الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
31 - سورة يس
3689 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ "يَس" فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ (2) مغفورًا له".
(1) في المسند (5/ 452: 6196)، مسند أبي هريرة. وفي المقصد العلي (ق/109 ب).
(2)
في (سد): "أصبح، أصبح"، مكررًا.
3689 -
درجته:
شديد الضعف. لحال هشام بن زياد فهو متروك. وفيه علة ثانية وهي إرسال الحديث لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
وقول الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 480)، إسناده جيد. قول فيه تجوز.
ومثله قول البوصيري في الإِتحاف، تفسير سورة يس (2/ ق 166/ أ)، ضعيف لضعف هشام بن زياد. اهـ.
تخريجه:
الحديث مروي عن ثلاثة من الصحابة.
1 -
أبي هريرة: أخرجه أبو يعلى كما مر عن إسحاق، عن حجاج، عن هشام. =
= وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247)، باب في فضل يس: من طريق ابن أبي داود عن محمد بن زكريا، عن عثمان بن الهيثم، عن هشام وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له. ونقل قول الدارقطني: محمد بن زكريا يضع الحديث. قال: هذا الحديث روي مرفوعًا وموقوفًا وليس منها شيء يثبت. اهـ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة (673: 195)، عن عبد الله بن أحمد بن عبدان عن زيد بن الحريش، عن الأغلب بن تميم، عن أيوب ويونس، وهشام.
وابن عدي في الكامل، ترجمة أغلب (1/ 416)، عن عبدان، عن زيد بن الحريش به بنحوه وقال: وهذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء إلَّا أغلب.
والطبراني في الصغير (1/ 149)، باب من اسمه: حميد، وفي الأوسط: مجمع البحرين، تفسير سورة يس (6/ 62: 3378)، عن حميد بن أحمد بن عبد الله بن أبي مجلز الواسطي، عن وهب بن بقية، عن أغلب، عن حسن بن أبي جعفر، عن غالب القطان.
وقال: لم يدخل أحد فيما بين حسن بن فرقد والحسن غالبًا إلَّا أغلب بن تميم. اهـ. وهذا توهيم منه لأغلب.
والخطيب في تاريخه (10/ 258)، ترجمة عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر، عن محمد بن أحمد بن رزق، عن أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، عن عباس بن محمد الدوري، عن عبد الرحمن بن صادر المدائني، عن أغلب، عن غالب القطان.
والطيالسي في مسنده (ص 323: 2468)، عن جسر، وأبو نعيم في الحلية (2/ 159)، عن عبد الله بن جعفر عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي بسنده.
والعقيلي في الضعفاء (1/ 202)، ترجمة جسر، عن إبراهيم بن محمد، عن =
= مسلم بن إبراهيم، عن جسر وقال: الرواية في هذا فيها لين.
وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 252)، ترجمة جسر بن فرقد عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الخشاب، عن أحمد بن مهران، عن الحسن بن قتيبة، عن جسر.
وابن الشجري في أماليه (1/ 118)، باب في الحكايات والنتف من طريق محمد بن سفيان الصفار، عن محمد بن آدم، عن ابن السماك، عن جسر.
ومن طريق أحمد بن جعفر بن معبد، عن يحيى بن مطرف، عن مسلم بن إبراهيم، عن جسر.
وأخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فضل في فضائل السور، ذكر سورة يس (2/ 480: 2462)، عن أبي عبد الله الحاكم، عن الحسن بن محمد بن سختويه، عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي، عن خلف بن الوليد، عن المبارك بن فضالة، عن أبي العوام.
كما أخرجه في الموضع نفسه برقم (2464)، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي علي الحسين بن علي بن يزيد، عن عمر بن أيوب السقطي. وعبد الله بن صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق الثقفي، عن أبي همام، عن أبيه عن زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة.
كما أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 299)، ترجمة الحسن بن دينار، عن إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، عن علي بن صدقة الأذني، عن محمد بن السماك، عن الحسن بن دينار.
قال ابن عدي، وهذا الحديث عزيز في حديث الحسن عن أبي هريرة، وبخاصة قد رواه عن ابن دينار محمد بن السماك، وابن السماك هو محمد بن صبيح زاهد الكوفيين، عزيز المسند. اهـ.
وقال: وهذا الحديث يرويه الحسن بن دينار، عن الحسن. اهـ.
ثمانيتهم عن الحسن، عن أبي هريرة بنحوه. وقد عزاه في الدر (5/ 256)، إلى =
= ابن مردويه، عن أبي هريرة.
وبيان طرقه كما يلي:
1 -
طريق هشام بن زياد. فيها هشام نفسه، وتقدم أنه متروك.
2 -
طريق أيوب، ويونس، وغالب القطان، فيها أغلب بن تميم، وهو ضعيف جدًا. كما سيأتي في الحديث رقم (3701).
3 -
طريق جسر بن فرقد، فيها جسر نفسه وهو ضعيف الحديث. بل جعله الدارقطني متروكًا. انظر: اللسان (2/ 132).
4 -
طريق أبي العوام. فيها المبارك بن فضالة. صدوق، ومدلس من الثالثة وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 227: 904).
5 -
طريق محمد بن جحادة. فيها محمد بن الحسين. أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري، شيخ البيهقي، ضعيف جدًا. بل نسبه محمد بن يوسف القطان إلى وضع الأحاديث للصوفية، ورد ذلك السراج فقال: مثله إن شاء الله لا يعتمد الكذب. ونسبه إلى الوهم. وتكلم فيه غيره. فقال الحافظ: تكلموا فيه. وليس بعمده. انظر: اللسان (5/ 158). على أنه مختلف على محمد بن إسحاق الثقفي في إسناده كما سيأتي.
6 -
طريق الحسن بن دينار، فيها الحسن نفسه ويقال الحسن بن واصل، كذاب. انظر: اللسان (2/ 254).
وعلى ذلك فجميع الطرق إلى الحسن ضعيفة بل بعضها أشد ضعفًا من بعض، ويصل بعضها إلى درجة الموضوع. وبعد ذلك لا يصح سماع الحسن من أبي هريرة كما تقدم فتبقى جميع الطرق مرسلة.
ونبه الطبراني في الصغير والأوسط إلى الخلاف في سماعه من أبي هريرة.
مع أنه صرح بالسماع عنه عند أبي يعلى. وتصريحه بالسماع لا يؤثر فالضعف لازم للطرق كلها إليه. وقد رجح أبو حاتم إرساله كما في العلل (2/ 67: 1992). =
= وقد روي موقوفًا على الحسن. أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، فضل سورة يس (2/ 456)، عن أبي الوليد موسى بن خالد، عن معتمر، عن أبيه، قال: بلغني عن الحسن بنحوه.
لكن موسى بن خالد، مقبول. انظر: التقريب (2/ 282: 1448)، ولم يتابع.
ورواية سليمان بن طرخان عن الحسن بلاغ. فهذه الرواية ضعيفة.
ولعل هذا مراد ابن الجوزي بقوله: هذا الحديث قد روي مرفوعًا وموقوفًا، وليس منها شيء يثبت. اهـ.
2 -
عن جندب.
أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان كتاب قيام الليل. ذكر استحباب قراءة سورة يس للتهجد في كل ليلة (4/ 121: 2565) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، عن الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، عن أبيه، عن زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، عن جندب.
واختلف على محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج فيه في إسناده.
فرواه ابن حبّان كما هو هنا، عنه عن الحسن، عن جندب.
ورواه البيهقي من طريق السلمي، عن أبي علي الحسين بن علي بن يزيد، عنه وتابعه غيره، عن الحسن، عن أبي هريرة.
فمداره على محمد بن إسحاق السراج وهو إمام ثقة. انظر: السير (14/ 388).
والرواة عنه: ابن حبّان إمام ثقة.
والحسين بن علي بن يزيد، أبو علي الكرابيسي صدوق. انظر: التقريب (1/ 178: 378 تمييز).
فلعل الحمل على ذلك فالحمل على الحسين بن علي، فهو الذي أخطأ ورواه عن أبي هريرة وهما منه.
ورجال ابن حبّان ثقات، وسنده متصل، ولم أقف على من ذكر الحسن بإرسال =
= عن جندب، بل كل من ترجم لجندب ذكر أن الحسن روى عنه.
وعليه فإسناد ابن حبّان صحيح.
3 -
عن أنس.
رواه ابن عدي في الكامل (5/ 193)، ترجمة علي بن عاصم بن صهيب.
عن الفضل بن عبد الله بن مخلد، عن العلاء بن مسلمة، عن علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحوه.
وفيه العلاء بن مسلمة بن عثمان متروك. ورماه ابن حبّان بالوضع. انظر: التقريب (2/ 93: 835).
وعلى هذا لا يصح هذا الحديث إلَّا من حديث جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو
شاهد لحديث أبي هريرة فيرقى متن الحديث إلى درجة الصحيح لغيره. خصوصًا مع كثرة طرق حديث أبي هريرة وأما حديث أنس فلا يصح.
3690 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ (1) بْنُ (2) عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بن كثير، عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن أُبي بن كعب رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ "يَس" يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله تعالى غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ "يَس" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ (3) مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ "يَس" وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ (4) الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ (5) الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَمُوتَ رَيَّانَ، وَيُبْعَثَ ريان.
(1) في (سد): "يونس"، وهو خطأ.
(2)
في (مح) و (سد): "ابن"، والصحيح في (عم).
(3)
في (سد): "اثنتي عشر". وهو خطأ.
(4)
سكرات جمع سكرة، وسكرة الموت: شدته. انظر: اللسان (4/ 373).
(5)
الخازن: من يعمل بالخزانة. من خزن الشيء يخزنه، خزنًا، واختزنه: أحرزه، وجعله في خزانه. انظر: اللسان (13/ 139).
3695 -
درجته:
مرفوع شديد الضعف لحال يوسف بن عطية وفيه هارون بن كثير مجهول. وقد حكم البوصيري في تفسير سورة يس الإِتحاف (ق2/ 166/ب)، بضعفه لضعف هارون بن كثير وهو إغفال منه لحال يوسف.
تخريجه:
الحديث شديد الضعف كما تقدم.
ولم أقف على من رواه كاملًا. كما لم أجده عن أُبي بن كعب. ولكن لكل قطعة منه أصل كما يلي:
قوله: "مَنْ قَرَأَ "يَس" يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تعالى غفر له".
له أصل من حديث جندب، وأبي هريرة، ومعقل بن يسار. =
= (1) حديث جندب: تقدم عند ابن حبّان كما في الحديث رقم (43)، وهو صحيح ولفظه:"من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له".
(ب) حديث أبي هريرة: رواه البيهقي في الشعب، فضائل السور والآيات.
ذكر سورة يس (2/ 480: 2463)، عن أبي زكريا بن أبي إسحاق، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن يوسف، عن يوسف بن سليمان الجمال، عن محمد بن حاتم الرقي، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة، عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له" قال: تابعه أبو همام الوليد بن شجاع، عن أبيه. اهـ. وقد تقدمت المتابعة في الحديث السابق وبينهما يسير اختلاف في اللفظ. وبينت هناك أن هذه الرواية مرسلة لما تقدم في رواية الحسن عن أبي هريرة. وإن كان السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 235)، باب فضائل القرآن قال: هذا إسناد على شرط الصحيح. اهـ.
فلعله صحح رواية الحسن عن أبي هريرة. وجعلها موصولة. ثم إنه على فرض اتصالها ليست على شرط الصحيح.
(ج) حديث معقل بن يسار:
أخرجه أحمد (5/ 26)، عن عارم، عن معتمر، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل في حديث منه:"لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة إلَّا غفر له".
وفيه شيخ سليمان التيمي أبي معتمر، اسمه أبو عثمان. وليس بالنهدي. قيل اسمه سعد: مقبول كما في التقريب (2/ 449: 108)، وأبوه لم أعرف من هو؟ وعليه فالإِسناد ضعيف.
وأخرجه كذلك النسائي في اليوم والليلة، باب ما يقرأ على الميت (ص 581: 1075).
والطبراني في الكبير (20/ 20: 511)، وفي (20/ 230: 541). =
= كلاهما عن معتمر بإسناد أحمد ومتنه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 479: 2458)، فضل سورة يس: من طريق معتمر عن أبيه، عن رجل، عن معقل.
وعلى كلٍّ ففيه أبو عثمان كما تقدم.
وقد روي عن أبي قلابة موقوفًا عليه ما يقرب من لفظ هذه القطعة في أثر طويل كما عند البيهقي في الشعب (2467).
وقوله: من قَرَأَ "يَس" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مرة.
ورد نحوه ولكن بلفظ: عشر مرات.
رواه الترمذي في سننه فضائل القرآن، باب ما جاء في يس (4/ 237: 3048)، عن قتيبة وسفيان بن وكيع، عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صالح، عن هارون بن أبي محمد، عن مقاتل، عن قتادة، عن أنس بلفظ
…
إن لكل شيء قلبًا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة إلَّا من هذا الوجه، وهاون أبو محمد شيخ مجهول.
إلى أن قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق، ولا يصح حديث أبي بكر من قبل إسناده، وإسناده ضعيف، وفي الباب عن أبي هريرة. اهـ.
والحديث ضعيف لجهالة هارون أبي محمد كما قال الترمذي. انظر: التقريب (2/ 313: 32).
وقد أخرجه كذلك الدارمي في سننه، فضائل القرآن، فضل يس (2/ 456).
والبيهقي في الشعب، باب تعظيم القرآن، ذكر سورة يس (2/ 479: 2460).
كلاهما من طريق حميد به بنحوه، وفيه ما تقدم.
وروي كذلك عن أبي هريرة كما قال الترمذي بلفظ: "عشر مرات".
أخرجه البيهقي في الشعب (2466، 2/ 481)، عن علي بن أحمد بن عبدان، =
= عن أحمد بن عبيد الصفار، عن المعتمر، عن طالوت بن عباد، عن سويد أبي حاتم، عن أبي سليمان التيمي، عن أبي عثمان عن أبي هريرة بنحوه.
وفيه سويد أبو حاتم لم أجد له ترجمة.
وأما المروى عن أبي بكر كما قال الترمذي فقد أخرجه البيهقي في الشعب كذلك (2/ 481: 2465).
ولم يذكر فيه هذه الجملة ولا ما يدل عليها. ومع ذلك قال البيهقي: تفرد به محمد بن عبد الرحمن، وهو منكر.
وأورده السيوطي في اللالي (1/ 234)، فضائل القرآن وقال: باطل، الجدعاني متروك.
وذكر أنه أخرجه غير واحد، ولكن لا أطيل بذكرهم لعدم تعلق الغرض بذلك.
وقد روي أيضًا عن حسان بن عطية عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ عشر مرات.
أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 479: 2459)، عن أبي نصر بن قتادة، عن أبي منصور النضروي، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن حسان بنحوه مرفوعًا. وقال البيهقي: هذا مرسل.
وإرساله يكفي في تضعيفه.
وقد روي بلفظ إحدى عشرة مرة ولكنه مقطوع عن أبي قلابة. رواه البيهقي في الشعب (2467، 2/ 481)، بسنده إليه، وقال: هذا نقل إلينا بهذا الإِسناد من قول أبي قلابة، وكان من كبار التابعين، ولا يقوله إن صح ذلك عنه إلَّا بلاغًا.
وعليه فجميع الطرق ضعيفة.
وعزا السيوطي في الدر (5/ 257)، نحوه إلى ابن عباس بن عقبة. عند ابن مردويه.
قوله: "ومن قرأ القرآن وهو في سكرات الموت جاء رضوان
…
"إلخ. =
= عزا السيوطي في الدر (5/ 257)، إلى الديلمي وابن مردويه عن أبي الدرداء، وإلى أبي الشيخ في فضائل القرآن، والديلمي عن أبي ذر نحوه بلفظ: ما من ميت يقرأ عنده يس إلَّا هون الله عليه".
ولم أقف عليه بلفظه.
وعلى هذا يمكن القول إن الحديث ليس له أصل إلَّا الجملة الأولى منه فلها أصل صحيح.
3691 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا هشيم، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ (2) خَلَفٍ (3) جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ (4) إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إليك، فَفَتَّهُ (5) بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ الله هذا بعد ما أرم (6)؟ قال صلى الله عليه وسلم:"نعم، يبعث هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ" قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا} (7) إلى آخر السورة.
(1) بغية الباحث (2/ 727).
(2)
في (مح): "ابن"، والصحيح في (عم) و (سد).
(3)
كان هو وأخوه أمية من أشد الناس عداءً للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد قتل أبي كافرًا، قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم
أحد، رماه بحربة فقتله. وورد في طرق أخرى أنه العاص بن وائل الذي أتى بالعظم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أيضًا من المستهزئين. لدغ في رجله فمات على أثر ذلك بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر. انظر: الكامل لابن الأثير (1/ 49). وأيًا ما كان الأمر فالآية عامة في كل مكذب ومنكر للبعث كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/ 496).
(4)
حائل: أي متغير، قد غيره البلى، وكل متغير حائل، النهاية (1/ 463).
(5)
فت الشي يفته فتًا، وفتته: دقه، وقيل كسره. والفت أن تأخذ الشيء بإصبعك فتصيره فتاتًا،
أي: دقاقًا. انظر: اللسان (2/ 64).
(6)
أي: بلى، يقال: أرم المال إذا فني، وأرض أرمه لا تنبت شيئًا.
وقيل من الأرم، أي: الأكل، يقال: أرمت السنة بأموالنا، أي: أكلت كل شيء، ومنه قيل للأسنان الأرم. انظر: النهاية (1/ 40).
(7)
[يس: 77 - 83].
3691 -
درجته:
ضعيف لأنه مرسل، أرسله أبو مالك، وأورده البوصيري في تفسير سورة يس (ق 166/ 2/ أ)، وسكت عليه.
تخريجه:
الأثر مروى عن هشيم، وقد اختلف عليه فيه في إسناده. ومتنه على ثلاثة أوجه: =
=
1 -
عن هشيم عن حصين، عن أبي مالك مرسلًا وقال: إنه أبي بن خلف.
أخرجه الحارث كما مر. وعزاه في الدر (5/ 269)، إلى سعيد بن منصور.
وابن المنذر، والبيهقي في البعث ولم أقف عليه عنده.
2 -
عن هشيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مرسلًا، وقال إنه: العاص بن وائل.
أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 30)، عن يعقوب بن إبراهيم به بنحوه.
3 -
عن هشيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وقال إنه: العاص بن وائل.
أخرجه ابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير (3/ 496)، عن علي بن الحسين بن الجنيد، عن محمد بن العلاء، عن عثمان بن سعيد الزيات، عنه به بنحوه.
والإِسماعيلي في معجمه (3/ 742: 359)، عن علي بن أحمد ابن بنت الحسين العجلي، عن محمد بن العلاء به بنحوه.
والحاكم في تفسير سورة يس (2/ 429)، عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، عن جده، عن عمر بن عون، عن هشيم به بنحوه، وقال: على شرطهما، وسكت الذهبي.
وعزاه في الدر (5/ 269)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، والضياء، والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس، وقال: العاص بن وائل.
فالاختلاف واقع على هشيم، وهو ثقة، ثبت. لكنه مدلس من الثالثة. انظر: التقريب (2/ 320: 103).
ويقبل حديثه لأنه صرح بالسماع عند الحاكم، وعند ابن جرير.
أما من رواه عنه فهم كالتالي:
1 -
محمد بن بكار: ثقة كما تقدم. =
= 2 - يعقوب بن إبراهيم: ثقة. انظر: التقريب (2/ 374: 37).
3 -
عثمان بن سعيد الزيات لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 9: 63)، لكن عمرو بن عون: ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 76: 647).
ولذا أرى ثبوت الأوجه الثلاثة لأمور:
1 -
لأن كل رجال الأسانيد ثقات، أو تابعهم ثقات.
2 -
أن ذلك متعلق بسبب النزول، فللمقطوع منه حكم الرفع، إذ لا يقال ذلك من قبل الرأي.
ويؤيد ذلك أنه روي عن غير أبي مالك، وسعيد بن جبير من التابعين.
منهم:
(1)
مجاهد:
أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 30)، عن محمد بن عمارة، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي يحيى عنه وقال: أبي بن خلف.
كما أخرجه في الموضع نفسه: عن محمد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظه.
وعن الحارث، عن الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح به بلفظه.
وعزاه السيوطي في الدر (5/ 270)، إلى عبد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد.
(ب) قتادة:
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (25/ 146)، عن معمر، عن قتادة بنحوه.
وابن جرير (23/ 30)، عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عنه بنحوه.
وعزاه السيوطي في الدر إلى ابن المنذر، وعبد.
(ج) عكرمة:
عزاه في الدر (5/ 270)، إلى ابن أبي حاتم. =
= (د) عروة: وعزاه أيضًا إليه.
(هـ) السدي: عزاه أيضًا إلى ابن أبي حاتم.
وهذا يؤيد أن أبا مالك لم يقله وحده بل شاركه غيره، مما يدل على أن الأمر مشهور عند التابعين ولا يتفقون إلَّا على ما كان منقولًا نقلًا يوثق فيه.
3 -
أنه لا مانع من تعدد الحوادث والأسباب. فلا مانع من حصول الأمر من أبي، أو العاص.
فالمفهوم من ذلك أن التابعين تلقوه عن الصحابة واشتهر بينهم.
على أنه روي عن ابن عباس وقال فيه: عبد الله بن أبي.
أخرجه ابن جرير (23/ 30)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه.
لكن قال: عبد الله بن أبي.
أما إسناده فتقدم في النص رقم 3653 أن هذه السلسلة ضعيفة كلها.
وأما متنه فقال فيه ابن كثير (3/ 496)، هذا منكر، لأن السورة مكيّة، وعبد الله بن أبي إنما كان بالمدينة. اهـ.
وخلاصة القول: أن المروي عن أبي مالك صحيح. وله حكم الرفع لأنه متعلق بسبب النزول. قال الحافظ العراقي:
وعد ما فسره الصحابي
…
رفعا فمحمول على الأسباب
(شرح الألفية ص 59).
3692 -
حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ"، اقْرَأْ "يس" فَإِنَّ فِي "يس" عَشْرَ بَرَكَاتٍ. مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إلَّا شَبِعَ، وَلَا ظَمْآنُ إلَّا رَوِيَ، وَلَا عَارٍ إلَّا اكْتَسَى، وَلَا عَزَبٌ (2) إلَّا تَزَوَّجَ، وَلَا خَائِفٌ إلَّا أَمِنَ، وَلَا مَسْجُونٌ إلَّا خَرَجَ، وَلَا مُسَافِرٌ إلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ.
وَلَا مَنْ ضَلَّتْ ضَالَّتَهُ إلَّا وَجَدَهَا، وَلَا مريض إلَّا برأ (3)، وَلَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إلَّا خُفِّفَ عَنْهُ.
(1) هذا سند الحارث.
(2)
في (عم) و (سد): "عازب".
(3)
برأ المريض يبرأ ويبرؤ هي لغة أهل الحجاز. وسائر العرب يقولون: برئت من المرض. (لسان العرب 1/ 31).
3692 -
درجته:
الحديث فيه أربع علل:
1 -
عبد الرحيم بن واقد: ضعيف.
2 -
حماد بن عمرو: لم يتميز لي.
3 -
السرى: لا يعرف.
4 -
رواية علي بن الحسين عن جده مرسله.
إلَّا إن إن المراد بالضمير أن يرجع إلى أبيه، فيكون جد محمد بن علي، هو الحسين. وحينئذٍ ينتفي الإِرسال لكنني أراه بعيدًا. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (2/ف 166 ب). =
= تخريجه:
لم أعثر عليه إلَّا أن العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 310)، هامش الإِحياء كتاب ترتيب الأوراد بيان أوراد الليل عزاه لأبي منصور المظفر بن الحسين الغزنوني في فضائل القرآن. ثم قال: وهو منكر. وكذا ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (5/ 154)، في الباب نفسه. ونقل الكلام السابق.