الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ
(157)
تَقَدَّمَ فِي فَضْلِهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ رضي الله عنه في الأدب (1).
بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا هرَّ (2) عَلَيْهِ الْكَلْبُ.
(1) الحديث المذكور تقدم في كتاب الصيد لا الأدب. وهو في الأصل (81/ب)، بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هر عليه الكلب. ذكره الحارث بسنده إلى علي رضي الله عنه قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت الأسد فكبر ثلاثًا، تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعز من كل شيء وأكبر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر، تكفى شره إن شاء الله تعالى. وإذا هو عليه الكلب، فقل: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ
…
} الآية. اهـ. [الرحمن: 33].
وتقدم في المجلد العاشر برقم (2831).
(2)
يقال: هر الكلب يهر هريرا، فهو هار وهرار. إذا نبح وكشر عن أنيابه، وقيل: هو صوته دون نباحه. وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب، النهاية (5/ 259).
3739 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى.
[2]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ.
قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أبا الدرداء رضي الله عنه، كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (1) قَالَ: وَإِنْ زَنَى (2) وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحمد بن منيع: هذا إذا تاب. اهـ.
(1) سورة الرحمن: الآية 46.
(2)
في (مح) و (سد): "زنا".
3739 -
درجته:
مرفوع ضعيف لأمرين:
1 -
حماد مختلط، ولم تتميز رواية الحسن، وأبي نصر عنه.
2 -
محمد بن سعد مجهول.
وقول البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب). رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
ورواته ثقات. اهـ. فيه تجوز.
3745 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ يُونُسُ (2) بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كنت عند أبي الدرداء رضي الله عنه، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (3) وَإِنْ زَنَى (4)، وَإِنْ سَرَقَ. قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لا يقرؤنها هَكَذَا؟ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ (5)، وَقَالَ: هَكَذَا (6) قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1) لم أجده في المسند المطبوع.
(2)
في جميع النسخ: "حدّثنا أبو خيثمة يون بن محمد"، وهو خطأ.
(3)
سورة الرحمن: الآية 46.
(4)
في (مح) و (سد): "زنا".
(5)
في (سد): "مرات".
(6)
في (عم): "هذا قراءة"، وفي (سد):"هذا قرأه".
3740 -
درجته:
فيه صدقة بن هرمز ومحمد بن سعد لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا.
وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 ب)، وعزاه لأبي يعلى.
والنسائي في الكبرى، وسكت عليه.
تخريجه:
الحديث مروي عن أبي الدرداء من ثلاثة أوجه:
1 -
من طريق عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء مرفوعًا.
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 357): عن سليمان، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة. ورجاله ثقات.
فسليمان بن داود: ثقة. انظر: التقريب (1/ 324: 434).
وإسماعيل بن جعفر: ثقة، ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 495).
ومحمد بن أبي حرملة: ثقة. انظر: التقريب (2/ 153: 129). =
= وعطاء بن يسار: ثقة فاضل. انظر: التقريب (2/ 23:204)، وقد صرح بالسماع كما سيأتي ذكره. فهو في درجة الصحيح. ولذا قال الهيثمي في المجمع (7/ 121): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ.
وقال صاحب الفتح الرباني بعد أن ذكر الحديث في (18/ 293): رجاله ثقات. اهـ.
والحديث كما قلت في مسند الإِمام أحمد في المكان المتقدم، في مسند أبي هريرة، ولذا يصعب الكشف عنه، مع عزو السيوطي في الدر والهيثمي، الحديث إليه. وهذا ما جعل الشيخ الألباني يقول في الحديث عند تحقيقه لكتاب السنَّة لابن أبي عاصم (2/ 472: 975): لم أره في مسند أبي الدرداء. وإنما رواه من طريقين آخرين عن أبي الدرداء مطولًا ومختصرًا، وليس فيهما ذكر الآية. اهـ.
والحديث فيه ذكر الآية كما تقدم، وهو أيضًا في الفتح الرباني في المكان السابق.
وأخرجه النسائي في الكبرى، كتاب التفسير (6/ 478: 11560)، وهو في تفسيره برقم (580)، (2/ 374)، عن علي بن حجر، عن إسماعيل به بنحوه.
والبغوي في شرح السنة (14/ 386: 4189)، باب الرجاء وسعة رحمة الله.
من طريق علي بن حجر به بنحوه.
والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 296)، عن علي بن أبي هاشم، عن إسماعيل به بنحوه.
وابن جرير في تفسيره (27/ 146)، من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة به بنحوه.
والبيهقي في البعث (41: 30)، باب:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"، من طريق محمد بن جعفر به بنحوه.
وأما إرسال عطاء عن أبي الدرداء فقد صرح بالسماع منه عند ابن أبي حاتم في =
= التفسير، والطبراني في المعجم والبيهقي في البعث، كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح (11/ 223)، لكنه قال: في الشعب. اهـ. ولم أقف عليه في الشعب. والذي في الشعب حديث أبي ذر وهو شبيه بحديث أبي الدرداء.
فالحديث من هذه الطريق صحيح.
2 -
من طريق سعيد الجريري، عن أبي الدرداء، وقد اختلف عليه في إسناده على أوجه ثلاثة:
(أ) أخرجه النسائي في التفسير (2/ 375: 581)، وهو في الكبرى (6/ 478: 11561)، عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل، عن الجريري، عن موسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبي الدرداء بنحوه.
وابن خزيمة في التوحيد (2/ 810: 533)، عن مؤمل به بنحوه.
ورجاله ثقات، غير موسى فهو غير منسوب كما في تهذيب الكمال (10/ 339)، ترجمة الجريري.
وقال عنه في التقريب (2/ 290: 1523): مجهول.
(ب) أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 146)، عن ابن حميد، عن مهران، عن ابن المبارك، عن سعيد الجريري، عن رجل، عن أبي الدرداء.
وفيه مهران العطار: صدوق له أوهام، سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 279: 1419). ورجل: هذا مبهم.
(ج) أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده عن الحسن بن موسى، وابن منيع، عن أبي نصر كلاهما، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سعد بن مالك، عن أبي الدرداء.
وتقدم أنه ضعيف. وأن محمد بن سعد مجهول.
وأبو يعلى، عن أبي خيثمة يونس بن محمد، عن صدقة بن هرمز، عن الجريري به. وتقدم أنه ضعيف أيضًا. =
= والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 296)، عن زهير، عن يونس به بنحوه.
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 146)، عن محمد بن موسى، عن عبد الله بن الحارث القرشي، عن شعبة، عن سعيد الجريري، به بنحوه.
وعليه فهذه الطرق لا تخلو من ضعف جميعها.
والمختلف عليه وهو الجريري، ثقة كما تقدم.
وأما المختلفون: فمن روى الوجه الأول وهو: إسماعيل بن علية: ثقة حافظ.
انظر: التقريب (1/ 65: 476).
ومن روى الوجه الثاني: ابن المبارك: ثقة، ثبت التقريب (1/ 445: 583).
ومن روى الوجه الثالث: حماد بن سلمة: ثقة كما تقدم. وشعبة، إمام ثقة أيضًا.
وصدقة: مجهول.
فالذي يظهر تساويها في القوة، وصعوبة الجمع بين هذه الأوجه الثلاثة أو الترجيح.
3 -
أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة برقم (975)، (2/ 472)، باب في الوعد والوعيد، عن الحوطي، عن بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن ابن جبير بن نفير، وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء، بنحوه.
ورجاله ثقات، لكن بقية مدلس من الرابعة وقد عنعن.
وقد حكم الشيخ الألباني في تحقيق كتاب السنَّة (2/ 472: 975)، بأنه صحيح لولا عنعنة بقية.
ولكن يمكن ترقي الطرق الضعيفة بالطريق الصحيحة.
فالحديث في درجة الصحيح لغيره.
وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 146)، إلى البزّار، وابن المنذر وابن مردويه.
3741 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال:{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (1) قال: الدر المجوَّف (2).
(1) سورة الرحمن: الآية 72.
(2)
في المراد بالخيام قولان:
1 -
أنها البيوت.
2 -
أنها خيام تضاف إلى القصور.
انظر: تفسير ابن جرير (27/ 160)، زاد المسير (8/ 126).
3741 -
درجته:
موقوف صحيح. وقد عزاه في الإِتحاف (2/ق 169 ب)، إلى مسدّد. وقال: رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الجنة (13/ 134: 15908)، عن غندر.
وابن جرير في تفسيره (27/ 161)، عن ابن المثنى، عن يحيى، عن سعيد وعن الحسن بن عرفة، عن شبابة.
ثلاثتهم عن شعبة به بلفظ. وأخرجه أبو نعيم في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 71: 247)، عن مسعر عن عبد الملك، عن أبي الأحوص موقوفًا عليه.
وقد عزاه في الدر (6/ 151)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
وقد روي أيضًا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 162)، عن الحسين، عن أبي معاذ، عن عبيد، عن الضحاك، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه.
وفيه أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل =
= (7/ 61)، دون ذكر تعديل أو تجريح فيه. وذكره ابن حبّان في الثقات (9/ 5).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الجنة (13/ 134: 15907)، عن غندر، عن شعبة، عن عمارة، عن أبي مجلز، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه.
وابن جرير في تفسيره (27/ 162)، من طريق أبي مجلز مرفوعًا بلفظه أيضًا.
لكن رواية أبي مجلز عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة. وأخرجه أبو نعيم كما في زيادات الزهد (71: 1248)، عن سعيد، عن عمارة بن أبي حفصة مرفوعًا وهو مرسل.
وعزاه في الدر (6/ 151)، إلى ابن أبي حاتم مرفوعًا.
وأصل الحديث مرفوعًا في صحيح البخاري في تفسير سورة الرحمن (3/ 303: 4879)، باب حور مقصورات في الخيام، ولفظه عن عبد الله بن قيس الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون".
وفي بدء الخلق (2/ 432: 3243)، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
عنه صلى الله عليه وسلم قال: "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلًا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون".
وهو عند مسلم بنحوه في الصحيح، كتاب الجنة (5/ 696:21) و (697: 23).
والترمذي في سننه أبواب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة (4/ 81: 2648) وأحمد (4/ 400، 411، 419).
والدارمي في الرقائق في باب في خيام الجنة (2/ 336).
وابن أبي شيبة في كتاب الجنة (13/ 105: 15831).
وعبد بن حميد في المنتخب، مسند أبي موسى (ص 192: 544).
والبغوي في شرح السنَّة (15/ 216)، كتاب الفتن، باب صفة الجنة وأهلها (ح 4379).