضر الصائغ، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن سفيان بن حمزة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حمزة، عن أبيه فذكر نحوه. =
= وعن الحسين بن إسحاق التستري، عن حمزة بن مالك، عن سفيان به بنحوه.
وبرقم (2993)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن يزيد بن يحيى بن يزيد، عن أبي بكر بن محمد بن حمزة، عن أبيه، عن جده ومحمد بن حمزة قال عنه في التقريب (2/ 156: 157)، مقبول.
ولما تقدم كله شاهد عن جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب معجزاته صلى الله عليه وسلم (5/ 138: 7)، (نووي)، ولفظه عنه: "إن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنًا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: عصرتيها؟ قالت: نعم. قال: لو تركتيها ما زال قائمًا.
وعلى هذا فالحديث في درجة الصحيح لغيره.
5 -
باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم (1) وَطَاعَتِهَا
3814 -
[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. ثنا أَبُو حيان التيمي، عن عطاء ابن أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن يشهد لك؟ قال صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ الشَّجَرَةُ. فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي، فجاءت تجد (3): السير حتى قامت بين يديه صلى الله عليه وسلم فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وإلَاّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَأَكُونُ مَعَكَ.
[2]
وقال البزّار (4): حدّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ.
[3]
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حدّثنا عبد الله بن عمر الجعفي.
(1) في الأصل: "صللم"، وفي (عم) و (سد):"صلى الله عليه وسلم".
(2)
في (عم) و (سد): "بن"، وفي (مح):"ابن".
(3)
في (سد): "تحد"، بالمهملة.
(4)
كشف الأستار (3/ 133)، باب انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم (12411)، قال: ولا نعلم رواه عن ابن عمر بهذا اللفظ والإِسناد إلَّا محمد بن فضيل، ولا نعلم أسند أبو حيان عن عطاء إلَّا هذا الحديث. اهـ.
قَالَا: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ.
* وَصَحَّحَهُ (5) ابْنُ حبّان.
(5) في (عم) و (سد): "صححه".
3814 -
درجته:
ضعيف لأمرين:
1 -
أبو هشام ضعيف.
2 -
رواية عطاء، عن ابن عمر مرسلة.
قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 38 ب)، رواه أبو يعلى بسند صحيح، والبزار، والطبراني، وابن حبّان في صحيحه. اهـ.
وقال البيهقي في المجمع (8/ 295)، باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى والبزار. اهـ. لكن تقدم أنه مرسل.
تخريجه:
أخرجه الدارمي في السنن، باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر به (1/ 9)، عن محمد بن طريف.
وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان، باب المعجزات، ذكر شهادة الشجر للمصطفى صلى الله عليه وسلم (8/ 150: 6471)، عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن عمر الجعفي.
والطبراني في الكبير (12/ 431: 13582)، عن الفضل بن أبي روح، عن ابن عمر الجعفي.
والبيهقي في الدلائل، باب مشي العذق الذي دعاه محمد صلى الله عليه وسلم إليه (6/ 14)، من طريق ابن عمر الجعفي.
كلاهما عن ابن فضيل به بنحوه.
وقد خالف أحمد بن عمران الأخنسي بن فضيل في روايته عن أبي حيان لهذا الحديث. =
= فقد أخرجه القاضي عياض في الشفا (1/ 420)، باب في كلام الشجرة وشهادتها.
عن أحمد بن محمد بن غلبون، عن أبي عمر الطلمنكي، عن أبي بكر ابن المهندس، عن أبي قاسم البغوي، عن أحمد بن عمران الأخنسي، عن أبي حيان، عن مجاهد، عن ابن عمر بلفظه السابق.
لكن الأخنسي ضعيف كما في اللسان (1/ 254)، فرواية ابن فضيل أولى من روايته.
وقد تقدم أن هذه الطريق عن ابن عمر ضعيفة. إذ عطاء يرسل عن ابن عمر، لكن ضعفها منجبر.
وللمتن شاهد عن ابن عباس، وآخر عن بريدة. أما المروي عن ابن عباس فلفظه:"أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ من بني عامر، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أرني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا أريك آية؟ قال: بلى. قال: فنظر إلى نخلة فقال: ادع ذلك العذق. قال؟ فدعاه. فجاء ينقز حتى قام بين يديه.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ارجع فرجع إلى مكانه، فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلًا أسحر".
أخرجه أحمد (1/ 223)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عنه بنحوه.
ورجاله كلهم ثقات أئمة. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 15)، من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية.
وأخرجه الدارمي في السنن (1/ 13)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير وأبي معاوية، عن الأعمش. به بنحوه. والبيهقي في الدلائل (6/ 16)، من طريق محمد بن عمير، عن ابن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش بنحوه.
وقد تابع سماك الأعمش، عن أبي ظبيان. =
= أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 3)، ترجمة حصين بن جندب أبي ظبيان، عن محمد بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان به بنحوه.
والترمذي في السنن، كتاب المناقب (5/ 254: 3707)، عن محمد بن إسماعيل به بنحوه.
وقال حسن غريب صحيح.
والحاكم في المستدرك (2/ 620)، كتاب التاريخ، باب نزول العذق من النخلة، من طريق علي بن عبد العزيز عن محمد بن سعيد به بنحوه.
وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وسكت الذهبي.
والبيهقي في الدلائل (6/ 15)، من طريقه أيضًا.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 182)، باب علامات النبوة بعد الوحي من طريق شريك، به بنحوه.
إلَّا أن الأعمش قد روي عنه غير الوجه الأول: فقد روي عنه، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عباس بنحوه.
أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 13: 2346)، عن إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الواحد بن زياد، عنه به بنحوه. قال في المجمع (9/ 13)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج وهو ثقة. اهـ.
وأبو نعيم في الدلائل (2/ 393: 297)، من طريق عبد الواحد به بنحوه.
والبيهقي في الدلائل (6/ 17)، من طريقه أيضًا.
وعبد الواحد بن زياد قال عنه في التقريب (1/ 526: 1383)، ثقة. في حديثه عن الأعمش وحده مقال. اهـ.
وعلى هذا فالراجح هو الوجه الأول، وهو صحيح كما تقدم.
وأما المروى عن بريدة:
فأخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 132)، باب انقياد الشجر =
= له صلى الله عليه وسلم (2409)، عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ومحمد بن يزيد، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن حبّان بن علي، عن صالح بن حبّان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فذكر نحوه، ثم قال البزّار: لا نعلم من رواه عن صالح إلَّا حبّان. اهـ.
وفيه حبّان بن علي قال عنه في التقريب (1/ 147: 98)، ضعيف.
وصالح بن حبّان قال عنه في التقريب (1/ 358: 10)، ضعيف.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 13)، باب في معجزاته صلى الله عليه وسلم في الحيوانات والشجر، رواه البزّار وفيه صالح بن حبّان وهو ضعيف. اهـ.
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 390: 291)، ذكر ما روي في تسليم الأشجار وإطاعتهن له. من طريق حبّان بن علي، عن صالح به بنحوه.
والخلاصة أن الحديث في درجة الصحيح لغيره بشاهده المروي عن ابن عباس ويشهد له أيضًا حديث جابر الذي في صحيح مسلم. وقد تقدم ذكره.
3815 -
[1] وقال أبو يعلى (1): حدّثنا إبراهيم بن الحىاج ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي رافع، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ. وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبالي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً. فنادى صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (2)، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثم أمرها فذهبت. قال: فقال صلى الله عليه وسلم. مَا أُبالي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي.
[2]
وقال البزّار (3) حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا حماد به.
[3]
قال: وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ: كَانَ صلى الله عليه وسلم بالحجون فرد عليه المشركون فقال صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً. فَدَعَا صلى الله عليه وسلم شجرة. وقال فيه: ثم أمرها صلى الله عليه وسلم فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يروى عن عمر رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد.
(161)
وحديث أُسامة (4) رضي الله عنه في الباب الذي قبله.
(1) في المسند (1/ 132: 210)، المقصد العلي (ق 118 أ).
(2)
في (عم): "من قيل
…
بياض
…
المدينة".
(3)
انظر: كشف الأستار (3/ 133: 2410)، باب انقياد الشجر له. ولفظه: لا نعلمه يروي عن عمر مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد.
(4)
تقدم ذلك الحديث برقم (3808).
3815 -
درجته:
ضعيف لضعف علي بن زيد. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 38 ب)، رواه =
= أبو يعلى والبزار. ومدار إسنادهما على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. اهـ.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 13)، باب في معجزاته صلى الله عليه وسلم في الشجر والحيوانات:
رواه البزّار وأبو يعلى، وإسناد أبي يعلى حسن. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه:
أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 289: 295).
والبيهقي في الدلائل (6/ 13)، باب مشي العذق الذي دعاه محمد صلى الله عليه وسلم حتى وقف بين يديه ثم رجوعه إلى مكانه بإذنه.
كلاهما من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ به بنحوه.
وهو عند ابن سعد في الطبقات (1/ 170)، باب علامات النبوة بعد نزول الوحي، عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي زَيْدِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دعا الشجرة، وذكره بنحوه.
وعلي بن زيد ضعيف.
لكن له شاهد من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم أمر شجرتين فانقادتا له. تقدم ذكر هذا
الشاهد في الحديث رقم (162)، وأنه عند مسلم في صحيحه (5/ 859).
وعليه فقصة مشي الشجرة في درجة الصحة، كما في هذا الحديث الذي قبله.
وفي هذا رد على الدكتور محمد خليل هراس في تحقيقه لكتاب الخصائص للسيوطي. حيث زعم في (1/ 302)، عدم صحة هذه الأحاديث. وعبارته: هذه كلها أحاديث لم يصح منها شيء. اهـ. وهذا قول باطل. وقد تكرر ذلك منه في غير ما موضع يجعل العقل حكمًا في مثل هذه الأحاديث والمعجزات النبوية. فغفر الله له.